عقلية بني هاشم 38

يطير فيها بجناح أخضر طفا بهذا شرفا في المحشر

وصار يقاتلهم حتى قتل منهم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ، ثم علاه بسيفه عبد الله بن قطنة الطائي فقتله ، وفيه يقول سليمان بن قتة :
عين جودي بعبرة وعويل واندبي إن ندبت آل الرسول
ستة كلهم لصلب علي قد اصيبوا وسبعة لعقيل
واندبي إن ندبت عونا أخاهم ليس فيما ينوبهم بخذول
فلعمري لقد أصيب ذو القربى فبكى على المصاب الجليل

ودفنا مع شهداء الطالبيين (1) في حفرة واحدة عند رجلي الحسين (ع) وربما يتوهم البعض أن المرقد الذي بالقرب من كربلاء هو مرقد عون بن عبد الله أو يزعم البعض أنه مرقد عون بن علي بن أبي طالب (ع) وامه فاطمة

(1) انظر السيد جعفر بن السيد محم الأعرجي المتوفى سنة 1333 هـ مناهل الضرب في أنساب العرب ـ مخطوط ـ ، وتوجد نسخة منه لدى حفيده الأستاذ السيد باقر الأعرجي حاكم بداية البصرة اليوم وأخرى عند العلامة آغا بزرك الطهراني .
عقلية بني هاشم 39

بنت حزام الكلابية احد اخوة العباس الثلاثة ، وكلا القولين وهم صرف وإشتباه ، وانما هو قبر عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن احمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب (ع) كان في الحائر المقدس الحسيني وكانت له ضيعة على ثلاثة فراسخ عن بلد كربلاء ، فخرج اليها وأدركه الموت فدفن في ضيعته ، فكان له مزار مشهور وقبة عالية والناس يقصدونه بالنذور وقضاء الحاجات . . . الخ .
واليوم صار مرقده على الطريق العام الطريق المعبد ، يقع على جانب الأيسر لمن يقصد كربلاء المقدسة للقادم من قضاء المسيب ، ويبعد عن كربلاء خمسة أميال .
وذكر المؤرخون ، أنه لما ورد نعي الحسين ونعيمها الى المدينة ، كان عبد الله بن جعفر جالسا في بيته ، والناس يدخلون عليه يعزونه ، فقال غلامه ـ أبو اللسلاس ـ هذا ما لقيناه ودخل علينا من الحسين (ع) فحذفه عبد الله بنعله ، وقال له يابن اللخناء أللحسين تقول هذا ، والله لو شهدته لما فارقته حتى اقتل معه ، والله إنه لمما يسخي بالنفس عنهما ويهون عليّ المصاب بهما ، انهما أصيبا مع أخي وابن عمي ، مواسيين له صابرين معه ، ثم أقبل على جلسائه ، وقال الحمد لله أعزز علي بمصرع الحسين ، ان

عقلية بني هاشم 40

لاأكن آسيت حسينا بيدي فقد آسيته بولدي محمد وعون .
وأما عل بن عبد الله فهو المعروف بالزينبي ـ نسبة الى امه ـ زينب بنت علي (ع) ذكروا أنه كان ثلاثة في عصر واحد ، بني عم ، يرجعون إلى أصل قريب كلهم يسمى عليا ، وكلهم يصلح للخلافة ، وهم علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ـ السجاد (ع) ـ وعلي بن عبد الله بن العباس ، وعلي بن عبد الله بن جعفر الطيار ، ولكن إمام المسلمين وقتئذ كان السجاد زين العابدين ، يعظمه القريب والبعيد وتعنوا له كبار المسلمين ، وقد تزوج علي بن عبد الله ، لبابة بنت عبد الله بن عباس ، حبر الأمة وكان نسل عبد الله بن جعفر منه ، والسادة الزينبية كثيرون في العراق ففارس ومصر والحجاز والأفغان والهند ، وقد جعل الله البركة فينسل هذه السيدة الطاهرة وطيب سلالتها .
وذكر السيد الزبيدي في ـ تاج العروس ـ قال : ( والزينبيون بطن من ولد علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار ) نسبة إلى أمه زينب بنت سيدنا على (ع) وأمها فاطمة وولد علي هذا احد أرحام لآل أبي طالب الثلاثة ، اعقب من ابنه محمد والحسن وعيسى ويعقوب ، ومن عقبه أبو الحسن علي بن طلحة بن علي بن محمد الزينبي ، تولى الخطابة والنيابة بعد أبيه في زمن المستنجد وتوفي سنة 561 هـ .

عقلية بني هاشم 41

وأما أم كلثوم بنت زينب ، فهي التي خطبها معاوبة لولده يزيد ، كما ذكر ذلك ابن شهر آشوب (1) وذلك لما طلب معاوية بن أبي سفيان ، من مروان بن الحكم ـ وكان واليا على المدينة من قبله ـ أن يخطب أم كلثوم بنت زينب ، فقال أبوها عبد الله بن جعفر ان أمرها ليس اليّ ـ إنما هو الى سيدنا الحسين (ع) وهو خالها ، فأخبر الحسين بذلك ، فقال : استخر الله تعالى ، اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد ، فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله (ص) أقبل مروان حتى جلس الى الحسين ، وقال : إن أمير المؤمنين ـ يعني معاوية ـ أمرني بذلك وان أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ ، مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضاء دينه ، واعلم ان من يغبطكم بيزيد وهو كفؤ من لا كفؤ له ، وبوجهه يستسقى الغمام ، فرد خيرا يا أبا عبد الله فقال الحسين (ع) : الحمد لله الذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ، الى آخر كلامه (ع) ثم قال : يا مروان ، قد قلت فسمعنا أما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله (ص) في بناته ونسائه وأهل بيته ، وهو اثنتا عشرة أوقية ، يكون أربعمائه وثمانين درهما .

(1) انظر المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 171 الطبعة الأولى .
عقلية بني هاشم 42

وأما قولك مع قضاء دين أبيها ، فمتى كننساؤنا يقضين عنا ديوننا وأما قولك صلح ما بين هذين الحيين ، فأنا قوم ، عاديناكم في الله ولم نكن نصالحكم للدنيا ، فلعمري لقد أعيى النسب فكيف السبب ، وأما قولك والعجب كيف يستمهر يزيد ، فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أب يزيد ومن جد يزيد .
وأما قولك أن يزيد كفؤ من لا كفؤ له ، فمن كان له كفؤ قبل اليوم فهو كفؤه اليوم ، ما زادته امارته في الكفاءة شيئا أ وأما قولك وجهه يستسقى به الغمام ، فانما كان ذلك وجه رسول الله ، وأما قولك ، من يغبطنا به اكثر ممن يغبطه بنا ، فانما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل .
ثم قال (ع) : فاشهدوا جميعا اني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله ابن جعفر من ابن عمها القاسم بن جعفر على أربعماية وثمانين درهما ، وقد نحلتها ضيعتين بالمدينة ، أو قال : أرضي بالعقيق ـ وان غلتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ، ففيها لا غنى ان شاء الله تعالى (1).
قال الراوي : فتغير وجه مروان ، وقال : أغدرا يابني هاشم تأبون إلا العداوة ، فذكره الحسين (ع) خطبة الحسن عائشة وفعله ، ثم قال : فأين موضع الغدر يا مروان ؟ فقال

(1) وروي انه انحلها ( البغيبغات ) وهي ثلاث عيون في ينبع يقال لأحداها خيف ليلى وللثانية : خيف الأراك وللثالثة : خيف البعاس .
عقلية بني هاشم 43

مروان :
أردنا ودكم لنجد ودا قد اخلقه به حدث الزمان
فلما جئتكم فجبيتموني وبحتم بالضمير من الشنان

فأجابه ذكوان مولى بني هاشم :
أماط الله عنهم كل رجس وطهرهم بذلك في المثاني
فمالهم سواهم من نظير ولاكفؤ هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد الى الأخيار من أهل الجنان

فتزوج أم كلثوم القاسم بن محمد بن جعفر وأولدها ، فاطمة ، قال أحمد بن طيفور (1) فاطمة بنت القاسم تزوجة طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر فولدت له رملة تزوجها ، هاشم بن عبد الملك فلم تلد له ، فقال لها هشام ، أنت بغلة لا تلدين ، فقالت له رملة ( يأبى كرمي أن يدنسه لؤمك ) .
أسفارها :

أجمع المؤرخون على أن السيدة زينب ، بنت الامام علي بن أبي طالب (ع) سافرت أولا مع أبيها أمير المؤمنين (ع) من المدينة الى عاصوة حكمه الكوفة ـ العراق ـ .
ورجعت الى مسقط رأسها المدينة المنورة مع أخيها

(1) انظر احمد بن أبي طاهر بن طيفور ـ بلاغات النساء ص 143 طبع مصر
عقلية بني هاشم 44

الحسن سيد شباب أهل الجنة وأول السبطين .
وفي عام ستين للهجرة سافرت مع أخيها الحسين (ع) ريحانة رسول الله الى كربلاء ـ العراق ـ للمرة الثانية .
وأخذت من العراق بعد واقعة الطف الى الكوفة أسيرة مع السجاد زين العابدين (ع) وعيالات الحسين ومن معهن من نساء الهاشميين والأنصار ومنها صيرت الى دمشق الشام ، ومكثت بالشام أسيرة ،وبعدها رجعت الى العراق مع السجاد زين العابدين ـ الى كربلاء ـ لتجديد العهد بزيارة أخيها الحسين والشهداء معه من آل رسول الله ، ورجعت منها الى المدينة في حالة مشجية .
والسفرة الأخيرة ، كانت مع زوجها عبد الله بن جعفر رحمه الله حين جاء بها الى دمشق ليتعاهد أمور ملكه في قرية راوية وفي هذه السفرة توفيت ودفنت في راوية من اعمال دمشق ، والتي تبعد عنها من الجهة الشرقية الجنوبية ما يقرب من سبعة كيلومترات ، وتعرف اليوم بقرية قبر الست ، ولم يحدثنا التاريخ عن غير هذه السفرات للسيدة زينب (ع) .

عقلية بني هاشم 45

بعض ما قيل فيها شعرا

قصيدة للأستاذ الكبير الشاعر الفحل السيد محمود الحبوبي نظمها أثناء طوافه حول ضريح السيدة الجليلة عقيلة الهاشميين ( زينب )
ابنة أمير المؤمنين على عليه السلام وذلك عام 1950 هـ أمام ضريح زينب ابنة علي (ع) :
هذا ضريحك يا أبت « الزهراء » أم روضة قدسية الأشذاء
جئنا له متبركين بلثمه وبه حططنا اليوم كل رجاء
حرم عليه من النبوة هيبة تحنى لديها أرؤس العظماء
مهما سعينا حوله فكأننا نسعى حيال«الكعبة» الغراء
ولقد نجا المتمسكون ببابه من كل شر طارق وبلاء


عقلية بني هاشم 46

غمرت جوانبه القداسة فاعتلى شرفا تجاوز موطن الجوزاء
نور الرسالة والامامة ساطع منه سطوع الكوكب الوضاء
طفنا به فأعاد ذكرى«كربلا » مخضوبة منكم بخير دماء
لله يوم «الطف» قلبك بعدما شاهدت مصرع سيد الشهداء
وبجنبه أبناؤه صحابه كالبدر حاطته نجوم سماء
وحملت بعد الى «دمشق »أسيرة وأجل من انجبن من حواء
ولقيتِ صابرة أمض فجيعة بالأخوة الأطهار والأبناء
خلق من «الهادي» الأمين ورثته ومن «الوصي »وآلك الأمناء
فتركت يا فخر العقائل في الملا أسمى فخار خالد وعلاء
ترعاه عين الله فهو على المدى باقٍ بروعته بقاء ذكاء
وعليك منه صلاته وسلامه في كل صبح مشرق ومساء


عقلية بني هاشم 47

تيهي جلالاً يا بقاع الراوية

تيهي جلالاً يا بقاع ( الراوية ) وتطاولي شرفا بمثوى ( الزاكية )
أدريت من حلت رباك فطهرت منك تاربوع من الكلاب العاوية
تلك من حلت العقيلة «زينب » تنمى الى شرف يطول على السماء السامية
فلبضعة «الزهراء » كانت أمها حدبت عليها وهي تدعى الحانية
والى «علي » وهو خير أرومة نسب تبلج كالسماء الضاحية
والجد «أحمد » من أتى بشريعة تهدي البرايا ، للقيامة باقية


عقلية بني هاشم 48

ارو الحديث وأنت بعض شهوده فالقول منك مصدق يا «راوية »
وتحدثي للجيل عن قوم مضوا فالجيل هذا العصر أذنٌ صاغية
كم بالشئام عجائب مرت بها بالنافعات عن القرون الماضية
تلك الظات تقص بعض حديثها عن زمرة حكمت فكانت طاغية
قرن من الأعوام أثقل كاهلي بالفادحات فعدت منها خاوية
كم ذا لقيت من الاساءة والعنا من صبية ذرئت لنار حامية
فالخمرة الصهباء ملء بطونها واكفها خضبت دماءا زاكية
نزو القرود على منابر «أمحمد » جهدت تعيد الشركفيهم ثانية
قصرت بها الأنساب اقصى فخرها شيخ كفور أو عجوز زانية
صخر وهند والفروع بأصلها هذا النجار ؟! وذي الأصول كماهية
يا «راوية »فارو الحديث لأمة مكبوتة وتعيش ظمأى صادية


عقلية بني هاشم 49

وتحدثي عن ذي القصور ولهوها أين القصور مضت وأين اللاهية
قالت معالمها دوينك ما ترى يكفيك مني ما تراها باقية
فاضرب بطرفك أين باني مجدها ثاوٍ ، بأية حفرة أو زاوية
فأذا القصور ولا بقاء لرسمها واذا الرؤوس ولا رميم بالية
وانظر الى القبر المشيد ضريحه سامي الضراح علا بمثوى«الزاكية »
ذياك حكم الله يأبي عدله إلا الاطاحة بالعروش الخاوية
وتكون عقبى الدار تبقى دائما للمتقين وللعتاة الهاوية
* * * *
يا« راوية» والقلب ماضٍ جرحه بالفادحات من المآسي القاسية
وأشدها وقعا مصائب كربلا شم الجبال لهولها متداعية
شاد « الحسين » صروح دين هدمت و«زينب » أوصة تتم الباقية


عقلية بني هاشم 50

فشقيقة «السبطين »خفت بالذي عن حمله كل الرواسي واهية
قد قابلت كل الخطوب بصبرها مهما تحيط بها الظروف العاتية
واتمت الصرح الذي لبناتهُ قامت عليها فهي اس الزاوية
بدماء زمرتها تشيد أسه وتشيد أعلاه دموع جارية
فمحت بها أثار ملك أمية من دارها طرا فأضحت خالية
كم موقف بالشام لم تضرع به صكت به أسماع ذاك الطاغية
وأذلت النفر اللئام بقيلها فعنت لها بالذل تلك الناصية
وسمتهم العار الشنار بسبة حتى هووا أعجاز نخل خاوية
فصل الخطاب ويا له من حجة صعقت لها تلك الجباه العاتية
فحروف خطبتها حروف زاهية وبليغ حجتها صواعق داوية


عقلية بني هاشم 51

إيها ربوع الشام هذي «زينب » وطئت ثراك وهي ليست راضية
فتعجلت كف المنون بقبضيها لما دعت أن لا تراك ثانية
فتعيدي للنفس الجريحة مشهدا يحكي لها ذكرى المآسي الدامية
لكن ربك وهو عدل حاكم يقضي لتقضي في جوارك ناحية
كم حكمة لله في تقديره فتبين واضحة واخرى خافية
فأسيرة الماضي تحطم هيكلا ذر الرماد فماله من باقية
وتقيم قبتها برغم أنوفهم في أرضهم حيث القطوف الدانية
وتدر «زينب» حيث يهمي فضلها ثرا عليك فعدت منها «راوية »
وتخط «زينب» للخلود سطورها ومدادها تلك الدموع الغالية
وطوت يد بيضاء كل صحيفة لأمية قد سودتها عاصية
هذا هو الفتح المبين بنصرة الدين الحنيف وتلك عقبى الباقية


عقلية بني هاشم 52

وختام شعري في نشيد القافية تيهي جلالاً يا بقاع «الراوية »


عقلية بني هاشم 53

كلمة الأستاذ الكبير أحمد فهمي محمد المصري وشعره
السيدة زينب بنت علي عليهما السلام ، العقيلة الطاهرة ، والزهرة الناضرة ، والكريمة الباتعة ، والروضة اليانعة ، سبطة الرسول (ص) وبضعة البتول ونجيبة سيف الله المسلول ، السيدة المباركة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهم السلام .
هي زينب المفاخر والعلا وكريمة آباؤها كرماء
هي ربة الشورى وغوث ضريعها وهي العياذ وللعفاة رجاء

وله أيضاً :
لذ بالعقيلة بضعة الزهراء متوسلا بكريمة الآباء
فهناك مهبط رحمة تحظى بها وهناك ما ترجو من آلالاء


عقلية بني هاشم 54

وافتح بفاتحة الكتاب ضريحها واقرأ سلامك ضارعا بدعاء
حتى تنال الخير من نفحاتها وترى شعاع جلالة وبهاء
فمزارها حرم ومهبطها حمى وهي اللياذ لنا من اللأواء
فجوارحي تصبو لزورة قبرها وجوانحي تهفو لها بولاء
فالله شرف قدرها ومقامها والله يوفي الخير للسعداء

وله ايضا :
نور العقيلة في الآفاق وضاء حلت دمشق فعم القطر أضواء
نور النبوة موصول بمهبطها والنور في جنبات القبر لألاء
حفت به بركات فاض صيبها ونفحة الله بالروضات فيحاء
يا ساكني الشام بشراكم ، بمهبطها ففي حفا فيه للعافين آلاء
وقبرها حرم من يستجير به تنجاب عنه بفضل الله لأواء
* * * *


عقلية بني هاشم 55

ولبعضهم:
هذا ضريح شقيقة القمرين بنت الامام شريفة الأبوين
وسليلة الزهراء بضعة أحمد نور الوجود وسيد الثقلين
نسب كريم للفصيحة زينب شمس الضحى وكريمة الدارين
* * * *
للمرحوم الشيخ حسن سبتي
عيبة علم غير أن علمها غريزة ولم يكن مكتسبا
عالمة عاملة لربها طول المدى سوى التقى لن تصبحا
تقية من أهل بيت عصمة شقيقة السبط الحسين المجتبى
صديقة كبرى وجم علمها طاشت بها الألباب والفكر لبا
فيا لها داعية الى الهدى في حل كل مشكل قد صعبا
ذات فصاحة إذا ما نطقت حينا تخال المرتضى قد خطبا


عقلية بني هاشم 56

سل مجلس الشام وما حل به مذ خطبت ماج ببهم واضطربا
* * * *
وللمرحوم الشيخ أحمد الكناني
من مقطوعة
لذ في الشدائد بابنة الزهراء واقصد حماها فوق كل عناء
هي زينب ذات المقامات العلا وكريمة الأجداد والأباء
هي ربة الشورى وغوث من التجى بنت الامام وفارس الهيجاء
أخت الحسين وجدها خير الورى وهم إذا عز الرجاء رجائي
* * * *
للمغفور له الشيخ حسن سبتي
لما أصابت ( يثربا ) مجاعة وشدة وعامهم قد قطبا
فسار عبد الله ينحو الشام في عياله يحملهم و (زينبا )
لكن وعثاء الطريق أثرت بها فكابدت عناءا نصبا


عقلية بني هاشم 57

وعندما تذكرت دخولها للشام حسرى وهي في أسير السبا
حمت وما زالت تعاني سقما وسقمها في جسسمها قد نشبا
وعام خمسة وخمسين قضت صابرة بالصبر حازت رتبا
وقد قضت في رجب بنصفه ياليت أنا لم نشاهد رجبا
* * * *

ولبعضهم :
نفسي الفداء لمشهد أسراره من دونها ستر النبوة مسبل
ورواق عز فيه أشرف بقعة ظلت تحار لها العقول وتذهل
تغضي لبهجته النواظر هيبة ويرد عنه طرفه المتأمل
حسدت مكانته النجوم فود لو أمسى يجاوره السماك الأعزل
وسما علوا ان تقبل تربه شفة فأضحى بالجباه يقبل
* * * *


السابق السابق الفهرس التالي التالي