الاربعون حديثاً 282

اسرع من ذلك ، وتفسده وتقضي عليه .
«ما لم يُحدِث» من باب الافعال ، والضمير المستتر فيه يعود الى «الجالس» المستفاد من «الجلوس» المذكور في الرواية .
و «الاغتياب» منصوب ومفعول لفعل مقدر ـ يحدث ـ مفهوم من كلام السائل . وفي بعض النسخ «ما الحدث» في مكان «ما يحدث» وعليه يكون «الاغتياب» مرفوعا على الخبرية .

فصل
في تعريف الغيبة

اعلم ان الفقهاء ـ رضوان الله عليهم اجمعين ـ ذكروا تعاريف كثيرة للغيبة ، لا يتناسب عرضها ومناقشة كل واحد منها من ناحية الجامعية ـ الشمول لكل افراد الغيبة ـ والمانعية ـ عدم الاستيعاب لما ليس من الغيبة ـ مع حجم هذا الكتاب ، الا اذا اقتصرنا على ذكر التعاريف اجمالا .
يقول الشيخ المحقق السعيد الشهيد في (كشف الريبة) واما في الاصطلاح فلها تعريفان : احدهما مشهور : «هو ذكر الانسان حال غيبته بما يكره نسبته اليه مما يُعد نقصانا في العرف بقصد الانتقاص والذم» .
وثانيهما : «التنبيه على ما يَكره نسبته اليه وهو اعم من الاول» (1) وحاصل المعنى الاول : ان الغيبة عبارة عن ذكر انسان في غيبته بما يكره نسبته اليه ، مما يُعد نقصا وذما لدى الناس ، وكون هذا الذكر بقصد الانتقاص والطعن . وحاصل المعنى الثاني هو التنبيه الى ما هو كذلك . ثم ان التعريف الثاني يكون اعم من الاول فيما اذا كان الذكر ـ في الاول ـ بمعنى القول كما هو المتفاهم العرفي ، فيكون التنبيه ـ في الثاني ـ أعم من القول والكتابة والحكاية وغيرها من سائر طرق التفهيم . واذا كان الذكر اعم من القول كما هو الموافق للّغة ، كان مرجع التعريفين واحدا . والمستفاد من الاخبار ايضا يدل على هذين التعريفين .
مثل ما في مجالس الشيخ في حديث ابي بصير في وصية النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لأبي ذر ـ رضوان الله عليه ـ وفيه «قلت : يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال : ذِكرك اخاك بما هو فيه فقد اغتبتـه واذا ذكرتـه بما ليـس فيته فقـد بهتّه» (2) .
وورد في الحديث النبوي الشريف : «هل تدرون ما الغيبة ؟ فقالوا : الله ورسوله اعلم ، قال ذكرك اخاك بما يكره ... الخ» (3) .

(1) بحار الانوار ، المجلد 75 ، ص 221 .
(2) وسائل الشيعة ، المجلد الثامن ، الباب 152 من ابواب الأحكام العشرة ، ح 9 .
(3) المحجة البيضاء ، المجلد 5 ، ص 256 .
الاربعون حديثاً 283

ويرجع هذا المعنى الاول حسب المتفاهم العرفي الى معنى الذكر ، او الى المعنى الثاني بناء على ان الذكر اشمل من القول . ولم يذكر الحديث غياب الاخ ، لأنه مفهوم من معنى الغيبة فلا حاجة لذكره . ومن الواضح ايضا ان المقصود من الاخ هو الاخ في الايمان لا في النسب . و (ما يَكره) تعبير عن كل ما فيه نقص عرفاً . وارادة الإنتقاص والطعن وان لم تذكر في الحديثين الشريفين : لأبي ذر ، والنبوي المشهور ، ولكنها مستفادة من فحوى الكلام . بل ان صدر رواية ابي ذر يدل على ذلك ، فكان مستغنيا عن ذكره . لأن في صدر الرواية «الغيبة اشد من الزنا . قلت : ولِم ذاك يا رسول الله ؟ قال : لأن الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه والغيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها ثم قال : ... وأكل لحمه من معاصي الله» (1) ويفهم من هاتين الجملتين ان الذكر مع قصد الانتقاص ، يكون غيبة وان كان ذكر الغير بقصد الشفقة عليه لما كانت غيبة حتى يحتاج الى طلب المغفرة . ولما كانت من اكل لحمه . ويستفاد من رواية عائشة ان الغيبة اعم من الذكر القولي : «قالت : دخلت علينا امرأة فلما ولّت أومأتُ بيدي انها قصيرة فقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : اغتَبتيها» (2) بل العرف لا يفهم من اخبار الغيبة ، خصوصية للفظ ، وانما تعرض له من جهة انه اسلوب من اساليب التفهيم ، بمعنى ان الغيبة غالبا تكون باللفظ ، لا من جهة ان للّفظ خصوصية مميزة .
يبقى مطلب واحد وهو ان المستفاد من أخبار الغيبة ان كشف ستر المؤمنين حرام بمعنى انه يحرم اظهار عيوب المؤمنين المستورة ، من دون فرق بين ان تكون هذه العيوب خَلقية او خُلقية او سلوكية ، سواء كان الشخص المتصف بالعيب راضيا بكشف عيبه او لا . وسواء كان هناك قصد انتقاص ام لا . ولكن يستفاد من مراجعة عدة روايات في المقام ان لقصد الانتقاص والطعن دور في حرمة الغيبة ، الا اذا كان العمل بنفسه من الامور التي يحرم شرعا ذكره واشاعته . بأن يكون معصية وتعدّيا على حقوقه سبحانه حيث لا يجوز لصاحب المعصية اظهارها للآخرين ، وانها من اشاعة الفاحشة . وهذا لا يكون مرتبطا بحرمة الغيبة . ولا يبعد ان يكون اظهار المستور من عيوب المؤمنين عند عدم رضاهم بذلك محرّما ، حتى وان لم يكن هناك قصد للانتقاص منهم . وعلى اي حال ان التفصيل في هذا الموضوع ، اكثر مما ذكرنا ، يكون خارجا عن المطلوب .
فصل

اعلم ان حرمة الغيبة محل اتفاق اجمالا ، بل تعد من ضروريات الفقه ومن المعاصي الكبيرة والموبقات المهلكة . ويكون البحث في ذلك والموارد التي استثنى منها ، خارجة عن

(1) وسائل الشيعة ، المجلد 8 ، ح 16312 .
(2) جامع السعادات ، المجلد 2 ، ص 294 .
الاربعون حديثاً 284

نطاق هذا الكتاب . واللازم في هذا المقام التنبيه على فساد هذه السيئة الموبقة على مضاعفاتها ، حتى نفكر فيها ولا نبتلي بها انشاء الله او اذا ابتلينا ـ لا سمح الله ـ لرجعنا عنها ، وتُبنا ، واستئصلنا مادة الفساد ، ولا نفسح المجال للارتحال من هذا العالم مع هذا الدنس والابتلاء بهذه المعصية الكبيرة الماحقة للايمان . لأن لهذه الخطيئة الكبيرة في عالم الغيب ، وخلف حجاب الملكوت ، صورة مشوهة بشعة ، تبعث ـ مضافا الى قبح منظرها ـ على الفضيحة في الملأ الأعلى ولدى محضر الانبياء المرسلين والملائكة المقربين . والصورة الملكوتية لها ، هي التي أشار اليها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وشرحتها الاحاديث الشريفة صراحة وتلويحا ايضا . قال الله تعالى :«ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه» (1) .
نحن غافلون عن ان اعمالنا بأنفسها في صور تتناسب معها ، تعود الينا ، في عالم آخر . وغافلون عن ان لهذا العمل ، صورة أكل الميتة . ان صاحب هذا العمل ـ المغتاب ـ يضاهي الكلاب الجارحة ، في افتراسه لأعراض الناس ولحومهم ، وسترجع اليه الصورة الملكوتية لهذا العمل ـ كلب ينهش لحم الميت ـ في نار جهنم .
وفي رواية ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجم الرجل في الزنا قال رجل لصاحبه : «هذا أقعِصَ كما يُقعَص الكلب فمر النبي معهما بجيفة ، فقال : انهشا منها ، فقالا : يا رسول الله ننهش جيفة ؟ فقال : ما اصبتما من اخيكما انتن من هذه» (3) .
نعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شاهد نتيجة قوة نور بصيرته وحدّة مشاهدته ـ النبوية الغيبية ـ عملهم ـ المغتابين ـ وعرف بأن جيفة الغيبة اشد من جيفة الميتة وصورة عمل الغيبة اشد قبحا وفظاعة من صورة الميتة المتفسخة .
وفي رواية اخرى ان المغتاب يأكل من لحمه يوم القيامة . وفي وسائل الشيعة عن كتاب «المجالس» لصدوق الطائفة ـ رضوان الله عليه ـ عن نوف البكالي قال اتي امير المؤمنين عليه السلام (الى ان قال) قلت زدني قال : «اجتنب الغيبة فانها إدام كلاب النار ثم قال : يا نوف كذب من زعم انه وُلد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة» (4) .
ولا تهافت بين هذه الاحاديث الشريفة . اذ يمكن ان يتحقق كل ذلك : يأكل ـ المغتاب ـ لحم الميتة ويأكل لحم جسده ايضا . يكون على صورة الكلب فيأكل الجيفة ، ويكون على

(1) سورة الحجرات ، آية : 12 .
(2) القعص : القتل .
(3) المحجة البيضاء ، المجلد الخامس ، ص 253 .
(4) وسائل الشيعة ، المجلد الثامن ، الباب 152 من ابواب احكام العشرة ، ح 16 .
الاربعون حديثاً 285

صورة الميتة تأكله كلاب جهنم ايضا . هناك ـ في عالم الآخرة ـ ان الصورة تابعة للحيثيات التي توجد في الفاعل فيمكن ان تكون لموجود واحد صور مختلفة . كما هو مقرر في محله ـ العلوم الفلسفية والعرفانية ـ .
وعن عقاب الاعمال بإسناده ... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث : «... ومن مشى في غيبة اخيه وكشف عورته كانت اول خطوة خطاها وضعها في جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق» (1) .
هذا وضعه يوم القيامة وفي جهنم حيث يفضحه الله تعالى بين الناس وأمام الملكوتيين .
وفي وسائل الشيعة عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... ونهى عن الغيبة وقال : «من اغتاب امرء مسلما بطل صومه ونقض وضوءه وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة انتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف وإن مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرّم الله عز وجل» (2) .
وهذا حاله قبل وروده على نار جهنم حيث يكون أمره مفضوحا على رؤوس الأشهاد ويعتبر من الكفار ، لأن المستحل لما حرّمه الله يكون كافرا ، وتكون نهاية المغتاب ـ يوم القيامة ـ حسب هذه الرواية تضاهي نهاية الكافر لأنهما يستحلان ما حرّمه الله .
وروي ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيان حال المغتاب في البرزخ الرواية التالية : «عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مررت ليلة اسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبرئيل! من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في اعراضهم» (3) . فتبين ان المغتاب مفضوح في عالم البرزخ وعلى استحياء امام اهل المحشر يوم الوقوف بين يدي رب العالمين ، وفي حال من الذل والمسكنة عندما يزج به في نار جهنم ، بل ان بعض مراتب الغيبة يدفع بصاحبها على الفضيحة في هذا العالم ايضا .
ففي اصول الكافي عن اسحاق بن عمار قال : «سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان الى قلبه لا تذمّوا

(1) عقاب الاعمال ، ص 340 .
(2) وسائل الشيعة ، المجلد 8 ، الباب 152 من ابواب احكام العشرة ، ح 13 .
(3) المحجة البيضاء ، المجلد 5 ، ص 251 .
الاربعون حديثاً 286

المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يُفضحه ولو في بيته»
(1) .
ان الله سبحانه وتعالى غيور ، ويكون هتك ستر المؤمنين وكشف عوراتهم ، هتكا لناموس الهي وكرامته . ولو ان انسانا تجاوز في الاستهتار الحدود ، وهتك حرمات الله ، كشف الله الغيور عيوبه التي سترها عن الآخرين بلطفه وستّاريته ، وهتك اسراره وفضح امره في هذا العالم امام الناس وفي عالم الآخرة امام الملائكة والانبياء والاولياء ـ عليهم السلام ـ .
وفي الحديث الشريف في الكافي عن ابي جعفر عليه السلام : «قال : لمّا اسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا رب ما حال المؤمن عندك : قال : يا محمد من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وانا اسرع [شيء] الى نصرة اوليائي» (2) .
والاحاديث في هذا الموضوع كثيرة .
وعن الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : «ومن اغتابه بما فيه فهو خارج من ولاية الله تعالى داخل في ولاية الشيطان»(3) .
ومن الواضح ان من يخرج عن ولاية الله تعالى ويدخل في ولاية الشيطان ، لا يكون من اهل النجاة والايمان . كما ورد في حديث اسحاق بن عمار المتقدم(4) ايضا من ان اسلام المغتاب بلسانه ولم يخلص الايمان الى قلبه .
ومعلوم ان من يؤمن بالله ويُصدّق بيوم الجزاء ويعتقد اعتناقه ـ يوم القيامة ـ لصور اعماله وحقائق سيئاته ، لا يقترف موبقة كبيرة ، تفضحه في عوالم الغيب والشهادة وفي عالم الدنيا والبرزخ والآخرة ، وتقوده الى شر المصائب ، التي هي نار جهنم ، وتخرجه عن ولاية الحق المتعالي وتدخله تحت ولاية الشيطان .
لو اننا اجترحنا مثل هذه المعصية العظيمة لوجب ان نعرف بأن الاساس غير سليم ، وان حقيقة الايمان لم يدخل في قلبنا . ولو ان الايمان تغلغل في القلب ، لصلحت الامور ، لأن آثاره ـ الايمان ـ تتسرب الى الظاهر والباطن والسر والعلن .
فلا بد من معالجة الباطن وامراض القلب . ويستفاد من الاحاديث ان ضعف الايمان وعدم خلوصه كما يسبب فسادا في الاخلاق وانحرافا في الاعمال ، كذلك توجب المفاسد

(1) اصول الكافي ، المجلد 2 ، كتاب الايمان والكفر ، باب من طلب عثرات المؤمنين ، ح 2 .
(2) اصول الكافي ، المجلد 2 ، كتاب الايمان والكفر ، باب من آذى المسلمين ، ح 8 .
(3) بحار الانوار ، المجلد 75 ، باب الغيبة ، ح 12 .
(4)
الاربعون حديثاً 287

الاخلاقية نقصا في الايمان بل زواله ، وهذا الكلام يتطابق مع بعض البراهين . كما تقرر في محله .
واعلم ان هذه المعصية من جهة اخرى اشد من كافة المعاصي ، وان آثارها اخطر من آثار الذنوب الاخرى ، لأن الغيبة مضافا الى انها تمس حقوق الله ، تمس حقوق الناس ايضا . ولا يغفر الله للمغتاب حتى يرضى صاحب الغيبة . كما ورد هذا المضمون في الحديث الشريف المأثور يطرق مختلفة .
عن محمد بن الحسن في المجالس والإخبار بإسناده عن ابي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصية له قال : «يا ابا ذر إياك والغيبة ، فإن الغيبة اشد من الزنا . قلت : ولِم ذاك يا رسول الله ؟ قال : لأن الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه والغيبة لا تُغفر حتى يَغفرها صاحبها» (1) .
وفي كتاب علل الشرائع والخصال ومجمع البيان واخوان الصفا احاديث بهذا المعنى او قريب من هذا المعنى .
ولو أن الانسان والعياذ بالله مات وعليه حقوق الناس ، كان امره صعبا جدا . اذ ان علاقة الانسان في حقوق الله تكون مع الكريم الرحيم الذي لا يتطرق الى ساحته القدسية شيئ من البغض والضغينة والعداوة والتشفي و ـ لكنه ـ في حقوق العباد قد يرتبط بإنسان فيه تلك الصفات الفاسدة ولا يتجاوز عنه بسرعة او لا يرضى عنه نهائيا .
فلا بد للانسان من المواظبة على نفسه كثيرا ، والانتباه الى الملاحظات التي ذكرناها فإن الامر خطير جدا وصعب للغاية . والاحاديث في خطورة الغيبة اكثر من طاقة هذه الصفحات . ونحن نقتصر على ذكر بعضها .
مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه خطب يوما فذكر الربا وعظّم شأنه فقال : «ان الدرهم يصيبه الرجل من الربا اعظم من ست وثلاثين زنية وان اربى الربا عِرض الرجل المسلم» (2) .
وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : «ما النار في اليبس بأسرع من الغيبة في حسنات العبد» (3) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي الرب عز وجل ويدفع اليه كتابه فلا يرى حسناته فيه فيقول الهي ليس هذا كتابي (فإني) لا ارى فيه حسناتي . فيقال له ان ربك لا يضل ولا ينسى ذهب عملك بإغتياب الناس . ثم يؤتى بآخر ويدفع اليه كتابه فيرى فيه

(1) وسائل الشيعة ، المجلد الثامن ، الباب 152 ، من ابواب احكام العشرة ، ح 9 .
(2) و (3) المحجة البيضاء ، المجلد الخامس ، ص 253 و ص 264 .
الاربعون حديثاً 288

طاعات كثيرة فيقول : الهي ما هذا كتابي فإني ما عملت هذه الطاعات ، فيقال له : ان فلانا اغتابك فدفع حسناته اليك» (1) .
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «أدنى الكفر ان يسمع الرجل من اخيه كلمة ، يحفظها عليه يريد ان يفضحه بها اولئك لا خلاق لهم»
(2) .
هذه هي الاخبار المأثورة في خصوص الغيبة . في حين ان عناوين اخرى من المعاصي المذكورة في الروايات تنطبق ايضا على الغيبة وتعمّها تلك الآثام ومضاعفاتها الفاسدة مثل : اهانة المؤمن وإذلاله واحتقاره وتعييره واحصاء عثراته والطعن فيه . وكل واحد من هذه الامور سبب مستقل لهلاك الانسان . والاحاديث في تشنيع كل واحد منها قاصمة للظهر .
ونحن اعرضنا عن نقلها للمحافظة على الاختصار .

فصل
المفاسد الاجتماعية للغيبة

كما ان هذه المعصية الكبيرة وهذه الجريرة العظيمة ، من المفسدات للايمان والاخلاق والظاهر والباطن ومما تدفع بصاحبها الى الفضيحة في الدنيا والآخرة . حيث ذكرنا سلفا في الفصل السابق نبذة يسيرة منها ، كذلك تشتمل هذه الرذيلة على مفاسد اجتماعية ونوعية ايضا ، ولهذا يكون فسادها وقبحها اعظم من كثير من المعاصي .
ان من الاهداف الكبيرة للشرائع الالهية والانبياء العظام ـ سلام الله عليهم ـ مضافا الى كونه ـ الهدف الذي نذكره ـ هدفا مستقلا وليس بمجرد أداة وواسطة وانما هي الوسيلة التي تبعث على انجاز الاهداف الاساسية الكبيرة ، وشرط ضروري لتحقيق المدينة الفاضلة . مضافا على ذلك ، هو توحيد الكلمة وتوحيد العقيدة والاتفاق في الامور الهامة ، والحد من ظلم الجائرين الباعث على فساد بني الانسان ودمار المدينة الفاضلة ، ولا يتحقق هذا الهدف الكبير المصلح للمجتمع والفرد الا في ظل وحدة النفوس واتحاد الهمم والتآلف والتآخي ، والصداقة القلبية والصفاء الباطني والظاهري ، وتربية افراد المجتمع على نمط يساهم كلهم في بناء شخص واحد ، ويحوّل المجتمع الى فرد ، ويجعل الافراد بمنزلة الاعضاء والاجزاء لذلك الفرد وتدار كافة الجهود والمساعي حول الهدف الالهي الكبير ، والامر الهام العقلي العظيم ـ الوحدة والأخوة ـ الذي فيه مصلحة الفرد والمجتمع . ولو ان مثل هذه الوحدة والأخوة ظهرت في طائفة

(1) جامع الاخبار ، ص 171 .
(2) اصول الكافي ، المجلد الثاني ، كتاب الايمان والكفر ، باب من طلب عثرات المؤمنين ، رواية تضاهي هذه الرواية .
الاربعون حديثاً 289

او نوع ، لتغلبوا على جميع الطوائف والامم التي لا تحظى بالأخوة والوحدة كما يتضح ذلك من مراجعة التاريخ وخاصة دراسة الحروب الاسلامية وفتوحاته العظيمة ، حيث تمتع المسلمون لدى بزوغ القانون الالهي ـ الاسلام ـ بشيء من الوحدة والاتحاد ، واقترنت مساعيهم بشيء من الخلوص في النية ، فحققوا في فترة قصيرة انجازات عظيمة ، وهزموا القوى الجبارة آنذاك المتمثلة في ايران والروم وانتصروا رغم قلة عددهم وعُدّتهم على الجيوش المدجّجة بالسلاح وعلى المجتمعات الكبيرة .
ان نبي الاسلام قد اجرى عقد الاخوة في الايام الاولى بين المسلمين ، فسادت الاخوّة حسب الآية الكريمة«انما المؤمنون اخوة» (1) بين جميع المؤمنين .
وفي الكافي الشريف : عن العرقوفي قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه : «اتقوا الله وكونوا اخوة بررة في الله متواصلين متراحمين . تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه» (2) .
وعن ابي عبد الله عليه السلام قال : «يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل :«رحماء بينهم ...»»(3) .
وعنه عليه السلام : «تواصلوا وتبارروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عز وجل» (4)
.
ومن المعلوم انه كلما يبعث على ازدياد هذه الصفات ، يكون محبوبا ومرغوبا فيه وكلما ينقص هذه الاخوة ويفرّط عقد التواصل ويدفع نحو التمزق ، يعتبر مبغوضا عند صاحب الشريعة ومناقضا لاهدافه الكبيرة . ومن الواضح لدى الجميع بأن هذه المعصية الكبيرة الخطيرة ـ الغيبة ـ اذا أشيعت في المجتمع ، اصبحت سببا للضغينة والحسد والعداوة والبغض وترسيخ جذور الفساد في المجتمع ، وغرس شجرة النفاق فيه ، وضعضعة وحدة المجتمع وتضامنه ، ووهن اساس الديانة ، وفي النهاية تزداد في المجتمع القبائح والفساد .
فيجب على كل مسلم غيور ملتزم ، لصيانة نفسه من الفساد ، واهل دينه من النفاق وللمحافظة على المجتمع الاسلامي ووحدته ولتحكيم عقد الاخوة ان يبتعد عن هذه الرذيلة ، ويمنع المغتابين من هذه الموبقة القبيحة ، ويتوب الى الله من هذا العمل الكريه ، اذا كان مبتليا به ، ويسترضي مَن اغتابه . واذا أمكن من دون ان يفضي الى مشكلة استحلّه ، والا استغفر له

(1) سورة الحجرات ، آية : 10 .
(2) و (3) و (4) اصول الكافي ، المجلد الثاني ، كتاب الايمان والكفر ، باب التراحم والتعاطف ، ح 1 و 4 و 3 .
الاربعون حديثاً 290

وتخلى عن هذه الخطيئة ، وأنعش من جديد في قلبه جذور الصداقة والاتحاد ، حتى يصبح من الاعضاء الصالحين في المجتمع وينقلب الى جزء هام في عجلة الاسلام والله الهادي الى سبيل الرشاد .

فصل
في علاج هذه الموبقة

اعلم ان معالجة هذه الخطيئة العظيمة وغيرها من الخطايا تكمن في العلم النافع والعمل .
اما العلم النافع فهو ان يفكر الانسان في الآثار الناجعة التي تترتب على معالجة هذه الموبقة ، ويقارنها مع المضاعفات السيئة والآثار الشنيعة التي تترتب على الغيبة ، ثم يعرض كلا الامرين على العقل ويستهديه لما فيه الحسن والخير والصلاح .
ان الانسان لا يعادي نفسه البتة ، ولكنه يجترح السيئات من جرّاء الجهل والغفلة عن بواعثها ونتائجها . اما الفائدة الموهومة فتترتب على تلك المعصية ، من ارضاء رغباته النفسية في ذكر مساوئ الناس وكشف عوراتهم دقائق محدودة ، ومن تضييع الوقت في ذكر اللطائف اللاذعة والاحاديث الشنيعة المنسجمة مع الطبيعة الحيوانية او الشيطانية ويلهو في جلسته مع اصدقائه ويشفي غيظه ممن يحسدهم .
وأما آثارها ـ الغيبة ـ القبيحة فقد عرفت قسما منها في الفصول السابقة وعليك ان تقف على قسم آخر وتتعظ منه ، وتأخذه بعين الاعتبار لدى المقارنة بين حسنات الكف عن الغيبة ـ بالمعالجة ـ وسيئات الانهماك فيها . وتنجم عن هذا التفكر والمقارنة ، آثار طيبة .
أما آثارها ـ الغيبة ـ الشنيعة في هذا العالم فهو سقوط الانسان من اعين الناس ، وسحب ثقتهم به . ان طبائع الناس مجبولة على حب الكمال والجمال والحسن ، والنفور من كل نقص وقبح وانحطاط . وملخّص الحديث ان الناس يفرقون بين من يتجنب ، هتك استار الناس وكشف اعراضهم واسرارهم ، وغيره ، حتى ان الذي يتولّى الغيبة يرى في نفسه فطرة وعقلا ، الانسان الذي يكون على حذر من هذه الامور ـ هتك الاستار وكشف الاعراض والاسرار ـ مفضّلا على نفسه . واذا تمادى الانسان وتجاوز الحدود ، وهتك اسرار اعراض الناس ، فضحه الله في هذه الدنيا كما صُرّح بذلك في حديث اسحاق بن عمار المتقدم . ويجب ان يكون على حذر من فضيحة يريدها الله للانسان حيث لا يمكن تداركها .
اعوذ بالله من غضب الحليم . ان من المحتمل ان يفضى هتك حرمات المؤمنين وكشف عوراتهم بالانسان ، الى سوء العاقبة . لأن هذا العمل الشنيع اذا اصبح ملكة راسخة لدى

الاربعون حديثاً 291

الانسان ، ترك آثارا في النفس ، منها الضغينة والعداوة تجاه المستغاب التي تزداد شيئا فشيئا فعندما يدنو منه الاجل ، وتنكشف عنه حجب الملكوت ، ويرى المقامات الشامخة للذين اغتابهم وتعظيم الحق سبحانه لهم ، قد تحصل عنده الكراهية للحق ، لأن الانسان يعادي ، المحب لعدوه ، ويبغض المحب لمبغوضه ، فيخرج من الدنيا وهو كاره للحق والملائكة ويمنى بالخذلان الابدي والشقاء الدائم .
عزيزي تصادق مع عباد الله الذين تشملهم رحمة الله ونعمه ، ويتزينون بالاسلام والايمان واحببهم في قلبك . وإياك ان تعادي محبوب الحق ، لأنه سبحانه يعادي ، اعداء احباءه وسوف يبعدك عن ساحة رحمته . ان عباد الله المخلصين مجهولون بين سائر عباده ، ومن الممكن ان يعود عداءك لمؤمن وهتكك حرمته وكشفك عورته ، الى هتك حرمة الله تعالى ومعاداته ! .
ان المؤمنين اولياء الحق ، والتحابّ معهم ، تحابّ مع الحق ، والتخاصم معهم تخاصم مع الحق . اياك وإثارة غضب الحق سبحانه ، ومعاداة شفعاء يوم القيامة «ويل لمن شفعاؤه خصماؤه» . فكر قليلا في النتائج الدنيوية والاخروية لهذه المعصية ، وتأمل يسيرا في تلك الصور ـ صُور تجسّد الاعمال ـ الموحشة المدهشة التي يبتلى بها الانسان في القبر والبرزخ ويوم القيامة . وراجع الكتب المعتبرة لعلمائنا العظام ـ رضوان الله عليهم ـ والاحاديث المأثورة عن الائمة الاطهار ـ عليهم سلام الله ـ التي تقصم الظهر ، من شدة العقاب المتوعد عليه . ثم قارن بين ربع ساعة من اللغو في الحديث والثرثرة في ظل تحقيق رغبة وهميّة ، وبين آلاف السنين من المعاناة ، اذا كنت من اهل النجاة وارتحلت عن هذه الدنيا مع الايمان . والا تكن ـ من اهل الايمان والنجاة ـ فقارن تلك الدقائق اليسيرة مع الخلود في نار جهنم والعذاب الاليم المؤبّد ـ نعوذ بالله منه ـ .
يضاف الى ذلك انك اذا خاصمت الشخص الذي تستغيبه ، فمقتضى ايمانك بالاحاديث الشريفة ان تكف عن استغابته . لأنه ورد في الخبر ان حسنات المستغيب تنتقل الى صحيفة عمل المستغاب ، وسيئات المستغاب تنتقل الى سجل عمل المستغيب . فإنك اردت ان تعاديه ، ولكنك قد عاديت نفسك .
اذن اعلم انك لا تستطيع ان تحارب الله . ان الله قادر على ان يجعل المغتاب نتيجة غيبتك إياه عزيزا ومقدرا بين الناس ، ويجعلك حقيرا وذليلا . ويقوم سبحانه امام الكروبيّيّن ـ المقربين ـ بنفس العملية ، فيملأ صحيفة عملك من السيئات ويفضحك ، ويملأ صحيفة عمله من الحسنات معزّزا مكرّما .
فافهم انك تحارب ـ بغيبتك ـ اي قادر جبار ، وكن على حيطة وحذر من معاداته .

الاربعون حديثاً 292

واما من الناحية العملية فلا بد من كفّ النفس عن هذه المعصية لبعض الوقت مهما كان صعبا ، ولجم اللسان ، والمراقبة الكاملة للنفس ، ومعاهدة النفس بعدم اقتراف هذه الخطيئة ، ومراقبتها والحفاظ عليها ومحاسبتها . حيث يمكن أن يتم اصلاح النفس بعد مضي فترة قصيرة بمشيئته تعالى ، وتستأصل مادة هذا الفساد ، ويسهل عليك الامر قليلا قليلا . وبعد فترة تحس بأنك تتنفر منها بحسب طبيعتك وتنزجر عنها . ثم تكون راحة النفس ومتعتها في ترك هذه العصية .

فصل
الاولى ترك الغيبة في الموارد الجائزة

اعلم بأن العلماء والفقهاء ـ رضوان الله عليهم ـ استثنوا مواردا من حرمة الغيبة تبلغ في كلمات بعضهم العشرة ولسنا بصدد عرضها وتعدادها ، حتى لا تكون هذه الصفحات ساحة لبيان الابحاث الفقهية . والذي يجب ان نذكره هنا هو أن على الانسان ان لا يعيش حالة الاطمئنان أبدا من مكائد النفس ، بل يجب ان يتحرك في منتهى الحذر والاحتياط ، ولا يكون في صدد التبرير ـ لغيبته ـ بالأعذار بأن يقول ان هذا المورد هومن الموارد المستثناة فيسمح لنفسه بالبحث عن عيوب الناس وإشاعتها في المجتمع .
ان مكائد النفس بالغة الدقة ، فيمكن ان تَخدع الانسان عن طريق الشرع ، وتزجّه في مهلكة . فمثلا إن غيبة المتجاهر بالفسق جائزة ، واذا توقف ردعه بعض الاحيان على استغابته وجبت غيبته من باب النهي عن المنكر ، ولكن يجب ان يتأمل الانسان بأن الدافع النفسي لغيبته هو الداعي الشرعي الالهي ـ النهي عن المنكر ـ او ان الباعث ، اهواء شيطانية ، ورغبة نفسانية ـ العداوة والتشفي و... ـ فإن كان الهدف الدافع الالهي ـ النهي عن المنكر ـ كان عمله من العبادات ، بل كانت غيبته هذه بنيّة اصلاح المتجاهر بالفسق ، والإساءة اليه من اوضح مصاديق الاحسان والانعام اليه ، وان لم يشعر المغتاب بذلك . ولكن اذا كان قصده مشوبا بالفساد والميول النفسانية ، فلا بد من تخليص النية ـ من غير الدافع الالهي ـ والصفح عن اعراض الناس وحرماتهم مع عدم هدف صحيح .
بل إن تعويد النفس على الغيبة في الاحوال الجائزة ، تضر بحاله ايضا . لأن النفس تميل نحو الشرور والقبائح ، فمن المحتمل أن ينجر رويدا رويدا من الموارد الجائزة الى مرحلة اخرى وهي الموارد المحرمة . كما أن الدخول في الشبهات غير محمود ، رغم جوازه ، لأنها حمى المحرمات ومن الممكن ان الاقتحام في الحمى يفضي الى الدخول في المحرمات . يجب على الانسان مهما أمكن ان يبعد النفس عن الغيبة في الاحوال المسموحة ، ويحترز عن

الاربعون حديثاً 293

الأمور التي يحتمل ان يكون فيها طغيان للنفس.
نعم في الاحوال التي تجب الغيبة فيها ، مثل غيبة المتجاهر بالفسق بهدف منعه اذا كان لا يرتدع الا بها ، والموارد الاخرى التي ذكرها العلماء ، فلا بد من الاقدام عليها ، مع السعي الحثيث لتخليص النية عن هوى النفس ومتابعة الشيطان . ولكن ترك الغيبة في الموارد الجائزة ، أولى وأحسن . ينبغي ان لا نفعل كل عمل جائز ، وخاصة الامور التي يكون فيها لمكائد النفس والشيطان دور بارز .
في الحديث : مر عيسى بن مريم عليه السلام ومعه الحواريون على جيفة كلب ، فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عيسى عليه السلام : «ما أشد بياض اسنانه» (1) .
ان المربي والموجه للانسان لا بد وأن يكون ذا نفس طاهرة نقية . ان عيسى لم يسمح ان يذكر مصنوع الله بالسوء . انهم شاهدوا عيبه وهو قد لوّح بكماله .
سمعت رواية منقولة عن السيد المسيح عليه السلام انه قال: لا تكونوا مثل البعوض الذي يجلس على الأوساخ والقاذورات حيث تركزون على عيوب الناس .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس» (2) .
من الجدير بالانسان ان يبحث عن عيوبه قليلا بمثل ما يتحرّى عن عيوب الناس . وكم هو قبيح على الانسان الذي فيه آلاف العيوب ، ان يغفل عن عيوبه ، وينتبه لعيوب الآخرين وبذلك يضيف عيبا آخر على عيوبه . اذا تأمل الانسان قليلا في احواله واخلاقه واعماله وانصرف الى اصلاحها ، لصلحت اعماله . واذا اعتقد بأنه خال عن العيوب ، كانت عقيدته هذه نتيجة غاية الجهل . ولا يوجد عيب اعظم من العيب الذي لا يلتفت الانسان الى عيبه ، ويكون غافلا عنه ومن أن الانسان مجموعة عيوب ونقائص ، فيترك عيوبه وينعطف على عيوب الآخرين .

فصل
في بيان إن الاستماع الى الغيبة ، محرم

ان الاستماع الى الغيبة محرّم ، كما أن الاستغابة تكون محرّمة بل يظهر في بعض الروايات ان المستمع مثل المغتاب في كل الامور حتى وجوب التسامح منه ، وإنه من الكبائر .

(1) المحجة البيضاء ، المجلد 5 ، ص 254 .
(2) المحجة البيضاء ، المجلد 5 ، ص 264 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي