غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون : الصلاة الصلاة قال : فجاءه رجل من تميم لا يفتر ولا ينثني : الصلاة الصلاة قال : فقال ابن عباس : أتعلمني بالسنة لا أم لك ؟ ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء . قال عبد الله بن شقيق فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته . راجع مسند أحمد بن حنبل 1 / 251 . 
رابعاً : روى مسلم عن ابن عباس قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر قال أبو الزبير : فسألت سعيد بن جبير لم فعل ذلك ؟ فقال : سألت ابن عباس كما سألتني . فقال : أراد أن لا يحرج أحداً من أمته . راجع في هذه الروايات صحيح مسلم كتاب الصلاة باب الجمع بين الصلاتين .
هذه هي الصحاح وغيرها كثير ، حجة الإمامية في جواز الجمع بين الصلاتين . ولنا أن نتساءل الآن عن سبب عدم جمع المسلمين بين الصلاتين مع ما ورد في جواز الجمع من صحاح صريحة ، فهل هناك دليل على سبب عدم الجمع يمكن أن تجدينه أيتها الأخت العزيزة ؟
لا أظنك ستجدين دليلاً واحداً يقول بعدم جواز الجمع ، نعم هناك اعتذارات وتوجيهات لهذه الصحاح التي ذكرناها كلها لا تقوى على ابطال قول الإمامية بجواز الجمع .
والإمامية تقول بالتفريق في الصلاة وتقول أيضاً بجواز الجمع فلا مانع في الاتيان بكلا الرخصتين ، ولئلا يشق رسول الله صلى الله عليه وآله على أمته فقد أجاز الجمع بين الصلاتين ، وأنتِ ترين كم هو محرج حقاً أن يواظب الانسان . خصوصاً في هذا العصر مع تفاقم الانشغالات والالتزامات . كم هو محرج الالتزام بالتفريق بين الصلاتين ، وقد رأيت شاباً من إخواننا أهل السنة قد ترك صلاته فسألته
عن السبب فقال : لعدم استطاعتي على المواظبة للتفريق بين كل صلاة ، ومع انشغالي في وقت الظهر في دروسي بالكلية تفوتني صلاة الظهر يومياً فلا أستطيع الإتيان بها الا قضاءً ، وعجبت من هذا الأخ كيف يبيح لنفسه ترك الصلاة ولا يبيح لنفسه الجمع بين الصلاتين ، مع ما هو موجود من روايات صحاح متكاثرة ؟
على أن إخواننا أهل السنة يجمعون بين الظهرين في عرفة وهو ما يسمونه بجمع تقديم ، ويجمعون بين المغرب والعشاء في المزدلفة وهو ما يسمونه جمع تأخير .
فما المانع أن يكون الجمع مخيراً به في كل وقت كما يفعله الإمامية والروايات الصحاح المجوّزة متواترة في كتبهم كثيرة ، أليس كذلك أيتها الأخت ؟
وإلى هنا فقد تبيّن أن الشيعة الإمامية لم تأخذ جواز الجمع من الامام الحسين عليه السلام بل أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وآله استناداً إلى ما ذكرناه من الصحاح وبذلك تبيّن أيضاً من عدم العلاقة بين تسمية صلاة الظهر وصلاة العصر وبين الجمع بينهما ، فان الحكم لا يغير من حقيقة الموضوع فضلاً عن تسميته .
ودمتم سالمين
الاسم : موالي الدولة : الكويت
العمر : 19 سنة الرتبة العلمية : طالب
لماذا لا تقام صلاة الجمعة إلا في حضور الإمام الغائب ؟ ولماذا يخرج الخمس اذاً ؟ أليس حلال محمد حلال ليوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ؟ الرجاء الايضاح .
الأخ العزيز ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انّ صلاة الجمعة تقام في حضور الإمام أو في غيبته ، إلا انّ حكمها في غيبة الإمام لا يكون واجباً تعيينياً بل هي واجب تخييري ، أي انّ المكلّف مخيّر بين إقامة صلاة الجمعة عند توفر شرائطها وبين الاتيان بصلاة الظهر فيما اذا لم يحضر صلاة الجمعة ، نعم عند حضور الإمام عليه السلام يكون حكم صلاة الجمعة واجباً تعيينياً ، أي يتعيّن على المكلّف الاتيان بها ولا يصح منه الاتيان بصلاة الظهر .
على انّ الامامية يقيمون صلاة الجمعة في بلدانهم ولعل ما تراه في ايران دليل على ذلك ، اذ اقامتها في الجمهورية الاسلامية منذ تاسيسها دليل على انّ الإمامية يقيمون صلاة الجمعة حتى عند عدم حضور الإمام عليه السلام ، ولا علاقة لذلك في زمن الحضور أو الغيبة .
أما إخراج الخمس فلا علاقة له بحضور الإمام فهو فريضة واجبة لا يمكن تعطيلها بأي حال كما انك لا يمكنك تأخير اخراج الزكاة أو تأخير الحج
وغيرها من الفرائض بحجّة عدم تولي الأمر للخليفة الشرعي ، واذا كان مقصودك انّ الخمس لا يتولى أمر صرفه إلا الإمام فهذا غير صحيح ، اذ للإمام نوّاب في تمشية شؤون الأمّة وصرف ما تحتاجه من الخمس والزكاة وادارة أحوالها حتى ظهوره عليه السلام ، وهؤلاء هم العلماء ، فهم وكلائه في التصرف وادارة شؤون الأمة لحين ظهوره وتسلمه زمام الأمور .
ودمتم سالمين
الاسم : محمد الدولة : الكويت
العمر : 23 سنة الرتبة العلمية : الثانوية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد .. الاخوة الكرام
السؤال لماذا نحن الشيعة نصلي صلاة الجمعة اربع ركعات والسنة يصلونها اثنين وخطبة ونحن نصلي ثم نخطب وهم العكس ؟ وانا سمعت أنه يقولوا انّ نحن نصلي صلاة الجمعة ركعتين عند ظهور المهدي فأرجوا الاجابة على السؤال بالتفصيل ، وشكراً وحفظكم الله جميعاً ودمتم بخير ان شاء الله .
الأخ المحترم
سلام من الله ورحمته وبركاته ..
انّ صلاة الجمعة عند الشيعة الإمامية ركعتان وهي بدل صلاة الظهر ، يخطب أولاً الإمام فيها خطبتان وبين الخطبتين جلسة يجلس فيها الإمام وبعد انتهاء الخطبتين يُقيم الامام صلاة الجمعة ركعتان فقط ، اذ الخطبتان يكونان بدل الركعتين . ولعل مَن قال لك انّ الشيعة يصلون الجمعة أربع ركعات كان يقصد ركعتان مع الخطبتين اللتان تعدان ركعتان كذلك .
واعلم أيها الأخ فقد ذكرت عكس الواقع ، فانّ الشيعة تخطب ثم تصلي ، والسنة يصلون ثم يخطبون ، فالخطبة قبل الصلاة سُنّة نبويّة ، والصلاة قبل الخطبة سُنّة عثمانية ابتدعها عثمان في عهده وهذه مرويات أهل السنّة تذكر انّ
أول من سنّ الصلاة قبل الخطبة هو عثمان ثم أكدها من بعده مروان ، حيث كان المسلمون أيام مروان لا يريدون استماع خطبته فيقاطعون الخطبة بالتخلف عنها ثم إذا صار وقت الصلاة التحقوا بها ، فعمد مروان الى تأخير الخطبة بعد الصلاة ، أي انّ عثمان أول من ابتدع الخطبة بعد الصلاة ، ثم في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أعاد السنة النبويّة فجعل الخطبة قبل الصلاة وبعده عليه السلام أعاد مروان بدعة عثمان فجعل الصلاة قبل الخطبة .
قال ابن حجر في فتح الباري 2 : 361 : روى ابن المنذر عن عثمان باسناد صحيح الى الحسن البصري قال : أول من خطب قبل الصلاة عثمان ، صلى بالناس ثم خطبهم .
وراجع في ذلك الشوكاني في نيل الاوطار 3 : 362 ، وراجع كتاب الاوائل للسيوطي ، وفي تاريخ الخلفاء صفحة 111 ، وفي محاضرة الأوائل للسكتواري صفحة 145 .
وللفائدة نذكر ما ذكره الجاحظ في البيان والتبيين 1 : 272 .
قال : صعد عثمان بن عفان المنبر فارتج عليه فقال : انّ أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالاً ، وأنتم الى إمام عادل أحوج منكم الى امام خطيب ، وستأتيكم الخطب على وجهها وتعلمون ان شاء الله .
أما قول السنّة أنهم يصلون الجمعة ركعتين عند ظهور المهدي عليه السلام فلا ندري مقصودهم من ذلك ، هل انّ اعتقادهم بأن ما يفعلونه الان ليس بسنّة نبوية ، فاذا ظهر المهدي عليه السلام أعادوا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، علماً انّ جميع مصادر السنّة تؤكّد انّ صلاة الجمعة كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ركعتان قبلهما خطبة وقد اعترف بذلك البخاري في صحيحه 2 : 111 ومسلم في صحيحه 1 : 325 ، وأبو داود في سننه 1 : 178 ، والنسائي في سننه 3 : 186 ، والبيهقي في سننه 2 : 296 .
ودمتم سالمين
الاسم : سامي الدولة : الولايات المتحدة
العمر : 28 سنة الرتبة العلمية :
ما هو الدليل العلمي المنطقي والدليل الديني لنجاسـة الميـت والحائـض والجنـب ؟
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، أولاً : الدليل الشرعي على نجاسة الميت ما رواه حريز عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : من غسّل ميتاً فليغتسل ، قلت : فإن مسّه ، قال : فليغتسل ، قلت : من أدخله القبر ؟ قال : لا غسل عليه إنما مسّ الثياب . الوسائل باب 1 من أبواب غسل الميت حديث 14 .
أما الدليل العلمي والمنطقي فلا نملك ذلك أمام التشريع ، فإنّ علة التشريع قد خفيت علينا ، ولا علم لنا بذلك ، نعم قد ورد حكمة تشريع نجاسة الميت بما رواه الصدوق في علل الشرائع 299 : 1 عن علي بن الحسين عليه السلام : انّ المخلوق لا يموت حتى تخرج منه النطفة التي خلقه الله تعالى منها من فيه أو من غيره . ولعل ذلك يوجب قذارته ، بل دلّت بعض الروايات على كونه جنب فلابد من طهارته ، لأنّ الملائكة تتلقاه والملائكة لا تتلقى الجنب بل لا تجتمع فيه كما ورد ، فعن أبي عبد الله القزويني قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام عن غسل الميت لأي علّة يغسل ولأي علّة يغتسل الغاسل ؟
قال : يغسل الميت لأنه جنب ولتلاقيه الملائكة وهو طاهر وكذلك الغاسل لتلاقيه المؤمنين . علل الشرايع 300 : 1 .
أما الدليل على نجاسة الحائض فهو وجوب اغتسالها بعد انتهاء الحيض ، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال : امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ، ثم اغتسلي وصلّي . ولعل ما ورد في قوله تعالى : «ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً» والأذى يشمل الأوساخ والقاذورات التي تسبب في إصابة المرأة بأمراض عدّة فلعل الحكمة ـ والله أعلم ـ من غسل الحائض هو كونها في دورة تتعرض من خلالها الى شتى أنواع الاقذار والميكروبات .
أما الدليل على نجاسة الجنب فهو الأمر بوجوب غسله فلا يجوز دخوله المسجد ولا اقترابه الصلاة ولا مسّه القرآن قال تعالى «ولا جُنُباً إلاّ عابري سبيل حتّى تغتسلوا» أما حكمة غسل المجنب من نجاسته فقد ورد عن الرضا في كتبه من جواب المسائل ، علّة غسل الجنابة للنظافة وتطهير الانسان نفسه ممّا اصابه من أذاه وتطهير سائر جسده لأنّ الجنابة خارجة من كل جسده لذلك وجب عليه تطهير جسده كله . علل الشرائع 281 : 1 .
هذه بعض أدلّة النجاسة الشرعية والتي أمكننا تثبيتها ، وهناك أدلّة أخرى يمكن للمتتبع حصولها .
ودمتم سالمين
الاسم : سهير الدولة : كندا
العمر : 31 سنة الرتبة العلمية : شهادة الاعدادية
1 ـ ما معنى النامصة والمتنمصة ، وما حكمها ؟
2 ـ ما معنى الترائب في قوله تعالى «يخرج من بين الصلب والترائب» ؟
3 ـ ما هو السحت ؟
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، أولاً : انّ النامصة هي التي تنتف الشعر من وجه المرأة والمتنمصة هي التي ينتف من وجهها الشعر .
وحكم النامصة الكراهة ، والظاهر أنّ نتف الشعر من الوجه غير أخذ الشعر بالخيط أو بآلة أخرى ، إذ هذا يعدّ جائزاً في تزيين المرأة لزوجها بل يعد واجباً إذا كان ذلك متعلقاً بمتعة الزوج وإجابة الزوجة له . والحكم كذلك للمتنمصة الكراهة كما هو حال النامصة .
ثانياً : الترائب : جمع تريبة وهي عظام الصدر وهو موضع القلادة من المرأة ، اي انّ النطفة تكون باجتماع ماء الرجل الذي هو من الصلب ومن ماء المرأة الذي هو من الصدر لذا قال تعالى «خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب» .
ثالثاً : السحت : كل ما لا يحل كسبه هو مأخوذ من السحت أي القطع والاستئصال يقال سحته أي قطعته ، وسمي به الحرام سحت لأنه يعقب العذاب
والاستئصال ، وقيل سمي بذلك لأنه لا بركة فيه فيقطع البركة ، وقيل أنه يسحت مرؤة الانسان أي يذهب بمروءة الانسان . قال الامام علي عليه السلام : هو الرشوة في الحكم ، ومهر البغي ، وكسب الحجام ، وثمن الخمر ، وثمن الميتة ... الى آخر الكسب الحرام .
ودمتم سالمين
الاسم : نجمة الدولة : السعودية
العمر : 19 سنة الرتبة العلمية : جامعية
نحن عندما نفعل جميع الواجبات والمستحبات ونترك جميع المكروهات والمحرّمات لكن لا نشعر بالقرب الإلهي المطلوب من هذا العمل ، أسعفونا يرحمكم الله .
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، ما تذكرينه من فعل جميع الواجبات والمستحبات وترك جميع المكروهات والمحرّمات .. فإنّ ذلك أيّتها الأخت غير دقيق ، لأنّ ترك جميع المحرّمات والمكروهات لا يكون إلا للمعصوم عليه السلام والعصمة كما تعلمين هي لأهلها وحدهم وفعل جميع الواجبات وجميع المستحبات كذلك ، فإذا مهما بلغنا من الطاعة وبُعد المعصية لا يمكننا الوصول الى درجة المقرّبين الذين لا همّ لهم إلا رضا الله تعالى وطاعته ، نعم يمكن التعبير : بأننا نفعل ما يمكننا من الواجبات والمستحبات فهو أوفق للواقع وأدق ، ولا يفوتنا التنبيه أنّ الواجبات والمستحبات غير محصورة بعدد من الواجبات التي يمكن للانسان اتيانها بل هي كثيرة متشعبة ، وكذلك المستحبات فإنّ حصرها لا يكون إلا لمن وفقه الله تعالى .
أما ما تذكرينه من عدم الشعور بالقرب فاعلمي ـ سددك الله تعالى
لطاعته ـ انّ فعل الواجب وكذا المستحب لا يكون إلا بخلو القلب وصفائه وخلوصه لله تعالى ، وأن لا يُشغل بأمور الدنيا فإذا فعل العبد واجباً كالصلاة عليه أن يكون توجهه لله تعالى ، فانشغاله بأمر من أمور الدنيا سوف يلهيه عن الخلوص والتوجه ، قال تعالى : «وأقم الصلاة لذكري» وذكر الله في الصلاة هي ضد الغفلة ، أي المطلوب من صلاتنا أن نستحضر فيها القلب ونتوجّه بنفوسنا الى الله تعالى ، وقوله تعالى «ولا تكن من الغافلين» دليل على طلب التوجّه لله تعالى وعدم الانشغال بأمور الدنيا ، لذا فقول رسول الله صلى الله عليه وآله : (ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل) أي ما توجّه واستحضر قلبه ، فسوف يشعر بقربه الى الله تعالى .
لذا فانّ العلماء أشاروا الى أنّ الصلاة فيها ست معاني وعلى الانسان ان يستحضرها : وهي حضور القلب ، ثم التفهم ، ثم التعظيم ، ثم الهيبة ، ثم الرجاء ، ثم الحياء ، وكل هذه المعاني يطول شرحها ، فهل نجد في صلاتنا حقاً معنى من هذه المعاني ، بعضها أو كلّها أو أحدها على الأقل ؟ بعد ذلك يمكننا أن نتساءل هل حصل القرب أم لا ؟ هل حققنا حقيقة الصلاة أم لا ؟
هكذا يمكن أن نبحث عن سبب عدم القرب في فعل واجباتنا ومستحباتنا ، بل حتى في استجابة الدعاء فإنّ العبد متى ما كان متوجّه القلب كان قريباً الى الله تعالى يدعوه بما يحب ويسأله عمّا يرغب ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يقبل الله دعاء قلب لاه . فحضور القلب وعدم انشغاله بمسائل الدنيا عند عمل الواجب هو مدعاة للقرب وسبب للقبول .
وفّقنا الله وإيّاك لما يحب ويرضى وجعلنا من المقبلين اليه بقلوبنا ونفوسنا إنه ولي التوفيق .
ودمتم سالمين
الاسم : م . م الدولة : السعودية
العمر : 35 سنة الرتبة العلمية : جامعي
ما هو حكم اتيان الزوجة من الدبر في المذهبيـن الشيعـي الامامـي والاسماعيلـي ؟
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، اختلف الحكم عند الامامية في جواز الوطء بالدبر فالأكثر على جواز الوطء على كراهة شديدة ، والبعض اختار التحريم ، وسبب ذلك لاختلاف الأدلة ، فمنها من أجازت ذلك ومنها من شددت على التحريم .
أما أدلّة المجوّزين فهو رواية عبد الله بن أبي يعفور : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يأتي المرأة في دبرها ، قال عليه السلام : لا بأس إذا رضيت ، قلت فأين قول الله عزّ وجل «فأتوهنّ من حيث أمركم الله» ؟ قال عليه السلام : هذا في طلب الولد ، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله ، انّ الله عزّ وجل يقول «نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم» . راجع وسائل الشيعة باب 73 من أبواب مقدمات النكاح حديث 2 هذه بعض ادلّة المجوزين ، واحتجوا انّ كلمة « انّى » في الآية مكانية يعني فأتوانساؤكم في أي مكان شئتم ، اضافة الى اطلاقات جواز التمتع في المرأة فإنها غير مقيدة .
أما القائلون بالتحريم فاستدلوا برواية معمر بن خلاد قال : قال لي أبو
الحسن عليه السلام : أي شيء يقولون في اتيان النساء في أعجازهن ؟ قلت انّه بلغني انّ أهل المدينة لا يرون به بأساً . فقال : انّ اليهود كانت تقول : إذا أتى الرجل المرأة من خلفها خرج ولده أحول ، فأنزل الله عز وجل «نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم» من خلف أو قدام ، خلافاً لليهود ، ولم يعني في أدبارهن . على أنهم حملوا كلمة « أنى » بأنها زمانية أي فأتوا حرثكم في أي وقت شئتم .
ولذا من اختار الجواز ذهب الى كراهة الفعل جمعاً لروايات الحلية وروايات التحريم . أما على المذهب الاسماعيلي فلم تتوفّر لدينا مصادر فقهية يمكن الرجوع إليها والجزم بها ، إلا أن استنادهم الى ما روي عن الامام الصادق عليه السلام من الجواز يمكن ركونهم إليه ، وحمل الفعل على الكراهة جمعاً بين روايات وردت عن الصادق عليه السلام وأهل البيت في حلية الفعل وفي تحريمه ، والرجوع الى علماء الاسماعيلية للقطع بفتواهم هو الأوفق . ولك منّا تحية .
ودمتم سالمين
الاسم : الدولة :
العمر : الرتبة العلمية :
في احدى الحوارات مع اخوة موالين تطرقنا الى موضوع عالم الذر وكان الإشكال انّ أحد الاخوة قال : انّ الانسان هو من اختار حياته في عالم الذر مثلاً التاجر هو من اختار أن يكون تاجراً والنبي هو من اختار ذلك وابن الزنا هو من اختار أن يكون كذلك وإنما الحياة الدنيا هي دار تطبيق لما اخترناه هناك في عالم الذر .
وقد استدل على قوله من أنه لا يمكننا أن ننسب كون ابن الزنا ابن زنا من الله تعالى لأن الله تعالى لا يأتي بالقبيح ثم لكي لا تكون لنا حجّة على الله يوم القيامة . فبما أننا لا ننسب هذا الاختيار القبيح الى الله تعالى لعلمنا بعدله نسبنا هذا الاختيار القبيح الى أنفسنا .
السؤال : هل هذا الكلام صحيح من أننا من نختار ماذا سيكون منذ عالم الذر وهل من روايات منصوصة بالموضوع أم انّ المسألة عقلية مع اعطائنا المصادر لو سمحت .
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، لا يعني عالم الذر تحديد مصير الانسان وحاله ، فكلام صاحبك غير دقيق ، فإنّ عالم الذر هو عالم أخذ الميثاق وأخذ العهد ، والآية صريحة الدلالة على ذلك «وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على
|
