بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 50

وله مؤرخا بالفارسية ورود الشعرات الشريفة النبوية (ص) .
بعهد بادشاه عبد الحميد آن اختر درخشان شد بكيتي افتابي تازة ازخاور
هما يون مويه برنور حبيب الله شد ظاهر زنورش بيه توي امد شعاع نير أكبر
بندشان يسته منزلكه اين نور رباني مكر انكس كه بيغمبر از بداو زبغمبر
فرستاد ان شه غازي بسوي كربلا انمو بمراه همايون والي بغداد نيكوفر
بتعظيمش خلائق جمله استقبال كردندي بشد بر قلب شكاك منافق مويه جن خنجر
كجا شك ميتوان كردن دراين مطلب كه اثباتش هو يدا كردد ان تاريخ سالش مو بيغمبر
1310 هـ
بسي شايشتة باشد بادشاه را بعد از اين احسان براي موي بيغمبر نكيرد زين بلد عسكر

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 51

وصف الحائر الحسيني

ان الذي يجلب المسلمين الى كربلاء هو وجود قبر الحسين بن بنت رسول الله (ص) واخيه العباس بن علي (ع) وقبور اصحابه واعوانه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف أو يوم عاشوراء سنة 61 هجرية ( أو 650 ميلادية ) . وبذلك أصبحت كربلاء مقدسة الشيعة ومزارهم . فيأتي اليها كل سنة لزيارة التربتين تربة الحسين وتربة العباس عليهما السلام من كل حدب وصوب زرافات زرافات وجماعات جماعات قادمين اليها من ديار قاصية وربوع نائبة ، كديار العجم وربوع الهند وآسيا الوسطى حيث يكثر الشيعيون ولهذا ترى كربلاء لا تخلو من غرباء يعدون بالآلاف للغرض نفسه .
وها نحن نصف للقراء ما في جامع الحسين (ع) من المساجد العجيبة الرائقة البديعة الصنع الفائقة الحسن ومن الابنية الضخمة والتزيينات الفاخرة التي هي من أفخر ما يجود به تقي الشيعة وتدينهم وحبهم لآل البيت مستغنين به عن وصف جامع العباس(1) (ع) لقرب المشابهة بين

(1) ان المؤلف لم يتعرض لتاريخ بناء الصحن العباسي ووصفه . لان تاريخ الصحن العباسي ملازم لتاريخ بناء الحائر في مختلف العصور فان معظم من حظوا بشرف تعمير وزخرفة الحائر الحسيني . قد قاموا بنفس تلك التعميرات في حرم اخيه العباس . فأول بناء اقيم على القبر المطهر هو عمارة عضد الدولة فنا خسروا البويهي . وقد جدد عمارته الشاه طهماسب الصفوي ( قمر بني هاشم ص 126 ) . وقد جاء في رحلة ( ناصر الدين شاه الى كربلاء ص 137 ) ان أمين الدولة صدر الأصفهاني هو الذي شي القبة العالية على الحضرة العباسية وغطاها بالكاشاني النفيس . وفي سنة 1295 أمر فتح علي شاه القاجاري بصنع ضريح من الفضة الخالصة الى مرقد العباس (ع) وبذل لذلك ( 6000 تومان ) من ماله الخاص . وقد تعاون لانجاز الضريح كل من الميرزا هدايت نوري المستوفي والميرزا تقي نوري المستوفي . وقد توفى فتح علي شاه سنة 1250 قبل أن يتم الضريح ( مجلد =
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 52

الجامعين ان وضعا وان زخرفا ، وهو من أعظم مساجد العراق واتقنها هندسة وصناعة وابدعها حسنا وبهجة .
وهو على شكل مستطيل طوله قرابة سبعين مترا في عرض يقارب (55) مترا وللمسجد (7) أبواب ضخمة جميلة الوضع وعلى كل باب طاق مرتفع بالحجر المعقود بالحجر القاشاني .
وكل باب ينتهي بك الى حي من أحياء المدينة . وفناء المسجد كله فضاء واسع فسيح الارجاء مفروشة أرضه بالرخام الابيض الناصع وكذلك جدرانه . فان وجه أسفله منشئ بالرخام الى طول مترين وما فوق مبني بالقاشاني الجميل القطع والنحت . ويحيط بفناء الصحن جدار يحصنه قد اقيم عليه كلفتان .
وفي الطبقة السفلى قرابة (65) غرفة جملية أمام كل غرفة ايوان ذو سقف معقود بالقاشاني .
وفي وسط فناء الصحن الروضة المقدسة وهو من اعجب المباني واتقنها وابدعها شكلا واوفرها حظا بالمحاسن .
أخذت من كل بديعة بطرف يدخل اليها من عدة أبواب لا مجال لذكرها . واشهر أبوابها باب القبلة ويطلق لفظ باب القبلة على باب الصحن الشريف ، اما باب الروضة يطلق عليها باب ايوان الذهب . وهو من الفضة الفنية الصياغة وفي جوانبه سهوات محكمة البناء بديعة الشكل على هيئة التجاريب مرصعة بقطع من المرايا تأخذ بمجامع القلوب .
امامه صفه مفروشة أرضها بالرخام ، وكذلك جدارها الادنى فانه

= القاجارية من ناسخ التواريخ ص 275 ) . وقد اكمل الضريح ونصبه في محله على الروضة المطهرة خلفه محمد شاه والد ناصر الدين شاه ( نفس المصدر ص 480 ) . لزيادة التفصيل راجع ( قمر بني هاشم ص 126 ) . ( عادل ) .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 53

مؤزر بالرخام الى مترين ، رصع كله بالزجاج ترصيعا هندسيا يقل نظيره . وسقف هذه الصفه قائم على دعائم محكمة من الساج . وهذا الباب ينتهي من الداخل الى رواق يحيط بالحرم ( الروضة ) من جميع جهاتها وعن يسارك تجد قبر حبيب بن مظاهر الاسدي وعليه مشبك من الشبه . فتدخل باستقامه الى باب آخر من الفضة الناصعة العجيبة الصياغة الى مقام محكم الصنع عظيم يأخذ بتلابيب الافهام وتدهشك الزخارف البديعة والمرايا المتلألئة وهو الروضة أو الحرم الذي يضم قبر الحسين (ع) وطوله (10) أمتار و40 سنتيمترا وعرضه (9) م و 15 سنتيمترا وفي داخله أنواع التزاويق .
لم أعرف في أي تاريخ كان قدوم هذا الكاتب (1) الذي وصف ما شاهده اذ ليس الأمر اليوم كما ذكر . وذلك منشأ بالذهب الوهاج فهي تتلألأ نورا وتلمع لمعان البرق يحار بصر متأملها في محاسنها ، ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها .
ومام زادها بهجة وزخرفة وجود الجواهر النفيسة وقناديل الذهب والفضة وغيرذلك من المعلقات الغالية الثمن على القبر الشريف التي أهداها اليه ملوك الفرس وسلاطين الهند في عصور مختلفة ما يعجز قلم البليغ من وصفها والاحاطة بكل ما هنالك من نفائس المجوهرات ونوادر الآثار .

(1) لعله عباس المدني صاحب نزهة الجليس ومنية الاديب الانيس . وكان قدومه الى عام 1131 هجرية راجع ج 1 ص 94 وما بعدها يقول في وصف الحضرة الحسينية واما ضريح سيدي الحسين ، وفيه جملة قناديل من الورق المرصع ، والعين ما يبهت العين . ومن أنواع الجواهر الثمينة ما يساوي خراج مدينة . واغلب ذلك من ملوك العجم وعلى رأسه الشريف قنديل من الذهب الاحمر يبلغ وزنه منين بل أكثر .
وقد عقد عليه قبة رفيعة السماك متصلة بالافلاك . وبنائها عجيب ، صنعة حكيم لبيب .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 54

وفي وسط الحرم الشبكة المباركة وداخلها رمم الامام والتدوين يشاهد من وراء مشبك من الفضة الناصعة وهو ذو أربعة أركان وفي جانب الطول 5 شبابيك وفي العرض 4 شبابيك . وعرض كل شباك 80 سنتيمترا ، ويتفرع من وسط الجانب الشرقي منه مشبك صغير من الفضة أيضا على ضريح ابنه علي الاكبر الذي قتل معه وهو غير علي زين العابدين (ع) الذي قيد مع الاسرى الى الشام ـ وطول مشبك الحسين (ع) 5 أمتار ونصف متر عرضه 4 أمتار ونصف مترا وارتفاعه 3 أمتار ونصف مترا . وفي أعلى مشبك الحسين 16 آنية مستطيلة الشكل مطلاة بالذهب الابريز وفي كل ركن من المشبكين رمانة من الذهب يبلغ طولها قرابة نصف مترا وسماء ذلك الحرم مغشاة بقطع من المرايا تأخذ بمجامع القلوب على شكل لا يتمكن من ان يصفه واصف .
وفي الزواية الجنوبية من الحرم قبر الشهداء (ع) وهم ملحدون في ضريح واحد وهذا الضريح وضع علامة لمكان قبورهم وهم في التربة التي فيها قبر الحسين (ع) .
وجه تلك الزواية مشبك من الفضة الناصعة طوله أربعة أمتز و80 سنتيمترا وهو عبارة عن شبابيك عرض كل واحد منهم 75 سنتيمترا . وارتفاعه مترا و70 سنتيمترا . ويغطي الحرم كله قبة شاهقة مغشاة من أسفلها الى أعلاها بالهذب الابريز . وفي محيطها من الاسفل 12 شباكا عرض كل شباك مترا واحد من الداخل ونصف متر من الخارج ، ويبلغ ارتفاع القبة من أسفلها أي من سطح الحرم الى أعلاها قرابة 15 مترا . وفي هذا الجامع ثلاث مآذن كبيرة يناطحن السحاب بارتفاعهن صعدا في الهواء .
اثنان منها مطيعان بالذهب الوهاج . وهما حول الحرم . والثالثة

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 55

مبنية بالقاشاني ، وهي ملتصقة بالسور الخارجي من الجانب الشرقي (1) وهناك أيضا ساعة كبيرة مبنية على برج شاهق يراها الرائي من كل مكان قصي .
وصفوة القول ان الكاتب مهما اوتى من البلاغة والفصاحة والاجادة في الوصف لا يمكنه ان يصف كل ما في هذا المسجد الضخم من الابنية والتزيينات وانما كتبناه ليس الا ذرة من جبل أو نقطة من بحر زاخر .

(1) وهي المأذنة المعروفة بمنارة العبد نسبة الى بانيها مرجان ألجياتي سنة 767 . وفي عام 982 رممت وارخ ذلك بكلمة انكشتيار ـ أي خضر المحب ـ ( كلشن خلفاء لنظمي زاه . ص 103 وجه . مخطوط في خزانة المؤلف ) . وفي سنة 1357 هجرية حصل فيها تصدع فأوفدت الحكومة آنذاك اقدر المهندسين وكشفوا عليها . فبان بهم ميلانها جهة الغرب ، حيث كانت خطره على الحرم الشريف والقبة . وبعد المداولة بين المهندسين . فرؤ ان لا مناص من هدمها حفظا للقبة الشريفة ، وعليه فهدمت . ( عادل )
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 56

دفن بني اسد للجثث الطاهرة

( قد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة ، لا تعرفهم فراعنة الارض هم معروفون من أهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة وهذه الجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء ، لا يدرس أثره ولا يعفوا رسمه على كرور الليالي والايام ) . علي بن الحسين (ع) (1)
مع ما كان يتخلل وطئة ضغط المراقبة على الحسين (ع) في آماد قصيرة منذ أن اتصل به الحر في ( ذى حسم ) بعض فتور .
كان بطبيعة الحال الاتصال غيرمسموح به خاصة عندما أصبحت كربلاء منطقة حربالى أن ارتحل ابن سعد منها مع الجند قافلاً إلى الكوفة وأخلى ساحة الموقف ، قصدن نساء من بني أسد أهل الغاضرية للوقوف على جلية الأمر لقرب جوارهم فاشرفوا ( على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، أجساد مجردة وثياب مرملة ، وخدود معفرة تصرهم الشمس ، وتسفي عليهم الرياح ، زوارهم العقبان والرخم ) (2) .
فلم يتمالكن النسوة أنفسهن لروعته بل ولين الادبار متقهقرات وقد أخذ التأثر منهن كل مأخذ ، فأخذن في تقريع الرجال من غير وعي ولا رشد بأشد لهجة وأقسى عتاب ، لتوانيهم وقعودهم عن موارات تلك الجثث والاشاء الطاهرة . ففعل حديثهن فعل السحر في نفوس الرجال ، واثار الحفائظ والهب الشيم . فنهضوا نهضة الرجال الواحد اجابة لدعوة الصاخبة

(1) كامل الزيارة لابن قولويه .
(2) الطبري ص 641 ورود فيه : ودفن الحسين وأصحابه أهل الغاضرية من بني أسد بعد ما قتلوا بيوم .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 57

على سبيل التضحية والانتحار مستبسلين غير هيابين ولا وجلين من سلطان بني امية وشديد بطشها . فتسربلوا بسواد الليل لئلا يفتضح امرهم باذلين قصارى جهدهم في انجاز مهمتهم باختصار وسرعة متناهية من غير غسل ولا كفن ، ويحق لنا أن نتساءل هنا ، أفهل كان البعث عن عدم واملاق ام لغاية الاسراع وجلا أم نزولا عند حكم الشريعة مع كل من قتل في سبيل الدين مع غلواء الدعاية القائمة على بذل الاموال ( كما اعرب عن ذلك مجمع بن عبد الله للحسين باعتبارهم خوارج امتنعوا عن بيعة الامام وخليفة المسلمين ( أمير المؤمنين ) يزيد . وهذا عمر بن الحجاج الزبيدي يخاطب الجند برفع صوته ( الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ) . وقد استمرت هذه الدعاية حتى بعد سقوط الامويين بعدة قرون . يقول ابن خلدون في المقدمة (1) عن القاضي أبوبكر ابن العربي المالكي ما معناه ان الحسين قتل بشرع جده .
واقتصروا بني أسد في حومة الحائر على ثلاث حفر ، للحسين (ع) وعلى الاكبر وللشهداء من بني هاشم وحفرة لبقية الشهداء من الانصار . واستحال عليهم نقل جثمان الحسين (ع) دفعة واحدة من محل مقتله الى حفرته اذ كان مقطع اربا اربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه .

(1) المقدمة ص 417 طبعة القاهرة . وقد انتقد ابن خلدون انتقادا شديدا هذا الزعم وفنده بحجج قاهرة . ويدعم ابن العربي رأيه هذا ـ في كتابه العواصم من القواصم ص 232 ـ ان النبي قال في حديث له ( انه ستكون هنات وهنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فأضربوه بالسيف كائنا من كان ) . فيرى ابن العربي ان الذين اشتركوا في قتل الحسين انما فعلوا ذلك اطاعة للامر النبوي ويقول الدكتور على الوردي في كتابه ـ منطق ابن خلدون 189 ـ : والغريب من ابن العربي انه في الوقت الذي يشجب فيه خروج الحسين على يزيد تراه يدافع عن اولئك الذين خرجوا على علي بن أبي طالب أثناء خلافته ، فهو يحاول تبرير خروجهم بشتى الوسائل على الرغم من اعترافه قد باليعوا عليا أول الامر .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 58

وكدسوا بقية الاشلاء من غير ما فارق بين ضجيع ، وبعضهم فوق بعض وهالوا عليهم التربة . وقيل أسموا حفرة الشهداء لسعة فتجته بجذوع النخل وعلموا الحفائر بما كان المعهود في مثله وجرت به السنن وأصبح للاسلام به عرف وعادة على غرار ما هو المعمول به اليوم عند البدو .
والعلم بالتحريك لغة علم الثوب من أطراز وهو العلامة وجمعة أعلام مثل سبب وأسباب وعلمت له علامة بالتشديد امارة يعرف بها ، كانت أعلام حفرهم قائمة حتى أمر المتوكل بحرث قبر الحسين .
تحرى محمد بن الحسين الاشناني لقبر الحسين (ع) ووضع حوله علامات ، وبعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين والشيعة فاخرجوا وأعادوا علم حفرته الطاهرة دون بقية الحفر فطمست أعلامهم ، وذكر المفيد محمد بن محمد بن نعمان في الارشاد عند انصرام القرن الرابع ومستهل الخامس ، أصحاب الحسين الذين قتلوا معه فانهم دفنوا حوله ولسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق (1) والتفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم . وصرح في محلين آخرين : ( وانهم كلهم مدفونون قرب الحسين في مشهده ، حفروا لهم حفرة وأكثر وألقوا فيها جميعا وسوي عليهم ) . ولغاية الاختبار الذي قمت به عند تجديد تبليط الروضة الزاكية أحطت بموضع حفرتهم يتصل بالقسم الشرقي من الشبكة المباركة بغير ما انفصال ولسماء حفرتهم أزج (2)رومي قي ستة أمتار بعرض مترين . ولا بد من أن تكون حفرة الهاشميين داخل الشبكة المنسوبة لعلي بن الحسين (ع) ، فيما بين أجداث الشهداء والجدث الاقدس الحسيني .
كان نبث علم الذي علموا به جدث المصطفى ( صلعم ) برواية ابن سعد في الطبقات عن الامام جعفر بن محمد عن أبيه كان وجه الأرض شبرا ،

(1) الأجداث القبور واحدها جدث .
(2) الازج ـ بالتحريك ـ البيت يبنى طولا .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 59

ووصف القاسم بن محمد انه حصباء حمراء (1) كان لجدث أميرالمؤمنين سلام الله عليه علما جرفه السيل برواية محمد بن خالد عن الامام جعفر ابن محمد بين الذكوات البيض على ما رواه ابن طاوس في الفرحه .
ولم تجر العادة آنذاك باتخاذ أبنية ( أضرحة ) على الأجداث الا المصطفى صلى الله عليه لدفنه في حجرته الطاهرة الذي أقامه بنفسه صلى الله عليه وآله حال حياته لا يوائه (2) .
بطبيعة الحال كان مظللا فاعتزله السيدة عائشة الى ما يجاوره وفضلا عما كان يحيط بني أسد . ولورود لفظ الجميع من الممكن أن شاركوهم أهل قرية نينوى ، وكلاهما تقريبا يتساويان في البعد عن الحائر الاقدس . ولهذا العلم الذي رفعوه على الاجداث الطاهرة ، وعندئذ أشار السجاد في خبر زائدة .
مع ما كان من المقتضي لدفع الشبهات عن أنفسهم أن يساووا وجه الاجداث لعد الدفن من غير ما أي علامة بارزة ابقاء على حياتهم . الا أن استبسالهم على سبل تضحية بعثهم على أن يعلموا علما ولتماسك تسوية العلم كان المصطفى صلى الله عليه أمر لجدث ولده ابراهيم من مارية القبطية بقربة ماء ، أتاه به أحد الانصار (3) رش العلم وكذلك رش على علم جدثه الأقدس صلى الله عليه بعد دفنه (4)فلا بد من أن بني أسد آخر عمل قاموا به بعد دفن الاشلاء أن رشوا أعلام الحفر بما عند انصرافهم لتتماسك التربة ، وكان ذلك خاتمة عملهم في كل ما قاموا به .

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد ص 807 ج 4 ط القاهرة سنة 1358 وص 306 ج 2 ط بيروت .
(2) المصدر السابق ص 812 جـ 4 ط القاهرة . وص 292 ج 2 ط بيروت .
(3) الطبقات الكبرى لأبن سعد ج 1 ص 123 ط القاهرة وص 141 ج 1 ط بيروت .
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد ص 122 ج 4 ط القاهرة . وص 306 ج 2 ط بيروت .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 60

تاريخ بناء المشهد الحسيني

( كاني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالأسواق قد حفت حول قبره ، فلا تذهب الليالي والأيام حتى يسار اليه من الآفاق وذلك عند انقطاع ملك بني مروان ) . السجاد علي بن الحسين (ع)
كان أول بناء أقيمت معالمه في الحائر على الرمس الأقدس الحسيني ، والعمران الذي أحاطه ولم تتطاول اليه يد العدوان بالهدم ليومنا هو الذي أمر به الخليفة محمد المنتصر سنة سبع وأربعين ومائتين هجرية .
وأول من اتخذ الحائر وطنا ودار اقامة من العلويين ولم يتحولوا منها كما مر آنفا هو تاج الدين ابراهيم المجاب بأعقابه ، من ولده محمد الثاني الحائري في شوال سنة (247) هجـ (2) حتى يومنا هذا . وأما معرفة أول بناء أقيم على الرمس الأقدس بعد شهادته سلام الله عليه ، ومن قام به ، وفي أي تاريخ . وصورة البناء . لم يتحقق خبره لما لم يصرح به في مصدر ثقة يعول عليه .
وقد حدثني المتغمد بالرحمة السيد حسن الصدر الكاظمي نقلا عن تسلية المجالس لمحمد بن أبي طالب ، ( انه اتخذ على الرمس الأقدس لعهد الدولة المروانية مسجدا ) . الا أنني لم أقف ليومي هذا على أي أثر لهذا الكتاب (3).

(1) مزار بحار الأنوار للمجلسي ص 110 ج 22 طبع كمبني .
(2) مدينة الحسين للسيد حسن الكليدار نقلا عن الجنات الثمانية للسيد محمد باقر بن مرتضى .
(3) وقد أحالني السيد المار ذكره ، الوقوف على هذا المصدر بوجوده عند أحد الأفاضل نفى ذلك الفاضل فضلا عن رؤيته حتى العلم بخبره . راجع نزهة الحرمين ص 28 للسيد الصدر .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 61

والمستفاد من خبر الحسين بن أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار عند ما قصد زيارة الحسين (ع) قادما من الكوفة لأواخر عهد الدولة الأموية ، ذكر باب الحائر وكرر لفظه بينما ابن اخته الحسين اقتصر على ذكر القبر دون ايراد لفظ الباب (1) . ومن الممكن ان لم يكن يقصد بالباب حدود حومة الحائر ، وجود بناء على سبيل الاجمال على التربة الطاهرة ، وكلاهما يصرخان انهما كانا على خوف ووجل من القتل ، وصرح ابن الثمالي بوجود المسلحة المطوقة للحفرة الطاهرة من الجند الاموي للحيلولة دون من يؤم قصده .
كان لحركة الشيعة في استعراضهم لجند الشام بعين الوردة بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي واستماتتهم بطلب ثأر الحسين ، واعادتهم الكرة تحت لواء ابراهيم الأشتر واستقصائهم للجندي الأموي مع زعيمهم ابن زياد مستهونين غير محتفين بكل ما سامهم معاوية من خطوب وخسف ، وما أذاقهم من مر العذاب وصنوف التنكيل بغارات بسر بن ارطأة وصلب وقتل وسمل في ولاية زياد بن أبيه وسمرة بن جندب ، وابن زياد . مما خلف أثرا عميقا سيئا في نفوس آل مروان ودويا هائلا . فبعد أن تسنى لعبد الملك ابن مروان وصل حلقات فترة الحكم الذي دهم دور حكم آل أمية بموت يزيد باقصائه آل الزبير عن منصة الحكم والامرة ، أراد أن يستأصل الثورة من جذورها ، لذلك اتبع سياسة القسوة والشدة تجاه أهل العراق ، وضغط ما لا مزيد عليه لمستزيد ، خصوصا في ولاية الحجاج بن يوسف .
ونهج خلفاؤه عين خططه دون أي شذوذ مع تصلب بالغ كأبن هبير ،

(1) يقول في خبر طويل بعد ان نزل الغاضرية وقد ادركه الليل وهدأت العيون ونامت ، أقبل بعد ان اغتسل يريد القبر الشريف يقول : ( حتى اذا كنت على باب الحير . . . وساق في خبره وقد كرر لفظ الباب حيث يقول بعد ذلك : فلما انتهيت الى باب الحائر . . . ( اقبال الاعمال لابن طاووس ص 28 ) ومجلد المزار من بحار الانوار جـ 22 ص 120 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 62

وخالد بن عبد الله القسري ، ويوسف بن عمر .
فترى مما تقدم أن من المستحيل افساحهم المجال بأن يشيد بناء على قبر الحسين (ع) ويكون موضعا للتعظيم والتقدير . مما يتنافى وسياستهم المبنية على الكراهية لآل البيت ، والتنكيل بشيعتهم .
وان سلمنا بتحقق خبر الحسين بن أبي حمزة الثمالي على سبيل استدراك لورود لفظ الباب ، من الممكن أن نقول ( أي وجود بناء ) في الفترة بين سنة أربع وستين لاحدى وسبعين ، ونلتزم بتغاضي المروانيين من التعرض لهم ، وبقائه ليوم ورود الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي لزيارة الضريح الأقدس .
وورد خبر لا يوثق به ولا يعول عليه ، من أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي بنا على القبر الشريف وأقام حوله قرية (2) . وقيل ان سكينة بنت الحسين (ع) أقامت بناء على الرمس الأقدس أمد اقترانها بمصعب في ولايته للكوفة ففي أمد الفترة لسنة ست وستين عندما أم التوابون ( عند مسيرهم للتلاقي مع جند عين الورده ) التربة الزاكية . وازدحموا على القبر

(1) جاء في مزار بحار الأنوار للمولى محمد باقر المجلسي ص 120 ما نصه ( عن الحسين بن بنت ابي حمزة الثمالي قال : خرجت في آخر زمان بني مروان الى قبر الحسين (ع) مستخفيا من أهل الشام حتى انتهيت الى كربلاء ، فاختفيت في ناحية القرية حتى اذا ذهب من الليل نصفه اقبلت نحو القبر فلما دنوت منه . . . حتى كاد يطلع الفجر اقبلت . . . فقلت له عافاك الله ، وأنا أخاف ان أصبح فيقتلوني أهل الشام . ان ادركوني ها هنا . . . وصليت الصبح واقبلت مسرعا مخافة اهل الشام .
(2) ذكر هذا القبر صاحب كنز المصائب دون اسناد ، وفضلا عن ذلك فان هذا الكتاب لا يعتمد عليه كثيرا لما حشي متنه من الأخبار الغير واردة . وقد ذكر هذا الخبر عند سرده لما دار بين المختار ومصعب بن الزبير . وعدد المواقع التي دارت بينهم والتي انتصر في جميعها المختار =
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 63

كأزدحام الناس على الحجر الأسود (1) . لم يكن حينذاك ما يظل قبره الشريف أي ساتر . واستقصوا أمد البقية من الفترة ، المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، ومصعب ، وابن أخيه حمزة . فالأخبار الواردة في زيارة الحسين (ع) عن السجاد علي والباقر (2) محمد بن علي (ع) ( لكونهما قضيا حياتهما في الدولة المروانية ) يشفان عن خوف ووجل .
ومما يؤيد وجود بناء بسيط ( بل له بعض الشأن ) على القبر الشريف في زمن ورود الحسين بن بنت أبي حمزة للزيارة ما جاء من الأفاظ في الزيارات الواردة عن الصادق سلام عليه لجده الحسين (ع) (3) حيث يقول في خبر . . . . بعد الغسل بحيال قبره الشريف في الفرات . فتتوجه الى القبر حتى تدخل الحير من جانبه الشرقي وتقول . . . . ثم اذا استقبلت لقبر . . .ٌثم أجلس عند رأسه الشريف . . . . ثم تحول عند رجليه . . . ثم تحول عند رأس علي بن الحسين . . . . ثم تأتي قبور الشهداء (4) وفي خبر المفضل بن عمر عن الصادق سلام الله عليه : اذا أتيت باب الخير

= وهزيمة مصعب ، الى ان تمكن مصعب من المختار آخر الأمر . واذ لم ترد مثل هذه الأخبار في الكتب التأريخية ـ والمعروف بل المحقق انه لم يكن بين المختار ومصعب من مواقف سوى ما كان بالمذار ، ثم تحصن المختار بقصر امارة الكوفة الى ان قتل ـ لذا قل الاعتماد على ما ورد في هذا الكتاب من قيام المختار بتشييد قبر الحسين (ع) . وان كان المحل مناسب لاعطاء مثل هذه النسبة له ، كيف لا وقد قام المختار بأخذ ثأر الحسين وقتل قاتليه وصلبهم واحرق بعضهم بالنار ، فلا يبعد من ان يقوم بتشييد قبره الشريف . الا اننا نحكم بوقوع مثل هذا الأمر وجدانا لا استنادا على ما ورد في هذا الكتاب ، للأسباب السالفة .
(1) تاريخ الطبري جـ 7 ص 70 وكان ذلك سنة 65 هـ .
(2) مجلد المزار ج 22 ص 110 .
(3) فقد توفي الصادق (ع) سنة 148 والثمالي توفي في زمن المنصور .
(4) مجلد المزار ص 145 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 64

فكبر الله أربعا وقل . . . . (1) وفي خبر ابن مروان عن الثمالي عند آخر فصول الزيارة يقول ثم تخرج من السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومئ اليهم وتقول . . . . (2) . وفي خبر صفوان الجمال عن الصادق (ع) يقول : فاذا أتيت باب الحائر فقف وقل ، ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس وقل . . . . ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (ع) . وقل . . . . ثم توجه الى الشهداء وقل (3) . وفي خبر آخر عن صفوان يقول فاذا أتيت الباب فقف خارج القبة وارم بطرفك نحو القبر وقل . . . . ثم ادخل رجلك اليمنى القبر وأخر اليسرى ، ثم ادخل الحائر وقم بحذائه وقل . . . . (4) . وهذا ما يدلك على ان له بابا شرقيا وغربيا .
فخلاصة القول ان المستفاد من هذه الزيارات هو وجود بناء ذو شأن على قبره في عصر الصادق سلام الله عليه .
ومع هذا فقد كان الأمويون يقيمون على قبره المسالح لمنع الوافدين اليه من زيارته . ولم يزل القبر بعد سقوط بني امية وهو بعيد عن كل انتهاك وذلك لانشغال الخلفاء العباسيين بادارة شؤون الملك . ولظهورهم بادئ الأمر مظهر القائم بارجاع سلطة الهاشميين . وهو غير خفي ان القائمين بالدعوة كانوا من أهل خراسان ، وأكثر هؤلاء ان لم نقل كلهم كانوا من أنصار آل البيت .
ولما رسخت قدم العباسيين في البلاد وقمعوا الثورات جاهروا بمعاداة شيعة علي (ع) . ولكنها كانت خفيفة الوطأة أيام السفاح ، فتوارد الزائرون

(1) نفس المصدر ص 148 .
(2) نفس المصدر ص 105 .
(3) نفس المصدر ص 159 .
(4) نفس المصدر ص 179 .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 65

لقبر الحسين من شيعته عند سنوح هذه الفرصة جهارا . واشتدت الوطأة أيام المنصور بوقيعته بوجوه آل الحسن (1) . وخفت ثانية في أيام المهدي والهادي ، فلما كانت أيام الرشيد (2) ، وكانت قد استقرت الأوضاع وثبتت دعائم الحكم وقضت على ثورات العلويين بما دبرته من طرق الغدر والخيانة . فأرغمت أنوفهم الحمية وأخمدت نفوسهم الطاهرة فأرادت القضاء عليهم في محو قبور الحمية وأخمدت نفوسهم الطاهرة فأرادت القضاء عليهم في محو قبور أسلافهم فسلكوا سلوك بني أمية اذ أمر الرشيد بهدم قبره الشريف ومحو أثره فأخذت الشيعة الوسائط بالاهتداء الى تعيين موضع القبر وتعيين محل الحفرة منها السدرة ، فبلغ الرشيد ذلك فأمر بقطعها (3) ثم وضع المسالح على حدوده الى أن انتقل الى طوس ومات فيها . فلم يتتبع الأمين ذلك لما كان منشغلاً باللهو والطرب وصنوف المجون والبذل ، فاغتنموا الحال وبادروا الى تشييد قبره الشريف وقد اتخذوا عليه بناء عاليا .
ولما جاء دور المأمون وتمكن من سرير الخلافة تنفس الشيعة الصعداء واستنشقوا ريح الحرية . ولم يتعرض لذلك . وكان المأمون يتظاهر بحبه لآل البيت حباً جماً حتى انه استعاض بلبس السواد وهو شعار العباسيين بلبس الخضرة وهو شعار العلويين وأوصى بالخلافة من بعده لعلي الرضا

(1) مروج الذهب للمسعودي . ج 2 ص 171 .
(2) الظاهر ان الرشيد لم يتعرض لقبر الحسين الا في أخريات أيامه ، ولعل سبب ذلك غضبه مما كان يشاهد من اقبال الناس لزيارة الحسين (ع) وتعظيمه والسكنى بجواره ، وكان قبل ذلك يجري ما أجرته أم موسى من الاموال على الذين يخدمون قبر الحسين في الحير . ( انظر الطبري ج 10 ، ص 118 ) . ( عادل )
(3) روى ذلك محمد بن الحسن الطوسي في ( أماليه ، ص 206 طبع ايران ) بسنده الى جرير بن عبد الحميد . وذكر انه عندما سمع جرير بالخبر رفع يديه قائلا الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله (ص) انه قال : لعن الله قاطع السدرة ثلاثا ) . فلم نقف على معناه حتى الآن .
بغية النبلاء في تاريخ كربلاء 66

ابن موسى الكاظم (ع) ولعل ذلك كيد منه وكان هذا الوقوع بعد قتل أخيه الامين واسترضاء لمناصريه الخراسانيين . وقد زعم البعض انه هو الذي شيد قبره الشريف وبنا عليه لهذه الفترة (1) وفي ورود أبي السرايا بن السري بن المنصور الى قبر الحسين (ع) أيام المأمون عام تسعة وتسعين بعد المائة حين قام ببيعة محمد بن ابراهيم بن اسماعيل طباطبا بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط دليل على تشييد قبر الحسين (2) بعد مضي الرشيد الى طوس .
وبقي الحال على هذا المنوال والشيعة في حالة حسنة حتى قام حول قبره الشريف سوقا واتخذت دورا حوله وأخذ الشيعة بالتوافد الى قبره للسكنى بجواره الى أن كان من المغنية الشهيرة التي قصدت من سامراء في شعبان زيارة قبره الشريف ، وكانت تبعث بجواريها الى المتوكل قبل أن يلي الخلافة يغنين له اذا شرب وقد بعث اليها بعد استخلافه ، فأخبر بغيبتها . فأسرعت بالرجوع عندما أبلغها الخبر بطلب المتوكل لها . فبعثت اليه بجارية وكان يألفها فقال لها أين كنتم . قالت : خرجت مولاتي الى الحج وأخرجتنا معها . فقال الى أين حججتم في شعبان . قالت : الى قبر الحسين (ع) فأستطير غضبا (3) وفيه من بغض آل أبي طالب ما هو غني عن البيان . فبعث بالديزج بعد أن استصفى أملاك المغنية ـ وكان الديزج يهوديا قد أسلم ـ الى قبر الحسين وأمره بحرث قبره الشريف ومحوه وهدم كل ما حوله من الدور والأسواق فمضى لذلك وعمل بما أمر به وقد حرث نحو ماءتي جريب من جهات القبر . فلما بلغ الحفرة لم يتقدم

(1) نزهة الحرمين للعلامة السيد حسن الصدر مخطوط نقلا عن تسلية المجالس .
(2) أنظر مقاتل الطالبيين لابن الفرج الاصبهاني ص 341 ط النجف .
(3) نفس المصدر ص 386 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي