عقائدنا بين السائل والمجيب272

وإمامة ولده الاحد عشر إماماً وهم الإثنا عشرية .
أضف الى ذلك حديث الثقلين المروي متواتراً في مصادر الفريقين ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمته وهو قوله صلى الله عليه وآله «إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» ، والمتمسك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة .
وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين : «يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش» والفرقة الوحيدة التي تعتقد باثني عشر خليفة واميرهم ، الشيعة الذين عرفوا بالاثني عشرية فثبت أن الفرقة الناجية هم الإثنا عشرية بالدليلين العقلي والنقلي .
أما قول الاباضية بتكفير جميع الصحابة فهو مرفوض عندنا وغير مقبول ، ولك أن تتساءل من نفس الاباضية حول فلسفة ما يذهبون إليه .
ودمتم في رعاية الله

عقائدنا بين السائل والمجيب273

الشيعة
معنى الشرك في عقيدتهم

الاسم : شهيناز                         الدولة: البحرين
العمر :                                 الرتبة العلمية :
السؤال
ما هي أنواع الشرك في العقيدة الشيعية ؟

الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الشرك عند الشيعة الإمامية معناه : أن لا نعدل بالله شيئاً في العبادة . أي أن لا نشرك مع الله في عبادتنا أحداً . وعلى هذه القاعدة تتفرع أنواع أخرى من الشرك فكل مورد وردت فيه القربة إلى الله تعالى إلا أن الإنسان جعل في ذلك شريكاً في عبادته فقد بطلت القربة وتحقق الشرك ، فالشرك بمعناه الاشتراك في الأمر ، فاشتراك أحد مع الله تعالى في أي مورد من الموارد يطلب فيه الخلوص إلى الله تعالى ثم يجعل الانسان شريكاً في ذلك فقد تحقق الشرك .
روي في الكافي للشيخ الكليني : أكبر الكبائر الشرك بالله . راجع الكافي 2 / 278 وقد عرّف الأئمة عليهم السلام أن الشرك ظلم فعن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل إلى أن قال ... فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك . راجع نفس المصدر .
هذا هو الشرك عند الإمامية وليس شيء آخر يتعدى هذه القاعدة التي أثبتناها لكِ ، ثبتكِ الله على القول الثابت ، وهداكِ ووفقكِ .
ودمتم في رعاية الله

عقائدنا بين السائل والمجيب274

الشيعة
دفع تهم عنهم

الاسم : فاطمة                       الدولة : السعودية
العمر :                              الرتبة العلمية :
السؤال
ارجو منكم الرد علي فورا يا شيعة :
سئل الامام مالك عن الشيعة فقال : (لا تكلمهم ولا ترو عنهم فانهم يكذبون) .
وقال الشافعي : (ما رأيت أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة) .
وقال شيخ الاسلام : (لا توجد فرقة تقدس الكذب سوى الرافضة) .


الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهلاً أيتها الأخت ، فان البحث عن الحقائق لا يؤخذ هكذا ، ولا يكون بالحكم على الأشياء سلفاً دون الاعتماد على تقصي الوقائع ، ودون اللجوء الى استماع الأقاويل والتقليد في الحكم على الآخرين ، فان الله ، غداً سائلنا عن كل ما نقوله فماذا نعتذر غداً إذا لم نملك حجة نعتذر بها عند الله ، قال تعالى «إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً» نحن مسؤولون عن كل صغيرة وكبيرة ، عن ظلمنا لشخص واحد ، فكيف بظلمنا لطائفة من المسلمين ؟
علينا أن نبحث أولاً عن نشوء مصطلح الرافضة ومن هم ؟
فاعلمي اختنا العزيزة . نور الله لك الحقائق ـ أن مصطلح الرافضة غير

عقائدنا بين السائل والمجيب275

واضح نشوئه ، وتسمية أية طائفة من الناس بهذا المصطلح ، إلا أن دعوى المؤرخين إنه نشأ منذ ثورة زيد بن علي على مجموعة رفضوه بعد أن سألوه عن الشيخين فقال أنا أتولى الشيخان فقالوا نرفضك إذن ، ثم اعتزلوه فأطلقوا عليهم الرافضة ، فهل هؤلاء هم الشيعة المقصودون ؟
أن الوقائع التاريخية وروايات أئمة أهل البيت عليهم السلام تكذّب الحادثة ، فان أتباع الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام لم يخرجوا مع زيد بن علي ولم يشتركوا في ثورته وذلك لنهي الإمام لهم بالخروج ، ذلك لأن الإمام لم يرى جدوى خروج زيد على الأمويين لمعرفته النتيجة سلفاً ، فزيد لا يمتلك مقومات الثورة بشكل كافٍ ، والأمويون لا يرقبون في من خرج عليهم إلاّ ولا ذمة ، فهم أناس لا يهمهم سوى الحكم ؛ فأي خروج عليهم سيرتكبون من خلاله أبشع المجازر ، لذا رأى الإمام عدم جدوى الخروج عليهم طالما لم تكن هناك قوة فعلية تقف أمام الأمويين لتحقق النصر المحتوم . هكذا كان موقف الإمام الصادق عليه السلام متحفظاً من الخروج مع يزيد .
وطبيعي أن ينعكس هذا الموقف على شيعة الإمام الصادق عليه السلام وأتباعه ، لذا فهم اتخذوا موقفاً آخر من ثورة زيد وهو عدم المشاركة معه في الخروج ، إلا أنه لا يعني ذلك عدم مشروعية ثورة زيد ، فان الإمام عليه السلام بكى عليه وترحم وهذا لا يعني حث شيعته على الخروج ، فالإمام الصادق عليه السلام يتفق مع زيد بن علي في وجوب الخروج على هؤلاء إلا أنه لا يرى حتمية الخروج عليهم الآن دون الالتفات الى توقع النتائج السلبية التي ستؤول إليه حركته ، وهكذا لم يشترك من شيعة الإمام الصادق عليه السلام أحد إلا سليمان بن خالد المسمى بالأقطع لأنه قطعت يده في واقعة زيد ، فاعتذر من الإمام عليه السلام على خروجه لنهي الإمام عن ذلك مسبقاً . هذا الأمر يرفض الانسجام مع دعوى أن الذين أطلق عليهم الرافضة

عقائدنا بين السائل والمجيب276

هم الشيعة لأنهم رفضوا زيد بن علي بعد أن سألوه عن موقفه من الشيخين ، ونحن نشكك في صحة هذه القضية ونلغي احتمال وقوعها لما ذكرناه من السبب الآنف .
فاصطلاح الرافضة ليس من الضروري أن يطلق على الشيعة ، إلا أن الأنظمة السياسية عززت من فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة ، وقلّدهم الآخرون في ذلك ، فأطلقوا هذا المصطلح على كل شيعي . من هنا نشكك في دعوى انتساب هذا المصطلح الى التشيع ، ومنه يمكننا إلغاء كل ما تدعينه في حق شيعة أهل البيت عليهم السلام وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقهم ، وهذا الكلام يؤيده ما قاله الإمام الشافعي :
إذا نحـن فضلنـا عليـاً فإننـا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

وقال كذلك :
إذا فـي مجلس ذكـروا عليـاً و سبطيـه وفاطمـة الزكـية
يُقال تجـاوزوا يـا قوم هـذا فهـذا من حـديث الرافضيـة
برئتُ إلى المهيمن من أنـاسٍ يـرون الرفض حـب الفاطمية

وقال كذلك :
قالوا ترفضت قلت : كلا ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكـن توليـت غير شكٍ خيـر إمـامٍ وخيـر هـادي
إن كان حب الولي رفضاً فـإننـي أرفـض الـعبـادِ

تراجع هذه الأبيات والتي قبلها كتاب الإمام محمد بن إدريس الشافعي للدكتور مصطفى الشكعة ص 54 وما بعدها طبعة دار الكتاب اللبناني بيروت .
وهكذا فرّق الإمام الشافعي بين مصطلح التشيع الذي هو ولاء علي وأولاده

عقائدنا بين السائل والمجيب277

عليهم السلام ، وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه .
ومن هنا فان الذي تذكرينه عن الإمام الشافعي لا يستقيم .
أما ما تذكرينه عن الإمام مالك في حق الشيعة فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه ، وحاشا لمالك أن ينسب هذا الكلام لشيعة أهل البيت عليهم السلام ؛ كيف وقد كان الإمام مالك يتلمذ على الإمام الصادق عليه السلام قال الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه الإمام مالك بن أنس ص 27 «ومن الشيوخ الذين أخذ عنهم مالك وتأثر بهم في سلوكه الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وهو المعروف بجعفر الصادق ...» فكيف يتهم بعد ذلك شيعة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بالكذب ؟ فهل هذا إلا تناقض ؟!!
واعلمي أن الشيعة لم يضعوا الحديث ولم يكذبوا فيه ، فانهم كانوا تحت رقابة مشددة من التعديلات الرجالية التي كان الرجاليون يترقبون كل من وضع الحديث أو كذب فيه فيسقطونه عن الاعتبار ، وكانوا يتحرجون في ذلك أشد التحرج ، ولو كان قد صدر منهم كذب في حديث لوجدت أن الأنظمة الحاكمة قد جعلت ذلك ذريعة للتشهير بهم ومحاربتهم بحجة وضع الحديث وكذبهم فيه .
ألا إنا نُعلمكِ أن آفة وضع الحديث قد امتاز بها غير الشيعة ، وشهد لذلك ابن حجر الهيثمي وغيره لهذه المشكلة فقال : وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه [أي على رسول الله صلى الله عليه وآله] بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته . فتح الباري 1 : 161 .
وكان أحمد بن محمد الفقيه المروزي من أصلب أهل زمانه في السنة ،

عقائدنا بين السائل والمجيب278

وأكثرهم مدافعة عنها ، ويحقّر كل من خالفها ، وكان مع ذلك يضع الحديث ويقلبه .
وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط عن عمر بن صبيح بن عمران التميمي [وهو من رواة أهل السنة] أنه قال : أنا وضعت خطبة النبي ، وأخرج الحاكم في المدخل بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق فوصفت هذا الحديث حسبة . أضواء على السنة المحمدية : 138 .
وهكذا فإن الوضع لم يكن عند الشيعة كما تذكرين ، بل هؤلاء علماء أهل السنة يعترفون بمشكلة الوضع عند رواة أهل السنة ، وهي مشكلة تعم الكثير من الأحاديث ، وعليكِ أيتها الأخت متابعة الموضوع من مصادره ليتبين لكِ الحق والواقع .
نسأل الله تعالى أن يكشف لكِ الكثير من الحقائق لتقفين بنفسكِ على كثير من الأمور .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب279

الشيعة
الأئمة عليهم السلام لم يذموا شيعتهم

الاسم : عاشق التوحيد                    الدولة : الكويت
العمر :                                   الرتبة العلمية :
السؤال
ان علي رضي الله عنه واولاده كانوا يبغضون الشيعة المنتسبين اليهم المدعين حبهم واتباعهم ، وكانوا يذمونهم على رؤوس الاشهاد فهذا علي رضي الله عنه يذم شيعته ويدعو عليهم فيقول :
(لقد ملأتم قلبي قيحاً وشحنتم صدري غيظا وافسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان .)
ويروى الكليني عن ابي الحسن موسى انه قال : لو ميزت شيعتي ما وجدتم الا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين)
وقال الحسين بن علي رضي الله عنه مخاطبا الرافضة حينما بايعوا مسلم بن عقيل نيابة عنه فقال (تبا لكم ايتها الجماعة وترحا وبؤسا لكم وتعسا حين استصرختمونا وليهن فأصرخناكم موجفين فشحذتم علينا سيفا كان في ايدينا وحششتم علينا نارا اضرمناها على عدوكم وعدونا فاصبحتم البا على اوليائكم ويداً على اعدائكم من غير عدل افشوه فيكم ولا أمل اصبح لكم فيهم ولا ذنب كان منا فيكم ..) * من كتاب الاحتجاج للطبرسي ص 145


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقائدنا بين السائل والمجيب280

وبعد ؛ أن البحث عن الحقائق لا تأتي هكذا اعتباطاً ما لم يعزز البحث عنها الدليل والبرهان ، وإلا ستكون محاولات يائسة تجر صاحبها إلى سخط الله تعالى وتحيله إلى مقلّدٍ أعمى لا يعي ما يقول ، فالغيور على دينه ينبغي عليه أن يتحرى الأمور بحقائقها ويتابع الأشياء بوقائعها وأن لا يقلد كل ما سمعه وردده الآخرون .
أن ما ذكرته أن علياً قد ذم شيعته فهذا ما لا ينبغي أن يصدر منك ، فإن شيعة علي هم خير من عرفهم التاريخ واعتز بذكرهم بكل إجلال ، منهم سلمان الفارسي وعمار وأبي ذر ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن مسعود وأبي الهيثم بن التيهان وأمثالهم فهم خيرة من عرفت وأحصيت ، فكيف فات عليك ذكر هؤلاء وكيف أن علياً قد ذم أمثال هؤلاء ووبخهم .
ولك أن ترجع إلى تاريخ ما حدث أيام خلافة علي عليه السلام وتتابع بنفسك ما أحدثه المنشقون على طاعته ، والخارجون على إمامته ، فأشعلوا حروب صفين والجمل والنهروان ، فقد كانت رعية الإمام وقت ذاك أناس مخالفون لطاعته لا ينصاعون لأوامره ، يثبطون قومه على الخروج معه ، وكان أشهرهم أبو موسى الأشعري الذي تخاذل حين استخلفه الإمام عليه السلام على الكوفة ، وثبّط الناس عن الخروج ، فوبّخه وكتب إليه في أمر الحكمين وخيانته قائلاً «فإن الناس كاثرون إليك بأقاويل» مما يعني أن هناك عصابة من المنافقين قد تألبوا عليه ، وعبّر عن سخطه من طلحة والزبير ومن كان معهما في حرب الجمل ، التي تسببت في إزهاق آلاف من نفوس المسلمين فقال عليه السلام : فخرجوا يجرون حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله كما تجر الأمة عند شرائها ، متوجهين بها إلى البصرة ، فحبسا نساءهما في بيوتهما ، وأبرزا حبيس رسول الله صلى الله عليه وآله ، لهما ولغيرهما في جيش ما منهم رجل إلا وقد أعطاني الطاعة وسمح لي بالبيعة ... نهج البلاغة الخطبة رقم 172 .

عقائدنا بين السائل والمجيب281

فقد أنّب الإمام كل من خرج في حرب الجمل دون استثناء وحمّلهم مسؤولية الخروج على طاعته ، وهؤلاء كما تعلم كانوا يشكلون الغالبية العظمى من رعايا الإمام فكان الإمام يوجه لومه إلى مثل هؤلاء هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كان رعايا الإمام ممن انخرطوا في صف معارض خطير وهم الخوارج الذين آل الأمر إليهم بالخروج عليه في حرب النهروان ، وأدى بعد ذلك انحرافهم وخبثهم أن سخّروا عبد الرحمن بن ملجم المرادي الذي هو أحد رؤوس الخوارج إلى اغتيال الإمام عليه السلام في فاجعة الاعتداء الأثيمة وقتله في مسجد الكوفة ، هؤلاء الخوارج ومثلهم أصحاب الجمل أضف إليهم المتقاعسون القاعدون عن القتال أتباع أبي موسى الأشعري ، كانوا يشكلون نسبة كبيرة من أتباعه وكان الأشعث بن قيس رأس المنافقين طابور خيانة داخل دولة الإمام ، فيشعلون الفتن ويطعنون بالإمام من خلفه ، كل هؤلاء كان الإمام عليه السلام قد خاطبهم بالخطب التي ذكرتها ، وليس كما عبّرت من كون المخاطبين كانوا شيعة الإمام ، كيف يصف الإمام شيعته ومحبيه بهذه الأوصاف التي لا تنم إلا عن أوصاف أعدائه ومخالفيه ، وعليك فيما بعد أن تتابع الأحداث التي عاشها الإمام مع هؤلاء لوجدتهم قد شكّلوا نسبة كبرى من المنافقين الذين خرجوا على الإمام وخرقوا طاعته ومعصيته .
أما ما ذكرته عن خطبة الإمام الحسين عليه السلام فإنك خلطت في كثير من القضايا ، فالخطبة كانت للإمام الحسين عليه السلام يوم الطف وكان يخاطب بها الجيش الأموي ، ومن الخطأ الكبير أن تنسب هؤلاء إلى شيعة الإمام ، إذ أن شيعة الإمام هم الذين شكلوا جيش الإمام وقد فدوا نفوسهم دونه وكانوا من خير الشيعة الذين يعتز بهم التاريخ ، بل يذكرهم العالم المسلم وغير المسلم بكل إجلال وإكبار لتضحيتهم ووفائهم ، أمثال حبيب بن مظاهر الأسدي

عقائدنا بين السائل والمجيب282

ومسلم بن عوسجة وبرير بن خضير وأمثالهم ، الذين ضحوا بنفوسهم الزكية هؤلاء هم شيعة الحسين عليه السلام فكيف تنسب أعداء الحسين الذين خرجوا لحربه إلى كونهم شيعته ، فهل هذا إلا تناقض وخلط للحقائق ؟ ارجو أن تكون دقيقاً في متابعتك للأمور لا أن يغلبك القيل والقال دون تروٍ وتحقيق ، علماً أنك لم تذكر مصادر الخطب ، مما يدل على عدم تحقيقك بنفسك في كتب السير والتاريخ .
ونفس الكلام سيكون في ما ذكرته من قول الإمام أبي الحسن موسى عليه السلام ، فان الشيعة الذين يقصدهم الإمام لم يكونوا شيعته حقيقة بل ان ظاهر ما اشتهر عن هؤلاء أنهم شيعة فيظن الظان أن هؤلاء يحسبهم من اتباع الإمام اشتباهاً وهم ليسوا من أتباعهم حقيقة فأراد عليه السلام أن يرفع شبهة من نسب هؤلاء إلى الإمام بأنهم من غير شيعته ومن غير مريديه ، علماً أنا لم نعثر على هذه الرواية في الكافي حيث لم تذكر مصدرها .
هذا ، وفي الختام نذكرك بان لفظ شيعة له معنى خاص ومعنى عام ، فالمعنى الخاص : من اعتقد بالإمامة وإنها من الله سبحانه وتعالى وبالنص وذلك يستلزم اعتقاد عصمة الإمام ومقاماته ، والشيعة بالمعنى العام : هو من أحب الإمام واتبعه بصفة أنه خليفة أو من أهل البيت عليهم السلام ولم يعتقد بإمامة الإلهية ولا بعصمته ، فهذا يعبّر عنه بالشيعة بالمعنى العام ، وفي كلمات الأئمة إن ورد ذم الشيعة فمحمول على معناه العام لا الخاص .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب283

الشيعة
لم يخذلوا أئمتهم

الاسم : الحر                         الدولة : الكويت
العمر :                              الرتبة العلمية : طالب
السؤال
ذكر الوهابي بأن الشيعة خذلت الإمام ولم تنصره بعد ما بايعته على طاعته والولاء له . وذكر انّ شيعة الحسين عليه السلام طعنوه ، فإذا كانت هذه صفات شيعة علي وأولاده فلست أدري والله فكيف سيكون حال شيعة المهدي آخر الأئمة والذي لم يبلغ الحلم ؟!

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ هذا الوهابي وأمثاله يخلطون بين الحق والباطل ، وبين الغث والسمين ، وهم بعد ذلك يتصورون أنهم يملكون الدليل ويحاججون به شيعة أهل البيت ، جهلاً منهم بوقائع الاحوال أو تجاهلاً للحقائق .
علينا الان أن نصحح ما ادّعاه هذا الشخص وما توهّمه :
أولاً : لم يكن شيعة علي عليه السلام هم الذين خذلوه في معركة صفّين بل الذين خذلوه هم الخوارج الذين رضوا بالحكمين ، وأقرّوا لخيانة أبي موسى الأشعري وانحطاطه وقذارته ـ وهو ما يطلقون عليه صحابي ـ تعساً له وقبحاً ولمن قدّسه وتابعه اليوم . هؤلاء الخوارج بعدما رأوا أنّ أبا موسى الأشعري قد خلع علياً وأثبت عمرو بن العاص معاوية في مكيدته المعروفة ، فلما رأوا ذلك خرج هؤلاء على علي وفيهم كان المنافقون والذين في قلوبهم مرض فشكّلوا تياراً معارضاً لعلي

عقائدنا بين السائل والمجيب284

سمي بالخوارج فحاربوا علياً وقاتلهم ، فكيف تسمي هؤلاء شيعة ؟!
ثانياً : لم يكن الذين طعنوا الإمام الحسن عليه السلام شيعته بل هؤلاء هم خوارج ، والذي طعن الإمام الحسن عليه السلام الجراح بن سنان هو من رأس الخوارج وعبد الرحمن بن عبد الله هو الذي نهب متاعه وهذا أيضاً خارجي معروف ويمكن لهذا الوهابي أن يستقصي حال هذين الرجلين ، علماً انّ الجراح بن سنان هو ممّن اشترك في مقتل الحسين عليه السلام فليراجع ذلك .
ثالثاً : انّ من سخافة قول الوهابي هذا : كيف سيكون حال شيعة القائم آخر الائمة والذي لم يبلغ الحلم ؟
فنقول : انّ الامام المهدي عليه السلام الذي اعترف هذا الوهابي بأنه آخر الأئمة ، إذا كان كلامه هذا عند ظهوره فإنّ الروايات لدى الفريقين اتفقت على انّ المهدي يخرج وهو شاب في الثلاثين أو الأربعون فكيف يقول أنه لم يبلغ الحلم ؟!
روى المقدسي الشافعي السلمي عن صفة المهدي أنه : شاب مربوع ، وروى عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله : يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي شاب حسن الوجه . عقد الدرر في أخبار المنتظر : 31 .
فكيف عبّر هذا الوهابي بأنه لم يبلغ الحلم ؟! وإذا كان قصده عند إمامته فقد كان عمره 5 الى 6 سنوات وكان الامام الهادي عليه السلام كذلك ، وكان الامام الجواد عليه السلام كذلك فما علاقة عمره الشريف بأصحابه ؟ وإذا أراد أن يشكل أن من كان مثل علي بن أبي طالب وغيره من الأئمة رجالاً وقد عانوا تفرق شيعتهم فكيف بالمهدي وهو لم يبلغ الحلم ، فإنّ مسألة العمر لا علاقة لها بالإمامة فذلك منصب إلهي يهيأ له صاحبه الى تكامل صفاته تماماً كما هو حال نبي الله يحيى فقد آتاه الحكم صبياً . ومعنى ذلك انّ كلام هذا وأمثاله لا يستقيم ولا يتناسب مع الواقع . فهو مردود في نحره .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب285

الشيعة
كيفية إيصال معتقداتهم الى الآخرين

الاسم : هـ                           الدولة : السويد
العمر : 32 سنة                       الرتبة العلمية : جامعية
السؤال
إذا أردت أن أعطي معلومات عن الشيعة لشخص من السنّة ، ماذا هو الأرجح لاطلاعه أولاً ؟ هل أخبره بأصول الشيعة أولاً ؟ أم بما يختلفون الشيعة والسنة وما هو الدليل لأن نكون شيعة . شكراً جزيلاً .

الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، شكر لله مساعيك وسددك لخدمة الحق وجعلك من المدافعين عن أهل البيت عليهم السلام .
نُعلمكِ أيتها الأخت ، انّ أفضل ما يبتدئ به مع الآخرين في بيان معالم التشيّع ، هو بيان سيرة أهل البيت عليهم السلام وأخلاقهم فإنّ ذلك أول ما يمكن للانسان أن يبيّن للناس روائع التشيع وكيف أنّ قادته يختصون بخصائص العلم والحلم والزهد وحب الاخرين ليتسنّى للغير أن يدخل حبّهم صلوات الله عليهم الى قلبه وبذلك سوف يسعى للبحث عن التشيع والتزام منهج الحق ، وقول الإمام الصادق عليه السلام : بيّنوا محاسن أخلاقنا فإنّ الناس إذا سمعوا بذلك أحبّونا ـ مضمون الرواية ـ مما يدلل على انّ أهل البيت عليهم السلام رسموا معالم أولويات هداية الاخرين ببيان سلوكياتهم وأخلاقهم .

عقائدنا بين السائل والمجيب286

ومن ثم تستطيعين أن تبيّني ما نختلف نحن وهم في العبادة وغيرها فسيجدون الفرق القليل ، عكس ما صوره لهم كبّارهم ، وهوّلوا الفوارق بين الشيعة وبين السنّة ، حتى يقطعوا الطريق عليهم للولوج الى مذهب التشيع ومعرفة حقيقته ، وبعد ذلك يمكنك الإخبار عن أصول المذهب الإمامي وسيجد الاخرون انّ ذلك من صميم الاسلام خلاف ما يعتقدوه من انّ التشيع بينه وبين الاسلام فرق كبير .
وفقكِ الله وأخذ الله بيديكِ خدمة للحق والصلاح .
ودمتم سالمين

السابق السابق الفهرس التالي التالي