أينشئ للانسان خـمس جـوارح |
|
تحسّ وفيها يدرك الـعين والأثـر |
وقلباً لها مثل الأميـر يـردهـا |
|
إذا أخطأت في الحسّ واشتبه الأمر |
ويترك هذا الخلق في ليل ضلّـةِ |
|
بظلمائه لا تهتدي الأنجـم الزهـر |
(فذلك أدهى الداهيات ولـم يقـل |
|
به أحدٌ إلا أخـو السفـه الغمـر) |
فأنتج هذا القول إن كنت مصغياً |
|
وجوب إمام عـادل أمـره الأمـر |
وإمكان أن يقـوى وإن كـان غائبـاً |
|
على رفع ضرّ الناس إن نالها الضر |
وإن رمت نجح السؤل فأطلب (مطالب |
|
السؤال) فمن يسلكه يسهل له الوعر |
ففيـه أقـرّ الشافـعي ابـن طـلحة |
|
برأي عليه كـل أصحابـنا قـرّوا |
وجـادل مـن قـالوا خـلاف مقاله |
|
فكان عليهم في الجدال لـه النصـر |
وكـم للجـوينيّ انتـضمن فـرائـد |
|
من الدر لـم يسعد بمكنونها البـحر |
فـرائد سـمطيـن المعالـي بدرّهـا |
|
تحلّـت لأن الحـلي أبهـجه الـدر |
فوكّـل بها عينيـك فـهي كواكـب |
|
لدرّيهـا أعـياني العـدّ والحـصر |
وما قال في أمر الإمامـة أحمـد |
|
وأن سيليها اثنـان بعـدهمـا عشـر |
فقد كاد أن يرويـه كـل محـدث |
|
وما كاد يخلـو مـن تـواتره سفـر |
وفي جلّهـا أن المطيـع لأمرهـم |
|
سينجو إذا ما حاق في غـيره المكـر |
ففي أهل بيتي فلـك نـوح دلالـة |
|
على من عناهـم بالإمامـة يا حـبر |
فمن شاء توفيق النصوص وجمعها |
|
أصـاب وبـالتوفـيق شـُدّ لـه أزر |
وأصبح ذا جـزم بنصـب ولاتنـا |
|
لـرفع العمـى عنا بهـم يجبر الكسر |
وآخـرهـم هـذا الذي قلـت أنـه |
|
(تنازع فـيه الـناس والتبس الأمـر) |
وقولــك ان الوقت داع لمـثلـه |
|
إذا صحّ لـم لا ذبّ عـن لبّـه القشر |
وقولــك ان الإختفـاء مخـافـة |
|
من القتـل شيء لا يجـوّزه الحجـر |
فقل لي لماذا غاب في الغار أحمـد |
|
وصاحبه الصديـق إذ حسُـن الحـذر |
ولِـم أُمـرت امّ الـكليـم بقـذفـه |
|
إلى نيل مصر حين ضاقت بها مصر |
وكم من رسول خاف اعداه فاختفى |
|
وكـم انبيـاء مـن اعاديـهم فـرّوا |
(أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه |
|
على غيرهم كلا فهـذا هـو الكفـر) |
وهـل شاركوه في الذي قلت انـه |
|
يـؤول الـى جـبن الإمـام وينجـرّ |
فقل فيه ما قد قلت فيهـم فكلهـم |
|
على مـا أراد الله أهـؤاؤهـم قصـر |
وإظهار أمر الله مـن قبل وقتـه |
|
المؤجل لم يوعـد على مثلـه النصـر |
وإن تستـرب فيه لطـول بقائـه |
|
أجـابك إدريس والـيـاس والخضـر |
ومكـث نبـي الله نـوح بقومـه |
|
كذا نوم أهل الكهف نـصّ به الذكـر |
وإني لأرجو أن يحيـن ظهـوره |
|
لينتشر المعروف فـي النـاس والـبر |
ويحيى به قطر الحيا ميّت الثـرى |
|
فتضحك من بشر إذا ما بكا القطــر |
فتخضرّ مـن وكّاف نائـل كفـه |
|
ويـمطـرها فيض النجيـع فتحمـرّ |
ويطهر وجه الأرض من كل مأتم |
|
ورجس فـلا يبقـى عليهـا دم هـدر |
وتشقى به أعناق قـوم تطاولـت |
|
فتأخذ منها حظهـا البيـض والسمـر |
وخذه جواباً شافياً لـك كافيـاً |
|
معانيه آيـات وألفاظـه سحـر |
وماهو إن انصفته قول شاعـر |
|
ولكنـه عقـد تحلّى بـه الشعـر |
ولو شئت إحصاء الأدلة كلهـا |
|
عليك لكل النظم عن ذاك والنثـر |
وفي بعض ما أسمعته لك مقنع |
|
إذا لم يكن في اذن سامعـه وقـر |
وان عاد إشكال فعد قائلاً لنـا |
|
( أيا علماء العصر يامن لهم خبر ) |
أرى الكـون أضـحى نـوره يتوقـد |
|
لأمر به نيران فـارس تخمـد |
وإيوان كسـرى انشق أعلاه مـؤذنـاً |
|
بأن بناء الـدين عـاد يشيـد |
أرى امّ الشـرك أضحــت عقيمـةً |
|
فهل حان من خير النبيين مولد |
نعم كاد يستولي الضلال على الـورى |
|
فأقبل يهدي العالمين ( محمد ) |
نـبـي بـراه الله نـوراً بـعـرشـه |
|
وما كان شيء في الخليقة يوجد |
وأودعه مـن بعـد فـي صلـب آدم |
|
ليسترشد الضلال فيه ويهتـدوا |
ولـو لم يكن في صلـب آدم مودعـاً |
|
لما قال قدماً للملائكة اسجـدوا |
لـه الصـدر بيـن الأنبيـاء وقبلهـم |
|
على رأسـه تـاج النبوة يعقـد |
لأن سبقـوه بـالـمجـيء فـأنـمـا |
|
أتـوا ليبثـوا أمـره ويمهـدوا |
رسول له قـد سخّـر الـكـون ربـه |
|
وأيده فهـو الرسـول المؤيـد |
و وحـده بـالـعـز بـيـن عبـاده |
|
ليجروا على منهاجه ويـوحّدوا |
وقـارن مـا بين اسمـه واسم أحمـد |
|
فجـاحـده لاشـك لله يجـحد |
ومـن كـان بالـتوحيـد لله شاهـداً |
|
فذاك ( لطه ) بالرسالة يشهـد |
ولـولاه مـاقـلنـا ولاقـال قـائـل |
|
لمالك يوم الديـن أيـاك نعبـد |
ولا أصبحت او ثانهـم وهـي الـتي |
|
لهـا سجدوا تهوي خشوعاً وتسجـد |
لآمنـة البشرى مدى الدهر إذ غدت |
|
وفي حجرهـا خيـر النبيين يولـد |
به بشر الانجـيل والـصحف قبلـه |
|
وان حاول الاخفـاء للحـق ملحـد |
بسينا دعـا موسى وساعـير مبعث |
|
لعيسى ومـن فاران جـاء محمـد |
فمن أرض قـيذار تجلّـى وبعدهـا |
|
لسكـان سلع عـاد والعـود أحمـد |
فسل سفر شعـيا ماهتافهـم الـذي |
|
بـه أمـروا أن يهتفـوا ويمجّـدوا |
ومن وعد الرحمـن موسى ببعـثـه |
|
وهيهات للرحـمن يخلـف موعـد |
وسل من عنى عيسى المسيح بقولـه |
|
سأنزله نحو الورى حـين أصعـد |
لعمرك أن الحـق أبيـض ناصـح |
|
ولكنمـا حـظ ( المعانـد ) أسـود |
أيخلد نحـو الأرض متّبـع الهـوى |
|
وعـما قـليل في جـهنـم يخلـد |
ولولا الهوى المغوي لما مال عـاقل |
|
عن الحق يوماُ كيف والعقل مـرشد |
ولاكان أصناف النصارى تنـصروا |
|
حديثـاً ولاكـان اليهـود تهـودوا |
أبا القاسم أصدع بالرسالـة مـنذراً |
|
فسيفك عن هام العدى لـيس يغمـد |
ولاتخشى من كيد الأعادي وبأسهـم |
|
فإنّ ( عـلياً ) بـالـحسام مقـلـد |
أيحذر من كيد المضلّـين مـن لـه |
|
( أبو طالب ) حام وحيـدر مسعـد |
علي يـد الهادي يصول بهـا وكـم |
|
لوالده الـزاكي علـى أحـمـد يـد |
وهاجر بالزهراء عـن أرض مكـة |
|
وخلّ ( علياً ) في فـراشك يرقـد |
علـيك سلام الله يـاخيـر مرسـل |
|
اليـه حـديث الـعز والمـجد يسند |
حباك إلـه العـرش منـه بمعجـز |
|
تـبيد اللـيالي وهـو بـاق مـؤبّد |
دعوت قـريشاً أن يجيئـوا بمثلـه |
|
فما نطقوا والصمت بالعـيّ يشهـد |
وكـم قد وعـاه منهـم ذو بلاغـة |
|
فأصبـح مبهـوتـاً يقـوم ويقعـد |
وجئت إلى أهـل الحجـى بشريعـة |
|
صفا لهم من مائهـا الـعذب مورد |
شريعـة حـق ان تقادم عـهدهـا |
|
فما زال معنـى حسنهـا يـتجـدد |
عـليـك سـلام الله ما قـام عابـد |
|
بجنح الدجى يدعو ومـا دام معـبد |
1 ـ كيف يصحو لما تقول اللواحي |
|
مَن سقتـه الهمـوم أنكـد راح |
2 ـ أيّان تنجز لي يا دهر ما تعـد |
|
قد عشّرت فيك آمالي ولا تـلد |
3 ـ أو بـعدما ابيضّ القذال وشابا |
|
أصبو لوصل الغيد أو أتصابـى |
4 ـ إن كان عندك عبـرة تجريها |
|
فأنزل بأرض الطف كي نسقيها |
5 ـ يا دمح سـح بوبـلك الهتـن |
|
لتحول بيـن الجـفن والـوسن |
أرى عـمري مؤذنـاً بالذهـاب |
|
تمـرّ لياليـه مـرّ السحـاب |
وتـفجـأنـي بـيـض أيامـه |
|
فتسلـخ مـني سـواد الشباب |
فـمن لي إذا حان مني الحـمام |
|
ولم أستطع منه دفعاً لما بـي |
ومـن لـي إذا قلبتنـي الأكـف |
|
وجـردني غاسلي مـن ثيابي |
ومن لي إذا سرت فوق السريـر |
|
وشيل سريري فوق الـرقاب |
ومن لي إذا ما هـجرت الديـار |
|
وعوضت عنها بدار الخراب |
ومن لـي إذا آب أهـل الـودا |
|
دعني وقد يئسوا مـن ايابي |
ومن لـي إذا منكـر جـد فـي |
|
سؤالي فأذهلني عـن جوابي |
ومن لـي إذا درسـت رمتـي |
|
وأبلى عظامي عفر التـراب |
ومن لي إذا قـام يـوم النشـور |
|
وقمت بـلا حجـة للحساب |
ومن لـي إذا نـاولونـي الكتاب |
|
ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي |
ومن لي إذا امـتازت الفرقتـان |
|
أهل النعيم وأهـل العـذاب |
وكيـف يـعاملني ذو الجـلال |
|
فأعرف كيف يكون انقلابي |
أباللطف وهو الغفـور الرحيـم |
|
أم العدل وهو شديد العقـاب |
في الدار بين الغميـم والسنـد |
|
أيام وصل مضـت ولـم تعـد |
ضاع بها القلـب وهي آهـلة |
|
وضاع مذ أقفرت بهـا جلـدي |
جرى علينا جـور الزمان كما |
|
من قبلها قـد جرى عـلى لُـبد |
طال عنائي بين الرسوم وهل |
|
للحـرّ غيـر الـعناء والـنكـد |
ألا ترى ابن النبي مضطـهداً |
|
في الطف أضحى لشر مضطهد |
يوم بقي ابـن النبي منفـرداً |
|
وهـو من العـزم غير منفـرد |
بـماضـي سيفـه ومقولـه |
|
فرق بيـن الضـلال والرشـد |
لما قعـدتم عن نصر دينكـم |
|
وآل شمل الـهدى إلـى الـبدد |
بقائـم السيف قمت أنصـره |
|
مـقـومـاً ما دهـاه مـن أود |
ولسـت أعطـي مقادة بيدي |
|
وقائـم السيـف ثابـت بـيدي |
واليوم وصل الحبيب موعـده |
|
فكـيف أرضى تأخيـره لغـد |
واصنع اليوم في الطفوف كما |
|
صنعـت في خيبـر وفي أحـد |
أفديه من وارد حيـاض ردى |
|
علـى ظمـأ للفـرات لم يـرد |
فيـا مطايـا الآمال واخـدة |
|
قفـي وبعـد الحسين لا تخـدي |
ويا جفون العدى الا اغتمضي |
|
فطالمـا قـد كحلـت بالسهـد |