الزيارة 182

سالمين غانمين إلى أوطاننا، وأن يُبارك لنا فيما وهب لنا، وأن يرزقنا الشكر على ذلك، اللّهمَّ لاتجعل هذا آخر العهد من زيارة قبر نبيّك (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثمَّ يتوجّه إلى الروضة ويصلّي ركعتين عند الخروج، ويسأل الله العود.
زيارة أئمّة البقيع وبقية المزارات فيها 31 ـ ويُستحبّ بعد زيارته (عليه السلام) أن يخرج [الزائر ]إلى البقيع كلَّ يوم، ويوم الجمعة آكد كما قال الفاكهي، وفي إحياء العلوم: يسحبّ أن يخرج كلّ يوم إلى البقيع(1) وكذا قال النووي والفاخوري وزاد الاخير: ويخصُّ يوم الجمعة يأتي المشاهد والمزارات فيزور العباس ومعه الحسن بن علي، وزين العابدين، وابنه محمّد الباقر، وابنه جعفر الصادق، ويزور أميرالمؤمنين سيدنا عثمان، وقبر إبراهيم بن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وعمّته صفيّة، وكثيراً من الصحابة والتابعين، خصوصاً سيّدنا مالكاً وسيدنا نافعاً ويقول: سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار، سلامٌ عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون. ويقرأ آية الكرسي وسورة الاخلاص. وقال النووي يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم

(1) إحياء علوم الدين 1: 260.
الزيارة 183

السابقون وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لاهل البقيع الغرقد، اللهم لاتحرمنا أجرهم، ولاتفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم.
وزاد القاضي حسين: اللهم ربَّ هذه الاجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أدخل عليها روحاً منك وسلاماً منّي، اللهم برّد مضاجعهم عليهم واغفر لهم(1) .
وقال إبن الحاجّ في «المدخل 1: 265»: هو بالخيار إن شاء أن يخرج إلى البقيع ليزور مَن فيه اقتداء بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا أتى إلى البقيع بدأ بثالث الخلفاء عثمان بن عفّان (رضي الله عنه)، ثمَّ يأتي قبر العبّاس عمَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمَّ يأتي من بعده من الاكابر، وينوي امتثال السنّة في كونه عليه الصلاة والسلام كان يزور أهل البقيع الغرقد، وهذا نصٌّ في الزيارة، فدلّ على أنّها قربةٌ بنفسها مستحبّة، معمولٌ بها في الدين، ظاهرةٌ بركتها عند السلف والخلف.
قال الاميني: إنّ المشاهد المقصودة بالبقيع كانت مشهودة قبل استيلاء يد العيث والفساد الاثيمة عليها، وهي كثيرة جمعها وبسط القول فيها السمهودي في «وفاء الوفاء 2: 101 ـ 105، وهناك فوائد هامّة.

(1) وفاء الوفاء، للسمهودي 2: 448.
الزيارة 184

زيارة شهداء أُحد

32 ـ يستحبّ للحاجّ أن يزور شهداء أُحد، قال النووي وشرنبلالي وغيرهما: أفضلها وأحسنها يوم الخميس خصوصاً قبر سيّدنا حمزة.وقال الفاخوري في «الكفاية»: ويخصُّ بها يوم الاثنين.
وقال إبن حجر: ويسنُّ له أن يأتي متطهّراً قبور الشهداء بأُحد ويبدأ بسيّد الشهداء حمزة (رضي الله عنه).
وقال الفاكهي في «حسن الادب: 83»: وقد ورد: «زوروهم وسلّموا عليهم، والذي نفسي بيده لايسلّم عليهم أحدٌ إلاّ ردّوا عليه إلى يوم القيامة»، ولا يخفى أنَّ ردّهم السلام دعاءٌ بالسلامة ودعاؤهم مستجابٌ.

زيارة حمزة عمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)

فيقول وهو في غاية الادب والاجلال:
السلام عليك يا عمَّ المصطفى، السلام عليك يا سيّد الشهداء، السلام عليك يا أسدالله،السلام عليك يا أسد رسول الله، رضي الله عنك وأرضاك، وجعل الجنّة منقلبك ومثواك، السلام عليكم أيّها الشهداء ورحمة الله وبركاته.
قال إبن جبير في رحلته ص153: وحول الشهداء [بجبل أُحد ]تربةٌ حمراء، هي التربة التي تنسب إلى حمزة، ويتبرّك الناس بها.

الزيارة 185

زيارة بقيّة الشهداء

ثمَّ يتوجّه إلى قبور الشهداء الباقين ـ والمشهور من الشهداء المكرّمين الذين استشهدوا يوم أُحد وهم سبعون رجلاً ـ فيقول:
السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، السلام عليكم يا شُهداء، السلام عليكم يا سعداء، رضي الله عنكم وأرضاكم.
قال الحمزاوي في «كنز المطالب: 230»: ويتوسّل بهم إلى الله في بلوغ آماله; لانّ هذا المكان محلّ مهبط الرحمات الربّانية، وقد قال خير البريّة عليه الصلاة وأزكى التحيّة: «إنّ لربّكم في دهركم نفحات ألا فتعرّضوا لنفحات ربّكم»، ولاشكّ ولا ريب أنّ هذا المكان محلُّ هبوط الرّحمات الالهيّة، فينبغي للزائر أن يتعرّض لهاتيك النفحات الاحسانيّة، كيف لا؟ وهم الاحبّة والوسيلة العظمى إلى الله ورسوله، فجديرٌ لمن توسّل بهم أن يبلغ المنى، وينال بهم الدرجات العلى، فإنّهم الكرام لايخيب قاصدهم وهم الاحياء، ولا يُردُّ من غير إكرام زائرهم.
وقال السمهودي في «وفاء الوفاء 2: 113»: وقد سرد إبن النجّار أسماءهم، فتبعه ليسلّم عليهم من شاء بأسمائهم:
حمزة بن عبدالمطلب، عبدالله بن جحش، مصعب بن عمير، عمارة بن زياد، شماس بن عثمان، عمر بن معاذ، الحارث بن أنس، سلمة بن ثابت، عمر بن ثابت، ثابت بن وقش، رفاعة بن وقش، حسيل بن جابر، صيفي بن قبطي، الحباب بن قبطي، عُباد بن

الزيارة 186

سهل، الحارث بن أوس، أياس بن أوس، عُبيد بن التهان، حبيب ابن زيد، يزيد بن حاطب، أبو سفيان بن الحارث، أنيس بن قتادة، حنظلة بن أبي عامر، أبو حيّة بن مسلمة، عُبيد الله بن جبير، أبوسعد بن خيثمة، عبدالله بن مسلمة، سُبيع بن حاطب، عمرو بن قيس، قيس بن عمرو، ثابت بن عمرو، عامر بن مخلد، أبوهبيرة بن الحارث، عمرو بن مطرف، أوس بن ثبت، أنس بن النضر، قيس ابن مخلد، عمرو بن أياس، سليم بن الحارث، نعمان بن عبد، خارجة بن زيد، سعد بن ربيع، أوس بن الارقم، مالك بن سنان، سعد بن سويد، علبة بن ربيع، ثعلبة بن سعد، نقيب بن فروة، عبدالله بن عمرو، ضمرة الجهني، نوفل بن عبدالله، عبّاس بن عبادة، نعمان بن مالك، المحذر بن زياد، عبادة بن الحسحاس، رفاعة بن عمرو، عبدالله بن عمرو، عمرو بن الجموح، خلاّد بن عمرو، أبو أيمن مولى عمرو، عبيدة بن عمرو، عنترة مولى عبيدة، سهل بن قيس، ذكوان بن عبد قيس، عُبيد بن المُعلّى، مالك بن نميلة، الحارث بن عدي، مالك بن أياس، أياس بن عدي، كيسان مولى بني النجار.
ومن أراد الوقوف على تفصيل أسماء هؤلاء الشهداء السعداء وعرفان أُسرهم فعليه بسيرة إبن هشام 2: 75 ـ 81، وللسمهودي في «وفاء الوفاء 2: 114 ـ 119» حول قبور شهداء أُحد كلمةٌ ضافية فيها فوائد جمّة.

الزيارة 187

33 ـ قال الكمال بن الهمام محقّق الحنفيّة: ويزور جبل أُحد نفسه، ففي الصيح: «أُحد جبلٌ يحبّنا ونحبّه»(1) .
قال الاميني: جعل البخارى في صحيحه في آخر غزوة أُحد باباً في حديث: «أُحد يحبّنا ونحبّه»(2) .
34 ـ ويستحبّ استحباباً مؤكّداً ـ كما قال النووي ـ أن يأتي مسجد قباء، وفي يوم السبت أولى، وقال الفاكهي: في السبت، فالاثنين، فالخميس أولى، سيّما صبيحة سابع عشر رمضان لحديث في ذلك. فيصلّي ويقول بعد دعائه بما أحبّ:
يا صريح المستصرخين، يا غياث المستغيثين، يا مفرّج كرب المكروبين، يا مجيب دعوة المضطرّين، صلِّ على سيّدنا محمّد وآله، واكشف كربي وحزني كما كشفت عن رسولك حزنه وكربه في هذا المقام، يا حنّان يا منّان، يا كثير المعروف والاحسان، يا دائم النعم، يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
وقد صحّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من خرج حتّى يأتي هذا المسجد ـ يعني مسجد قباء ـ فيصلّي فيه كان كعدل عمرة» [مستدرك الصحيحين 3: 12 ]صحّحه الحاكم والذهبي.
وأخرج الطبراني مرفوعاً: «مَن توضأ فأسبغ الوضوء، ثمّ عمد إلى مسجد قباء لايريد غيره، ولا يحمله على الغدو إلاّ الصلاة في

(1) صحيح البخاري 5: 132، المعجم الكبير للطبراني 7: 106، مجمع الزوائد 4: 13.
(2) صحيح البخاري 5: 131 ـ 132، باب 79 «أحد يُحبّنا».
الزيارة 188

مسجد قباء، فصلّى فيه أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة بأم القرآن، كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله» «مجمع الزوائد 4: ص11».
35 ـ التبرُّك بما بقي من الاثار النبويّة والاماكن الشريفة كما في «مراقي الفلاح» وغيرها، قال الخطيب الشربيني في «المغني 1: 495»: يسنُّ أن يأتي سائر المشاهد بالمدينة، وهي نحو ثلاثين موضعاً يعرفها أهل المدينة، ويسنُّ زيارة البقيع وقباء، وأن يأتي بئر أريس فيشرب منها ويتوضأ وكذلك بقيّة الابار السبعة، وقد نظمها بعضهم في بيت قال:
أريس وغرس رومة وبضاعة كذا بصّة قل بيرحاء مع العهنِ
قال الاميني هذا البيت لابي الفرج ناصر الدين المراغي، وقبله قوله:
إذا رمِتَ آبار النبيّ بطيبـة فعدتّها سبعٌ مقالاً بلا وهنِ(1)
36 ـ قال الفاخوري في الكفاية لذوي العناية، ص130: ويستحبُّ أن يستصحب معه هديّة من تمر المدينة وماء آبارها من غير تكلّف ولا مفاخرة، وإذا قفل منصرفاً قاصداً وطنه وكبّر في طريقه على كلِّ مرتفع ثلاثاً، ثمَّ يقول:
لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على

(1) يوجد تفصيل الكلام حول هذه الابار في وفاء الوفاء 2: 119 ـ 149.
الزيارة 189

كلّ شيء قدير، آئبون تائبون عابدونَ ساجدونَ لربّنا حامدونَ، صدق الله وعده ونَصَر عبده وأعزّ جنده وهَزَمَ الاحزاب وحده.
وقال الشيخ زاده في «مجمع الانهر: ج1، ص158: ثمَّ ينصرف باكياً حزيناً على فراق الحضرة النبويّة، ومن السنن أن يكبّر على كلّ شرف من الارض ويقول: آئبون تائبون عابدون...الخ.
« فهل ينظرون إلاّ سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا » (1)
المصادر

أخذنا مامر من الاداب والزيارات من مناسك أعلام المذاهب الاربعة وكتبهم الفقهية، فمن ابتغى الوقوف على تفصيل مالم نذكر مصدره مّما ذكر فعليه بما يلي من الكتب:
المؤلّف التأليف
حجة الاسلام أبو حامد الغزالي احياء العلوم 1: 246
أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي التذكرة
ابن أبي سنينة السامري الحنبلي المستوعب
أبو عبد الله العبدري المالكي المدخل ج1
تقي الدين السبكي الشافعي شفاء السقام 52 119

(1) فاطر: 43.
الزيارة 190

وفاء الوفاء2: 431 ـ 455 نور الدين السمهودي الشافعي
المواهب اللدنية أبوالعباس القسطلاني الشافعي
أسنى المطالب 1: 501 أبو يحيى الانصاري الشافعي
الجوهر المنظم ابن حجر الهيثمي الشافعي
مغني المحتاج 1: 494 الخطيب الشربيني الشافعي
حسن التوسّل مؤلف في الاداب جمال الدين الفاكهي الشافعي
الشفاء القاضي عياض المالكي
مراقي الفلاح في خاتمته،مخطوط أبو البركات الشرنبلالي الحنفي
شرح الشفاء القاضي الخفاجي الحنفي
مجمع الانهر(1) 1: 156 عبد الرحمن شيخ زاده
مفتاح السعادة3: 73 المولى أحمد طاش كبرى زاده
شرح المواهب8: 297 ـ 335 أبو عبد الله الزرقاني المالكي
الحاشية(2) 1:348 الشيخ ابراهيم الباجوري الشافي
كنز المطلب 183 ـ 224 الشيخ حسن العدوي الشافعي
الكفاية 125 ـ 131 عبد الباسط الفاخوري المفتي
الارشادات السنية 260 عبد المعطي السقا الشافعي
الفقه على المذاهب الاربعة(3) عدة من فقهاء المذاهب

(1) في شرح ملتقى الابحر للشيخ ابراهيم الحلبي المتوفّى 956هـ
(2) على شرح ابن الغزي في الفقه الشافعي. «المؤلّف».
(3) على شرح ابن الغزي في الفقه الشافعي. «المؤلّف».
الزيارة 191

الحث على زيارة القبور

ورد في السنّة الصحيحة المتفق عليها الامر بزيارة القبور والحثّ عليها، وأصفقت آراء أعلام المذاهب الاسلامية على الفتيا بمفاده وأنّها تستحب، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها كما نصّ عليه غير واحد، أخذاً بظاهر الامر، واليك جملة من تلك النصوص:
1 ـ عن بريدة مرفوعاً: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها»، وزاد الترمذي «فقد أذن الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في زيارة قبر أمه».
أخرجه مسلم في صحيحه، والترمذي في سننه وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن 4: 89، والحاكم في المستدرك1:374 عن الصحيحين للبخاري ومسلم، والبغوي في مصابيح السنة 1: 116 وعدّه من الصحاح، والمنذري في الترغيب والترهيب 4: 118، وابن الدبيع في تيسير الوصول 4: 210 وقال: أخرجه الخمسة إلاّ البخاري.
2 ـ عن عبيد الله بن مسعود مرفوعاً في حديث: «ألا فزوروا القبور فانها تزهد في الدنيا وتذكر بالاخرة».
أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 476، وأبو الوليد محمد بن عبد الله الازرقي في أخبار مكة 2: 170، والحاكم في المستدرك 1: 375 وصحّحه، والمنذري في الترغيب والترهيب 4: 118 وقال: اسناد

الزيارة 192

صحيح، والبيهقي في السنن الكبرى 4: 77.
3 ـ عن أنس بن مالك مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الموت».
أخرجه الحاكم في «المستدرك 1: 375» وصحّحه.
4 ـ عن ابن عباس مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولاتقولوا هجراً»(1) .
أخرجه الطبراني في الكبير(2) والاوسط كما في مجمع الزوائد للهيثمي 3: 58.
5 ـ عن زيد بن الخطاب في حديث مرفوعاً: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء منكم أنْ يزور فليزر».
رواه الطبري في الكبير(3) ونقله عنه الهيثمي في مجمع الزوائد3:58.
6 ـ عن أبي هريرة مرفوعاً: «فزوروا القبور فانها تذكّر (تذكّركم) الموت».
أخرجه مسلم في صحيحه(4) ، وأحمد في مسنده 1: 441، وابن

(1) رواه مسلم في صحيحه 2: 671 ـ 679، والنسائي في سننه 4: 89، وأبو داود في سننه 3: 218 ـ 3235، والحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين 1: 374، والبيهقي في سننه الكبرى 4: 77.
(2) المعجم الكبير 11: 253.
(3) المعجم الكبير 11: 254.
(4) صحيح مسلم 2: 671 ـ 976.
الزيارة 193

ماجة في السنن 1: 476، وأبو داود في سننه 2: 72، والنسائي في السنن 4: 90، والحاكم في المستدرك 1: 376، والبيهقي في سننه الكبرى 4: 76، والمنذري في الترغيب والترهيب 4: 118.
7 ـ عن بريدة مرفوعاً: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وليزدكم زيارتها خيراً».
أخرجه الحاكم في المستدرك 1: 376، وصّححه هو والذهبي، والبيهقي في سننه 4: 76.
8 ـ عن أنس بن مالك مرفوعاً: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء أن يزر قبراً فليزره، فإنّه يرق القلب، ويدمع العين، ويذكّر الاخر، ولاتقولوا هجراً».
أخرجه أحمد في مسنده 3: 237 ـ 250، والحاكم في المستدرك1: 376 وصحّحه هو وأقرّه الذهبي، والبيهقي في سننه الكبرى 4: 77.
9 ـ عن زيد بن ثابت مرفوعاً: «زوروا القبور ولا تقولوا هجراً».
أخرجه الطبراني في الصغير كما في مجمع الزوائد 3: 58.
10 ـ عن أبي ذر مرفوعاً: «زر القبور تذكر بها الاخرة».
أخرجه الحاكم في المستدرك 1: 377 وقال: حديث رواته عن آخرهم ثقات، والمنذري في الترغيب والترهيب 4: 118.
11 ـ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاًفي حديث: «نهيتكم عن

الزيارة 194

زيارة القبور فزوروها ولاتقولوا مايسخط الرب».
أخرجه البزار والهيثمي في مجمع الزوائد 3: 58 وقال: رجاله رجال الصحيح.
12 ـ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجراً».
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4: 77.
13 ـ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ بها عبرة».
أخرجه أحمد في مسنده 3: 38. والحاكم في المستدرك 1: 375 وصحّحه هو الذهبي، والبيهقي في سننه الكبرى 4: 77، والمنذري في الترغيب والترهيب 4: 118 وقال: رواته محتجّ بهم في الصحيح. والهيثمي في مجمع الزوائد 3: 58 وقال: رجاله رجال الصحيح.
14 ـ عن طلحة بن عبد الله قال: «خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يريد قبور الشهداء (إلى أنْ قال): فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور اخواننا».
أخرجه أبوداود في سننه 1: 319، والبيهقي في السنن الكبرى5:249.
15 ـ عن علي أمير المؤمنين مرفوعاًفي حديث: «إنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكّركم الاخرة».

الزيارة 195

أخرجه أحمد في مسنده 1: 145، والهيثمي في مجمع الزوائد3:58، وأخرجه أحمد بلفظ أخصر في المسند 1: 452 من طريق عبد الله بن مسعود.
16 ـ أخرج أبو الوليد محمد بن عبد الله الازرقي في أخبار مكة2: 170 قال: أخبرني ابن أبي مليكة في حديث رفعه إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)قال: «ايتوا موتاكم فسلّموا عليهم أو صلّوا (شك الخزاعي) فإنّ بكم عبرة».
17 ـ عن بريدة مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنّ في زيارتها تذكرة».
أخرجه أبو داود في «سننه 2: 72».
18 ـ عن ثوبان مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفاراً لهم».
رواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد 3: 58.
19 ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أراد أنْ يزور قبراً فليزره، ولا يقول إلاّ خيراً فإنّ الميت يتأذّى مّما يتأذى منه الحي».
ذكره الشيخ شعيب الحريفيش في الروض الفائق في المواعظ والرقائق 1: 19.
20 ـ عن جابر مرفوعاً: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها».
أخرجه الخطيب في تاريخه 13: 264.

الزيارة 196

21 ـ عن أم سلمة مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ لكم فيها عبرة».
أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي3: 58.
22 ـ عن عائشة: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وآتاكم ماتوعدون غداً مؤجلون، وإنّابكم إنْ شاء الله لاحقون، اللّهمَّ اغفر لاهل بقيع الغرقد).
أخرجه مسلم في صحيحه. والبيهقي في السنن 4: 79 و5، 249، والشربيني في المغني 1: 357 وغيرهم.
23 ـ عن عائشة: إنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن زيارة القبور ثمَّ رخّص فيها، أحسبه قال: «فإنّها تذكّر الاخرة».
أخرجه البزار والهيثمي في مجمع الزوائد 3: 58 وقال: رجاله ثقات.
24 ـ عن عائشة قالت: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن زيارة القبور ثمَّ قال: «زوروها فإنّ فيها موعظة».
أخرجه الخطيب في تاريخه 14: 228.
25 ـ عن عائشة في حديث مرفوعاً: «ألا فزوروا اخوانكم وسلّموا عليهم فإنّ فيهم عبرة».
رواه الطبراني في الاوسط كما في مجمع الهيثمي 3: 58.
26 ـ كانت فاطمة رضي الله عنها تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة

الزيارة 197

فتصلي وتبكي عنده.
أخرجه البيهقي في سننه 4: 78، والحاكم في المستدرك 1: 377، وقال: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، ثمَّ قال: وقد استقصيت في البحث عن زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنّها سنّة مسنونة، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
قال الاميني: وهناك أحاديث اخرى لم نطل بذكرها المقام توجد في الاضاحي والاشربة من كتب الفقه والحديث.
« فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين » (1) .


أدب زوار القبور

1 ـ أنْ يكون الزائر على طهارة.
2 ـ أنْ يأتي من قبل رجلي الميت لا من قبل رأسه.
3 ـ أنْ يستقبل الميت بوجهه عند الزيارة.
4 ـ أنْ يزور قائماً ويدعو له كذلك.
5 ـ قراءة ما تيسر من القرآن، ويستحب قراءة يس والتوحيد.
6 ـ دعاء الميت مستقبلاً القبلة.
7 ـ الجلوس لدى القراءة مستقبل القبلة.

(1) الطور: 34.
الزيارة 198

8 ـ رش القبر بالماء الطاهر.
9 ـ التصدّق عن الاموات.
10 ـ أنْ يكون الزائر حافياً ولا يطأ القبور.

القول في الزيارة

1 ـ عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبريل فقال: إنَّ ربك يأمرك أنْ تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: كيف أقول لهم يارسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون».
أخرجه مسلم في صحيحه(1) وجمع آخر من الفقهاء والحفّاظ(2) .
وفي رواية: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية.
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4: 79.
2 ـ عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ النبيّ أتى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون».

(1) صحيح مسلم 2: 671 ـ 975.
(2) منهم الطبراني في معجمه الكبير2: 33، والهيثمي في مجمع الفوائد 3: 60، والمتقي الهندي في كنز العمال 13: 301 ـ 36866.
الزيارة 199

رواه أحمد(1) ومسلم وأبو داود(2) والنسائي(3) .
3 ـ عن ابن عباس قال: مر رسول الله بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: «السلام عليكم ياأهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالاثر».
رواه الترمذي(4)والبغوي في المصابيح 1: 116.
4 ـ عن بريدة قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعلّمهم إذا خرجوا للمقابر:
«السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، وأنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله العافية».
سنن البيهقي 4: 79.
5 ـ عن مجمع بن حارثة قال: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في جنازة حتى انتهى إلى المقبرة فقال: «السلام على أهل القبور (ثلاث مرات) من كان منكم من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، عافانا الله واياكم».
مجمع الزوائد 3: 60.

(1) مسند أحمد بن حنبل 2: 375.
(2) سنن أبي داود 3: 219 ـ 3237.
(3) سنن النسائي 1: 94. ورواه أيضاً في صحيحه 2: 669 ـ 974، والبهقي في سننه 4: 78.
(4) سنن الترمذي 30: 369 ـ 1053.
الزيارة 200

6 ـ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في زيارة قبور في الكوفة: «السلام عليكم ياأهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف فارط، ونحن لكم تبع عما قليل لاحق، اللّهمَّ اغفر لنا وتجاوز عنا وعنهم، طوبى لمن أراد المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عنه الله عزّوجل».
أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد 9: 299. وذكره الجاحظ في البيان والتبيين 3: 99 بلفظ يقرب من هذا.
7 ـ كان علي بن أبي طالب «أمير المؤمنين» كرم الله وجهه إذا دخل المقبرة قال: «السلام عليكم ياأهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات، اللّهمَّ اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم» ثمَّ يقول: «الحمد لله الذي جعل لنا الارض كفاتاً أحياءً وأمواتاً، والحمد لله الذي منها خلقنا، واليها معادنا، وعليها محشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عز وجل».
العقد الفريد 2: 6.
8 ـ قال الفيروزآبادي صاحب القاموس في«سفرالسعادة» 75: ومن العادات النبوية زيارة القبور والدعاء والاستغفار، ومثل هذه الزيارة مستحب، وقال: إذا رأيتم المقابر فقولوا: «السلام عليكم أهل الديار «إلى آخر ما ذكر»، ثمَّ قال: وكان يقرأ وقت الزيارة من نوع الدّعاء الذي كان يقرؤه في صلاة الميت.

السابق السابق الفهرس التالي التالي