فيالكِ حسرةً مادمتُ حيّاً |
|
تَرَدَّدُ بين صدري والتراقي |
حسينٌ حين يطلُبُ بَذْلَ نصري |
|
على أهلِ الضلالةِ والنفاقِ |
غداةَ يقولُ لي بالقصرِ قولا |
|
أتترُكُنا وتُزْمِعُ بالفراقِ |
ولو أنّي أُوَاسيه بنفسي |
|
لنلتُ كرامةً يومَ التَّلاَقِ |
مع ابن المصطفى روحي فِداه |
|
تولَّى ثمَّ ودَّع بانطلاقِ |
فلو فَلَقَ التلهُّفُ قَلْبَ حيٍّ |
|
لهمَّ اليومَ قلبي بانفلاقِ |
فقد فاز الأولى نصروا حسيناً |
|
وخاب الآخرون ذوو النفاقِ (1) |
هذه كربلاءُ دارُ البلايا |
|
وهي كربٌ مشفوعةٌ ببلاءِ |
هاهنا هاهنا تحطُّ رحالٌ |
|
للمنايا على صعيدِ الفَنَاءِ |
هاهنا تُذْبَحُ الذراري فَتَرْوَى |
|
تُرْبَةُ الأرضِ من سُيُولِ الدِّمَاءِ |
هاهنا تُقْتَلُ الرِّجَالُ وَتُسْبَى |
|
بَعْدَ قَتْلِ الرجالِ خيرُ نساءِ |
هاهنا تُحْرَقُ الخيامُ فَتَأْوي |
|
من خِبَاء مذعورةً لخباءِ |
هاهنا تُنْهَبُ الملاحفُ منها |
|
وتُعَرَّى من الحلي في العَرَاءِ |
هاهنا يُلْهِبُ الظما كلَّ قلب |
|
يتلظَّى وَقْداً لبردِ الرواءِ |
فتموتُ الأطفالُ وهي عُطاشى |
|
والأواني تَجُفُّ من كلِّ مَاءِ |
ويُجَرُّ العليلُ من فوقِ نُطْع |
|
سحبوه بغلظة وجَفَاءِ |
وتشالُ الرؤوسُ فوقَ عوال |
|
وتُعَافُ الأجسامُ في الرمضاءِ |
وصفايا الزهراءِ تُحْمَلُ أسرى |
|
فوق نُوْق عُجْف بغيرِ وِطَاءِ |
يومَ عاشورَ أنت يومٌ أريعوا |
|
بك آلُ الرسولِ في كربلاءِ (1) |