وحائرات أطار القومُ أعينَها |
|
رُعْباً غداةَ عليها خِدْرَها هجموا |
كانت بحيثُ عليها قومُها ضَرَبَتْ |
|
سُرَادِقاً أرضُهُ من عزِّهم حَرَم |
يكادُ من هيبة أَنْ لاَ يطوفَ به |
|
حتى الملائكُ لولا أنَّهم خَدَمُ |
فغودرت بين أيدي القومِ حاسرة |
|
تُسبى وليس ترى من فيه تعتصم |
نعم لوت جيدَها بالعتبِ هاتفةً |
|
بقومِها وحشاها مِلْؤُهُ ضَرَمُ |
عَجَّت بهم مذ على أبرادِها اختلفت |
|
أيدي العدوِّ ولكن مَنْ لها بِهِمُ |
نادت ويا بُعْدَهُم عنها مُعَاتِبةً |
|
لهم ويا ليتهم من عَتْبِهَا أمم |
قومي الأولى عُقِدَت قِدْماً مآزِرُهُمْ |
|
على الحميَّةِ مَاضيموا وَلاَ اهتضموا(2) |
كأنَّ كلَّ مكان كربلاءُ لدى |
|
عيني وكلَّ زمان يومُ عاشورا |
لهفي لظام على شاطي الفراتِ قَضَى |
|
ظمآنَ يرنو لِعَذْبِ الماءِ مقرورا |
وَجسمَهُ نسجت هُوجُ الرياحِ له |
|
ثوباً بقاني دمِ الأوداج مزرورا |
إن يبقَ ملقىً بلا دفن فإن له |
|
قبراً بأحشاءِ مَنْ والاه محفورا |
ياليتَ عَيْنَ رسولِ اللهِ ناظرةٌ |
|
رأسَ الحسينِ على على العسَّال مشهورا(1) |
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدَّل |
|
وقد مات عَطشاناً بشطِّ فُرَات |
إذاً للطمتِ الخدَّ فاطمُ عِنْدَه |
|
وأجريتِ دَمْعَ العينِ في الوَجَنَاتِ |
أفَاطمُ قومي يا ابنةَ الخيرِ وانْدُبي |
|
نُجُومَ سماوات بأرضِ فَلاَة |
قبورٌ بكوفان وأخرى بطيبة |
|
وأخرى بفخٍّ نالها صلواتي |
قبورٌ ببطنِ النَّهْرِ من جَنْبِ كربلا |
|
مُعَرَّسُهم فيها بشطِّ فُرَاتِ |
تُوفُّوا عطاشى بالعراءِ فليتني |
|
تُوُفِّيْتُ فيهم قَبْلَ حينِ وَفَاتي |
إلى الله أشكو لوعةً عند ذِكْرِهِمْ |
|
سقتني بكأسِ الثَّكْلِ والفظعاتِ |
إذا فَخَروا يوماً أتوا بمحمَّد |
|
وجبريلَ والقرآنِ والسوراتِ |
وعدّوا عليّاً ذا المناقبِ والعُلاَ |
|
وفاطمةَ الزهراءَ خيرَ بناتِ |
وحمزةَ والعباسَ ذاالدينِ والتقى |
|
وجعفَرها الطيَّارَ في الحجباتِ |
أولئك مشؤمون هنداً وحزبَها |
|
سميَّةَ من نَوكَى ومن قَذِرَاتِ |
هُمُ منعوا الآباءَ من أَخْذِ حقِّهم |
|
وهم تركوا الأبناءَ رَهْنَ شَتَاتِ |
سأبكيهم ما حجَّ للهِ راكبٌ |
|
وما ناح قَمْريٌّ على الشجراتِ |
فيا عينُ بكِّيهم وجودي بعبرة |
|
فقد آنَ للتَّسْكَابِ والهَمَلاتِ |
وآلُ زياد في الحُصُونِ منيعةٌ |
|
وآلُ رسولِ اللهِ في الفَلَواتِ |
ديارُ رسولِ اللهِ أصبحنَ بلقعاً |
|
وآلُ زياد تسكُنُ الحُجُراتِ |
وآلُ رسولِ اللهِ نُحْفٌ جسومُهُمْ |
|
وآلُ زياد غُلَّظُ القصراتِ |
وآلُ رسولِ اللهِ تُدمى نحورُهُم |
|
وآلُ زياد ربَّهُ الحجلاتِ |
وآلُ رسولِ اللهِ تُسبى حريمُهُمْ |
|
وآلُ زياد آمِنُوا السَّرَبَاتِ |
إذا وُتِروا مدّوا إلى واتريهِمُ |
|
أكفّاً عن الأوتارِ منقبضاتِ |
سأبكيهم ما ذَرَّ في الأرضِ شارقٌ |
|
ونادى منادي الخيرِ للصلواتِ |
وما طلعت شمسٌ وَحَانَ غُرُوبُها |
|
وبالليلِ أبكيهم وبالغَدَواتِ(1) |