كربلاء في الذاكرة 197

مراسيم دورة الحياة
في كربلاء

الولادة :

تستعد عائلة المرأة الحامل خلال الشهر السابع من الحمل بتجهيز ملابس الطفل واللوازم المعدة له ، وتشمل : المهد(1) (الكاروك) والفراش وغطاء قماش ململ والدولاب (الكنتور) حسب امكانية العائلة . وقد تنعدم هذه الوسائل لدى بعض العوائل الفقيرة .
وحين تشعر المرأة الحامل بآلام الولادة يرسل على القابلة في المحلة ، ويطلق عليها الجدة أو المولّدة ، لكي تنضم الى أفراد العائلة ساعة الولادة ، فتأخذ موضعاً منفرداً عنهن .
تشتد الآلام لدى المرأة الحامل في منطقتي البطن والظهر بين لحظات وأخرى ، ويعبر عنها انها «تطلگ» أي انها تتحسس بخروج الجنين حتى تحين الولادة . وفي خلال هذه الفترة تهيأ بعض الادوية والعقاقير الطبية كورد لسان الثور والزعفران

(1) المهد : الموضع يهيأ ويوطأ للصبي . الارض المنخفضة جمع مهود (انظر : المنجد ط 1956 لويس معلوف اليسوعي ج 1 ص 138) ويعرف عند العامة (للَّو) وهي لفظة مشتقة من التلولي . وهو نوعان : الكاروك الخشبي وهو المصنوع من الخشب . وكاروك قماش فهو مكون من كيس حبوب فارغة (گونية) يربط من أطرافها الاربعة بقطع خشبية ويربط بها من جانبين متقابلين حبلان بشكل مثلث قاعدته الى الاسفل ورأسه الى الالعلى يعلق كل منهما بمسمار . وقد تطور المهد اليوم من الخشب والقماش الى سرير حديدي .
كربلاء في الذاكرة 198

والهيل ، فيتم خلطه وتشربه المرأة الحامل ، فتسرع في اسقاط الجنين . وفي الوقت الحاضر تحبذ بعض العوائل ارسال المرأة الى مستشفى المدينة وذلك دفعاً للخطورة التي تصاب بها .
وعند قرب موعد الولادة تجتمع النساء من أقارب وجيران في الغرفة المعدة لهن ، وفي خلال تلك الساعات يفور للمرأة الحامل ورق البطنج حيث تشرب ماءه لدفع الغازات ، ثم تشرب ماء الزعفران ، وبعدها تتناول بيضاً ليناً ممزوجاً صفاره ببياضه أي انها «تصرف البيضة» .
وبعد ذلك بفترة وجيزة تشرب سبع عرقات تخلط بحب أسود يعرف عندنا (بالانگو) يوضع كله في كأس فتشربه للتقوية . ثم تجلس على طابوقة حارة لتسهيل عملية الولادة ، ويؤتى بمنقلة صغيرة توضع فيها جمرات النار ، ثم يُبخّر الحرمل .
بعد خروج الجنين تقوم المولّدة بقص سرته أي الحبل السري (المِسَر) وتغسل المولود وتصلي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ويبقى قسم من المسر معلقا بالسرة قدره نصف اصبع ، ويلف هذا بقماش حتى يسقط تدريجياً بمرور الزمن . ومن الطريف ان الامهات يرمين القطعة الساقطة هذه في بعض الحوانيت لكي يصبح الطفل صاحب عمل في المستقبل ، أو في ساحة مدرسة لكي يصبح موظفاً في الدولة اعتقاداً منهن . ثم ترمى المبالغ المتعارف عليها على المسر ، فمنهن من ترمي ديناراً واحداً وأخرى نصف دينار كل حسب استطاعتها ان كان المولود ذكراً ، وان النقود أحياناً قد تبلغ العشرة دنانير عدا الاكرامية (البخشيش) . ثم تقوم المولّدة بغسل الطفل بالماء الفاتر

كربلاء في الذاكرة 199

والصابون الرقي ، وتدهن مفاصله وتقمطُه بقطعة قماش وتسلمه الى أمه . وتعم الفرحة في ارجاء الدار ، وتزغرد النسوة (تهلهل) وينادين . صلوات .... صلوا على محمد وآل محمد .. ويقدّم للمولدة المنشفة (الخاولي) والصابون كهدية نقدية .
وبعدها تطبخ العائلة العصيدة (وهي خليط من الطحين والسكر والسمن) لمدة ثلاثة أيام متتالية تقدم للمرأة النفساء (النفسه) ، كما وتذبح لها دجاجة صغيرة (فرّوجة) ، وتعطى للمولدة دجاجة . وفي حالة صراخ الطفل يفور له زعتر الهوه)(1) مع الكمون والورد واضافير الجن ، فيشربه ويهدأ روعه . أما اذا كان المولود انثى ، فان النساء تقع عليهن (خمادة) أي تخمد انفاسهن ، وبعد ان يصلين على النبي محمد ، يخاطبن النفسه : الحمد لله على السلامة . ثم يرمين على المسر المبالغ حسب الامكانية ان كانت المولودة الاولى (البچر) اضافة الى المبلغ المتعارف عليه (البخشيش) وهو دينار واحد أو يزيد عنه . وقد يحصل تعسر شديد أو نزيف قوي لدى الولادة أو عدم عناية المولدات مما يسبب موت النساء .
ثم تقوم المولدة بثقب اذنيها لكي يلبسها أهلها الاقراط (التراچي) في المستقبل . وكذلك المولود (الذكر) فقد كانت تثقب اذناه وأنفه ويلبس الذهب للتجميل وذهاب الحسد عن الاعين ثم تضع (المولّدة) اصبعها في سقف فم الطفل (ذكراً كان أو أنثى) وتلوثه بتربة الشفاء(2) . حيث تثبت لهاته خوفاً من نزولها على

(1) زعتر الهوه : نبات يغلى وهو يستعمل لعلاج المعدة من الغازات والتضخم .
(2) تربة الشفاء : وهي تربة الحسين ، تلك التربة الزكية الطيبة المقدسة التي نطقت بفضلها الاحاديث الكثيرة (انظر : تاريخ كربلاء ـ للدكتور عبدالجواد الكليدار آل طعمة ص 127 ص 2) 1386هـ ـ 1967م .
كربلاء في الذاكرة 200

اللسان أي (تلهد) ثم تؤذن في أذنيه لالقاء شهادة التوحيد والاسلام . ويعصب الطفل بعصابة بيضاء او تلبسه أمه (الگاوريه) في رأسه خوفاً من اصابته بمرض . ومن الطريف ان كل من لديها طفل رضيع تأتي به ساعة الولادة لكي يشم رائحة كريهة (زفر) حال خروج المولود الجديد . فان لم تجلبه فهي لا تستطيع التردد على المرأة النفسة . وبعدها تقوم المولدة بدور آخر ، حيث تأخذ الطفل الى الاسواق للتجوال به في الاسواق كسوق القصابين وسوق البزازين وسوق العطارين وينتهي بها المطاف في دكان صباغ الملابس ، حيث يلون قطعة قماش ينقطها بألوان مختلفة ويضعها على وجه الطفل (يبرگعه) ثم تدفع له مبلغاً قدره مائة فلس ، فتعود به الى أهله . كل ذلك لكي تؤثر الالوان على المولود فيقال حينذاك (ينچبس) اي ان لونه يتخذ لون القماش الذي ينظره فيصاب بنتيجة ذلك بالمرض . وتوضع تحت وسادة أم الطفل سكينة ومقصّ لمدة 7 أيام دفعاً للشر . كما يجب ان لا تبقى الأم وحدها في الغرفة دون ان يشاركها شخص آخر من أفراد العائلة ، وذلك لكي لا يمسها الجن بأذى كما يعتقدون .
تبقى الام في حالة استراحة ثلاثة ايام حيث تأتي المولّدة فتغسل الطفل (تشطفه) وتتناول وجبة طعام ، ويعطى لها الصابون ورأس قند والمنشفة (الخاولي) ومبلغ من المال يتراوح بين النصف دينار والدينار . وان كان يرغب أهل الطفل (الذكر) بختانه في اليوم المذكور فيأتون بـ (المطهرچي) فيتم الختان .
أما في اليوم السابع فان النسوة يأخذن ام الطفل الى الحمام ويكون معهم الطفل والمولّدة . ففي وقت الشتاء يأخذن

كربلاء في الذاكرة 201

مقداراً من الخس والبرتقال والنومي والبيض للنفسه حيث (تصرفه) بعد وضعه بالماء الحار . وهنا يبخّر لها مقدار من الحرمل بعد وضعه في منقلة صغيرة طرداً للشر . أما في الصيف فانهن يجلبن (دولكة) مملوءة بالشربت والرقي والبطيخ والخيار والعنب والرمان والفواكة الصيفية الاخرى ، لياكلن داخل الحمام.الدلاكة للمرأة النفسة تغسل والمولدة تلطخ جسمها بالدواء والعسل والبيض والعقاقير الطبية لتقوية عظام المرأة اثناء التدليك . ثم تمنح العائلة الاكرامية (البخشيش) للدلاكة وصاحبة الحمام مع صينية غذاء . وفي مساء ذلك اليوم ترسل الى المولدة صينية عشاء مع مبلغ لا يقل عن ثلاثة دنانير يوضع داخل ظرف خاص في الصينية . ومن العوائل من تقوم بختان الطفل هذا اليوم نفسه . وتقام الوليمة أيضاً من قبل الاهل وذلك بذبح خروف أو ما يعادله بالدجاج ويطبخ الرز والمرق ، بحضور عدد من المدعوين . وعندما يبلغ الطفل 40 يوماً من عمره يلطخ جسمه وأنفه وأذناه ويداه ورجلاه بسبعة أنواع من العطور لكي لا تؤثر عليه الروائح الكريهة في الصيف . ثم يخرج به الى السوق في موسم الورد ويوضع في سلة ورد (محمدي) مقداراً من الزمن لكي لا يصيبه المرض ، ثم يعاد الى أهله .
أما غذاء الطفل ، فهو الماء الحار والسكر المذاب فيه (قنداغ) ، وبعد ان تنتهي ثلاثة أوقات من الاذان ، (الظهر .المغرب والعشاء . الفجر) ترضع الأم طفلها عدة مرات يومياً . واذا لم يكن لديها الحليب جاهزاً ، فتشتري له العائلة حليب بقر أو جمل .
وهكذا يستمر الطفل بالحيوية والنمو حتى فطامه بعد عامين . قال عز شأنه في كتابه الكريم «وفطامه في عامين ان اشكر

كربلاء في الذاكرة 202

لي ولوالديك والي المصير» . أما اسم المولود فيختاره الجد أو الأب أو رب البيت وذلك بواسطة القرآن الكريم او تكون تسميته تيمناً باسم جد الولد (ان كان المولود ذكراً) أو باسم أحد اسماء الائمة الاطهار اولياء الله الصالحين او باسم أحد الزعماء والقادة ، أو ان يكتب رب البيت مجموعة من الاسماء فيرميها في كيس فارغة ويختار من بينها اسماً على شكل قرعة فيطلقه على وليده . وان كان المولود انثى فيكون اسمها تيمناً باسم نساء آل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) . ولابد لنا ان نذكر ونحن في معرض الحديث عن الولادة ان نساء العائلات تتزاور بين حين وآخر ، وتتبادل الضيفة بعض جمل الدعاء والتمنيات منها : (ان شاء الله نفرح وياچ بطهور فلان) و(ان شاء الله نخدمچ يوم نفاسچ) و(ان شاء الله سنة اللخ جاهل ابحضنچ) الى غير ذلك من الاقوال الدعائية المتعارفة .

الختان :

ومن التقاليد الشعبية الشائعة (الختان) أو ما يعرف (بالطهور) والاحتفال به . فهو من الواجبات الاسلامية التي تفرض على كل مسلم . قد تسبق الختان ليلة فرح سارة مبهجة يجتمع فيها الاقارب والجيران فتلطخ أيدي الطفل الذي سوف يُختن بالحنّاء وتُلف بقطعة قماش (ستن) مثلثة الشكل وتخاط خصيصاً لتلك الليلة . كما تحضر (الملّة) فتنقر بالدنبك وتنشد الاغاني ، وتعلن المسرّات حتى ساعة متأخرة من الليل . وفي صباح اليوم التالي يؤخذ الطفل الى الحلاق ومنه الى الحمام . ثم يرسل صاحب الدار عل الزعرتي(1) (المطهرچي) وهو الشخص المجاز رسمياً بختان الاطفال بأمر من وزارة الصحة اليوم . بعد

(1) الزعرتي : يطلق على الشخص الذي يختص بختان الاطفال وعدته حقيبة تحوي على موس ومشط ومقص وقطن ومرهم حيث يستدعى للبيوت لاجراء عملية الختان . انظر : مجلة التراث الشعبي ـ الجزء الثاني ـ السنة الثالثة ايلول 1966 .
كربلاء في الذاكرة 203

أن تكون العائلة مستعدة لاعلان الافراح في ذلك اليوم . ويبقى المطهرچي ينتظر دوره حتى عودة الطفل من جولته مع الفرقة الموسيقية التي تعرف بالزفة ، فتجري عملية الختان .
والزفة تراث شعبي أصيل يأخذ مظهراً من مظاهر وجدان الشعب وأحاسيسه . يجب ان يكون عدد الاطفال المشاركين بالزفة والختان فردياً ، ولا يجوز العدد زوجياً ، وهناك بعض الموسرين من يصحب طفلاً واحداً لاحد الفقراء يشارك أولاده في الختان طلباً للثواب والأجر . وفي حالة عدم وجود شخص ثالث يعوض عنه بديك يُقص من عرفه ويعطى للمطهرچي . يتميز موكب الزفة بأن يتقدم الاطفال وهم يلبسون الذهب والثياب البيض ويتبعهم صبيان المحلة وترفع صينية فيها الحناء والشموع والياس يحملها أطفال العائلة ، ينثر (يطش) الملبس والچكليت وينثر ماء الورد على رؤوس المشاهدين والمشتركين ، والفرقة تهزج بأهازيج عذبة في مسيرة طويلة تبتديء من بيت الطفل مارة بالشوارع والازقة منتهية بالبيت أيضاً . وكانت الشيمة العربية تستدعي قديماً ركوب الخيل والتجوال في طرقات المدينة . وتستغرق الزفة ساعة أو أكثر بموعد يتفق عليه . ويتقاضى الطبالون مبلغاً كهدية .

عملية الختان :

تتطلب عملية الختان جلب المطهرچي للمواد التالية : النيشان ، الميل ، القرّاصة ، الموس ، المقص ، المرهم ، اللفاف .
التقيت الحاج عبد العباس بن خضر الخفاجي المولود سنة 1886 ميلادية وهو من أقدم حلاقي كربلاء اليوم ، يقوم بمهمة

كربلاء في الذاكرة 204

ختان الاطفال منذ أكثر من نصف قرن . حدثني فقال : عندما يطلب مني ختان طفل أقوم بعملية قص العضو (ذكر الطفل) بعد أن ألهيه ، واخاطبه (انظر الطير في السماء كيف يطير) وما أشبه ذلك ، وبعدها يصرخ الطفل صراخاً عميقاً فأقوم بتضميد الجرح في الحال ، ثم انصرف . وبعد استراحة تستغرق ساعتين تبدأ عملية فتح الخيط لكي يجمد الجرح ويضمد . ويصادف أحياناً ان بعض الاطفال المختونين قد يتعرض الى اختلاطات أو مضاعفات تؤدي الى الورم نتيجة اهمال ذويهم للمعالجة ، فأضطر الى المجيء يومياً لمداواة مثل هؤلاء الاطفال . أما اللفّاف فأفتحه بعد الظهر وأبدله بلفاف آخر بعد وضع الدهان (المرهم) والسلفات . ثم يشفى بعد مضي ثلاثة أيام أو أكثر وقد يصل الى عشرة أيام .. وقد أفاد في ختام كلام : ان الاجرة التي يتقاضاها لا تحدد بثمن بل هي اكرامية حسب استطاعة الاسرة ، وأما الفقراء فمجاناً .
ويصاحب عملية الختان (الواهلية) وهي خليط من الملبس والحامض حلو ، ونثرها على رؤوس الحاضرين . وبعد مضي فترة من الزمن يأتي قارعو الطبول ، بعد أن اخبرهم رب البيت ، فيدقون بالطبول بينهم من ينفخ بالبوق (المزيقة) فتضفي على النفس مسحة من النشوة والمتعة تتخللها اغان شيقة وپستات مسلّية ودبكات شعبية ، حيث يقفون في البداية على عتبة باب الدار ، ومن ثم يدخلونها ، وتتعالى صيحاتهم المرحة . وبعد فترة وجيزة تستغرق الربع ساعة يتركون الدار ، بعد أن يتفاضوا المبلغ المعتاد وهو دينار أو أكثر ، ثم تأتي الفرقة الاخرى

كربلاء في الذاكرة 205

وهي تنتظر دورها على بُعد ، ثم تتقدم الفرقة الثالثة .
ومن العادات المألوفة لدينا أن تهيأ دعوة للمدعوين من الجار والاقارب والاصدقاء نساءً ورجالاً وحتى أهل الطبول ، حيث تصف القدور الكبيرة على النار أمام باب صاحب الدعوة فيحضر المدعوون لتناول طعام الغداء على مائدته .

الزواج :

الزواج ظاهرة اجتماعية وسيكولوجية تتم بموافقة الزوجين وأهليهما وفق شروط وقواعد معينة .
الخطبة :


عندما لا تكون للفتى ابنة عم يتزوجها ، يفتش له أهله عن فتاة تتمتع بالسمعة الطيبة . وكانت الاجراءات التمهيدية للخطبة تتميز بالسؤال عن الفتاة ومستواها الطبقي حيث تكون ملائمة لاطباعهم . وبعد الوصول الى النتائج الايجابية واعطاء الموافقة تتفق النساء فتقرر خطبة المرأة المعيّنة ، وفي الغالب تكون أم الفتى أو اخواته قد شاهدن الفتاة وفكرن بأمرها منذ زمن . ويبذل الرجال كل ما في وسعهم للحصول على الموافقة حتى يحل التراضي ، ويتفق على مبلغ الصداق (المهر) خلال جلستهم . وكانت التقاليد الشائعة في كربلاء انّ الرجل لا يرى الفتاة التي سيتزوجها الا في ليلة زفافه . يرسل أهل الفتى خبراً الى أهل الفتاة بتعيين موعد لجلب نيشان الخطوبة وهي خاتم ذهبي تلبسه الفتاة .
أصبح الشاب في الوقت الحاضر هو الذي يختار عروسة احلامه ، ويتم التوافق والانسجام بعد الاختلاء بها ومصاحبتها

كربلاء في الذاكرة 206

فترة من الزمن خلال فترة الخطوبة لتكوين العش الزوجي . وقد يميل الفتى الى اختيار الفتاة من داخل المدينة اثر ما سمعه عنها وعن عائلتها أو شاهدها في شوارع المدينة واسواقها . وربما يطلب من الفتى الجلوس في مقهى معينة خلال موعد محدد ، وتمر الفتاة فتراه ويراها .
أما النيشان في الوقت الحاضر فيتكون من عقد أو سوار من الالماس أو طقم ذهب كامل مع قطع من القماش وعلب حلوى . وخلال تلك الايام ترسل الفتاة خاتماً فضياً وهدية بسيطة مع علبة حلوى .
المهر :


يرسل أهل العروس خبراً لأهل العريس بأنهم سيتوجهون اليهم . تذهب النساء الى دار العروس وهن يحمل (بقچة) تحوي بدلات العروس والعباءة والحناء والصابون والحلويات مع المبلغ المتفق عليه ، يوضع في ظرف خاص داخل البقچة . المهر يتألف من المؤجل (الغائب) والمعجل (الحاضر) ، وقد كانت الحقوق التي يطلبها أسلافنا 20 ليرة الحاضر و25 ليرة الغائب . أما اليوم فان مبلغ الصداق يترواح من 3000 الى 10000 دينار عراقي أو أكثر الحاضر ، يتراوح الغائب بين الـ 5000 دينار عراقي الى 10000 دينار أو أكثر .
عقد القران :


يتم عقد القران في حفل بهيج يضم جمعاً من المدعويين في دار العروس ، حيث توجه اليهم بطاقات الدعوة الخاصة ، ويكون الوقت عادة عصراً ، فتوزع المرطبات والحلويات وكاسات تحوي

كربلاء في الذاكرة 207

على الملبس والچكليت والسيكاير .
ماذا يجري عند النساء ساعة العقد ؟


تجلس العروس في غرفة مغلقة تضم قريباتها وقريبات العريس على وسادتين قديماً أو على كرسي في الوقت الحاضر ، وأمامها سجادة الصلاة باتجاه القبلة . وترتدي ملابس بيضاء ، وعلى رأسها غطاء ابيض (البرگع) وتحف بها النساء . وهناك قدح فيه ياس وماء ، تضع العروس كعبها في الماء ، ويتخلل أصابع يديها ورجليها الهيل . وتوجد في الغرفة صينية تحتوي على سبعة أشكال هي : هيل ، ونبات ، وزرقيون ، وچويت ، وكمون ، واضافر الجن ، وحبة سودة ، وصينية أخرى تحوي على اللبن والخضروات والخبز . ويوجد صحن يوضع فيه الملبس لينثر على الرؤوس . وتمسك العروس بيديها القرآن الكريم لتقرأ سورة ياسين ، وان لم تعرف القراءة فانها تنظر السورة المذكورة . وهناك شمعة مضاءة و(طاسة) فيها الحناء تعجن بالماء . وتحضر (الملّة) فتقرأ لها دعاء قلعة ياسين . وبعد ذلك يطلب حضور رجل الدين لاجراء مراسيم العقد الشرعي ولدى حضوره يجلس أمام باب الغرفة المغلقة ، ويبدأ موجهاً خطابه الى النساء (حاضرون) فينقطع كلام النساء ، ويقول : بسم الله الرحمن الرحيم . ثم يقرأ آية من القرآن الكريم خاصة بالزواج ، ومن ثم يخاطب العروس بقوله :
زوجتك يا فلانة بنت فلانة على فلان بن فلان بمهر معجل قدره (كذا) دينار عملة عراقية ومؤجل قدره (كذا) دينار عملة عراقية ، فان قبلت بذلك فقولي نعم انت وكيلي .

كربلاء في الذاكرة 208

ثم يعيد العاقد الصيغة اللفظية اثنتي عشرة مرة أو اربعة عشرة مرة تيمناً بالمعصومين . وهنا تطلب العروس حضور ولي أمرها ، ليأذن لها بالموافقة فتقول (نعم أنت وكيلي) وهنا تتعالى زغردة النسوة . وكانت العروس تُلَبّس القلادة الذهبية من قبل احدى قريبات العريس . أما في الوقت الحاضر فان العريس هو الذي يقوم بالباس القلادة للعروس ، ويطبع قبلة على وجهها وسط زغردة النسوة وفرحة الاهل والاصدقاء ويجلس معها فترة زمنية قصيرة في غرفة خاصة للتحدث معها .
وبعد ذلك تُقدّم ورقة زواج شرعية من قبل العاقد ، تسمى (اذن نامه) وبموجبها يثبت الزواج بصورة رسمية . ثم يجلب القاضي الى الدار لتسجيل العقد في السجل الرسمي للمحكمة ، أو ان يذهب الزوجان الى المحكمة الشرعية وتمنح له عدة نسخ من الوثيقة لتأشير ذلك في دفتر النفوس . وفي حالة عدم تسجيل ذلك لم يستطع رب البيت الحصول على دفاتر النفوس لأولاده في المستقبل .
العش الزوجي :


بعد ان تستلم والدة العروس مبلغ الصداق ، يباشر أهل العريس بشراء الجهاز . وكان قديماً يشمل صندوقاً للملابس وسلة وكرسيا ومنضدة (ميز) توضع عليه المرآة والبلّور ، كما يشغل أيضاً (الپردات) والطنافس (الزوالي) وفراشاً (دوشگ) ولحافا ووسادتين ، والصفر الذي يشمل (الطشت) الصينية والأبريق واللگن . أما اليوم فيتكون الجهاز من السرير (الچرپاية) والدولاب (الكنتور) وطقم قنفات وتجهز غرفة للطعام والبوفيه وميز التواليت وطاقم افرشة وسلع متفرقة .

كربلاء في الذاكرة 209

ليلة الحنة :


يقوم العريس بدعوة عدد من اصدقائه وذويه في داره استعداداً للزواج ، وفي تلك الامسية تحنى يداه ورجلاه ، فتقدم الحلويات والمرطبات ، وتعم الافراح حتى ساعة متأخرة من الليل ، وتعرف تلك السهرة بـ (الكيف) يتخللها نقر الدنابك والرقص الشعبي والاغاني المتنوعة ، وتكاد تنقرض هذه العادة تدريجيا .
أما رجال الدين فلا يقيمون الكيف ، بل يعدون لزميلهم المتزوج حفلاً تقدم فيه المرطبات والحلويات والشربت والشاي ويقدمون التبريكات له .
أما النساء فيجتمعن في دار العروس ، وتحضر الملة وتنقر بالتنكة الفارغة وتغني مجموعة من الاغاني المشهورة ومنها ما تخص الرسول الاعظم . وبعض الأسر تجلب شخصاً ضريراً يعرف (ابراهيم درويش) ويلقب (علي الشرجي) فيغني الاغاني الجديدة وينقر بالدنبگ . وتوزع الكليجة وخبز اللحم ولحم الدجاج والكباب والشاي والحب والفستق (الكرزات) ، والمرطبات على الحاضرات . وتطول هذه السهرة حتى ساعة متأخرة من الليل .
ليلة الزفاف :


1 ـ زفاف العروس :


قبل أكثر من نصف قرن جرت العادة أن تُزف العروس الى بيت العريس مشياً على الاقدام . اما اذا كان الطريق طويلاً بين بيت العروس وبيت العريس فيصطحب حينذاك كرسي تستريح

كربلاء في الذاكرة 210

عليه العروس في الأزقة بين مظاهر الفرح والابتهاج . غير ان الزفاف اليوم يتم بواسطة السيارات . ويكون موكب الزفاف مؤلفاً من نسوة تحمل احداهن المرآة أمام العروس ، واثنتان تحملان الشموع والاخريات يهزجن ويزغردن وينشدن : (يا فلان جبنالك مره ـ من غير حمره محمّره) و(يا فلاان جبنه اعروسك ـ مو ببلاش بفلوسك) و(جبناهه واجت ويانه ـ من شيل الزلف تعبانه) و(جبنه اعروسك يسبّاح الگلب ـ صفگه وهلاهل على طول الدرب) و(شايف خير ومستاهلهه) و(ما ترضه تجي الا بسيارة) . وهكذا تنتهي المسيرة ببيت العريس ، وعند وصولها لدى الباب ، تتخطى العروس فترفس بقدمها الـ (لگن) المملوء بالماء عند مدخل الدار فتسكبه في صحن الدار وتعبره ، ثم تضع يدها اليمنى في طبق الرز (التمن) غير المطبوخ ، حيث تحمله احدى قريبات العريس وتضيفه الى كيس الرز الموجود في الدار ، فيجلب الى العائلة البركة . ويذبح عند قدميها وهي ماشية في فناء الدار خروف ، فيطبخ الرز لليوم الثاني ويوزع على الفقراء . وطبيعي انّ قريبات العروس يجب ان يرتدين أجمل الملابس ويتعطرن بالعطور ويلبسن ما يحلو لهن من المجوهرات والحلي ، وكذلك قريبات العريس .
2 ـ زفاف العريس :


يكون العريس قد ذهب الى الحمام ليستحم مع اصدقائه وذويه على حسابه الخاص ، وقد يستغل الحمام لفترة زمنية معينة حكراً له ولاصدقائه ويطلق عليه آنذاك (حمام قُرُغ) ثم يرتدي ملابس العرس الجديدة ويتعطر بالعطور ويخرج قاصداً زيارة ضريح الامام الحسين وأخيه العباس المحتفى به .و بعد ذلك يتجهون نحو دار العريس حتى اذا ما

كربلاء في الذاكرة 211

وصلوا باب الدار نادوا (الف الصلاة والسلام عليك يا رسول الله محمد) . يجلس الجميع لتناول طعام العشاء ، ويجلس العريس بينهم ، ويوصى أن لا يأكل كثيراً لانّ وراءه أكلة دسمة تحوي دجاجاً وخبزاً تسمى (التمتوعة) تجلبها ام العروس مع ابنتها . ومن ثم يقصد الجميع المقهى لقضاء فترة زمنية يعودون بعدها الى الدار في زفة شعبية . وهنا تستقبلهم النسوة بالزغاريد ، وتنثر (تطش) أم العريس أو احدى قريباته الملبّس والنقود (خرده) قد يبلغ مجموعها ديناراً عراقيا اليوم على رأس العريس ، فتجمعها النساء والاطفال . يقف اصدقاؤه بالباب قليلاً ، فيزف من قبل والده أو أقرب شخص في العائلة متخطياً فناء الدار الى غرفة عروسه فيصافحها ويرفع (البرگع) من على وجهها ويطبع قبلة على جبينها ، ثم يأخذ الشمعة من يدها ويسلمها الى احدى قريباته وبعد انتهاء هذه المراسيم يخرج العريس ليصافح اصدقاءه وهم يغادرون المكان بعد أن يقدموا له أطيب التهاني بهذه المناسبة السارة ويستأذنهم بالعودة الى زوجته . يدخل الغرفة فيصلي قربة الى الله ركعتين . وعندما يبدأ بأداء الفريضة تتعالى زغاريد النسوة ، ويهزجن : (يفلان طفي الگلوب ـ خدها يشع ويا الروب) .
وفي صباح اليوم الثاني تتناول العائلة وجبة الافطار القادمة من دار العروس . ويبارك الناس والاصدقاء العروسين بهذا الزواج الميمون ، فتحصل العروس على هدايا كثيرة تدعى بـ (الصبحة) تشمل نقوداً وحلي ذهبية وسلعاً أخرى . وهنا تستعد عائلة العريس باعداد طعام الغداء للعريس وجماعته . وفي هذه الفترة يأتي قارعو الطبول فينقرون على الدنابك وينشدون الاغاني الشائعة ، وتقدم لهم الاكرامية . وعند حلول

كربلاء في الذاكرة 212

وقت العصر تأتي النسوة (العبيد) ويعرفون بـ (الوصايف) جمع وصيفه ، وهن اللاتي يغلب على وجوههن السواد ، حيث ينشدن الاغاني الشعبية ، وتبدأ كبيرتهن (الشيخة) بالغناء والرقص وتتبعها (خلفتها) لتنقر بالدف ويلتحم الغناء ، وهن يشكلن نصف دائرة في فناء الدار وتفرش العباءة في الوسط ، لتنثر عليها الدراهم ، فتجمعها الشيخة وتقسمها عليهن .
ويخطر بالبال ونحن أطفال صغار كنا نشاهد الوصيفة (سعَيده) وهي من سكنة محلة باب الخان ، كانت عندما تحضر حفلة زواج ، تغني وتنقر على (الدنبك) المحمول على جانبها الأيسر ، حيث ان عظم الحوض عندها واسع جداً بحيث يسع لجلوس طفلين على الظهر وهي تهزهما هزاً .
ومن بين الپستات التي كانت تهزجها (سعيده) بلهجتها الخاصة آنذاك قولها :
بيت آگاتي(1) اشتروا هوش(2)
هيطوا(3) واحد بالآخر(4)
هي برانگو(5) همايون(6)
لا اله الا الله
حي على خير العمل

(1) آكاتي : أغاتي . أي سيدي .
(2) هوش : حوش أي دار .
(3) هيطوا : من الحائط أي دمجوا .
(4) واهد بالآخر : الدار الواحدة بالاخرى .
(5) يا مرانكو : يا الله .
(6) همايون : السعيد ، العظيم .
كربلاء في الذاكرة 213

ولدى وصولها المقطع الاخير تقبض يديها بفتحة مناسبة واحدة فوق الاخرى وتنفخ كالمزمار على ايقاع اللحن (لا اله الا الله) فتجيبها الفرقة (حي على خير العمل) .
وهكذا تمضي ثلاثة أيام كلها أفراح ومسرّات .
وفي اليوم الثالث يدعى العروسان وذووهما الى دار العروس لتناول طعام الغداء ، فيعرف ذلك بـ (الدس بوس) وهي كلمة فارسية تعريبها (تقبيل اليد) أي أن العروسان يقبّلان يد والد العروس ووالدتها ، حيث يقدمان لهما هدية وقد تكون ساعة أو خاتماً ذهبياً أو نقوداً .
وفي عصر اليوم السابع يعقد حفل كبير تدعى اليه النساء من الجيران والاصدقاء والاقارب ، وفيه تجلس العروس على دكة عالية او كرسي ، وهي ترتدي أزهى الملابس بين فترة وأخرى . ومن حولها تزغرد النسوة وتنشد اروع الاغاني الشعبية ، ويعرف ذلك اليوم بـ (السبعة) .
وبالنظر لتطور الزمن ، استحدثت مودة جديدة في عصرنا هذا تعرف بـ (شهر العسل) ، فقد لا تتيسر النفقات أو هرباً من التكاليف الباهضة لاعداد ولائم الرز واللحم يذهب العروسان ليقضيا فترة أيام الزواج وهي بضعة أيام قد تمتد الى شهر في الحلة أو البصرة أو بغداد أو في الشمال الحبيب أو خارج العراق ، وتعرف هذه الايام المبهجة التي يقضيها العروسان بشهر العسل .

الوفاة :

عندما يشعر الانسان بدنو أجله ، فهناك نسبة ضئيلة من الافراد من يقوم بتشييد مقبرة له وللعائلة مستقلاً تكون خاصة

كربلاء في الذاكرة 214

بهم . ومنهم من يوصي بدفع الحقوق والطلبات ، ويطلب من الحاضرين براءة الذمة .
وعندما يحتضر الشخص (رجلاً كان أو امرأة) يدار جسمه باتجاه القبلة(1) ، ويقطر شيء من الماء في فمه وتعدل رجلاه ، ويحضر اقرباؤه وجيرانه ، حيث يقوم أحد الجالسين بتلاوة دعاء (العديلة) ، بعد ذلك تغلق عيناه ، ويتعالى صياح أفراد العائلة ، فان كانت الوفاة ليلاً ، يتلو المقرئ قراءة القرآن الكريم والسهر حول الجثة لكي لا يتلبسها الشيطان ويجتمع القريب والجار قرب دار الميت ، ويجلسون على الطنافس ـ ان وجدت ـ أو على البُسُط أو الحصران ، ويتولى أفراد ممن يتعلق الميت بمهمات ، منها ارسال احدهم لجلب (التابوت) أي الجنازة استئجاراً من المغتسل ، يحمل بها الميت ، ومنهم من يرسل الى مديرية الاوقاف (الدفنية) حاملاً معه عثمانية الميت أو جنسيته لتدوين اسمه وهويته ومحل سكناه لدى الموظف المختص وجلب (تسكرة) تعنون الى حفار القبور ، تجيز دفنه في المقبرة ، علماً بأن موظفاً مختصاً يبقى في خفارة الدائرة . ومنهم من يُرسل المؤذن لاعلان الخبر المشؤوم على مسامع الناس من على مآذن الروضة الحسينية . وقديماً لم تكن تستعمل مكبرات الصوت بسبب عدم وجود التيار الكهربائي ، فيضطر المؤذن أن يصعد سلالم المئذنة ويعلن بأعلى صوته . وعند جلب مكبرات الصوت قبل عشرين عاماً ونيف كان التشييع خاصاً بالسادة والعلماء .

(1) القبلة : بالكسر ثم السكون كل شيء جعلته تلقاء وجهك فقد استقبلته وسميت القبلة لان المصلي يقابلها وتقابله . (دائرة المعارف المسماة بمقتب الاثر ومجدد ما دثر للشيخ محمد حسين الشيخ سليمان الاعلمي الحائري) ج 24 ص 2 (1971م ـ 1391هـ) قم ـ ايران .
كربلاء في الذاكرة 215

ولكن في السنوات الاخيرة أصبح التشييع مشاعاً لكل الذوات من ابناء الاسر المعروفة في المدينة ووجوه واعيان المدن الاخرى التي تقصد كربلاء لغسل الميت بماء الفرات وزيارته أضرحة الائمة الاطهار . يعلن المؤذن داعياً الناس الحضور الى دار الفقيد أو أحد المغتسلات . وان كان الفقيد عالماً جهبذاً تكون صيغة التشييع على الوجه التالي :
«اخواني المؤمنين : انقلوا أقدامكم الى مغتسل (المخيم) أو (العلقمي) لتشييع جثمان المرحوم المغفور له حجة الاسلام والمسلمين آية الله في العالمين المرجع الديني السيد فلان بن فلان الفلاني الحكم لله الواحد القهار . لا اله الا الله (ثلاث مرات)» .
أما اذا كان الفقيد من الذوات والسادة فتشييعه يختلف عن سابقه ، ويكون على النحو الآتي :
اخواني المؤمنين : انقلوا أقدامكم الى مغتسل المخيم لتشييع جثمان المرحوم المغفور له السيد فلان بن فلان من آل فلان ، الحكم لله والواحد القهار (مرتان) .
وحال سماع الناس هذا النبأ المحزن ، يهرعون الى المغتسل المشار اليه ، لمشاركة ذوي الفقيد في السير مشياً على الاقدام من المغتسل حتى زيارته في الروضتين ، ومن ثم دفنه في أحد أواوين الروضة او في المقبرة الكبيرة (الوادي) أو في أي مكان يقرر دفنه كالنجف مثلاً . وحالما يتفق على مكان الدفن خارج الصحن لا يكلف للخروج مع الجثمان الا أرحامه . وطبيعي ان المشارك لهذه المسيرة الطويلة يحصل على الأجر والثواب كما ورد في الأحاديث .

السابق السابق الفهرس التالي التالي