كربلاء في الذاكرة 216


المغتسل :


كيف يتم غسل الميت ؟


كان الكربلائيون قديماً يغسلون موتامهم في صحن الدار ، وكان ولي أمر الميت هو الذي يتولى عملية الغسل ، وكانت توجد في زاوية الدار (دكة) بقدر طول الانسان ترتفع عن أرضية الدار بمقدار نصف متر ، وتطلى الدكة بالقير ، والى جانبها حوض ماء يطلى داخله بالقير أيضاً يستعمل لغسل الموتى من أفراد العائلة ويسحب اليه الماء من البئر التي لا تخلو منها الدور القديمة . أما اليوم فان ولي أمر الميت يوكل المغسّل ليتولى غسل الميت في المغتسل . ويشترط حضور الأب أو العم أو الخال أو احد أقربائه لتجهيزه ودفنه . بعد ان تخلع ملابس الميت يغتسل بالماء البارد والصابون ، ومن المعتقدات بالاشياء ان الميت يغسل عندنا بماء الفرات أو يغسل بماء من بئر زمزم يجلبه الحجاج من مكة ، ثم تحجر رجلاه وتنظف اظافره بـ (السلاُية) ، وبعد ذلك يُدخل القطن في دُبُره . بعد اجراء نية الغُسل ، يغسل الميت مبتدأ برأسه ورقبته وكتفه الايمن والايسر وتضاف اليه المواد العطرية كالسدر والكافور ، يعاد الغسل ثانية وتجري نيّة (ماء القراح) الذي يعوّض عن غسل الجنابة لكل جسمه ، وهذا يعتبر غسلا ترتيبيا . ويؤتي بزوج من جريد النخل ويربطان تحت ابطيه من الزند حتى المرفق ، ثم توضع على صدره كمية من الكافور بمقدار (7.5) مثقال ، ويؤخذ من هذا المقدار شيء يرش على جبينه وراحتي يديه ومرافق رجليه ومحل مسح رجليه . ثم يكفن بقماش أبيض يعرف بالكفن طوله 12 متراً يتم تفصيله وقَصُه في المغتسل ، ثم يخيّط ويُلَف بالبُردة ، وهذا الغُسل يكلف ديناراً واحداً أو أقل يعتبر (اكرامية) . ويغطى التابوت

كربلاء في الذاكرة 217

بقماش (پردة) ثم يحمل ويشيع الى مثواه الاخير . ومن المعلوم انّ المنظر مؤلم جداً ومن الناس من يتألم وينصح بالرفق ، لان فراق الميت صعب على ذويه وأصدقائه .
أما بالنسبة للمرأة فان الغُسُل يكون كالرجل لا يختلف في شيء . تحضر النساء في المغتسل الخاص بالمرأة ويكون عادة مجاوراً لمغتسل الرجال ، في اثناء الغسل تتلو واحدة منهن سورة (تبارك) بأعلى صوتها ، وتجتمع حولها عشرة نسوة يتلون معها السورة نفسها ثم تكرر أربعة مرات ، فيصبح عدد القراءة أربعين مرة تبارك . وطبيعي ان هذه القراءة وعملية الغسل تستغرق ساعة واحدة ، وبعد البكاء والعويل تشيع الى مثواها الاخير .
وما دمنا في معرض الحديث عن الميت لابدّ لنا ان نعرف ما العلّة اذا مسّ انسان ميتاً ، فالجواب على ذلك ان الميت في الغالب تفارقه الروح وهو في محتشد من أهله وأحبته فلو تركوا وشأنهم لاحتفوا به هذا يقبّل نحره وخديه وذاك يضع وجهه على وجهه وعينيه والآخر يكثر من لمس جبهته واطرافه في حين ان الميت لا ينفك في الاكثر من الواث الاسقام وجراثيم العاهات والمواد السامة التي تفرزها جثته ولو رشحاً فأمر الشرع الاغتسال لمن يتلمسه بعد برده لابد ان يقف عثرة في سبيل مس الاموات فيرتدع من تصور هذا التكليف أكثر الناس فلا يلمسون الموتى الا عند الضرورة وبذلك يأمنون من تلوث الامراض ويصانون من عدوى العاهات .
ولابد لنا ان نذكر بعض المراسيم التي تتبع لدى خروج الميت من المغتسل وتشييعه ، فان كان الميت شاباً أو شابة توضع أوراق الياس والورد على الجنازة ، كما تعلّق أو ترفع صورة الشاب غير المتزوج خاصة ان كان جندياً استشهد في سبيل الدفاع عن الوطن .

كربلاء في الذاكرة 218

ويحمل قسم من اصدقاء الميت (صينية) فيها الشموع . اما اذا كان عالماً جليلاً فانه يحمل في تابوت يُدخل في صندوق يعرف عندنا بـ (تخته روان) ، ويغلف بقماش أسود وتوضع في أعلاه عمامة العالم . وتحمل الاعلام السود أمام الجثمان . وكذلك الحال ترفع الاعلام ان كان الميت سيداً جليلاً أو عميداً لأسرة معروفة . ولدى وصول الجثمان الروضة الحسينية او العباسية يقوم احد السادة بتلاوة الزيارة ، وبعدها يطوف بالجثمان ثلاث مرات حول الضريح المقدس ، وعند الخروج يصلي أحد العلماء أو السادة صلاة الميت ويأتم به بعض الحاضرين ، وتوضع الجنازة على الارض أمام المصلين . وهذه الصلاة فريضة واجبة للميت إما أن تكون في الحضرة الحسينية أو العباسية ، وبعدها يودّع ذوو الميت المشيعين ويشكرونهم على المشاركة في التشييع ، ثم يقرر موضع الدفن ، اما ملابس الميت فانها تعطى الى الفقراء والمعوزين أو تباع في السوق أو تعطى الى المغسّل .
أما زيارة القبور فهي من الامور المستحبة ، وفي كثير من الاحيان يتفقد الناس موتاهم ، فيزار الميت في كل ليلة أحياناً وفي ليالي الجمع احياناً أخرى . وبعض النسوة يقصدن الموتى في ليلة السابع من الوفاة ويوم الاربعين والسنة . وفي خلال تلك الزيارات يتصدق الناس على الفقراء ويطعمونهم ويسبّلون الماء ، يثيبون الموتى ويتلون الفاتحة على أرواحهم . ومن قول للامام علي (عليه السلام) للصحابي ابي ذر الغفاري : زر القبور تذكر بها الآخرة ولا تزرها بالليل ... الخ . وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : من زار قبر أبويه أو احدهما في كل جمعة غفر له وكتب براً . وقال النبي أيضاً : ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم .. الخ

كربلاء في الذاكرة 219

القبر :


يقوم الحفار بانزال الميت في القبر ، وبعدها يوارى جسده بالتراب في لحده ويرمم اللحد بالطابوق والجص والماء ، وينتهي من عمله . وكانت اسرة آل سعيّد تتولى مهنة حفر القبور ، كما ان المرحوم الحاج عبد الله بن محمد تقي الحفار كان يتولى شؤون الدفن في الروضتين ويتقاضى اجراً قدره (30 روبية) أي ما يعادل اليوم (2,250) دينار لقاء كل ميت يدفن في الصحن الشريف . ثم يجلس المشيّع على القبر يحيط به أفراد عائلة الميت وهم يبكون ، فيتلو دعاء التلقين والشهادة ، ثم يقرأ الجميع سورة الفاتحة ، ويرش الماء على القبر ، ويعزى ذلك الى تسهيل الحساب مع الملائكة كما هو المعتقد . وبعد ذلك تنصرف عائلة الميت الى الدار لتهيئة مجلس الفاتحة .
فاتحة الرجال :


كانت الفواتح قديماً تقام في الدور بالنسبة للمتنفذين والموسرين ولم تزل كذلك . وبعض الناس يقيم المجلس في المساجد والمقابر الكبيرة والمدارس الدينية كمسجد السيد كاظم الرشتي ومقبرة ركن الدولة في صحن الحسين ومسجد المرزا علي نقي الطباطبائي ومدرسة حسن خان ومدرسة البقعة وغيرها . أما المواد التي يتطلبها مجلس الفاتحة هي : صندوق فيه اجزاء من سور القرآن الكريم (ختمة قرآن واحد) يوزع كل جزء على من يرغب القراءة ، وتوزع القهوة المرة والسگاير والماء على الحاضرين . وهناك عدد من قراء القرآن يتناوبون في القراءة لثلاثة أيام متوالية . وفي خلال الساعات الثلاث التي تبدأ صباحاً من الساعة الثانية حتى الساعة الخامسة يحضر الخطيب فيتلو التعزية يذكر فيها مصيبة الحسين .

كربلاء في الذاكرة 220

ان قراءة القرآن وتوزيع القهوة والسگاير تعني مجلس فاتحة . أما قراءة القرآن دون توزيع أي شيء فيعني مجلس ترحيم . وكانت المجالس تلك تعقد كالآتي : صباحاً ـ ترحيم وفاتحة . عصرا . فاتحة وترحيم . قبل الغروب بربع ساعة ـ ترحيم . بعد صلاة المغرب والعشاء ـ اجتماع على قبر الميت لقراءة سورة الفاتحة ، حيث يجلس ذوو الميت فيأتي الناس يعزونهم . ويدوم الاجتماع 40 ليلة يقرأ فيها المقريء القرآن . ثم ينتقل ذوو الميت الى مجلس الفاتحة حيث يكون امتداداً للترحيم الذي سبق المغرب . أما اليوم فقد تغيرت هذه العادة بسبب اختصار الوقت ورعاية الموظفين الذين لا يستطيعون المجيء خلال الدوام الرسمي ، فأصبح مجلس الفاتحة يعقد عصراً وليلاً لثلاثة أيام ويستغرق 4 ساعات فقط . وقد ينشر النعي في الصحف المحلية ، وبعد انتهاء مجلس الفاتحة يقدم شكر في الصحف أيضاً . يقف أهل الميت في بداية المجلس لاستقبال المعزين وتوديعهم شاكرين اياهم مشاركتهم الحزن وتجشمهم عناء السفر . وهناك بعض العوائل لا تستطيع اقامة مجلس الفاتحة بسبب عوزها المالي ، فانها تكتفي باقامة ترحيم في الصحن المقدس . وفي اليوم الثالث يكون الختم حيث يوزع ماء الورد على كل حاضر لقراءة الفاتحة . وفي مساء هذا اليوم يهيء العشاء ، وفي الليلة السابعة من الوفاة تجتمع النساء على قبر الميت وتأتي معهن (الملّة) يبكين ويلطمن على الصدور ، ثم توزع الفواكه والحلوى في هذا الاجتماع الذي يستغرق ساعتين أو أكثر . ونساء بعض العوائل يدعين شخصاً يقرأ لهن التعزية ويعرف عندنا (الروضة خون) وتتضمن مصيبة الزهراء والطفل الرضيع وتختم بمقتل الحسين .
أما في أربعين الميت فيقام مجلس للعشاء ، يدعى فيه ذوو القربى وأهل المحلة والعلماء ، كما ويقام مجلس تأبيني في

كربلاء في الذاكرة 221

الصحن آو المسجد ان كان الميت عالماً جليلاً أو شاعراً فذاً أو زعيماً محنكاً وذلك تثميناً لعلمه وأدبه وخدماته . وكذلك الحال في سنة الميت حيث يقام مجلس للعشاء أيضاً .
فاتحة النساء :


تقام عادة في دار الميت . ان كان الميت رجلاً أو امرأة فان النساء يعقدن مجلس الفاتحة منذ صباح اليوم الاول من الوفاة وعصره لمدة سبعة أيام تحضر فيها (الملّة) ، وتتقاطر على الدار نساء من قريبات أو ممن لهن صلة بالراحل فيرتدين (الفوطة) السوداء على رؤوسهن وثوب الهاشمي الاسود حزنا على الميت . وكلما كانت القرابة أقرب كان الحزن أشد وقعاً في النفس . علماً بأن هناك ما ينافي لبس السواد على الميت ، فقد استدل بالاخبار على حرمة لبس السواد عن عدة من الأصحاب وعنهم عن أحمد بن ابي عبد الله عن بعض أصحابه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد الا في ثلاثة الخف والعمامة والكساء محمولان على الحرمة لعدم قرينة تدل على الكراهة التي في قبال الحرمة ، محمد بن علي بن الحسين قال : قال أمير المؤمنين فيما علم اصحابه لا تلبسوا السواد فانه لباس فرعون ... الخ . تبدأ (الملّة) تنعي الفقيد الراحل وتبكي معها النسوة فيلطمن على صدورهن وهنّ واقفات في ساحة الدار . وبعد أن تنتهي (الملّة) من النواح والقراءة ، توزع القهوة والسگاير على الحاضرات . ثم تمضي كل واحدة منهن الى منزلها . وفي اليوم الثالث تدعى الملّة ومن يلوذ بها الى طعام الغداء . وفي الليلة السابعة تمضي النسوة الى القبر كما أسلفنا . وبعد اليوم السابع يخصص يوم واحد من أيام الاسبوع عدا يوم السبت باعتباره اليوم المشؤوم ، يعرف بالعادة ، حيث تأتي (الملّة)

كربلاء في الذاكرة 222

والمعزيات الى دار الميت فيندبن وينحن ، وتستمر العادة حتى يوم الاربعين . وفي اليوم الاربعين يتم اطعام النساء ، وتحضر (الملّة) والمعزيات عصر ذلك اليوم حيث يقام مجلس الفاتحة الذي يستمر ثلاثة أيام . وبعد الانتهاء من هذه المراسيم ترسل صاحبة الدار (صينية) فيها عباءة وثوب هاشمي وسگاير ومقدار من النقود قد يكون عشرة دنانير أو أكثر حسب استطاعة عائلة الميت ، ويوضع المبلغ في ظرف خاص داخل الصينية . وفي خلال هذه الفترة تكون (المواجهة) وهي ان جماعة من النساء يصحبن (الملّة) فيقصدن دار الميت عوضا عن عدم حضورهن في أيام الفاتحة باعتبار ان العائلة القاصدة هي حزينة ايضا . فتقصد في مساء أحد الايام بعد العشاء لتواجه عائلة الميت الجديد . وهناك جماعة أخرى أعني عائلة حزينة لا تستطيع الحضور بسبب ان فاجعتها حديثة العهد فهي ترسل (الملّة) وحدها باسم العائلة لتنعي في المجلس . وهكذا تبقى العائلة حزينة لا تستطيع الحضور في كل مناسبة أي مجلس من المجالس حتى مضي عام واحد ، ومن ثم تخلع ملابسها السود ، وينهى الحداد بحضور عميد الاسرة أو أحد الاقارب البارزين ، حيث يغير الملابس السود . وتكون مدة الحزن بدرجة القرابة ، وقد تحرم بعض الاطعمة كالكرزات والعلك ، وعدم التزيين طيلة فترة الحداد . ولابد لنا ان نشير الى ان عائلة الميت تقوم برد الزيارة الى اللواتي جئن الى الفاتحة ابتداء من السنة الثانية .
أما علامات الحداد بالنسبة للرجال فيتم بلبس السواد وخاصة الاربطة السوداء وتحريم قص شعر الرأس لمدة أربعين يوماً ، وحلق اللحية في اليوم الرابع بالنسبة للموظف والابتعاد عن وسائل اللهو والراديو والتلفزيون والسينما مدة أربعين

كربلاء في الذاكرة 223

يوماً . وهنالك واجبات تفرض على عائلة الميت منها توزيع الحلوى واطعام الفقراء واجراء السبيل ، ويعتقد ان ذلك يؤثر على راحة الميت لتخفيف بعض العقاب كما ورد النصّ الشرعي بذلك .



كربلاء في الذاكرة 224

الألعاب الشعبية في كربلاء

  • صمّينة الصمّينه

  • من الألعاب الشائعة للأوللاد في موسم العطلة . يتجمع 5 أو 6 أطفال ليلعبوا هذه اللعبة . وبعد أن يتم تشخيص الشخص الذي ينحني بينهم ، تراهم ينادون بصوت واحد : «پام ، پيم ، پوم» فيقلبون ايديهم كل ثلاثة سواء بشكل تكون اليد على القفاء أو على راحة اليد ، والذي يشذ منهم يكون هو الفائز .
    يُسأل الشخص المنحني على الغلط ، الوگفة ، الدحچه ، السكوت . فهو يطلب احداها ، فاذا (طفر) أي قفز احدهم و(اندحچ) أي لاصق كتف كتفاً آخر ، فهو ينحني اذا طلب السكوت ، واذا تكلم أحد اللاعبين فالمتكلم هو الذي يدخل المأزق . واذا ما أخطأ فيبدأ الأول بالطفر . الأول ينادي : (صمينة الصمينه) . ثم يقول الجميع : (وعلى النبي صلينه) ويستمر الجميع ينشدون : (صلينه ما بگينه) (بگينه الحلواني) (حلواني الچكچاني) (چكجكاني البقره) (أمك وأبوك التقره) (دجاجه وفروخها) (تلوخني وآلوخها) (وابو الزعر على التل) (بيده عصا ويتفتّل) (والحمّره تنگل خشب) (وابو الزعر نجارها) . الجميع يرددون هذه الپسته عندما يطفرون من على ظهره . واذا طلب الوگعه فيأتون بعرقچين(1) فيه تراب ، وأي فرد يطفر على الشخص المنحني ويسقط العرقچين فيقوم الشخص ويسلم من المأزق . والذي أسقط عرقچين فهو ينحني مكان سابقه ، ومثلها لعبة الخرساوي (الساكت) فيطفرون على الشخص المنحني وهم في حالة صمت .

    (1) العرقجين : غطاء اعتاد الناس على لبسه في الرأس .
    كربلاء في الذاكرة 225

  • شبّي (1) يحيده (2)

  • هذه اللعبة للبنين أيضاً ، يلعبها اثنان ، يضرب بعود على الحيده (الخشبة) ويخاطبها = شبّي يحيده ، ثم يردد : «اختچ بسنيده . أمچ على أبوچ اختچ على اخوچ» حتى تصل الحيده الى مسافة بعيده ، يخاطب ، خميس ، اسديس ، سبيع ، ثمين ، تسيع ، الروحه . ثم ينادي الشخص الآخر : سندل . وهو ينتظر أن يلهث الأنفاس ، فيأتي راكضاً ويقول : السندلي والمندلي ، جابت بغله ، مثل الصخلة . لول . لول . لول . لول ... الى أن يلهث النفس متعباً ، فيحمله الشخص الآخر الى أن يأتي به الى (المرّة) محل اللعبة .
  • الجنجرس

  • يجتمع ستة أو سبعة أفراد أو أكبر عدد من بنين وبنات يقفون صفاً واحداً متماسكي الأيدي . ويبدأ الشخص الذي يقف في رأس الصف مخاطباً جنجرس . جنجرس . فيجيبه الشخص الواقف في الطرف الآخر : أمك تبيع الفرس . فيرد الشخص الآخر قائلاً : سچينتكم حادة ، ويجيبه الآخر : اتگصّ اللبّاده .
    يعقب الآخر : تنوركم حار . ويجيبه الآخر : يشوي الزغار اعلى الكبار . فيقول الأول متسائلاً : اليوم عرس من ؟ فيبدأ الثاني ويسمي بأسماء اللاعبين ، مثل (كاظم) وينادي الجميع : كظّمله . كظّمله يجيبون : هاشم . هشمّله . هشملة . وهكذا حتى ينتهوا من الأسماء كلها . ويأتي كل واحد مكتوف الأيدي يمرون من تحت أبط العريس ، ويبدأ يجر الواحد حتى ينقطع مثل جرّ الحبل . فالاثنان اللذان انقطعا يأكلان

    (1) شبي : أي انهضي ، اقفزي .
    (2) الحيدة : عبارة عن خشبة مچروخة مدببة من الجانبين .
    كربلاء في الذاكرة 226

    (الراشديات) أي الصفعات .
  • وير وير

  • يلعبها ستة أشخاص (بنين) وينقسمون الى شطرين 3 في مكان و3 في مكان آخر وهم في حالة وقوف . يؤتى بأحدهم مغمض العينين ويعطى (قمچي)(1) أو يشماغ في حالة عدم وجود القمچي . أما الآخرون فيهربون الى جهة غير معلومة . ويفتح الفريق عينه وهو في (المرّة) أي المركز . فيركض أحد اللاعبين الهاربين خلف الشخص الذي هو خصمه منادياً «انضم .. ولك انضم» يكررها ، فيركض صاحب القمچي منادياً : انضم ، فاذا فارقه صاحب القمچي ، فالشخص الذي خلفه ينادي «تيّهني .. انضم» أي انه يخبر فريقه أن فلاناً تركني . استعدوا . فاذا كان صاحب القمچي قد مسك أحد الهاربين وهو الخصم ، فيظل يضربه بالقمچي حتى يأتي الى (المرّة) وهذه الفرقة هي الناجحة . والفرقة الثانية تخسر الرهان . أما اذا وصل الجماعة الهاربون الى (المرّة) دون ان يقبض عليهم صاحب القمچي فهم خسروا الشوط ، ويبدأون بشوط آخر وهكذا .
  • الزعرور (آب جارو) (2)

  • تتألف هذه اللعبة من خمسة أو ستة أشخاص ، وكلما زاد عددهم تكون اللعبة ذات وقع حسن . يجلس ثلاثة اشخاص كلجنة تحكيم (المرّة) ويتهامسون فيما بينهم على أمرها ، فمثلاً يتفقون على كلمة (تمر . خستاوي) أو رمّان . ويأتي فرد من اللاعبين الباقين أمام اللجنة فتعطيه القمچي ، والآخرون مستعدون يتأهبون للركض . وتسأل اللجنة الشخص (صاحب

    (1) القمچي : حزام يلف ويبرم .
    (2) آب جارو : لفظة فارسية تفسيرها الزعرور .
    كربلاء في الذاكرة 227

    القمچي) : إحزر لشيء ضمرناه ، ما هو ؟ فيقول : من أي شيء ؟
    تجيبه اللجنة : من أنواع التمور . فيجيبهم (بربن) وتجيبه اللجنة بالنفي ، ويأتي الآخر يمسك القمچي فيقول (دگل) وتجيبه بالنفي . ويأتي الآخر فيقول (عوينة ايوب) وتجيبه بالنفي . يأتي الآخر فيقول (خستاوي) وعندما يظهر بالشيء الذي ضمروه . فاللجنة تقول له : (خستوهم) أي انه حَزَرََ ، فيركض وراءهم ويضربهم بالقمچي ، ويظل يركض الى ان يسمع اللجنة تقول : زعرور . عند ذلك يبدأ الراكضون بالقبض على من كان يلقبهم ، فان لم يمسكوه فانه يضطر للوصول الى المرة منادياً (سلام) فينجو حينذاك من أي جزاء أو عقاب يوجه اليه . أما اذا سمكوه فانهم يغمضون عينيه ويكتّفونه ويأتون به الى (المرّة) مغمض العينين لتحاسبه اللجنة . فاذا لم يسلم ، فان اللجنة ستسجل عليه عقاباً بعدم السلام .
    ويوجه اليه سؤال : من الذي اتى بالقمچي ؟ فاذا عرف الاجابة سوف يعفى عنه ، وان لم يعرف فانه يضرب بالقمچي . ويوجه اليه سؤال آخر : التراب تحت أي رجل من أرجل اعضاء اللجنة ؟ فاذا عرف يُعفى عنه ، وان لم يعرف يسجّل عليه جرم آخر وهو ضربة واحدة . أتفتح عينيه وتطلق يديه ويضرب بموجب ما حوكم .
  • گير ابحاش (1)

  • تختلف هذه اللعبة الشعبية باختلاف المحلات والمناطق ، فهناك من المحلات من تسمّيها (ويّا حلال) وأخرى تسمّيها

    (1) كير ابحاش : او كرب حاش كأن تقول : هل تستطيع سرقة شيء من عندي ؟ حاشا .
    كربلاء في الذاكرة 228

    (حاش ، حاش) وخلاصة اللعبة انها تدور حول وتدٍ يُرمى في الأرض ويُشد به حبل ، وبعد ان ينادي الاطفال وعددهم ثلاثة : (پام . پيم . پوم) فالشخص الأخير تقع فيه اللعبة ، وينزلوه الحبل ويمسك بطرف الحبل الشخص الذي في المرّة .
    وهذه اللعبة تجمع جمعاً غفيراً من الاطفال وكل منهم بيده قمچي . يبدأون بضرب الشخص المذكور من كل طرف يحيطون به . فاذا لاحت رجل الشخص الضارب واحد منهم (أي اللاعبين) شريطة أن لا يترك الحبل من يده ، فهو ينام مكانه . وهكذا تتكرر العملية .
  • سلطان يا وزير

  • تلعب من قبل أربعة أشخاص وتتجاوز العشرين شخصاً . يؤتى بعلبة كبريت (شخاطه) وتوضع على أحد جوانبها اشارة ، ويطلق على تسمية أحدا لجانبين العريضين (السلطان) وعكسه (الوزير) والصورة الحمراء التي في واجهة الشخاطه تسمى (حجي) والقفاء (حرامي) أي سارق . يبدأ الشخص الاول يمسك بأحد الجوانب (أحد اللاعبين) ويرميها ، فاذا كان قذفه (للشخاطة) أو رميها يشير الى الوزير فيصبح هو الوزير واذا قذف الآخر بعلبة الكبريت واشارت الى السلطان فيصبح سلطاناً ، ويكون حنيذاك هو الآمر والناهي بحكمه . وبذلك تكون قد تشكلت الحكومة ، واذا تكررت من قبل شخص آخر ليستلم مهام الوزارة من الوزير السابق ، وكذلك السلطنة . واذا رمى (الشخاط) وصار (حرامي) فالوزير يخاطب السلطان بقوله : (سيد مامروك) فيجيبه السلطان (لبيك سعدوك) ويتسائل الوزير : (اشتامر على عبدوك ؟) ويقصد به (الحرامي) فيصدر السلطان القرار بقوله : اضربه (15) قمچي أو (7) قمچيات

    كربلاء في الذاكرة 229

    بالفرد لا بالزواج ، فاذا اشتبه السلطان وقال العدد بالزوج فتكون حصة الضرب نصفاً للحرامي والنصف الآخر يضرب به السلطان . وغالباً ما يكون الانحياز هو الذي يلعب الدور الرئيسي في هذه اللعبة ، حيث ان أحد اللاعبين اذا ما أصبح وزيراً تراه يقسو على الطرف المقابل ، وان أصبح الأمر معكوساً فهو يأخذ حقه منه . ويتحكم السلطان حينذاك باصدار القرارات ، ويستطيع ان يأمر الوزير بتسليم الوازرة بيد الحرامي ، أما الحجي فهو مسالم .
  • الضميمينة

  • وتعرف لدى البغداديين بـ (الختّيلة) . عدد من الأفراد يقلبون أيديهم وينادون جميعاً «پام بيم پوم» فالشخص الذي تقع عليه القرعة هو الذي تغمض عيناه . أما الباقون فيختفون في الحارة ويوكلون احدهم فينادى : حلال . ولدى سماع الشخص المغمضة عينيه (حلال) يفتح عينيه ويركض ليبحث عن اللاعبين المختفين فاذا مسك بأحدهم أصبح ذلك الشخص خسراناً ، واذا وصل الى المركز المحدد من قبلهم ولم يمسكه يبقى المنتصر هارباً . والذي ينام في المركز ولم يمسك احداً فهو الخاسر ، وتتكرر اللعبة ثانية وثالثة . هكذا دواليك .
  • طوط للي طواطه

  • فريقان يتكون كل منهما من 4 أشخاص أو أكثر ، ولو فرضنا انهم 4 اشخاص فان اثنين منهم ينتخبان كشيوخ أو رؤساء ، وهذان الاثنان يطلبان من الآخرين انّ لكل 2 يتعانقان ويتهامسان بينهما ويسمي كل منهم نفسه باسم خاص بقولهم (هلب هلب مِن من طلب) يجيب احد الرؤساء (مني طلب)

    كربلاء في الذاكرة 230

    فيسألوه (أي الأسمين تريد طوب أو طياره ؟) (گوجه أو مشمش ؟) واحد يريد (كذا) والآخر يريد (كذا) وكل من الرؤساء سمي باسمه ويذهب مع الطالب لتكون مجموعتين كل رئيس معه 5 أشخاص وتقف كل مجموعة على بعد 10 أمتار عن المركز بصف واحد ، على شكل خطين متقابلين . ويبدأ الشيخ فينزل واحداً من الفريقين الى الطرف المقابل . الي من غفلك حلال . خاتل مختلي بطال) ثم ينزل ويترنح منادياً ط ط ط ط ط ..) فاذا استطاع أن يضرب واحداً من الفريق الآخر دون ان ينقطع لهاث نفسه ويعود الى فريقه فهو البارز ، والثاني المضروب يترك فريقه ويصبح مقتولاً . وتتكرر العملية للثاني والثالث وهكذا .

  • لعب الدعبل ـ وهي ثلاثة أنواع :

  • أ ـ الأورطه


    تكون الدعبلة محور اللعبة ، وتنقش على الارض ثلاثة خطوط على شكل مثلث توضع الدعابل في أركانه الثلاثة . في كل زاوية دعبلة ، وربما يكون مجموعها 4 أيضا :
    ويقف اللاعبون على الخط مباشرة وهو يبعد عن الأورطة حوالي المترين . يرمي الأول الدعبلة بأتجاه الاورطه منادياً : (إلي بالأورطه وبالزوج) ويحاول ضرب الدعبلة باليد و(چق) الدعابل كلها واخراجها من الموضع ، وهكذا حتى تكون من حصته لأنه الفائز باللعبة . وتبدأ العملية ثانية بوضع دعبلة من كل واحد في الأورطة ، ويلعب الأول والثاني وهكذا فكل من يخرج الدعابل يصبح الرابح .

    كربلاء في الذاكرة 231

    (ب) الچقه والشبر


    توضع من قبل كل لاعب دعبلة على الأرض فيلعب الأول بطريقة تدفع الدعبلة نحو الاتجاه الذي يريده اللاعب ، فاذا لمست الواحدة الأخرى وأحدثت صوتا (چقه) فيأخذها له أي انه ينتصر أو يعطي صاحبه دعبلة واحدة . وان لم يچقها فتكون الدعبلة قد قربت من الأخرى . فاذا كانت المسافة بين الدعبلة الأولى والثانية مسافة فتحة اليد يسمى (شبراً) وهو بذلك يكون منتصراً أيضاً . واذا كانت المسافة أكثر بعداً من فتحة اليد ، فيلعب الطرف المقابل وإما ان يچقها أو غير ذلك .

    (ج) طنّب



    تخطط دائرة على الأرض ، ويُرسم داخلها خط توضع عليه 3 دعابل أو أكثر . يرمي اللاعب الأول دعبلة باتجاه خط آخر مرسوم خارج الدائرة يعرف بالشيش .
    ولنفرض أنّ الدعبلة وقفت على الشيش ويرمي الثاني ولنفرض انها وقفت خارج الشيش ويرمي الثالث ولنفرض انها وقفت بين الشيش وبين الدائرة . فيلعب اللاعب الأول وهو من كانت دعبلته على الشيش حيث (يچق) الدعبلة باتجاه الدائرة فاذا أخرج واحدة من الدعابل الثلاثة الموجودة على الخط فانها ستكون نصيبه .

    كربلاء في الذاكرة 232

    أما اذا صارت الدعبلة داخل الدائرة فانه يمتلك الدعابل جميعها . وان فشل في (الچق) يلعب الثاني وهو من كانت دعبلته خارج الشيش فان (چقها) وأخرجها من الدائرة ستكون له وان لم يستطع فيلعب اللاعب الثالث وهو من كانت دعبلته بين الشيش وبين الدائرة وهكذا ..

  • لعب چعاب

  • الچعب هو عظم صغير يؤخذ من الخراف ويكون شكله مستطيلاً ومجوفاً من الوسط له أربعة جوانب يسمى العرض بـ (الألچ) والقسم الثاني الأصغر يسمى بـ (الطاي) والوجه المدبب من الوسط يسمى بـ (النگره) والوجه الرابع يسمى بـ (السطح) يُنظّم اللاعب 4 أو 5 چعاب ، وتُحدّد مسافة لا تقل عن خمسة أمتار عن موضع نصب الچعاب ، فيرمي اللاعب الأول الچعاب المسفطة ، ويطنّب أي يلوح بشرط أن يكون الطنّب أبعد من موضع التنظيم ثلاثة أقدام فما فوق . وان كان أقل من ثلاثة أقدام يكون اللاعب قد خَسِر ، فتكون الرمية للاعب الثاني حيث تنظم الچعاب مرة ثانية ، وان كان الطنّب أكثر من ثلاثة أقدام يكون اللاعب رابحاً .

  • لعبة البزّونه

  • تشكّل حلقة دائرية قوامها 4 أشخاص أو أكثر ، وتوضع قطعة من قماش وسط الحلقة أو كاغذ بدلاً عن اللحم . يغمض الأشخاص عيونهم ويمسكون بثيابهم عن طريق الفم أي (يعضون دشاديشهم) وتمسك الأيدي الواحدة بالأخرى . وهناك على البعد أمّ تكون مشغولة بغسل ثيابهم . يأتي واحد منهم يمثل

    كربلاء في الذاكرة 233

    دور القطة (البزونة) وتدخل من خلال الأيدي وهي تسير بانحناء في الأرض وتقوم القطة بسرقة اللحمة وهي قطعة القماش التي اتخذت رمزاً للحم ، والأولاد مغمضة عيونهم ، وعندما تأتي الأم وتسأل عن مصير اللحمة ، يسأل أحدهم الآخر : اين اللحمة ؟ الأول يسأل فيجيبه الشخص الواقف بحانبه : لا أدري . الثاني يسأل والثالث يجيب : لا أدري . الأخير يقول (البزونة أكلت اللحمة) فيركض الجميع وراء البزونة بعد فتح اعينهم وهم يهزجون : «يبزيزينه غسلي وجهچ بالصابونه أو ماي الحار» . والبزونة تموء : ميو . ميو . وحينذاك يأخذون قطعة اللحم منها بالقوة .

  • تسعه والبيضه

  • ينحني أحد الأشخاص في المكان المخصص للعب ، ويبدأ اللاعبون حسب التسلسل يقفز فوق ظهر اللاعب المنحني ويجلس الواحد بعـد الآخر ثم يعد من الرقم (1) متسلسلاً حتى الرقم (9) فيردد كلمة البيضة بعد الرقم التاسع مباشرة ، فان أكملها جميعاً ولم يقع على الأرض فهو قد ادى دوره ناجحاً ، وان سقط اللاعب قبل اكمال العد المذكور وجب عليه الانحناء مكان اللاعب السابق ، ويبدأ الثاني والثالث وهكذا .

  • جُمّيدان

  • يقف الشخص أمام فريق عدد أفراده 6 أ و 7 أو اكثر يخاطبهم : آلا . مالا . برتيقالا . چيله . ميله . رف) .
    وبعد ذلك يعد من الرقم الواحد حتى الرقم 7 الذي ينتهي بكلمة (رف) فان كانوا أكثر من 7 أشخاص ، يكرّر العبارة

    السابق السابق الفهرس التالي التالي