تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 232

كتابا عن جده الميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني سماه «أحوالات الميرزا محمد حسين الشهرستاني».
* * *

أسـرة آل زيـنـي :

أسرة علمية برز فيها عدد من العلماء وألأدباء والخطباء ، يرتقي نسبها إلى العلامة السيد علي بن السيد سيف الدين من سلالة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ، والذي إختار في الحائر الشريف في اواخر القرن الثاني عشر الهجري ، بنى لنفسه دارا في مدينة كربلاء وإتخذهامسكنا له ، وهي تقع في محلة آل عيسى ، يرجع تاريخ بناءها غلى سنة 1173 هـ حسبما تنص بذلك وثيقة تمليكها.
من أعلام هذه ألأسرة : السيد محمد بن أحمد بن زين الدين بن السيد علي المتوفى سنة 1216 هـ ، وقد عرف بالزيني البغدادي ، كان شاعرا يشار له بالبنان ، ترك آثارا أدبية وشعرية منها هذه ألأبيات القليلة في مديح آل بيت رسول الله صلى ألله عليه وآله وسلم:
هذي منازل آل بيت المصطفى فإلثم ثراها وإكتحل بغبارها
هي بقعة الوادي المقدس فإخلع النعلين إن أصبحت من حضارها
هي مهبط الأملاك وألأرض التـي جبريل عبدٌ من عبيد مزارها

وألأديب الشاعر السيد جواد بن السيد محمد بن أحمد بن زين الدين المتوفى في سنة 1247 هـ ، وقد إشتهر بالسيد جواد سياه پوش (أي ذي أللباس ألأسود) كان إخباريا متشددا في طريقته وشاعرا هجاءا ، له قصيدة هجا بهاأهل بغداد في عصره.
والخطيب السيد عبدالرزاق بن السيد كاظم بن السيد جعفر بن السيد حسين بن السيد أحمد بن زين الدين المتوفى سنة 1373 هـ .
ولا يزال أفراد من هذه ألأسرة يسكنون حتى يومنا هذا ، وكان عميد هذه

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 233

ألأسرة حتى لوقت قريب هو السيد سعيد زيني صاحب مكتبة السعادة في كربلاء.
* * *

أسرة الشيخ خلف :

أسرة علمية تنتسب لعشيرة (الزوبع) نبغ فيها العالم الجليل والفقيه الضليع الشيخ خلف بن عسكر الحائري ، الذي إختار السكن في كربلاء مشتغلا بالتدريس والتحقيق والتدقيق حتى وافاه ألأجل المحتوم بداء الطاعون الجارف سنة 1246 هـ ، وكان من أبرز تلامذة السيد علي الطباطبائي صاحب « الرياض» لازمه ملازمة الظل طوال حياة أستاذه ، و أعقب أنجالا ثلاثة سلكوا نسلك والدهم الروحي في إمامة الجماعة والتدريس والقيام بالوظائف الشرعية وهم على التوالي:
1 ـ الشيخ حسين المتوفى بعد سنة 1346 هـ ، خلف نجلين هما : الشيخ علي والشيخ صادق.
2 ـ الشيخ عبدالحسين أعقب ولدين فاضلين هما : الشيخ باقر والشيخ حسن.
3 ـ الشيخ محمد الذي كان عالما فاضلا نال سمعة حسنة وذكرا حميدا.
ولا تزال أفراد من ذرية هذه ألأسرة يقطنون في كربلاء حتى يومنا هذا.
* * *

أسرة ألأمير السيد علي الكبير:

أسرة علمية علوية ينتهي نسبها إلى زيد بن ألإمام علي زين العابدين إبن الإمام الحسين عليهما السلام ، وكان رأس هذه ألأسرة وهو السيد منصور بن أبي المعالي ، قد هاجر إلى كربلاء وإستوطنها في القرن الثاني عشر الهجري.
من مشاهير ألأعلام في هذه ألأسرة : ألأمير السيد علي الكبير بن السيد منصور بن أبي المعالي ، كان من فطاحل العلماء في عصره ، وبرز إسمه

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 234

كواحد من كبار تلامذة الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف البحراني صاحب «الحدائق الناضرة» ، ولكن لم تدم حياته طويلا بعد وفاة أستاذه الكبير إذ توفى في سنة 1207 هـ وهي نفس سنة وفاة الوحيد البهبهاني في الحائر الشريف.
ومن أسرته تفرعت عدة أسرعلمية من أشهرها : أسرة العلامة الكبير السيد محمد علي هبة الدين الحسيني الشهرستاني ، ونسبته الشهرستاني هي بسبب مصاهره والده السيد حسين بن السيد محسن بن السيد مرتضى بن السيد محمد بن ألأمير السيد علي الكبير الكسيني الحائري بأسرة الشهرستاني المعروفة في كربلاء ، كان عالما ذا شأن ومنزلة كبيرين وشاعرا مبدعا وكاتبا قديرا وسياسيا مخضرما ، تولى وزارة المعارف في حكومة عبدالرحمن النقيب الثانية ، و كان من رجالات الثورة العراقية الكبرى وشغل مقعدا في البرلمان العراقي نائبا عن بغداد ، له مؤلفات كثيرة منها «نهضة الحسن» و «الهيئة وألإسلام» و «جبل قاف» و «الدلائل والمسائل» و «ما هو نهج البلاغة» و حلال المشاكل» و وظايف زنان» وهو كتاب فارسي في واجبات النساء ، و «وجوب صلاة الجمعة» و «ذو القرنين وسد يأجوج ومأجوج» و غيرها من الكتب والكراسات الثقافية والدينية ، وكان قد أسس في سنة 1360 هـ مكتبة عامرة بالكتب ألإسلامية في صحن روضة ألإمامين الكاظمين بمدينة الكاظمية سماها مكتبة الجوادين ، نقل إليها كتبه وأضاف عليها بالتدريج مجموعات كتب متنوعة ، حتة أصبحت من أعظم المكتبات العامة في العراق ، وقد خصص فيها مكانا لشخصه كان يستقبل فيه رجالات البلد من علماء وسياسيين وجامعيين ، وكانت توجه إليه ألأسئلة المختلفة من شتى بقاع البلاد وخارجها فيجيب عليها بلغة عصرية مبسطة وقد جمع بعض هذه ألأسئلة وأجوبتها وطبعها في عدة مجلدات توفى سنة 1386 هـ .
* * *

أسرة الحكيــم :

من ألأسر العريقة في كربلاء وهي من سلالة عبدالله بن ألإمام موسى الكاظم عليه السلام إستوطنت مدينة الحسين في القرن الثاني عشر الهجري ، إشتهر

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 235

من بين أفرادها: السيد مهدي بن السيد خليل بن السيد إبراهيم بن السيد محمود بن السيد عبدالعزيز بن السيد عمران بن ألسيد جعفر بن السيد إدريس ، كان عالما وأديبا فاضلا ، كما كان طبيبا حاذقا ، وكانت له خزانة كتب تضم مجموعة لا بأس بها من المخطوطات الطبية ، توفى سنة 1318 هـ ولقب عقبه بآل الحكيم الشهرستاني نسبة لمصاهرتهم بأسرة العالم والمرجع الديني الكبير السيد محمد مهدي الموسوي الشهرستاني المتوفى سنة 1216 هـ ، خلف أربعة أبناء هم : السيد أحمد والسيد حسين والسيد محمد علي والسيد حسن ، ومن ذريته اليوم الخطيب وألأديب محمد علي صدر الدين بن السيد حسن بن السيد مهدي صاحب مجلة «رسالة الشرق » الكربلائية.
* * *

أسـرة كـدا علي «آل صالح»:

أستوطنت هذه ألأسرة مدينة كربلاء في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، وكبيرها هو الشيخ محمد صالح بن مهدي بن الخطاط آغا محمد جعفر بن ألأمير فضل علي خان الملقب بـ «كدا علي بيك النوري الحائري» المتوفى سنة 1288 هـ ، كان من مراجع التقليد وكبار العلماء في عصره ، حظي بسمعة حسنة ومكانة محترومة بين مختلف فئات اهالي كربلاء في حينه، خلفه نجله العالم الفاضل الشيخ مهدي بن الشيخ محمد صالح المتوفى سنة 1340 هـ فإقتفى سيرة والده في التصدي لشؤون الفتيا والتدريس وإقامة الجماعة في صحن الروضة الحسينية الشريفة ، أعقبه نجله الشيخ صالح بن الشيخ مهدي بن الشيخ محمد صالح المتوفى سنة 1352 هـ ، كان عاملا جليلا ، يقيم الجماعة في جامع يقع قرب باب السدرة من أبواب صحن الروضة الحسينية ، له كتاب «شرح على قانون ألأصول» ، وأعقب هذا ألأخير نجله الشيخ مرتضى بن الشيخ صالح بن الشيخ مهدي ولا يزال أفراد من هذه ألأسرة يقطنون مدينة كربلاء ، من اشهرهم : الدكتور عبدالرزاق بن الشيخ مرتضى بن الشيخ صالح المعروف بالشهرستاني ، نظرا لمصاهرته ببيت الشهرستاني المعروف في كربلاء.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 236

أسرة أبي الحب:

أسرة علمية معروفة في كربلاء إشتهر أفرادها بالفضل وألأدب ونظم الشعر ، إستوطنت مدينة كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري ، وهي تنتسب لقبيلة «آل خثعم» التي كانت تقطن منطقة الحويزة ، وقد برز في أفرادها علماء وخطباء وشعراء من مشاهيرهم :العالم والخطيب الشاعر الشيخ محسن بن الحاج محمد أبوالحب الخثعمي الحويزي الحائري المولود سنة 1235 هـ والمتوفى في الحائر الشريف سنة 1305 هـ ، له ديوان شعر مخطوط بعنوان «الحائريات» كانت نسخته ألأصلية محفوظة في مكتبته الخاصة ، ويحوي ديوانه هذا قصائد دينية جلها في رثاء آل بيت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم ، ومن قصائده التي إشتهرت كثيرا في المجالس والمحافل الحسينية قوله:
أعطيت ربي موثقا لا ينتهي إلا بقتل فإصعدي وذريني
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني
هذا دمي فلترو صادية الظبا منه وهذا بالرماح وتيني
هذا الذي ملكت يميني حبسة ولا تبعته يسرتي ويميني
خذها إليك هدية ترضى بها يا رب أنت وليها من دوني
أنفقت نفسي في رضاك ولا أرا ني فاعلا شيئا وأنت معيني
ما كان قربان الخليل نظير ما قربته كلا ولا ذي النون
هذي رجالي في رضاك ذبائح ما بين منحور وبين طعين
رأسي وأرؤوس أسرتي مع نسوتي تهــدى لرجس في الضلال مبين
وإليك أشكو خالقي من عصبة جهلوا مقامي بعدما عرفوني

ومن هذه ألأسرة : الفقيه والخطيب الشيخ محمد حسن بن الشيخ محسن بن الحاج محمد أبو الحب الحائري ، المولود سنة 1255 هـ والمتوفى سنة 1357 هـ ، ونجله الخطيب والشاعر الشهير الشيخ محسن بن الشيخ محمد حسن أبوالحب الحائري ، المولود سنة 1305 هـ والمتوفى سنة 1368 هـ ، وكان ئاعرا مكثرا مطبوعا، قوي الحافظة، فصيحا ،جريئا ، له ديوان مطبوع سجل فيه تاريخ عصره وأحداث زمانه ومن شعره في مناهضة

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 237

الحكم البريطاني ألإستعماري في العراق قال:
ألا فإنهضوا إن الجهاد لواجب ولا تقعدوا يا عصبة المجد والكرم
أما تنظروا إخوانكم دخلوا الوغى بعزم وحزم والشجاعة والهمم
يحامون عن أوطانهم فكأنهم أسود شرى عاثت بجمع من الغنم
على الكفر صالوا وألإله يمدهم بنصر ومنهم كافر قد ما سلم
لقد تركوا أبناء لندن آكلة وأجسادهم صارت لذؤبانهم طعم
أبادوا جنود ألإنجليز ومزقوا من الكفر جمعا بعد ذا ليس يلتئم
بريطانيا مخذولة لا محالة وقد لبست ثوبا من الذل والعدم
بريطانيا يا عرب خانت وضيعت عهودكم وألله منها قد إنتقم
إلى أين يأوي ألإنجليز وكلما تحاربه بالسيف والرمح والقلم
فيرجع مقهورا ذليلا وجيشه به الذل من الجوانب قد ألم

ولهذه ألأسرة أعقاب يزاولون مهنة الطب والهندسة والتدريس في الجامعات الحديثة.
* * *

أسرة البرغاني:

أسرة علمية إشتهرت في بداية أمرها بمدينة قزوين في إيران على عهد كبيرها المولى محمد البرغاني المتوفى سنة 1200 هـ ، خلفه نجله المولى الشيخ محمد تقي البرغاني المعروف بالشهيد الثالث ، والذي قتل على يد الفرقة البابية في إيران سنة 1264 هـ .
هاجر نجله ألآخر المولى الشيخ محمد صالح البرغاني إلى كربلاء وإستوطنها حتى تاريخ وفاته في سنة 1283 هـ ، وبسببه إشتهرت أسرة البرغاني وعلا أمرها في كربلاء ، والتي عرفت فيما بعد بـ «آل الصالحي» ، وكان هو عالما فحلا ومرجعا للفتيا وإماما للجماعة في صحن روضة سيدنا الحسين عليه السلام ، إشتهر بزهده وتقواه ، وقيل إنه إنبرى لدحض ألأفكار الفلسفية للشيخ أحمد ألأحسائي المتوفى سنة 1242 هـ الذي نهض بأعباء التدريس وإقامة الجماعة في مكان والده الراحل طوال سنوات حياته.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 238

ومن أعلام هذه ألأسرة في كربلاء : العلامة الكبير الشيخ الميرزا علي نقي بن الشيخ حسن البرغاني المتوفى سنة 1320 هـ ، عالم كبير وفقيه ماهر تتلمذ لدى الشيخ الميرزا حبيب ألله الرشتي وغيره من كبار علماء زمانه ، تصدر درس الخارج في كربلاء وكان له بحث عامر يحضره النابهون وكبار أهل العلم وعرف بالتعمق في الفكر ودقة النظر ، له كتاب في أصول الفقه منأول مباحث ألألفاظ إلى آخر بحث وقوع ألأمر عقب الحظر ، توجد نسخة منه في مكتبة حفيده الشيخ عبود بن الشيخ حسن بن علي نقي الصالحي (البرغاني) ـ نزيل مدينة قزوين حاليا) ـ .
والشيخ الميرزا علامة بن الشيخ حسن بن المولى محمد صالح البرغاني كان عالما كاملا وفاضلا تقيا ، قرأ على المولى حسين ألأردكاني في كربلاء ، والميرزا حبيب ألله الرشتي في النجف ، إشتغل بالبحث والتدريس في حوزة كربلاء إلى أن توفى سنة 1310 هـ .
ولأسرة البرغاني علماء وفضلاء وخطباء منتشرون في العراق وإيران.
* * *
أســرة آل الهــر:

من ألأسر المعروفة في كربلاء بالعلم وألأدب ، برز فيها العديد من أهل الفضل وألأدب والشعر ، وهي فخذ من عشيرة (الطهامزة) المتشعبة عن قبيلة (الخفاجة) ، وكان الشيخ أحمد بن عيسى الهر الحائري ، أول فرد في هذه ألأسرة يهاجر إلى كربلاء في أوائل القرن الثاني عشر الهجري ، ويجاور الحائر الشريف لسنوات حياته المتبقية ، من مشاهيرها في كربلاء : الشيخ قاسم بن محمد علي بن أحمد بن عيسى الهر الحائري المتوفى سنة 1276 هـ ، كان عالما فاضلا وشاعرا لبقا ، حسن البديهة ، مرتجلا لقصائد شعرية كثيرة منها قوله في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
لما دعاهم للقتال فداؤه روحي وقل له عظيم فداء
بالطف نجل محمد ووصيه وإبن البتول ووالد النجباء
لم أنسه لما رأى أصحابه صرعى بلا غسل على الرمضاء


تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 239

وبقى فريد العصر فردا بينهم إذ لا نصير له على ألأعداء
فغدى إلى نحو الخيام مودعا حرم النبي وجملة ألأبناء
أسفي له نادى لزينب أخته يا أخت قومي قبل وشك فناء
قومي إلى التوديع يا إبنة حيدر لا تجزعي من موضـع ألأرزاء
ولتشكري فيه أخية وأحمد الرحمن من السراء والضراء
وعليـك بالصبر الجميل وبالتقى بعدي إذا جدلت في الغبراء
وبطاعة السجاد نجلي أنه خلف لكم يا عترتي ونسائي

والشيخ كاظم بن صادق بن محمد بن أحمد الهر الحائري المتوفى سنة 1330 هـ ، ولعله أشهر فرد في أسرة الهر العلمية وألأدبية ، شب وترعرع على حي العلم والكمال ، فقد درس المقدمات وسهر على علمي الفقه وألأصول بالدراسة على أفذاذ عصره ، فكان مثالا صالحا ومفخرة تعتز به كربلاء ، وكانت له حوزة للتدريس في مدرسة حسن خان ، وله ديوان شهر جله في مدح آل البيت (صلوات ألله عليهم أجمعين) لم يزل مخطوطا ، ترجمه السيد محسن ألأمين العاملي في «أعيان الشيعة» ، والشيخ محمد السماوي في «الطليعة» والسيد سلمان هادي الطعمة في كتابه «شعراء من كربلاء» بوصفه شاعرا وأديبا شهيرا إلى جانب علمه وفضله وتدينه ، له قصائد مطولة ومنه مرثية في ألإمام الحسن بن عليه عليهما السلام ، وثانية في ألإمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام وثالثة في رثاء ألإمام جعفر الصادق عليه السلام ، ورابعة في ألإمام باب الحوائج موسى بن جعفر عليهما السلام وخامسة في ألإمام محمد الجواد عليه السلام مما جعل البعض يعتقد أنه رثى جميع ألأئمة ألأطهار (عليهم السلام) .
والشيخ جعفر بن الشيخ صادق الهر الحائري ، كان أحد أعلام كربلاء وأفاضلها ، ولد سنة 1267 هـ وتوفى في الحائر الشريف سنة 1347 هـ ،ودفن في رواق الحضرة الحسينية قريبا من قبر صاحب الرياض وعمره ثمانون سنة درس على الشيخ زين العابدين المازندراني ، ولما نال الحظوة الكافية من العلم إنفرد بالتدريس وتخرج على يده جماعة من طلاب العلوم الدينية ، قال صاحب «الطليعة» : كان فاضلا مشاركا في العلوم ، أديبا شاعرا ، هو اليوم

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 240

مدرس بكربلاء وإمام جماعة تقام به الصلاة في حرم العباس (عليه السلام).
ومن شعره في رثاء علي ألأكبر بن الحسين شهيد الطف:
بقلبي أوقدت ذات الوقود رزايا الطف لا ذات النهود
شباب بالطفوف قضى شهيدا يشيب لرزئه رأس الوليد
شبيه محمد خلقا وخلقا وفي نطق وفي لفتات جيد
وفي وجه يفوق البدر نورا وفي سيمائه اثر السجود

والشيخ جواد بن الشيخ كاظم بن صادق الهر الحائري المتوفى سنة 1347 هـ كان من أهل العلم والفضل وألأدب ، درس على والده وجملة من العلماء المعاصرين له في مدرسة حسن خان الدينية ، نظم في كفاة الفنون الشعرية ، وشعره تقليدي حافل بالصور الكلاسيكية ، وكان يكنى نفسه بشاعر آل كمونة.
والشيخ موسى بن الشيخ جعفر بن صادق الهر الحائري المتوفى سنة 1369 هـ كان عالما ورجلا صالحا حسن ألأخلاق طيب المعشر ،أخذ العلم من أساتذة الحوزة العلمية في كربلاء ، له قصائد دينية وتعليقات وتقاريض لبعض الكتب الهامة.
* * *

أسرة خيـر الديـن:

يرجع نسب هذه ألأسرة إلى ألإمام موسى الكاظم عليه السلام ويرجع عهد إستيطانها في كربلاء إلى القرن الثاني عشر الهجري ، فجدها ألأكبر هو السيد نوازش علي آل خير الدين الموسوي الهندي الحائري المتوفى بحدود سنة 1270 هـ ، كان من ذوي المكنة والثراء ومعظما عند السلاطين وألأمراء في الهند ، هاجر من لكنهو (الهند) إلى العراق فجاور مرقد الحسن عليه السلام في كربلاء ، ولشدة ورعه وكثرة تقواه حظي بثقة الحجة الكبير السيد إبراهيم القزويني صاحب «الضوابط» ، وإشتهر حفيده السيد حسين بن السيد محمد علي بن السيد نوازش خير الدين المتوفى سنة 1358 هـ ، بعلمه وفضله في

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 241

كربلاء ، ذكره العالم النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «نقباء البشر» فقال: من العلماء ألأعلام ، نشأ على ابيه في الحائر المقدس وولع بطلب العلم فقرأالمقدمات والسطوح ، وحضر على علماء كربلاء ومدرسيها ألأفاضل حتى كمّل وبرع وكتب تقريرات درسوهم منها: مجلد مباحث ألألفاظ في ألأصول و (التعالدل والتراجيح) ، رأيته عنده بخطه إلى غير ذلك من آثاره . . . الخ ، والسيد محمد علي بن السيد حسين بن السيد محمد علي المتوفى سنة 1394 هـ كان عالما فاضلا مصنفا حسناشعر إمتلك خزانة كتب ورثها عن آبائه ، درس على السيد أبي الحسن ألأصفهاني والميرزا النائيني والشيخ آغا ضياء العراقي ، وإهتم بالبحث والتدريس في حوزة كربلاء ،وكان إلى وقت قريب يقيم الجماعة في صحن ألروضة العباسية ، خلف عدن أنجال أكبرهم السيد محمد الذي يقوم مقام والده في إقامة صلاة الجماعة.
* * *

أسرة المازندراني (الهزار جريبي) :

أسرة علمية دينية برزت في كربلاء المقدسة في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ، وإحتفظ أفرادها من جيل لآخر بشهرتهم الدينية والعلمية حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري ، وكان رأس هذه ألأسرة الشيخ أبو الحسن بن الشيخ محمد بن عبدالهادي الهزار جريبي المازندراني، قد هاجر من إيران برفقة زميله في الدرس ألآية العظمى الشيخ مرتضى ألأنصاري المتوفى في سنة 1281 هـ إلى كربلاء وإستوطنها مشتغلا بالدرس والبحث وشؤون الفتيا ومزاملا المرجع الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني (البارفروشي) حتى آخر أيام حياته في سنة 1206 هـ وقد رثاه خطيب كربلاء الشهير في حينه السيد جواد الهندي المتوفى سنة 1333 هـ بقصيدة غراء عزى فيها صديقه الشيخ زين العابدين وأرخ عام وفاته ، ذكره العلامة النوري في كتابه «دار السلام» وأطرى بشخصيته العلمية والدينية . حلفه نجله الشيخ عبدالهادي بن الشيخ أبي الحسن الحائري المازندراني،

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 242

كان من تلامذة المولى حسين ألأردكاني في الحائر الشريف . ثم لازم درس المجدد الشيرازي السيد الميرزا محمد حسن في سامراء لسنين طويلة ، وعاد إلى موطنه كربلاء مشتغلا بوظائفه الشرعية من تدريس وإمامة وإرشاد إلى أن توفى سنة 1353 هـ .
ونجله ألآخر هو الشيخ عبدالجواد بن الشيخ أبي الحسن الحائري المازندراني ، من كبار فقهاء ومدرسي الحوزة العلمية في كربلاء ، وكان يقيم الجماعة في الحرم الحسيني الشريف وإتسم بالزهد والورع إلى جانب تبحره في الفقه وألأصلول توفى سنة 1361 هـ .
ونجله الثالث هو الشيخ محمد حسن بن الشيخ أبي الحسن الحائري المازندراني ، وكان بدوره فقيها فاضلا إشتغل بالتدريس وألإرشاد بالحائر الشريف.
ومن هذه ألأسرة أيضا: الشيخ علي بن عبدالجواد بن أبي الحسن الحائري المازندراني ، والشيخ موسى بن محمد حسن بن أبي الحسن الحائري المازندراني ، والشيخ محمد مهدي بن عبدالهادي بن ابي الحسن الحائري المازندراني المتوفى سنة 1384 هـ ، وكان هذا ألأخير من أكابر خطباء المنبر الحسيني في العراق وعرف في عصره بشيخ الخطباء الكربلائيين ، له مصنفات كثيرة مطبوعة ، هي في جملتها شروح لأحوال ألأئمة ألأطهار عليهم آلاف التحية والثناء.
* * *

أسرة ألأسترابادي:

يرجع نسب هذه ألأسرة إلى سيدنا ألإمام الحسين بن علي عليهما السلام نزحت إلى كربلاء وإستوطنتها منذ القرن الثالث عشر الهجري ، من مشاهير ألأعلام فيها : العالم الفاضل السيد مصطفى بن السيد حسين ، من سلالة زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، ترجمه صاحب «أعيان الشيعة»بقوله : السيد مصطفى بن الحسين بن عبدالله المهتركلاهي الأسترابادي ـ نزيل كربلاء ـ

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 243

توفى قبل سنة 1280 هـ ، الفقيه الأصولي من تلامذة صاحب الفصول ـ الشيخ محمد حسين ألأصفهاني ـ وهو جد السادة ألأسترراباديين في كربلاء.
ومن فضلاء هذه ألسرة أيضا: الخطيب الشهير السيد حسن بن السيد علي بن السيد مصطفى ألأسترابادي المتوفى سنة 1366 هـ ، ونجلاه السيد محمد علي بن السيد حسن المتوفى سنة 1375 هـ والسيد محمد مهدي بن السيد حسن ، وكان خطيبين معروفين في كربلاء.
* * *

أسرة الكشميري:

إحدى أسر العلم والفضيلة المعروفة في كربلاء ، تنتسب إلى ألإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، إستوطنت الحائر الحسيني الشريف في القرن الثالث عشر الهجري ، وأشهر علماءها ألأعلام : السيد مرتضى بن مهدي بن محمد بن كرم الله الكشميري المتوفى في مدينة الكاظمية في سنة 1323 هـ ، وقد حمل جثمانه إلى كربلاء ودفن في الصحن الحسيني الشريف ، وكان من تلامذة الحجة العظمى الشيخ مرتضى ألأنصاري المتوفى سنة 1281 هـ .
ومن أعلام هذه ألأسرة أيضا : العالم الفاضل السد حسن بن السيد عبدالله الرضوي الكشميري الحائري المتوفى سنة 1328 هـ ، خلف أنجالا هم : السيد مصطفى بن السيد حسن بن السيد عبدالله ، والسيد محمد بن السيد حسن، والسيد محمد حسين بن السيد حسن ، وبرز في أنجاله السيد محمد المتوفى سنة 1376 هـ ، فقد كان له دور في الثورة العراقية الكبرى بقيادة الزعيم الروحي المجاهد الميرزا محمد تقي الشيرازي المتوفى سنة 1338 هـ ، عرف بوصفه من رجالات هذه الثورة.
* * *

أسرة الرشتي (الرشدي)

تنتسب إلى السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي المتوفى سنة

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 244

1259 هـ ، كان عالما ضليعا بالعلوم الفلسفية ، تتلمذ على الشيخ أحمد ألأحسائي ، وتزعم مقلديه بعد وفاته ، وشكل جماعة عرفت بالكشفية التي إعتبرها العلماء ألأصوليين والمجتهدون الكبار منحرفة في بعض المبادئ وألأسس الدينية المسلم بها ، لقب أعقابه بآل الرشدي ، إشتهر منهم نجله السيد أحمد بن السيد كاظم، كان عاملا هاويا بألآداب العربية ، ويقيم الجماعة بمكان والده في الصحن الحسيني الشريف ،وقد أغتيل في حادثة معروفة سنة 1259 هـ ، ترك ديوان شعر مخطوط ، والسيد حسن بن السيد كاظم ، والسيد قاسم بن السيد أحمد بن السيد كاظم المتوفى سنة 1360 هـ .
* * *

أسرة آل الداماد:

أسرة علوية قطنت كربلاء في القرن الثالث عشر الهجري وبرز ونبغ فيها العالم المحقق السيد الميرزا محمد صالح الداماد المعروف بـ (عرب) ، والمتوفى سنة 1303 هـ ، وهو نجل السيد حسين بن السيد يوسف الموسوي الحائري ، إشتهر بالداماد لأن والده صاهر العلامة السيد علي الطباطبائي «صاحب الرياض» على كريمته ، فإشتهر في كربلاء بـ (الداماد) ومعناه بالعربية «الصهر» نشأ وتربى في كربلاء وقرأ على خاله السيد مهدي نجل السيد علي صاحب «الرياض» ، والسيد إبراهيم القزويني صاحب «الضوابط» ، وإشتهر بالفضل والعلم وتفرغ للتدريس في حوزة كربلاء، حيث تخرج من تحت منبر درسه جمع من العلماء ألأفاضل ، وحظي بمكانة الرئاسة العلمية والزعامة الدينية في كربلاء ، ذكره صاحب «معجم المؤلفين» بقوله : محمد صالح عرب بن حسين الكربلائي الشيعي ألإمامي الهشير بعرب ، فقيه أصولي من تصانيفه : «زهر الرياض» وهو حاشية على «رياض المسائل»لجده السيد علي و «المهذب» في ألأصول وحاشية على «الروضة البهية» للشهيد ، وقال عنه صاحب «قباء البشر» : وكان شديد الغيرة على الدين ، كثير ألإهتمام في نشر معالمه وتوطيد دعائمه وحفظ حدوده وحمايتها ، خشية في ذات ألله لا تأخذه فيه لومة لائم ، شديدا في ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوائل شبابه وبداية أمره . . . الخ.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء 245

أسرة المازندراني (البارفروشي) :

أسرة إشتهر أفرادها من جيل لآخر بالعلم والفضيلة والمعرفة ، هاجرت من إيران وسكنت مدينة كربلاء في القرن الثالث عشر الهجري ، تنتسب لكبيرها وعميدها الفقيه النحرير والزعيم الروحي الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري المتوفى سنة 1309 هـ ، كان من أبرز أعلام الدين ورواد الفكر الإسلامي في عصره ، تولى الرئاسة العلمية والدينية في كربلاء ، خلف أنجالا نهجوا سبيله القويم هم : العلامة الشيخ حسين المتوفى سنة 1339 هـ، والذي قام مقام والده في إمامة الجماعة وشؤون الفتيا والتدريس بحوزة كربلاء ، وبرز بوصفه من أجلاء العلماء والمراجع في عصره ، والشيخ علي والشيخ محمد والشيخ عبدالله.
ومن هذه ألأسرة أيضا: الشيخ أحمد بن الشيخ حسين بن الشيخ زين العابدين المتوفى سنة 1376 هـ ، وكان من أهل العلم والصلاح معظما لشعائر الدين ، والكاتب ألإسلامي زين العابدين رهنما بن الشيخ علي بن زين العابدين المازندراني ، صاحب كتاب «حياة النبي»فارسي مطبوع.
* * *

أسرة البهبهاني:

أسرة علوية عريقة في العلم والفضيلة تنحدر من سلالة سيدنا ألإمام موسى الكاظم عليه السلام ، إستوطنت مدينة كربلاء في القرن الثالث عشر الهجري ، لمعت وبرزت ففي ذريتها وجوه علمية متميزة ، من مشاهير ألأعلام فيها : السيد حسين بن السيد إبراهيم بن السيد حسن بن السيد زين العابدين الموسوي البهبهاني الحائري المتوفى سنة 1300 هـ ، كان من أجلاء العلماء في كربلاء، يقيم اللجماعة في مسجد معروف بإسمه عند باب صحن روضة سيدنا العباس عليه السلام ، له تصانيف في الفقه وألأصول تلفت في بعض الحوادث على العهد التركي بكربلاء ، خلفه نجله السيد إبراهيم من تلامذة المجدد الشيرازي السيد الميرزا حسين الخليلي ، وكان هذا ألأخير من أفاضل العلماء والفقهاء

السابق السابق الفهرس التالي التالي