كربلاء في الذاكرة 266

يطوف الموكب شوارع المدينة وساحاتها ماراً بالروضتين وينتهي بالدار حيث يتناول الأفراد الزلابية والبقلاوة . ومن البديهي ان الواردات التي تصرف على هذا المأتم والمآتم الأخرى التي تقام عدا شهر رمضان هو من املاك الأميرة الهندية ترسل الى وكلائها للانفاق على ذلك .
وهناك ظاهرة الحر الشديد ، فقد كان رمضان يمر في السنين الخوالي بموسم الصيف ، فلم يطق الصائم صبراً ، مما يضطر البعض الخروج الى نهر الحسينية وقت العصر ، فيدخل جسمه (يغطسه) الى حد الرقبة في النهر أو في أحواض البيوت لحين وقت أذان المغرب . وكان الناس قديماً يملأون جرارهم (الشراب الخزفية) ويضعونها فوق سطوح المنازل (الستائر) حتى يبرد ماؤها لحين الافطار . ولما لم يكن الماء بارداً فان (المشربة) كانت تتدلى في البئر احياناً لحين وقت الافطار حتى يبرد ماؤها ، وكذلك هو الحال بالنسبة للفواكه فالرقي والبطيخ والخيار مثلا يتدلى بواسطة الزنبيل في البئر أيضاً ، ولا تخلو البيوت يومذاك من الآبار ، والناس ينهمكون بأعمالهم في السوق ، وانهم يبللون الأزر (الوزرات) ويضعونها على رؤوسهم اتقاء الحر الشديد . وقد وصف الشاعر الكربلائي الشيخ محمد حسن ابو المحاسن (ت 1344هـ ـ 1924م) يوماً من أيام شهر رمضان في كربلاء شديد الحر :
ويومٍ كظل الرمح بين نفوسنا وبين الظما والجوع فيه عراك
وقد وقفت شمس النهار فمالها وما لجسوم الصائميـن حراك(1)

(1) ديوان ابي المحاسن الكربلائي ص 170 .
كربلاء في الذاكرة 267

أما اذا صادف شهر رمضان في الشتاء ، فان الشباب يرتاد الحمامات ليلاً ويقضي فيها ساعات طوال .
أما ليلة (اليتيمة) وهي تطلق على ليلة الجمعة الأخيرة من هذا الشهر فتكون المدينة ملأى بالناس والزوار ، وهي أشبه بليلة القدر . ولم تمض أيام معدودات حتى يستعد الناس لشراء ما يطلبونه لأيام العيد من الحناء والكليجه والملبس واللقم والحلويات بأشكالها فتجد حوانيت الشكرجية قد تجمهر عليها الناس لشراء الحلويات والشكرات ، وكذلك الحال عند الحلاقين اذ تجدهم قد استعدوا لاستقبال الزبائن ، فلم تجد في محلاتهم وصالوناتهم مكاناً الا واحتلوه ، وكل زبون ينتظر دوره ، فالحلاق وصنّاعه في شغل شاغل بحلاقة رؤوس الصبيان والاطفال ورؤوس وذقون الكهول والشيوخ . وتجد الخياطين يسهرون الليالي من أجل انجاز خياطة ملابس و(دشاديش) الناس سواء كانوا مدنيين أو عسكريين . وكثيراً ما نجد الاطفال والصبية ينتظرون حتى ساعات متاخرة من الليل للحصول على ملابسهم التي أعدوها ليوم العيد . وكذلك الخياطات فهن يسهرن الليالي الأخيرة من رمضان للمهمة نفسها .
أما النعلچية والقندرچية والاوتچية فهم في شغل شاغل بأداء الأعمال المتعلقة بهم وذلك استعداداً ليوم العيد والبزازون فان حوانيتهم قد جُهزت بأحدث الأقمشة الجديدة ذات الاشكال والألوان البراقة ، وترى الناس مزدحمين في حوانيت سوق التجار الكبير وسوق العرب ، وتكاد تكون أعمالهم منحصرة في أماسي رمضان بعكس النهار ، حيث تكون الأعمال شبه معطلة كما ألمحنا الى ذلك . أما الحمامات فانها تبقى مفتوحة طيلة شهر رمضان ليلاً ، وتزدحم ازدحاماً شديداً ليلة العيد ، حيث ترى

كربلاء في الذاكرة 268

الناس قد جلسوا على مقاعد أو تخوت الحمام ينتظرون دورهم بغسل أجسامهم ودلكها وازالة ما علق بها من الاوساخ . وقد يضطر صاحب الحمام أن يجعل درجة غليان الماء عالية بحيث لا يطاق جو الحمام من شدة الحر مما يسبب خروج الناس والاستحمام بسرعة ، حتى يفسحوا المجال لغيرهم ، هذا اذا كان الوقت شتاءً ، أما في الصيف فيلجأ الناس الى الانهار أو الغسل في البيوت .
وكانت أخريات رمضان تمتاز بهديل رومانتيكي عذب تتخلله رقة وعذوبة ، ويستهله بمناجاة حلوة وهي صوت المؤذن وقت الغروب او في السحور (الوداع .. الوداع .. يا شهر رمضان .. الوداع يا شهر الطاعة والغفران .. الخ) وعندما تجنح الشمس للأفول وهي تودع رمضان المبارك يصعد الناس على سطوح المنازل والمرتفعات العالية لرؤية هلال شوال ، وما أن لاح لهم بزوغة حتى دوى في السماء اطلاق الرصاص ، معلنين الفرحة والبهجة بالعيد السعيد داعين الله أن يعيده عليهم كل عام بالخير والبركات .
وفي ليلة العيد يعقد احتفال شعبي ضخم في الساحة الامامية لباب قبلة العباس ، يلقى في الشاعر الشعبي المعروف عبد الأمير الترجمان وينشد (البستات) والأهازيج الدينية والقومية بصوت شجي يخلب الآذان .
وفي صباح اليوم الأول من العيد السعيد ، يؤدي الناس صلاة العيد مع بزوغ الشمس في الصحنين المقدسين او في الجوامع والمساجد . ومن ثم يؤدون زيارة الامام الحسين والعباس ، ثم يزورون اقرباءهم وأصدقاءهم وهم لا يغادرون تلك المجالس

كربلاء في الذاكرة 269

حتى (يتعايدوا) مع بعضهم ، ولا ننسى ان في أيام العيد تجري المصالحات بين الأصدقاء المختصمين (الزعلانين) . وفي اليوم الاول أيضاً يزور الرجل وزوجته وأطفاله بيت والده ووالدته لقضاء نهار بينهم . وكان الطبال والياور (المنظف) يتسلم (العيدية) من أصحاب الدور . وفي اليوم الثاني يذهب الرجل وزوجته واطفاله الى بيت أهل زوجته للغاية ذاتها ، والقصد من ذلك توطيد عرى المحبّة والعلاقات الودية . ولابد من الاشارة الى وجود عادة لا تزال جارية عند العشائر العربية بكربلاء وهي طبخ الطعام ونحر الذبائح تكريماً ليوم العيد . وحين يزورهم الأفراد يتناولون طعام الغذاء حتى وان كانت لقمة واحدة من كل بيت يمر عليه . أما الشباب والأطفال فأنهم يتجهون الى الساحات العامة حيث المتنزهات والحدائق العامة ودواليب الهواء (الأراجيح) وركوب الحمير وركوب العربات وغيرها من وسائل اللهو والتسلية ، فيقضون أوقاتاً سعيدة .
وفي اليوم الثاني من العيد أيضاً ينطلق معظم القرويين من ضواحي المدينة وبساتينها زرافات ووحدانا مبكرين بملابسهم الشعبية والحناء تضمخ اكفهم وأرجلهم وهم يأتون الى المدينة مشياً على الأقدام أو على ظهور الخيل بالنسبة للقرى المجاورة ، أما اذا كانوا من قرى بعيدة فيأتونها بالعربات والسيارات في الوقت الحاضر . وكانت ساحة المخيم قديماً مقرهم ، يشهد الناس مهرجاناً شعبياً رائعاً تظهر فيه حلقات (الجوبي) والدبكات والاهازيج الشعبية . وبالنظر لازدحام المدينة في الآونة الأخيرة والتطور والتوسع الحضاري الذي احتاج المجتمع ، فقد اتجه الناس الى خارج البلدة حيث البساتين النظرة والمياه الجارية والهواء الطلق . فتنشرح الصدور وتأنس العيون بتلك المناظر

كربلاء في الذاكرة 270

الخلابة وتزداد بهجة وانشراحاً ، كما يتجه البعض الآخر الى مرقد الحر بن يزيد الرياحي ليشاركوا ابناء الريف فرحتهم الكبرى بمشاهدة تلك الدبكات العربية والأهازيج الشعبية وهم على شكل حلقات يتوسطهم عازف المزمار (المطبگ) وهو يعزف بألحانه الساحرة بايقاع فني رائع يخلب الألباب وذلك في الساحات القريبة من المرقد .
وهكذا تبقى المسرات والأفراح مستمرة لثلاثة أيام . ولا يفوت القارئ ان كثيراً من الناس يؤجلون زواجهم في شهر رمضان لأنشغالهم بتأدية طقوس هذا الشهر المبارك .
هكذا كان رمضان في كربلاء له نكهة خاصة قلما نجدها في منطقة أخرى من مناطق العراق ، لعل للعتبات المقدسة تأثيراً في ابراز تلك الطقوس بالكيفية التي ذكرتها آنفاً .
الزورخانه (1)

جاءت تسمية الزورخانه من مقطعين (زور) أي القوة (وخانه) أي بيت ، معناهما (بيت القوة) . والزورخانه عبارة عن حلبة (جفرة) يعلوها سقف مقوّس ، وتوجد دكة تشرف على الحلبة لجلوس المدرب (المرشد) . وتحيط بالجفرة مقاعدة لجلوس الضيوف والمتفرجين ..
والحلبة تضم نخبة من الشباب الرياضي ممن تستهويهم الألعاب والتمارين المتميزة بطريقة أدائها الخاص ، حيث انها كانت تدار مع ايقاعات حركية يؤديها المرشد ، مستعيناً بآلة

(1) أفادني الحاج صادق جعفر تقي الدهان المولود سنة 1909م ببعض المعلومات الواردة عن هذا الموضوع .
كربلاء في الذاكرة 271

الطبلة ، وجرس صغير يحدد الفواصل بين لعبة وأخرى ، حيث ان لكل لعبة ايقاعها النغمي الخاص المنساب مع صوت المرشد ، وهو يردد اشعاراً حماسية أو من كتب الاساطير والملاحم كأشعار عنترة التي تعني بالفروسية .
كان الوقت المخصص لأداء تلك الألعاب ساعتين تبدأ في الصباح الباكر من كل يوم قبل شروق الشمس وأخرى مساء لدى غروبها . وكان اللاعبون يخلعون ملابسهم الخارجية ، حيث تعلق الملابس في مكان مخصص ، ويئتزرون بأزار هو (الوزرة) .
حين يصعد المرشد الى مكانه الخاص به ، لتلاوة الأدعية والتوجه الى الله وطلب العون منه ومدّهم بقوّة منه ، فان الألعاب الرياضية مستمدة من العاب الاولياء والصالحين ، وهؤلاء اللاعبون يقتدون بالسلف الصالح من حيث القوة البدنية وتربية الأجسام ، ينزل اللاعبون الى (الجفرة) وينادي كل واحد منهم : يا علي ، وينحني على الأرض ويقبلها تقديساً واحتراماً . يصطف اللاعبون ويتقدمهم أكبر اللاعبين سناً وأقدمهم ، ويبدأ اللعب ويتبعه الآخرون ، وهنا نأخذ النظرة التربوية التي يتبعها اللاعبون بالتمسك بالنظام لدرجة القدسية والطاعة التامة للمتقدم والالتزام بارشاداته وتوجيهاته ، ويطلق على القائد الموجه (الميون دار) والألعاب الرياضية التي يؤديها اللاعبون على اشكال مختلفة لكل لعبة ميزتها وادواتها الخاصة ، منها لعبة (الشناو) حيث توضع (تختة) خشبة يمسك بها اللاعب ويرمي بصدره عليها كحالة السجود ويمدّ قدميه ويضعهما على رؤوس الاصابع ، ويبدأ بالارتفاع والانخفاض مع حركة الجسم ، لكن المرتكز يكون على العضدين ، وتكون اللعبة جماعية وفردية . وأما لعبة (الأميال) فهي من الألعاب البهلوانية ، والميل عبارة

كربلاء في الذاكرة 272

عن خشبة مجوفة على شكل (باذنجان) وتكون كبيرة ، يمسك اللاعب بميلين ويرمي أحدهما الى الأعلى ويلقفه ، في حين يرمي الآخر ويلقفه ، كما يفعل لاعب السيرك ، وقد يعتبر اللاعب الميل من خلفه ومن بين رجليه . واللعبة يمكن ان تكون فردية وجماعية ، ثم هناك لعبة (القفز الايقاعي) حيث يبدأ المرشد بالدق على الطبلة ، واللاعبون يقفزون بصورة جماعية مقتدين بالقائد ، والقافز ينبغي أن ترسخ قدمه على الأرض بقوة ، هذا التمرين يساعد على الثبات عند المصارعة والوقوف بقوة .
وان جميع الألعاب تتبع الايقاع الذي يردده المرشد ، وعلى اللاعبين الاستمرار باللعب مع الايقاع بحيث لا يخرج عن الايقاع ، يجب التوافق بين الحركة ونغمة الطبل . ويؤدي اللاعبون حركات جسمانية بدون آلة خاصة وهي لعبة (الدوران) . هنا يدور اللاعب حول نفسه ويكون الدوران في مكان ثابت أو يمكن للدائر ان يتحرك ويغير مكانه ، وبعضهم يجري قفزات أثناء الدوران ، وبعد الانتهاء من أداء جميع الالعاب جماعية واطالة العمر لجميع الرياضيين والمرشد الذي ارشدهم الى الألعاب ، ويبتهل الى الله ، والكل يؤمّن على قوله ، وبعدها يصعدون من الجفرة لارتداء ملابسهم .
وهناك العاب المصارعة ، يتصارع اثنان مهما كانت الأوزان والأطوال بينهما ، والمرشد هو الحكم والموجّه في بعض التغيير المناسب للأطفال .
والمصارعة نوعان : المصارعة الحرة ، المصارعة الرومانية وعندما يمسك المصارع كتف منازله كأن يكون خلع الكتف مثلا أو أي شكل من أشكال الايذاء ، يحدث (فاول) ويحول (الميوندار)

كربلاء في الذاكرة 273

بينهما . علماً بأن هناك بعض الألفاظ والعبارات المصطلحة في تأدية التمارين ، وكذلك في أدوات اللعب .
ويحضر الزورخانه جمهور من الكربلائيين اضافة الى ذلك يكون هناك بين المتفرجين من أهالي المدن المجاوره كالنجف والهندية والحلة وبغداد . والمصارعون انفسهم كانوا يتبادلون الزيارات لاقامة حفلات المصارعة في هذه المدن ، وتعرف كاصطلاح اختصاصي بـ (حرب المصارعة) .
أما الأماكن التي اتخذت ملعباً للزورخانه فهي تقع في المحلات التالية :
1 ـ باب النجف ـ مقابل علوة السمك . وتعرف بزورخانة حاج علي البناء . انشئت في العهد العثماني . المرشد هو الحاج علي البناء .
ومن ابرز المصارعين : الحاج جعفر تقي والحاج حسين الأنباري والسيد فخري الحكيم وعلي عطري والحاج علي شكوري الصفار والشيخ حسن كوسه .
2 ـ سوق النجارين في محلة العباسية الغربية . المرشد هو ناصر الطبال . ومن ابرز المصارعين : علي عطري ، جعفر الحاج تقي، الحاج علي البناء .
3 ـ محلة المخيم ـ قرب النهر الهندية ، مقابل مدرسة المخيم حالياً .
المرشدون هم : ناصر الطبال . سودان خشتي ، رسول الحاج اسماعيل العطار . ومن أبرز المصارعين : حمود الفرحان ، كاظم الحسن ، باقر الكيال ، ابراهيم داود الكردي ، صادق الحاج جعفر الدهان .

كربلاء في الذاكرة 274


4 ـ محلة المخيم ـ السعدية . انشأها لفيف من الشباب . ولم يبق للزورخانات اليوم أثر يذكر بسبب فتح النوادي الرياضية في الأحياء كافة .
الماجينه

في الصيف القائض وفي الليالي الثلاث التي تسبق ليلة المحيه (15 شعبان) من كل عام حيث مولد الامام المهدي (عليه السلام) وبعد العشاء بساعتين يصعد الأهالي الى أعلى السطوح ليرتاحوا من عناء اليوم . ويصطف بباب الدار جوق الاطفال وهم يرددون (الماجينه) :
ماجينه ماجينه
حلّي الچيس وانطينه
ماباشه ماباشه للرعيان للرعيان
صاح البلبل عالصبيان عالصبيان
احّو طبگ ليلو حوّ طبگ مرجان
منهو على التينه (فلان) على التينه
يسكي بساتينه يكبر وينطينه
خيام باشا(1) خيام باشا
مدّي ايدج مدّي ايدج الله يخلّي وليدج
مدّي ايدج بالزبيل الله يخلّي الچبير
مدّي ايدج بالمطبعه الله يخلّي الأربعه
الله يخلي راعي البيت .. آمين
بجاه الله واسماعين .. آمين
الله يخلي (فلان) .. آمين
يا أهل السطوح تنطونه لو نروح

(1) وهي كلمة أعجمية (خاهم باشا) أي أريد أن يبقى .
كربلاء في الذاكرة 275

وكان أهل الدار يمنحون جوق الأطفال قطعة نقود مقدارها (عانه) = 4 فلوس أو 2 عانه أو عشرة فلوس . فيقول الاطفال : انعم الله . وفي حالة عدم تيسر النقود كان أهل الدار يسكبون الماء على الاطفال لطردهم . فينادي الأطفال . چَبّوا علينا الماي يا بيت الفُگُر .
نصوص غنائية لدى أطفال كربلاء

هنالك في مدينة كربلاء أهازيج شعبية اشتهر غناؤها وذاعت شهرتها من قبل الأطفال ذكوراً واناثاً ، نسمعها منهم على امتداد النهار ، وهم ينشدون بأصواتهم العذبه والحانهم الشجيه أجمل الأهازيج ، وأحياناً نسمعها خلال ممارستهم لبعض الألعاب المسلّية في طرقات المدينة وشوارعها . وطبيعي ان هذه الأهازيج جديرة بالعناية والدرس ، لأنها جزء من تراثنا الشعبي الأصيل .
وعندما يجتمع الأطفال في أماكن لعبهم ولهوهم يبدأون بترديد اغانيهم بأعلى أصواتهم مصحوبة لألعابهم فلكل لعبة اهزوجة خاصة بها ، وان تلك الاغاني والاهازيج تتميز بالاصالة وصدق العاطفة والسرعة والخفة والحركة متسقة مع مشاعر الاطفال .
خلال تجوالي في طرقات المدينة وأزقتها قمت بتسجيل مجموعة من هذه الاهازيج ، إستقيتها من شفاه الأطفال أنفسهم ومن مجموعة من الاشخاص ، وهي ان كانت تتشابه مع اهازيج بعض المدن العراقية ، الا انها تختلف عنها ببعض الألفاظ البسيطة . وهي على النحو التالي :

كربلاء في الذاكرة 276

نصوص غنائية لدى أطفال كربلاء

هذا المـاي يجـري جوّه القصر يجري
محبـوبتي تـزوجت والنـاس ما تدري
صعدت فوگ السطح امشـط ابراسـي
لگيت عبـد الرحمان نايم على فـراشي
سوده عليّـه ماخذت             حمادي
والثوب ريزه والنقش             بغدادي
ابريگ فضة واللگن             بغدادي
*
بزونتي فوگ الحطب تاكل خوخ تاكل رطب
اجدعتها بذاك الصوب صاحـت ميـو بزونتي
*
يم ثـوب أحمـر قديفه حطت ريحه لطيفه
منهـو حَـبچ من خَدّچ يا سمره لا تخافين
هاچ الـوَرور طگينـي يمّه احّو يـا يمـه
من خبز العجمي يا يمه سـوده عبيده سوده
گاعـده بالمطبخ سوده تشرب جگاير سوده
تقـره جـريـده سوده تاكـل عصيده سوده

كربلاء في الذاكرة 277

يا گمرنـه المحبـوب ليش وحدك صاعد فوگ
وحدك بالسمـا ماشـي انزل انـزل بفـراشـي
اسمع سالوفـت مامـه عالـفـاره والحمـامـه
يالله تعال .. يالله تعال ناكل نـومـي وبرتقـال
اشكركم يا أخـوانـي آنـي گاعد بـمـكـانـي
*
سالم سلـومـي لا تاكل نومي
يوميتك وصخه اتوسخ هدومك
گاعد عالمنـدر تاكل اشـوندر
گومي يا بدريه طفي الحريجيه
ابسوگ التنكچيه
*
بسبوسه يا بسبـوسه وين چنتي محبوسه
محبوسـه بـالمغاره طفرت عليچ الفاره
والفاره هنـدي هندي هالليله باتي عنـدي
اگعد مـن الصبحيـه اغسل وجهي ويديه
اروح الـ ماما وبابا آخذ الهـم تحـيـه
*
ويلا يـا رمـانه ويلا يمه
منهـي الزعلانه ويلا يمه
(زينب) الزعلانه ويلا يمه
منهو يـرضيـها ويلا يمه
أوبها يرضيـهـا ويلا يمه
صايـغ تراچيهـا ويلا يمه
لعـبـت ابلعـابي ويلا يمه
كسـرت دولابـي ويلا يمه
*
كربلاء في الذاكرة 278

نزلـت للسرداب امشـط ابشعـري
لگيـت ذاك الولد نايم علـى فراشي
گتلـه يـا ولـد گــوم تـوظـه
مـــاي ورد و بـريـگ فضـه
عـگروگ شگ الـگاع واطـلـع
مرتـك عرّست وطبـول تـرگـع
عسـاها بـالولد يـتـرس حضنـه
عساهـا بالـولد يتـرس حضـنـه
*
عمـه سكينه
ساكنه المدينه
ابميـت دينار
اكلنـه روبه
لعبنـه طوبه
وگعنه بالطين
صرنه شياطين
من قـدرة الله
صرنه بزازين
*
غزاله غزلـوكِ
بالماي دعبلـوكِ
گاعده على الشط
گاعـده تمشـط
اجـاهـه نومي
گللهـه گومـي

كربلاء في الذاكرة 279

هـذا حـصـانچ
اشـده واركــب
علـى السكـركـب
سكـركب بـالبريه
لا تبچيـن علـيـه
ابچي عـل حجولچ
حـجـولچ بربعميه
ميـزان بـلـديـه
*
عـدي كـليـچايـه
حلـوه ومحنـّايـه
وديـتـهـا للخـان
والخـان ميـريـدها
ويـريـد بـلـوطه
فوطه عـلى فـوطه
والعيـن مجـلـوطه
يـاحـّيـت اللگلگ
تمشـي وتتـمـزلگ
ميشـيـت عالسـاعه
لگيـت تــفـاحـه
والله مـا أكـلـهـا
الا يـجـي خـالـي
خالـي أبـو البـعيـه
وعمـامـتـه حـريه
شالها ورگعها بالگاع
طلعـت بنّـيه حلوه

كربلاء في الذاكرة 280

هيـه اسمهـا بطـه
تلعب ابچيس الحنطه
*
حجّيـه نـوفـه
گاعده عالطوفه
تحچي سالوفـه
سالوفه حلـوه
كلنه سمعـهـا
جروا عبـاتـي
گطعوا صلاتي
*
يغراب يغراب
ما شفت أبويه
عد الكببچي
ياكل ويبچي
بيده عصايه
يسوك المطايه
*
لــگلـگ لـگلـگ
امـــك تـطــلگ
جـــابـــت واوي
اســمـه عـلـيـوي
بـوّاگ الـصـابـونـه
مـن فـوگ الـرازونـه
عفيـه تمـر مابـي نـوه
الزم لحيتك لا يطيرها الهوه
*

كربلاء في الذاكرة 281

كـوكـوختي
ويـن اخـتي ؟
بـالـحـلـه
اشـتـاكـل ؟
گــوگ الله
اشـتـشرب ؟
مـــاي الله
ويـن اتنـام ؟
بگــاع الله
*
جنجرص جنجرص
أمك تبيـع الفرص
سچينتكـم حـاده
اتـگـص اللبـاده
تنوركم حار لو بارد
بارد
اليـوم عـرس مَن ؟
(صديقه) (أو أي اسم آخر)
للعروس المختاره
شنـو تـريديـن ؟
تمـن وقـيـمـه
*
صندوگنه العالي
فدوه لبن خالـي
يوگع ويتكسـر
من فوگ ليجوّه
دشو دشو دشو
*

كربلاء في الذاكرة 282

ديّـــم ديـــّم
نـــاصـر ديـّم
شـــدّ الــكـور
عــالـزنــبـور
گـــام ايـــدور
طلعت بنيـه من البحر
چـنــهـا شــكـر
چــنـهـا گــمـر
چنـهـا عيون التفتكـر
يـا ايــدي دلـيـنـي
على الخوخ والعنب والتين

وهذه الاغنية :
حجنـجلـي حجنجـلـي(1)
صعديت(2) فوگ الجبل
ولگـيـت كـبـه گبتين
صحـت يعمـي يحسين
اشباقي من شهر رمضان
غير السناسل(3) وعظام
شيـل رجلـك يا غلام
الله يصبحكـم بالخـيـر
يـا عمـار العـمـّاره
الله يمسيـكـم بـالخيـر

(1) الحجنجل : المشي على رجل واحده ، وتعرف عند العوام بـ (الحجلة) .
(2) صعديت : تصغير صعدت .
(3) السناسل : العمود الفقري للسمك .
كربلاء في الذاكرة 283

يا عمار العماره
ما تنطـونه بنتكم ؟
يا عمار العماره
ما ننطيهـا هيه
الا بألـف وميه
الا بشـدة الماز
وديوان الصينية
نعبر على بابكم
وانكسر اعتابكم
الشمـع جـوّاكم
(فوزيه) العروس
*
شوف هذا طيري ما يحب غـيري
يلگط شعـيـري من الصيـنـيـه
من اتـعـيـّلـه ايهز لي بـذيـله
لو شاف البش بش من خوفه ايحنفش
بالتـالي يفشفـش يلـبـد بـزويـه
*
شـده يا ورد شده
مهنيـه الورد شده
(فوزيه) الورد شده
نومتهـا ورد شده
گعدتهـا ورد شده
*
يجواد يجواد
حگه لحم زاد
فلسين كمون

كربلاء في الذاكرة 284

سبـع نـارنجات
عالتحتحو عالتحتحو
هسه اشيله وارطخوا
*
بعيـره نامـي نامـي
اجـه محمد حرامـي
ذبـوه بـالدربـونـه
طلعت سمچه زغيرونه
* *
سيدي سيدي راح المكه راح الـمكه
جابـلـي ثـوب ودگه ثـوب ودگه
الدگه ويـن اضمـهـا وين اضمهـا
اضمهـا بصنـيـديكي يصنيديـكـي
صنيديكي ماله مفتـاح ماله مفـتـاح
والمفتـاح عنـد الحداد عنـد الحـداد
الحـداد يـريـد فلوس يريـد فلـوس
والفلوس عنـد العروس عند العـروس
والعـروس تـريد گاگه تــريـد گاگه
والگاگه عـدّ الجـاجـه عدّ الـجـاجـه
والجاجـه تـريد طُعـُم تريـد طـُـعُم
والطُـعـُم بـالبـريـّه بـالــبـريـّه
والبـريـّه تـريـد ماي تـريـد مــاي
والـمـاي عــنـد الله عــنـــد الله
* *
گالـت الملـّة تعـالي اليـوم اسـوّيلچ غده
گالت آنـي مستحميـه ما أجـي يمـعـوّده
گالت اطبخ لچ طبيخه واحط فوگه كشمشات

كربلاء في الذاكرة 285

واذبح لچ ديچ اليعوعي خل يدبجنه(1) البنات
للظهر عوّين(2) خالي ليش گلتيلـي تعـالي
*
عصفوري من كفي طار عصفوري فوگ الاشجار
انزل انزل يا عصفـور اكل الحـب بليـّه اگشور
عصفـوري چان ازغيّر ربـّيـتـه علـى ايـدي
لمّـن كـبـر واتـريّش گـام ايـنگّر بـخـدودي
*
يا بلبـل غنـي غني على جناحك طيّرني
ودّنـي للبسـاتـيـن آكل خوخ وآكل تين
نزعني قاطي العتيگ لبّسني قاطي الجديـد
فرحني فرحة العيـد ماما تريد وبابا يريد
*
آني واگف عالقطعـه جتّي السيّاره ابسـرعه
هم زين ما سحكتنـي اجه الشرطي وعبّـرني
جتي أمي امن البصره جابت لي طوبه صفره
*
بلبل بلابل فوگ الشجر يمشي ويغني تحت الشجر
يهل المدينه سمعو الخبر محمد نبينا سيـد البشـر
*
(يفلان) الحلو راكبله فلـو
رايح للصراي سوّوله هلاي
*

(1) يدبجنه : ينظفنه .
(2) عوّين : لوبيه وهي من الأكلات الشعبية .

السابق السابق الفهرس التالي التالي