عقائدنا بين السائل والمجيب171

طرق روايته حتى صار متيقن الصدور وسنذكر بعض هذه الطرق .
أولاً : ما رواه الحاكم النيسابوري عن ابن منجويه عن أبي إسحاق عن البراء قال : لمّا نزلت ... شواهد التنزيل 542 : 1 في شأن نزول آية «وأنذر عشيرتك الأقربين» .
ثانياً : ما رواه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان 92 : 2 قال : أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري حدثنا عبّاد بن يعقوب ...
ثالثاً : ما رواه الكنجي في كفاية الطالب 204 بسند قال : عن علي بن ... حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ...
رابعاً : ما رواه ابن عساكر في الحديث 133 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام في تاريخ دمشق 97 : 1 الطبعة الثانية وبسبع طرق :
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه .... عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب ، وقد أعرضنا عن ذكر بقية الطرق التي ذكرها ابن عساكر .
2 ـ لا معنى لتضعيف أبا مريم الكوفي فإنّ ابن حجر العسقلاني قد نصّ على توثيقه في تهذيب التهذيب كما عن النسائي وغيره : أبو مريم الحنفي ثقة ... تهذيب التهذيب 232 : 12 وقد ذكره ابن حبان في الثقات .
3 ـ ومن العجيب ما قاله المستشكل انّ بني عبد المطلب لم يكونوا بهذه الكثرة فإنّ الروايات لم تحدد عددهم يوم الدار ، بل المتيقن انّ أولاد عبد المطلب كانوا اثنا عشر رجلاً أضف اليهم أولادهم وذراريهم فكيف جزم المستشكل أنهم لم يكونوا بهذا العدد مع انّ المتعارف عندهم يوم ذاك كثرة التوالد والتناسل ، والرواية كانت تصرّح بأنّ الذين حضروا بني عبد المطلب وليس مقتصراً الحضور على اولاده الصلبيين فيعم اذن أولادهم واحفادهم « وعشيرتك

عقائدنا بين السائل والمجيب172

الأقربين » أعم من الأعمام فقط فلا يأتي إشكال المستشكل اذن .
4 ـ قوله : لم يعرف من بني هاشم هذه الصفات ـ أي صفات الأكل ـ ليس دقيقاً ، فإنّ الصفة العامّة لأبناء ذلك الوقت كانوا يعرفون بكثرة الأكل لكون أجسادهم تساعدهم على ذلك ، وقواهم تتطلب منهم ما يلائهما ، على انّ الأمر يكون أوضح إذا ما تذكرنا قول الجاحظ في رسائله عند وصفه لبني هاشم : (كانوا سوداً طوالاً) ولعل صفة السود دليل على خشونة أبدانهم ، وضخامة أجسادهم ، فلا معنى من استغراب المستشكل في ذلك إذا ما عرفنا انّ سليمان بن عبد الملك كان شبعه في كل يوم من الطعام مائة رطل بالعراقي ... وذكر انّ سليمان خرج من الحمام ذات يوم اشتد جوعه فاستعجل الطعام ولم يكن فرغ منه فأمر أن يقدم عليه ما لحق من الشواء فقدم اليه عشرون خروفاً فأكل أجوافها كلها من أربعين رقاقة ثم قرّب بعد ذلك الطعام فأكل مع ندمائه كأنه لم يأكل شيئاً . مروج الذهب للمسعودي 197 : 3 وغير ذلك كثير لم نرد سرد أمثاله ، فاستشكال المستشكل اذن غير وارد .
5 ـ نعم لا يصح الأربعون كلهم خليفة لأنهم لا يمكن أن يجيبوه في ذلك الوقت ، ولو فرضنا أنهم جميعاً أجابوه فليس لكل واحد منهم مواصفات الاستخلاف ، فالترجيح سيكون لمن له الأهلية في الخلافة ، ولا أحد مثل علي في خصوصياته وفضائله .
ودمتم موفقين

عقائدنا بين السائل والمجيب173

الإمام علي عليه السلام
لم يسجد لصنم قط

الاسم : عبد من عباد الله                  الدولة : العالم الاسلامي
العمر : 22 سنة                          الرتبة العلمية :
السؤال
اختص علي بن أبي طالب عليه السلام بمنقبة (كرم الله وجهه) لأنه لم يسجد للأصنام فعدم ذكرها للبقية هل يعني أنّهم سجدوا للأصنام أقصد أبو بكر وعمر ؟

الجواب
الاخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، اختص الإمام علي عليه السلام بمنقبة عدم سجوده للأصنام ، فقد اسلم وهو في عمر خمس سنوات وقيل تسع سنوات وقيل عشرة ، هذا ما اتفق عليه مؤرخوا الفرق الاسلامية على اختلاف مذاهبهم وأنواع مشاربهم ، ومما يعزز قول عدم سجود علي للاصنام انّ جمهرة المؤرخين من السنّة والشيعة وغيرهم اتفقوا على انّ النبي صلى الله عليه وآله قبل بعثته قد تكفّل بتربية علي حينما اتفق النبي وحمزة على أن يخففوا عن عاتق أبي طالب في عام المجاعة حينما مرت أزمة اقتصادية عصفت بمكة ، وكان أبو طالب كثير العيال فتعاهد النبي وحمزة أن يخففا عن أبي طالب عمّهما عياله ، فقال أبو طالب اتركوا لي عقيل وخذوا ما شئتم فكان محباً لعقيل ولده ، فأخذ حمزة جعفراً ، وأخذ النبي علياً ، والقصة مشهورة في أكثر كتب المؤرخين ، مما يعني أن علياً أخذه النبي صلى الله عليه وآله وضمّه اليه فكان يشرف على تربيته حتى يفع علياً وبلغ عشر سنين ـ وهي أقصى روايات اسلامه ـ

عقائدنا بين السائل والمجيب174

اسلم حين بعثته فعُرف أنه أول من أسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وآله قبل بعثته يتحنث في غار حراء ، فكيف يمكن القول انّ علياً سجد لصنم وهو تحت رعاية النبي واشرافه ؟ فضلاً عن تواتر الاخبار أنه لم يسجد لصنم قط . لذا فقد خصّه المسلمون بفضيلة (كرم الله وجهه) لأنه لم يسجد لصنم ، وهي صفة خصّها بها أهل السنّة دون الشيعة عند ذكره ، في حين انّ الشيعة قد خصّوه بالسلام عند ذكره فقالوا : علياً عليه السلام .
نعم ، لم يختص بهذه الخاصية غير علي عليه السلام ، وما بقي من المسلمين كانوا يعبدون الأصنام قبل اسلامهم ومنهم أبو بكر وعمر ، إذا ما عرفنا أنهما أسلما كباراً بلغ عمر كل واحد منهما خمسون عاماً ، وإذا ما أضفنا لذلك معلومة مهمة : وهي انّ قبائل الجزيرة العربية قد شاع عندها عبادة الأصنام ، فقد روي عن الحسن أنه قال : لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولها صنم يعبدونها ويسمونها أنثى بني فلان ، ومنه قوله تعالى «إن يدعون من دونه إلا إناثاً» راجع لسان العرب لابن منظور في باب صنم . وهذا يعني انّ العرب كلها كانت تتعبّد بالأوثان والاصنام إلا من نصّ عليهم المؤرخون ممّن كان يتحنف ، أي لا يسجد للاصنام حتى في الجاهلية كعبد المطلب وغيره ، كما نص المسعودي في مروج الذهب ، وقد ذكر المؤرخون انّ عمر بن الخطاب كان يسفّه عبادة الاصنام بعد إسلامه وكان يقول عن نفسه : أننا كنّا نعبد الصنم من التمر فإذا جعنا أكلناه فيخرج منّا بعد حين وكنت أعجب لمعبود نعبده ثم نأكلمه ويخرج منّا ، فكان يشير الى عبادته للاصنام ويهزأ مما كان عليه . ولم يحضرني المصدر الان . ويستفاد من ذلك انّ السجود للصنم يمنع أن يكون الانسان إماماً يقتدى به لنص الآية وهي قوله تعالى «قال إنّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظالمين» (البقرة : 124) ، فإنّ الظالم لنفسه لا يكون إماماً ، ومن هؤلاء

عقائدنا بين السائل والمجيب175

الذين ظلموا أنفسهم من سجد لصنم في فترة من حياته ، إذ الامامة لشرافتها وعظمتها لا ينالها إلا طاهر الذات وسعيد النفس ، أما الذي تلبّس بالظلم في يوم ما فإنه أتصف بالشقاء وعدم الهداية فكيف يكون بعد ذلك إماماً لمن لا يسجد لصنم قط ، أو لا يكون ظالماً لنفسه قط وقد قال تعالى «أفمن يَهدي إلى الحقّ أحقّ أن يُتّبع أمّن لا يَهِدّي إلا أن يُهدى» (يونس : من الآية 35) وقوله تعالى «لا ينال عهدي الظالمين» مطلقة ، أي انّ الامامة لا ينالها من كان ظالماً لنفسه أو لغيره وإن كان في وقت ما ، لذا فعن مناقب ابن المغازلي مرفوعاً عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله في الآية قول الله لابراهيم : من سجد لصنم دوني لا أجعله إماماً . قال عليه السلام ، وانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي علي ، لم يسجد أحدنا لصنم قط .
هذا ما أمكننا ايضاحه باشارة مؤجزة ونأمل أن تتابع الموضوع من مصادره التاريخية الاخرى ، ولك منّا كل تقدير وحب .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب176

الإمام علي عليه السلام
تشبيهه عليه السلام للناس بالحيوانات ليس فيه تحقيرهم

الاسم : نعيمة                       الدولة : العراق
العمر :                             الرتبة العلمية :
السؤال
قرأت مقولة للإمام علي عليه السلام حينما بايعه الناس بعد الفتنة التي تلت مصرع عثمان قال فيها : فما راعني إلا والناس كعرف الضبع ينثالون علي من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم .
وهو عليه السلام هكذا يصف إصرار الناس وكثرتهم على مبايعته .
انني في أشد الحيرة إذ كيف يشبّه الأمير الناس كشعر الضبع أو كربيضة الغنم ؟ كيف يمكن تشبيه الناس بالحيوانات ؟ استغفر الله كل ما أرجوه هو فهم الحقيقة وان لا أرتاب في الإمام عليه السلام طرفة عين .
المصدر فهو من كتاب نفحات من سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام لباقر شريف القرشي .


الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ العرب قد شاعت عندها الأمثال حتى صار ذلك فارقاً مهماً من بدائعها ، وأمراً معروفاً من أساليب بلاغتها ، ولعل العرب أكثر ما عرفت في أمثالها استعاراتها بالحيوانات وصفاتها ، وذلك لمعايشتها اليومية مع هذه الحيوانات كالكلاب والذئاب والجمال وغيرها ، حتى صار من أراد أن يقرّب المعنى الى السامع أن يمثّل الأمر بالحيوانات ليوصل المعنى سريعاً إلى السمع

عقائدنا بين السائل والمجيب177

فيأنس السامع لتمثيله حسب بيئته التي عاشها .
لذا فإنكِ تجدين أكثر ما ضربت الأمثال من حيوانات دون غيرها فالعرب لم تضرب الأمثال بالأشجار وما تعلّق بها ، أو البحار وما ضمّته أعماقها ، لذا فقد كثرت عندهم المجازات اللغوية والاستعارات البلاغية حتى انّ القرآن الكريم كان قد ضرب المثل بالحمار فقال تعالى : «كمَثَل الحمار يحمل أسفاراً » وقال تعالى «فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث» وهكذا تأنس النفوس الى تقريب الأشياء لما يوافق بيئاتها ومعائشها .
فإذا مدح العرب رجلاً معروفاً بحذَرة شبّهوه بالغراب ، فقالوا أحذر من غراب . وإذا مدحوا شدة السواد فقالوا : أشد سواداً من غراب ، فمثلاً عنترة عندما أراد أن يمدح نوقه قال :
فيها اثنتان وأربعون حلوبة سوداً كخافية الغراب الأسحم

وكان عبد الله بن الحر قد وصف الحسين عليه السلام حينما سألوه عنه عند ملاقاته فقال من جملة وصفه : فكانت لحيته كجناح الغراب ، أي أراد أن يصف شدة سواد لحيته عليه السلام ، وإذا أرادوا أن يصفوا جمال أحد قالوا : أحسن من الطاووس ، وإذا أرادوا أن يصفوا شدة سمع الرجل فقالوا : أسمع من فرس ، وأسمع من قنفذ ، وإذا وصفوا شجاعة الرجل فقالوا : أشد من الأسد ، وإذا وصفوا أحداً في دقته فقالوا أهدى من جمل ، وقالوا أهدى من حمام ، وهكذا فهم لا يقصدون من ذلك استصغار الممثّل عليه بالممثل به ، بل هم يحاولون أن يجدوا الصفة المشتركة بين صفة الشخص وبين صفة الحيوان المشبّه به .
وهكذا الإمام عليه السلام وهو أبلغ العرب قد استعار في كلامه صفاتاً يأنس لها السامع والنفس تقبلها دون تكلّف وتعقيد ، وهذا من أبلغ ما عرفته العرب في خطاباتها ، فليس هو تصغير ولا تحقير ولا غير ذلك بما يضر في شخص الممثل به .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب178

تعليق
على الجواب السابق

الاسم : نعيمة                     الدولة : العراق
العمر :                           الرتبة العلمية :
السؤال
ولكن الله سبحانه وتعالى كان يشبّه بالحمار أو الكلب أولئك المنافقين أو الذين لا يأخذون ما نزل اليهم من عند الله ولا يخاطب سبحانه عامّة الناس ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟

الجواب
الأخت المحترمة
وبعد ، إنّ التمثيل المذكور لا يمكن أن يكون اعتباطياً ما لم يستند الى مناسبة بين الممثّل والممثلِ به ، فلا يقال للرجل الشجاع كالحمامة بل يقال له كالأسد لمناسبة شجاعته وتمثيلها بشجاعة الأسد ، ولا يقال لشديد السمع أسمع من الطاووس بل يقال أسمع من قنفذ ، ويصفون الحسن بالطاووس فيقال أحسن من الطاووس وهكذا ، وإنّما ذكرنا في تمثيلنا الكلب والحمار ذلك لغرض التنبيه أن المتعارف ان تُمثّل بالحيوانات لمناسبتها موارد التمثيل والتشبيه ، وما أورده الإمام عليه السلام من تمثيل الناس في جريانهم لبيعته كعرف الضبع ، وعرف الضبع هو شعره الذي يكون على نسق واحد يتبع بعضه بعضاً ـ وهو المكان الذي تستقر به ـ تتدافع لازدحامها فيه وهو ناظر الى كثرة التدافع في الغنم ، واتساق شعر الضبع ، وليس ناظراً الى ذات الضبع أو ذات الغنم حتى يقال ذلك يعد تصغيراً للناس ، كما انّ مثل القرآن الكريم ناظر الى ذات الكلب الذي

عقائدنا بين السائل والمجيب179

صفته اللهث وكذلك ناظر الى ذات الحمار الذي صفته الغباوة وعدم المعرفة وهكذا ، نعم هذا يعد توهيناً للمنافقين والكافرين ، ففرق بين التمثيل بذات الحيوان وبين التمثيل بصفاته وكيفيته وما اشتهر به ، والامام علي عليه السلام ناظر في تمثيله بلحاظ الصفات لا بلحاظ الذات ، ألا ترين الى ابن أبي الحديد المعتزلي وهو من رؤوس المعتزلة يمدح الامام علي عليه السلام بقوله في قصيدته العينية منها :
أأقول فيك صميدع كلا ولا حاشا لمثلك أن يقال صميدع

والصميدع هو الأسد ، فأراد أن يشبّه شجاعته عليه السلام بشجاعة الأسد ، ثم استدرك وقال انّ الأسد حيوان وان شجاعته حيوانية أما أنت فشجاعتك كشجاعة الأسد إلا أنها ربانية . وهكذا يجب الملاحظة والتفريق بين التمثيل بالذات ، والتمثيل بالصفات .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب180

آية الاكمال
آخر آية نزلت

الاسم : موالي                         الدولة : الكويت
العمر : 19 سنة                       الرتبة العلمية : طالب
السؤال
ما هي آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وآله هل «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي» (المائدة : من الآية 3) أم «واتّقوا يوماً تُرجعون فيه الى الله» (البقرة : من الآية 281) ، كما تدعيه العامّة ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ آخر آية نزلت هي «اليوم أكملت لكم دينكم» من سورة المائدة وليس كما يدّعي هؤلاء خلافاً لجميع المسلمين ، إذ حتى علماء السنّة ومفسريهم ينصون على انّ آخر سورة نزلت هي سورة المائدة ، وإليك ما ذكره علماؤهم :
أولاً : روى السيوطي ما أخرجه محمد بن كعب القرظي قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة ...
ثانياً : اخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله في المسير في حجة الوداع .
ثالثاً : أخرج سعيد بن منصور عن أبي ميسرة قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة ...
رابعاً : ما أخرجه أحمد عن جبير بن نفير قال : حججت فدخلت على عائشة

عقائدنا بين السائل والمجيب181

فقالت لي : يا جبير أتقرأ ألمائدة ؟ فقلت : نعم ، فقالت : أما أنها آخر سورة نزلت ... تفسير المنار لمحمد رشيد رضا في أول سورة المائدة .
فتكون اذن آية «اليوم أكملت لكم دينكم» هي آخر آية نزلت وليس كما يدّعي البعض خلاف ذلك .
ودمتم سالمين


عقائدنا بين السائل والمجيب182

الإمام علي عليه السلام
محاججته لمعاوية بما ألزم به نفسه

الاسم : معد البطاط                    الدولة : استراليا
العمر : 31 سنة                       الرتبة العلمية :
السؤال
توجد في نهج البلاغة رسالة من الإمام عليه السلام لمعاوية فيها انّ الامام يخبره انّ المهاجرين والأنصار إذا اتفقوا على شخص إماما ففيه رضا لله وما شابه ذلك إذا ممكن تنقلونها لنا مع التفسير لها وما المقصود منها ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، الرسالة التي بعث بها الامام علي عليه السلام الى معاوية هذا نصّها :
إنّما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسمّوه اماماً كان ذلك لله رضى ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه الى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاة الله ما تولى ، ويصليه جهنم وساءت مصيرا . نهج السعادة 89 : 4 .
واعلم انّ الرسالة على سبيل المحاججة ، أي محاججة معاوية بما ألزم به نفسه ، فهو إن كان قائلاً بمقالة أهل الشورى والاجماع ـ أي سنّة الشيخين ـ فإنّ معاوية خارج عن هذه السنّة بالخروج على طاعة من اجتمعت عليه الانصار والمهاجرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام حيث اجتمع المسلمون على توليته ومع هذا فإنّ معاوية لم يلتزم بذلك ولم يذعن بما ادّعاه من أنه تابع لسنّة الشيخين ، فالامام عليه السلام حاججه بما ألزم نفسه وللإمام عليه السلام الحجة البالغة على خصمه

عقائدنا بين السائل والمجيب183

الباغي ، وهذا ليس إقراراً من الإمام عليه السلام في صحّة الشورى والاجماع ، ولا نريد الدخول هنا من انّ الاجماع الذي حدث وقت السقيفة يرقى الى درجة الاجماع أو ينطبق مع مفهوم الشورى أم لا ؟
ودمتم موفقين

عقائدنا بين السائل والمجيب184

عصمة الله لنبيه في تبليغه
يؤكد وصايته لعلي بن أبي طالب عليه السلام

الاسم : عبد الجبار                       الدولة : البحرين
العمر : 23 سنة                          الرتبة العلمية : الثانوية
السؤال
أنتم تقولون انّ آية «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس» نزلت في غدير خم وعيّن الرسول صلى الله عليه وآله علياً وصياً له فلو كانت فعلاً نزلت في غدير خم لما كانت العصمة من الناس في نهاية الدعوة بل يجب أن تكون في بدايتها فما دليلكم على ذلك وما المقصود هنا إذاً «والله يعصمك من الناس» ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ الله تعالى قد عصم نبيّه منذ أن بعثه وحفظه من كيد الأعداء وأعزّه بنصره وخذل أعدائه وكبتهم ، وهذا لا يمكن أن ينكره أحد من المسلمين ، والنبي صلى الله عليه وآله في كل آن من آناته محاط برعاية الله وملائكته فمتى أوكله الله الى نفسه ولم يعصمه ؟ فهو معصوم على الناس في بدء دعوته وفي نهايتها فلا معنى لأن تتساءل : متى عصم النبي صلى الله عليه وآله في أول دعوته أم في نهايتها ؟
نعم يمكننا هنا أن نتساءل لم أكد في الآية هنا على عصمته من الناس وانّ الله سيعصمه في هذا الحال ؟ وللاجابة على ذلك علينا أن نستذكر انّ النبي صلى الله عليه وآله لم يكذّبه أحد من المسلمين وحتى من غيرهم بأنّ ما يبلّغه الى الناس هو

عقائدنا بين السائل والمجيب185

وحي يوحى لا يرتاب في ذلك أحد ، فكم بلّغ في أحكام ربّه ، وتلا قرآنه وبيّن آياته فلم يسأله أحد هذا منك أم من الله ، إلا انّ الأمر هنا يختلف فإنّ التبليغ يثير حفيظة بعضهم ، حيث سيكون التبليغ لولاية ابن عمّه علي بن أبي طالب عليه السلام وهذا الأمر يمكن أن يثيره بعض المتربصين الذين لا يقبلون بإنتقال الخلافة الى بني هاشم من عمومة النبي صلى الله عليه وآله فهم يطمعون كذلك بالجاه والمنصب وهذا أمر يتعارض مع مصالحهم ، وبإمكانهم أن يحرّضوا غيرهم من الجهلة والبسطاء بأن النبي صلى الله عليه وآله حصر الخلافة في بيته وحابى ابن عمّه وصهره على ابنته ، وليس هو وحي يوحى اليه بل رغبته في أهل بيته وحبه في ابن عمّه أن تكون الخلافة له دون غيره ، وقد حرص النبي صلى الله عليه وآله أن لا يكون ذلك مثار نعرة المنافقين وغيرهم فيهددون دعوته بالخطر والاسلام بالانقضاض ، لذا فكان خوفه لله تعالى وعلى دعوته وليس تردّداً منه في تنفيذ أمر الله ، لذا فقد أمره الله تعالى بالتبليغ ، وانّ الله سيعصمه من الناس ولا يصل اليه وإلى دعوته كيدهم وخبثهم ، هذا دليلنا العقلي في هذه المسألة .
وأما الدليل النقلي فقد روى السيوطي عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك» على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .
وعن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك» انّ علياً مولى المؤمنين «وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس» . الدر المنثور للسيوطي في تفسير الآية 117 : 3 دار الفكر بيروت .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يخشى الناس أن يكذبوه في هذا التبليغ ولم يخش الناس في غير ذلك ، فعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : انّ الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً ، وعرفت انّ الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزل

السابق السابق الفهرس التالي التالي