متى أيُّها الموتورُ تَبْعَثُ غارةً |
|
تُعِيدُ العِدَى والبَرُّ من دَمِهِمْ بَحْرُ |
أَتُغْضي وأنت المُدْرِكُ الثارِ عن دَم |
|
بِرَغْمِ الهدى أَضْحَى وليس له وِتْرُ |
وتلك بجَنْبِ الطفِّ فِتْيَانُ هاشم |
|
ثَوَتْ تَحْتَ أطرافِ القَنَا دَمُها هَدْرُ |
فَلاَ صبرَ حتَّى ترفعوها ذوابلا |
|
من الخطِّ لا يُلْوَى بخرصانِها كَسْرُ |
وتبتعثوها في المَغَارِ صواهلا |
|
من الخيلِ مقروناً بأعرافِها النصرُ |
فكم نكأت منكم أميَّةُ قُرْحَةً |
|
إلى الحشرِ لا يأتي على جُرْحها السَّبْرُ (2) |
فأتى إلى وادي الطفوفِ بفتية |
|
تَرِدُ الرَّدَى بنفوسِهَا تَفْدِيهِ |
مُضَريَّة غُلْب نَمَاها هاشمٌ |
|
كبني أبيه وعمِّه وأخيهِ |
وتنادبت للذَّبِّ عنه عُصبَةٌ |
|
لبَّت نُفُوسُهُمُ نِدَا دَاعِيهِ |
من كلِّ أشوسَ يرتوي فَيْضَ الدِّمَا |
|
وَشَبَا الحُسَامِ من الطُّلاَ يُرْوِيهِ |
حتَّى قضوا عطشاً بماضيهِ الظُّبا |
|
أَرْوَاهُمُ من نَحْرِهِمْ هَامِيهِ |
فَدَعَاهُمُ يَا أُسْدَ غَابَاتِ الوَغَى |
|
لِمَنِ اللِّوى مِنْ بَعْدِكُمْ أُعْطِيهِ |
وَغَدَا وحيداً لم يَجِدْ من ناصر |
|
غيرَ السِّنَانِ وصارم يَحْمِيهِ (2) |
وَسَلْ حِمَى كربلا عن حَالِ مَنْ قُتِلُوا |
|
فيها فكم قد حَوَتْ منهم مَحَانيها |
لهفي على فئة عن عُقْرِها نَزَحَتْ |
|
أضحت مَعَالِمُها تبكي مَعَاليها |
لهفي لها في مَحَاني الطفِّ لِنَاكِلِها |
|
وَيْلٌ لِخَاذِلها بُعْداً لشانيها |
قَدْ أصبحت بَعْدَها قفرى الرُّسُومُ وقد |
|
كانت بها سحراً تزهو مَغَانيها |
للهِ أقمارُ تَمٍّ يُستضاءُ بها |
|
في المُبْهَمَاتِ تَهَاوَت في مَهَاويها |
وَاضَيْعَةَ الجودِ والمعروفِ بَعْدَهُمُ |
|
واخَيْبَةَ الْوَفْدِ بل وَاذُلَّ عَانِيها |
وبيَّتوه وقد ضاق الفسيحُ بِهِ |
|
منهم على مَوْعِد من دونِهِ العَطَلُ |
حتَّى إذا الحربُ فيهم من غَد كَشَفَتْ |
|
عن سَاقِها وَذَكَا من وَقْدِهَا شعلُ |
تبادرت فتيةٌ من دونِهِ غُرَرٌ |
|
شُمُّ العرانينِ مَا مَالُوا ولا نَكَلُوا |
كأنَّما يُجتنى حُلْوَاً لأنفسِهِمْ |
|
دُوْنَ المنونِ من الْعَسَّالَةِ العَسَلُ |
تراءت الحُورُ في أعلى القُصُورِ لهم |
|
كشفاً فهان عليهم فيه ما بذلوا (2) |