الذنوب الكبيرة - 2 399


يصلي بين يديه ولاعن يمينه ولا عن يساره لأن الإمام لا يتقدم عليه ولا يساوى) «الوسائل ـ ابواب مكان المصلي ـ 26». وقد حمل صاحب الوسائل هذا الحديث على الكراهة.
وقد ذكر بعض الفقهاء ان الميزان هو صدق عنوان الهتك، وهو مُسَّلم في الصلاة قدام القبر، ولا يصدق الهتك في الصلاة الى يمين القبر او شماله وان كان الإحتياط أفضل.

الذنوب الكبيرة - 2 400




الذنوب الكبيرة - 2 401


5
هتك التربة الحسينية

من البديهي عند جميع الشيعة انه يلزم إحترام التراب الواقع في أطراف القبر الحسيني الشربف الى مسافة ميل او أربعة أميال او فرسخ، وكما يلزم إحترام التراب المأخوذ منه بعنوان التبرك، او بقصد الإستشفاء به، او السجود عليه وغير ذلك من خواصه وآثاره. وكون هتكه وإهانته من الذنوب الكبيرة أمرا مرتكزا عند جميع الشيعة بنحو يحصل اليقين بان الامر كذلك منذ زمن السجاد «عليه السلام» والى هذا الزمان.
وأيضا ، فان هتك التربة هو هتك لصاحب القبر، ومن البديهي ان هتك الإمام «عليه السلام» من كبائر الذنوب .
وبناءا على ذلك فان إلقاء التربة الحسينية بقصد الإهانة ، او ركلها بالقدم ، او تنجيسها وما ماثل ذلك هو ذنب كبير.
ولو دخل بيت الخلاء ومعه التربة الحسينية فسقطت منه وجب عليه اخراجها وتطهيرها، وما لم يخرجها فان التخلي في ذلك الموضع حرام، وان لم يكن إخراجها ممكنا لزم إغلاق ذلك الموضع لكي لا يتخلى فيه ـ كما تقدم في حرمة هتك القرآن ـ.

الذنوب الكبيرة - 2 402


فضيلة التربة الحسينية:

الروايات الواردة في فضيلة أرض كربلاء وشرفها، والآثار العظيمة للتربة الحسينية كثيرة ، وفيما يلي ننقل روايتين في باب فضلها وشرفها وحكايتين في باب عواقب إهانتها.
روى الشيخ الأجل ابن قولويه ـ وهو أستاذ الشيخ المفيد ـ عن محمد بن مسلم قال:
(خرجت إلى المدينة وانا وجع فقيل له « عليه السلام» محمد بن مسلم وجع ، فأرسل الي أبو جعفر ـ الإمام الباقر «عليه السلام» ـ شرابا مع غلام مغطى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي إشربه فانه قد أمرني ان لا أبرح حتى تشربه فتناولته فإذا رائحة المسك منه، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاي إذا شربته فتعال: ففكرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما إستقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي: صح الجسم أدخل، فدخلت عليه وانا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه . فقال لي : وما يبكيك يا محمد ؟ قلت: جعلت فداك أبكي على إغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك أنظر اليك، فقال لي: أما قلة القدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء اليهم سريعا، واما ما ذكرت من الغربة فإن المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، وأما ما ذكرت من بعد الشقة فلك بأبي عبدالله «عليه السلام» أسوة بأرض نائية عنا بالفرات، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر الينا وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه .
ثم قال لي هل تأتي قبر الحسين«عليه السلام» ؟ قلت: نعم، على خوف و وجل ! فقال: ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف ، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة ، وزار (ورآه)

الذنوب الكبيرة - 2 403


النبي «صلى الله عليه واله» وما يصنع ، ودعا له، إنقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله.
ثم قال لي: كيف وجدت الشراب ؟ فقلت أشهد أنكم أهل بيت الرحمة وأنك وصي الأوصياء، ولقد أتاني الغلام بما بعثته وما اقدر على ان استقل على قدمي، ولقد كنت آيسا من نفسي فناولني الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا أبرد منه فلما شربته قال لي الغلام انه أمرني أن أقول لك إذا شربته فاقبل الي وقد علمت شدة ما بي.
فقلت لأذهبن اليه ولو ذهبت نفسي فأقبلت اليك فكأني نشطت من عقال فالحمد لله الذى جعلكم رحمة لشيعتكم ورحمة علي، فقال: يا محمد ان الشراب الذي شربته فيه من طين قبر الحسين«عليه السلام» وهو أفضل ما أستشفي به فلا تعدل به فإنا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كل خير. فقلت. جعلت فداك إنا لنأخذ منه ونستشفي به ؟ فقال : يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد اظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شيء فيه آفة إلا شمه فتذهب بركته فيصير بركته ما يمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلا أفاق من ساعته ، وما هو إلا كحجر الأسود أتاه صاحب العاهات والكفر والجاهلية وكان لا يتمسح به احد إلا افاق وكان كأبيض ياقوتة فإسود حتى صار الى ما رأيت.
فقلت: جعلت فداك وكيف اصنع به؟
فقال : تصنع به مع اظهارك إياه ما يصنع غيرك، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له.
فقلت: صدقت جعلت فداك، قال ليس يأخذه أحد إلا وهو جاهل بأخذه، ولا يكاد يسلم بالناس فقلت: جعلت فداك وكيف لي أن أخذه كما تأخذه؟ فقال لي: أعطيك منه شيئا؟
فقلت : نعم.

الذنوب الكبيرة - 2 404



قال : إذا أخذته فكيف تصنع به؟
فقلت: أذهب به معي.
فقال: في أى شيء تجعله ؟ فقلت في ثيابي!
فال: فقد رجعت الى ما كنت تصنع ، إشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فإنه لا يسلم لك، فسقاني منه مرتين فما أعلم إني وجدت شيئا مما كنت أجد حين إنصرفت.

وضع التربة الحسينية مع الجنازة:

روى العلامة في (منتهى المطالب) قال:
ان إمرأة كانت تزني وحين تضع أولادها تحرقهم خوفا من أهلها، ولم يعلم بها غير أُمها، فلما ماتت دفنت فإنكشف التراب عنها ولم تقبلها الأرض، فنقلت من ذلك المكان إلى غيره فجرى لها ذلك ، فجاء اهلها إلى ألصادق«عليه السلام » وحكوا له القصة، فقال لأمها: ما كانت تصنع هذه في حياتها من المعاصي؟ فأخبرته بباطن أمرها، فقال الصادق «عليه السلام»: ان الأرض لا تقبل هذه ، لأنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله ، إجعلوا في قبرها شيئا من تربة الحسين «عليه السلام» ففعل ذلك بها فسترها الله تعالى «الوسائل ـ ابواب التكفين».

تجهيز الميت بالتربة الحسينية:

يستحب وضع مقدار من التربة الحسينية في القبر وتوضع مقابل وجه الميت، ويستحب ايضا عند تحنيط الميت وضع مقدار من التربة الحسينية داخل الكافور، وأما جبينه ويداه فانها تمسح بالتربة فقط، ويمسح الكافور فقط ركبتاه وإبهاما قدميه، حيث ان مسحها بالتربة الحسينية ينافي إحترام التربة.

شفاء من كل داء:

روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة في (الأمالي) بإسناده عن مشايخه عن محمد

الذنوب الكبيرة - 2 405


الازدي قال: حدثنا أبي قال:
صليت في جامع المدينة والى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر، فقال أحدهما لصاحبه : يا فلان أما علمت ان طين قبر الحسين«عليه السلام» شفاء من كل داء ، وذلك انه كان بي وجع الجوف فتعالحت بكل دواء فلم اجد فيه عافية وخفت على نفسي وآيست منها، وكانت عندنا إمرأة من أهل المعرفة عجوز كبيرة، فدخلت علي وانا في أشد ما بي من العلة، فقالت لي يا ساالم ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة؟ فقلت لها نعم ، قالت : فهل لك ان أعالجك فتبرأ بإذن الله عزوجل ؟ فقلت لها: ما انا الى شئ أحوج مني الى هذا ، فسقتني ماءاً في قدح فسكتت عني العلة، وبرأت حتى كأن لم تكن علة قط ، فلما كان بعد أشهر دخلت على العجوز فقلت لها: بالله عليك يا سلمة ـ وكان إسمها سلمة ـ بماذا داويتني؟
فقالت: بواحدة مما في هذه السبحة ـ من سبحة كانت في يدها ـ فقلت : وما هذه السبحة، فقلت: انها من طين قبر الحسين «عليه السلام» .
فقلت لها: يا رافضية دوايتني بطين قبر الحسين فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي كأشد ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشيت على نفسى، ثم أذن المؤذن فقاما للصلاة وغابا عني (1) .

الإهانة للتربة الحسينية مهلكة:

ونقل الشيخ عليه الرحمة في الكتاب نفسه عن موسى بن عبد العزيز قال:
لقيني يوحنا بن سراقيون النصراني المتطبب في شارع ابي احمد فإستوقفني وقال لى: بحق نبيك ودينك من هذا الذى يزور قبره منكم بناحية قصر أبي هبيرة ـ منطقة كربلا ـ من هو من أصحاب نبيكم؟
قلت: ليس هو من أصحابه، هو ابن بنته ، فما دعاك الى المسألة عنه؟ فقال : له

(1) أمالي الطوسي /حـ 1/ 327.
الذنوب الكبيرة - 2 406


عندي حديث طريف.
فقلت : حدثني به. فقال: وجه الي سابور الكبير الخادم الرشيدي ـ خادم هارون الرشيد ـ فصرت اليه فقال لي : تعال معي، فمضى وانا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي فوجدناه زائل العقل، متكئا على وسادة، وإذا بين يديه طست فيه حشو جوفه، وكان الرشيد استحضره من الكوفة، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى فقال له: ويحك ما خبره؟ فقال له: أخبرك انه كان من ساعة جالسا وحوله ندمائه وهو من أصح الناس جسما ، وأطيبهم نفسا اذ جرى ذكر الحسين بن علي «عليه السلام» ، قال يوحنا: هذا الذى سألتك عنه . فقال موسى: ان الرافضة لتغلوفيه حتى أنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواءا يتداوون به، فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا: قد كانت بي علة غليظة فتعالجت بكل علاج فما نفعني حتى وصف لي كاتبي ان آخذ من هذه التربة ، فأخذتها فنفعني الله بها وزال عني ما كنت اجده.
قال: فبقى عندك منها شيء؟قال نعم . فوجه أحدا فجاء منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها موسى فإستدخلها في دبره إستهزاءاً بمن يداوي بها، وإحتقارا وتصغيرا لهذا الرجل الذي هذه تربته ـ يعني الحسين «عليه السلام» ـ فما هو إلا ان إستدخلها دبره حتى صاح: النار النار، الطست الطست، فجئناه بالطست فاخرج فيها ما ترى ، فإنصرف الندماء وصار المجلس مأتما، فاقبل على سابور فقال: أنظر هل لك فيه حيلة؟ فدعوت بشمعة فنظرت : فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في الطست، فنظرت الى أمر عظيم فقلت: ما لأحد في هذا صنع إلا ان يكون لعيسى الذي كان يحي الموتى.فقال لي سابور: صدقت ولكن كن ههنا في الدار الى أن يتبين ما يكون من أمره فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه فمات وقت السحر.
قال محمد بن موسى: قال لي موسى بن سريع: كان يوحنا يزور قبر الحسين «عليه السلام» وهو على دينه، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه «الأمالي ـ حـ 1 ـ 328».
وقد نقل العلامة المجلسي هذه الرواية في بحار الأنوار ـ المجلد العاشر.

الذنوب الكبيرة - 2 407


الرؤيا الصادقة:

ونقل الشيخ النوري في دار السلام قال:
دخل بعض اخواني على والدتى رحمها الله فرأت في جيبه الذي في أسفل قبائه تربة مولانا ابي عبدالله «عليه السلام» فزجرته وقالت هذا من سوء الأدب ولعلها تقع تحت فخذك فتنكسر فقال نعم انكسرت منها الى الآن اثنتان وعهد ان لا يضعها بعد ذلك فيه ولما مضى بعض الأيام رأى والدي العلامة رفع الله مقامه في المنام ـ ولم يكن له اطلاع بذلك ـ ان مولانا ابا عبدالله «عليه السلام» دخل عليه زائرا وقعد في بيت كتبه الذي كان يقعد فيه غالبا فلاطفه كثيرا وقال أدع بنيك يأتوا الي لأكرمهم فدعاهم وكانوا خمسة معي فوقفوا قدامه «عليه السلام» عند الباب وكان بين يديه أشياء من الثوب وغيره فكان يدعو واحدا بعد واحد ويعطيه شيئا منه فلما وصلت النوبة الى الأخ المزبور سلمه الله نظر اليه شبه المغضب والتفت الى الوالد «قدس سره» وقال : ابنك هذا قد كسر تربتين من تراب قبري تحت فخذه ثم طرح إليه شيئا ولم يدعه إليه وببالي أن ما أعطاه كان بيت المشط الذي يعمل من الثوب الذى يقال له بالفارسية (ترمه) فانتبه وقص ما رآه على الوالدة رحمها الله فأخبرته بما وقع فتعجب من صدقه.
وحيث كان ختام مباحث هذا الكتاب بألإسم المقدس لسيد الشهداء «عليه السلام» وهو رحمة ألله الواسعة ـ أرجو ألله ببركة سيد الشهداء «عليه السلام» ان يوفقنا للتوبة مما تقدم من ذنوبنا ويعصمنا منها فيما ياتي.
اللهم اغفر لنا ما سلف من ذنوبنا، واعصمنا في ما بقي من عمرنا بحق الحسين واخيه وجده وابيه وامه وبنيه صلوات الله عليه اجمعين ولعنة الله على اعدائهم الى يوم الدين.

سؤال وجواب

بعد الطبعة ألاولى لهذا الكتاب سأل البعض:
هل الذنوب الأخرى التي لم يرد ذكرها في هذا الكتاب هي ذنوب صغيرة، أم

الذنوب الكبيرة - 2 408


يحتمل كونها من الكبائر أيضا؟
ويسأل بعض آخر:
هل يوجد ذنوب كبيرة أخرى في الإسلام غير ما ذكر في هذا الكتاب أم لا؟
وربما يرغب آخرون في معرفة هذين الأمرين، ومن هنا آثرنا ان نذكر جواب هذين السؤالين مفصلا في الطبعة الثالثة لهذا الكتاب.

توجد ذنوب أخرى:

يجب ان يعلم ان فقهاء الإسلام رضوان الله عليهم ذكروا مفصلا جميع الواجبات والمحرمات ـ مضافا الى المستحبات والمكروهات ـ في كتاب العبادات وأبواب المعامات والإيقاعات وحتى ابواب الحدود والديات.
فقد ذكر الشيخ الحر العاملي ـ عليه الرحمة ـ في كتاب بداية النهاية جميع الواجبات والمحرمات من الطهارة والى الديّات، وقد قيل ان مجموع الواجبات التي جمعت في هذا الكتاب بلغت ألفا وخمسمائة وخمسا وثلاثين ، والمحرمات ألفا وأربعمائة وثماني وأربعين.
ومن هنا يعلم ان نسبة ما ذكر في كتابنا من الذنوب الى ما ذكر في كتاب بداية النهاية أقل من العشر.

يحتمل كون الذنوب الأخرى كبائر:

اما حول انحصار الكبائر بما ذكرناه في هذا الكتاب فقد قلنا اول الكتاب ان مقصودنا هو شرح الذنوب المتفق على انها من الكبائر ، دون ان تكون الكبائر منحصرة بها، وبناءا على ذلك فان باقي الذنوب التي لم تذكر في هذا الكتاب ستبقى في حالة الإبهام والتردد ، فيحتمل أنها من الكبائر ويحتمل انها صغائر وبذلك يتحقق غرض الشارع المقدس في إبهام الكبائر ، وهو ترك كل ذنب يحتمل انه كبير. كما ان كل مراتب ودرجات الكبائر القطعية هي كبيرة قطعا مثل الشرك ، وبعض الكبائر يختلف

الذنوب الكبيرة - 2 409


الحال فيها بين مرتبة واخرى . فبعض مراتبها كبيرة قطعا وبعضها الآخر مشكوك مردد، وذلك مثل الكذب على تفصيل تقدم سابقا.
وحيث ان معرفة الكبائر واجبة على كل مسلم لكي يتجنبها ، وكذلك معرفة سائر المحرمات التي يمكن ان يبتلى بها، فاننا سنذكر فيما يلي فهرستا مفصلا للكبائر القطعية، وبعد ذلك نذكر فهرستا للمحرمات التي هي مورد الإبتلاء العام.

فهرست الكبائر القطعية

1 ـ الشرك والرياء 2 ـ اليأس من رحمة الله 3 ـ القنوط وسوء الظن بالله 4 ـ الأمن من مكر الله 5 ـ قتل النفس 6 ـ عقوق الوالدين 7 ـ قطع الرحم 8 ـ أكل مال اليتيم 9 ـ أكل الربا 10 ـ الزنا 11 ـ اللواط 12 ـ القذف 13 ـ شرب المسكر 14 ـ القمار 15 ـ اللهو بآلات الموسيقى 16 ـ الغناء 17 ـ الكذب 18 ـ اليمين الكاذبة 19 ـ شهادة الزور 20 ـ كتمان الشهادة 21 ـ نقض العهد 22 ـ خيانة الأمانة 23 ـ السرقة 24 ـ التطفيف 25 ـ اكل الحرام 26 ـ حبس الحقوق 27 ـ الفرار من الزحف 28 ـ التعرب بعد الهجرة 29 ـ معونة الظالمين 30 ـ عدم نصرة المظلوم 31 ـ السحر 32 ـ الإسراف 33 ـ التكبر 34 ـ محاربة المسلمين 35 ـ أكل الدم والميتة ولحم الخنزير 36 ـ ترك الصلاة عمدا 37 ـ عدم دفع الزكاة 38 ـ ألإستخفاف بالحج 39 ـ ترك احد الواجبات 40 ـ الإصرار على الذنب والاستهانة به 41 ـ الحيف في الوصية 42 ـ الغيبة 43 ـ النميمة 44 ـالاستهزاء بالمؤمن 45 ـ هجاء المؤمن بشعر او نثر 46 ـ ايذاء المؤمن 47 ـ السب والطعن 48 ـ إذلال المؤمن 49 ـ فضح المؤمن وتعنيفه 50 ـ ايذاء الجار 51 ـ المكر والخديعة 52 ـ النفاق 53 ـ الإحتكار 54ـ الحسد 55 ـ معادات المؤمن 56 ـ المساحقة 57 ـ القيادة والدياثة 58 ـ ألإستمناء 59 ـ البدعة 60 ـ الحكم بغير حق 61 ـ القتال في الأشهر الحرم 62 ـ الصدعن سبيل الله 63 ـ كفران النعمة 64 ـ الفتنة 65 ـ بيع الأسلحة للكافرين 66 ـ البهتان وسوء الظن 67 ـ هتك القرآن 68 ـ هتك الكعبة 69 ـ هتك المساجد 70 ـ هتك المشاهد المشرفة والتربة الحسينية.

الذنوب الكبيرة - 2 410


فهرست الكبائر الإحتمالية

1 ـ أكل وشرب النجس 2 ـ كشف العورة أمام ناظر مميز 3 ـ النظر لعورة الغير 4 ـ إستقبال او إستدبار القبلة عند التخلي 5 ـ المكث في المساجد في حال الحيض والنفاس والجنابة 6 ـ لبس الحرير والذهب للرجل 7 ـ تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال 8 ـ النظر الى الغير بشهوة وريبة رجلا كان او إمرأة 9 ـ النظر في كتاب الغير ورسائله من دون رضاه 10 ـ النظر في منازل الآخرين دون رضاهم 11 ـ إقتناء وحفظ كتب ومجلات الضلال 12 ـ صنع التماثيل 13 ـ مس بدن الأجنبي 14 ـ مدح الظالم ـ إلآالتقية ـ وبشكل عام مدح من لا يستحق المدح، وهكذا ذم من لا يستحق الذم 15 ـ الوقوف في مجلس المعصية 16ـ إستعمال أواني الذهب والفضة 17 ـ عدم الحضور في صلاة الجماعة من باب الإعراض والإدبار ـ بل صرح بعض الفقهاء بان ذلك من الكبائر بدليل عدم قبول شهادة مثل هذا الشخص 18 ـ يجب ترك المحرمات المذكورة في أبواب الطهارة والصلاة والصوم من الرسائل العملية، كما ان التسامح في أداء واجبات الوضوء والغسل والتيمم وواجبات الصلاة والصوم والحج والخمس والزكاة حرام أيضا، كذلك المحرمات المذكورة في أبواب المعاملات من البيع والشراء والإجارة والهبة والغصب وغيرها، فيجب معرفتها وتركها، فلو أخذ شيئا من صاحبه حياءا وإضطر مالكه للإذن بأخذه فان التصرف فيه محرم لأنه في حكم الغصب .
وأيضا ، يجب ان يعلم ان الغصب من الذنوب المستمرة، يعني أنه في كل لحظة إستطاع فيها ان يرد المغصوب فلم يرده ثبت عليه معصية جديدة.
وكذلك المحرمات في أبواب النكاح والطلاق فيجب التعرف عليها وتركها، وكذلك المحرمات في أبواب الأطعمة والأشربة فالتعرف عليها واجب لغرض تركها.
وحيث كانت هذه المحرمات مذكورة مفصلا في الرسائل العملية أغنانا ذلك عن ذكرها في هذا الكتاب.

الذنوب الكبيرة - 2 411


خاتمة
القسم الاول : التوبة
القسم الثاني: حكايات موقظة


الذنوب الكبيرة - 2 412




الذنوب الكبيرة - 2 413


القسم الاول

التوبة

« ياأيُّها الذينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوبَةًَ نَصُوحا » (1).
لا يخفى على ذوي البصائر ان التوبة هي شعبة من الفضل الإلهي العظيم ، وباب من أبواب رحمة الرب الرحيم التي فتحها لعباده. ولو كان الباب مغلقا لم يكن لأحد فلاح لأن طبيعة البشر مجبولة على الخطأ والمعصية والإشتباه بنحو لا ينجو واحد من البشر في اعمال جوارحه وجوانحه ـ الأعضاء والقلب ـ من الإبتلاء بانواع الآثام إلا من عصم الله.
والخلاصة انه لا يوجد بشر يستطيع ان يعصم نفسه من أنواع الخطأ والذنب، ويحافظ على طهارة فطرته الأولى حتى الكثير من الأنبياء (طبعا فان أخطاء الأنبياء تختلف عن أخطاء الآخرين كما سنذكر ذلك «ان شاء الله») وبناءا على ذلك فقد جعل الله ـ الحكيم الرحيم ـ التوبة دواءاً للآلام المعنوية، وعلاجا للأمراض القلبية ، ومطهرا لأنوع الأوساخ، ليطهر الإنسان بعد الإبتلاء بالذنب ببركة التوبة ويكون من أهل النجاة.

(1) التحريم 8.
الذنوب الكبيرة - 2 414


فالسعيد من عرف اهمية هذا الباب واستفاد منه وشكر هذه النعمة الإلهية، والشقي من كان باب الرحمة هذا حجة عليه ، فهو يقف يوم القيامة عند الحساب والسؤال عن أعماله فكلما أراد ان يعتذر قائلا: إلهي كنت جاهلا لاعلم لي ، كنت أسير الشهوة والغضب، غلبني هواي ، وعجزت عن مقاومة وساوس الشيطان ، يقال له في رد كل الأعذار: ألم أفتح لك باب التوبة؟ هل كلفتك بما لا تطيق ؟ هل أخذتك بشدة؟ هل وضعت للتوبة شرائط صعبة وخارج قدرتك؟
وفيما يلي نشير الى عدة مطالب هامة ترجع الى التوبة.

حقيقة التوبة


قال الرسول الأكرم «صلى الله عليه واله»: (ألندامة توبة).
وقال الإمام الباقر «عليه السلام»: (كفى بالندم توبة).
يقول الإمام الصادق «عليه السلام»: (ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلاغفر ألله له قبل أن يستغفر)«ألكافي».
وبناء على ذلك فان حقيقة التوبة هى الندم على الذنب ـ لما فيه من القبح عند الله ـ والندم على كل عمل يخالف رضاه ـ تعالى ـ حاله حال عبد عمل عملا لا يرضى عنه مولاه وكان غافلا عن ان مولاه يراه، فانه سوف يندم بشدة على عمله.
ومثل تاجر يعقد معاملة يخسر بها كل رأس ماله ويصبح مدينا فكم سوف يندم على ذلك، ! ؟ خصوصا إذا كان صديقه العارف قد نهاه عن تلك المعاملة قبل ذلك .
ومثل من منعه الطبيب من تناول طعام وأخبره بخطورته، فإذا أكله ومرض بعدئذ فكم يندم حينذاك؟

الندم يوجب ترك الذنب؟

وبالطبع ، فكلما كان الإيمان بالله ، ويوم الجزاء ، والتصديق بأخبار الرسول «صلى الله

الذنوب الكبيرة - 2 415


عليه واله» وألأئمة «عليهم السلام» اكثر كلما كان الندم على الذنب أكثر ، وكان الإحتراق الباطني ـ وتأنيب الضمير ـ أكثر ، كما أن لازم الحسرة والندم على صدور الذنب العزم على تركه فيما بعد بحيث لو لم يكن مصمما على تركه يعلم حينئذ بأنه غير نادم على ذلك الذنب.
ويقول أمير المؤمنين «عليه السلام» : (إن الندم على الشر يدعو الى تركه) «الوسائل ».
كما إن من لوازم الحسرة والندامة على الذنب السعي في تلافي ما صدر منه، فإن كان من حقوق الله مثل ما لو ترك الصلاة والصوم والزكاة والحج فيجب عليه قضاؤها، وان كان من حقوق الناس فإن كان حقا ماليا أعاده لصاحبه ان كان حياً وللورثة ان كان ميتا وتصدق به عن صاحبه ان كان لا يعرفه ، وان كان الحق عرضا وجب عليه تحصيل رضا الطرف الآخر، وان كان الحق قصاصا سلم نفسه لصاحب الحق فأما ان يقتص منه او يأخذ الدية او يعفو عنه، وان كان الحق حدا كالقذف وجب عليه ان يسلم نفسه لصاحب الحق ليقيم عليه الحد او يعفو عنه.
اما الذنوب التي فرض الله فيها الحد مثل الزنا، فانه لا يجب عليه ان يقر على نفسه امام الحاكم الشرعي ليجري عليه الحد، إنما يكفي منه الندم على الذنب، والعزم على تركه في المستقبل، والإستغفار منه، حاله في ذلك حال الكبائر التي لم يثبت فيها حد شرعي كإستماع الغناء والموسيقى. وظاهر الآيات والروايات انه يجب بعد الندم الإستغفار ، وهو ان يطلب العفو والمغفرة من الله (1).

التوبة الكاملة:

روي ان قائلا عند أمير المؤمنين قال : استغفر الله فقال له «عليه السلام» : ثكلتك أُمك أتدري ما الإستغفار؟ ان الإستغفار درجة العليين وهو إسم واقع على ستة معان: أولها

(1) قال تعالى« واستغفروا الله »

وقال (ص) (دواء الذنوب الإستغفار).
وعن علي (ع) (العجب ممن يقنط ومعه الممحاة قيل وما الممحاة؟ فقال: الإستغفار) «الوسائل».
ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 416


الندم على ما مضى . الثاني : العزم على ترك العودة إليه أبدا. الثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى ألله سبحانه أملس ليس عليك تبعة. الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها . الخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي تنبت على السحت فتذيبه بألأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهم لحم جديد .السادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية .

وجوب التوبة وفضلها:

تجب التوبة من كل ذنب كبير أو صغير بإتفاق جميع العلماء وبحكم العقل ، كما قال المحقق الطوسي في( تجريد الكلام) والعلامة الحليفي شرحه ( التوبة واجبة لدفعها الضرر الذي هو العقاب أو الخوف ودفع الضرر واجب) .
قال تعالى في سورة النور« وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»«ألآية ـ 31» .
وقال تعالى في سورة التحريم« يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى أللهِ توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها ألأنهار . . »«ألآية ـ 8».

ما هي التوبة النصوحة؟

ذكر المجلسي في شرح الكافي في معنى التوبة النصوح عدة وجوه ذكرها المفسرون:
( منها : أن المرد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى أن ياتوا بمثلها لظهور آثارها الجميلة في صاحبها ، أو تنصح صاحبها فيقلع عن الذنوب ثم لا يعود إليها أبدا.
ومنها : أن النصوح ما كانت خالصة لوجه ألله سبحانه من قولهم عسل نصوح إذا كان خالصا من الشمع ، بأن يندم على الذنوب لقبحها أو كونها خلاف رضا ألله سبحانه لا خوفا من النار مثلا . . .

ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 417


ومنها : أن النصوح من النصاحة وهي الخياطة لأنها تنصح من الدين ما مزقته الذنوب أو يجمع بين التائب وبين أولياء ألله وأحبائه كما تجمع الخياطة بين قطع الثوب .
ومنها : أن النصوح وصف للتائب وإسناده إلى التوبة من قبيل ألإسناد المجازي ، أي توبة ينصحون بها أنفسهم بأن يأتو بها على أكمل ما ينبغي ان تكون عليه حتى تكون قالعة لآثار الذنوب من القلوب بالكلية ، وذلك بإذابة النفس بالحسرات ومحو ظلمة السيئات بنور الحسنات .
إلى أن قال ( وفي كلام بعض ألأكابر أنه لا يكفي في جلاء المرآة قطع ألأنفاس وألأبخرة المسودة لوجهها ، بل لا بد من تصقيلها وإزالة ما حصل في جرمها من السواد ، كذلك لا يكفي في جلاء القلوب من ظلمات المعاصي وكدوراتها مجرد تركها وعدم العودة إليها ، بل يجب محو آثار تلك الظلمات بانوار الطاعات فإنه كما يرتفع إلى القلب من كل معصية ظلمة وكدورة كذلك يرتفع إليه من كل طاعة نور وضياء ، فألأولى محو ظلمة كل معصية بنور طاعة تضادها بأن ينظر التائب إلى سيئاته مفصلة ويطلب لكل سيئة منها حسنة تقابلها ، فيأتي بتلك الحسنة على قدر ما أتى بتلك السيئة.
فيكفر عن استماع الملاهي مثلا باستماع القرآن والحديث والمسائل الدينية ، ويكفر عن خط المصحف محدثا بإكرامه وكثرة تقبيله وتلاوته ، ويكفر عن المكث في المسجد جنبا بألإعتكاف فيه وكثرة التعبد في زواياه وأمثال ذلك .
وأما في حقوق الناس فيخرج من مظالمهم أولا بردها عليهم، والإستحلال منهم ، ثم يقابل إيذائه لهم بألإحسان إليهم ، وغصب أموالهم بالتصدق بماله الحلال، وغيبتهم بالثناء على أصل الدين وإشاعة أوصافهم الحميدة ، وعلى هذا القياس يمحو كل سيئة من حقوق ألله أو حقوق الناس بحسنة تقابلها من جنسها ، كما يعالج الطبيب الأمراض بأضدادها «إنتهى»
الذنوب الكبيرة - 2 418

فضيلة التوبة

1 ـ التائب محبوب عند الله، قال تعالى في سورة البقرة « إن اللهَ يُحِبُ التَوابينَ ويُحِبُ المُتَطَهِّرينَ » «الآية ـ222».
ويقول الإمام الصادق «عليه السلام» (ان الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها) «الكافي ».
2 ـ تبديل المعصية الى حسنة بواسطة التوبة ، وليس فقط إزالة ظلمة المعصية بل إحلال نور الطاعة محلها، كما قال تعالى في سورة الفرقان « والذينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ الَنفْسَ التي حَرَّمَ أللهُ إلا بالحَقِ ولا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ آثاماً، يُضاعَفُ لَهُ العَذابُ يَومَ القِيامَةِ وَيَخلُدْ فيهِ مُهاناً، إلا مَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدِلُ اللهُ سَيئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحيماً » «الآية ـ 68 ـ 70».
3 ـ مورد ثناء الملائكة ودعائها، كما قال تعالى في سورة غافر « الذينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَولَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِم وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرونَ لِلَذينَ آمَنوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَئٍ رَحْمْةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَذينَ تابوا وَاتّبَعُوا سَبيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الجَحِيمِ ، رَبَّنا وأدْخِلْهُم جَنّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدْتَّهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِم وأزواجِهِم وذُريّاتِهِم إنَّكَ أنْتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ، وَقِهِمُ السَيئاتِ وَمَنْ تَقِ السَيئاتِ يَومَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيم »«7 ـ 9».
4 ـ التائبون أهل الجنة: قال تعالى في سورة آل عمران « الذينَ إذا فَعَلوا فاحِشَةً أو ظَلَمُوا أنْفُسَهُم ذَكَروا اللهَ فاسْتَغْفَروا لِذُنوبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُنُوبَ إلا اللهُ وَلَمْ يُصِّروا على ما فَعَلُوا وَهُم يَعْلَمُونَ، أُولئِكَ جَزاؤُهُم مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِم وَجَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ العامِلينَ »«135 ـ 136»

السابق السابق الفهرس التالي التالي