| لإنْ قصد الحُجَّاجُ بيتاً بمكة |
|
وطافوا عليه والذبيحُ جريحُهُ |
| فإنّي بوادي الطفِّ أصبحت مُحْرِماً |
|
أطوفُ ببيت والحسينُ ذبيحُه |
| تخفُّ له الأرواحُ قَبْلَ جُسُومِها |
|
أليس به ثِقْلُ النبيِّ وروحُهُ |
| مسحتُ جبيني في ثَرَاهَ ونِلْتُهُ |
|
وَإِنْ عزَّ شأواً حيث إني مسيحُهُ |
| أتسألني عن زمزم هاكَ مدمعي |
|
أو الحجرِ الملثومِ هذا ضريحُهُ (2) |
| أفدي القُرُومَ الأولى سارت ركائُبهم |
|
والموتُ خَلْفَهُمُ يَسْري على الأَثَرِ |
| للهِ مَن في مغاني كربلاءَ ثَوَوا |
|
وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ ما يجري مِنَ القَدَرِ |
| ثاروا ولولا قَضَاءُ اللهِ يُمْسِكُهُمْ |
|
لم يترُكُوا لبني سفيانَ مِنْ أَثَرِ |
| هُمُ الأسودُ ولكنَّ الوغى أُجُمٌ |
|
وَلاَ مَخَاليبَ غَيْرُ البيضِ والسُّمُرِ |
| أبدوا وَقَائِعَ تُنْسي ذِكْرَ غَيْرِهِم |
|
وَالوخزُ بالسُّمْرِ يُنسي الوَخْزَ بالإِبَرِ |
| سَلْ كربلا كم حَوَتْ منهم هِلاَلَ دُجَىً |
|
كأنَّها فَلَكٌ لِلأَنْجُمِ الزُّهُرِ |
| لم أنسَ حامية الإسلامِ منفرداً |
|
صِفْرَ الأَنَامِلِ من حام ومنتصرِ |
| رأى قَنَا الدينِ من بَعْدِ استقامتِها |
|
مغموزةً وعليها صُدْعُ منكسِرِ |
| فقام يجمعُ شملا غيرَ مجتمع |
|
منها ويجبُرُ كسراً غيرَ مُنْجَبِرِ |
| لم أنسه وهو خوَّاضٌ عَجَاجَتَها |
|
يشقُّ بالسيفِ منها سَوْرَةَ السورِ (1) |