بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 151

وابن الهباريه هو الشريف أبو يعلى الهاشمي ، ترجمته في ابن خلكان .

الأمالي للطوسي

هدم المتوكل لقبر الحسين

حدثني محمد بن ابراهيم أبي السلاسل الأنباري الكاتب ، قال حدثني أبو عبد الله الباقطاني ، قال : ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان الى هارون المعري وكان قايدا من قواد السلطان أكتب له ـ وكان بدنه كله أبيض شديد البياض ، حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد ، كأنه القير ، وكان يتفقأ مع ذلك مدة ، قال فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه ، فأبي أن يخبرني ، ثم انه مرض مرضه الذي مات فيه ، فعدت فسألته فرأيته كان يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان . فحدثني قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين عليه السلام واجراء الماء عليه ، فلما عزمت على الخروج والمسير الى الناحية ، رأيت رسول الله في المنام ، فقال لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين . فلما أصبحنا جاؤا يستحثوني على المسير فسرت معهم حتى وافينا كربلا ، وفعلنا ما أمرنا به المتوكل ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام ، فقال ألم آمرك ألا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم ، فلم تقبل حتى فعلت مافعلوا ثم لطمني وتفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما ترى ، وجسمي على حالته الأولى (1) .
. . . قال حدثنا محمد بن سليمان ، قال حدثنا عمي ، قال : لما خفنا

(1) الأمالي للطوسي ص 207 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 152

أيام الحج [ اظن من المقتضى أن تكون اللفظة حجاج لا الج ] خرج نفر منا من الكوفة مستترين ، وخرجت فصرنا الى كربلا وليس بها موضع نسكنه فبنينا كوخا على شاطئ الفرات وقلنا نأوي اليه فبينا نحن فيه اذا جائنا رجل غريب فقال أصير معكم في هذا الكوخ الليلة ، فاني عابر سبيل ، فأجبناه وقلنا غريب منقطع به فغربت الشمس واظلم الليل أشعلنا تشعل بالنفط ، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين بن علي عليهما السلام ومصيبته وقتله ومن تولاه ، فقلنا ما بقى أحد من قتلة الحسين ، الا رماه الله ببلية في بدنه ، فقال ذلك الرجل : فأنا قد كنت فيمن قتله والله ما أصابني سوء وأنكم يا قوم تكذبون ، فأمسكنا منه ، وقل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة بأصبعه ، فأخذت النار كفه فخرج ينادي حتى ألقى نفسه في الفرات يتعوص به ، فوالله لقد رأيناه يدخل رأسه في الماء والنار على وجه الماء ، فاذ أخرج رأسه سرت النار اليه فتغوصه الى الماء ثم يخرجه فتعود اليه ، فلم يزل ذلك دأبه حتى هلك (1).

(1) الأمالي للطوسي ص 101 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 153

ديوان الأبله البغدادي


قال : وكتب الى قاضي القضاة علاء الدين الزينبي (1) يسأله عارية فرس يمتطيها الى مشهد الحسين عليه السلام :
قل لعلاء الدين يا أكرم من فوق الثرى
ومن يرى عند النوال ضاحكا مستبشرا
غدا نجد ركبنا الى الحسين في السرى
قد ركبوا وغيبوا الخيل العتاق الضمرى
وليس لي غير كعابي ان أردت السفرى
فانعم ونقد عاجلا لي الجواد الاشقرى
عارية مردودة الـ ـيك فأفعل ما ترى
فلست أرجوا نيل من يحب أن يعطي الكرى (2)

(1) هو القاضي علاء الدين أبو نصر القاسم بن علي بن الحسين الزينبي البغدادي أقضى القضاة ، قال عنه ابن الفوطي في مجمع الآداب ( ج4 ق 2 ) نقلا عن تأريخ ابن القطيعي : ( ولي أقضى القضاة في أيام المستنجد ثم ولي الحسبة ـ أنظر المنتظم لابن الجوزي ج 10 ص 200 ـ فلم تحمد سيرته وعزل عن الحسبة ولم يزل على القضاء الى أن مات . واستناب عنه في الحكم بمدينة السلام أبا الخير مسعود بن الحسين اليزدي . . . وله رسائل فصيحة ، وقفت له على رسالة في الصيد وأحكامه . وكانت وفاته في ثالث المحرم سنة ثلاث وستين وخمسمائة ) . وقد ذكره أيضا القرشي في الجواهر المضيئة نقلا عن تأريخ ابن النجار . ( عادل )
(2) ديوان الأبله البغدادي ( محمد بن بختيار ) ، مخطوطة .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 154

نشوار المحاضرة للتنوخي (1)

زيارة الحائر في الربع الاول من القرن الرابع

حدثني أبي قال : خرج الينا يوما أبو الحسن الكاتب ، فقال : أتعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق ، قال : فلم يعرفه من أهل المجلس غيري ، فقلت : نعم ، فكيف سألت عنه فقال أي شيء يفعل ، قلت : ينوح على الحسين عليه السلام ، قال : فبكى أبو الحسن وقال : ان عندي عجوزا ربتني من أهل كرخ جدان عفيطة اللسان ، الاغلب على لسانها النبطية ، لا يمكنها أن تقيم كلمة عربية صحيحة فضلا أن تروي شعرا ، وهي من صالحات نساء المسلمين ، كثيرة الصيام والتهجد . وأنها انتبهت البارحة في جوف الليل ، ومرقدها قريب من موضعي ، فصاحت بي : يا أبا الحسن ، فقلت : مالك ، فقالت : الحقني ، فجئتها فوجدتها ترعد ، فقلت : ما أصابك ، فقالت : أني كنت قد صليت وردي فنمت فرأيت الساعة في منامي ، كأني في درب من دروب الكرخ فاذا بحجرة نظيفة مليحة الساحة مفتوحة الباب ، ونساء وقوف عليه ، فقلت لهم : من مات ، أو ما الخبر ، فأومؤا الي داخل الدار ، فدخلت فاذا بحجرة نظيفة في نهاية الحسن وفي صحنها امرأة شابة ، لم أر قط أحسن منها ولا أبهة ولا أجمل وعليها ثياب حسنة ، بياض مروي لين ، وهي ملتحفة فوقها بأزار أبيض جدا ، وفي حجرها رأس رجل يشخب دما ، فقلت :

(1) هو المحسن بن علي بن محمد بن داود بن الفهم التنوخي أبو علي القاضي ، مات سنة أربع وثمانين وثلثمائة ، ومولده سنة تسع وعشرين وثلثمائة وهو صاحب كتاب الفرج بعد الشدة في مجلدين ونشوار المحاضرة . وقد اشترط فيه أنه لا يضمنه شيئا نقله من كتاب ، في أحد عشر مجلد .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 155

من أنت ، فقالت : لا عليك أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ، وهذا رأس ابني الحسين عليه السلام ، قولي لابن أصدق عني ينوح :
لم أمرضه فأسلوا لا ولا كان مريضا

فانتبهت فزعة . قال : وقالت العجوز ( لم أمرطه ) بالطاء لانها لا تتمكن من اقامة الضاء ، فسكنت منها الى أن نامت ـ ثام قال لي : يا أبا القاسم مع معرفتك الرجل قد حملتك الامانة ، ولزمتك أن تبلغها له . فقلت سمعا وطاعة لامر سيدة نساء العالمين .
قال : وكان هذا في شعبان والناس اذا ذاك يلقون جهدا جهيدا من الحنابلة اذ أرادوا الخروج الى الحاير ، فلم أزل أتلطف حتى خرجت فكنت في الحاير ليلة النصف من شعبان . فسألت عن ابن أصدق ، حتى رأيته ، فقلت له : أن فاطمة عيلها السلام تأمرك بأن تنوح بالقصيدة :
لم أمرضه فأسلوا لا ولا كان مريضا

وما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك . قال فانزعج من ذلك ، فقصصت عليه وعلى من حضر الحديث ، فأجهشوا بالبكاء ، وما ناح تلك الليلة الا بهذه القصيدة وأولها :
أيها العينان فيضا واستهلا لا تغيضا

وهي لبعض الشعراء الكوفيين ، وعدت الى أبي الحسن فأخبرته بما جرى .
قال أبي وابن عياش : كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تعرف بخلب ، تنوح بهذه القصيدة فسمعناها في دور بعض الرؤساء لان الناس اذ ذاك لا يتمكنون من النياحة الا بعز سلطان ـ أو سرا لاجل الحنابلة ولم يكن النوح الا مراثي الحسين وأهل البيت عليهم السلام

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 156

فقط من غير تعريض بالسلف ، قال : فبلغنا أن البربهاري (1) . قال : بلغني أن نائحة يقال لها خلب ، تنوح أطلبوها فاقتلوها (2) .

الفرج بعد الشدة للتنوخي


قال وجدت في دفتر عتيق عن بعضهم ، قال : خرجت الى الحاير أيام الحنبلية (3) أنا وجماعة مختفين ، فلما صرنا في أجمة بر ( كذا وأظن انها برس ) قال لي رفيق لي منهم يا فلان : ان نفسي تحدثني ان السبع يخرج فيفترسني من بين الجماعة ، فأن كان ذلك فخذ حماري وما عليه فأده الى عيالي في منزلي ، فقلت له : استشعار يجب أن تتعوذ بالله منه . وتضرب عن الذكر فيه ، قال فما مضى على هذا الامر الا يسيرا حتى خرج الاسد فحين رآه الرجل سقط عن حماره يتشهد ، وقصده الاسد من بين الجماعة ، فأخذه ودخل به الاجمة ، وسقت الحمار وأسرعت مع القافلة وبلغت الحائر وزرنا ورجعنا الى بغداد واسترحت في بيتي يوما أو يومين ، ثم أخذت الحمار وجئت به الى منزله لاسلمه الى عياله فدققت الباب فخرج الي الرجل بعينه ، فعانقني وبكا وبكيت وقلت حديثك ، فقال ان السبع ساعة أخذني وجرني الى الاجمة ، وأنا لا أعقل أمري ، سمعت

(1) راجع عن أخبار أبو محمد البربهاري هذا ، في : تجارب الامم ج 5 ص 322 . والكامل ج 6 ص 248 . التكملة للهمداني ص 91 . وانظر أيضا في حوادث سنة 323 في جميع المصادر التأريخية . وقد توفي البربهاري سنة 329 ( التكملة للهمداني ص 121 والاوراق ص 212 ) .
(2) نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ، طبعة مرجليوث الانكليزي ص 218 .
(3) اشتدت الوطئة على زائري الحائر في عصر الراضى بالله العباسي ( في سنة 323 هـ ) من قبل أبو محمد البربهاري وأتباعه من الحنابلة ، حيث أنكر هؤلاء زيارة قبور الائمة ، ومنعوا الناس من زيارتها .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 157

صوت شيء ورأيت السبع قد خلاني ومضى ففتحت عيني فاذا الذي سمعته صوت خنزير ، واذا السبع لما رآه عن له أن يتركني ومضى فصاده وبرك عليه يفترسه وأنا اشاهده الى أن فرغ منه ثم رجع السبع من الاجمه وغاب قليلا وقوتي قد عادت . فقلت لاي شيء جلوسي ، فقمت اتسحب في الاجمه أطلب الطريق ، فأذا بجيف ناس وبقر وعظام بالية وأثر من افترسهم الاسد فما زلت اتخطاها حتى انتهيت الى رجل قد أكل الاسد بعض جسده وبقى أكثره وهو طري وفي وسطه هميان قد تخرق بعضه وظهرت منه دنانير فتقدمت فجمعتها وقطعت الهميان ، وأخذت جميع الدنانير ، وتتبعتها حتى لم يفتني منها شيء ، وقويت فضل قوة فاسرعت في المشي وطلبت الجاده فوقفت عليها واقمت أمشي الى بعض القرى واستأجرت حمارا وعدت الى بغداد ولم أمض الى الزيارة لاني خشيت أن يسبقوني ويذكرون خبري فيصير عند عيالي مأتم ، فسبقتكم وأنا اعالج فخذي واذا من الله عزوجل بالعافية عدت الى الزيارة . وحدثني بهذا الحديث غير واحد من أهل بغداد (1) .

نشوار المحاضرة للتنوخي


حدثني أبو الحسين بن عياش ، قال أخبرني صديق لي انه خرج الى الحاير ليزور فأجتاز في طريقه بموضع قريب من الاعراب ، وهم نزول . فحط رحله ، ونزل وجلس يأكل هو وغلمانه فوقف به بعض الاعراب يستطعم . قال : فقلت له أجلس حتى تأكل وندفع اليك نصيبا فجلس قريبا منا ، فأذا بغراب قد طار قريبا منه وصاح صياحا متتابعا ،

(1) الفرج بعد الشدة للتنوخي ج 2 ص 75 ، وقد أورد التنوخي حكاية اخرى عن زيارة الحائر ، راجعها في ( ص 91 ـ 92 من الكتاب ) .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 158

فقام الاعرابي يرجمه ويقول : كذبت يا عدو الله ، قال فقلنا له : ما الخبر يا أعرابي ، قال ، فقال : يقول الغراب انكم ستقتلونني وأنتم تريدون أن تطعموني فكذبته في خبره ، قال فاستحمقناه ، وتممنا أكلنا وكان في السفرة سكين بزماورد عظيمة حادة أنسياناها في السفرة فجمعنا السفرة بما فيها وقلنا للأعرابي خذها وفرغ ما فيها وأردد السفرة فجمعها بما فيها ، وشالها ، فضرب بها ظهره بحمية من فرحه بتمكيننا اياه من جميع ما فيها فخرجت السكين بحدتها فدخلت بين كتفيه فخر صريعا ، يصرخ : صدق الغراب لعنة الله مت ورب الكعبة ، فخشينا أن يصير لنا مع الاعراب قصة ، فتركنا السفرة وقمنا مبادرين فاختلطنا بالقافلة حتى لا نعرف وتركناه يتشحط في دمائه ، ولا نعلم هل عاش أو مات (1) .

ارشاد الأريب لياقوت

ورود تابوت أبي العباس الملقب بالكافي الاوحد

وورد تابوت أبي العباس الى بغداد مع أحد حجابه ، وكتب ابنه الى أبي بكر الخوارزمي شيخ أصحاب أبي حنيفة يعرفه انه وصى بدفنه في مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما . ويسأله القيام بأمره ، وابتياع تربة له . فخاطب الشريف أبو طاهر ، أبا أحمد في ذلك ، وسأله أن يبيعم تربة بخمسمائة دينار . فقال : هذا رجل التجأ الى جوار جدي ولا آخذ لتربته ثمنا وكتب نفس الموضع الذي طلب منه . وأخرج التابوت الى براثا . وخرج الطاهر أبو أحمد ومعه الاشراف والفقهاء ، وصلى عليه وأصحب خمسين رجلا من رجاله حتى أوصلوه ودفنوه هنالك . وقد مدحه مهيار بقصايد منها :

(1) نشوار المحاضرة للتنوخي ص 266 ، طبعة مرجليوث .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 159

أجبيراننا بالفوز والركب منهم أيعلم خال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر اليل فينا وفيكم سواء ولكن ساهرون ونوم
فيا انتم من ظاعنين وخلفوا قلوبا ابت ان تعرف الصبر عنهم
تفوق الوجوه الشمس والشمس فيهم ويسترشدون النجم والنجم منهم
أناشد نعمان الاحايين عنهم كفى حيره مستفصح وهو اعجم
ولما دنى التوديع ممن أحبه ولم يبق الا نظرة تتعثم
بكيت على الوادي فحرمت مائه وكيف يحل الماء اكثره دم
ونفرت بالانفاس عني حدوجهم كان مطاياهم لهن توسم (1)

وهو ابو العباس الملقب بالكافى الاوحد الوزير بعد الصاحب ابي القاسم بن عباد لفخر الدولة أبي الحسن علي بن ركن الدولة بن بوية . مات في صفر سنة 399 ببروجرد من أعمال بدر بن حسنويه .

قصيدة الصابي بتهنئة عضد الدولة
عند عودته من الزيارة

انفذ الصابي أبو اسحق ابراهيم بن هلال من السجن بقصيدته اللامية بالتهنئة عن قدوم عضد الدولة من الزيارة عرضت عليه في وقت كان عبد العزيز بن يوسف غير حاضر فيه ، فقرأها ثم رفع رأسه الي والى عبد الله بن سعد ، وكنت آمنه عليه ، واعلم ان اعتقاده يوافق اعتقادي فيك فقال ، وقد طال حبس هذا المسكين ومحنته فقبلت أنا وهو الارض عند ذلك ، فقال لنا : كأنكما تؤثران أطلاقه . قلنا : ان من أعظم حقوقه علينا وذرائعه عندنا . أن عرفناه في خدمتك وخالطناه في أيامك . قال : فاذا كان هذا رأيكما فيه فانفذا وافرجا عنه وتقدما اليه عنا بملازمة منزله الى أن يرسم من يمثله والقصيدة الذي هنأه بها عند عودته من الزيارة

(1) ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 67 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 160

[ زيارة المشهدين ، الحائري والغروي ] :
أهلا بأشرف أوبة وأجلها لاجل ذي قدم سلاذ بنعلها
شاهنشاه تاج ملته التي زيدت به في قدرها ومحلها
يا خير من زهت المنابر بأسمه في دولة علقت يداه بحبها
وأقمت فينا سيرة عضدية هيهات لا تأتي الملوك بمثلها
يردي غوى فاجر في بأسها ويعيش بر صالح في فضلها
مولاي عبدك حالف لك حلفة يعيي مناكب يذبل عن حملها
لقد انتهى شوقي اليك الى التي لا أستطيع أقلها من ثقلها
طوبى لعين أبصرتك ومن لها بغبار دارك جازيا عن كحلها
لو بعتني بجميع عمري لفظة أو لحظة بالطرف لم أستغلها
اترى أمر بخطرة من بالها أترى أعود الى كثافة ظلها
لي ذمة محفوظة في ضمنها ووثائق محروسة في كفلها
واذا رأيت سحائبا لك ثرة تروي النفوس الحائمات بهطلها
لا في الرجال الناقعين بوبلها كلا ولا في القانعين بطلها
قابلت بالزفرات هبة ريحها وحكيت بالعبرات درة سجلها
فلو ان عيني راهنت بدموعها يمناك في السقيا لفزت بخصلها (1)

حديث الناشئ

كان الناشيء (2) ( علي بن عبد الله بن وصيف الحلاء ) قليل البضاعة في الادب قؤما بالكلام والجدل يعتقد الامامة ويناظر عليها بأجود عبارة ، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم وأشعاره فيهم لا تحصى

(1) ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 336 .
(2) ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ( ص 89 ) بقوله : ( كان متكلما شاعرا مجودا . وله كتب . وكان يتكلم على مذهب أهل الظاهر ، وفي النقد ) . وذكره النجاشي أيضا في رجاله . وابن النديم .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 161

كثرة . ومولده سنة 271 ومات لخمس خلون من صفر سنة 365 تتبع ابن بقية وزير بختيار بن معز الدولة الديلمي جنازته ماشيا وأهل الدولة كلهم ، ودفن في مقابر قريش ، وقبره هناك معروف قال الناشيء أدخلني ابن رائق على الراضي بالله وقال لي : أنت الناشيء الرافضي .فقلت : خادم أميرالمؤمنين الشيعي فقال : من أي الشيعة قلت : شيعة بني هاشم . فقال : هذا خبث ، حيلة . فقلت : مع طهارة مولد . فقال هات ما معك . فأنشدته . فأمر أن يخلع علي عشر قطع ثيابا ، وأعطى أربعة آلاف درهم فأخرج الى ذلك وتسلمته ، وعدت الى حضرته وقبلت الارض وشكرته وقلت أنا ممن يلبس الطيلسان . فأمر لي به مع عمامة خز ، فقال أنشدني من شعرك في بني هاشم فأنشدته :
بني العباس ان لكم دماء أراقتها أمية بالذحول
فليس بها شمي من يوالي أمية واللعين أبا زبيل

وكان يعمل الناشئ الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة ، قال ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش مربع غاية في حسنه . ( الناشئ ) قال كنت بالكوفة في سنة 325 وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبونه عني وكان المنبني اذ ذاك يحضر معهم وهو بعد لم يعرف ولم يلقب بالمتنبي فأمليت القصيدة التي أولها :
بآل محمد عرف الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب
قلت فيها : _
كان سنان ذابله ضمير فليس عن القلوب له ذهاب
وصارمه كبيعته بخم قاصدها من الخلق الرقاب

فلمحته يكتب هذين البيتين .
حدث الخالع . . قال كنت مع والدي في سنة 346 وأنا صبي في

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 162

مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة هو غاص بالناس . واذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة ، وركوه ومعه عكاز وهو شعث ، فسلم على الجماعة بصوت يرفعه . ثم قال أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها . فقالوا : مرحبا بك وأهلا ورفعوه فقال أتعرفون لي أحمد المزوق النائح . فقالوا ها هو جالس ، فقال : رأيت مولاتنا عليها السلام في النوم فقالت لي امض الى بغداد وأطلبه وقل له نح على ابني بشعر الناشئ الذي يقول فيه :
بني أحمد قلبي لكم يتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
وكان الناشئ حاضرا فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه المزوق والناس كلهم وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم الى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئا منهم . فقال : والله لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فأنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي عليها السلام ثم أخذ عن ذلك عوضا . وانصرف ولم يقبل شيئا . قال ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتا :
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم ويسطو عليكم من لكم كان يخضع
كأن رسول الله أوصى بقتلكم وأجسامكم في كل أرض توزع

وحدث الخالع قال : اجتزت بالناشئ يوما وهو جالس في السراجين فقال لي قد عملت قصيدة وقد طلبت وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها فقلت أمضي في حاجة وأعود ، وقصدت المكان الذي أردته وجلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي أبا القاسم عبد الغزيز الشطرنجي النائح . فقال لي : أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشئ البائية فإنا قد نحنا بها البارحة بالمشهد وكان هذا الرجل قد توفى وهو عائد من الزيارة . فقمت ورجعت اليه ، وقلت هات البائية حتى أكتبها فقال من أين

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 163

علمت أنها بائية وما ذكرت بها أحدا فحدثته بالمنام فبكي وقال لا شك أن الوقت قد دنا فكتبتها ، فكان أولها :
رجائي بعيد والممات قريب ويخطئ ظني والمنون تصيب (1)


(1) ارشاد الاري لياقوت ج 5 ص 335 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 164

الملاحق والمستدركات

1 ـ ملحق رقم (1) تعميرات الحائر
2 ـ ملحق رقم (2) تعريف بالمصادر الفارسية
3 ـ ملحق رقم (3) تعريف بالمصادر العربية المخطوطة
4 ـ ملحق رقم (4) المستدركات والفهارس

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 165

ملحق رقم (1)

تعميرات الحائر الحسيني من أواخر القرن

الثالث عشر الى الوقت الحاضر


1 ـ قام السيد كاظم الرشدي بتجديد المسجد الواقع في القسم الشرقي من الصحن الحسيني .
2 ـ وفي سنة 1281 هـ قامت والدة السلطان عبد الحميد العثماني بتشييد خزان لشرب الماء في الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن الحسيني . وقد أرخ هذا البناء أحد الشعراء بقوله :
سلسبيل قد أتى تأريخه أشرب الماء ولا تنسى الحسين

وهناك خزانان آخران للماء في الصحن الحسيني ، أنشأ احدى تنيك الخزانين الحاج حبيب الحافظ مقابل الخزان السالف الذاكر ، والآخر شيد في مدخل باب القبلة سنة 1322 هـ .
3 ـ وفي سنة 1296 هـ غطي الجدار الغربي من الحضرة المطل على الصحن بالقاشاني النفيس ويوجد تأريخ اتمام العمل في الايوان البديع الخارج منه المقابل للضريح المقدس وهذا الإيوان آية من آيات الفن المعماري الاسلامي ، يزدان بعقد بديع تتدلى منه المقرنصات ذات الاشكال الهندسية الرائعة وفي أسفلها في القاشاني صورة تاج محلى بالزبرجد والياقوت ، وأسفل هذه توجد قصيدة عصماء للشاعر الكبير الشيخ محسن أبو الحب ( المتوفي سنة 1305 هـ ) كتبت على القاشاني بخط فارسي بديع ، مطلعها :
الله اكبر ماذا الحادث الجلل لقد تزلزل سهل الارض والجبل
هذه الزفرات الصاعدات اسى كأنها شعل ترمى بها شعل
كأن نفحة صور الحشر قد فجئت فالناس سكرى ولا خمر ولا ثمل

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 166

قامت قيامة أهل البيت وانكسرت سفن النجاة وفيها العلم والعمل
جل الاله فليس الحزن بالغه لكن قلبا حواه حزن جلل
من التجا فيه يسلم في المعاد ومن يجحده يندم ولم يرتع له عمل
قف عنده وأعتبر ما فيه أن به دين الاله الذي جائت به الرسل

حتى يقول :
مهلا أمية ان الله مدرك ما أدركتموه فلا تغرركم المهل
هناك يعلم من لم يدر حاملها أي الفريقين منصور ومنخذل
فيه الحسين الذي لا خلق يعدله وفيه نوح ومن حنت له الابل
موسى وعيسى وابراهيم قبلهما وهل تعادل بالرضراضة الحبل

4 ـ في سنة 1297 قام السيد جواد السيد حسن آل طعمة ( سادن الروضة الحسينية ) بفتح نوافذ من قاعة القبة التي على الضريح الاقدس بقصد اضائة وتهوية الحرم .
5 ـ وفي سنة 1309 تبرع تاجر من أهالي شيراز يدعى عبد الجبار بأكساء النصف الاعلى من المأذنة الشرقية وجميع المأذنة الغربية بالذهب الابريز .
6 ـ في 28 ـ 11 ـ 1931 م جرى تعمير مخزن الامانات ( الخزنة ) .
7 ـ وفي 15 ـ 12 ـ 1931 م : جرى تذهيب القسم الاسفل من المأذنة الشرقية من قبل أحد المتبرعين الهنود .
8 ـ سنة 1936 م هدمت مأذنة العبد . راجع الفصل الخاص بوصف المشهد الحسيني .
9 ـ وفي سنة 1945 م : قام السيد محمد آقا الايراني بتهجيز المرمر اليزدي لجدران الحرم الشريف ( الازاره ) وفي نفس السنة جرى

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 167

دفنت جميع السراديب ، في أروقة الحرم والايوان القبلي بالاسمنت ، ومنع الدفن بها رسميا .
10 ـ وفي سنة 1946 م : جرى توسيع مداخل الحرم الشريف ، وبناء أسس القبة بالاسمنت المسلح ، وكذلك تجديد توازير جميع جدران الحرم والاروقة بالطابوق والاسمنت .
11 ـ سنة 1947 م : جرى تجديد قسم من مرايا السقوف داخل الحرم بواسطة لجنة التعميرات .
12 ـ وفي سنة 1948 م : جرى تبليط أرضية الحرم الشريف بالرخام البلجيكي من قبل السيد طاهر سيف الدين .
13 ـ في سنة 1948 م : جرى تجديد الكتيبة القرآنية بالكاشي داخل الحرم .

ترميم صندوق الخاتم

14 ـ وفي سنة 1365 هـ قام المتبرع المرحوم محمد فولاد زري الايراني ، بترميم واصلاح الجزء المحروق من صندوق الخاتم الذي على الرمس الطاهر . وبنصب الالواح الزجاجية داخل اطارات مصنوعة من خشب الساج المطعم بخشب النارنج . وقد جرى عند اتمامه احتفال عظيم .
وأصل هذا الصندوق هو هدية من كريمة السلطان حسين الصفوي ـ زوجة نادر شاه ـ سنة 1133 كما تشير اليه الكتيبة الموجودة على الصندوق في الجهة الامامية ولا يثمن هذا الصندوق لنفاسته فقد زخرف بأشكال هندسية غاية في الروعة مطعمة بالعاج .

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 168

وعلى أثر غارة الوهابيين سنة 1216 ، أصاب الصندوق خدوش



واحتراق في بعض جوانبه ، فاكسي بطبقات نحاسية وفضية ، وبرقع بستائر حريرية . وبقى محفوظا حتى سنة 1365 . ويوجد في أسفل الصندوق قرب الباب كتيبة بخط صالح الكلكاوي تشير الى ذلك .

ترميم الجبهة الشرقية من الصحن

15 ـ وفي سنة 1948 بمناسبة فتح شارع الحائر المحيط بالصحن الشريف ، من قبل متصرف كربلاء السيد عبد الرسول الخالصي ، تشكلت لجنة برئاسة السادن السيد عبد الصالح السيد عبد الحسين الكليدار وعضوية كل من السيد محمد حسن ضياء الدين سادن الروضة العباسية والسيد حسن نقيب أشراف كربلاء والسيد عبد الرزاق الوهاب ، والحاج محمود القنبر والسيد أحمد وفي الرشدي والحاج محمد الشيخ علي ، لجمع تبرعات بمبلغ 20000 دينار لغرض توسيع الصحن من الجهة الشرقية ، بضم الاملاك التي استملكتها البلدية الى الصحن الشريف بسعر بدل

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 169

الاستملاك ، وقد تم ذلك فعلا نتيجة للجهود والمساعي الحميدة التي بذلها المتصرف الآنف الذكر لهذه الغاية

أبواب الصحن الحسيني

16 ـ تم في سنة 1948 م فتح ثلاثة أبواب جديدة للصحن الشريف . ويجدر بنا قبل الكلام عن هذه الأبواب ذكر أبواب الصحن الحسيني القديمة لا سيما وان المؤلف لم يتعرض لذكرها . فنقول : ان للصحن الحسيني ستة أبواب قديمة مصنوعة كلها من الاخشاب الفاخرة وتعلو كل منها عقادة من القاشاني البديع المزخرف تزوقها آيات قرآنية أو أبيات شعرية . وتقع على جانبي مداخلها مقابر بعض العلماء والسادات . وهي :
1 ـ باب القبلة : ويقع في الوجه القبلي للحضرة في منتصف الضلع الجنوبي منه ويبلغ طول برج مدخلها 15 م ، وعرض قاعدتها 8 م . أما الباب فيبلغ ارتفاعها حوالي 5 ر 5 م وعرضها ثلاثة أمتار ونصف متر . ويعتبر بنائها من أقدم الابواب الاخرى في الحائر . وقد رفعت هذه الباب حديثا . ونصب في محلها باب جديدة . ضخمة مزخرفة بالحفر البارز . وتحيط اطاراتها زخارف نباتية معمولة من الخشب وقد زوقة أعلاها بأبيات شعر بالفارسية نقشت بالميناء والفضة . وهذه الباب أكبر من سابقتها . وقد نصبت في النصف من شعبان سنة 1385 هـ وهي مهداة من قبل خالق زادكان .
2 ـ باب الزينبية : ويقع في الجهة الغربية من الصحن . وقد سمي بهذا الاسم . لانه يؤدي بالخارج من الصحن الى ( تل الزينبية ) .
3 ـ باب السلطانية : ويقع في الجهة الغربية أيضا . وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى مشيدها أحد سلاطين آل عثمان وتقارب أبعادها أبعاد باب الزينبية .

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 170

4 ـ باب السدره : ويقع في زاوية الصحن المطهر من الجهة الشمالية الغربية وقد نقلت لها مؤخرا باب القبلة ونصب في مدخلها . وهي مهداة من قبل خالق زادكان .
5 ـ بابي الصحن الصغير : وكانتا قبل فتح الشارع المحيط بـ ( الحائر ) من الجهة الشرقية وقد بقت منه باب واحدة فقط . المسماة بـ ( باب الشهداء ) وقد خط في الكاشي الذي فوق الباب من الخارج هذه الابيات :
أبا الشهداء حسبي فيك منجى يقيني شر عادية الزمان
اذا ما الخطب عبس مكفهرا وجدت ببابك العالي أماني
وها أنا قد قصدتك مستجيرا لابلغ فيك غايات الاماني
فلا تردد يدي وأنت بحر يفيض نداه بالمنن الحسان

6 ـ باب قاضي الحاجات : ويقع في الجهة الشرقية للصحن الشريف ـ في مقابل سوق العرب ـ وهي من الابواب القديمة . تحلي جبهتها الخارجية زخارف من القاشاني النفيس .
أما الابواب التي نحن بصددها فهي : ـ
7 ـ باب الرأس الشريف ويقع بين باب الزينبية وباب السلطانية في الضلع الغربي من الصحن الشريف . وقد انفذ هذا الباب من الايوان الناصري أو الحميدي . وهو ايوان معقود بديع الشكل جميل الزخرفة يحليه القاشاني المقرنص وتحيطه كتائب قرآنية وأبيات شعرية ارخت بسنة 1309 . ويبلغ ارتفاعه حوالي 15 مترا وطول قاعدته السفلى 8 م وعرضها 5 م وهناك ساعة دقاقة كبيرة فوق برج الباب .
8 ـ باب الكرامه : يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن الشريف وهي معقودة بالقاشاني الجميل أيضا وعليها كتائب قرآنية وأشعار فارسية .

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 171

9 ـ باب الرجاء : ويقع في الزاوية الجنوبية من الصحن الشريف .
10 ـ وفي سنة 1960 م : قامت لجنة التعميرات بفتح باب جديدة للروضة الشريفة باسم باب ( الصالحين ) في الجهة الشمالية من الصحن الشريف . ويقع هذا الباب في ايوان ميرزا موسى الوزير . ويجري الآن تغليف جدرانها الداخلية وعقودها بالكاشاني النفيس .


17 ـ وفي سنة 1949 م : تبرع الحاج محمد حسين الكاشاني بـ ( 23 ) طن من الرخام اليزدي المصقول لجدران الحرم والاروقة .
18 ـ وفي سنة 1949 م : جددت بعض أبواب الحرم الشريف وجميع أبواب حجرات الصحن بالخشب الصاج الفاخر من قبل لجنة تعميرات الروضة .
19 ـ وفي سنة 1950 م قام السيد صبري الخطاط بكتابة الكتيبة القرآنية على الكاشي في الحرم الشريف ومسجد الحرم .
20 ـ وفي سنة 1950 أيضا جرى بناء الجبهة الشرقية التي اضيقت للروضة وبناء الاواوين وعقدها بالكاشاني النفيس .

السابق السابق الفهرس التالي التالي