بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 118

يعقد عليه النذور وفيه الرجال الغيب حضور وحبور وتاريخه يعلم من تاريخ اخيه من يتبعه ويبتغيه رحمة الله عليهم .
أقول : بينما يتردد في خبر شاهدتهم أو الوفاة يقول عن مشهد ابن أخيهم علي بن حمزة عند ذكر مقابر المصلى ص 120 ( أتى السيد علي بن حمزة بن الامام موسى بن جعفر ( سلم ) ونفر من أقاربه في سنة عشرين ومائتين الى شيراز متنكرين فأقاموا في كهف من جبالها وهي المغارة التي اتخذها ابن كويه بعدهم لانزوائه وخلوته وكانوا يجمعون الحطب في أيام ثم يبيعونه في يوم على درب اصطخر فيعيشون به .
أنفذ العباسيون في آثارهم جواسيس لاستطلاع أخبارهم . ولما قدر الله له الشهادة هبط يوما من الجبل وعلى ظهره المباركة حزمة حطب فامتد عين بعض أعوان الظلمة اليه فعرفه وأنهى خبره الى خصي كان له شامة على قبلهم فركب الخصي في فرسانه حتى وقف على رأسه وكان به شامة على جبينه فلما رآه الخصي قوى ظنه فقال له ما اسمك فقال علي قال ابن من قال حمزة قال يقال أن السيد قام وأخذ رأسه بيده ومشى الى موضع تربته الطبية فسقط على جينه وبقى أياما يسمعون منه لا اله الا الله ثم دفنوه ) .
كان لمحمد الأول العابد وجاهة ومقام عند أبيه الامام موسى بم جعفر ( سلم ) يكاد لا ينفك منه أو يفارقه .
ذكر الخطيب أبو بكر (1)عن ادريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال : ( خرجت مع أبي الى ضياعه بسايه ـ واد من حدود الحجاز فيه مزارع برواية الحمودي ـ فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا

(1) تاريخ بغداد ج 13 ص 27 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 119

على عين من عيون سايه فخرج الينا من تلك الضياع عبد زنجي مستذفر بخرقة على رأسه قر فخار يفور فوقف على الغلمان فقال أين سيدكم قالوا هو ذاك . قال أبو من يكنى قالوا أبو الحسن ، قال فوقف عليه فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها اليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها قال ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب حتى وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديه اليك قال ضعه عند الغلمان ، وهب لنا نارا فذهب فجاء بنار ، قال ركتب أبو الحسن اسمه واسم فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فاذا علمت بموضعه فاعلمني حتى أمشي اليه فاني أكره أن أدعوه والحاجة الي قال لي صاعدا فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني وكنت أعرفه وكان يتشيع ، فلما رآني سلم علي ، وقال أبو الحسن قدم قلت لا ، قال فأيش اقدمك قلت حوائج وقد كان علم بمكانه بسايه فيتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني بنفسه فلما رأيت اني لا أنفلت منه مضيت الى مولاي ومضى معي حتى أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت له جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك قال أما الضيعة فلا أحب أن أسلكها وقد حدثني أبي يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة . قال ( الراوي ) ادريس بن أبي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة .

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 120

(2)
تاج الدين ابراهيم المجاب
وقفت في مكتبة جامع السبه سالار ميرزا حسين خان في طهران على مشجر في النسب يقول مؤلفه في الخاتمة : تم على يد الفقير المحتاج الى رحمة الله الملك القوي محم هادي الحسين الحسيني الطباطبائي النسابه أصلح الله أحواله ـ قال عند ذكر المجاب ( ابراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام . يقول الشاعر من ولده :
من أين للناس مثل جدي موسى أو ابنه المجاب
اذ خاطب السبط وهو رمس جاوبه أكرم الجواب

ذكر الشيخ شرف العبيدلى النسابه في مشجره الذي وقفت عليه في مكبة حرم الرضا بخراسان البيتين ( من أين للناس مثل جدي ) . ووقفت عند كتابدار مكتبة حرن الرضا المرحوم الشيخ عماد فلى نسخة عمدة الطالب بخط النسابه حسين الكتابدار لروضة مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه في الغري الأقدس سنة 1095 ألف وخمسة وتسعين ، يعلق في الهامش عند ذكر بعض البطون من املائه على الأصل يقول عند ذكر المجاب : ( سيد جليل القدر وسبب تسميته بالمجاب على ما قيل انه سلم على جده الحسين (ع) فخرج له الجواب من الضريح المقدس وهو مدفون في الحائر وله قبة وصندوق ملصقة بحايط حرم جده الحسين وقبره معروف يزار ) .
أقول كانت تربة المجاب حتى سنة 1217 سبعة عشر وألف ومائتين ـ على ما ذكره أبو طالب بن محمد الأصبهاني في رحلته مسير طالبي ـ في

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 121

الصحن الشريف وعندما أحلق بالروضة الطاهرة الأروقة الثلاثة الشرقي والغربي والقسم الشمالى ، أصبح عندئذ ضريحه في الرواق الغربي حيث الشمال كما هو عليه اليوم .
وذكر ابن شدقم في الجزء الثالث من مبسوطه تحفة الأزهار في نسب السادة الأطهار : ( قال السيد في الشجرة فأبو ابراهيم محم ( العابد ) خلف ابنين تاج الدين أبا محمد ابراهيم الضرير يعرف بالمجاب وأبا جعفر أحمد الزاهد ) . أقول الشجرة لتاج الدين محمد بن معيه الحسني النسابه .
ورود في أصل المشجر المؤلف للشاه طهماسب الصفوي وكان من محتويات مكتبة المرحوم الشيخ عبد الحسين الطهراني في كربلاء عند ذكر المجاب : ( المكفوف وهو المجاب وقبره مشهور بمشهد الحسين (ع) في تربة العلويين معروف وعليه قبة ) .
وقال السيد تاج الدين بن محمد بن حمزه بن زهير الحسيني نقيب حلب في ( غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار طبع مصر سنة 1310 ) : وبنو المجاب ابراهيم قالوا سمي المجاب برد السلام وذلك أنه خل الى حضرة أبي عبد الله الحسين بن علي فقال : السلام عليك يا أبي فسمع صوت وعليك السلام يا ولدي والله أعلم .
انتزع الرشيد هارون الخليفة العباسى الامام موسى بن جعفر سلام الله عليهما من معتكفه ومحراب عبادته بجوار جده المصطفى (ص) طيبه من غير أي جرم أتاه ليذيقه صنوف العذاب ويدفنه في غيابات السجون الى

(1) ذكره ابن مهنا الداودي في عمدة الطالب ص 149 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 122

البصرة ثم الى بغداد من ظلم مطموره الى ظلم مطموره . حتى أزهق نفسه وقضى عليه بالسم في رجب سنة 183 في حبس السندي بن شاهك . ودفن بوصية منه مع الأغلال التي صفد بها آماد حبسه في مقابر قريش في القسم الشمالي من مدينة المنصور ما يلي السور حذاء قطيعة أم جعفر ببغداد .
قصد محمد العابد مع شقيقه الأمير أحمد الذي اشتهر عندما وقفوا على ضريحه بشاه جراغ أخاهما علي بن موسى الرضا عليهما السلام على أثر بيعة المأمون العباسي له بوالاية عهد الخلافة لتصلا به في مرو من بلاد خراسان . وقد قضى المأمون على الرضا بالسم في صفر سنة 203 في طوس ، وأمر باستئصال شأفة الطالبيين .
ذكروا أنه حرج على هذين السيدين عن الخروج من شيراز أمداً . ثم نفذوا فيهما ما أمروا له . فأرمسوا فيها . ولهما اليوم مزار مشهور له من الشأن قيمة لايستهان بها وسدنة وقوام .
كان ابراهيم تاج الدين كما سلف بنقل المبسوطات والمشجرات ممتحنا في نفسه ضريرا مكفوف البصر . أحاطت به الخطوب والأرزاء بصفوف ضروبه . ومزق هو والأدنون من أهله شر ممزق لا يقر لهم قرار ولا يقلهم سقف ار . وانتشروا كأيدي سباأ اذ أصبح القتل والتشريد لهم عادة . الا أن الذي دهم الطالبيين يومئذ لم يقتصر فقط على ازهاق نفوس الأحياء منهم أن شمل التعرض حتى لحفر أجداث الماضين من الأسلاف وعقد مجالس الخلاعة واللهو للسخرية والاستخفاف بهم . أورد الطبري (1) في حوادث سنة 236 : ان المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع قبره وأن يمنع الناس من اتيانه فذكر أن عامل الشرطة نادى في الناحية

(1) جـ 11 ص 44 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 123

من وجدتاه عند قبره بعد ثلاثة الى المطبق فهرب الناس وأقلعوا من المسير اليه ، وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه . وذكر أبو الفرج الاصبهاني في المقاتل (1) أن المتوكل بعث بالديزج ـ وهو يهودي النحلة . وأسلم ـ الى قبر الحسين وأمره بكراب قبره ومحوه واخراب كل ما حوله فمضى وهدم البناء وكرب نحو مائتي جريب فلما بلغ قبره لم يتقدم اليه أحد فأحضر قوم من اليهود وأجرى الماء حوله .
وأورد الطوسى في أماليه (2)عن الديزج هذا فقال : بعثتني المتوكل وكتب معي الى جعفر بن محمد بن عمار القاضى اعلممك اني بعثت بالديزج ابراهيم الى نبش قبر الحسين فقف على الأمر حتى تعرف فعل أو لم يفعل ، ففقلت ما أمرت به وأخبرت ابن عمار أني ما وجدت شيئا فقال لي : أفلا عمقته قلت وما رأيت ، وقال أبو علي العماري سألت الديزج عن صورة الأمر فقال لي : أتيت في خاصة غلماني ونبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين ، ووجدت منه رايحة المسك تركت البارية على حالها وأمرت بطرح الشراب وأطلقت الماء والبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه ، وكانت اذا جاءت الى الموضع رجعت عنه .
قال أبو الفرج الأصفهاني (3) حثني الاشناني محمد بن الحسين قال : بعد عهدي بالزيارة خوفا ثم عملت على المخاطرة بنفسي وساعدني رجل من العكارين على ذلك ، فخرجنا زائرين نمكن النهار ونسير الليل حتى أينا نواحي الغاضرية ، وخرجنا منها نصف الليل فسرنا بين مسلحتين وقد قاموا حتى أتينا القبر فخفى علينا فجعلنا نتنسمه (4) ونتحرى جهته حتى

(1) ص 380 .
(2) ص 307 .
(3) مقاتل الطالبيين ص 386 ط النجف سنة 1353 هـ .
(4) في طبعة القاهرة المحققة ( نشمه ) ص 598 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 124

أتيناه وقد قلع الصندوق الذي كان حواله وأحرق ، وأجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، فرزناه وأكببنا عليه فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط من الطيب ، فقلت للعطار الذي كان معي أي رائحة هذه فقال : لا والله ما شممت مثلها بشيء من العطر . فودعناه وحعلنا حةل القبر علامات في عدة مواضع . فلما قتل المتوكل . اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة حتى صرنا الى القبر فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه الى ما كان عليه .
وأورد الطوسي في الأمالي (1) عن عبد الله بن دانيه الطوري قال حججت سنة 247 سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت من الحج وصرت الى العراق زرت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب على حال خيفة من السلطان ثم توجهت الى زيارة الحسين ، فاذا هو قد حرث أرضه وفجر فيها الماء وارسلت الثيران والعوامل في الارض . فبعيني وبصري كنت أرى النيران تساق في الارض فتنساق لهم حتى اذا حاذت القبر حادت عنه يمينا وشمالا فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك ولا تطأ القبر بوجه فما أمكنني الزيارة فتوجهت الى بغداد وأنا أقول :
تا الله ان كانت امية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما

ذكر ابن الاثير في الكامل (2) : كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته يقصد من يبللغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم . ومن ندمائه عباده المخنث يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة يكشف

(1) ص 209 .
(2) جـ 7 ص 21 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 125

رأسه وهو أصلع يرقصه بين يديه . والمغنون يغنون : أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين . يحكي بذلك عليا والمتوكل يشرب ويضحك . فعل ذلك يوما والمنتصر حاضرا فأومأ الى عباده يتهدده فأمسك من صنيعه . تنبه المتوكل لذلك ، فقال له المنتصر : يا أمير المؤمنين الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك ، وبه فخرك فكل أنت لحمه ولا تطعم هذا وأمثاله . فأمر المتوكل المغنين أن يغنوا جميعا :
غار الفتى لابن عمه رأس الفتى في حرامه
ومن ندمائه علي بن الهجم الشامي الشاعر وعمر بن فرج الرخجي وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه . قال أبو الفرج الاصبهاني : كان الفتح بن خاقانيحسن له القبيح في معاملته ( للطالبيين ) . استعمل على المدينة ومكة عمرو بن فرج فمنعهم من التعرض لمسألة الناس وهم من البر بهم لا يبلغه أحد برهم بشيء وان قل الا نهكه عقوبة وأثقله غراما .
حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم يرفعنه ويجلسن على مغازلهن عوارى حواسر .
كان لمجرى هذه الكوارث الجافة الخشنة في سلسلة متصلة الحلقات من غير انقكاع ما يقارب الأحد عشر سنة يقرع خبر وقعه المتتالي مسامع تاج الدين ابراهيم أعظم من الصواعق المحرقة المبيدة ، وهو في مخبئة رهين بيت المحبسين ، في أحد زوايا الكوفة . فكأنه أصبح شأن كل ما حل ببيته وأحاط بالادنين من أهله . وما به من شكوى لضر ونأي الدار لا قيمة له ازاء ما داهمه . والسلوى الوحيدة لتخفيف تلك الفجائع القاصمة ، بطبيعة الحال الوصول الى الحفرة الطاهرة وأنى ذلك له ، لضخامة السياج المحيط بجهات ساحة الرمس الأقدس بالجند المسلح المزود بكامل العدة والعتاد

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 126

لمنع وصول الوافدين اليه . وان تسنى للاشناني ، كان على سبيل الصدف ز فضلا عن انه كان في غنى لا يحتاج الى من يقوده . ولا هو علوي تحيطه الرقابة اثر كل خطوة .
مع ما كان من بعد أمد للخلف وشقة البين محمد المنتصر لما هو مجبول عليه بما ينطوي بين جوانحه من التعلق بعلي والطالبيين مع المهيمن الحاكم بأمره أبوه المتوكل جعفر ، والحاشية المحيطة بسدة الخلافة من ندماء ومغنين وأرباب مجون وخلاعة على صورة ملائمة دون توتر حتى يوم تهديد عباده في تقليده لعلي ، وأمر المتوكل باليقاع في فصول الغناء . كما سلف قلب الحاشية للمنتصر ظهر المجن وأعرضوا من احتشامه لما يجمعهم مع الخليفة من النصب والشنأن لعلي (ع) . فصاروا يتوسلون بكل ما يخص ولات العهود من الاستخلاف في امامة صلوة الأعياد يحبذون تقديم المعتز ويطرونه بالثناء البالغ حتى يودعه ولاية العهد .
حتى ظهر بجميع معنى الكلمة ما غرسوه ناميا في نفس المتوكل ، فأخذ مرة يشتم المنتصر ، ومرة يسقيه فوق طاقته ، ومرة يأمر بصفعه وتارة يهدده بالقتل ويقول بمشهد من رجال الدولة والحاشية : اشهدوا أني قد خلعت المستعجل سميتك المنتصر فسماك الناس المنتظر ثم صرت الآن المستعجل ، ويأمر الفتح بن خاقان بلطمه والمنتصر يتذلل ولا يجديه . وبلغ أن عزم المتوكل على قتل ولده المنتصر فاتفق مع الفتح بن خاقان أن يصيرا غدائهم لخمس خلون من شوال عند عبد الله بن محمد البازيار . وهناك يقضي على ححياة المنتصر مع وصيف وبغا وعدة من قواد الأتراك لأجل احالة اقطاعتهم الى الفتح . والقواد الأتراك هم القوة التي كانت ترتكز عليها حياة الامبراطورية بشايع حدودها المترامية الأطراف ، مهيمنة على شؤون الدولة حتى أنفاس الخليفة كانت منوطة برعاية حياطتهم . فلما

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 127

أصبحت حياتهم مع المنتصر على شفا جرف الانهيار بين عشية أو ضحاها . أجمعوا لدرء ما يهددهم بسنة تنازع البقاء معاجلة المتوكل ليلا قبل أن يباكرهم نهارا .
وكان المتوكل أصبح لثلاث خلون من شوال نشيطا مسرورا فرحا ، دعا الندماء لمجلسة وأخذ في الشراب واللهو ولم يزل في قصفه حتى مضى من الليل شطراً وأمسى ثملا ، حيث بلغ ما احتساه وتجرعه من الخمرة أربعة عشر رطلا . دخل عليه بغا الصغير وأمر الندماء بالانصراف فلم يبق سوى الفتح وعثعث وبعض الخدم وأبواب دار الخلافة موصدة الا مدخل الشط . فأقبل بغلون وباقر وموسى بن بغا وهارون بن صوارتكين وبغا الشرابي بأيديهم السيوف المسلولة ـ فابتدره بغلون بضربه على كتفه وأذنه ، فأراد المتوكل الوثوب واستقبل السيف بيده فأبانها وشركه باقر فرمى الفتح بن خاقان بنفسه على المتوكل ليقيه بعجه هارون بسيفه واعتوره هارون وموسى بن بغا بأسافهما وقطعاه .
قضى المتوكل دور شبابه قبل أن يلي الخلافة كأقرانه من أعضاء البيت المالك على حياة ترف بجانب من قصف وولع بخلاعة بالغة ، أن نقم أخوه الواثق عليه وأطرحه . ورفع اليه انه يتظاهر بزي المخنثين فأمر بأخذ شعر قفاه ويرمى بوجهه لتطرفه المسين .
والسبب الذي ساق اليه الخلافة انكار وصيف على حداثة ين محمدج بن الواثق لعدم جواز الاقتداء به للصلاة ، والمتوكل آنئذ في سروال وقميص جالس بين أبناء الأتراك غير مكترث به . قرأ عليه علي بن يحيى المنجم بين يديه في كتب الملاحم قبل قتله بأيام أن العاشر يقتل في مجلسه بحذف لفظ الخليفة فقال المتوكل : ليت شعري من هذا الشقي المقتول !
ولم يقتصر لخلاعته واستهتاره ما جناه على نفسه أن قضت عليه بسبيل انتحار فقط أن هوى بعظمة حياة الخلافة وما كان لها من شموخ

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 128

ورفعة من خالق الى أحط دركات الحفيض بما تمهد للاتراك بعد قتله من التلاعب بمصير من تعاقبوه من الخلفاء من العزل والنصب والقتل ما شاؤوا وأرادوا ، دون أي مانع ورادع . وأخذت وحدة المملكة الى الانحلال والتجزؤ مستهلا بآل الصفار وتمخض بظهور صاحب الزنج وبه قارن انهيار كيان الدولة أبديا وسقوطها على قاب قوسين .
ذكر ابن الأثير (1) في حوادث سنة 248 كان المنتصر عظيم الخلق راجح العقل عزيز المعروف راغبا في الخير جواداً كثير الانصاف حسن العشرة . أمر الناس بزيارة قبر عللي والحسين وأمن العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه وأطلق وقوفهم ورد فدك على ولد الحسين ، وعزل صالح عن المدينة واستعمل علي ، فلما دخل عليه ليودعه قال له يا علي اوجهك الى لحمي ودمي ، ومد ساعده الى هذا أوجهك فانظر كيف تكون للقوم وتعاملهم يعني آل أبي طالب . قال أرجو أن أمتثل أمر أمير المؤمنين ان شاء الله ، قال له اذن تسعد عندي . وورد انه أمر بالبناء على قبر الحسين ويقام على البناء علما كالميل عاليا ليستدل به على موضعه لوافديه .
بوغت تاج الدين ابراهيم بخبر الغء المنع وانهيار قواعد السياج واطلاق حرية كل من يشاء زيارة الحسين وقصد حائره دون أي تعرض . فكان في طليعة الرعيل الاول ممن قصدوا كربلاء من الكوفة (2) ولما نال

(1) الكامل ج 7 ص 44 .
(2) أتذكر بقطع اني وقفت في النجف الأشرف بين كتب النسب الخطية عند ذكر ابراهيم المجاب قال هو أول من خرج من الكوفة وسكن الحائر ) . أقول : لعل هذا الكتاب هو ( النفخات العنبرية فيأنساب آل خير البرية لمؤلفه السيد أبي فضل محمد الكاظم بن أبي الفتوح الحسيني . المخطوط سنة 891 . اذ جاء في تاريخ كربلاء ( ج 1 ص 37 المخطوط ) للمتغمد بالرحمة السيد عبد الرزاق الوهاب نقلا عن ( النفحات ) : السيد ابراهيم المجاب أول من هاجر من الكوفة الى كربلاء ، بعد حادثة المتوكل ، فسكن فيها حتى توفي ودفن فيها . ( عادل )
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 129

من صنوف الانكار وما أوتيه من اطلاق حرية الارادة أخذ يبث لجده الحسين لما بلغ ساحة كربلاء ما تكابد من محن وأرزاء مع أدائه لوجائب التحية والسلام . فلتسليته والترحيب به أجابه السبط برد السلام فاختار تمضية بقية أيامه في جواره ، واتخذه لنفسه ولأعقابه من ولده محمد الثاني الذي اشتهر بالحائري وطنا ودار اقامة وسكنا من منذ بقيته الباقية من سنة 247 ليومنا هذا سنة 1369 هـ . فلسلالته ألف ومائة واثنان وعشرون سنة لم يزالوا حائزين لشرف الجوار على اثر قصد جدهم المجاب تاج الدين ابراهيم .

(3)
أبو الفائز محمد الخامس (1)
ذكر ابن بطوطه في رحلته (2) قال : ( ثم سافرنا منها ـ الحلة ـ الى مدينة كربلاء مشهد الحسين بن علي عليهما السلام وهي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة ، فيها الطعام للوارد والصادر وعلى أبواب

(1) جاء فقي مناهل الضرب للاعرجي ( المخطوط ) عن ترجمة أبي الفائز : كان أبو الفائز محمد فيالحائر سيدا وجيها جليل القدر شهما غيورا عفيفا ، ورعا تقيا ، نقي السريرة . يمتاز على سائر العلويين الساكنين في الحائر ، ويتبعه أكثر من نصف سكانه . كان بينه وبين الوجيه المعاصر له السيد محمد من ذرية محمد بن حنفية ـ يعتقد السيد حسن الكليدار أنه محمد بن يحيى زحيك ـ خصومات ومناوشات قبيلية من أجل زعامة الحائر ونقابتها . ويقول بعد ذلك اصطفى مع خصمه العنيد ، وزجر نقيب الحائر شهاب الدين أحمد الحسيني وعزله ونصب نفسه نقيبا للحائر خلفا للنقيب المعزول . ( عادل )
(2) ص 139 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 130

الروضة الحجاب والقومه ، لا يدخل أحد الا عن اذنهم فيقبل العتبة الشريفة وهي من الفضة وعلى الضريح المقدس قناديل الذهب والفضة وعلى الأبواب أستار الحرير . وأهل هذه المدينة طائفتان ، أولاد زحيك وأولاد فائز وبينهما القتال أبدا (1)وهم جميعا امامية يرجعون الى أب واحد . ولأجل فتنتهم تخربت هذه المدينة . . . ) .
ومن الغريب انه لم يتكتل لأبي الفائز من أعقاب كثيرة عندئذ ـ اذ كان أبو الفائز من رجال القرن السابع وابن بطوطة زار كربلاء في أول القرن الثامن ـ الا اننا نقول لشخصيته البارزة كان ينضم ويلتحق لآله بنو عمومتهم من آل المجاب ، وعددهم لا يستهان به على ما أورد أسماءهم ابن شدقم في مبسوطه نقلا عن مشجر بن معيه الحسني النسابه .

(4)
السيد أحمد الثاني
( يقال عنه انه كان ناظر رأس العين )

قال ابن عتبة الداودب في العمدة ص 308 : ( كان السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق وفيه ظلم وتغلب فأحقد

(1) في منتصف القرن الثامن الهجري وقعت في كربلاء حوادث جسام كادت أن تؤدي بها وبساكنيها وذلك من جراء نشوب القتال بين آل فائز وآل زحيك . فاستغلت الحال قبيلة بني مهنا العلوية فأغارت على كربلاء وحجتها أن تتدخل في حل النزاع ، فتدخلت بشؤون كربلاء ونصبت شمس الدين محمد الحائري سادنا . وقد أخطأ السيد حسن الكليدار ( في مدينة الحسين ج 2 ص 140 ) بقوله معقبا على النص المتقدم : وتولى عميد آل فائز محمد نقابة الحائر ثانية وتولى عميد آل زحيك السدانة ، فأمنت كربلاء غائلة الفتن سنة 756 هـ انتهى . ووجه الخطأ هنا هو أن السيد محمد أبو الفائز الآلف الذكر بالقطع لم يكن من رجال القرن الثامن بل كان محمد أبو الفائز من رجال القرن السابع ( راجع ترجمة أبو الفائز في النص ) . ( عادل )
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 131

سادات العراق بأفعاله . فتوصل الرشيد الطبيب (1) واستمال جماعة من السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حطايات ردية . فلما كثر على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيا ، فأشار عليه أن يدفعه الى العلويين . وأوهمه أنه اذا سلمه اليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع ، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر . فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين الفقيه ، وكان سفاكا جريا على الدماء ، وقرر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه ، ويكون له حكم العرقا نقابة وقضاء وصدارة . فأمتنع السيد جلال الدين من ذلك وقال اني لا أقتل علويا قط ، ثم توجه من ليلته الى الحلة . فطلب الرشيد ( السيد بن أبي الفائز الموسوي الحائري ) وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فأمتنع من ذلك وهرب الى الحائر من ليلته ) .
أقول : اقتصر بالتعبير عنه بلفظ السيد مشددا دون التسمية يعرب

(1) هو فضل الله رشيد الدين ، وزير الجياتوخان المغولى . ولد في همدان سنة 638 هـ وتوفي سنة 718 هـ . وقد اشتغل رشيد الدين في بادئ أمره بالطب واشتهر به . وهو مؤلف كتاب ( جامع التواريخ ) بالفارسية . أما بشأن هذه الواقعة التي يرويها صاحب العمدة فقد شكك بها ( كاترمير ) بل اعتبرها مختلفة وملفقة وذلك في مقدمته القيمة لكتاب رشيد الدين ـ جامع التواريخ ج 2 ص 34 من الترجمة العربية ـ ويدعم رأيه هذا بحجج غاية في القوة والاقناع ، ولكن مع تقديرنا لهذا الرأي نرى اننا مدفوعين بعدم التسليم بصحت تسليما كليا ، لان كاترمير ليس لديه دليل مادي يدعم به رأيه سوى ما يمليه عليه التحقيق العلمي الذي لا يسلم بالنصوص التاريخية المخالفة للعقل والمنطق السليم . ومن المعلوم ان هذا وحده لا يكفي لتكذيب واقعة تاريخية وتنفيذها . ثم أننا لا نرى سببا معقولا يدفع مؤلخ كأبن مهنا الداودي الى ادانة رشيد الدين وزجه في هذه الحادثة ما لم تكن صحيحة . فرشيد اليدن كان معروفا بتشيعه واخلاصه لآل علي ، فلذلك ولما تقدم لا نستطيع أن نفند كل ما جاء في العمدة ونسلم برأي كاترمير . ( عادل )
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 132

عن بعد صيت قيم وشهرة فائقة لابن أبي الفائز .
يضاف الى جملة اسمه في المشجرات والمبسوطات التذكارية التي عند آله وساللته ( ناظر رأس العين ) ويزعمون ان الضريح المشيد المشهور بأحمد بن هاشم في الشمال الغربي من شفاثا بمقربة من الرحالية قبره ـ وابن هاشم عزوة لعمرو العلى هاشم بن عبد المناف جد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وليس بأسم لابيه ـ ويعنون برأس العين ماء شفاثا ، ولفظ رأس العين على سبيل العلمية لم يطلق على هذا العين كما تحكيه المعاجك الجغرافية العربية (1) . وان ذكروا رأس العين أرادوا به علين الوردة الواقع بين جسر منبج وبلد خلف الموصل .
في أواخر العقد الخامس من القرن الرابع عشر الهجري قصدت زيارة أحمد بن هاشم ـ وله مكانة عظيمة في نفوس البدو ، يقدمون له النذور ـ وبحثت جهد المستطاع على درك أي أثر أتوصل به الى كشف هويته ، مع شديد الأسف لم أقم على أي طائل رغما عن شدة التحري الذي بذلته . فقط أرشدوني على بعض أمتار على قبة مبنية على رمس أخبروني قوامه انه قبر أخيه . وانتهى الداودي عند ذكره لهذه السلالة من آل المجاب الى جملة ( آل أبي الفائز محمد بالحائر ) ولم يذكر له أخ أو أخوة ليتسنى على ضوئه طريقا للاستدلال ـ ما يشفي الغليل ـ على أثر هذا الضريح الذي على مقربة منه . أما ناظر رأس العين ان اعتمدناه فلابد انه ولي النظر بشؤون ولاية عين الخابور في الدولة المغولية ولأوانئذ كان لهذا

(1) راجع معجم البلدان للحموي . ومختصر كتاب البلدان لابن الفقيه الهمداني ص 134 ط ليدن . وأحسن التقاسيم للمقدسي ص 137 ، وصور الأقاليم للبلخي ص 93 مخطوط ، ورحلة ابن جبير ص 221 ط سنة 1908 القاهرة .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 133

العين وتوابعه من العمران شان من قيمة وتقدير ما لا يستهان به . وعندما هوت الخلافة العباسية من شاهق عزها وأصبح الحكم للملوك بني بوية في القرن الرابع الهجري ، أخذ الطالبيون يشغلون جانبا من وظائف الدولة فضلا عن النقابة على آلهم وامارة الحج والنظر في المظالم والقضاء .
وفي القرن الخامس احيل لابي تميم معد الموسوي مع النظر في نقابة الطالبيين الاشراف على المخزن ـ وزير المالية ـ مع ما كان له من مكانة رفيعة عند أبي العباس أحمد الناصر لدين الله ، ولداره (1) الذي كان يقيم فيه ببغداد في المقتدرية قيمة أن اتخذه الخلفاء بعده محلا للوافدين من الملوك الى سدة الخلافة . وأبو تميم معد بن الحسين بن معد الموسوي هو الذي قام بأمر الناصر الى تجديد معالم سرداب سامراء وعلى باب صفة السرداب أعلام مباشرته وانجازه في سنة ست وستمائة . ومن اشراف آل المختار نقباء الغري منهم تاج الدين الحسن كان عارض الجيش (2) في الدور المسنتصري . وتاج الدين محمد بن صلايا العلوي ـ صدر أربل (3) للدور المستعصمي حتى أن اتصل بالدور المغولي . ولم ينفكوا من اشغال المناصب في الدولة المغولية . وأشغل عز الدين ابن الموسوي العلوي نيابة رئاسة الشرطة وتاج الدين الطقطقي صدرية الحلة(4) سنة 667 هـ . وتقف عند اسم السيد أبو جعفر محمد الثالث الملقب بخير العمال . وفي

(1) راجع الحوادث الجامعة ص 165 .
(2) انظر الحوادث الجامعة لابن الفوطي ص 133 . وقد جاء في مجالس المؤمنين ص 69 ما ترجمته ( سادات بني المختار كانت لهم في عهد بني العباس أمارة الحج ، وتولية المشهدين المقدسين في كربلاء والنجف كانت بعهدتهم . وبعد ذلك رحلوا الى سبزوار . وكانوا هناك دائما مرجعا ومآباً لآهالي خراسان ) .
(3) الحوادث الجامعة ص 337 .
(4) الحوادث الجامعة ص 362 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 134

التسلسل بين ناظر رأس العين وتاج الدين المجاب لفظ خير العمال ، من الممكن اطلاق هذه اللفظة على أثر اشغاله لنظارة أو صدارة أو اشراف أو ما قاربهما .

(5)
السيد طعمة الأول

قال ضامن بن شدقم الحسيني المدني في المجلد الثالث من ( تحفة الأزهار وزلال الانهار في نسب أبناء الأئمة الاطهار ) عند ذكر لعقب تاج الدين ابراهيم المجاب عند ذكره لطعمة : ( وفي نسخة أخرى ان طعمة هو ابن أبي جعفر أحمد أبو طراس المذكور من غير واسطه والله تعالى أعلم ، ويقال لولده آل طعمة سادات أجلاء ذو أهل ورياسة ونقابة وعظمة وجلالة بالحائر ) (1) .
(6)
السيد طعمة الثاني

راجع المنقول من وقفية بستان ضوي ، لفظ الواقف يقول : هو يحي بن السيد طعمه النقيب . فعليه ينبغي أن يكون طعمة الثاني هو نقيب الأشراف . ] يقول في ورقة وقفية بستان ضوي خارج باب بغداد الواقع للخارج من الباب في جانب اليمين الواقف سيد يحيى بن سيد كعمة النقيب على ولده السيد ضياء الدين وعلى أولاده ومن بعدهم لمصالح الحضرة الحسينية ( عم ) سنة 1214 . في المتن : مجموع البستان الواقعة قريبا

(1) عن نسخة خطية بيد المؤلف ( عبد الحسين ) .

السابق السابق الفهرس التالي التالي