يَا وَاقِفاً في الدارِ مفتكراً |
|
مهلا فقد أودى بك الفِكْرُ |
إِنْ تُمْسِ مكتئباً لِبَيْنِهِمُ |
|
فعقيبَ كُلِّ كآبة وِزْرُ |
هلاَّ صَبَرْتَ على المصابِ بهم |
|
وعلى المصيبةِ يُحْمَدُ الصبرُ |
وجعلتَ رُزْءَكَ في الحسينِ ففي |
|
رُزْءِ ابنِ فاطمة لكَ الأجرُ |
مكروا به أَهْلُ النفاقِ وهل |
|
لمنافق يُسْتَبْعَدُ المَكْرُ |
بصحائف كوجوهِهِمْ وَرَدَتْ |
|
سُوداً وَفَحْوُ كَلاَمِهِم هَجْرُ |
حتى أناخ بِعقرِ سَاحَتِهِم |
|
ثِقَةً تَأَكَّدَ منهُمُ الْغَدْرُ |
وتسارعوا لقتالِهِ زُمَرَا |
|
مَا لا يحيطُ بعدِّهِ حَصْرُ |
طافوا بأَرْوَعَ في عَرينتِهِ |
|
يُحْمَى النزيلُ وَيَأْمَنُ الثَّغْرُ |
جيشٌ لَهَامٌ يومَ معركة |
|
وليومِ سِلْم وَاحِدٌ وترُ |
فكأنَّهم سِرْبٌ قد اجتمعت |
|
ألفاً فبدَّدَ شَمْلَها صَقْرُ |
حتى إذا قَرُبَ المدى وبه |
|
طَافَ العدى وَتَقَاصَرَ العمرُ |
أردوه منعفراً تمجُّ دماً |
|
منه الظُّبا والذُّبَّلُ السُّمْرُ |
تَطَأُ الخيولُ إِهَابَه وعلى الـ |
|
خدِّ التريبِ لوطيِهَا أَثْرُ |
ظَام يبلُّ أَوامَ غُلَّتِهِ |
|
ريّاً بفيضِ نجيعِهِ النَّحْرُ |
تأباها إجلالا فتزجُرُها |
|
فئةٌ يقودُ عُصَاتَها شِمْرُ |
فتجولُ في صَدْر أَحَاطَ على |
|
عِلْمِ النبوَّةِ ذلك الصَّدْرُ |
بأبي القتيلَ وَمَنْ بمصرعِهِ |
|
ضَعُفَ الهدى وَتَضَاعَفَ الكُفْرُ |
بأبي الذي أَكْفَانُهُ نُسِجَتْ |
|
من عِثْيَر وَحَنُوطُهُ عَفْرُ (1) |