كربلاء ـ الثورة والمأساة 132


المكان الذي قتل فيه فأراه ، فجاء بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته ام سلمة فجعلته في ثوبها(1)
النموذج الثالث عشر :قالت عائشة : إن رسول ألله أجلس حسينا على فخذه ، فجاء جبرئيل فقال : هذا أبنك ؟ قال : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله ، فقال جبرئيل : إن شئت أريتك ألأرض التي يقتل فيها ؟ قال : نعم ، فأراه جبرئيل تراباً من تراب الطف ... .(2)
النموذج الرابع عشر: قالت عائشة : دخل الحسين على رسول ألله وهو يوحى إليه ، فنزى على رسول ألله وهو منكب ، ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول ألله : أتحبه يا محمد ؟ قال النبي : يا جبرئيل وما لي لا احب إبني ؟ قال : «فإن أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبرئيل يده وناوله تربة ، وذهب جبرئيل من عند النبي والتربة في يده وهو يبكي ، فقال النبي لعائشة : إن جبرئيل أخبرني أن الحسين إبني مقتول ، في أرض الطف ، وأن أمتي ستفتن بعدي ، ثم خرج إلى أصحابه فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول ألله فقال: أخبرني جبرئيل أن إبني ألحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه »(3)
النموذج الخامس عشر :قال عبدالله بن عمرو بن العاص : إن معاذ بن جبل أخبره أن رسول ألله قد خرج علينا متغير أللون فقال : «أنا محمد أوتيت فواتح

(1) راجع مسند أحمد ج3 ص243 و 265 ، وتاريخ ابن عساكر ح615 و 617 ، وترجمة الحسين من المعجم الكبير للطبراني ح47 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص160 ـ 162 ، وتاريخ ألإسلام للذهبي ج3 ص100 ، وسير النبلاء ج3 ص194 ، وذخائر العقبى ص146 ـ 147 ، ومجمع الزوائد ج9 ص187 و 190 ، وتاريخ ابن كثير ج6 ص229 و ج8 ص199 ، والمواهب أللدنية للعسقلاني ج2 ص195 والخصلئص للسيوطي ج2 ص25 .
(2) راجع الطبقات الكبرى لإبن سعد ح269 ، وتاريخ ابن عساكر بترجمة الحسين ح627 ، ومقتل الخوارزمي ج1ص159 ، ومجمع الزوائد ج9 ص187 ، وكنز العمال ج13 ص108 والصواعق المحرقة لإبن حجر ص115 ، وخصائص السيوطي ج2 ص125 ـ126 .
(3) راجع ترجمة الحسين من معجم الطبراني ح48 ص123 ، ومجمع الزوائد ج9 ص187 ، وراجع أعلام النبوة للماوردي ص83 ، ومعالم المدرستين للعسكري ج3 ص34 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 133


الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهبت فعليكم بكتاب ألله عز وجل أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، أتتكم الموتة بالروح والراحة . . أتتكم فتن كقطع ألليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكاً . . . أمسك يا معاذ وإحص ، فلما بلغت خمساً ، قال النبي : يزيد لا بارك الله في يزيد ، ثم ذرفت عيناه ، ثم قال : نعى إلي حسين ، وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم ، وألبسهم شيعاً ، ثم قال : وآها لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف » .
النموذج السادس عشر :قال سعيد بن جمهان : أن النبي أتاه جبرئيل بتراب من تراب القرية التي يقتل بها الحسين ،فقال : أسمها كربلاء فقال رسول الله: كرب وبلاء .(2)
النموذج السابع عشر :قال ابن عباس : « ما كنا نشك أهل البيت ، وهم متاوفرون أن الحسين بن علي يقتل بالطف » .(3)

نماذج أخرى :

لأن علياً هو الولي الشرعي من بعد النبي ، وهو المخول بأن يبين للأمة ما أختلفت فيه من بعد النبي (4)فلرواياته أهمية خاصة وأن الحسين ابنه وأن علياً كان يسكن مع الرسول في بيت واحد طوال حياته المباركة ، وكان يتبعه اتباع الفصيل لأثر أمه على حد تعبير ألإمام .
النموذج الثامن عشر :صعد ألإمام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم
(1) راجع معجم الطبراني ح95 ص140 ، ومقتل الخوارزمي ص160 ـ 161 ، وكنز العنال ج6 ص39 و ج13 ص113 ، وراجع مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص189 .
(2) راجع تاريخ ابن عساكر ح632 ، وتاريخ ألإسلام للذهبي ج3 ص11 ، وتاريخ ابن كثير ج8 ص200 .
(3) مقتل الخوارزمي ج1 ص16 .
(4) راجع ترجمة ألإمام علي من تاريخ دمشق لأبن عساكر ج2 ح448 ، 1008 ، 1009 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص86 ، والمناقب للخوارزمي أيضاً ص236 ، وينابيع المودة للقندوزي ص1872 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 134


قال : « كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم ؟ قالوا : إذاً نبلي ألله فيهم بلاءً حسناً ، فقال : والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ، ولتخرجن إليهم ، فلتقتلنهم ثم أقبل يقول :
»
هم أوردوهم بالغرور وغردوا أجيبوا دعاه لا نجاة ولا عذرا(1)

النموذج التاسع عشر : قال رسول الله (ص) : « أن الله حرّم الجنة على من ظلم أهل بيتي ، أو قاتلهم أو أغار عليهم » .
النموذج العشرون :قال الإمام علي لأصحابه يوما : « يقتل الحسين بن علي قتلاً ، وأني لأعرف تربة ألأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية قريبة من النهرين»(2)
النموذج الحادي والعشرون :لما سار ألإمام علي إلى صفين نزل في كربلاء فقال لأبن عباس أمام أصحابه :أتدري ما هذه البقعة ؟ قال : لا ، قال علي : لو عرفتها بكيت بكائي ، ثم بكى بكاءً شديداً ثم قال : مالي ولآل أبي سفيان ، ثم إلتفت إلى الحسين وقال : صبراً يا بني فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده » .(3)
النموذج الثاني والعشرون :وقف ألإمام علي في كربلاء فقيل له : يا أمير المؤمنين هذه كريلاء ؟ قال ألأمام علي ذات كرب وبلاء ، ثم أومأ بيده إلى مكان ، فقال : ها هنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم ، وأومأ إلى موضع آخر فقال : ها هنا مهراق دمائهم».(4)
النموذج الثالث والعشرون :عندما ذهب ألإمام علي إلى صفين ، ونزل وصلى عند شجرة ، ثم قال : « يقتل ها هنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة

(1) راجع معجم الطبراني ح57 ص128 ، ومجمع الزوائد ج9 ص191 ، وأنساب ألأشراف للبلاذري ص38 .
(2) راجع معجم الطبراني ح57 ص128 ، وتاريخ ألإسلام للذهبي ج3 ص11 ، وسير أعلام النبلاء ج3 ص195 ، ومعجم الزوائد ج9 ص190 ، وكنز العمال ج6 ص379 .
(3) مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج1 ص162 .
(4) راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص142 ، وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج1 ص278.
كربلاء ـ الثورة والمأساة 135


يدخلون الجنة بغير حساب ، وأشار إلى مكان هنالك فعلموه بشيء ، فقتل فيه الحسين».
(1)
النموذج الرابع والعشرون :لما جاء علي إلى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي : « صبراً أبا عبدالله صبرا أبا عبدالله بشط الفرات ،قيل له : وماذا؟ قال : دخلت على رسول الله ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الجسين يقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك أن أشهدك من تربته ؟ قال : نعم ، فمد فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا » .(2)
النموذج الخامس والعشرون :في كربلاء أخذ ألإمام علي يشير بيده ويقول : ها هنا ، ها هنا ، فقال له رجل : وما ذلك يا أمير ألمؤمنين ؟ قال : « ثقل لآل محمد ينزل ها هنا فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم ، فقال ألرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير ألمؤمنين ؟ قال : « ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم يدخلكم ألله النار بقتلهم » .(3)
النموذج السادس والعشرون : وقال ألإمام علي مرة بعد أن رُفع إليه من تربة كربلاء فشمها « واهاً لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب » قال الراوي ساخراً ومندهشاً : وما علمه بالغيب .(4)
النموذج السابع والعشرون :قال ميمون بن شيبان بن مخرم وكان عثمانياً يبغض علياً :
(1) راجع تاريخ ابن كثير ج8 ص199 ـ 200 ، ومجمع الزوائد ج9 ص191 .
(2) راجع مسند أحمد بن حنبل ج1 ص85 ، وقال بالهامش : إسناد صحيح ، ومعجم الطبراني ح45 ص126 ، وتاريخ ابن عساكر ح611 ـ 613 ، وتهذيبه ج4ص325 ، ومجمع الزوائد ج9 ص187 ، وتاريخ ألإسلام للذهبي ج3 ص10 وسير النبلاء ج3 ص193 ، وتاريخ ابن كثير ج8 ص199 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص170 ، والصواعق المحرقة لأبن حجر ص115 ، وخصائص السيوطي ج2 ص126 .
(3) راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم .
(4) راجع التفصيل في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص140 - 141 ، وتاريخ ابن عساكر 636 و 638 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 136


« رجعنا مع علي إلى صفين فأنتهينا إلى موضع ، فقال : ما سمي هذا الموضع ؟ فقلنا له : كربلاء ، قال كرب وبلاء ، قال : ثم قعد على دابته ، وقال : يقتل ها هنا قوم أفضل شهداء على ظهر ألأرض . . . قال : قلت : بعض كذباته ورب الكعبة ، قال : فقلت لغلامي وثمة حمار ميت جئني برجل هذا الحمار فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعداً ، فلما قتل الحسين قلت لأصحابنا : إنطلقوا ننظر فأنتهينا إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار ، وإذا أصحابه ربضة حوله » .(1)
النموذج الثامن والعشرون :قال أنس بن الحارث سمعت رسول الله يقول : إن ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك فلينصره ، فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء ،فقتل بها مع الحسين .(2)
النموذج التاسع والعشرون عن هيثم بن ألأسود النخعي الكوفي قال: « كان أبي يتبرى فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين فكنا لا نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك فقال له أبي: إني أراك ملازما هذا المكان ؟ قال: بلغني أن حسيناً يقتل هل هنا ، فأنا أخرج لعلّي أصادفه ، فأقتل معه ، فلما قتل الحسين قال أبي: انطلق ننظر هل ألأسدي في من قتل ، وأتينا المعركة فطوفنا فإذا ألأسدي مقتول » .(3)
النموذج الثلاثون :في ترجمة الحارث بن نبيه وكان من أصحاب النبي من أهل الصُفّة قال : « سمعت رسول ألله والحسين في حجره يقول : إن ابني هذا يقتل في أرض يقال لها العراق فمن أدركه فلينصره ».(4)

(1) راجع كامل الزيارات باب 23 ص71 ـ72 ، وراجع أسد الغابة لإبن ألأثير ج1 ص123 ، وفضائل الخمسة ج3 ص347 .
(2) راجع ترجمة أنس بن الحارث في الجرح والتعديل للرازي ج1 ص287 ، وتاريخ البخاري الكبير ج1 ص 30 رقم الترجمة 1583 ، وابن عساكر ح680 وتهذيبه ج4 ص338 ، وأسد الغابة ج1 ص123 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص159 ـ160 ، وتاريخ ابن كثير ج8 ص199 .
(3) راجع ترجمة الحسين في طبقات ابن سعد ح280 ، وتاريخ ابن عساكر ح666 .
(4) راجع أسد الغابة ج1 ص349 ترجمة الحارث بن نبيه ، وألإصابة لإبن حجر ج1 ص68 قال (ص) : =
كربلاء ـ الثورة والمأساة 137


النموذج الواحد والثلاثون :قال الرسول : « نُعي إليّ الحسين ، وأوتيت بتربته وأخبرت بقاتله» .(1)
النموذج الثاني والثلاثون :قال رسول ألله :« سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة . . . والمستحل من عترتي ما حرم ألله » .(2)
النموذج الثالث والثلاثون :قال عبدالله بن مسعود : « أتينا رسول الله ، فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه ، فما سألنا عن شيء إلا أخبرنا ، ولا سكتنا إلا إبتدأنا .
حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : يا رسول ألله ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال : « إنا أهل بيت إختار ألله لنا ألآخرة على الدنيا ، وانه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد» .(3)
النموذج الرابع والثلاثون :قال أبو سعيد الخدري : قال رسول ألله : « إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً ، وأن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية ، وبنو المغيرة ، وبنو مخزوم » . قال الحاكم :هذا حديث صحيح ألإسناد» .
النموذج الخامس والثلاثون :قال النبي : « يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة ، فيقول المصحف . . . ويقول المسجد . . . وتقول العترة : -

= « إن ابني هذا يقتل في أرض يقال لها العراق فمن أدركه فلينصره » . وراجع كنز العمال ج6 ص223 وقال : أخرجه البغوي ، وابن السكن ، والبارودي ، وابن منده ، وابن عساكر ، وذكره الطبري في ذخائر العقبى ص146 وقال : خرجه الملا في سيرته ، راجع فضائل الخمسة ج3 ص347ـ 348 .
(1) راجع كنز العمال ج6 ص223 وقال أخرجه الديلمي راجع فضائل الخمسة ج3 ص 339.
(2) أسد الغابة لإبن ألأثير ج4 ص107 ، وكنز العمال ج8 ص191 ـ192 ، وقال أخرجه الطبراني ، وراجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج3 ص349 ـ 350 تجد الكثير من المراجع .
(3) المستدرك على الصحيحين ج4 ص464 ، وراجع صحيح ابن ماجة ص309 باب خروج المهدي ، وفضائل الخمسة للفيروز آبادي ج3 ص350 .
(4) راجع المستدرك على الصحيحين ج4 ص487 ، وكنز العمال ج6 ص40 وقال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ، راجع فضائل الخمسة ج3 ص351 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 138


طردونا وقتلونا وشردونا ، واجثو بركبتي للخصومة ، فيقول الله : ذلك إليّ وأنا أولى بذلك » ، وأخرجه الديلمي عن جابر وأحمد بن حنبل والطبري وسعيد بن منصور عن أبي أمامة .(1)
النموذج السادس والثلاثون : قال النبي : « إنا أهل البيت اختار الله لنا ألآخرة على الدنيا ، وأن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة وشدة ، وتطريداً في البلاد ، حتى يأتي قوم من ها هنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود » .(2)
النموذج السابع والثلاثون :قالت أم سلمة : « إنها وضعت التربة في قارورة فلما كانت ليلة مقتل الحسين سمعت قائلاً يقول :
أيها القاتلون جهراً حسيناً ابشروا بالعذاب والتنكيل
قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وحامل ألإنجيل
قالت : فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً .(3)
النموذج الثامن والثلاثون :قالت سلمى : دخلت على أم سلمى وهي تبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول ألله في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب !! فقلت : مالك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً » .
ألنموذج التاسع والثلاثون :رأى ابن عباس النبي في المنام أشعث وأغبر معه قارورة فيها دم ، ولما سأله عنها قال : هذا دم الحسين ، وأحصي ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي قتل فيه الحسين (5)قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

(1) راجع كنز العمال ج6 ص446 ، وفضائل الخمسة ج3 ص351 .
(2)راجع ذخائر العقبى للطبري ص17 ، وفضائل الخمسة ج3 ص351.
(3) راجع الصواعق المحرقة لإبن حجر ص115 ، وفضائل الخمسة ج3 ص355 .
(4) راجع صحيح الترمذي ج2 ص306 مناقب الحسن والحسين ، والمستدرك على الصحيحين ج4 ص19 في ذكر أم المؤمنين أم سلمة ، وتهذيب التهذيب لأبن حجر ج2 ص356 ، وذخائر العقبى للطبري ص 148، وقال خرجه البغوي في الحسان .
(5) راجع المستدرك على الصحيحين ج4 ص397 ومسند أحمد ج1 ص242 ، وتاريخ بغداد ج1 ص142 وأسد الغابة لإبن ألأثير ج2 ص22 ، وألإستيعاب لإبن عبد البر ج1 ص144 في ترجمة الحسين ، وألإصابة لأبن حجر ج2 ص17 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 139


النموذج ألأربعون :وناحت الجن على الحسين : قالت أم سلمة: إنها سمعت الجن تنوح على الحسين (1) ومما قالت الجن :
ألا يا عين فاحتفلي بجهدي ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا إلى متجبر في ملك عبد(2)

النموذج الواحد وألأربعون :لما قتل ألإمام الحسين ، كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب بنصف النهار حتى ظننا أنها هي وقد ظهرت مجموعة من العجائب .(3)
النموذج الثاني وألأربعون :
1- قال رسول الله : « إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وأن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية ، وبنو المغيرة ، وبنو مخزوم » قال الحاكم : هذا حديث صحيح ألإسناد .(4)
2- قال علي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب « إن الذين بدلوا نعمة الله كفرا هما ألأفجران من قريش : بنو المغيرة ، وبنو أمية» .(5)
3- قال رسول الله (ص) : « يزيد لا بارك الله في يزيد نعي إلي الحسين ، وأوتيت تربته وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف ألله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيّعا ، واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف » .(6)

(1) راحع ألإصابة لأبن حجر ج2 ص17 ، وتهذيب التهذيب ج2 ص355 ، ومجمع الزوائد ج9 ص199 ، وذخائر العقبى للطبري ص150 ، وقالوا رواه الطبراني ورجال الصحيح وأخرجه ابن الضحاك ، راجع فضائل الخمسة ج3 ص359 .
(2) راجع سنن البهيقي ج3 ص337 ، ومجمع الزوائد ج9 ص197 ، وتهذيب التهذيب ج2 ص354 .
(3) راجع فضائل الخمسة ج3 ص 361 ـ369 تجد عشرات المراجع والكثير من العجائب .
(4) راجع المستدرك على الصحيحين ج4 ص487 ، وكنز العمال ج6 ص40 ، وقال أخرجه نعيم بن حماد في الفتن .
(5) راجع كنز العمال ج1 ص252 ، قال أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الجامع الصغير ، وراجع فضائل الخمسة ج3 ص 377 ـ 378 .
(6) راجع كنز العمال ج6 ص39 ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص189 ، وقال المتقي الهندي أخرجه =
كربلاء ـ الثورة والمأساة 140


وقال رسول الله : « لا بارك ألله في يزيد الطعان اللعان ، أما إنه نعى إليّ حبيبي حسين وأوتيت بتربته ، ورأيت قاتله ، أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه إلا عموا بعقاب » .
4-قال علي عليه السلام لعمر بن سعد : « كيف أنت إذا قمت قياما تخيّر فيه بين الجنة والنار ».(2)
5- قال عمر بن سعد للحسين عليه السلام : « إن قوما من السفهاء يزعمون أني أقتلك ، فقال الحسين : ليسوا سفهاء ، ثم قال : وألله إنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا ».(3)
6- قال رسول الله : « كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي » (4)قال محمد بن عمرو بن حسين : كنا مع الحسين بنهر كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : صدق رسول الله كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي ، وكان شمر أبرص .(5)
7- أما معاوية بن أبي سفيان ، فقد تطرقنا إلى بعض النصوص التي وردت عن النبي في حقه وحق أبيه وأخيه ، وعالجنا هذا الموضوع في بداية البحث « تحت عنوان من هو والد يزيد» فأرجع إليه إن شئت .

= الطبراني عن معاذ ، وذكره المناوي في فيض القدير باختصار ، وقال في المتن أخرجه ابن عساكر عن سلمة بن ألأكوع وقال في الشرح ورواه عنه أبو نعيم والديلمي .
(1) راجع كنز العمال ج6 ص223 وقال أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر .
(2) راجع كنز العمال ج7 ص111 وقال أخرجه ابن عساكر .
(3) راجع تهذيب التهذيب ج7 ص451 .
(4) راجع كنز العمال ج6 ص 223 ، وقال أخرجه ابن عساكر ، وذكره المناوي في كنوز الحقائق ص103 وقال أخرحه الديلمي .
(5) راجع كنز العمال ج7 ص110 ، وقال أخرجه ابن عساكر ، راجع فضائل الخمسة ج3 ص390ـ391
كربلاء ـ الثورة والمأساة 141


الباب الثالث
بواعث رحلة الشهادة ومحطاتها ألأولى


الفصل ألأول :التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية
الفصل الثاني : إقتراحات المشفقين
الفصل الثالث : ألإمام الحسين (عليه السلام ) يشخص أمراض ألأمة المزمنة
الفصل الرابع : رحلة ألإمام الحسين (عليع السلام) للشهادة في سبيل ألله
الفصل الخامس : محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء

كربلاء ـ الثورة والمأساة 142




كربلاء ـ الثورة والمأساة 143


الفصل ألأول :
التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية

لما هلك معاوية ، آلت خلافته لأبنه بحكم الكيد والمكر والوراثة ، كان الخليفة الجديد على يقين بأن أخطر خصومه هو ألإمام الحسين بن علي ، لذلك أنصب أهتمامه على أخذ البيعة من الحسين ، وكان أول مراسيمه الملكية أن كتب كتابا إلى واليه على المدينة ، جاء فيه :
« خذ البيعة على أهل المدينة عامة ، وخاصة على الحسين ، فإن أبى عليك فأضرب عنقه » .
وجاء في تاريخ الطبري : «أما بعد فخذ حسينا ، وعبدألله بن عمر وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام » (2) فالخليفة الجديد مصمم على أخذ البيعة من الحسين ، ومصمم على قتل الحسين إن أبى بيعته !! ولما شعر يزيد بن معاوية أن الحسين ممتنع عن البيعة صمم نهائياً على قتل ألإمام الحسين أشنع قتلة ، ليجعله عبرة لغيره وليتخلص نهائيا من وجوده ومن خطره المحتمل على الملك ألأموي !!! وحجته العلنية ووسيلته إلى ذلك منحصرة بأمتناع الحسين عن البيعة.

تواصل لتاريخ أسود :

ليس جديداً إصرار يزيد بن معاوية على تجاهل حق أهل بيت النبوة ، وعلى إرغام أنف الحسين ، وأخذ البيعة منه راغما ، أو قتله أشنع قتلة !! فهذا الموقف ألأعتباطي ألأرعن إمتداد لموقف أبيه ، وعمه وجده ، والبطن ألأموي وبطون قريش ألـ 23 التي تشكل بمجموعها حلقات تاريخية متصلة ، وأدواراً متفقا عليها تماما ، فأبو سفيان ومعاوية يقودان جبهة الشرك 23 عاما ، ثم ينخرطان في مؤامرة

(1) راجع كتاب الفتوح لأبن أعثم الكوفي ج5 ص10 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص180 - 185 ومثير ألأحزان ص14ـ15 ، واللهوف ص9 ـ10 .
(2) راجع تاريخ الطبري ج6 ص188 باب بيعة يزيد بن معاوية .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 144


بطون قريش الـ 23 ، ويحصلان على ولاية الشام ، ثم يترك معاوية بهذه الولاية 20 عاما ، ثم يستولي بالقوة على منصب الخلافة ، ثم يجعل الخلافة ملكاً ، ويحصر هذا الملك في بيت أبي سفيان ويكون ابنه يزيد بن معاوية ، أول ملك أموي يرث أباه ، ولا يترك معاوية ألأمور تجري على مسارها الطبيعي بل يمهد لإبنه ، ويعينه وليا لعهده ، وخليفة من بعده ، ويأخذ بيعة الرعية ويحاصر وبغير رحمة أهل بيت النبوة ، أصحاب الحق الشرعيين بخلافة النبي ، فيوجب على الرعية لعنهم ، ويحرم محبتهم ، ويعتبر موالاتهم من جرائم الخيانة العظمى ، ثم يتوّج معاوية سلسة أعماله « البطولية » بقتل ألإمام الحسن عن طريق السم ، ولمواجهة أمتناع الحسين عن البيعة عهد معاوية بولاية العراق إلى عبيدالله بن زياد ، واتفق على أسلوب التعامل مع الحسين إن إمتنع عن البيعة ، وكلّف معاوية ابنه يزيد أن يرسل مسلم بن عقبة إلى أهل المدينة إن أثاروا عليه ، واتفق معاوية على أسلوب التعامل مع أهل المينة . وبعد هذه ألأنجازات الرائعة هلك معاوية . وجاء ابنه يزيد ليسير سيرة سلفه ووالده وليحافظ على الملك الذي ورثه منه بألأساليب وألأنماط نفسها التي استعملها أبوه من قبله !!! فأعمال يزيد بن معاوية سلسلة من حلقات متكاملة ومتفق عليها بين ألأبن وأبيه .
ومن هنا نعرف سر إصرار يزيد بن معاوية على أن يعطي الحسين بيعته أو يقتل أشنع قتلة ، والبيعة ما هي إلا ستار كقميص عثمان الذي استعمله أبوه !! لقد صالح ألإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان حقنا للدماء وبقيا منه على من تبقى من المؤمنين ، فهل حال هذا الصلح دون إصرار معاوية على قتله!!! ولو بايع ألإمام الحسين يزيد بن معاوية وصالحه وصفى له ، فالبيعة والصلح لن يحولا دون قتل الحسين ، لأن وجه الخلافة لن يصفو لمعاوية مع وجود ألإمام الحسن ، ولن يصفو وجهها ليزيد مع وجود ألإمام الحسين ، ثم إن معاوية موتور ، ويزيد موتور فقتل ألإمام الحسن وألإمام الحسين « سيدي شباب أهل الجنة » (1)و «ريحانتي النبي
(1) راجع على سبيل المثال صحيح الترمذي ج2 ص306 و 307 وصحيح ابن ماجة ج3 ص167 والمستدرك على الصحيحين ج4 ص 139 .
كربلاء ـ الثورة والمأساة 145


من هذه ألأمة » (1)يحقق لمعاوية وابنه يزيد والبيت ألأموي مطلبين معا : أولهما : يصفي لهم وجه الخلافة وثانيهما : يشفي ما في صدورهم من غل وحقد على آل محمد !!.
ويؤكد هذا أنه لما وضع رأس ألإمام الحسين بين يدي يزيد بن معاوية ، شعر أنه قد ثأر لشيوخه الذين قتلوا في بدر !!! لذلك تمثل بأبيات من قصيدة ابن الزبعرى « ليت أشياخي ببدر شهدوا ...» (2)الشعور نفسه الذي راود والده معاوية عندما سمع بموت الحسن .(3)
كان ألإمام الحسن آمنا مطمئنا ، يوم جاءته رسل الموت التي أرسلها معاوية لسمه وقتله !! وكان ألإمام الحسين آمنا مطمئنا يوم أبلغه والي يزيد بن معاوية على المدينة بكتاب يزيد الذي يطلب منه فيه أخذ ألبيعة من ألإمام الحسين ، ويأمره بضرب عنقه إن أبى (4)فيزيد بن معاوية يضع ألإمام الحسين أمام خيارات محدودة وصعبة ، ومرة ، أحلاها أمر من العلقم ، كان ألإمام الحسين على يقين بأن يزيد بن معاوية يخطط لقتله عاجلا أم آجلا ، بايع أو لم يبايع ، ولكن يزيد يريد أن يستفيد من الحسين ما أمكن قبل الإقدام على قتله تماما كما فعل أبوه مع ألإمام الحسن ، فمعاوية ويزيد والبيت ألأموي خاصة وألأكثرية الساحقة من أبناء بطون قريش الـ 23 ، لا يدعون لأحد من أهل بيت النبوة (إلاً ولا ذمة ) لأن الحقد أتلف أي مظهر من مظاهر ألإنسانية لديهم ، لقد نزع ألله الرحمة من قلوبهم !!

(1) راجع صحيح ابن ماجة ج3 ص167 ومسند أحمد ج3 ص62 و82 وصحيح الترمذي ج2 ص306 وما بعد .
(2) راجع كتاب الفتوح لإبن أعثم الكوفي ج5 ص241 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص58 ، ومثير ألأحزان ص80 ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج ألأصفهاني ص120 ، وتذكرة الخواص لأبن الجوزي ص148 وألأمالي لأبي علي القالي ج1 ص142.
(3) قال ابن قتيبة في ألإمامة والسياسة ج1 ص144 : إن معاوية لما أتاه خبر موت الحسن أظهر فرحا وسرورا ، حتى سجد وسجد من كان معه ، وجاء في العقد الفريد لأبن عبد ربه ج2 ص298 : لما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا . . .
(4) راجع كتاب الفتوح لإبن أعثم الكوفي ج5 ص10 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص180 ـ 185 ، ومثير ألأحزان ص 14 -15 واللهوف ص 9 ـ 10.

السابق السابق الفهرس التالي التالي