ولمَّا رآه السبطُ شِلواً موزَّعاً |
|
هَوَى فوقَهُ مُحْدَوْدِبَ الظَّهْرِ حانيا |
ففي أيِّ كفٍّ بَعْدَك اليومَ أتّقي |
|
غَوَاشي الأعادي أَمْ أَذُودُ الأعاديا |
عليَّ عزيزٌ أن أراك مجدَّلا |
|
تريبَ المحيَّا عافرَ الجسمِ داميا |
عليكَ انحنى ظهري وشَلَّت يَدُ الردى |
|
يمينى وَجَذَّتْ في ظُبَاها شِمَاليا |
فهلاَّ شَجَتْكَ الفاطمياتُ إِذْ غَدَتْ |
|
( بحال به يُشْجِيْنَ حتَّى الأعاديا ) |
وَضَجَّتْ بمَنْ فيها عليكَ خِيَامُها |
|
فناعيةٌ فيها تُجَاوِبُ نَاعِيا |
وكنتَ لها الساقي إذا كَضَّها الظَّمَا |
|
وها هي تستسقي الدموعَ الجَوَارِيا |
تَقَضَّتْ لياليهنَّ فيك زَوَاهِراً |
|
وقد أصبحت أَيَّامُهُنَّ لَيَاليا |
وكانت رُبُوعُ العِزِّ فيك حوالياً |
|
وَبَعْدَكَ قد عادت يَبَاباً خَوَاليا |
فَمَنْ ذَا الذي يحمي الضعينةَ إِنْ سَرَتْ |
|
إلى الشامِ فيها العيسُ تَطْوِي الفيافيا |
فيا ابنَ التي تُنْمَى لأزكى قبيلة |
|
وقد أنجبت تلك البنينَ الزَّوَاكيا |
لجأتُ إلى مَثْوَاكَ ضيفاً ولم تكن |
|
لِتَطْرُدَ ضيفاً مستجيراً ولاجيا (1) |
وأحنى عليه قائلاً هتك العدى |
|
حجابَ المعالي واستُحل حرامُها |
أخي بمن أسطو وإنك ساعدي |
|
وعضبي إذا ما ضاق يوماً مقامُها |
أخي فمن يُعطي المكارم حقها |
|
ومن فيه إعزازاً تطاول هامُها |
أخي فمن للمحصنات إذا غدت |
|
بملساء يُذكي الحائمات رغامُها |
أخي لمن اُعطي اللواء ومَنْ به |
|
يشق عباب الحرب إن جاش سامُها |
فو الهفتا والدهر غدرٌ صروفهُ |
|
عليك وعفواً ناضلتني سهامها |
إلى الله أشكو لوعة لو أبثُها |
|
على شامخات الأرض ساخ شمامها (2) |
لم أنسَ إذْ صال في يومِ النزالِ على الـ |
|
أبطالِ مَنْ هو للآجالِ مُخْتَرِمُ |
هو الفتى شِبْلُ ذاك الليثِ حيدرة |
|
مَنْ لاَ فتىً غَيْرَهُ في الرَّوعِ يَقْتَحِمُ |
هو المفضَّلُ مَنْ للفضلِ كان أباً |
|
والمكرُمات إذا عُدَّتْ له شِيَمُ |
شَهْمٌ هِزَبْرٌ جَرِيٌّ في الوغى أَسَدٌ |
|
وفي الدُّجَا قَمَرٌ تُجْلَى به الظُّلَمُ |
له مَقَاعِدُ صِدْق عندَ مالكِهِ |
|
وفي المواقِفِ مازلَّت له قَدَمُ |
تخاله إِنْ سَطَا الأبطالُ صاعقةً |
|
مِنْ صَوْتِهِ حَلَّ في آذانِهِمْ صَمَمُ |