عقائدنا بين السائل والمجيب38

البداء
يكون في القضايا التكوينية

الاسم :                  الدولة :
العمر :                  الرتبة العلمية :
السؤال
انا شيعية ولكني اجهل الكثير عن البداء حاولت ان اقرا فقرات كتبا جعلتني اشعر بالغموض اكثر لان الكتب تتحدث باسلوب اعلى من مستوى فهمي .
بل اني لا استطيع الاعتقاد به لانه يبدو متناقض ؟ افيدوني جزاكم الله الف خير .

الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ سنوافيك بإجابة مبسطة عن البداء ، ولك أن تسألي مرة أخرى فيما إذا لم يتضح معناه لديك .
البداء لغة هو ظهور الشيء بعد خفائه ، واصطلاحاً كما لو بدا للإنسان رأي جديد في شيء وكان قد عزم على عمله من قبل ، ثم تجلّت مصلحة قد غفل عنها لجهله بها وعدم إحاطته بعلل الأشياء وأسبابها ، ثم بدا له أن يستأنف العمل على حسب ما ظهر له من صلاح ، وكل هذا غير جائز على الله تعالى ، ذلك لمطلق إحاطته بعلل الأشياء وأسبابها ، وشرائط الأمور وعواقبها . فلا نقص في إرادته تعالى ولا تبدل في عزمه ، ولا فراغ عن الأمر بعد خلقه ، ومن نسب إلى الله تعالى إنه تبدى له الأمور بعد جهله بها فهو كافر ، فالله تعالى محيط بكل الأشياء ، لا يعزب عنه شيء ولا يغيب علمها عنه ، وقد تبع الإمامية في ذلك

عقائدنا بين السائل والمجيب39

أئمتهم الهداة صلوات الله عليهم أجمعين فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن الله لم يبد له من جهل وقوله عليه السلام من زعم إن الله بدا له في شيء لم يعلمه أمس فأبرا منه . وقوله عليه السلام : من زعم إن الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر .
كما ان الإمامية تعتقد أن الأشياء تتحقق بشروطها وأسبابها ويتفق في ذلك معهم كافة العقلاء ، فإن أموراً تستحق عند توفر شرائطها كما لو أن شخصاً كان من المقدر أن يعيش ثلاثين عاماً ، إلا أن الله تعالى جعل شرطاً لطول العمر التصدق أو صلة الرحم أو فعل الخير ، فلما تصدّق هذا الشخص أو وصل رحمه أو فعل خيراً فإن الله تعالى جازاه على ذلك فزاد في عمره ثلاث سنوات مثلاً فصار ثلاث وثلاثين سنة ، وخلاف ذلك أي لو قطع الإنسان رحمه أو فعل الظلم والبغي عاقبه الله تعالى وأنقص من عمره ثلاث سنوات فصار عمره سبعاً وعشرين عاماً ، هذا بحسب التقدير الظاهري ، وإن كان الله سبحانه وتعالى في علمه في اللوح المحفوظ يعلم أن الإنسان كم يعيش في هذا العالم ، فهذا هو البداء الذي تقول به الإمامية . واعلمي أيتها الأخت المحترمة أن البداء مثل النسخ الذي يقول به المسلمون فالنسخ في القضايا التشريعية والبداء في القضايا التكوينية .
هذا هو البداء ولا نريد أن نزيد عليك لئلا يختلط مفهومه ولم تتضح مطالبه . ولا عليك أن تعاودي السؤال فيما إذا لم يتضح لديك ذلك .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب40

الرجعة
نسيان الكافر فيها لعالم البرزخ

الاسم : حسين               الدولة :
العمر :                     الرتبة العلمية :
السؤال
هل أن اولئك الافراد الذين محضوا الكفر محضا .. هل مروا بعالم البرزخ ؟ إذا كانت الإجابة نعم هل يتذكرون ذلك العالم عند بعثهم مرة اخرى ؟ وإذا كانت الإجابة نعم ألا يؤثر ذلك فيهم ؟؟ خالص شكري لكم ودمتم للإسلام ولآل البيت مصباحا تنيرون به طريق الحق .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ فان هؤلاء وغيرهم قد مروا بعالم البرزخ ورأوا ما أوعدهم الله من سوء المنقلب ومن العذاب وعاقبة كفرهم ... إلا أن هؤلاء لم يتذكروا عالم البرزخ ولم يبق شيء في ذاكرتهم مما رأوه ، وذلك هو حال من مرّ بعالم الذر المسمى عند بعضهم عالم (ألستُ) . وذلك حين سئلوا من قبله تعالى : «ألست بربّكم قالوا بلى» وهي نشأة أخذ الميثاق ، فكما أن الخلق قد مروا بهذه النشأة إلا أنهم لا يتذكرون من ذلك شيء ، فحال هؤلاء حال من مرّ بهذه النشأة ، لذا فان النشأة السابقة التي مر بها الإنسان لا يمكن تذكرها ، كنشأة عالم الجنين وما مر به الجنين من أطوار ومراحل ، هذا حال جميع الخلق الذين يمرون بنشأة قبل خلقهم فهم لا يتذكرون منها شيئا . كما أن الكفار لا يتذكرون من عوالمهم البرزخية شيئاً ، ودليل ذلك قوله تعالى : «قال قائل منهم كم لبثتم

عقائدنا بين السائل والمجيب41

قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم» . مع أنهم لبثوا أحقاباً وهم لا يتذكرون كم لبثوا ، ولو تأملنا في حال النائم فهو لا يتذكر كم نامَ وفي أي نشأةٍ كان وبأي الأحوال مر ، وقس كل ذلك حال الكفار وقد مروا بعالم البرزخ .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب42

علّة الخلق
لا منافاة بين علمه تعالى بين خلقه

الاسم : رؤوف                  الدولة : السعودية
العمر :                         الرتبة العلمية :
السؤال
إذا كان الله تعالى يعلم من سيدخل النار فلماذا خلقه ؟؟؟ هل ينسجم هذا مع الرحمة الإلهية ؟؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ إن الله تعالى يعلم من سيدخل النار ومن سيدخل الجنة بلا شك في ذلك ، إلا أن لا منافاة ولا تعارض بين علمه تعالى وبين خلقه ، فعلمه لا يعني إجبار الإنسان أن يدخل النار ، فهو خلقه وترك له الاختيار للصلاح والطاعة «إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً» فالله تعالى قد خلق خلقه وأوضح لهم سبل الهداية وترك لهم الاختيار فإما الطاعة وإما المعصية ، وهذا لا ينافي علمه تعالى في خلقه ، وعلمه تعالى لا يؤثر في طاعة المطيع ، ولا في معصية العاصي .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب43

الجبر والاختيار
اختيار الفعل من الانسان والقدرة على الفعل من المولى سبحانه وتعالى

الاسم : فن السماء            الدولة :
العمر :                       الرتبة العلمية :
السؤال
ذكرت بعض الآيات بأنّ ما يصدر من الانسان من أفعال سيئة كانت أم لا فإنها من الله ، وذكرت أخرى بأنّ ما يصدر عنه من حسن فهو من الله وما يصدر عنه من سيئ فهو من نفسه . وهذا تناقض فكيف نحل هذا التناقض ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، لا تنافي بين ما ذكرت من طائفتي الايات ، وبيانه كما يلي :
أما الطائفة التي تذكر انّ ما يصدر من الانسان من أفعال سيئة أو حسنة فهو من الله تعالى ، فلا يعني ذلك الجبر على ارتكاب الفعل ، بل غايته إشارة الى انّ الله قد أودع في الانسان القدرة على الاتيان بالفعل سواء كان حسناً أو سيئاً ، والقابلية على القيام بأي عمل ، فالانسان عاجز عن ممارسة أية عملية أو مزاولة أية قضية دون الاستناد الى ما أودع الله تعالى من قدرية لديه ، والانسان بعد ذلك مختار لأفعاله .
أما الطائفة الثانية والتي تذكر انّ الافعال الحسنة من الله وانّ الافعال السيئة من الانسان ، فذلك اشارة الى انّ الله تعالى سبب لتوفيق الانسان على الاتيان بالافعال الحسنة وهدايته إليها ، وانّ الانسان بسوء اختياره وقبح فعله قد

عقائدنا بين السائل والمجيب44

ارتكب الافعال السيئة ، فمزاولة الفعل القبيح كان من اختياره مع أنّ الله هداه الى الافعال الحسنة فلم يأخذ بها ، في حين الذي أتى بالافعال الحسنة كان ذلك بهداية من الله وتوفيقه . فالأولى عامة في إرجاع القدرة الى الله تعالى ، والثانية بيانية في انّ الأفعال الحسنة منه تعالى ، والسيئة من الانسان .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب45

القرآن الكريم
جاء بالمجازات الكثيرة

الاسم :                       الدولة : السعودية
العمر : 19 سنة              الرتبة العلمية :
السؤال
نحن نلتقي من بعض أبناء الطائفة الوهابية فيقولون أنه يوم القيامة يكشف عن ساقه ، فهل هذا صحيح ، أجيبوا جزاكم الله خيرا .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ القرآن جاء بالمجازات الكثيرة ، والمجاز هو اللفظ المخالف للواقع والحقيقة ، فتقول للرجل الشجاع : أسد ، وتقول للوجه الجميل : قمر ، وتقول للرجل الماكر : ثعلب ، وهكذا تتسبه الى الشيء الذي يشاكل صفته ، وبلاغة العرب تقتضي استخدام هذه المجازات في كلامها ، والقرآن جاء على لغة العرب وبلاغتها ، فإذا قلت للرجل الشجاع : أسد ، فقرينة الشجاعة تتسبه الى الأسد وقرينة الانسانية تصرفه عن الأسد الحقيقي وهو الحيوان ، وهكذا لمن تقول عنه قمراً وثعلب ، إذ لا يمكنك أن تحمل معنى الأسد حقيقة على الرجل وهو إنسان فإنّ ذلك يأباه العقل ويصرفه الواقع عن معناه .
هكذا قوله «يد الله فوق أيديهم» فالأدلة أثبتت أنّ الله لا كمخلوقاته فلا يوصف بالجسمية ولا يشبه أحد من خلقه ، قال تعالى : «ليس كمثله شيء» وقال «ولم يكن له كفواً أحد» . فلذا لابد من تفسير معنى اليد الى غير

عقائدنا بين السائل والمجيب46

حقيقة اليد كما قلنا في الرجل الشجاع بأنه أسد ، فلا يمكن أن نقول عنه حقيقة أسد وهو الحيوان المفترس ، فكذلك لا يمكن أن تقول أن اليد هي معنى حقيقي بل هي ما يناسبها ، فاليد هي القوة في لغة العرب والنعمة والملك .
فمن ذلك قوله تعالى : «أُولي الأيدي والأبصار» أي أولو القوى ، ويقال لفلان على فلان يد يشكرها ، بمعنى له عليه نعمة فقرينة الشكر يعرف أن التي تشكر هي النعمة والمعروف ، لذا فنفسّر اليد هي النعمة .
وكذلك في قوله تعالى : «الذي بيده عقدة النكاح» فهل نفسّرها على ظاهرها أم لا بد من تأويلها ، لذا فإنّ معنى بيده عقدة النكاح أي من يملك عقدة النكاح .
وقوله تعالى : «لَما خلقت بيديّ» أي توليت خلقه ، وأضاف الخلقة إلى يده تشريفاً لآدم وتعظيماً لمنزلته ، وتقول العرب انّ فلاناً بسط يديه في العطاء ، ولا تعني اليد الجارحة وإنما يريدون كثرة العطية .
فاليد إذن في قوله تعالى «يد الله فوق أيديهم» أي قوته وسلطنته فوق كل قوة وكل سلطنة ، هذا ما يناسب جلاله وعظمته ولا يمكننا أن نثبت له يد وعين وأذن وهكذا بقية الجوارح ، تعالى الله عمّا يصفون .
وهكذا قوله تعالى : «يوم يُكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون» فإنّ الكشف عن الساق تمثيل في اشتداد الأمر اشتداداً بالغاً ، حيث كانوا يشمّرون عن سوقهم إذا اشتد الأمر للعمل أو لقضية مخوفة .
قال الزمخشري في الكشاف عند تفسيره الآية : فمعنى «يُكشف عن ساق» في معنى يوم يشتد الأمر ويتفاقم ، ولا كشف ثم ولا ساق ، كما تقول للأقطع الشحيح : يده مغلولة ولا يد ثم ولا غل ، وإنما هو مثل في البخل .
ومعنى ذلك انّ الله يدعوهم الى السجود فلا يستطيعون السجود في الآخرة

عقائدنا بين السائل والمجيب47

لاستكبارهم عن عبادته تعالى .
هذا ما أمكن أن نوضحه لك بشكل مبسّط يمكنك الاحتجاج عليهم وما توفيقك وتوفيقنا إلا بالله ، نصرك الله وثبّتك وقوّاك على خطى أهل البيت عليهم السلام .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب48

الشيعة
امتازت بتنزيه الله عن الجسمية ونفي الصفات عنه

الاسم : يحيى                 الدولة : السعودية
العمر :                      الرتبة العلمية :
السؤال
في كتب التوحيد يقال أنه يجب الايمان بأسماء الله وصفاته مما جاء به الله أو رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل على ما يليق بجلاله سبحانه فلماذا نحن الشيعة لا نقول انّ الله له يد أو رجل أو عين ؟ كما هو وارد في كتابه وهو كلامه سبحانه كقوله : «يد الله فوق أيديهم» فلماذا لا نقول انّ الله له يد ولكن مع اللياقة والتناسب بجلال الله سبحانه فنحن الإنس لا ينبغي أن نخوض في تلك الآيات لأنها فوق العقل وتصوره فالله كما أخبر في الكتاب نأخذ بكلامه بلا شك من غير خوض في مثل هذه المسائل التي هي فوق مستوى العقل .

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، امتازت الإمامية بهدي من أئمتها عليهم السلام بتوحيد الله تعالى ونفي الصفات عنه ، وانتهج بعض المسلمين مسارهم وخالفهم في ذلك المجسمة والحشوية الذين أثبتوا لله جسماً وخالفوا صريح القرآن الكريم حيث قال «لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد» وقال تعالى : «ليس كمثله شيء» ومثل صراحة هذه الآيات وغيرها لا يمكننا أن نعذر من قبل الله تعالى بأن نجعل له ما للأدميين من صفات ، والإمام علي عليه السلام أشار الى ذلك : لا يدرك بالحواس ولا

عقائدنا بين السائل والمجيب49

يقاس بالناس ، وقال عليه السلام : لم يطلع العقول على تحديد صفته وأمثال هذه الخطب التوحيدية التي ألقاها إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام .
وبهذا فلا يمكننا أن نبقى على ظواهر الآيات إذ الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام منعت من ذلك وأمرتنا تأويل ما ورد من صفات ، والقرآن قد استعمل اليد والعين والوجه وغيرها مجازاً وهذه استعمالات العرب معروفة ، فيصفون القوة باليد ، ويصفون الأبصار بالعين ويصفون ظاهر الأمر بالوجه وهكذا وليس في ذلك غرابة ، فلغتنا تساعد على تأويل ما ورد فضلاً عن روايات أئمتنا الهداة عليهم السلام مضافاً إلى الآيات التي تؤكد انّ ليس كمثله شيء وهذه إطلاقات لا يمكن تقييدها بما يليق بجلال الله ، فإنّ هذه المحاولات هي اعتذارات المجسمة ومن نحى منحاهم بعدما وجدوا انّ القرآن صريح والروايات بل الوجدان خلاف ما ذهبوا اليه من تجسيم وما ادّعوه من صفات .
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : (...وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّاه ، ومن جزّاه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار اليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال (فيم) فقد ضمنه ، ومن قال (علام) فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شيء لا مقارنة ، وغير كلّ شيء لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ، بصير إذ لا منظور اليه من خلقه ، متوحّد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش بفقده) نهج البلاغة : خطبة 1 .
وقال عليه السلام : (لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان ، قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلم

عقائدنا بين السائل والمجيب50

بلا رؤية ، مريد بلا همّة ، صانع لا بجارحة ، لطيف رحيم لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ، بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ...) نهج البلاغة : الخطبة 179 .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب51

اهل الكتاب
عقيدة التثليث باطلة عقلاً ونقلاً

الاسم : أم عيسى                الدولة : البحرين
العمر : 37 سنة                 الرتبة العلمية :
السؤال
ما المقصود بعقيدة التثليث التي وردت في القرآن الكريم ؟

الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، قال الله تعالى : «لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة» .
في هذه الآية الشريفة أبطل القرآن دعوى التثليث التي يقول بها النصارى ، حيث انّ الثلاثة التي يقولون بها هي الأب والابن والروح ، ويقصدون من الأب الله ، والابن عيسى ، والروح هي صفة الإلهية ، هذا هو ظاهر ما يعتقدونه ، والقرآن لم يفصّل التثليث وليس في صدد ذلك بل تصدّى لإبطال دعواهم ومحاجتهم ، ويمكن استكشاف دعواهم التثليثية من أقوالهم ، حيث ادّعوا انّ الله واحد وهو في كونه واحد هو ثلاثة : أب وابن وروح القدس ، وكون هذه الثلاثة ثلاثة فهي واحدة ، وهذا التناقض لا يستطعيون حلّه ، إذ كيف الواحد في عين كونه واحداً هو ثلاثة ؟! وهذا التناقض مما يبطله العقل فضلاً عن القرآن الكريم ، فالعقل لا يمكن أن يقبل أن يكون الواحد ثلاثة ، تعالى الله عمّا يصفون ، وسبحان عمّا يقولون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب52

التوحيد
عقيدة النصارى في بنوّة عيسى لله باطلة عقلاً ونقلاً

الاسم : حسن                  الدولة : البحرين
العمر : 18 سنة               الرتبة العلمية :
السؤال
من البديهي أن يوجد الولد بواسطة الأب والأم ، ولكن المسيحيين يعتقدون بأن المسيح هو ابن الله ، وذلك لوجود الأم دون الأب ولأن الله هو الذي نفخ في روح الام على حد زعمهم ، أرجو من سماحتكم توضيح هذا الإشكال . وشكراً جزيلاً .

الجواب
الاخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علينا أولاً استيضاح معنى النفخ ، فانّ النفخ جريان ريح من الفم بشكل لطيف ، والآية تشير الى عملية إلقاء الروح إلى مريم دون أب ، بل هو بإلقاء الريح فيها ، وهذا لا يعني إلقاء النطفة حتى يُنسب الولد الى من ألقى النطفة في أمّه فيقال هذا ابن صاحب النطفة ، وكلام النصارى ساذج غير مقبول وغير صحيح على انّ عملية النفخ لا تدركها عقولنا ، فهل هو نفخ حقيقة متعارف ، أم هو عملية غير النفخ المعتاد فأطلق عليها نفخ مجازاً ، أم هي كلمته ألقاها الى مريم وهي أمره فيقول للشيء كن فيكون ، قال تعالى : «إنّما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه» .
ومهما قلنا وفسّرنا معنى النفخ فلا تعني هذه الكلمة بأنها إلقاء النطفة ، لأنّ الأبوة متأتية من النطفة وهذا قول العلم بغض النظر عن أي اعتبار آخر ،

عقائدنا بين السائل والمجيب53

وعلى هؤلاء الذين ينسبون أبوة عيسى الى الله تعالى ، تدفع مقالتهم الباطلة كلمة النفخ التي هي غير إلقاء النطفة كما علمت ، ولو دققت النظر ـ أيّها الأخ ـ في هذه الآية «والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين» (الانبياء : 91) لعلمت انّ إحصان الفرج هو حفظه ، إشارة صريحة على نفي آية عملية جنسية معتادة ، بل هي معجزة شاء الله أن يجعلها آية سبحان الله عمّا يصفون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب54




السابق السابق الفهرس التالي التالي