قد خاض بَحْرَ الموتِ في حَمَلاتِهِ |
|
وعُبَابُهُ بِصِفَاحِهِم مُتَلاطِمُ |
وتراه طَلاَّعَ الثنايا في الوَغَى |
|
تبكي العدى والثغرُ منه باسمُ |
قد آمنته وَلاَ أَمَانَ لِغَدْرِها |
|
فَبَدَتْ له مما تُجِنُّ عَلاَئِمُ |
سلبته لاَمَةَ حَرْبِهِ ثمَّ اغتدى |
|
متأمِّراً فيه ظلُومٌ غاشمُ |
أسرته ملتهبَ الفؤادِ من الظما |
|
وله على الْوَجَناتِ دَمْعٌ سَاجِمُ |
لم يبكِ من خوف على نفس |
|
لكنَّه أبكاه رَكْبٌ قَادِمُ |
يبكي حسيناً أن يُلاَقيَ مالقي |
|
من غَدْرِهِم فَتُبَاحَ منه مَحَارِمُ (1) |
لغريب بَيْنَ الأعادي وحيد |
|
وقتيل لنَصْرِ خيرِ قتيلِ |
وابكِ مَنْ قد بكاه أحمدُ شجواً |
|
قَبْلَ ميلادِهِ بعهد طويلِ |
وبكاه الحسينُ والآلُ لمَّا |
|
جاءهم نَعْيُه بدمع هَمُولِ |
تركوه لدى الهِيَاجِ وحيداً |
|
لعدوٍّ مُطالب بذُحُولِ |
ثمَّ ساقوه بينهم يتهادى |
|
للدعيِّ الرذيلِ وابنِ الرذيلِ |
ظامياً طاوياً عليلا جريحاً |
|
طالباً منهُمُ رُوَاءَ الغليلِ (1) |
وجاؤوا به مُثْقَلا بالجراحِ |
|
ظمآن أعياهُ نَزْفُ الدِّمَا |
غَريبَ الدِّيَارِ فَدَتْكَ النفوسُ |
|
تُكَابِدُ وَحْدَكَ ما استُعظما |
أَتُوْقَفُ بين يَدَيْ فاجر |
|
ويسقيك من كَأْسِهِ العلقما |
ويشتمُ أُسْرَتَك الطيِّبين |
|
وقد كان أولى بأَنْ يُشْتََما |
وَتُقْتَلُ صبراً ولا ناصرٌ |
|
وَلاَ مَنْ يقيمُ لك المأتما (1) |
فإن كنتِ لا تدرين ما الموتُ فانظري |
|
إلى هانىء في السوقِ وابنِ عقيلِ |
إلى بَطَل قد هشَّمَ السيفُ وَجْهَه |
|
وآخَرَ يهوي من طِمَارِ قتيلِ |
أصابهما أمرُ اللعينِ فأصبحا |
|
أحاديثَ مَنْ يسري بكلِّ سبيلِ |
ترى جسداً قد غيَّر الموتُ لَوْنَهُ |
|
وَنَضْحَ دم قد سال كلَّ مَسِيلِ |
فتىً كان أحيى من فتاة حيّية |
|
وَأقْطَعَ من ذي شفرتينِ صقيلِ |
أيركبُ أسماءُ الهماليجَ آمناً |
|
وقد طالبته مَذْحجٌ بذُحُولِ |
تُطِيفُ حواليه مُرَادٌ وكلُّهم |
|
على رقبة من سائل ومسولِ (1) |