أيام الحج [ اظن من المقتضى أن تكون اللفظة حجاج لا الج ] خرج نفر منا من الكوفة مستترين ، وخرجت فصرنا الى كربلا وليس بها موضع نسكنه فبنينا كوخا على شاطئ الفرات وقلنا نأوي اليه فبينا نحن فيه اذا جائنا رجل غريب فقال أصير معكم في هذا الكوخ الليلة ، فاني عابر سبيل ، فأجبناه وقلنا غريب منقطع به فغربت الشمس واظلم الليل أشعلنا تشعل بالنفط ، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين بن علي عليهما السلام ومصيبته وقتله ومن تولاه ، فقلنا ما بقى أحد من قتلة الحسين ، الا رماه الله ببلية في بدنه ، فقال ذلك الرجل : فأنا قد كنت فيمن قتله والله ما أصابني سوء وأنكم يا قوم تكذبون ، فأمسكنا منه ، وقل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة بأصبعه ، فأخذت النار كفه فخرج ينادي حتى ألقى نفسه في الفرات يتعوص به ، فوالله لقد رأيناه يدخل رأسه في الماء والنار على وجه الماء ، فاذ أخرج رأسه سرت النار اليه فتغوصه الى الماء ثم يخرجه فتعود اليه ، فلم يزل ذلك دأبه حتى هلك (1).
ديوان الأبله البغداديقال : وكتب الى قاضي القضاة علاء الدين الزينبي (1) يسأله عارية فرس يمتطيها الى مشهد الحسين عليه السلام :
|
(1) هو المحسن بن علي بن محمد بن داود بن الفهم التنوخي أبو علي القاضي ، مات سنة أربع وثمانين وثلثمائة ، ومولده سنة تسع وعشرين وثلثمائة وهو صاحب كتاب الفرج بعد الشدة في مجلدين ونشوار المحاضرة . وقد اشترط فيه أنه لا يضمنه شيئا نقله من كتاب ، في أحد عشر مجلد . |
|
لم أمرضه فأسلوا | لا ولا كان مريضا |
لم أمرضه فأسلوا | لا ولا كان مريضا |
أيها العينان فيضا | واستهلا لا تغيضا |
|
(1) راجع عن أخبار أبو محمد البربهاري هذا ، في : تجارب الامم ج 5 ص 322 . والكامل ج 6 ص 248 . التكملة للهمداني ص 91 . وانظر أيضا في حوادث سنة 323 في جميع المصادر التأريخية . وقد توفي البربهاري سنة 329 ( التكملة للهمداني ص 121 والاوراق ص 212 ) . (2) نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ، طبعة مرجليوث الانكليزي ص 218 . (3) اشتدت الوطئة على زائري الحائر في عصر الراضى بالله العباسي ( في سنة 323 هـ ) من قبل أبو محمد البربهاري وأتباعه من الحنابلة ، حيث أنكر هؤلاء زيارة قبور الائمة ، ومنعوا الناس من زيارتها . |
|
(1) الفرج بعد الشدة للتنوخي ج 2 ص 75 ، وقد أورد التنوخي حكاية اخرى عن زيارة الحائر ، راجعها في ( ص 91 ـ 92 من الكتاب ) . |
|
(1) نشوار المحاضرة للتنوخي ص 266 ، طبعة مرجليوث . |
|
أجبيراننا بالفوز والركب منهم | أيعلم خال كيف بات المتيم | |
رحلتم وعمر اليل فينا وفيكم | سواء ولكن ساهرون ونوم | |
فيا انتم من ظاعنين وخلفوا | قلوبا ابت ان تعرف الصبر عنهم | |
تفوق الوجوه الشمس والشمس فيهم | ويسترشدون النجم والنجم منهم | |
أناشد نعمان الاحايين عنهم | كفى حيره مستفصح وهو اعجم | |
ولما دنى التوديع ممن أحبه | ولم يبق الا نظرة تتعثم | |
بكيت على الوادي فحرمت مائه | وكيف يحل الماء اكثره دم | |
ونفرت بالانفاس عني حدوجهم | كان مطاياهم لهن توسم (1) |
(1) ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 67 . |
|
أهلا بأشرف أوبة وأجلها | لاجل ذي قدم سلاذ بنعلها | |
شاهنشاه تاج ملته التي | زيدت به في قدرها ومحلها | |
يا خير من زهت المنابر بأسمه | في دولة علقت يداه بحبها | |
وأقمت فينا سيرة عضدية | هيهات لا تأتي الملوك بمثلها | |
يردي غوى فاجر في بأسها | ويعيش بر صالح في فضلها | |
مولاي عبدك حالف لك حلفة | يعيي مناكب يذبل عن حملها | |
لقد انتهى شوقي اليك الى التي | لا أستطيع أقلها من ثقلها | |
طوبى لعين أبصرتك ومن لها | بغبار دارك جازيا عن كحلها | |
لو بعتني بجميع عمري لفظة | أو لحظة بالطرف لم أستغلها | |
اترى أمر بخطرة من بالها | أترى أعود الى كثافة ظلها | |
لي ذمة محفوظة في ضمنها | ووثائق محروسة في كفلها | |
واذا رأيت سحائبا لك ثرة | تروي النفوس الحائمات بهطلها | |
لا في الرجال الناقعين بوبلها | كلا ولا في القانعين بطلها | |
قابلت بالزفرات هبة ريحها | وحكيت بالعبرات درة سجلها | |
فلو ان عيني راهنت بدموعها | يمناك في السقيا لفزت بخصلها (1) |
(1) ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 336 . (2) ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ( ص 89 ) بقوله : ( كان متكلما شاعرا مجودا . وله كتب . وكان يتكلم على مذهب أهل الظاهر ، وفي النقد ) . وذكره النجاشي أيضا في رجاله . وابن النديم . |
|
بني العباس ان لكم دماء | أراقتها أمية بالذحول | |
فليس بها شمي من يوالي | أمية واللعين أبا زبيل |
بآل محمد عرف الصواب | وفي أبياتهم نزل الكتاب |
كان سنان ذابله ضمير | فليس عن القلوب له ذهاب | |
وصارمه كبيعته بخم | قاصدها من الخلق الرقاب |
|
بني أحمد قلبي لكم يتقطع | بمثل مصابي فيكم ليس يسمع |
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم | ويسطو عليكم من لكم كان يخضع | |
كأن رسول الله أوصى بقتلكم | وأجسامكم في كل أرض توزع |
|
رجائي بعيد والممات قريب | ويخطئ ظني والمنون تصيب (1) |
(1) ارشاد الاري لياقوت ج 5 ص 335 . |
|
|
سلسبيل قد أتى تأريخه | أشرب الماء ولا تنسى الحسين |
الله اكبر ماذا الحادث الجلل | لقد تزلزل سهل الارض والجبل | |
هذه الزفرات الصاعدات اسى | كأنها شعل ترمى بها شعل | |
كأن نفحة صور الحشر قد فجئت | فالناس سكرى ولا خمر ولا ثمل |
|
قامت قيامة أهل البيت وانكسرت | سفن النجاة وفيها العلم والعمل | |
جل الاله فليس الحزن بالغه | لكن قلبا حواه حزن جلل | |
من التجا فيه يسلم في المعاد | ومن يجحده يندم ولم يرتع له عمل | |
قف عنده وأعتبر ما فيه أن به | دين الاله الذي جائت به الرسل |
مهلا أمية ان الله مدرك ما | أدركتموه فلا تغرركم المهل | |
هناك يعلم من لم يدر حاملها | أي الفريقين منصور ومنخذل | |
فيه الحسين الذي لا خلق يعدله | وفيه نوح ومن حنت له الابل | |
موسى وعيسى وابراهيم قبلهما | وهل تعادل بالرضراضة الحبل |
|
|
|
|
أبا الشهداء حسبي فيك منجى | يقيني شر عادية الزمان | |
اذا ما الخطب عبس مكفهرا | وجدت ببابك العالي أماني | |
وها أنا قد قصدتك مستجيرا | لابلغ فيك غايات الاماني | |
فلا تردد يدي وأنت بحر | يفيض نداه بالمنن الحسان |
|
السابق | الفهرس | التالي |