تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 296

جامع الحميدية (المسجد الحسيني) :

أقامه الخليفة العثماني السلطان علدالحميد الثاني ، وهو ذو مساحة كبيرة ومصلى واسع رحب ، تم تجديد بناءه في سنة 1377 هـ ، وأسست فيه مكتبة عامة باسم مكتبة ألإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد جرى تغيير إسمه فيما بعد إلى المسجد الحسيني.

جامع الترك :

موقعه في محلى العباسية عند خاتمة سوق النجارين ، تبرع ببناءه ووقفه في العهد العثماني الحاج محمد جعفر الترك.

جامع العباسية:

بني في عهد الولاية العثمانية على العلااق ، ويعتبر من الجوامع القديمة وألأثرية في كربلاء ، موقعه في محلة العباسية الغربية.

جامع الحاج نصر ألله:

يقع في شارع العباس قريبا من سراي الحكومى (مجموعة الدوائر الحكومية) بناه الحاج نصر ألله بن الحاج عبدالكريم في سنة 1343 هـ ، وأعيد بناؤه من جديد في سنة 1382 هـ .

جامع السيد هاشم فتح ألله:

بناه وأوقفه شرعيا السيد هاشم بن السيد حسين بن السيد فتح ألله آل طعمة في سنة 1322 هـ ، موقعه في شارع الناحية بمحلة باب الخان.

جامع ماهي كليب:

قام بتشييده في سنة 1299 هـ الحاج ماهي كليب ، الجد الأكبر لأسرة آل ماهي الجيلاوي من ألأسر المعروفة في كربلاء ، يقع في سوق

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 297

العلاوي بمحلة باب النجف ، أصابه ألإندثار والهدم ، إلا أن متوليه قام بتجديد بناءه مؤخرا، وهذا المتولي هو الحاج مجيد العبايچي.

جامع السيد جواد الصافي:

بناه السيد جواد بن السيد مهدي الصافي سنة 1329 هـ ، بيد أنه لم يبق له أثر اليوم ، إذ هدم ضمن مشاريع العمران التي تشهدها مدينة كربلاء وخاصة في المناطق التي تحيط بالحائر الحسيني والروضة العباسية الشريفة وكان يقع في سوق الحسين.

جامع المخيم:

تم تشييده في سنة 1380 هـ ، وهو مسجد معروف في محلة المخيم ،وصفه الخطيب والشاعر العراقي المعروف الشيخ محمد علي اليعقوبي في أبيات شعرية إستهلها بقوله:
مسجد قدس قام بنيانه على التقى والرشد بين ألأنام
بخير أرض قد سمت رفعة على ذرى البيت وركن المقام


جامع الكرامة :

قام ببناءه السيد محمد علي بن السيد يوسف ألأشيقر (والجدير بالذكر هنا أن آل ألأشيقر ، أسرة علوية جليلة الشأن ، ظهر بين أفرادها علماء وشعراء ، هي تنتسب لآل زحيك من ذرية ألإمام موسى الكاظم عليه السلام، نزحت من مقابر قريش في الكاظمية وإستوطنت كربلاء في القرن العاشر الهجري).
تم تجديد بناؤه في سنة 1388 هـ ، موقعه في خاتمة سوق الحسين ، على الدرب المؤدي إلى محلة باب السلالمة.

حسينية المازندراني:

أسسها الخطيب الكربلاءي المعروف الشيخ محمد مهدي المازندراني

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 298

الحائري في سنة 1372 هـ ، وهي حسينية كبيرة جدا تستخدم لأغراض الدرس والمطالعة ، أكثر مما تستخدم لسكن الزوار أو لأقامة المآتم الحسينية ، لأنها تشتمل على مدرسة دينية ومسجد ومكتبة ومقبرة ، وهي كائنة خلف المخيم الحسيني.

حسينية ألأسكوئي الحائري:

شيدها العلامة الشيخ علي بنالميرزا موسى ألأسكوئي الحائري في سنة 1345 هـ ، على قطعة أرض تقع في مدخل زقاق الداماد ، وكانت تشتمل علىقاعة فسيحة مخصصة لإقامة المآتم ، وكذا مكتبة عامة كبيرة.

حسينية السيد محمد صالح:

تبرع ببناءها في سنة 1344 هـ الحاج السيد محمد صالح البلور فروش، موقعها في شارع المخيم ، تضم فناءً وسيعا ومصلى رحبا وهي معة لإيواء الزائرين ، وتوجد في طابقها العلوي مكتبة كانت عائدة للسيد عبدالحسين آل طعمة ، سادن الروضة الحسينية المتوفى سنة 1380 هـ .

حسينية الحاج حنن:

تقع في الشارع المؤدي صوب مدينة «طويريج» ، أسسها الحاج فليج حنن من ألأثرياء المحسنين في مدينة الحلة ،وهي أيضا معدة لسكن زوار الحسين عليه السلام.
وهناك حسينيات عديدة أخرى ، تم إنشاؤها خلال العقود الثلاثة ألأخيرة خصيصا لإيواء الزوار ، ومواكب العزاء التي تفد إلى كربلاء في مواسم الزيارت المخصوصة ، سيما في يوم عاشوراء وأربعينية الحسين عليه السلام ، منها حسينية الطهرانيين ، وحسينية ألأصفهانييين ، وحسينيات عديدة أخرى ، بضمنها حسينية الخوئيين.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 299


الفصل السابع

المكتبات العلمية في كربلاء


تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 300




تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 301

إنتشرت المكتبات العامة والخاصة في مدينة كربلاء على نطاق واسع منذ أوائل القرن الرابع الهجري ، حينما أصبحت الطباعة الحديثة رائجة، وأصبح إقتناء الكتب أمرا ميسورا ، غير أنه كانت توجد بهذه المدينة المقدسة في أواخر القرن الثاني عشر والنصف ألأول من القرن الثالث عشر الهجري ، مكتبات علمية متنوعة أعتبرت في حينها قيمة ونفيسة للغاية لما حوت من كتب مطبوعة ، ومخطوطات نادرة ، وأثرية قيمة جدا.
وفي الحقيقة أن مدينة كربلاء بطابعها العلمي الديني المتميز ، قد اسهمت بشكل فعال في إغناء الثقافة الإسلامية بما صدر عن حوزتها الدينية وأوساطها الأدبية والشعرية من ورائع الكتب والموسوعات والكراسات التي درلا طبعها بالفعل، أو التي بقيت مخطوطات ثمينة ونادرة تاقوم الزمن وتصمد أمام العاديات.
وبارغم من أن مدينة كربلاء قد تعرضت لنكبات وهجمات عدوانية ، وما خلفته هذه ألإعتداءات من هدم وتخريب في ميانيها ، وسلب لأموالها ومدخراتها ، وقتل لنفوس أهاليها ، وحرق وإتلاف لمكتباتها وخزائنها النفيسة ، إلا أنها ظلت محتفظة بتراث قيم من الكتب المطبوعة والمخطوطة ، ذات القيمة التاريخية والحضارية.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 302

ثم إن ظاهرة إنتشار المكتبات الخاصة في هذه المدينة المقدسة ، سيما في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ن تدل بوضوح على رغبة قوية نحو القارءة والمطالعة ، وإقتناء الكتب خاصة بين صفوف الشبان والطلاب ، حتى أصبح الكل يجهد في البحث عن مجلدات الكتب القديمة قبل الجديدة فيشتريها ويحتفظ بها تماما مثلما يحفظ نفسه وماله ، وبسبب كثرة المشتريات كثرت المكتبات الخاصة في كربلاء ، بحيث قلما وجد بيت يتعامل ساكنوه مع العلم وألأدب والشعر لا توجد به مكتبة خاصة.
ولقد وجدتُ بنفسي بين العلماء والخطباء وطلاب العلوم الدينية في حوزة كربلاء ممن غادروها قادمين من إيران خلال العقدين ألأخيرين رغية شديدة في إقتناء الكتب وألإحتفاظ بها تماما مثلما يحتفظ التاجر بسلعته الثمينة ، وقد سعى بعض هؤلاء من جديد إلى تأسيس مكتبات خاصة في بيوتهم وسكناهم الحالي في إيران ، تلبية لتلك الرغبة العارمة ألاخذة بنفوسهم.
نعم إن الكتب بما تضمه بين دفتيها من علوم وفنون وآداب وشعر وحكمة وفلسفة ومواضيع شتى ترتبط بأمور الدين والدنيا، هي أهم زاد ألإنسان العارف والمثقف في الحياة، وأهم مؤشر لطبيعة الشخص الذي بحوزته الكتب، وأكبر أداة معينة للعالم المتتبع والدارس المتفحص ، ولذلك إذا اردت أن تعرف نفسية ومزاج هذا الشخص أو هذا العالم فانظر إلى ما لديه من كتب ،وكذا نوعيتها حتى تعرف ذوقه وسليقته ومنهجه في الحياة.
وخلاصة القول أن إقتناء الكتب لا جرم يشد ألإنسان لمطالعتها وتصفحها وإلقاء نظرة على مواضيعها ومحتوياتها، وأن مثل هذا التصفح مهما كان شريعا وخاطفا ، من شأنه أن يزيد من معرفة ألإنسان الذي إن علم بشيء جديد واحد فقط في اليوم سيكون عالما بأشياء كثيرة في وقت قصير.
ويجب التنويه هنا ،أن المكتبات الخاصة التي سنشرحها لاحقا لم تعد موجودة وقائمة في غالبيتها ، لأن يد الدهر عبثت بالكثير منها فبعثرتها ، أو أن

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 303

كتبها توزعت على مكتبات أخرى لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، أو أن أصحابها إضطروا إلى مغادرة كربلاء في أوقات مختلفة ، فجرى تعطيلها وتصفيتها في غيابهم ، غير أن الحديث عنها في هذا الكتاب يوفر لنا دليلا إضافيا على مكانة كربلاء العمية وسبقها في ميادين العلم والفضيلة ، وذلك من منطلق أن خزائن الكتب هي تماما كخزائن المال ، فالمال الوفير يعني الثراء ، والكتب الكثيرة تعني الغنى علميا وثقافيا وحضاريا.
* * *

مكتبة الشهرستاني:

أسسها العلامة الكبير السيد محمد مهدي الشهرستاني المتوفى سنة 1216 هـ ، في داره بمحلة «آل عيسى» ، وكانت في حينها حافلة بكتب المصادر الهامة ، والمخطوطات القيمة ومجلدات من مؤلفات ومصنفات صاحبها الشهرستاني الكبير ، وبألأخص كتابه الشهير «الفذالك في شرح المدارك» وكذا كتاب «المصابح» ، ومجموعات من رسائله وتعليقاته على سائر الكتب ، وقد إنتقلت بعد وفاة مؤسسها إلى نجله العالم الفاضل السيد محمد حسين الشهرستاني المتوفى سنة 1247 هـ ، وقد طالها النهب والسلب وتبعثرت محتوياتها أثر غارة الوهابيين على كربلاء ليلة الثامن عشر ذي الحجة سنة 1216 هـ ، أي بعد أكثر من عشرة اشهر على وفاة صاحبها ، إذ أن السيد محمد مهدي الشهرستاني كان قد توفى يتاريخ 12 صفر من السنة نفسا ولم يبق من هذه المكتبة ألآن سوى بعض المخطوطات التي هي بحيازة أحد أبناء أحفاده وهو السيد صالح اشهرستاني.

مكتبة السيد كاظم الرشتي:

كانت هذه المكتبة في عهد مؤسسها ، وكذا في عهد نجله العالم الشاعر السيد أحمد الرشتي المقتول في سنة 1295 هـ ، تعتبر من أهم وأضخم

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 304

المكتبات العلمية لا في كربلاء فحسب بل وفي بلاد العراق كلها أيضا ، وقد تبعثرت فيما بعد، إذ حصل نهب وسرقة لكتبها المطبوعة والمخطوطة على نطاق واسع ، فلم يعد لها أثر يذكر ،وقيل أن بعض كتبها النفيسة وجد لدى أناس لا تربطهم بالعلم وألأدب والثقافة أية صلة .

مكتبة الفراهاني:

وهي من المكتبات القديمة جدا ، تأسست سنة 1276 هـ على يد ألأخوند المولى عبدالحميد بن المولى عبدالوهاب الفارهاني العراقي (ألأراكي) المتوفى بحدود 1311 هـ ، ولم يبق ن محتويات هذه المكتبة بعد وفاة مؤسسها سوى (300) كتاب مخطوط، كان بحوزة السيد علي أكبر اليزيدي في مدرسة «السردار حسن خان».
وقد تفرقت هذه الكتب بعده ، ولم يعد يوجد منها شيء في مكان معلوم، وكان المولى الفراهاني عالما جليلى في سبيل العلم من مدينة شيراز، فهبط أولا مدينة سامراء حيث درس على العالم الكبير والمرجع العظيم الفقيه المجدد السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي ، ثم رحل إلى كربلاء فاشتغل بالتدريس لآخر أيام حياته ،وقد ترجمه الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «نقباء البشر» ، فأطرى يشخصيته السلمية.

مكتبة المولى البرغاني:

كانت عائدة إلى الفقيه والمحدث الكبير المولى محمد صالح بن المولى محمد البرغاني القزويني المتوفى بالحائر الشريف سنة 1283 هـ، وقد ورثها عن جده ألأكبر المولى الشيخ محمد كاظم الطالقاني الحائري ، الذي كان من كبار العلماء والمدرسين في حوزة كربلاء العلمية بأواسط القرن الحادي عشر الهجري ، وقد حوت في عهد المولى البرغاني على آلاف الكتب في شتى المواضيع العلمية والدينية بضمنها تفاسير القرآن وكتب الحديث ، الفقه والتاريخ الإسلامي والفلسفة والمنطق ، ومن نوادر المخطوطات فيها : كتاب

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 305

«من لا يحضره الفقيه»، و «شرح اللمعة الدمشقية» و «مخزن ألأبرار» و «معتصم الشيعة» و «النخبة» و «عيون ألأصول» وكانت مكتبة عامرة كذلك بالكتب المخطوطة النفيسة ، أشار إليها اصحاب الرجال والسير منهم: العلامة السيد محسن العاملي في كتابه «أعيان الشيعة» والشيخ آغا بزرك الطهراني في موسوعته «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» ، إنتقلت بعد وفاة المولى محمد صالح البرغاني إلى أبناءه وأحفاده جيلا بعد جيل ، حتى إستقرت أخيرا في ملكية أحد أبناء أحفاده ، وهو الشيخ الفاضل عبود بنالشيخ حسن الشهيدي الصالحي (البرغاني) الذي إهتم بتوسيعها ، بأن اضاف إليها عدة آلف مجلد كتاب جلبها من أسفاره لخارج العراق ، ولا تزال هذه المكتبة قائمة في بيته الكائن بعقد (زقاق) المائية في محلة المخيم بكربلاء حتى يومنا هذا ، لكنه هو (الشيخ عبود) هاجر كربلاء وسكن مدينة قزوين منذ عدة سنوات ، حيث يتفرغ ألآن للتحقيق والتأليف وطبع الكتب المخطوطة منها: التقريرات الفقهية للمولى البرغاني ، ودائرة المعارف الشيعية التي تقع في عشرات المجلدات.

مكتبة الطهراني:

خزانة كتب قديمة أوجدها العالم والمرجع الديني الكبير الشيخ عبدالحسين الطهراني المعروف بـ (الشيخ العراقين) والمتوفى سنة 1285 هـ ، وقد أوقفها على أن يكون الواقف من بعده نجليه الشيخ علي والشيخ مهدي، وكات تحتوي على كل ما هو نفيس وثمين جدا، من الكتب والمخطوطات بضمنها النسخة اليتيمة ، لترجمة العلامة الخواجة نصير الدين الطوسي لأحد الكتب اليونانية القديمة ، وقد قام المتحف البريطاني بابتياعها والحصول عليها بطرق ملتوية ، وتعتبر هذه النسخة الوحيدة من المحفوظات ألأثرية لهذا المتحف العالمي الشهير ، كما كانت تضم أيضا كتاب «العين» للخليل بن أحمد الفراهيدي ، وكتاب «المحيط» للصاحب بن عباد ، وقد تبعثرت هذه الخزانة النفيسة فيما بعد وفاة مؤسسها ونجليه ، وتم نقل أكثر مخطوطاتها إلى المكتبة الجعفرية الكائنة بالمدرسة الهندية ،و قد تطرق لذكر نماذج من الكتب

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 306

الثمينة بها، المؤرخ العربي المعروف جورجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية».

مكتبة المازندراني:

وهي عائدة إلى العالم والمجتهد والمرجع الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري المتوفى سنة 1309 هـ ، وقد جمع فيها أمهات الكتب ، والمصنفات العلمية والفقهية والتاريخية ومجاميع من المخطوطات الثمينة ، ومن أهم نفائس الكتب التي كانت فيها ، كتاب «العين» للخليل بن احمد الفراهيدي، وقد تطرق لذكرها جرجي زيدان ، في كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية» وبعد وفاة مؤسسها إنتقلت إلى نجله ألأكبر العلامة الشيخ حسين المتوفى سنة 1339 هـ ، ومن ثم إلى حفيده الشيخ أحمد بن الشيخ حسين المتوفى سنة 1376 هـ ،وبعد وفاة هذا ألأخير تبعثرت وتفرقت الكتب بها ، ولم يعد يعرف عنها شيء اليوم.

مكتبة السيد عبدالحسين الكليدار:

وكانت تعتبر في طليعة المكتبات العلمية القيمة في العراق خلال النصف ألأول من القرن الرابع عشر الهجري ، لما إشتملت عليه من أنفس المخطوطات ، وأثمن المطبوعات ، وأغنى المواضيع والمواد العلمية والتاريخية وألإجتماعية ونظرا لأهميتها العلمية والتاريخية فقد نوّه بها عدد من المؤرخين، منهم العالم الرجالي المعروف الشيخ آغا بزرك الطهراني ، الذي اشار لبعض كتبها النادرة في أجزاء من موسوعته القيمة «الذريعة إلى تصانيف الشيعة»«آداب اللغة العربية» ، وكانت إلى جانب ذلك كمنتدى للأدباء والشعراء والعلماء ، وقد زارها عدد من كبار المستشرقين ، بينهم المستشرق الفرنسي «ماسينيون» ، والمستشرقة البريطانية «مس بيل» ، ولكن لم تدم طويلا ، إذ شب فيها الحريق وطالها التلف أثر حادثة حمزةبيك المعروفة سنة 1333 هـ ، ثم أعادها إلى الوجود مؤسسها بشراءه الكتب وإستنساخ بعض المخطوطات النادرة التي تبحث بمواضيع تاريخية

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 307

وعلمية شتى، وقد إنتقلت بعد وفاته سنة 1380 هـ إلى نجله السيد صالح الكليدار، الذي كان قد اولى سدانة الروضة الحسينية الشريفة في حياة والده السيد عبدالحسين ، حينما عزف ألأخير عن هذه المهمة لنجله متفرغا للبحث والمطالعة والتأليف ،وقد قام مؤخرا حفيده السيد عادل بن السيد صالح الكليدار بتنسيق وتنظيم وتبويب الكتب الموجودة فيها ، مضيفا إليها مجاميع من الموسوعات العلمية والتاريخية وألإجتماعية.

مكتبة القزويني:

أنشأها العلامة السيد إبراهيم القزويني صاحب «الضوابط» والمتوفى سنة 1262 هـ ، غشتملت على كتب الحديث والفقه والتفسير والتاريخ واللغة وألآداب وكذا مجاميع من المخطوطات النفيسة والنادرة بما يزيد على (200) مخطوطة ، تولى إدارتها بعد وفاة مؤسسها نجله العالم الفاضل السيد باقر القزويني المعروف بـ «الشهيد آغا بزرك»، ومن ثم حفيده العلامة السيد حسين القزويني أحد رجالات الثورة العراقية الكبرى المتوفى سنة 1267 هـ ، غير أن هذه المكتبة تعرضت للحريق سنة 1330 هـ ، ولم يسلم من الحرق سوى عدد قليل من كتبها ، ومن أهم الكتب المتبقية منها كتاب «المحيط» للصاحب بن عباد ، و «مناسك الشاهوردية» ، و «نتائج ألأفكار» ، و الطريف أن صاحب ومؤسس هذه المكتبة ـ السيد إبراهيم القزويني ـ كان هاويا بالتعليق كتابة وبخط يده على هوامش أكثر الكتب التي إحتفظ بها في مكتبته ، وخاصة تلك التي تعالج القضايا الفلسفية والحكمية ، ولا تزال آثار تعليقاته هذه موجودة حتى اليوم.

مكتبة الشيخ الخوئي:

مكتبة بائدة ، كان قد أسسها العلامة الشيخ أبوالقاسم بن الشيخ عبدالله الخوئي المتوفى سنة 1364 هـ ، كان عالما ومحققا فذا ، إشتهر أمره بالتدريس والبحث العلمي في مدرسة «صدر أعظم النوري» بكربلاء وتخرج عليه عدد كبير من العلماء والفضلاء ، غير أنه كان خافت الذكر ، صلى على

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 308

جثمانه المرجع الديني ألكبير المرحوم السيد ابو الحسن الموسوي ألأصفهاني.
جمع في مكتبته الكثير من الكتب النفيسة والثمينة جدا، لكنها تفرقت بعد وفاته ، إذ بيع أكثرها في مزاد علني ، قيل في حينه أن المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن ألأصفهاني ، قد إشترى قسما من كتبه، كما شوهد بعض المخطوطات النفيسة العائدة لمكتبة الشيخ الخوئي في المكتبة العامة لروضة ألإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة ، ومن جملة مخطوطاتها التي تحتفظ بها المكتبة الرضوية العامة حتى اليوم: كتاب «تعقيبات الصلاة» للسد كاظم بن باقر الموسوي الكشميري الحديبيلي ، وكتاب «الحسينية في ألأصو الدينية والفروع العبادية » للمولى عز الدين جعفر بن شمس الدين ألآملي و كتاب «شاهان در كربلاي معلى» وهو كتاب فارسي يرجع تاريخ تأليفه إلى سنة 1138 هـ .
وللمرحوم الشيخ أبي القاسم الخوئي مؤلفات لا تزال مخطوطة منها: كتاب «إزالة ألأوهام عما إشتهر في ألسماء وألأعلام».

مكتبة البغدادي:

أسسها العلامة السيد علي بن السيد مهدي البغدادي ، وكان من العلماء الأفاضل في كربلاء ن وقد جمع بها الكثير من الكتب الخطية والمطبوعة ، لكن هذه الكتب توزعت بين ورثته فبيع أغلبها ونقل عن العلامة السيد مرتضى الطباطبائي الحائري المتوفى سنة 1389 هـ قوله: كان المرحوم السيد علي البغدادي من تلامذة العلامة الكبير السيد الميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني المتوفى بكربلاء سنة 1315 هـ ، وله إجازة منه في ألإجتهاد ، ومن مؤلفاته المطبوعة «رسالة في الكر»

مكتبة السيد عاشور:

مؤسسها السيد طالب السيد عاشور ، كانت تضم كتبا مستنسخة ، كان

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 309

صاحبها مولعا وهاويا بجمعها وألإحتفاظ بها في مكتبته ، ونقل عن العالم البحاثة المرحوم السيد عبدالحسين الكليدار صاحب «تاريخ كربلاء المعلى» قوله: أن كتاب «الدر النظيم» لمؤلفه جمال الدين الشامي وهو كتاب ثمين وقيم جدا ، توجد نسخة منه عند ورثة السيد طالب السيد عاشور ، وهي مستكتبة من على النسخةالتي كانت موجودة بمكتبة الشيخ عبدالحسين الطهراني.

مكتبة أبي الحب:

كانت تعود في ألأصل إلى الخطيب الكربلائي الشهير والذائع الصيت الشيخ محسن بن الحاج أبي الحب والمتوفى سنة 1305 هـ ، وإشتملت على أمهات الكتب في الفقه والتاريخ ألإسلامي وألأدب والشعر واللغة ومجاميع من المخطوطات النفيسة ، وإنتقلت بعد وفاته إلى نجليه وهما : الخطيب الشيخ محمد حسن أبو الحب والدكتور جليل أبو الحب.

مكتبة السيد الحائري:

أسسها العالم الفاضل السيد علي أكبر بن السيد مير حسين القزويني الحائري ، الذي ترجمه العالم النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني بقوله: كان من أهل الفضل والمعرفة في كربلاء ، وكانت لديه مكتبة نفيسة ، وقف كثيرا منها على المنتفعين وجعل التولية للسيد هاشم القزويني المتوفى بكربلاء سنة 1327 هـ ،رأيت جملة من تلك الكتب في مكتبة مدرسة الهندي ـ المكتبة الجعفرية ـ وكانت وفاة المترجم له بعد سنة 1300 هـ ، وبعد وفاة متوليها (السيد هاشم القزويني) تم نقل جل كتبها إلى مكتبة المدرسة الهندية.

مكتبة السيد محمد باقر الحجة:

كانت تعتبر في حينها من خزائن الكتب النفيسة جدا ، حوت مخطوطات ومطبوعات ناهز عددها في بداية تأسيسها ثلاثمائة مجلد كتاب، كان قد جرى

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 310

تجميعها منذ عهد العالم الكبير السيد علي طباطبائي صاحب «الرياض» ، وإنتهى بها المطاف إلى أحد ابناء أحفاده وهو السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي المتوفى سنة 1331 هـ ، وإنتقلت بعد وفاته إلى نجله السيد محمد صادق بن محمد باقر الحجة المتوفى سنة 1337 هـ ، وبعد وفاة هذا ألأخير وزعت كتبها بين نجليه العالم الفاضل السيد باقر الحجة ـ نزيل مدينة مشهد المقدسة ـ وإبن عمه العالم المرجع السيد عبدالحسين الحجة بن السيد علي المتوفى سنة 1363 هـ ، ولا يزال قسم من كتب هذه المكتبة موجودا في مدرسة المجاهد العلمية.

مكتبة السيد عبدالحسين الحجة:

إشتملت في حينها على الف ومئتي مجلد كتاب بين مطبوع ومخطوط ، وقد عنى وإهتم بها صاحبها المرحوم السيد عبدالحسن الحجة ، وزاد عليها مجاميع كبيرة من الكتب المطبوعة ذات القيمة العلمية ، وقد بيعت بمجملها بعد وفاته سنة 1363 هـ ، إلى قريب له وهو السيد محمد مهدي الحجة الطباطبائي. وكانت توجد بينالكتب النفيسة والقيمة فيها ، نسخة خطية نادرة لكتاب (عمدة الطالب في أنساب أبي طالب) لمؤلفه السيد أحمد مهنا الداودي ، ونسخة يتيمة لكتاب (مغنى اللبيب) في قواعد اللغة العربية لمؤلفه إبن هشام جمال الدين عبدالله بن يوسف بن احمد بن عبدالله ألأنصاري ، المولود في القاهرة سنة 708 هـ والمتوفى سنة 761 هـ ، وقيل في حينه أن فريقا من المصريين المعنيين بالمخطوطات ألأثرية ذهب إلى كربلاء لشراء هذه النسخة الثمينة والنادرة ، بغرض طبعها ونشرها ، إلا أن صاحبها السيد محمد مهدي إمتنع عن بيعها فبيعت بعد وفاته ، ولا تزال البقية الباقية من كطتبها المطبوعة والمخطوطة موجودة في العمارة الملحقة بمدرسة حسن خان العلمية ، وقد تولى ألإشراف عليها ، نجل صاحبها ألأخير «السيد محمد مهدي» المذكور آنفا وهو السيد عباس الحجة.

السابق السابق الفهرس التالي التالي