عقائدنا بين السائل والمجيب255

فاعرضوهما على أخبار العامّة فما وافق أخبارهم فذروه ، وما خالف أخبارهم فخذوه .
فالترجيح إذن بما وافق القرآن الكريم وما خالفه ، فما وافقه نأخذ به وما خالفه فهو مردود ، ومن هذا الحديث يظهر مرجّح آخر وهو :
مخالفة العامّة وموافقتهم : حيث ما كان قد خالف العامّة فنأخذ به وما وافقهم نقف منه موقف الراد الرافض ، وذلك لكثرة ما ابتليت به أحاديث الأئمة بالتقية وابتلائهم عليهم السلام خاصة برواة ، وعيون الحكومات الجائرة .
وهكذا يتّضح ان التعارض لا يختص بأحاديث النهي بل يعمّها ، وأحاديث الأوامر ، ومن ذلك تتضح لديك قواعد التعارض بشكلها المختصر المبسّط .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب256

الحديث : روايات الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام
أبو هريرة : متهم بالكذب عند جمهور المسلمين

الاسم : مصطفى                       الدولة :
العمر :                                الرتبة العلمية :
السؤال
اخواني حفظكم الله ورعاكم طرح أحد الاخوة من أهل السنّة هذا السؤال ... وأريد الاجابة منكم .
فقد ورد في فوائد الطوسية 262 والبحار 240 : 46 انّ جابر الجعفي روى عن الباقر عليه السلام سبعين ألف حديث كان مأموراً بإظهارها وسبعين ألف مأمور بكتمانها !
وفي رواية (سبعين ألف حديث !) قاله في روضة الكافي 138 ومدينة المعاجز 44 : 5 باب الثالث والثلاثون وكتاب حلية الأبرار 13 : 1 وكتاب اللئالي 20 : 2 .
واليكم اخواني هذه الرواية حيث روى الكشي عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال : ما رأيته عند أبي قط إلا مرّة واحدة وما دخل عليّ قط . رجال الكشي 191 وأخرجها الخوئي في معجم رجال الحديث 25 : 4 ولا أقول إلا ما مصير سبعين ألف حديث رواها عن إمام لم يدخل عليه إلا مرة واحدة ؟
ما الذي تنقم الشيعة وترى أنه مثلب على ابي هريرة ؟


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، ما سئلت عن احاديث جابر بن يزيد الجعفي فإنّ سند روايتها ضعيف بالمفضّل بن صالح المعروف بأبي جميلة وهو ضعيف غير معتمد ، نصّ على ذلك

عقائدنا بين السائل والمجيب257

مشهور الإمامية وأكّده السيد الخوئي في معجمه تحت رقم 12583 فقال ما نصّه : متسالم على ضعفه . وعلى هذا فإنّ الرواية ضعيفة وساقطة عن الاعتبار ، فما ذكرته من كون جابر بن يزيد حمل عن الإمام الباقر عليه السلام سبعين الف حديث أباح بها ، وسبعين ألفاً كتمها لتسأل عن مصيرها ، مضافاً الى انّ الرواية غير معتمدة عندنا ولا نأخذ بها لضعف سندها .
على انّ الاحتجاج بنفي روايات جابر بن يزيد الجعفي بما رواه زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام غير سديد ، فقول الإمام الصادق عليه السلام : ما رأيته عند أبي قط إلا مرّة واحدة ... لا ينافي حضور جابر الجعفي عند الإمام الباقر عليه السلام مع غياب الصادق وقد أخذ منه الأحاديث الكثيرة ، إذ لا يعني عدم مشاهدة الإمام الصادق عليه السلام لجابر عند الإمام الباقر نفي أخذه الحديث عن الباقر عليه السلام ، والامام عليه السلام لا يريد أن ينكر حضور جابر عند الإمام الباقر عليه السلام أصلاً ، بل أشار الى انّ حضوري عند أبي لم يصادف حضور جابر ، وهذا كقولك إنّي زرت فلاناً كذا مرة فلم أجد ولده عنده ، فهذا لا يعني نفيك لحضور ولده مطلقاً ، ولا يمكنك الاحتجاج هكذا على نفي ملازمات ما أو إثبات ملازمات أخرى ، فإنّ ذلك خلاف الوجدان .
ودمتم
ـ القول في أبي هريرة ـ
وبعد ، إنّ أبا هريرة لم تكن الشيعة وحدها قد رفضت رواياته واتّهمته ولعل هؤلاء الاخوة من أهل السنّة حينما يناقشوك لم يكونوا قد اطّلعوا على تاريخ أبي هريرة وقول علماء أهل السنة فيه ـ ونرجوا أن لا يكون اندفاعهم هذا لأبي هريرة عن تعصّب بل عن عدم اطّلاع ـ فقد ذكر ابن قتيبة : إنه لما أتى أبو هريرة من الرواية عنه صلى الله عليه وآله مالم يأت بمثله من صحبه من جلّة أصحابه

عقائدنا بين السائل والمجيب258

والسابقين الأولين اتّهموه وأنكروا عليه وقالوا : كيف سمعت هذا وحدك ؟ ومن سمعه معك ؟ وكانت عائشة أشدهم إنكاراً عليه لتطاول الأيام بها وبه . مختلف تأويل الحديث : 48 كتاب آداب العرب 278 : 1 للدكتور مصطفى صادق الرافعي أنه قال عن أبي هريرة : أول راوية اتّهم في الاسلام .
وكان علي عليه السلام يقول عنه : ألا أنه أكذب الناس أو قال : أكذب الأحياء على رسول الله لأبو هريرة . ولمّا سمع عليه السلام أنه يقول : حدثني خليلي ، قال له : متى كان النبي خليلك ؟ ولما سمع الزبير أحاديثه قال : صدق ، كذب . البداية والنهاية 76 : 8 .
وعن أبي حسان الأعرج انّ رجلين دخلا على عائشة فقالا : انّ أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما الطيرة في المرأة والدابة والنار ، فطارت شفقاً ثم قالت : كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ، من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله . إنما قال رسول الله ، كان أهل الجاهلية يقولون : انّ الطيرة في الدابة والمرأة والدار ثم قرأت «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها» مختلف تأويل الحديث : 126 .
وعن ابراهيم النخعي قال : كان اصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة ، وروى الأعمش عن ابراهيم قال : ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة .
وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم : كانوا يرون في أحاديث أبي هريرة شيئاً وما كانوا يأخذون بكل حديث ابي هريرة إلا ما كان من حديث صفة جنة أو نار ، أو حث على عمل صالح ، أو نهي عن شر جاء في القرآن ، راجع البداية والنهاية 77 : 8 .
وقال أبو جعفر الإسكافي : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية ، ضربه عمر ، وقال : أكثرت من الحديث وأحر بك أن تكون كاذباً

عقائدنا بين السائل والمجيب259

على رسول الله . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 360 : 1 .
وقال ابن الأثير : أما رواية أبي هريرة فشك فيها قوم لكثرتها . كتاب المثل السائر : 81 .
هذا ما كان من حال أبي هريرة ولعل ذلك سيكون لك كافياً فيما تحمله عن أبي هريرة عند محاججتك الآخرين ، وقد ظهر من خلال ذلك انّ الشيعة ليس وحدها تتهم أبا هريرة في حديثه بل هناك جمهور كبير من علماء أهل السنة والصحابة والتابعين يتهمون أبا هريرة ويتوقفون عن القول بصحّة ما أورده . ثبّتنا الله وإيّاك على القول الثابت .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب260

1 ـ ما ارتكبه البعض في غزواتهم ضد الفرس والروم              
2 ـ الإمام الحسين عليه السلام من زوجاته شهربانو وهي من الفرس
3 ـ التسمية بأبي بكر وعمر لا تعني موافقة المسمى لصاحب الاسم  
4 ـ الشيعة كانت منذ دعوة النبي صلى الله عليه وآله                
5 ـ معنى الحديث المتواتر والصحيح                              

الاسم : الحر                         الدولة : الكويت
العمر :                              الرتبة العلمية : طالب
السؤال
ما هو المقصود من : قال الاحقاقي (انّ الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران والروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين والمعاملة التي تلقوها من الاعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الاسلام العظيمة أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب وشريعة العرب فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة والأراضي العامرة في الشرق والغرب وغارات عباد الشهوات العطاشى الى عفّة وناموس الدولتين الملكية والامبراطورية ... الخ) انظر رسالة الايمان : 323 ، مكتبة الصادق ، الكويت ط 1412 : 2 .
هل صحيح انّ أولاد الحسين أخوالهم الفرس من زوجته شهربانو بنت يزدجر . انظر بحار الانوار 329 : 45 ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ط 1403 : 2 .
هل انّ أبا بكر بن علي بن أبي طالب كان ممّن قتل في كربلاء ، وهو أخو الحسين ، انظر كتاب التنبيه والشراف : 263 وكتاب كشف الغمة 74 : 2 .
هل صحيح انّ ما ذكر محمد علي أمير معزي الباحث الشيعي الايراني في فرنسا (انّ المفاهيم الأساسية من الزرادشتية دخلت الى التشيع حتى في بعض الجزئيات الصغيرة ! وأصبح زواج سيدنا حسين ببنت آخر ملوك آل ساسان رمزاً لايران القديمة ،


عقائدنا بين السائل والمجيب261

بحيث أصبحت تلك الفتاة في الأم الأولى لجميع أئمتهم وقد انعقد بها عقد الاخوة بين التشيع وإيران القديمة .
ما هو المقصود في الحديث المتواتر وما هو السند الصحيح ؟


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، بإمكانك ـ أيها الأخ ـ أن تسأل الاحقاقي أو أتباعه للوصول الى معرفة ما يعينه من رسالته هذه ، ولا نفهم نحن منها سوى استعراض لما ارتكبه البعض في غزواتهم .
ثانياً : نعم هكذا ورد في البحار وغيره ، وقيل غير ذلك ، وهذا لا يضر حينما نتعامل مع الأحداث بواقع المسؤولية الاسلامية لا بدوافع قومية مقيتة ـ لا سمح الله ـ على انّ النبي صلى الله عليه وآله ولد له إبراهيم من مارية القبطية ، وليس من عائشة ولا من حفصة ولا من أم حبيبة ولا من غيرهم من النساء بل حكمة الله تعالى اقتضت أن جعل ذريته الطاهرة المطهرة في خديجة سيدة قريش ، وأن رزقه ابراهيم من مارية سيدة القبط ، فلا ضير أن تكون الذرية الطاهرة في سيدة فارس .
علماً انّ الروايات قد وردت ان بنات كسرى كنّ ثلاثة ، شاه زنان وقد تزوّجها الامام الحسين عليه السلام والثانية شهربانو وقد تزوجها الامام الحسن عليه السلام وقيل محمد بن أبي بكر والثالثة تزوجها عبد الله بن عمر .
واعلم انّ الاسلام قد حاول أن يجعل معيار الشرف ليس الأحساب ، بل التقوى فقال تعالى «إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم» وبذلك فقد قضى على العصبية الرعناء ، والجاهلية العمياء .

عقائدنا بين السائل والمجيب262

ثالثاً : نعم كان ممّن استشهد مع الإمام الحسين عليه السلام اخوانه من أمّهات أخريات أحدهما أبو بكر بن علي والاخر عمر بن علي اضافة الى أبي بكر بن الحسن .
على انّ التسميات ليس لها أثرها في واقع الأشخاص يومذاك ، فالأمر ليس كما نتصور ، فتسميات الأشخاص لا تدل على شيء ، ولا تعني موافقة المسمّى لصاحب الأسم أبداً ، فكم من أسماء لا نرتضيها نحن اليوم ، كان يتداولها أصحاب الأئمة وشيعتهم ، فمعاوية بن عمار وعمر بن شمر وجابر بن يزيد أسماء لرواة الأئمة وأصحابهم ، ونحن اليوم نستنفر من اسم شمر الذي قتل الحسين عليه السلام ولا نرغب في معاوية الذي خرج على إمام زمانه ، ولا يعجبنا اسم يزيد الذي بغى وطغى وسفك الدماء ، إلا أنهم في ذلك الزمان لا يجدون حرجاً من التسميات ولا تنصرف الأذهان الى مسمياتها ، فلو انّك راجعت أسماء الصحابة لرأيت الكثير منهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان ، فمن أين لنا أنّ أمير المؤمنين سمّى أولاده وقصد بالتسمية الخلفاء دون سائر الصحابة الذين تسمّوا بهذه الأسماء ، بالأخص اذا رجعنا الى كلام أمير المؤمنين عليه السلام انّما سميت ابني عثمان باسم أخي عثمان بن مظعون .
رابعاً : ليس من الصحيح أن تحمّلنا تهورات الاخرين وأخطائهم فالمدعو الذي أطلقت عليه الباحث الايراني ، لم نجد له في المنتديات العلمية الايرانية أو الشيعية اسم يذكر .
فانحراف هذا وأمثاله واضح وإرادته من كلامه صريح بالوقيعة بالتشيع ، فالتشيع ليس له أدنى علاقة بالزرادشتية لا من قريب ولا من بعيد ، بل وليس للايرانيين أية علاقة بما يطرحه هذا المنحرف وأمثاله ، وعلى الانسان الحر والواعي أن يفرّق بين أهواء البعض ومقاصدهم الشريرة وبين الحقيقة والواقع .

عقائدنا بين السائل والمجيب263

ذلك الفكر الذي انطلق منذ دعوة النبي صلى الله عليه وآله : من يؤازرني على أمري فقام اليه علي عليه السلام بعدما احجب القوم فقال : هذا أخي وخليفتي عليكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فسمعنا نحن شيعته وأطعنا ، وبقي الاخرون على ضلالهم أتباع أبي لهب وطغاة قريش ، فما ذنبنا نحن شيعة علي بعدما سمعنا قول رسول الله فيه ؟! ما علاقة الايرانيين والفرس بالتشيع المحمدي الذي أرسى دعائمه النبي صلى الله عليه وآله واتخذه ديناً ومنهجاً ؟!
خامساً : المتواتر : هو تواتر الخبر الذي ينقله جماعة لا يمكن اتفاقهم على الكذب وتواطئهم على خلاف الحق كتواتر الأخبار على شجاعة علي عليه السلام وعلمه وكرمه ، بل على وصايته وخلافته لرسول الله صلى الله عليه وآله .
السند الصحيح ، أو الصحيح : انّ الرواة الذين رووا الحديث كلهم ثقاة إماميون ، أما إذا كان الرواة ثقاة غير إماميين فيسمي بالموثق ويؤخذ بهذا الموثق ويعمل به ، وهو بعكس أهل السنّة إذ يرفضون الراوي الامامي وإن كان ثقة عدلاً إلا أنه يتشيع أو فيه تشيع أو فيه ترفض ، هذه هي عبارات أهل الجرح والتعديل ، راجع توثيقات ابن حجر وابن عدي والعقيلي والذهبي وأمثالهم ، ستجد ما يهولك عما اتبعه هؤلاء من توثيق .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب264

الحديث
توثيق الرواة بدأ منذ عهد الإمام علي عليه السلام

الاسم : مستفسر                         الدولة :
العمر :                                 الرتبة العلمية :
السؤال
سؤالي عن مسألة الجرح للرجال وتوثيق الرواة .. على ماذا يعتمد الشيعة بهذا ؟ ومتى بدأ الجرح لديهم ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ مسألة الجرح للرجال وتوثيقهم تعتمد على صدق الراوي وثقته أي عدم معرفته بالكذب ، وهذا التوثيق عندهم بالمعنى الأعم ، وهناك توثيق يعتمد على التزام الراوي بمذهب أهل البيت عليهم السلام فضلاً عن صدق الرجل وصلاحه ، فإذا كان سند الرواية فيها شيعة إماميون صدوقون لم يثبت كذبهم أطلقوا على السند بالصحيح ، وإذا كان السند فيه من الرواة ما ثبت صدقهم إلا أنهم لم يكونوا شيعة اماميين أطلق على السند موثق وبكلا السندين يأخذون ، إلا أنه لو تعارض الصحيح والموثق عندهم قدّموا الصحيح على الموثق .
واهتم الشيعة الامامية منذ عهد الامام أمير المؤمنين عليه السلام بتوثيق الرجال وتضعيفهم ، وذلك حين جعلوا ملاك الجرح والتعديل هو اتّباع الراوي للإمام علي عليه السلام ومدى طاعته واشتراكه في حروبه ، لذا فقد ظهر أول كتاب يعد من الكتب التوثيقية هو كتاب عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين عليه السلام حيث

عقائدنا بين السائل والمجيب265

دوّن أسماء الصحابة الذين شايعوا علياً عليه السلام وحضروا حروبه وقاتلوا الى جانبه ونصروه ، وهذا الكتاب ألّفه ابن أبي رافع منذ أوائل النصف الثاني من القرن الأول ، ولعل هذا يعدّ باكورة الأعمال الرجالية في الجرح والتعديل لدى الشيعة وتبعه عبد الله بن جبلة الكناني المتوفى سنة 219 هـ والحسن بن فضّال وعلي بن محبوب وغيرهم في القرن الثاني الى أوائل القرن الثالث حيث كتبوا في هذا المضمار واستمر التدوين الرجالي الى أواخر القرن الرابع .
وتعد هذه الكتب أصولاً رجالية اعتمد عليها الرجاليون فيما بعد وهذّبوا أعمالاً رجالية تعد الأصول المعتمدة في هذا المجال .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب266


عقائدنا بين السائل والمجيب267

الشيعة

عقائدنا بين السائل والمجيب268


عقائدنا بين السائل والمجيب269

الفرقة الناجية
تنطبق على الشيعة الامامية

الاسم : صلاح                       الدولة :
العمر :                               الرتبة العلمية :
السؤال
الملاحظ انكم تبذلون جهودا جبارة في اثبات ان مذهب الشيعة هو المذهب الحق لكن لدي بعض الملاحظات :
ما مدى مصداقية ما تنقلونه من نقائص في اهل السنة والجماعة منهم السلفية ، ولماذا لا يكون الدافع هو التعصب ؟
وما رايكم في من يقول من علمائكم ان الشيعة الامامية هي الفرقة الناجية وان ما عداها كفار من اهل النار ؟
واذا كان الشيعة كلهم ينتسبون الى اهل البيت عليهم السلام فلماذا تقول الاباضية بتكفير مجموع الصحابة مع ما في ذلك من هدم للاسلام ؟


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مدى مصداقية ما ننقله من النقائص عن أهل السنة والسلفية إذا كان غير معتمد على دليل ومن كتب أهل السنة فذلك يعد افتراءً وبهتاناً ، أما إذا كان كلامنا معتمداً على دليل من نفس كتب أهل السنة فأظن ذلك أجدر أن يكون حجة نحتج بها أمام ربنا تعالى ، ولك الحق أن تذكر مورداً واحداً لا يعتمد على دليل ومن نفس كتب أهل السنة لكي نقول : نعم هذا دافعه

عقائدنا بين السائل والمجيب270

التعصب .
أما رأينا فيما يقوله «من علمائنا إن الشيعة الإمامية هي الفرقة الناجية» فهذا ليس قول علماءنا ، بل هو قول يستند إلى دليله ، فإذا كان غير معتمد على دليل فتلك دعوى يمكن ردها ومناقشتها ، أما دليلنا على أن الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية ، فذلك يستند الى دليلين ، نقلي وعقلي ، أما الدليل العقلي ، فيستند الى مقدمتين ، المقدمة الاولى :
أن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : افترقت أمة أخي موسى إحدى وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وستفترق أمتي من بعدي ثلاث وسبعون فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار .
راجع سنن أبي داود 3 / 896 ، صحيح الجامع الصغير للسيوطي 1 / 156 ، مشكاة المصابيح 1 / 61 الدر المنثور 2 / 286 . وقد ورد الحديث في هذه المصادر بالفاظ مختلفة وبمعنى واحد .
ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قد أشار إلى حدوث اختلاف من بعده تفترق فيه أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وفرقة ناجية . هذه هي المقدمة الأولى .
أما المقدمة الثانية : فلابد من تشخيص الفرقة الناجية ، وتشخيصها هكذا : لما كان المسلمون قد افترقوا إلى عدة مذاهب ، كلها تقول بإمامة أبي بكر وكونه هو الخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، واختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الإثنا عشرية فإنها اختلفت معهم في تقديم علي عليه السلام ويتلوه احد عشر إماماً ، يتبين لنا اتفاق جميع الفرق على مشترك واحد وهو تقديم أبي بكر على علي ، في حين أن الإمامية الاثني عشرية تختلف مع الجميع في تقديم علي عليه السلام ، فقد تبين لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، وهو

عقائدنا بين السائل والمجيب271

نتيجة قول رسول الله صلى الله عليه وآله : أن هناك فرقة واحدة لابد أن تختلف مع الجميع وهي الفرقة الناجية ، فثبت أن الإمامية الاثني عشرية هي المختلفة مع الجميع وبذلك ستكون هي المشار إليها في قوله صلى الله عليه وآله ، وأنت ترى اليوم ؛ إذا استقصيت جميع المذاهب الاسلامية فستجد إنها تقول بإمامة أبي بكر إلا أنها تختلف في الجزئيات عدا المذهب الامامي الذي لا يقول بإمامة أبي بكر أبداً ، بل إمامة علي عليه السلام والاحد عشر من بعده .
أما بقية الفرق الشيعية ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف ، وما بقي منها كالإسماعيلية والزيدية فهي غير متفقة مع الإثني عشرية ، أما الزيدية فتقول بإمامة أبي بكر ، وأما الإسماعيلية فلا تقول بإمامة اثني عشر إمام ... ، فثبت أن المذهب الإمامي هو الذي يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى وليس له معها أي مشترك آخر في الإمامة ، وهي الحقيقة التي تشاهدها الآن ، فإن جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، وجميع الفرق في نفس الوقت تتفق على عدم مشروعية الإمامية الاثني عشرية . فثبت أن الفرقة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله والمختلفة مع غيرها مطلقاً هي الاثنا عشرية ، فهي الفرقة الناجية إذن .
أما الدليل النقلي : فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله قوله : شيعة علي هم الفائزون . روى ذلك سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 56 والخوارزمي في مناقبه الفصل 17 وأبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء 1 / 101 والسيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : أولئك خير البرية وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 122 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 16 .
إلى غير ذلك من مصادر أهل السنة فضلاً عن مصادر الشيعة ، ومعلوم أن قوله صلى الله عليه وآله هم الفائزون تعني هم الناجون ، وشيعة علي هم الذين يقولون بإمامته

السابق السابق الفهرس التالي التالي