خطب على الطف قد غشى بطوفان |
|
فحط من جانبيه كل بنيان |
وصلصلت فوقه سوداء عاتية |
|
ترخي السحائب من مثعنجر قاني |
شوهاء تكشر عن انيابها كلحا |
|
فتبعث الموت عن تقطيب غضبان |
ظلت تجليل في اعلاه مرعدة |
|
يكاد يجهش منها سمع كيوان |
فما انجلت عن ضواحيه غياهبها |
|
حتى التقى الدم غدران بغدران |
الله أكبر أي القارعات رمت |
|
جرثومة الدين فانثلت بأركان |
فتلكم القوم صرعى في معابدها |
|
كأنهم زهر في فيئ أفنان |
قتلى ترى الدم يجري حولهم دفعا |
|
كانهم أنهر من حول كثبان |
والهفتا لو شفت والهفتا كمدا |
|
على رواعف أكباد واجفان |
وارحمتا لمروعات ضمائرها |
|
على مصارع أشياخ وولدان |
فسل بهابيل اذ قابيل غال به |
|
من المحق ففيها اي تبيان |
وسل بقصة نوح اذ مضت حقب |
|
من قومه ما لقي في ذلك الآن |
وتلك عاد عتوا عن أمر ربهم |
|
فمتعوا زمنا يتلا بازمان |
وسل بساحر فرعون الالى صلبوا |
|
من بعد ما قطعت أيد ورجلان |
وسل بموسى بن عمران وسيرته |
|
ماذا رآه اذاً موسى بن عمران |
وسل طواغيت اهل السبت كم قتلوا |
|
منهم نبيا وكم لجوا بطغيان |
فلم يعجل لهم ذو العرش قطعهم |
|
بل لم يعجل لفرعون وهامان |
وسل بقصة اهل الرس ما فعلوا |
|
بالأنبياء وما عاثوا بعصيان |
وسل بعيسى رسلو الله ما فعلت |
|
به اليهود وما جاؤا ببهتان |
وسل بما لقى المختار من سلفي |
|
قريش اذ خرجوه ثاني الثاني |
وسل باحد وما لاقي النبي به |
|
من شج رأس ومن القاء اسنان |
وسل خزاعة في البيت الحرام وما |
|
لاقوة من حزب اصنام واوثان |
وسل بحتف ابى حفص ومصرعه |
|
وسل بمصرع عثمان بن عفان |
وسل بتحف امير المؤمنين ابي الـ |
|
سبطين اذ غاله الأشقى برمضان |
وسل بسم سليل المصطفى الحسن |
|
الزاكي اخي الشرف القدسي والشان |
وسل بما لقى السبط ابن فاطمة |
|
من ابن مرجانة في طف كوفان |
وسل بنازلة الحرى التي نزلت |
|
بعقوة المصطفى تذكوا بنيران |
حيث الدماء جرت ما بين منبره |
|
وقبره جرى أنهار وغدران |
وسل بما لقيته آل حيدرة |
|
من آل مروان لا رعيا لمروان |
وسل بقتك بني العباس بعدهم |
|
بالفاطميين من شيب وشبان |
وانظر الى قصص القرآن اجمعها |
|
ترشدك والصبح لم يحتج لبرهان |
أريحا فقد لاحت طلايع كربلا |
|
لنقبر أشلاء ونسعد مرملا |
لنبكي دورا راعها قارع الردى |
|
فاوجف منها ما استقر وما علا |
لعمري لقد عبت عليها مصائب |
|
وجلى عليها الرعب للحتف قسطلا |
مبان محا آياتها الويل فانمحت |
|
وكلل شأويها الردى فتكللا |
فكيف وصرف البين عاثت بنابه |
|
وقل رسيميه ونوخ كلكلا |
وهب بحق الدين يخفق برقه |
|
مصاب بجون الحزن اضحى مجلجلا |
يقل بثجاج يزمجر برقه |
|
برجف فيثني الدو بالدم اشكلا |
وكيف وقد مدت صواعق رعده بها الصدى |
|
على طود ربع المصطفى فتزلزلا |
فتلكم ربوع الدين قل بها الصدى |
|
وتلكم بيوت الوحي قد جابها البلى |