عقائدنا بين السائل والمجيب55


القرآن الكريم


عقائدنا بين السائل والمجيب56




عقائدنا بين السائل والمجيب57

خلق القرآن
قضية مفتعلة

الاسم: موالي                    الدولة : الكويت
العمر : 19 سنة                الرتبة العلمية :
السؤال
هل يعتبر القرآن الكريم مخلوق أم لا ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ إن منهج أهل البيت عليهم السلام هو الاهتمام الجدي والحقيقي بالقضايا الإسلامية الحيوية ، وعدم اقتحامهم في قضايا لها حساباتها السياسية الخاصة ، لذا فانك تجد أئمة الهدى صلوات الله عليهم أهملوا مسألة خلق القرآن لعدم علاقتها بالفكر الإسلامي الحقيقي متجنبين وشيعتهم كذلك مخاطرات اللعب السياسية التي كانت الأنظمة تفتعلها لأغراض ليس هنا محل ذكرها . ولو تأملت في قضية خلق القرآن لوجدتها قضية مفتعلة ليس لها آثارها الواقعية على بساط البحث العلمي ، فلو قلنا أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق فما هي آثار هذه القضية بالضبط في حياة الأمة وفي مستقبل المسلمين ، بل في واقعية الفكر الإسلامي عموماً ؟ سؤال نطرحه إلى كل من آثار هذه القضية العقيمة التي ليس لها آثارها على المستوي الفكري لا من قريب ولا من بعيد ، لذا فان أئمة آل البيت عليهم السلام أغلقوا باب النزاع العقيم هذا وحثوا شيعتهم للاهتمام بقضايا لا تشغلهم عن واقعهم المأساوي الذي يعيشونه ، وبذلك أجاب الإمام الرضا عليه السلام

عقائدنا بين السائل والمجيب58

بإجابة لا تعطي معها نتيجة واضحة تدليلاً على أن أصل هذه القضية لا تعدو عن محاولات سياسية لتصفية حسابات خصوم سياسيين ، فقال عليه السلام في معرض إجابته هل القرآن مخلوق أم لا ، قال عليه السلام : لا أقول فيه إلا إنه كتاب الله . [هذا مضمون إجابته عليه السلام] وبذلك أراد الإمام عليه السلام أن لا يشغل الشيعة أنفسهم في قضايا عقيمة غير ذات بال .
فأغلقوا باب السؤال في هذا المضمار . يرحمكم الله . ودمتم بتوفيقات الله وتسديده سالمين .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب59

القرآن الكريم
معاني الحروف المقطعة

الاسم : طالب                   الدولة : بريطانيا
العمر :                         الرتبة العلمية :
السؤال
ما هي معاني الاسماء المقطعة ؟ وهل هي اسماء لاشياء معينة أم ماذا ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، اختلف المفسرون في معاني الحروف المقطعة إلى أحد عشر قول :
إحداها : إنها من المتشابهات التي استأثر الله سبحانه بعلمها لا يعلم تأويلها إلا هو .
الثاني : أن كلا منها اسم للسورة التي وقعت في مفتتحها .
الثالث : أنها أسماء القرآن أي لمجموعه .
الرابع : أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى فقوله :« ألم » معناه أنا الله أعلم وقوله« المر » معناه أنا الله أعلم وأرى . وقوله : « المص » معناه أنا الله أعلم وأفصل . وقوله « كهيعص » الكاف من الكافي ، والهاء من الهادي والياء من الحكيم والعين من العليم والصاد من الصادق وهو مروي عن ابن عباس .
الخامس : إنها أسماء الله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم ... وهو مروي عن سعيد بن جبير .
السادس : أنها أقسام أقسم الله بها فكأنه هو أقسم بهذه الحروف على أن

عقائدنا بين السائل والمجيب60

القرآن كلامه ، وهي شريفة لكونها مباني كتبه المنزّلة ...
السابع : أنها إشارات الى آلائه تعالى وبلائه ومدة الأقوام وأعمارهم وآجالهم .
الثامن : أن المراد بها الإشارة إلى بقاء هذه الأمة على ما يدل عليه حساب الجمل .
التاسع : أن المراد بها حروف المعجم .
العاشر : أنها تسكيت للكفار لأن المشركين تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا للقرآن وأن يلغوا فيه كما حكاه القرآن عنهم بقوله «لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوا فيه لعلّكم تغلبون» فربما صفّروا ، وربما صفّقوا ، وربما غلطوا فيه يغلّطوا النبي صلى الله عليه وآله في تلاوته ، فأنزل الله تعالى هذه الحروف فكانوا إذا سمعوها استقربوا واستمعوا إليها وتفكروا فيها واشتغلوا بها عن شأنهم ، فوقع القرآن في مسامعهم .
الحادي عشر : أنها من قبيل تعداد حروف التعجيز والمراد تعجيزهم عن تأليف مثل القرآن : إلا ان السيد الطباطبائي بعد ذكره هذه الوجوه لم يختر أحداً منها ويختار رأياً يختصر به الآراء ، على أن هذه الحروف المقطعة بينها وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصاً ، ويؤيد ذلك ما نجد أن سـورة الأعـراف المصـدرة بـ « المص » في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات والراءات .
ويستفاد من ذلك أن هذه الحروف رموز بين الله سبحانه وبين رسوله صلى الله عليه وآله خفية عنا لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلا بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً . راجع الميزان في تفسير القرآن 18 : 6 .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب61

قول الأئمة عليهم السلام
في مسألة خلق القرآن الكريم

الاسم : بدر الدين               الدولة :
العمر :                         الرتبة العلمية :
السؤال
ما موقف الشيعة من مسألة خلق القرآن ؟ نجد في التاريخ أن علماء قد امتحنوا في هذه القضية على رأسهم أحمد بن حنبل ونعيم المروزي ، لكن لا نجد أثراً يذكر لأئمة أهل البيت للتصدي لهذه المقولة ! فهل القول عندهم كان هو أن القرآن مخلوق (كما يقول الخوارج والمعتزلة) أم كان لهم موقف لم يصلنا خبره ، أفيدونا جزاكم الله خيراً .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ إن مسألة خلق القرآن إذا كنا قد عرفنا دوافع افتعالها اتضح لنا موقف أهل البيت عليهم السلام ، فمسألة خلق القرآن لا تحمل طابعها العلمي والديني بقدر ما تحمل طابعاً ودوافع سياسية صرفة أهمها تصفية حسابات الخليفة العباسي المأمون مع أهل السنة لأسباب عديدة لا يمكن ذكرها في المقام ، على أن أهل السنة قد استفادوا من الإصرار على القول بعدم خلق القرآن لاعتبارات سياسية أخرى ، إذ كان المتوكل العباسي الذي رفض سياسة المأمون القائل بعدم خلق القرآن ، وقرّب الذين رفضوا بالخضوع لقول المأمون السياسي وأسبغ عليهم طابع الإصرار على عدم التساوم في دين الله ... إلى آخرها من الأمور التي استفاد بها بعضهم سياسياً كمعارضين ومؤيدين لسياسات هوجاء غير

عقائدنا بين السائل والمجيب62

صحيحة .
لذا فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلا لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت عليهم السلام يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة ، وبالمقابل فان أهل البيت عليهم السلام رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا عليه السلام تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلا أنه كتاب الله . (هذا مضمون حديثه عليه السلام) وبذلك تجد أن الإمام عليه السلام قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء ليس دونها طائل .
نعم أن الأئمة عليهم السلام أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة عليهم السلام إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي كما قلنا .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب63

تحريف القرآن الكريم
ومقصود صاحب البرهان منه

الاسم : عبد                  الدولة :
العمر :                      الرتبة العلمية :
السؤال
يقول المفسّر البحراني في البرهان في تفسير القرآن : اعلم انّ الحق الذي لا محيص عنه بحسب الاخبار المتواترة الآتية وغيرها انّ هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله شيء من التغييرات وأسقط الذين جمعوه كثيراً من الكلمات والآيات ... وعندي في وضوح صحّة هذا القول بعد تتبع الاخبار وتفحّص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر .
هل كلام هذا المفسّر يضر بالاجماع المنعقد الان وقديماً على صحّة القرآن العظيم وهل انّ هذا الرأي هو ما يذهب اليه هذا المفسر دون غيره من الاعلام أم أنه ممكن حمل كلامه على محمل حسن لا يضر بقول الشيعة وما عليه العمل . أفيدونا ادامكم الله .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، ما ذكره العلامة صاحب البرهان رضوان الله عليه لا يضر بما اتّفق عليه الشيعة من عدم تحريف القرآن الكريم ، وانّ هذا الذي بين الدفتين هو الذي أنزل دون تحريف ، وما عناه العلامة رضوان الله عليه في البرهان لا يعني ذهابه الى التحريف بل يمكن أن يكون قد أراد انّ ما أسقطه الظالمون من التفسير والتأويل الذي نزل به جبرئيل مع القرآن دليل على ابعاد علي عليه السلام عن الخلافة .

عقائدنا بين السائل والمجيب64

وحتى انّ كلامه إذا لا يمكن حمله على انّ التحريف وقع في التأويل والتفسير ، فإنه يكون قوله قولاً شاذاً ليس هو القول الذي عليه المشهور من علماء الطائفة .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب65

تفسير
قوله تعالى (وسيجنبها الأتقى) فيمن نزلت

الاسم : محمد                     الدولة : الامارات
العمر : 18 سنة                  الرتبة العلمية : جامعي
السؤال
فيمن نزلت الآية «وسيجنّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكّى» ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ الآية الكريمة في قوله تعالى «وسيجنّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكّى» ذكر السيوطي أنها نزلت في أبي بكر ، فقد أخرج ابن أبي حاتم عن عروة انّ أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله ، بلال وعامر بن فهيرة والنهدية ، وابنتها ، وزنيرة ، وأم عيسى ، وأمة بني المؤمل ، وفيه نزلت «وسيجنبها الأتقى» الى آخر السورة . تفسير السيوطي 537 : 8 ، ولم يوافق السيوطي أكثر المفسرين ، فقد ذكر القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن انّ سبب النزول قد اختلف فيه فقد أورد انّ البعض قال انّها نزلت في أبي بكر ، وقال عطاء عن ابن عباس أنها نزلت في أبي الدحداح في النخلة التي اشتراها بحائط له ، وقد ذكر الثعلبي ذلك أيضاً وذكرها عن القشيري كذلك ، بل اختلف ابن العربي في أحكام القرآن في سبب نزولها وأوعز سبب النزول الى ما رواه أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين : اللهم اعط منفقاً خلفاً

عقائدنا بين السائل والمجيب66

وأعط ممسكاً تلفاً ، فأنزل الله تعالى في ذلك «فأمّا من أعطى واتّقى» وقال في رواية أخرى أنها نزلت في أبي بكر . وقد بدى على المفسرين في ذلك اختلافاً شديداً واضطراباً واضحاً ، إلا انّ الحق أنها نزلت في كل تقي يتجنب النار بعمله ويؤتي ماله زكاة في سبيل الله ، وهو الأوفق لغة وسياقاً ، فإنّ الألف واللام للعموم أي عموم المتقين وسياق الايات تؤكد ذلك ، وذلك فإنّ قوله «لا يصلاها إلا الأشقى» فإنّ الذي يصلى النار كل أشقى وغير مقتصر على أحد فكذلك الذي يتجنبها كل أتقى وغير مقتصر ذلك على أحد ، وقد ذهب الى ذلك أيضاً ابن كثير في تفسيره فقال : ولا شك انّ أبا بكر داخل فيها وأولى الأمّة بعمومها فإنّ لفظها العموم . تفسير ابن كثير 673 : 4 ، فالآية اذن نزلت في كل تقي يتجنب النار بتقواه وباجتنابه معاصي الله تعالى .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب67

القرآن الكريم
ترتيب نظمه موكولة الى أئمة أهل البيت عليهم السلام

الاسم : محمد جمعة                الدولة : بريطانيا
العمر :                            الرتبة العلمية :
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.... فشكراً على الكتاب الأول الذي أرسلتموه لي ، فبارك الله لكم ، وبما أنني من شيعة أهل البيت إن شاء الله ، فانّ حاجتي إلى الكتب التي توضّح مذهب أهل البيت أقلّ بكثير من حاجة الآخرين ، غير أنني بحاجة ماسّة الى من يجيب على عدّة أسئلة تدور في ذهني منذ فترة ولم أجد لها حلاً شافياً ومريحاً وها انذا أطرح اسئلتي عليكم :
1 ـ القرآن :
انّ الرسالة المحمدية هي رسالة بشرية شاملة لكل البشر ، والقرآن الذي هو وسيلة إيصال هذه الرسالة (بالاضافة الى قرينه أي أهل البيت) يفترض فيه القدرة على ايصال الحجية ، حاولت في فترة ماضية أن أجرّب قراءة القرآن قراءة لا تفترض التقديس المسبق للنص «كما لو كنت غير مسلماً» فواجهتني اشكالية التشظي الواضح للنص والانتقال الذي ربما يوصف بأنه غير سلس من موضوعة الى أخرى ، بل انّ بعض الآيات تعترض سياقاً لآيات أخرى قد تتحدث عن موضوع آخر ، وافترضت انّ عدم ترتيب القرآن حسب نزوله ربما يكون هو المشكل وكنت أقرأ عن المصحف الذي جمعه الإمام علي عليه السلام وتصورت انه كان حسب ترتيب النزول ولكنني حين بحثت وسألت علمت انّ رأي مذهبنا أنه نفس ترتيب القرآن الحالي ، كما علمت انّ ترتيب الآيات داخل

عقائدنا بين السائل والمجيب68

السور في القرآن الذي بين أيدينا هو ترتيب توقيفي وبأمر من الرسول صلى الله عليه وآله ، فهل من إيضاح وتفصيل في هذا الجانب الذي يمسّ الوحدة الموضوعية للقرآن ؟
2 ـ الإمام المهدي عليه السلام
من المعلوم انّ من الأسس العقلية التي نستدل بها على صحّة الإمامة هي اللطف الإلهي ولكن غياب الإمام (عج) هذه الفترة الطويلة يطرح اشكالية تعطيل دوره (القرآن والمفسر له) ويجعلنا نتساءل عن اللطف الإلهي وهل توقف ؟ بمعنى انّ غياب الإمام كل هذه الفترة يجعل آلية ايصال الرسالة والتبشير بها آلية كما لو تكون عرجاء إذ انّ أحد الثقلين لا يستطيع القيام بدوره الفعلي والظاهر وهنا اعتقد انّ مثل الشمس التي خلف السحاب لا يحقق الاجابة الكاملة ، فكيف هو الحل ؟
وختاما أتمنى أن أستلم إجابة سريعة ، واتمنى أن يكون عن طريق بريدي الالكتروني ، حيث انني استطيع القراءة بالعربية فيه ولكنني لا أستطيع الكتابة بها لهذا أرسلتها attachment وختاماً تقبلوا فائق محبّتي .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
انّ مسألة تاليف القرآن حسب آياته ومن ثم حسب سورة مسألة لا يمكن لأحد البت بها ، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يتلقى مسألة ترتيبه كما يتلقى نزوله من قبل الله تعالى ، اذ الترتيب ومناسبة الآيات بعضها الى بعض ونظمها في السورة الواحدة أمر إلهي صرف ليس لأحد البت فيها فذلك يرجع الى مهمة النبي الإلهية التي يتلقاها من الله تعالى .
روى أحمد بمسنده عن عثمان بن أبي العاص قال : كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله اذ شخص ببصره ثم صوّبه . ثم قال : أتاني جبرئيل فأمرني أن أضع هذه

عقائدنا بين السائل والمجيب69

الآية هذا الموضع من هذه السورة «إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآى ذي القربى» النحل : 90 .
فجُعلت في سورة النحل بين آيات الاستشهاد وآيات العهد .
وروي أنّ آخر آية نزلت قوله تعالى «واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله» البقرة : 281 .
فأشار جبرئيل أن توضع بين آيتي الربا والدين من سورة البقرة . راجع الاتقان في علوم القرآن للسيوطي 1 : 62 .
وعن ابن عباس والسدي أنها آخر ما نزلت من القرآن . قال جبرئيل : ضعها في رأس الثمانين والمائتين . راجع مجمع البيان للطبرسي 2 : 394 .
وعن ابن عباس أيضاً قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان اذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا . راجع البرهان للزركشي 241 : 1 .
الى هنا عرفنا انّ نزول الآيات وترتيبها كان من قبل النبي صلى الله عليه وآله ولا علاقة لذلك بالاجتهاد الشخصي والأذواق الخاصة ويبقى القرآن في عهد رسول الله هكذا مرتّباً تحت نظره الشريف فسوره وآياته رتبت باذن الوحي دون أن يكون لأحد دخل في تنظيمها .
كانت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله أمراً خطيراً اذ بعد رحيله مورست الكثير من القضايا الشخصية ، وكان للاجتهاد الشخصي أثره في تحديد مسارات أمور مهمة منها خلافته صلى الله عليه وآله فبدل أن يكون النص الإلهي هو المرجع في تحديد الخليفة الشرعي ، اُستبدل بالاجماع والشورى الى غير ذلك من عمليات سياسية مبرمجة ، ومن خلال ذلك كان تبديل السنّة سيمتد الى كثير من المفاهيم الاسلامية

عقائدنا بين السائل والمجيب70

الخطيرة ومنها القرآن الكريم ، فتأليفه كان ضرورة ملحة تجول في خواطر المسلمين ، اذ هو لم يجمع بين الدفتين حيث كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يُنتظر نزول القرآن الكريم طالما كان النبي صلى الله عليه وآله على قيد الحياة يتلقى الوحي الشريف ، وكانت عملية جمع القرآن مهمة الخليفة الشرعي الذي كان عليه أن يعلم مواضع ترتيب الآيات والسور وهي مسألة تتعلّق بمهمة النبي صلى الله عليه وآله التي لابد أن يعهده الى خليفته الشرعي ليواصل مسيرة التبليغ والرسالة ، وكان أهمها حماية القرآن وجمعه وترتيبه .
لذا فقد عهد النبي صلى الله عليه وآله جمعه الى علي بن أبي طالب عليه السلام وبوصية منه وهو ما رواه القمي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في تفسيره صفحة 745 لذا فقد تصدى علي عليه السلام الى جمع القرآن بُعيد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مباشرة وهي بمثابة اشارة مهمة أرسلها الى المسلمين يُنبئهم توليه لمهمته الإلهية وان كان نزاع القوم على الخلافة الظاهرية قد أشغل المسلمين وأربك استقرارهم . قال ابن النديم في الفهرست صفحة 47 ـ 48 : انّ علياً عليه السلام رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله فأقسم أن لا يضع رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قبله وكان المصحف عند أهل جعفر . ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمه الله مصحفاً قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب يتوارثونه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف . هذا ما أفاده ابن النديم في الفهرست عن ابن المنادي . راجع الفهرست صفحة 30 .
وروى محمد بن سيرين عن عكرمة قال : لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن . قال : قلت لعكرمة : هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول ؟ قال : لو اجتمعت الانس والجن على أن يؤلفوه هذا

السابق السابق الفهرس التالي التالي