مُصَابٌ أصاب المصطفى منه فَادِحٌ |
|
بكت حَزَناً من رُزْئِهِ فَاطِمُ الطُّهْرُ |
غداةَ عَدَتْ أبناءُ حَرْب فَجَلْجَلَتْ |
|
لها زُمَرٌ لا يُستطاعُ لها حَصْرُ |
وثارت بها أحقادُها فتطلَّبَتْ |
|
من المصطفى ثَارَاتِ ما فَعَلَتْ بَدْرُ |
وجاءت على جَهْل تحاولُ إمرةً |
|
على مَنْ له من دونِها النهيُ والأَمْرُ |
وسامته أَنْ ينقادَ للحُكْمِ ضارعاً |
|
لديها ويأبى العزُّ أَنْ يَضْرَعَ الحُرُّ |
فَقَالَ رِدِي يا نَفْسُ من سورةِ الردى |
|
فعند وُرُودِ الضيمِ يُسْتَعْذَبُ المُرُّ (3) |
يا راكباً شَدْقميّاً في قوائمِهِ |
|
يَطْوِي أديمَ الفيافي كلَّما ذرعا |
عُجْ بالمدينةِ واصرخْ في شَوَارِعِها |
|
بصَرْخة تملأُ الدنيا بها جَزَعا |
نادِ الذين إذا نادى الصريخُ بهم |
|
لبوَّه قَبْلَ صدىً من صَوْتِهِ رَجَعا |
يكادُ ينفذُ قبل القَصْدِ فِعْلُهُمُ |
|
بِنَصْرِ مَنْ لَهُمُ مُستنجداً فَزِعا |
قل يا بني شيبةِ الحمدِ الذين بِهِمْ |
|
قامت دَعَائِمُ دينِ اللهِ وارتفعا |
قوموا فَقَدْ عَصَفَتْ بالطفِّ عاصفةٌ |
|
مالت بأرجاءِ طَوْدِ العزِّ فانصدعا (4) |
إنَّ الذي كان نوراً يستضاءُ به |
|
بكربلاءَ قتيلا غيرُ مدفونِ |
سِبْطَ النبيِّ جَزَاك اللهُ صالحةً |
|
عنّا وجُنِّبت خُسْرَانَ الموازينِ |
قد كنت لي جبلا صعباً ألوذُ به |
|
وكنت تَصْحَبُنا بالرحمِ والدينِ |
مَنْ لليتامى وَمَنْ للسائلين وَمَنْ |
|
يقي ويأوي إليه كلَّ مسكينِ (2) |
واللهِ لا أبتغي صِهْراً بصِهْرِكُمُ |
|
حتى أُغيَّبَ بينَ الرملِ والطينِ (3) |
لاَ تدعونّي ويكِ أمَّ البنينْ |
|
تُذَكِّريني بِلُيُوثِ العرينْ |
كانت بنونٌ لِيَ أُدْعَى بهم |
|
واليومَ أصحبتُ ولا مِنْ بنينْ |
أربعةٌ مِثْلُ نُسُورِ الرُّبَى |
|
قد واصلوا الموتَ بِقَطْعِ الوتينْ |
تَنَازَعَ الخِرْصَانُ أَشْلاَءَهم |
|
فكلُّهم أمسى صريعاً طعينْ |
ياليتَ شعري أَكَمَا أخبروا |
|
بأنَّ عباساً قطيعُ اليمينْ |
يا أبا الفضلِ قم ألستَ الذي قد |
|
كُنتَ لي مُسعِداً إذا الدّهرُ نابا |
كُسِرَ اليومَ بافتقادِكَ ظهري |
|
وقناتي فُلَّتْ وظنِّيَ خابا |
يا بني هاشم وآلَ نزار |
|
بدرُكُم قد هوى فقومُوا غضابا |
وانثنى للخبا مُحدودِبَ الظهرِ |
|
تَردَّى من الأسى جِلبَابا |
فدعا يا بناتّ أحمدَ صبراً |
|
عظَّمَ الله أجرَكُم والثَّوابا |
إنَّ دهري عليَّ فوَّقَ سهماً |
|
ورمى كفَّ عَزمتي فأصابا |
أحِمى الضائعاتِ مَنْ لو دعاهُ |
|
فوقَ هامِ السُّهى مَروُعٌ أهابا |
أوحشَ الحربَ فقدُه في نهار |
|
وبليل قد أوحشَ المحرابا (2) |
وَبتُّ على مثل شوكِ القَتَادِ |
|
اُردّدُ أنفاسَ دامي الجراح |
غداةَ تَغَيَّبُ عن ناظري |
|
مُحَيَّاكَ يا خيرَ من جا وراح |
تَغَيّبْتَ فأظلمَ وجه النهار |
|
بعينيَ واسوّدَ وجهُ الصباح |
فقدتُكَ درعاً به أتّقي |
|
من الدهر طعنَ القنا والرماح |
بنفسيَ أفديك من نازح |
|
رمى فقدُه الصبرَ بالانتزاح |
أبا الفضلِ رحتَ فَرُوحُ التقى |
|
عقيبَك قد آذنتْ بالرواح (1) |