المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 19

منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم  ، فسجدت لله تعالى شكراً  ، فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) يقول : سجدت شكراً لفرحك بأهلك ؟ فقلت : نعم  ، فقال : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل  ، فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقاً بك بعد أن تظلم  ، ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها.
وأما ابن عمك فيظلم ويمنع حقه ويقتل  ، وأما الحسن فإنه يظلم ويمنع حقه ويقتل بالسم  ، وأما الحسين فإنه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته  ، وتطؤه الخيول  ، وينهب رحله  ، وتسبى نساؤه وذراريه  ، ويدفن مرمّلا بدمه  ، ويدفنه الغرباء  ، فبكيت وقلت : وهل يزوره أحد ؟ قال : يزوره الغرباء  ، قلت : فما لمن زاره من الثواب ؟ قال : يكتب له ثواب ألف حجة  ، وألف عمرة كلها معك فضحكت (1).
وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في مرض النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أغمي عليه جاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأراد علي ( عليه السلام ) أن ينحّيهما عنه  ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : يا علي  ، دعني أشمّهما ويشماني  ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان مني  ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلماً  ، فلعنة الله على من يظلمهما  ، يقول ذلك ثلاثاً (2).
وفي رواية الأربلي : عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : دخلت فاطمة ( عليها السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في سكرات الموت فانكبّت عليه تبكي  ، ففتح عينه وأفاق  ، ثمّ قال : يا بنيّة  ، أنت المظلومة بعدي  ، وأنت المستضعفة بعدي  ، فمن آذاك فقد آذاني  ، ومن غاضك فقد غاظني  ، ومن سرّك فقد سرّني  ، ومن برّك فقد برّني  ،

(1) بحار الأنوار المجلسي : 98/44 ح 84.
(2) الأمالي الشيخ الصدوق : 736.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 20

ومن جفاك فقد جفاني  ، ومن وصلك فقد وصلني  ، ومن قطعك فقد قطعني  ، ومن أنصفك فقد أنصفني  ، ومن ظلمك فقد ظلمني  ، لأنك منّي وأنا منك  ، وأنت بضعة منّي وروحي الّتي بين جنبيّ  ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إلى الله أشكو ظالميك من أمّتي. ولله در الشيخ الأزري عليه الرحمة إذ يقول :
وهي العروةُ التي ليس ينجو غيرُ مستعصم بحبلِ وِلاها
لم يرَ اللهُ للرسالةِ أجرا غيرَ حفظِ الزهراءِ في قرباها
فمضت وهي أعظمُ الناسِ وجداً في فَم الدهرِ غصّةٌ من جَوَاها
لأيِّ الأُمور تُدفن سُراً بضعةُ المصطفى ويُعفى ثراها
وثوت لا يرى لها الناسُ مثوىً أيَّ قدس يضمُّه مثواها(1)

ثمّ دخل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فانكَّبا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يبكيان ويقولان : أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله  ، فذهب عليّ ( عليه السلام ) لينحّيهما عنه فرفع رأسه إليه  ، ثمّ قال : دعهما ـ يا أخي ـ يشمّاني وأشمّهما  ، ويتزوّدان منّي وأتزودّ منهما  ، فإنهما مقتولان بعدي ظلماً وعدواناً  ، فلعنة الله على من يقتلهما  ، ثمّ قال : يا عليّ  ، أنت المظلوم بعدي  ، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (2)
ولله درّ من قال من شعراء الحسين ( عليه السلام ) :
جاشت على آلِهِ ما ارتاح واحدُهم من قهر أعداه حتى مات مقهورا
قضى أخوه خضيبَ الرأس وابنتُه غضبى وسبطاه مسموماً ومنحورا(3)

ولله درُّ شاعر أهل البيت ( عليهم السلام ) ابن حماد ( رحمه الله ) تعالى إذ يقول :
لا زلتُ أبكي دماً ينهلُّ منسجما للسيدينِ القتيلينِ الشهيدينِ


(1) الأزرية  ، الشيخ الأزري : 143. (2) كشف الغمة الأربلي : 2/119 ـ 120  ، بحار الأنوار المجلسي : 28/76 ح 34. (3) المجالس السنية  ، السيد محسن الأمين : 1 / 13.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 21

السيدين الشريفين اللذين هما خيرُ الورى أبوي مجد وجدّينِ
الضارعين إلى الله المنيبين المسرعين إلى الحقِّ الشفيعين
نورين كانا قديماً في الظلالِ كما قال النبيُّ لعرشِ اللهِ قُرْطَينِ
تُفاحتي أحمدَ الهادي وقد جُعلا لفاطم وعليَّ الطهرِ نسلين
صلَّى الإلهُ على روحيهما وسقى قبريهما أبداً نوءُ السماكين(1)

روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله بالسيف على رأسه الشريف وخرَّ ( عليه السلام ) في محرابه هبَّت ريح سوداء مظلمة  ، والملائكة تنعاه في السماء وأقبل الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وبقية أولاده فوجدوه مشقوق الرأس  ، وقد علته الصفرة من انبعاث الدم وشدة السم  ، والناس من حوله في النياحة والعويل والبكاء المحرق للأكباد  ، فأخذ الحسن رأسه ووضعه في حجره  ، فأفاق وقال : هذا ما وعد الله ورسوله  ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم  ، ثمَّ نظر إلى أولاده فرآهم تكاد أنفسهم تزهق من النوح والبكاء  ، فجرت دموعه على خدّيه ممزوجة بدمه  ، قال ( عليه السلام ) : أتبكيا عليَّ ؟ ابكيا كثيراً واضحكا قليلا  ، أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مظلوماً مضطهداً  ، وأمَّا أنت يا أبا عبدالله فشهيد هذه الأمة  ، وسوف تذبح ذبح الشاة من قفاك  ، وترضُّ أعضاؤك بحوافر الخيل  ، ويُطاف برأسك في مماليك بني أمية  ، وحريم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسبى  ، وإن لي ولهم موقفاً يوم القيامة (2).
وروي أيضاً أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للحسن والحسين ( عليهما السلام ) ليلة وفاته بعدما أوصاهما بوصاياه الشريفة : يا أبا محمد ويا أبا عبدالله  ، كأني بكما وقد خرجت عليكما الفتن من ها هنا وها هنا  ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير

(1) الغدير  ، الشيخ الأميني : 4 / 162.
(2) وفيات الأئمة ( عليهم السلام )  ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 57.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 22

الحاكمين.
ثمَّ قال : أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مضطهداً  ، وأمّا أنت يا أبا عبدالله فشهيد هذه الأمة  ، فعليك بتقوى الله والصبر الجميل (1).
ويقول العلاّمة الشيخ علي المرهون في استنهاض الإمام الحجّة عجَّل الله فرجه الشريف :
فمتى تنهضنْ فداؤُك نفسي كلُّ قلب لما جرى مألومُ
جدُّك المصطفى قضى بسموم أمُّك الطهرُ خدُّها ملطوم
وأبوك الوصيُّ أضحى قتيلا وفؤادُ ابنِهِ عَرَتْه سموم
وبأرضِ الطفوفِ أمسى حسينٌ عافراً والفؤادُ منه كلوم
حوله صحُبُه وأبناؤه الغرُّ ضحايا وصبيةٌ وفطيم
وعلى النيبِ نسوةٌ حاسراتٌ وعليلٌ مما عراه سقيم(2)

المجلس الثاني ، من اليوم الأول

وقوف فاطمة ( عليها السلام ) في المحشر ومعها قميص الحسين ( عليه السلام )

اعلموا أيّها المؤمنون أحسن الله لكم العزاء في مصاب سيِّد شباب أهل الجنة أن مواساة الزهراء البتول ( عليها السلام ) في ابنها المقتول قرّة عينها سبط الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حق لها علينا يقتضيها فرض الموالاة والمحبة التي أمر الله بها في محكم كتابه إذ يقول تعالى : «قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» ولكنّ هذه الأمة لم ترع حرمة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في ذرّيّته الطاهرة  ، فبقتل الحسين ( عليه السلام ) فُجع الدين  ، وضيِّعت

(1) وفيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 64.
(2) شعراء القطيف الشيخ علي المرهون القسم الأول : 171 ـ 172.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 23

فيه وصية سيِّد المرسلين  ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون  ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العليِّ العظيم.
روي عن سيِّد العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه قال : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام )   ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل  ، يزعمون أنهم من هذه الأمة  ، كل يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه  ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتعظون  ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً..(1) ولله درّ الشيخ عبدالكريم الفرج عليه الرحمة إذ يقول :
ما للبسيطةِ زُلزلت أقطارُها والشمس قد خُسفت بها أموارُها
وعلا الضجيجُ من العوالمِ كلِّها وكذا المجالسُ سُوِّدت أستارُها
قد أُبدلت بعد السرورِ مآتما والخلقُ حُزناً أُقرحت أبصارُها
أفهل دهى الأكوانَ خطبٌ مهلكٌ فأزيل من عَطَب بها استقرارُها
قالوا أما ترنو هلالَ محرَّم قد هلَّ فانهلَّت له أنظارها
فالبس ثيابَ الحزنِ واجلسْ للعزا فالحزنُ للأطهارِ فيه شعارُها
متفكِراً فيما جرى فيه على آلِ الرسولِ وما جنت أشرارُها
ظنَّت علوجُ أمية من جهلِها أن العبيدَ تُطيعُهم أحرارُها
خابت وخاب رجاؤُها الخاطي وقد فَشِلَت وبان إلى البريَّة عارُها

روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن الإمام علي بن موسى الرضا  ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تحشر ابنتي فاطمة ( عليها السلام ) يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء  ، تتعلَّق بقائمة من قوائم العرش  ، تقول : يا عدل  ، احكم بيني وبين قاتل ولدي  ، قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ويحكم الله لابنتي وربِّ الكعبة.

(1) الأمالي الشيخ الصدوق : 547 ح 10.
(2) بحار الأنوار  ، العلامة المجلسي : 43/220.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 24

وروى الصدوق عليه الرحمة عن أبان بن عثمان  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد  ، فينادي مناد : غضّوا أبصاركم ونكِّسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) الصراط. قال : فتغضّ الخلائق أبصارهم  ، فتأتي فاطمة ( عليها السلام ) على نجيب من نجب الجنة  ، يشيّعُها سبعون ألف ملك  ، فتقف موقفاً شريفاً من مواقف القيامة  ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي ( عليه السلام ) بيدها مضمَّخاً بدمه  ، وتقول : يا رب  ، هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به  ، فيأتيها النداء من قبل الله عزَّ وجلَّ : يا فاطمة  ، لك عندي الرضا  ، فتقول : يا ربّ  ، انتصر لي من قاتله  ، فيأمر الله تعالى عنقاً من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي ( عليه السلام ) كما يلتقط الطير الحبَّ  ، ثم يعود العنق بهم إلى النار  ، فيعذَّبون فيها بأنواع العذاب  ، ثم تركب فاطمة ( عليها السلام ) نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيِّعون لها  ، وذريتها بين يديها  ، وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها (1) ولله در الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :
ليت شعري أَوَ تسلو فاطم رُزءَ مَنْ كان لها قرَّةَ عينْ
أَوَ قَبْلَ الحملِ تبكي جزعا ولها السلوانُ يرجى بعد حينْ
كيف تسلو وهي شجواً خضَّبت شعرَها من دمِ أوداجِ الحسينْ(2)

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنَّه قال : إذا كان يوم القيامة ينصب الله سرادقاً من نور بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )   ، والخلائق كلّهم حاضرون  ، ثمَّ ينادي مناد : يا معشر الناس  ، غضّوا أبصاركم  ، فإن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى تريد أن تجوز السرادق  ، فيغضّو أبصارهم  ، فإذا هي مقبلة  ، فإذا وضعت رجلها في السرادق نوديت : يا فاطمة  ، فتلتفت فترى ولدها الحسين واقفاً بجانبها من غير

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 43/224.
(2) الشواهد المنبرية  ، الشيخ علي الجشي : 50.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 25

رأس  ، فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرَّب  ، ولا نبيّ مرسل إلاَّ جثى على ركبتيه وخرّ مغشياً عليه  ، ثم إنها تفيق من غشيتها فتجد الحسين يمسح وجهها بيديه  ، ورأسه قد عادت إليه  ، فعند ذلك تدعو على قاتله ومن أعانه  ، فيؤمر بهم إلى جهنم ولا شفيع لهم (1).
وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة تقبل فاطمة على ناقة من نياق الجنة وبيدها قميص الحسين ملطَّخ بدمه  ، فتصرخ وتزجّ نفسها عن الناقة  ، وتخرّ ساجدة لله عز وجل  ، وتقول : إلهي وسيدي ومولاي  ، احكم بيني وبين من قتل ولدي الحسين  ، فيأتيها النداء من قبل الله عزَّ وجلَّ : يا حبيبتي وابنة حبيبي  ، ارفعي رأسك  ، فوعزتي وجلالي لأنتقمن اليوم ممن ظلمك وظلم ولدك  ، ثم يأمر بجميع من حضر قتل الحسين ومن شارك في قتله إلى النار (2).
وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة ( عليها السلام ) في جماعة من نسائها  ، فيقال لها : ادخلي الجنة  ، فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع ولدي الحسين  ، فيقال لها : انظري عن يمينك  ، فتلتفت فإذا الحسين قائم وليس عليه رأس  ، فتصرح صرخة  ، فتصرخ النساء لصراخها والملائكة أيضاً  ، ثم تنادي : واولداه  ، واثمرة فؤاداه  ، فعند ذلك يغضب الله ويأمر ناراً قد أوقد عليها ألف عام حتى اسوّدت ولا تدخلها ريح ولا يخرج منها أبداً  ، فيقال لها : التقطي من حضر قتل الحسين  ، فتلقطهم  ، فإذا صاروا في جوفها صهلت بهم وصهلوا بها  ، وشهقت بهم وشهقوا بها  ، وزفرت بهم وزفروا بها  ، ثم ينطقون بألسنة ذلقة ناطقة : يا ربَّنا  ، لم أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان ؟ فيأتيهم الجواب عن الله أن من عَلِم ليس كمن لا يعلم (3).

(1) بحار الأنوار  ، المجلسي : 43/224  ، نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام )   ، الاسفرايني : 81.
(2) نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) الإسفرايني : 82.
(3) نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام )   ، الإسفرايني : 82.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 26

وروي عن آل البيت ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) على ناقة من نياق الجنة  ، خطامها من لؤلؤ رطب  ، وقوائمها من زمرد أخضر  ، وذنبها من مسك أذفر  ، وعيناها من ياقوت أحمر  ، وعليها قبّة من النور  ، يرى باطنها من ظاهرها  ، داخلها عفو الله  ، وخارجها رحمة الله  ، وعلى رأسها تاج من النور  ، وله سبعون ركناً  ، كل ركن مرصَّع بالدر والياقوت  ، يضيء كما يضيء الكوكب في أفق السماء  ، وعن يمينها سبعون ألف ملك  ، وعن يسارها مثلهم  ، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة وهو ينادي بأعلى صوته : غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة  ، فيغضّون أبصارهم حتى تجاوز عرش ربها وتزجّ نفسها عن ناقتها  ، وتقول : إلهي وسيِّدي ومولاي  ، احكم بيني وبين من ظلمني وقتل ولدي  ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : يا حبيبتي وابنة حبيبتي  ، سليني تعطي واشفعي تشعفي  ، فوعزّتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم  ، فتقول : إلهي وسيّدي ومولاي  ، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتّي  ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : أين ذرية فاطمة وشيعتها وشيعة ذريتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيّتها ؟
فيقولون ـ وقد أحاطت بهم ملائكة الرحمن ـ : ها نحن يا ربَّنا  ، فتقودهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة  ، وهي آخذة بقميص الحسين  ، وهو ملطَّخ بالدم  ، وقد تعلَّقت بقوائم العرش وهي تقول : يا رب  ، احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين  ، فيؤخذ لها بحقِّها كما قال القائل :
ويلٌ لمن شفعاؤُه خصماؤُه والصورُ في بَعْثِ الخلائقِ يُنْفَخُ
لابدَّ أن تَرِدَ القيامةَ فاطمٌ وقميصُها بدمِ الحسينِ ملطَّخُ
فتقولُ ربِّي إنني لك أشتكي قَتْلَ الحسينِ ابني وها أنا أصرخُ
واللهُ يأمرُ بالجميعِ لنارِهِ ويلٌ لمن قتلوا الحسينَ يؤرَّخُ(1)


(1) نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام )   ، أبو إسحاق الإسفرايني : 82 ـ 83.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 27

وسئل سبط ابن الجوزي في يوم عاشوراء زمن الملك الناصر صاحب حلب أن يذكر للناس شيئاً من مقتل الحسين ( عليه السلام )   ، فصعد المنبر وجلس طويلا لا يتكلَّم  ، ثمَّ وضع المنديل على وجهه وبكى شديداً  ، ثمَّ أنشأ يقول وهو يبكي :
ويلٌ لمن شفعاؤُه خصماؤُه والصورُ في نشرِ الخلائقِ ينفخُ
لابدَّ أن تَرِدَ القيامةَ فاطمٌ وقميصها بدم الحسينِ ملطَّخُ

ثمَّ نزل عن المنبر وهو يبكي  ، وصعد إلى الصالحية وهو كذلك (1).
ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
فويلَ يزيد من عذابِ جهنم إذا أقبلت في الحشرِ فاطمةُ الطهرُ
ملابسُها ثوبٌ من السمِّ أسودٌ وآخرُ قان من دمِ السبطِ محمَرُّ
تنادي وأبصارُ الأنامِ شواخصٌ وفي كلِّ قلب من مَهَابتِها ذُعْرُ
وتشكو إلى اللهِ العليِّ وصوتُها عليٌّ ومولانا عليٌّ لها ظَهْرُ
فلا ينطقُ الطاغي يزيدُ بما جنى وأنّى له عذرٌ ومن شأنِهِ الغدرُ
فيؤخذُ منه بالقصاصِ فيحرمُ الـ نعيمَ ويُخلىَّ في الجحيمِ له قصرُ
ويشدو له الشادي فيطربُهُ الغنا ويُسْكَبُ في الكأسِ النضارِ له خمر
فذاك الغنا في البعثِ تصحيفُهُ العنا وتصحيفُ ذاك الخمرِ في قلبِهِ الجمرُ
أيقرُع جهلا ثغرَ سبطِ محمد وصاحبُ ذاك الثِغريُحمى به الثغر(2)


(1) البداية والنهاية  ، ابن كثير : 13/227.
(2) الغدير  ، الأميني : 17/7.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 28

المجلس الثالث ، من اليوم الأول

بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحزنه على الإمام الحسين ( عليه السلام )

روي عن سيِّد العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام )   ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل  ، يزعمون أنهم من هذه الأمة  ، كل يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه  ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتعظون  ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً.. (1).
فلهفي عليهم ما قضى حَتْفَ أنفِهِ كريمٌ لهم إلاَّ بسمٍّ وصارمِ
تجنَّت عليهم آلُ حرب تجرُّما وجالت عليهم باحتباءِ الجرائم
فكم جَزَروا بالطفِّ منهم أماجدا على ظمأ بالبيضِ جَزْرَ السوائم(2)

روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن الإمام الرضا  ، عن آبائه  ، عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : حدَّثتني أسماء بنت عميس الخثعمية  ، قالت : قبلت جدَّتك فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالحسن والحسين  ، قالت : فلمَّا ولدت الحسن جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا أسماء  ، هاتي ابني  ، قالت : فدفعته إليه في خرقة صفراء  ، فرمى بها وقال : ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء  ، ودعا بخرقة بيضاء فلفَّه بها  ، ثم أذَّن في أذنه اليمنى  ، وأقام في أذنه اليسرى  ، وقال لعلي ( عليه السلام ) : بم سمَّيت ابني هذا ؟ قال : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله  ، قال : وأنا ما كنت لأسبق ربي عزَّ وجلَّ  ، قال : فهبط جبرئيل فقال : إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك : يا محمد  ، علي منك بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبيَّ بعدك  ، فسمِّ ابنك باسم ابن

(1) الأمالي  ، الشيخ الصدوق : 547 ح 10.
(2) مثير الأحزان  ، الجواهري : 155.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 29

هارون  ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وما اسم بن هارون ؟ قال جبرئيل : شبَّر  ، قال : وما شبَّر ؟ قال : الحسن  ، قالت أسماء : فسمَّاه الحسن.
قالت أسماء : فلمَّا ولدت فاطمة الحسين ( عليه السلام ) نفستها به  ، فجاءني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هلمي ابني يا أسماء  ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء  ، ففعل به كما فعل بالحسن قالت : وبكى رسول الله ثمَّ قال : إنه سيكون لك حديث! اللهم العن قاتله  ، لا تعلمي فاطمة بذلك.
قالت أسماء : فلمَّا كان يوم سابعه جاءني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هلمّي ابني  ، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن  ، وعقَّ عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح  ، وأعطى القابلة الورك ورجلا  ، وحلق رأسه  ، وتصدَّق بوزن الشعر ورقاً  ، وخلق رأسه بالخلوق وقال : إن الدم من فعل الجاهلية  ، قالت : ثمَّ وضعه في حجره  ، ثم قال : يا أبا عبدالله  ، عزيز عليَّ  ، ثمَّ بكى.
فقلت : بأبي أنت وأمي  ، فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو ؟ قال : أبكي على ابني هذا  ، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله  ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة  ، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم  ، ثمَّ قال : اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريّته  ، اللهم أحبَّهما وأحبَّ من يحبُّهما  ، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض (1) ولله درّ الحجّة العظيم الشيخ محمد جواد البلاغي عليه الرحمة إذ يقول :
وارتاح بالسبطِ قلبُ المصطفى فرحا لولم يَرُعْهُ بذكرِ الطفِّ ناعيه
رآه خيرَ وليد يُستجارُ به وخيرَ مستشهد في الدينِ يحميه
إنْ تبتهجْ فاطمٌ في يومِ مولدِهِ فليلةَ الطفِّ أمست من بواكيه
أو ينتعشْ قَلْبُها من نورِ طلعتِهِ فقد أُديلَ بقاني الدَّمْعِ جاريه


(1) بحار الأنوار  ، العلامة المجلسي : 44/250 ح 1.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 30

فقلبُها لم تَطُلْ فيه مسرَّتُه حتى تنازعَ تبريحُ الهوى فيه
يا شمسَ أوجِ العلى ما خلتُ عن كثب تُمسي وأنت عفيرُ الجسمِ ثاويه
فيالجسم على صدرِ النبيِّ رَبَى توزَّعته المواضي من أعاديه
ويا لرأس جلالُ اللهِ توَّجه به ينوءُ من الميَّادِ عاليه
وصدرِ قُدْس حوى أسرارَ بارئِهِ يكونُ للرجسِ شِمْر من مراقيه
ومنحر كان للهادي مُقَبَّلَهُ أضحى يقبِّلُهُ شِمْرٌ بماضيه
يا ثائراً للهدى والدينِ منتصرا أمست أميَّةُ نالت ثارَها فيه
أنَّى وشيخُكَ ساقي الحوضِ حيدرة تقضي وأنت لهيفُ القلبِ ضاميه(1)

روى ابن قولويه عليه الرحمة  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا دخل الحسين ( عليه السلام ) اجتذبه إليه  ، ثمَّ يقول لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمسكه  ، ثم يقع عليه فيقبِّله ويبكي  ، فيقول : يا أبه  ، لم تبكي ؟ فيقول : يا بنيَّ  ، أقبِّل موضع السيوف منك وأبكي  ، قال : يا أبه  ، وأقتل ؟ قال : إي والله وأبوك وأخوك وأنت  ، قال : يا أبه  ، فمصارعُنا شتى ؟ قال : نعم يا بني  ، قال : فمن يزورنا من أمتك ؟ قال : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلاَّ الصدّيقون من أمتي (2).
وروى ابن نما عليه الرحمة في مثير الأحزان  ، عن ابن عباس قال : لما اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي مات فيه  ، ضم الحسين ( عليه السلام ) إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه  ، ويقول : مالي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلاً وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان  ، ويقول : أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله عز وجل (3).

(1) شعراء الغري  ، الخاقاني : 2/457 ـ 458. (2) بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/261 ح 14. (3) مثير الأحزان  ، ابن نما الحلي : 12  ، بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/266 ح 24.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 31

وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة ، عن محمّد بن عبدالرّحمن ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ التفت إلينا فبكى ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي ممّا يُصنع بكم بعدي ، فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدّها ، وطعنة الحسن في الفخذ ، والسمّ الّذي يُسقى ، وقتل الحسين ، قال : فبكى أهل البيت جميعاً ، فقلت : يا رسول الله! ما خلقنا ربّنا إلاّ للبلاء ؟ قال : أبشر يا عليُّ ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد عهد إليّ أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق (1) ولله درّ الشريف الرضي عليه الرحمة إذ يقول :
يا رسولَ اللهِ لو عاينتَهُمْ وهُمُ ما بين قتل وسبا
من رميض يُمْنَعُ الظلَّ وَمِنْ عاطش يُسقى أنابيبَ القَنَا
ومَسُوق عاثر يسعى به خَلْفَ محمول على غيرِ وِطَا
جَزَرُوا جَزْرَ الأضاحي نَسْلَهُ ثمَّ ساقوا أَهْلَه سَوْقَ الإما
قتلوه بعد علم منهُمُ أنَّه خامسُ أصحابِ الكسا
ميِّتٌ تبكي له فاطمةٌ وأبوها وعليٌّ ذو العلى(2)

فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بكاه ونعاه قبل يوم مقتله ، فكيف به لو كان حاضراً يوم العاشر من المحرم ؟ ولو كان حاضراً لكان هو المعزَّى فيه ، فساعد الله قلبه في مصابه بالحسين ( عليه السلام ) هذا وقد رأته بعض زوجاته وبعض أصحابه في المنام بعد مقتل الحسين ( عليه السلام ) فرأوه باكياً حزين القلب أشعثَ أغبرَ لمصاب الحسين ( عليه السلام ) ، روي أن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا
(1) الأمالي ، للصدوق : 197 ح 2 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 28/51 ح 20 و44/149 ح 17.
(2) مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3/267.
المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 32

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً (1).
وروى عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما يرى النائم بنصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما هذا ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصى ذلك اليوم فوجد قد قُتل يومئذ (2).
وروي عن عامر بن سعد البجلي ، قال : لما قتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فأقرئه مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار ، وإن كان الله أن يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم ، قال : فأتيت البراء فأخبرته ، فقال : صدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال رسول الله : من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصوَّر بي (3).
وروي أن ابن الهبارية الشاعر اجتاز بكربلا فجعل يبكي على الحسين وأهله ( عليهم السلام ) وأنشد شعراً :
أحسينُ والمبعوثِ جدِّك بالهدى قسماً يكونُ الحقُّ عنه مُسَائِلي
لو كنتُ شَاهِدَ كربلا لبذلتُ في تنفيسِ كَرْبِكَ جُهْدَ بَذْلِ الباذل

ثمَّ نام في مكانه فرأى النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) في المنام ، فقال له : ( يا فلان ) جزاك الله عني خيراً ، أبشر ، فإن الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي ابني الحسين ( عليه السلام )(4).
ولله درّ الشيخ صالح الكواز عليه الرحمة إذ يقول :
يا أيُّها النبأُ العظيمُ إليكَ في ابنيك منّي أعظمَ الأنباءِ


(1) سنن الترمذي : 5/657 ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين : 4/20.
(2) المعجم الكبير ، الطبراني : 3/110 ح 2822 و12/185 ح 12837.
(3) مسند الروياني : 1/291 ح 435 ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : 14/258 ، ينابيع المودة القندوزي : 3/44ـ 45.
(4) ينابيع المودة ، القندوزي : 3/48 ، تذكرة الخواص ، ابن الجوزي : 245.

السابق السابق الفهرس التالي التالي