فلهفي عليهم ما قضى حَتْفَ أنفِه |
|
كريمٌ لهم إلاَّ بسمٍّ وَصَارِمِ |
تجنَّت عليهم آلُ حرب تجرُّما |
|
وجالت عليهم باحتباءِ الجرائمِ |
فكم جَزَروا بالطفِّ منهم أماجدا |
|
على ظمأ بالبيضِ جَزْرَ السوائمِ |
فَيَالِرؤس في الرماحِ وأضلع |
|
تحطِّمُها خيلُ العدى بالمناسمِ |
ويالِلُحُوم غسَّلتها دماؤُها |
|
وكفَّنها نَسْجُ الرياحِ النواسمِ |
ولهفي على سبطِ النبيِّ تذودُه |
|
عن الماءِ أرجاسُ الأعادي الغواشمِ(2) |
أفدي حسيناً حين خفَّ مودِّعاً |
|
قبراً به ثقلُ النبوةِ أودعا |
وافى إلى توديعِهِ وفؤادُهُ |
|
بمُدَى الفراقِ يكادُ أن يتقطَّعا |
وغدا يبثُّ له زفيرَ شجونِهِ |
|
بشكاتِهِ والطرفُ يذري الأدمعا |
يا جدُّ حسبي ما أُكابدُ من عناً |
|
في هذه الدنيا يقضُّ المضجعا |
فأجابه صبراً بُنيَّ على الأذى |
|
حتى تنالَ بذا المقامَ الأرفعا |
ولقد حباك اللهُ أمراً لم يكن |
|
بسوى الشهادةِ ظهرُهُ لك طيِّعا |
وكأنني بك يا بنيُّ بكربلا |
|
تمسي ذبيحاً بالسيوف مبضَّعا |
ولقد رآه بمشهد من زينب |
|
هو والوصيُّ وأمُّه الزهرا معا |