| وأقبلت زوجةُ الهادي التي حفظت |
|
فيه الوصايا وأدَّت حقَّ هاديها |
| بُنيَّ يُحزنُني منك الخروجُ إلى |
|
أرض العراقِ فلا تأمَنْ أهاليها |
| بنيَّ تُقْتَلُ إِمَّا جئتَها فأَقِمْ |
|
عسى أُقضِّي لبانات أُرجِّيها |
| هو العليمُ بما يجري عليه وهل |
|
يخفى عليه من الأقدارِ جاريها |
| لكنْ شريعةُ طه إذ به التجأت |
|
أجاب منتصراً للحقِّ داعيها |
| أَلاَ ترى حين جاء النصر منتصراً |
|
في كربلا والعدى سدَّت نواحيها |
| قد أصدر النصرَ والبتَّارَ أغمده |
|
وباع في الحقِّ نفساً جلَّ شاريها |
| فعاد نَهْبَ الظبا للسُّمْرِ مُشْتَجَرا |
|
والنبلُ كالقطرِ يهمي من أعاديها(1) |
| وحفَّت به من آلِهِ خيرُ فتية |
|
لها ينتمي المجدُ المؤثَّلُ والفخرُ |
| إذا هي سارت في دجى الليلِ أزهرت |
|
وباهت سواري النجم أوجهُها الزهرُ |
| بكلِّ كميٍّ فوق أجردَ سابح |
|
يتيهُ به في مشيِهِ الدِّلُّ والكبرُ |
| إذا خَفَّ في الهيجاءِ وَقَّرَ مَتْنَهُ |
|
بنجدةِ بأس فاطمأنَّ له ظَهْرُ |
| هُمُ القومُ من عليا لؤيٍّ وغالب |
|
بهم تُكشفُ الجُلَّى ويُستدفعُ الضرُّ |
| إذا اسودَّ يومُ النقعِ أشرقن بالبها |
|
لهم أوجهٌ والشوسُ ألوانُها صُفْرُ |
| وما وَقَفوا في الحربِ إلاَّ ليعبروا |
|
إلى الموت والخطيُّ من دونِهِ جسرُ |
| يكرُّون والأبطالُ نُكْصاً تقاعست |
|
من الخوفِ والآسادُ شيمتُها الكرُّ |
| إلى أن ثووا تحت العجاج بمعرك |
|
هو الحشرُ لا بل دون موقفِهِ الحشرُ |
| وماتوا كراماً تشهدُ الحربُ أَنَّهم |
|
أُبَاةٌ إذا ألوى بهم حادثٌ نكرُ(2) |