الذنوب الكبيرة - 2 419


5 ـ التوبة سبب في إطالة العمر، وسعة العيش قال تعالى في سورة هود « وأَن إسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إليهِ يُمَتِعُكُم مَتاعاً حَسَناً إلى أَجَلٍ مُسَمّىً َويُؤتِ كُلَّ ذي فَضْلٍ فَضْلَه » «ألآية /3».
روي عن الامام الصادق «عليه السلام» انه قال (من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال) «سفينة البحار /حـ 1».
والخلاصة كما ان الذنب يوجب قصر العمر فإن التوبة توجب إطالة العمر.
قال تعالى في سورة نوح « فَقُلْتُ إسْتَغْفِروا رَبَّكُم إنَّهُ كانَ غَفّارا ، يُرْسِلُ السَماءَ عَليكُم مِدْراراً، ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُْم جَنّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أنْهاراً » «10 ـ 12».
6 ـ التوبة سبب إستجابة الدعاء كما يعلم ذلك من الحكاية الأولى التي سنذكرها «إن شاء الله».
7 ـ التوبة مقبولة عند الله . قال تعالى في سورة الشورى « وَهْوَ الذي يَقْبَلُ التَوبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَيّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُون » «25». عن الامام الصادق «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلى الله عليه واله» : بينما موسى «عليه السلام» جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلما دنا من موسى «عليه السلام» خلع ألبرنس وقام الى موسى فسلم عليه فقال له موسى من أنت ؟ فقال : أنا إبليس، قال: أنت فلا قرَّب الله دارك.قال: إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله، قال فقال له موسى «عليه السلام» فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال موسى : فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال : إذا أعجبته نفسه وإستكثر عمله وصغر في عينيه ذنبه (1).
8 ـ يمسح الذنب مهما كان، وذلك قوله تعالى في سورة الزمر:

(1) اصول الكافي ـ باب العجب.
الذنوب الكبيرة - 2 420


« قُلْ يا عِبادِيَ الَذينَ أسْرَفُوا على أنْفُسِهِم لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ أللهَ يَغْفِرُ الذُنُوبَ جَمِيعاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَحِيمُ، وأَنِيبُوا إلى رَبِّكُم وأسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأتيَّكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ » «53 ـ 54».
روي ان الامام الرضا «عليه السلام» سمع بعض أصحابه يقول: (لعن الله من حارب علياً «عليه السلام«. فقال له: قل إلا من تاب وأصلح، ثم قال: ذنب من تخلف عنه ولم يتب أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب)«الوسائل ـ الجهاد ـ 47».
يعلم من هذه الحديث ان أعظم الذنوب (أعني محاربة وصي الرسول «صلى الله عليه واله» قابل للعفو عنه بالتوبة).
9 ـ لا تبطل التوبة بكسرها، فإذا نكث الشخص التائب عهده مع الله ـ تعالى ، وأذنب ثانية فان توبته السابقة لا تبطل، بل الواجب عليه ان يتوب من ذنبه الجديد.
والخلاصة انه إذا نقض الإنسان توبته وغلبه الهوى والشيطان، فان اللازم عليه ان يتوب مرة أخرى وسوف يعفى عنه.
روي عن الامام الباقر«عليه السلام» انه قال:
يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله انها ليست إلا لأهل الإيمان.
قلت : فان فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر ـ ألله ـ ؟ فقال : كلما عاد المؤمن بألإستغفار والتوبة عاد ألله عليه بالمغفرة وان الله غفور رحيم؟ يقبل التوبة ويعفوعن السيئات. فإياك ان تقنط من رحمة الله (1).
وفي رواية أخرى عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله «عليه السلام» « يا أيُّها الذينَ آمَنوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوبَةً نَصُوحا » (1) قال : هو الذنب الذي لا يعود فيه ابدا ، قلت : وأينا

(1) اصول الكافي ـ باب التوبة .
(2) التحريم 8.
الذنوب الكبيرة - 2 421


لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد إن ألله يحب من عباده المفتن بالتوبة (1).
10 ـ باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظة:
في الرواية عن الإمام الباقر «عليه السلام» انه قال: إن آدم «عليه السلام» قال: يا رب سلطت علي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي شيئا، فقال: يا آدم جعلت لك ان من هَمَّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه ، فان عملها كتبت عليه سيئة ، ومن هَمَّ منهم بحسنة فان لم يعملها كتبت له حسنة فان هو عملها كتبت له عشرا ، قال : يا رب زدني، قال : جعلت لك ان من عمل منهم سيئة ثم إستغفر له غفرت له، قال : يا رب زدني ، قال: جعلت لهم التوبة ـ او قال بسطت لهم التوبة ـ حتى تبلغ النفس هذه ، قال : يا رب حسبي (2).
وفي رواية أخرى قال رسول الله «صلى الله عليه واله» :
(من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ، ثم قال: ان السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ، ثم قال ان الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته ، ثم قال: ان الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته ، ثم قال: ان يوما لكثير من تاب قبل ان يعايَن قََبل الله توبته) «أصول الكافي ـ وقت التوبة».
قال العلامة المجلسي: يمكن ان يكون هذا التدرج لبيان اختلاف مراتب التوبة في القبول والكمال، فان التوية الكاملة المشتملة على تدارك ما فات وتطهير النفس من كدورات السيئات وتحليتها بأنوار التضرعات والحسنات لا يتأتى غالبا في اقل من سنة فان لم يتيسر ذلك فلا اقل من شهر لتحصيل بعض تلك الأمور وهكذا وأما المراد بالمعاينة في قوله (قبل ان يعاين) فقد قال الشيخ البهائي رحمه الله (أي يرى ملك الموت، كما روي عن ابن عباس، ويمكن ان يراد بالمعانية علمه بحلول الموت

(1) اصول الكافي ـ باب التوبة.
(2) اصول الكافي ـ باب التوبة
الذنوب الكبيرة - 2 422


وقطعه الطمع من الحياة وتيقنه ذلك كأنه يعاينه، ويحتمل ان يراد معاينة رسول الله «صلى الله عليه واله» وامير المؤمنين» كما روي في الأخبار) «انتهى».
وبالجملة فالتوبة عند اليقين بالموت باطلة وغير مفيدة باجماع العلماء وصريح القرآن المجيد، قال تعالى « وليسَتْ التَوبَةُ للَذينَ يَعْمَلُونَ السَيئاتِ حتى إذا حَضَرَ أحَدَهُم المَوتَ قالَ إني تُبْتُ الآنَ وَلا الذينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفار أُولئِكَ أعْتَدْنا لَهُم عَذاباً أليماً » «سورة النساء ـ 18» .
وقال تعالى «إنَّما التَوبَةُ على اللهِ للذينَ يَعْمَلُونَ السُوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَريبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَليهِم وَكانَ اللهُ عَليماً حَكيماً»» «النساء ـ 17».

التوبة واجب فوري

قال الشيخ البهائي في (شرح الأربعين):
(لا ريب في وجوب التوبة على الفور فان الذنوب بمنزلة السموم المضرة بالبدن وكما يجب على شارب السم المبادرة الى الإستفراغ تلافيا لبدنه المشرف على الهلاك كذلك يجب على صاحب الذنوب المبادرة الى تركها، والتوبة منها ، تلافيا لذنبه المشرف على؟: التهافت والإضمحلال ومن أهمل المبادرة الى التوبة وسوَّفها من وقت الى وقت فهو بين خطرين عظيمين ان سلم من واحد فلعله لا يسلم من الآخر:
احدهما: ان يعاجله الأجل فلا ينتبه من غفلته الا وقد حضر الموت وفات وقت التدارك وانسدت ابواب التلافي وجاء الوقت الذي اشار اليه سبحانه بقوله « وحِيلَ بَينَهُم وَ بَينَ ما يَشْتَهُون » (1) وصار يطلب المهلة والتأخير يوما او ساعة فيقال له لا مهلة

(1) سبأ 54.
الذنوب الكبيرة - 2 423


كما قال سبحانه « مِنْ قَبلِ أن يأتيَ أحَدَكُم المَوتُ فَيَقولُ رَبِّ لولا أخَّرتَني إلى أجَلٍ قَريبٍ » (1) قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية ان المحتضر يقول عند كشف الغطاء يا ملك الموت أخرني يوما أعتذر فيه الى ربي وأتوب اليه واتزود صالحا فيقول فنيت الأيام، فيقول أخرني ساعة فيقول فنيت الساعات . فيغلق عنه باب التوبة ويغرغر بروحه الى النار ويتجرع غصة اليأس وحسرة الندامة على تضييع العمر وربما اضطرب اصل إيمانه من صدمات تلك الأهوال ونعوذ بالله من ذلك.
وثانيهما: ان تتراكم ظلمات المعاصي على قلبه الى ان يصير رينا وطبعا فلا تقبل المحو فان كل معصية يفعلها الإنسان يحصل منها ظلمة في قلبه كما يحصل من أنفاس الإنسان ظلمة في المرآة فاذا تراكمت ظلمة الذنوب صارت رينا كما يصير بخار النفس عند تراكمه عل المرآة صدأ ، واذا تراكم الرين صار طبعا فيطبع على قلبه كالخبث على وجه المرآة اذا تراكم بعضه فوق بعض وطال مكثه وغاص في جرمها وافسدها فصارت لا تقبل الصقل ابدا . وقد يعبر عن هذا بالقلب المنكوس والقلب الاسود.
روي الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الكافي عن الامام ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق «عليه السلام» انه قال: (كان ابي يقول ما من شيء افسد للقلب من خطيئة، ان القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه اسفله).
وروي في الكتاب المذكور عن الامام ابي جعفر محمد بن علي الباقر «عليه السلام» انه قال : ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فاذا أذنب خرج من النكتة نكتة سوداء فان تاب ذهب ذلك السواد وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه الى خير ابدا هو قول الله عز وجل« كلا بل ران »

(1) المنافقون 10.
الذنوب الكبيرة - 2 424


« على قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكْسِبُون » (1).
وقوله «عليه السلام» (لم يخرج الى خير أبدا) يدل على ان صاحب هذا القلب لا يرجع عن المعاصي ولا يتوب منها ابدا ولو قال بلسانه تبت الى الله يكون هذا القول مجرد تحريك اللسان من دون موافقة القلب فلا اثر له اصلا كما ان قول القصارة غسلت الثوب لا يجعل الثوب نقيا من الاوساخ ، وربما يؤول حال صاحب هذا القلب الى عدم المبالاة بأوامر الشريعة ونواهيها فيسهل أمر الدين في نظره ويزول وقع الاحكام الإلهية من قلبه وينفر عن قبولها طبعه وينجر ذلك الى اختلال عقيدته وزوال إيمانه فيموت على غير الملة وهو المعبر عنه بسوء الخاتمة . نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا «انتهى».

مراتب التوبة

تنقسم التوبة التي هي بمعنى العودة الى الله ـ الى عدة أقسام تبعا لإختلاف أنواع التائبين:
1 ـ العودة من الكفر الى الإيمان، ومن الشك والحيرة الى اليقين والإطمئنان، وهكذا الرجوع من أية عقيدة باطلة الى الحق.
2 ـ العودة من المعصية ـ صغيرة أو كبيرة ـ إلى الطاعة ومن المخالفة إلى ألإمتثال والموافقة.
3 ـ العودة من القصور او التقصير في معرفة الخالق تعالى وأداء وظائف العبودية بالنحو المناسب والعودة من الغفلة عنه تعالى الى ذكره ، والعودة من البعد عنه الى القرب منه، والعودة من الجفاء معه تعالى الى الوفاء.

(1) المطففين 14.
الذنوب الكبيرة - 2 425



ويجب ان يعلم ان توبة المعصومين ـ وهم الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام ـ إنما هي من القسم الثالث والرابع ـ
ومن هذا البيان يعلم ان التوبة لازمة على جميع افراد البشر حتى الصالحين، من حيث انه حتى الطاهرين وهم في مقام معرفتهم وعبادتهم يوجد هناك مقام أعلى مما هم فيه يجب أن يصلوا إليه، ومقامهم الفعلي بالنسبة إلى ذلك المقام يعتبر ذنبا، وهكذا كل حال من أحوال الذكر، وحد من حدود القرب يوجد فوقه مقام يجب ان يصلوا اليه.
وبالجملة فكل أحد ـ وفي اي حد كان من حدود المعرفة والعبودية والشكر ـ لم يصل يقينا الى ما يليق برب العالمين، كما قال سيد الكائنات، وأشرف الخلائق رسول الله «صلى الله عليه واله» (ما عرفناك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك).
لذا يجب ان يشعر الإنسان دائما بالخجل والتقصير ، ويسعى للوصول الى مقامات أعلى، خصوصا بعد ممارسة ماهو ضروري في عالم الطبيعة ، والإلتذاد باللذات المادية المباحة التي لا يتيسر في اثناءها حالة الإستغراق في الذكر.

كيفية التوبة الكاملة ومستحباتها

قلنا فيما سبق حقيقة التوبة الحسرة والندم وتألم القلب من الذنب الذي ارتكبه، وكلما كان الغم والندم اكثر كانت التوبة أقرب الى القبول، وهو امر يتبع الشعور بعظم الذنب فكلما رأى ذنبه اعظم كان ندمه وحسرته اشد، مثله في ذلك مثل من اشتعلت النار في أمواله وامتعته نتيجة إهماله وتسامحه، فبديهي انه كلما كانت أمواله المعرضة للإحتراق اكثر كان ندمه على اهماله اكثر خصوصا اذا كانت النار بنحو يصعب إخمادها، اما إذا تعرض الشخص نفسه للإحتراق بحيث لا مفر له ولا منقذ فان حاله معلوم حينئذ.
وهكذا الشخص المذنب فانه يجب ان يعلم بان النار التي اعدت له لا مفر له منها،

الذنوب الكبيرة - 2 426


ولا يستطيع احد اخمادها، لأنها نار سجَّرها الله لغضبه، يقول امير المؤمنين «عليه السلام» في (دعاء كميل) (وهذا ما لا تقوم له السماوات والارض ) وقد روي عن رسول الله «صلى الله عليه واله» لو ان رجلا أخرج من نار جهنم ووضع في نار الدنيا لأستطاع ان ينام من الراحة.

العذاب الأليم:

وايضا لا ينبغي للعاصي ان ينظر الى صغر المعصية وإنما ينظر في عظمة الله الذي عصاه، ويعلم ان عذابه أليم، وغضبه شديد لا تطيقه السماوات والأرض.
يقول تعالى في سورة المزمل « إنَّ لَدَينا أَنْكالاً وجَحِيماً، وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أليماً » (1) والآيات القرآنية في بيان شدة العقوبة الالهية عديدة، والخلاصة ان العاصي يجب ان يندم ويخاف كثيرا، ويجب ان يئن ويبكي ولا يقر له قرار ما لم يطمئن بانه قد طهر، ولا يحصل هذا الإطمئنان إلاعند الموت حين تبشره ملائكة الرحمة.
والعجيب ان هذا الأنين والبكاء، وهذا التحرق والتألم يطفئ النيران، ويمسح الأوساخ، ويضئ ظلمات الذنوب بحيث يصبح حاله كما كان قبل الذنب كما قال رسول الله «صلى الله عليه واله» (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) بل يصبح احيانا أفضل مما كان من كثرة إحتراق قلبه ، وسعيه في اصلاح حاله حتى يكون محبوبا عند الله، ومن هنا يدعو الإمام السجاد (وأوجب لي توبة توجب لي محبتك) الصحيفة السجادية ـ (وأنقلني الى درجة التوبة إليك) ـ دعاء ابي حمزة الثمالي ـ

كثرة الندم ـ توبة الأنبياء:

بعد ان عرفت ان حقيقة التوبة هي الندم القلبي، وأثر التوبة في مسح الذنب يختلف بإختلاف الندم زيادة ونقصانا، يجب ان يسعى المذنب في زيادة الندم، وأفضل طريق لذلك التدبر في آيات القرآن المجيد خصوصا الآيات التي تتحدث عن

(1) المزمل 12 ، 13.
الذنوب الكبيرة - 2 427


الأنبياء السابقين مثل داود، ويونس ، وأيوب «عليهم السلام» مع الإلتفات الى ان ذنوبهم «عليهم السلام» ليست مثل ذنوب الآخرين، بل هي ذنوب بحسب مقامهم كما تقدم الإشارة الى ذلك، وهكذا نذكر قصص بعض التائبين التي سنشير «ان شاء الله» الى بعضها في خاتمة الكتاب.

كمال التوبة ـ الصوم ، الغسل ، الصلاة:

ويليق بالمذنب بعد حصول حالة التوبة عنده عدة اعمال:
1 ـ صيام ثلاثة ايام. يقول الامام الصادق «عليه السلام» في قول الله عز وجل « تُوبُوا الى اللهِ تَوبَةً نَصُوحاً » (1) قال «عليه السلام» (هو صوم الأربعاء والخميس والجمعة) «الوسائل ـ كتاب الجهاد».
2 ـ غسل التوبة ، كما ذكرنا ذلك في بحث اللهو بآلات الموسيقى حيث قال الامام الرضا «عيله السلام» لمن أراد التوبة من سماع الغناء (قم فاغتسل وصل ما بدا لك) قال الرسول الأكرم «صلى الله عليه واله» (انه ليس من عبد عمل ذنبا كائنا ما كان وبالغا ما بلغ ثم تاب إلا تاب الله عليه، فقم الساعة واغتسل وخر لله ساجدا) «المستدرك ـ كتاب الطهارة».
3 ـ صلاة ركعتين او أربع ركعات ، يقول الامام الصادق«عليه السلام» (ما من عبد أذنب ذنبا فقام فتطهر وصلى ركعتين وإستغفر الله إلاغفر له كان حقا على الله ان يقبله لأنه سبحانه قال: «وَمَنْ يَعْمَل سُوءاً أو يَظْلِم نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِر اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُوراً رَحيما»ً (2) «الوسائل ـ جهاد النفس».
جاء في كتاب (الإقبال) في باب أعمال شهر ذي القعدة ان رسول الله «صلى الله عليه واله» قال لأصحابه: (ياأيها الناس من كان منكم يريد التوبة ؟ قلنا: كلنا نريد التوبة يا

(1) التحريم 8.
(2) النساء 110.
الذنوب الكبيرة - 2 428


رسول الله، فقال «صلى ألله عليه وآله» إغتسلوا وتوضأوا وصلوا أربع ركعات وإقرأوا في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله احد ثلاث مرات والمعوذتين مرة ثم استغفروا سبعين مرة ثم اختموا بلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم قولوا يا عزيز يا غفار أغفر لي ذنوبي وذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات فانه لا يغفر الذنوب الا أنت).
ثم قال «صلى الله عليه واله»: ما من عبد من أُمتي فعل هذا الا نودي من السماء يا عبدالله إستأنف العمل فإنك مقبول التوبة مغفور الذنب وينادي ملك من تحت العرش أيها العبد بورك عليك وعلى اهلك وذريتك ويناد ملك آخر ايها العبد تموت على الإيمان ولا أسلب منك الدين ويفسح في قبرك وينور فيه ... قلنا : يا رسول الله لو ان عبدا يقول في غير الشهر فقال «صلى الله عليه وآله» : مثل ما وصفت وإنما علمني جبرئيل «عليه السلام»هذه الكلمات أيام أُسري بي.

الإستغفار ـ تكرار التوبة ـ التهجد بالسحر:

4 ـ الإستغفار وقراءة أدعية التوبة الواردة عن الأئمة الطاهرين «عليهم السلام» خصوصا أدعية الصحيفة السجادية، بالأخص دعاء (31) في التوبة ، وكذلك المناجاة الخمس عشرة ، بالأخص مناجاة التائبين وينبغي ان يتوجه الى معانيها عند قراءتها ، ويجهد في ان يكون عمله مطابقا لقوله.
5 ـ تكرار التوبة والإستغفار.
قال الإمام الصادق «عليه السلام» كان «صلى الله عليه واله» يتوب الى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب) «الوسائل ـ الجهاد».
وقال «عليه السلام» (إذا أكثر العبد من الإستغفار رفعت صحيفته وهي تتلألأ) «أصول الكافي ـ الإستغفار».
وعن الإمام الرضا «عليه السلام» قوله (مثل ألإستغفار مثل ورق على شجرة تحرك فيتناثر، والمستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه) «اصول الكافي».
وورد عن الامام الصادق «عليه السلام» ان رسول الله «صلى الله عليه واله» كان لا يقوم من

الذنوب الكبيرة - 2 429


مجلس وان خفّ حتى يستغفر ألله عزّ وجل خمسا وعشرين مرة. وروى السيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات عن الرسول ألأكرم (صلى ألله عليه وآله) انه قال من أصابه هم أو ضيق أو كرب فقال ثلاثين ألف مرة (أستغفر ألله وأتوب اليه) إلأ فرج ألله عنه ، يقول الراوي هذا الخبر صحيح ومجرب .
6- إختيار وقت السحر للأستغفار :
رغم ان ألأستغفار أمر مطلوب في أي وقت حصلت فيه حالة التوبة والتضرع ، إلا أن لوقت السحر وهو الثلث ألأخير من ألليل الى طلوع الفجر أثراّ خاصاّ في الطهارة من الذنوب ، وقد أمر به في أكثر من موضع في القرآن المجيد ، كما جاء فيه المدح والثناء للمستغفرين بالأسحار ، وأعتبر ذلك من صفات المتقين المفلحين ,
من ذلك قوله تعالى« كانوا قليلاً مِنَ الليلِ ما يَهْجَعُونَ ، وبِألأسْحارِ هُم يَسْتَغْفِرُون » وقال تعالى « والمُسْتَغْفِرينَ بألأسْحار »(2)(3)..
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ( ان ألله عزّ وجل اذا أراد ان يصيب أهل ألأرض بعذاب قال : لولا الذين يتحابون بجلالي ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي ) (الوسائل - جهاد النفس-94) .
وقال لقمان لإبنه يا بني لا يكن الديك أكيس منك يقوم في وقت السحر ويستغفر وأنت نائم « المستدرك - وصايا لقمان » .
وألأخبار في فضيلة وقت السحر وأعماله كثيرة .
ويستحب في قنوت صلاة الوتر أن يقول سبعين مرة أستغفر ألله وثلاثمائة مرة العفو .
والمقام المحمود الذي منحه ألله تعالى لنبيّه (صلى ألله عليه و آله) والذي هو أمل كل


(1) الذاريات 17 .
(2) الذاريات 18 .
(3) آل عمران 17
الذنوب الكبيرة - 2 430


مؤمن انما كان لتهجده (صلى ألله عليه و آله) في السحر كما في قوله تعالى« وَمِنَ الليلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً » السورة 7 - ألآية 81.»
والخلاصة ان كل من وصل الى مقام من المقامات ، ودرجة من الدرجات كانت له عادة الإستيقاظ في السحر .

الذنوب الكبيرة - 2 431


القسم الثاني
حكايات موقظة


حيث ان نقل قصص أهل ألأيمان والتقوى له أثر خاص في التنبيه والتوعية بحيث تدفع السامع نحو العمل ، ننقل في هذا المقام عدة قصص عن أهل التوبة ، وبعد ذلك قصصا أخرى مؤيدة لبعض المطالب المتقدمة في هذاالكتاب آملين ان يستفيد القارىء العزيز منها .
(1)

جاء في كتاب مصابيح القلوب (للسبزواري ) انه لما نزلت آية تحريم الخمر أمر رسول ألله (صلى ألله عليه وآله ) أن ينادي المنادي أن لا يشرب أحد الخمر ، وفي يوم من ألأيام التقى رسول الله (صلى ألله عليه وسلم) في طريقه برجل مسلم يحمل بيده قنينة خمر ، فلما رأى رسول ألله (صلى ألله عليه وآله ) اضطرب خوفا وقال إلهي تبت اليك ، لا تفضحني أمام نبيك، ولما أقترب منه رسول ألله (صلى ألله عليه وآله ) سأله عما في يده فقال : أنه خلُّ ، فطلب منه رسول ألله (صلى ألله عليه و آله ) أن يصب قليلا منه في يده فلما صبه فأذا هو قد أنقلب الى خل حقيقة ، فبكى الرجل وقال يا رسول ألله : وألله انه ما كان خل بل خمرا ولكنني تبت وسألت ألله أن لا يفضحني أمامك ! فقال (صلى ألله عليه وآله ) نعم من تاب بدّل

الذنوب الكبيرة - 2 432


ألله سيآته الى حسنات« أُولئِكَ يُبَدِلُ أللُه سَيآتِهِم حَسَناتٍ »(1)
(2)

وفي (أصول الكافي ) عن معاوية بن وهب قال :
خرجنا الى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لا يعرف هذا ألأمر ـ لم يكن على مذهب الشيعة ـ يتم الصلاة في الطريق ومعه ابن اخ له مسلم ، فمرض الشيخ فقلت لأبن أخيه : لو عرضت هذا ألأمر على عمك لعل ألله أن يخلصه ، فقال كلهم : دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فأنه حسن الهيئة ، فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له : يا عم إن الناس إرتدوا بعد رسول ألله «صلى ألله عليه وآله» إلا نفرا يسيرا وكان لعلي بن أبي طالب «عليه السلام» من الطاعة له ، قال : فتنفس الشيخ وشهق وقال : أنا على هذا وخرجت نفسه ، فدخلنا على أبي عبدألله «عليه السلام»فعرض علي بن السرى هذا الكلام على أبي عبدألله «عليه السلام» فقال : هو رجل من أهل الجنة ، قال له علي بن السرى : انه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك !؟
قال : فتريدون منه ماذا ؟ قد دخل وألله الجنة .
(3)

جاء في بحار ألأنوار ـ باب الخوف والرجاء ـ أنه كان في بني اسرائيل رجل ينبش القبور فمرض جار له فخاف الموت فبعث الى النباش فأحضره ، وقال : كيف كان جواري لك ؟ قال : أحسن جوار ، قال : فأن لي اليك حاجة ؟ فقال : قضّيت حاجتك ، فأخرج اليه كفنين فقال : أحب أن تأخذ أحبهما إليك ، وأذا دفنت فلا تنبش قبرى ولا تأخذ كفني فأمتنع النباش من ذلك وأبى أن يأخذه فقال له الرجل : أحب أن تأخذه ، فلم يزل يلح عليه حتى أخذ أحبهما اليه ومات الرجل فلما دفن قال النباش : هذا قد دفن فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته لآخذنه ، فأتى قبره فنبشه فسمع صائحا يقول

(1) الفرقان 70 .
الذنوب الكبيرة - 2 433


ويصيح به لا تفعل ، ففزع النباش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه ، وقال لولده : أي أب كنت لكم ؟ قالوا نعم ألأب كنت لنا. قال : فأن لي اليكم حاجة قالوا قل ما شئت فأنا سنصير اليه ( ان شاء ألله ) ، قال أحب إن أنا متُّ أن تأخذوني فتحرقوني بالنار فأذا صرت رمادا فدقوني ثم تعمدوا بي ريحا عاصفا فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر ، قالوا : نفعل .فلما مات فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذروه قال ألله جل جلاله للبر: اجمع ما فيك وقال للبحر : اجمع ما فيك ، فأذا الرجل قائم بين يدي ألله جل جلاله فقال ألله عز و جل : ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن يفعلوا بك ؟ قال حملني على ذلك و عزّتك خوفك .
فقال ألله جل جلاله : فأني سأرضي خصومك وقد آمنت خوفك وغفرت لك .

(4)


جاء في كتاب الروضة من الكافي عن ألأمام الصادق «عليه السلام » قال : كان عابد في بني أسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا فنخر أبليس نخرة فاجتمع اليه جنوده فقال : من لي بفلان ؟ فقال بعضهم أنا له ، فقال : من أين تأتيه ؟ فقال : من ناحية النساء ، قال : لست له لم يجرب النساء ، فقال له آخر : فأنا له ، فقال من أين تأتيه ؟ قال : من ناحية الشراب وأللذات ، قال : لست له ، ليس هذا بشيء . قال آخر : فأنا له .قال من أين تأتيه ؟ قال من ناحية البِر ، قال : انطلق فأنت صاحبه ، فأنطلق الى موضع الرجل فأقام حذاه يصلي قال : وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام ويستريح والشيطان لا يستريح ، فتحول الرجل اليه وقد تقاصرت اليه نفسه وأستصغر عمله ، فقال : يا عبدألله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه ثم اعاد عليه فلم يجبه ثم أعاد عليه فقال : يا عبدألله اني أذنبت ذنبا وأنا تائب منه فاذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة ؟ قال : فأخبرني بذنبك حتى أعمله وأتوب فاذا فعلته قويت على الصلاة ؟ قال: أدخل المدينة فسل عن فلانة البغيّة فأعطها درهمين ونل منها ، قال : ومن أين لي درهمين وما أدري ما الدرهمان فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما فقام فدخل المدينة بجلابيبه

الذنوب الكبيرة - 2 434


يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس وظنوا أنه جاء يعظها فأرشدوه فجاء اليها فرمى اليها بالدرهمبن وقال : قومي فقامت فدخلت منزلها وقالت أدخل ، وقالت انك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها فأخبرني بخبرك فأخبرها فقالت له : يا عبدألله ان ترك الذنب أهون من طلب التوبة وليس كل من طلب التوبة وجدها وإنما ينبغي ان يكون هذا شيطانا مثل لك فانصرف فأنك لا ترى شيئا . فأنصرف وماتت من ليلتها فأصبحت فأذا على بابها مكتوب : احضروا فلانة فأنها من أهل الجنة ، فإرتاب الناس فمكثوا ثلاثا لم يدفنوها إرتيابا في أمرها فأوحى ألله عز وجل الى نبي من الأنبياء لا أعلمه ألا موسى بن عمران «عليه السلام » ان أئت فلانة فصلّ عليها ومر الناس أن يصلوا عليها فأني قد غفرت لها وأوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي .

(5)

جاء في تفسير الصافي - سورة آل عمران - أن معاذ بن جبل دخل على رسول ألله «صلى ألله عليه وآله» باكيا ، فسلم فرد عليه ، ثم قال : ما يبكيك يا معاذ فقال : يا رسول ألله ان بالباب شابا طري الجسد ، نقي اللون ، حسن الصورة يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» أدخل عليّ الشاب يا معاذ ، فأدخله عليه فسلم فرد «صلى ألله عليه وآله» ثم قال : ما يبكيك يا شاب ؟ قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا ان أخذني ألله عز وجل ببعضها أدخلني النار ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا !!
فقال رسول ألله « صلى ألله عليه وآله» : هل أشركت بالله شيئا ؟
قال : أعوذ بألله أن أشرك بربي شيئا !
قال : أقتلت النفس التي حرّم ألله ؟
قال : لا
فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» : يغفر ألله ذنوبك وان كانت مثل الجبال الرواسي ، قال الشاب : فأنها أعظم من الجبال الرواسي .

الذنوب الكبيرة - 2 435



فقال النبي «صلى الله عليه وآله» يغفر ألله لك ذنوبك وان كانت مثل ألأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق .
قال: فأنها أعظم من ألأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق.
فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» يغفر لك ذنوبك وان كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي .
قال : فأنها أعظم من ذلك .
قال : فنظر النبي «صلى ألله عليه وآله» كهيئة الغضبان ثم قال : ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك ؟ فخر الشاب لوجهه وهو يقول : سبحان ألله ربي ، ما شيء أعظم من ربي ، ربي أعظم يا نبي ألله من كل عظيم .
فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» : فهل يغفر الذنب العظيم ألا الرب العظيم ؟
قال الشاب : لا وألله يا رسول ألله ، ثم سكت الشاب فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» ويحك يا شاب ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك ؟
قال : بلى أخبرك أني كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج ألأموات وأنزل ألأكفان فماتت جارية من بعض بنات ألأنصار ، فلما حملت الى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها وجنّ عليهم الليل أتيت قبرها فنبشته ثم أستخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها ، وتركتها متجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفاً ، فأتاني الشيطان فأقبل يزينها الي ويقول : أما ترى بطنها وبياضها ؟ أما ترى وركيها فلم يزل يقول لي هذا حتى رجعت اليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها وتركتها مكانها فأذا أنا بصوت من ورائي يقول : يا شاب ويل لك من ديّان يوم الدين ، يوم يوقفني وأياك كما تركتني عريانة في عساكر الموتى ونزعتني من حفرتي ، وسلبتني أكفاني وتركتني أقوم جنبة الى حسابي ، فويل لشبابك من ألنار ، فما أظن أني أشم ريح الجنة أبداً ، ما تر لي يا رسول ألله ؟ فقال النبي «صلى ألله عليه وآله» : تنح عني يا فاسق أني أخاف أن أحترق بنارك فما


السابق السابق الفهرس التالي التالي