ما للبسيطةِ زُلزلت أقطارُها |
|
والشمس قد خُسفت بها أموارُها |
وعلا الضجيجُ من العوالمِ كلِّها |
|
وكذا المجالسُ سُوِّدت أستارُها |
قد أُبدلت بعد السرورِ مآتما |
|
والخلقُ حُزناً أُقرحت أبصارُها |
أفهل دهى الأكوانَ خطبٌ مهلكٌ |
|
فأزيل من عَطَب بها استقرارُها |
قالوا أما ترنو هلالَ محرَّم |
|
قد هلَّ فانهلَّت له أنظارها |
فالبس ثيابَ الحزنِ واجلسْ للعزا |
|
فالحزنُ للأطهارِ فيه شعارُها |
متفكِراً فيما جرى فيه على |
|
آلِ الرسولِ وما جنت أشرارُها |
ظنَّت علوجُ أمية من جهلِها |
|
أن العبيدَ تُطيعُهم أحرارُها |
خابت وخاب رجاؤُها الخاطي وقد |
|
فَشِلَت وبان إلى البريَّة عارُها |
فويلَ يزيد من عذابِ جهنم |
|
إذا أقبلت في الحشرِ فاطمةُ الطهرُ |
ملابسُها ثوبٌ من السمِّ أسودٌ |
|
وآخرُ قان من دمِ السبطِ محمَرُّ |
تنادي وأبصارُ الأنامِ شواخصٌ |
|
وفي كلِّ قلب من مَهَابتِها ذُعْرُ |
وتشكو إلى اللهِ العليِّ وصوتُها |
|
عليٌّ ومولانا عليٌّ لها ظَهْرُ |
فلا ينطقُ الطاغي يزيدُ بما جنى |
|
وأنّى له عذرٌ ومن شأنِهِ الغدرُ |
فيؤخذُ منه بالقصاصِ فيحرمُ الـ |
|
نعيمَ ويُخلىَّ في الجحيمِ له قصرُ |
ويشدو له الشادي فيطربُهُ الغنا |
|
ويُسْكَبُ في الكأسِ النضارِ له خمر |
فذاك الغنا في البعثِ تصحيفُهُ العنا |
|
وتصحيفُ ذاك الخمرِ في قلبِهِ الجمرُ |
أيقرُع جهلا ثغرَ سبطِ محمد |
|
وصاحبُ ذاك الثِغريُحمى به الثغر(2) |
فقلبُها لم تَطُلْ فيه مسرَّتُه |
|
حتى تنازعَ تبريحُ الهوى فيه |
يا شمسَ أوجِ العلى ما خلتُ عن كثب |
|
تُمسي وأنت عفيرُ الجسمِ ثاويه |
فيالجسم على صدرِ النبيِّ رَبَى |
|
توزَّعته المواضي من أعاديه |
ويا لرأس جلالُ اللهِ توَّجه |
|
به ينوءُ من الميَّادِ عاليه |
وصدرِ قُدْس حوى أسرارَ بارئِهِ |
|
يكونُ للرجسِ شِمْر من مراقيه |
ومنحر كان للهادي مُقَبَّلَهُ |
|
أضحى يقبِّلُهُ شِمْرٌ بماضيه |
يا ثائراً للهدى والدينِ منتصرا |
|
أمست أميَّةُ نالت ثارَها فيه |
أنَّى وشيخُكَ ساقي الحوضِ حيدرة |
|
تقضي وأنت لهيفُ القلبِ ضاميه(1) |