المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 237

المكان الذي منه أتى ، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور ، فيكون رجلا من المسلمين ، له مالهم ، وعليه ما عليهم (1).
وروي أن عقبة بن السمعان قال : صحبت الحسين من المدينة إلى العراق ، ولم أزل معه إلى أن قتل ، والله ما سمعته قال ذلك (2).
فلمّا قرأ عبيدالله الكتاب قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه ، فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال : أتقبل هذا منه ، وقد نزل بأرضك وأتى جنبك ؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ، ليكوننَّ أولى بالقوَّة ، ولتكوننَّ أولى بالضعف والعجز ، فلا تعطه هذه المنزلة ، فإنها من الوهن ، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه ، فإن عاقبت فأنت أولى بالعقوبة ، وإن عفوت كان ذلك لك.
فقال ابن زياد : نعم ما رأيت! الرأي رأيك ، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر ابن سعد فليعرض على الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إليَّ سلماً ، وإن هم أبوا فليقاتلهم ، فإن فعل فاسمع له وأطع ، وإن أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش ، فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه.
وكتب إلى عمر بن سعد : لم أبعثك إلى الحسين لتكفَّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السلامة والبقاء ، ولا لتعتذر عنه ، ولا لتكون له عندي شفيعاً ، انظر فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليَّ سلماً ، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثِّل بهم ، فإنهم لذلك مستحقون ، فإن قتلت حسيناً فأوطىء الخيل صدره وظهره ، فإنه عات ظلوم ، ولست أرى أن هذا يضرُّ بعد الموت شيئاً ، ولكن عليَّ قول قد قلته لو قد قتلته لفعلت هذا به ، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخلَّ بين شمر بن

(1) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/387 ـ 390.
(2) تذكرة الخواص ، سبط ابن الجوزي : 224.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 238

ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنّا قد أمرناه بأمرنا والسلام.
فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيدالله بن زياد إلى عمر بن سعد ، فلمَّا قدم عليه وقرأه قال له عمر : مالك ويلك ؟ لاقرَّب الله دارك ، وقبَّح الله ما قدمت به عليَّ ، والله إني لأظنك نهيته عما كتبت به إليه ، وأفسدت علينا أمراً قد كنّا رجونا أن يصلح ، لا يستسلم والله حسين ، إن نفس أبيه لبين جنبيه ، فقال له شمر : أخبرني ما أنت صانع ، أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوَّه ؟ وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند والعسكر ، قال : لا ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولَّى ذلك ، فدونك فكن أنت على الرجَّالة.
ونهض عمر بن سعد إلى الحسين ( عليه السلام ) عشية الخميس لتسع مضين من المحرم ، وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين ( عليه السلام ) وقال : أين بنو أختنا ؟ (1) فخرج إليه جعفر والعباس وعبدالله وعثمان بنو علي ( عليه السلام ) فقالوا : ما تريد ؟ فقال : أنتم يا بني أختي آمنون ، فقال له الفئة : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا أمان له (2).
قال الشيخ جعفر النقدي عليه الرحمة : وقد صحَّ أن العباس ( عليه السلام ) فعل الأفاعيل العجيبة ، وقتل الفرسان العظام ، وأتى بالماء مراراً متعدّدة لأهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي كتاب أسرار الشهادة للفاضل الدربندي عليه الرحمة ـ عند ذكر شهادة العباس ( عليه السلام ) ـ : قيل : أتى زهير إلى عبدالله بن جعفر بن عقيل قبل أن يُقتل فقال : يا أخي ، ناولني الراية ، فقال له عبدالله : أو فيَّ قصور عن حملها ؟ قال : لا ، ولكن لي بها حاجة ، قال : فدفعها إليه ، وأخذها زهير وأتى ، فجاء إلى العباس

(1) وذلك لأن أم البنين بنت حزام ـ أم العباس وعثمان وجعفر وعبدالله ـ كانت كلابية ، وشمر ابن ذي الجوشن كلابي ، ولذا أخذ من ابن زياد أماناً لبنيها ، وذكر ابن جرير أن جرير بن عبدالله بن مخلد الكلابي كانت أمُّ البنين عمّته ، فأخذ لأبنائها أماناً هو وشمر بن ذي الجوشن.
(2) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/387 ـ 391.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 239

بن علي ( عليه السلام ) وقال : يابن أمير المؤمنين ، أريد أن أحدِّثك بحديث وعيته ، فقال : حدِّث فقد حلا وقت الحديث :
حَدِّثْ ولا حَرَجٌ عليكَ فإنّما تَرْوي لَنَا مُتَوَاتِرَ الإسنادِ

فقال : اعلم ـ يا أبا الفضل ـ أن أباك أمير المؤمنين لما أراد أن يتزوّج أم البنين بعث إلى أخيه عقيل ـ وكان عارفاً بأنساب العرب ـ فقال ( عليه السلام ) : يا أخي ، أريد منك أن تخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة لكي أصيب منها ولداً شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا ـ وأشار إلى الحسين ( عليه السلام ) ـ ليواسيه في طفّ كربلا ، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصِّر عن حلائل أخيك ، وعن أخواتك ، قال : فارتعد العباس ( عليه السلام ) ، وتمطَّى في ركابه حتى قطعه ، وقال : يا زهير تشجِّعني في مثل هذا اليوم ؟ والله لأرينّك شيئاً ما رأيته قط ، قال : فهمز جواده نحو القوم حتى توسَّط الميدان.. (1) وحامى ودافع عن أخيه وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أبلى بلاء حسناً ، فسقط على التراب مخضّباً بدمه ، منادياً ، أبا عبدالله ، عليك مني السلام.
ويعزّ على سيِّد الشهداء ( عليه السلام ) أن يرى أخاه العباس على بوغاء كربلاء ، مفضوخ الهامة ، مقطوع اليدين ، والسهم في عينه ، واللواء مطروح إلى جانبه.
ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول :
أبَا الفَضْلِ يا مَنْ ليس تُحْصَى هِبَاتُهُ وَمَنْ ذا الذي يُحصي النجومَ الدَّرَارِيا
حَمَيْتَ الهدى لمَّا دَعَا بِكَ نادباً فللهِ نَدْبٌ كان للدينِ حاميا
ولبَّيْتَ داعي الحقِّ بالطفِّ مُذْ دعا وجاوبتَهُ لبَّيكَ للهِ داعيا
وجيشُ ابنِ حَرْب بالطفوفِ كأنَّما أَعَدْتَ عليه حَرْبَ صفّينَ ثانيا
مَلَكْتَ الفُرَاتَ العَذْبَ والقلبُ لاَهِفٌ وكان عليه الجيشُ كالسدِّ رَاسِيا


(1) الأنوار العلوية ، الشيخ جعفر النقدي : 443 ـ 444 ، أسرار الشهادة ، الدربندي : 2/497.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 240

تذكَّرْتَ ماقاسى الحسينُ من الظما وَعُدْتَ ولم تَرْوِ الحَشَا منه ظاميا
أبوكَ فَدَى نَفْسَ النبيِّ بنفسِهِ وكنتَ لسبطِ المصطفى الطُّهْرِ فاديا
وإن يكُ قد واسى أبوك ابنَ عَمِّه فللسِّبْطِ يومَ الطفِّ كنتَ المواسيا
فياقمراً قد غاله الخَسْفُ بَعْدَما بدا في سَمَاءِ الهاشميّين زَاهِيا
تُحَجِّبُ منه البِيضُ والسُّمْرُ طَلْعَةً بأنوارِهَا كانت تُضيءُ الدياجيا
أأنساه مَقْطُوعَ اليدينِ ضريبةً لِبِيْضِ العِدَا حَوْلَ الشريعةِ ثاويا (1)

المجلس الثاني ، من اليوم السابع

منزلة العباس ( عليه السلام ) عند أهل البيت (عليهم السلام)
ومصرعه الشريف

جاء في بعض زيارات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) فهل المحن يا ساداتي إلاَّ التي لزمتكم ، والمصائب إلاَّ التي عمَّتكم ، والفجائع إلاَّ التي خصَّتكم ، والقوارع إلاَّ التي طرقتكم ، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم ، ورحمة الله وبركاته ، بأبي أنتم وأمي يا آل المصطفى ، إنّا لا نملك إلاَّ أن نطوف حول مشاهدكم ، ونعزّي فيها أرواحكم ، على هذه المصائب العظيمة الحالّة بفنائكم ، والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم ، التي أثبتت في قلوب شيعتكم القروح ، وأورثت أكبادهم الجروح ، وزرعت في صدرهم الغصص ، فنحن نشهد الله أنّا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدِّمين ، في إراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقتلة أبي عبدالله سيّد شباب أهل الجنة يوم كربلاء ، بالنيّات والقلوب ، والتأسَّف على فوت تلك

(1) الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره ، الدكتور عبد الصاحب الموسوي : 348.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 241

المواقف  ، التي حضروا لنصرتكم  ، والله وليِّي يبلِّغكم منّي السلام (1).
روي عن ثابت ابن أبي صفية قال : نظر علي بن الحسين سيِّد العابدين ( عليه السلام ) إلى عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) فاستعبر  ، ثمَّ قال : ما من يوم أشدّ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من يوم أحد  ، قُتل فيه عمّه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله  ، وبعده يوم مؤتة  ، قُتل فيه ابن عمِّه جعفر بن أبي طالب. ثمَّ قال ( عليه السلام ) : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام )   ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل  ، يزعمون أنهم من هذه الأمّة  ، كلٌّ يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه  ، وهو بالله يذكّرهم فلا يتعظون  ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً.
ثمَّ قال ( عليه السلام ) : رحم الله العباس  ، فلقد آثر وأبلى  ، وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه  ، فأبدل الله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة  ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) وإن للعباس عند الله عزَّ وجل منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة (2).
وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : عن القاسم بن أصبغ بن نباتة قال : رأيت رجلا من بني أبان بن دارم أسود الوجه  ، وكنت أعرفه جميلا شديد البياض  ، فقلت له : ما كدت أعرفك  ، قال : إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين ( عليه السلام )   ، بين عينيه أثر السجود  ، فما نمت ليلة منذ قتلته إلاَّ أتاني  ، فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها فأصيح  ، فما يبقى أحد في الحيّ إلاَّ سمع صياحي  ، قال : والمقتول العباس بن علي ( عليه السلام ) (3).
ورواها الشيخ الصدوق عليه الرحمة أيضاً : عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة

(1) المزار  ، محمد بن المشهدي : 299.
(2)الأمالي  ، الصدوق : 547 ـ 548 ح 10.
(3) مقاتل الطالبيين  ، أبو الفرج الإصفهاني : 86  ، وقد ذكر القصة ابن شهر آشوب في المناقب : 4/58 بغير هذا اللفظ  ، وزاد : قال : فسمعت بذلك جارة له فقالت : ما يدعنا ننام الليل من صياحه.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 242

قال : قدم علينا رجل من بني دارم ممن شهد قتل الحسين ( عليه السلام ) مسودّ الوجه  ، وكان رجلا جميلا شديد البياض  ، فقلت له : ما كدت أعرفك لتغيُّر لونك  ، فقال : قتلت رجلا من أصحاب الحسين ( عليه السلام )   ، يُبصر بين عينيه أثر السجود  ، وجئت برأسه  ، فقال القاسم : لقد رأيته على فرس له مَرِحاً  ، وقد علَّق الرأس بلبانها  ، وهو يصيب ركبتها.
قال : فقلت لأبي : لو أنّه رفع الرأس قليلا  ، أما ترى ما تصنع به الفرس بيديها ؟ فقال لي : يا بنيّ  ، ما يصنع بي أشدّ  ، لقد حدَّثني  ، قال : ما نمت ليلة منذ قتلته إلاَّ أتاني في منامي حتى يأخذ بكتفي فيقودني  ، ويقول : انطلق  ، فينطلق بي إلى جهنم فيقذف بي فأصيح  ، قال : فسمعت بذلك جارة له فقالت : ما يدعنا ننام شيئاً من الليل من صياحه  ، قال : فقمت في شباب من الحيّ  ، فأتينا امرأته فسألناها  ، فقالت : قد أبدى على نفسه  ، قد صدقكم (1).
قال الشيخ جعفر النقدي عليه الرحمة : وأمّا العباس بن علي ( عليه السلام ) وإخوته جعفر وعثمان وعبدالله أولاد أم البنين ابنة حزام بن خالد الكلابية : قال أحمد بن مهنا في كتابه عمدة الطالب : ويُكنّى أبا الفضل  ، ويلقَّب السقَّا; لأنه استسقى الماء لأخيه الحسين ( عليه السلام ) يوم الطف  ، وقُتل دون أن يبلِّغه إياه ـ أي في الدفعة الأخيرة ـ وإلاَّ فقد جاء بالماء مراراً كما هو مذكور (2).
ولله درّ الشيخ محسن أبو الحب إذ يقول عليه الرحمة على لسان الحسين ( عليه السلام ) :
أبوكَ كان لجدّي مثلَ كَوْنِكَ لي بنفسِهِ نَفْسُ مَنْ آخَاه فَادِيها
أبوك ساقي الوَرَى في الحَشْرِ كَوْثَرَهُ وأنتَ أطفالَنا في الطفِّ ساقيها

وقال أبو الفرج الإصبهاني في مقاتل الطالبيين : كان العباس بن علي ( عليه السلام )

(1) ثواب الأعمال  ، الشيخ الصدوق : 218 ـ 219.
(2) الأنوار العلوية  ، الشيخ جعفر النقدي : 441.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 243

يُكنَّى أبا الفضل  ، وأمُّه أم البنين أيضاً  ، وهو أكبر ولدها  ، وهو آخر من قتل من إخوته لأبيه وأمه  ، وفي العباس بن علي ( عليه السلام ) يقول الشاعر :
أحقُّ الناسِ أن يُبْكَى عليه فتىً أبكى الحسينَ بكربلاءِ
أخوه وابنُ وَالِدِه عليٍّ أبو الفضل المضرَّجُ بالدماءِ
وَمَنْ واساه لا يَثْنيه شيءٌ وَجَادَ لَهُ عَلَى عَطَش بماءِ

وفيه يقول الكميت بن زيد :
وأبو الفَضْلِ إنَّ ذِكْرَهُمُ الحُلْوُ شِفَاءُ النفوسِ مِنْ أَسْقَامِ
قُتِلَ الأدعياءُ إذْ قتلوه أَكْرَمَ الشاربينَ صَوْبَ الغَمَامِ

وكان العباس ( عليه السلام ) رجلا وسيماً جميلا  ، يركب الفرس المطهَّم ورجلاه يخطّان في الأرض  ، وكان يقال له : قمر بني هاشم  ، وكان لواء الحسين ( عليه السلام ) معه.
قال : وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : عبَّأ الحسين بن علي ( عليه السلام ) أصحابه  ، فأعطى رايته أخاه العباس  ، حدَّثني أحمد بن عيسى  ، عن حسين بن نصر  ، عن أبيه  ، عن عمرو بن شمر  ، عن جابر  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أن زيد بن رقاد وحكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي ( عليه السلام )   ، وكانت أم البنين ـ أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى ـ تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها  ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها  ، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك  ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي. ذكر ذلك محمد بن علي بن حمزة  ، عن النوفلي  ، عن حماد بن عيسى الجهني  ، عن معاوية بن عمار  ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) (1).
قالوا : وكان العباس ( عليه السلام ) السقّاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين ( عليه السلام ) وهو أكبر الإخوان  ، مضى يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم  ، وجعل يقول :
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ زَقا حتى أُوارى في المصاليتِ لُقَى


(1) مقاتل الطالبيين  ، أبو الفرج الإصفهاني : 55 ـ 56.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 244

نفسي لنفسِ المصطفى الطُّهرِ وِقَا إني أنا العبَّاسُ أغدو بالسِّقَا
ولا أخافُ الشرَّ يومَ الملتقى

ففرَّقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة  ، وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي  ، فضربه على يمينه  ، فأخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز :
واللهِ إن قطعتُمُ يميني إني أحامى أبداً عن ديني
وعن إمام صادقِ اليقينِ نَجْلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ

فقاتل حتى ضعف  ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة  ، فضربه على شماله فقال :
يا نفسُ لا تخشي من الكُفَّارِ وأبشري برحمةِ الجبَّارِ
مع النبيِّ السيِّدِ المختارِ قد قطعوا ببغيِهِمْ يَسَاري
فأَصْلِهِم يا ربِّ حَرَّ النارِ

فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله  ، فلمّا رآه الحسين ( عليه السلام ) صريعاً على شاطىء الفرات بكى وأنشأ يقول :
تعدَّيتُمُ يا شرَّ قوم ببغيِكُمْ وخالفتُمُ دينَ النبيِّ محمَّدِ
أَمَا كان خيرُ الرسلِ أوصاكُمُ بنا أَمَا نحن من نَجْلِ النبيِّ المسدَّدِ
أَمَا كانت الزهراءُ أُمّيَ دُوْنَكُمْ أَمَا كان من خيرِ البريَّةِ أحمدِ
لُعِنْتُمْ وأُخزِيتم بما قد جَنَيْتُمُ فسوف تُلاَقوا حَرَّ نارِ تَوَقُّدِ

قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : وفي بعض تأليفات أصحابنا أن العباس لما رأى وحدته ( عليه السلام ) أتى أخاه وقال : يا أخي  ، هل من رخصة ؟ فبكى الحسين ( عليه السلام ) بكاء شديداً  ، ثم قال : يا أخي  ، أنت صاحب لوائي  ، وإذا مضيت تفرَّق عسكري  ، فقال العباس : قد ضاق صدري وسئمت من الحياة  ، وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين.

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 245

فقال الحسين ( عليه السلام ) : فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء  ، فذهب العباس ووعظهم وحذَّرهم فلم ينفعهم  ، فرجع إلى أخيه فأخبره  ، فسمع الأطفال ينادون : العطش العطش  ، فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة  ، وقصد نحو الفرات  ، فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكَّلين بالفرات  ، ورموه بالنبال  ، فكشفهم وقتل منهم ـ على ما روي ـ ثمانين رجلا حتى دخل الماء.
فلمّا أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته  ، فرمى الماء وملأ القربة  ، وقال على ما روي :
يا نفسُ من بَعْدِ الحسينِ هوني وبَعْدَه لا كنتِ أَنْ تكوني
هَذا الحسينُ واردُ المَنُونِ وتشربينَ بَارِدَ الْمَعِينِ
تاللهِ ما هذا فِعَالُ ديني

وحملها على كتفه الأيمن  ، وتوجَّه نحو الخيمة  ، فقطعوا عليه الطريق  ، وأحاطوا به من كل جانب  ، فحاربهم حتى ضربه نوفل الأزرق على يده اليمنى فقطعها  ، فحمل القربة على كتفه الأيسر  ، فضربه نوفل فقطع يده اليسرى من الزند  ، فحمل القربة بأسنانه  ، فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها.
مَا سَاءَهُ قَطْعُ اليدينِ فعندَهُ لا شيءَ في جَنْبِ الإلهِ ثمينُ
بَلْ ساءه إهراقُ مَاءِ مَزَادة فبها لريِّ الطاهراتِ ضمينُ
تاللهِ لو عادت يَدَاهُ لا ستقى مَاءً وما هو باليدينِ ضنينُ (1)

قال الراوي : ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره  ، فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين : أدركني  ، فلمّا أتاه رآه صريعاً فبكى ( عليه السلام ).. ونادى : الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي (2)

(1) الشواهد المنبرية  ، الشيخ علي الجشي : 58.
(2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/42.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 246

وَهَوَى عليه مَاهُنَالِكَ قائلا اليومَ بَانَ عن اليمينِ حُسَامُها
اليومَ سَارَ عن الكتائبِ كَبْشُها اليومَ غَابَ عن الهُدَاةِ إمامُها
اليومَ نامت أعينٌ بك لَمْ تَنَمْ وتسهَّدَتْ أخرى فَعَزَّ مَنَامُها

ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول :
ولمَّا رآه السبطُ شِلواً موزَّعاً هَوَى فوقَهُ مُحْدَوْدِبَ الظَّهْرِ حانيا
ففي أيِّ كفٍّ بَعْدَك اليومَ أتّقي غَوَاشي الأعادي أَمْ أَذُودُ الأعاديا
عليَّ عزيزٌ أن أراك مجدَّلا تريبَ المحيَّا عافرَ الجسمِ داميا
عليكَ انحنى ظهري وشَلَّت يَدُ الردى يمينى وَجَذَّتْ في ظُبَاها شِمَاليا
فهلاَّ شَجَتْكَ الفاطمياتُ إِذْ غَدَتْ ( بحال به يُشْجِيْنَ حتَّى الأعاديا )
وَضَجَّتْ بمَنْ فيها عليكَ خِيَامُها فناعيةٌ فيها تُجَاوِبُ نَاعِيا
وكنتَ لها الساقي إذا كَضَّها الظَّمَا وها هي تستسقي الدموعَ الجَوَارِيا
تَقَضَّتْ لياليهنَّ فيك زَوَاهِراً وقد أصبحت أَيَّامُهُنَّ لَيَاليا
وكانت رُبُوعُ العِزِّ فيك حوالياً وَبَعْدَكَ قد عادت يَبَاباً خَوَاليا
فَمَنْ ذَا الذي يحمي الضعينةَ إِنْ سَرَتْ إلى الشامِ فيها العيسُ تَطْوِي الفيافيا
فيا ابنَ التي تُنْمَى لأزكى قبيلة وقد أنجبت تلك البنينَ الزَّوَاكيا
لجأتُ إلى مَثْوَاكَ ضيفاً ولم تكن لِتَطْرُدَ ضيفاً مستجيراً ولاجيا (1)

قال بعض الرواة : لما ضاق الأمر بالحسين ( عليه السلام ) وقد بقي وحيداً فريداً  ، التفت إلى خيم بني أبيه فرآها خالية منهم  ، ثمَّ التفت إلى خيم بني عقيل فوجدها خالية منهم  ، ثمَّ التفت إلى خيم أصحابه فلم ير أحداً منهم  ، فجعل يكثر من قول : لا حول ولا قوّة إلاَّ بالله العلي العظيم  ، ثمَّ ذهب إلى خيم النساء  ، فجاء إلى خيمة ولده زين العابدين ( عليه السلام ) فرآه ملقىً على نطع من الأديم  ، فدخل عليه وعنده زينب تمرِّضه  ، فلمَّا

(1) الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره  ، الدكتور عبد الصاحب الموسوي : 348 ـ 349.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 247

نظر إليه علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أراد النهوض فلم يتمكَّن من شدّة المرض  ، فقال لعمَّته : سنديني إلى صدرك  ، فهذا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أقبل  ، فجلست زينب خلفه وأسندته إلى صدرها  ، فجعل الحسين ( عليه السلام ) يسأل ولده عن مرضه  ، وهو يحمد الله تعالى  ، ثم قال : يا أبتاه  ، ما صنعت اليوم مع هؤلاء المنافقين ؟ فقال له الحسين ( عليه السلام ) : يا ولدي  ، قد استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله  ، وقد شبَّ الحرب بيننا وبينهم ـ لعنهم الله ـ حتى فاضت الأرض بالدم منّا ومنهم.
فقال علي ( عليه السلام ) : يا أبتاه  ، أين عمّي العباس ؟  ، فلمَّا سأل عن عمِّه اختنقت زينب بعبرتها  ، وجعلت تنظر إلى أخيها كيف يجيبه  ، لأنه لم يخبره بشهادة عمه العباس خوفاً من أن يشتدَّ مرضه  ، فقال ( عليه السلام ) : يا بنيَّ  ، إن عمَّك قد قُتل  ، وقطعوا يديه على شاطىء الفرات  ، فبكى علي بن الحسين ( عليه السلام ) بكاء شديداً حتى غشي عليه (1).
ولله درّ الشيخ حسن الحلي عليه الرحمة إذ يقول على لسان الإمام الحسين ( عليه السلام ) يندب أخاه العباس :
وأحنى عليه قائلاً هتك العدى حجابَ المعالي واستُحل حرامُها
أخي بمن أسطو وإنك ساعدي وعضبي إذا ما ضاق يوماً مقامُها
أخي فمن يُعطي المكارم حقها ومن فيه إعزازاً تطاول هامُها
أخي فمن للمحصنات إذا غدت بملساء يُذكي الحائمات رغامُها
أخي لمن اُعطي اللواء ومَنْ به يشق عباب الحرب إن جاش سامُها
فو الهفتا والدهر غدرٌ صروفهُ عليك وعفواً ناضلتني سهامها
إلى الله أشكو لوعة لو أبثُها على شامخات الأرض ساخ شمامها (2)


(1) الدمعة الساكبة  ، البهبهاني : 4/351  ، معالي السبطين  ، الحائري : 2/22.
(2) العباس ( عليه السلام )   ، للمقرم : 367 ـ 368.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 248

المجلس الثالث ، من اليوم السابع

مقامات العباس ( عليه السلام ) ومواقفه الشريفة

يقول الحجّة المقدّس الشيخ عبدالله بن معتوق عليه الرحمة في شجاعة العباس بن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتضحيته :
لم أنسَ إذْ صال في يومِ النزالِ على الـ أبطالِ مَنْ هو للآجالِ مُخْتَرِمُ
هو الفتى شِبْلُ ذاك الليثِ حيدرة مَنْ لاَ فتىً غَيْرَهُ في الرَّوعِ يَقْتَحِمُ
هو المفضَّلُ مَنْ للفضلِ كان أباً والمكرُمات إذا عُدَّتْ له شِيَمُ
شَهْمٌ هِزَبْرٌ جَرِيٌّ في الوغى أَسَدٌ وفي الدُّجَا قَمَرٌ تُجْلَى به الظُّلَمُ
له مَقَاعِدُ صِدْق عندَ مالكِهِ وفي المواقِفِ مازلَّت له قَدَمُ
تخاله إِنْ سَطَا الأبطالُ صاعقةً مِنْ صَوْتِهِ حَلَّ في آذانِهِمْ صَمَمُ

قال السيِّد محسن الأمين عليه الرحمة في المجالس السنية : ولد العباس بن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سنة ست وعشرين من الهجرة  ، وعاش مع أبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أربع عشرة سنة  ، وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في النزال  ، وقُتل مع أخيه الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء وعمره أربع وثلاثون سنة  ، ويكنَّى أبا الفضل ويلقَّب بالسقَّاء وقمر بني هاشم  ، وقُتل معه بكربلاء ثلاثة إخوة لأمه وأبيه  ، وكانت له يوم كربلاء مقامات مشهودة ومواقف عظيمة  ، وكانت له صفات عالية  ، وأعمال جليلة امتاز بها.
منها أنه ( عليه السلام ) كان صاحب لواء الحسين ( عليه السلام )   ، واللواء هو العلم الأكبر  ، ولا يحمله إلاّ الشجاع الشريف في المعسكر.
ومنها أنه كان قوياً شجاعاً  ، وفارساً وسيماً جسيماً  ، يركب الفرس المطهَّم

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 249

ورجلاه تخطّان في الأرض.
ومنها أنه لما جمع الحسين ( عليه السلام ) أهل بيته وأصحابه ليلة العاشر من المحرم وخطبهم فقال في خطبته : أمَّا بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي  ، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي  ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا  ، وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي  ، وتفرَّقوا في سواد هذا الليل  ، وذروني وهؤلاء القوم  ، فإنهم لا يريدون غيري  ، قام إليه العباس ( عليه السلام ) فقال : ولم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً  ، ثم تكلَّم أهل بيته وأصحابه بمثل هذا ونحوه.
ومنها أنه ـ لما ـ نادى شمر : أين بنو أختنا ؟ أين العباس وإخوته ؟ فلم يجبه أحد  ، فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : أجيبوه وإن كان فاسقاً  ، فإنه بعض أخوالكم  ، قال له العباس ( عليه السلام ) : ما تريد ؟ فقال : أنتم يا بني أختي آمنون  ، فقال له العباس ( عليه السلام ) : لعنك الله ولعن أمانك  ، أتؤمننا وابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا أمان له ؟ وتكلَّم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا.
ومنها أنه لما أخذ عبدالله بن حزام ابن خال العباس ( عليه السلام ) أماناً من ابن زياد للعباس وإخوته من أمه قالوا : لا حاجة لنا في الأمان  ، أمان الله خير من أمان ابن سمية.
ومنها أنه لما اشتدَّ العطش بالحسين ( عليه السلام ) وأصحابه أمر أخاه العباس ( عليه السلام )   ، فسار في عشرين راجلا يحملون القرب وثلاثين فارساً  ، فجاؤوا ليلا حتى دنوا من الماء  ، وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء  ، فقال عمرو بن الحجاج : من الرجل ؟ قال : نافع  ، قال : ما جاء بك ؟ قال : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلاَّتمونا عنه  ، قال : فاشرب هنيئاً  ، قال : لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين ( عليه السلام ) عطشان هو وأصحابه  ، فقالوا : لا سبيل إلى سقي هؤلاء  ، إنما وضعنا في هذا المكان

المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 250

لنمنعهم الماء.
فقال نافع لرجاله : املأوا قربكم فملأوها  ، وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس ( عليه السلام ) ونافع بن هلال فكشفوهم وأقبلوا بالماء  ، ثمّ عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا أن يقطعوا عليهم الطريق  ، فقاتلهم العباس ( عليه السلام ) وأصحابه حتى ردّوهم وجاؤوا بالماء إلى الحسين ( عليه السلام ).
ومنها أنه لما نشبت الحرب تقدَّم أربعة من أصحاب الحسين ( عليه السلام )   ، وهم الذين جاؤوا من الكوفة ومعهم فرس نافع بن هلال  ، فشدّوا على الناس بأسيافهم  ، فلما أوغلوا فيها عطف عليهم الناس واقتطعوهم عن أصحابهم  ، فندب الحسين ( عليه السلام ) لهم أخاه العباس ( عليه السلام )   ، فحمل على القوم وحده  ، فضرب فيهم بسيفه حتى فرَّقهم عن أصحابه  ، ووصل إليهم فسلَّموا عليه وأتى بهم  ، ولكنهم كانوا جرحى فأبوا عليه أن يستنقذهم سالمين  ، فعادوا إلى القتال وهو يدفع عنهم حتى قُتلوا في مكان واحد  ، فعاد العباس ( عليه السلام ) إلى أخيه وأخبره بخبرهم.
ومنها أنه شبه عمه جعفر الطيار ( عليه السلام ) الذي قطعت يمينه ويساره في حرب مؤتة مجاهداً في سبيل الله  ، وكذلك العباس ( عليه السلام ) قطعت يمينه ويساره مجاهداً في سبيل الله في نصرة أخيه الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء :
لا تنس للعباسِ حُسْنَ مَقَامِهِ في الرَّوْعِ عندَ الغَارَةِ الشَّعْوَاءِ
واسى أخاه بها وَجَادَ بنفسِهِ في سَقيْ أطفال له ونساءِ
رَدَّ الأُلُوفَ على الألوفِ مُعَارِضاً حَدَّ السُّيُوفِ بجبهة غَرَّاءِ (1)

وقال الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة :
بالسبطِ قد هَتَفَ العبَّاسُ حين هوى في حَوْمَةِ الْحَرْبِ للتوديعِ مُبْتَغِيا
فيا لَهَا ساعةً وافى الحسينُ بها شقيقَه وعليه قام منحنيا


(1) المجالس السنية  ، السيد محسن الأمين : 1/110 ـ 112.

السابق السابق الفهرس التالي التالي