من أيـن تخجل أوجه أمويـة |
|
سكبـت بلذات الفجور حيائهـا |
ما بل أوجهها الحيا و لو انهـا |
|
قطع الصفا بـل الحيا ملسائهـا |
قهرت بني الزهراء في سلطانها |
|
واستأصلـت بصفاحها أمرائهـا |
ملكت عليها الأمر حتى حرمت |
|
في الأرض مطرح جنبها وثوائها |
ضاقت بها الدنيا فحيث توجهت |
|
رأت الحتـوف أمامها وورائهـا |
فاستوطنت ظهر الحمام وحولت |
|
للعز عن ظهـر الهوان وطائهـا |
مليكـة الدنيـا عقيلـة النسـا |
|
عديلة الخامس من أهل الكسا |
شريكة الشهيـد في مصائبـه |
|
كفيلة السجـاد فـي نوائبـه |
بل هي الناموس رواق العظمة |
|
سيـدة العقـائـل المعظمـه |
أم الكتاب فـي جوامع العـلا |
|
أم المصاب في مجامـع البلا |
رضيعـة الوحي شقيقة الهدى |
|
ربيبة الفضل حليفـة النـدى |
ربة خدر القـدس والطهـارة |
|
في الصون والعفاف والخفارة |
ما ورثته من نبـي الرحمـة |
|
جوامع العلم أصول الحكمـة |
سر أبيها فـي علـو الهمـة |
|
والصبر فـي الشدائد الملمـة |
بيانهـا يفصـح عـن بيانـه |
|
كأنهـا تفـرغ عـن لسانـه |
فـإنهـا وليـدة الفصـاحـة |
|
والدها فارس تلـك الساحـه |
و ما أصاب أمهـا من البـلا |
|
فهـو تراثها بطـفّ كربـلا |
لكنـهـا عظيمـة بلـواهـا |
|
مـن الخطوب شاهدت أدهاها |
و ما رأت بالطف من أهوالها |
|
جـل عن الوصف بيان حالها |
وسوقها إلـى يزيد الطاغيـه |
|
أشجى فجيعة و أدهى داهيـه |
أمامهـا رأس الامام الزاكـي |
|
و خلفهـا النوائـح البواكـي |
أتوقف الحرة مـن آل العبـا |
|
بيـن يدي طليقهـا واعجبـا |
وقـد أبانت كفر ذاك الطاغي |
|
بـأحسـن البيـان والبـلاغ |
حنت بقلـب موجع محتـرق |
|
على أخيهـا فأجابها الشقـي |
« ياصيحة تحمُدُ من صوائح |
|
وأهون النوح علـى النوائح» |