وفي المعالي حقها لما عـلا |
|
على العوالي كالخطيب في الملا |
يتلو كـتاب الله والحقائـق |
|
تشهـد أنـه الكتاب الـناطـق |
قد ورث العروج في الكمال |
|
مـن جـدّه لكن على العـوالي |
هو الذبيح في منى الطفوف |
|
لكنـه ضـريبـة الـسيـوف |
هو الخليل المبتلـى بالنـار |
|
والـفرق كالـنار عـلى المنار |
تالله ما ابتلى نبيّ أو ولـيّ |
|
في سالف الدهر بمثل ما ابتلي |
له مصائب تـكل الألسـن |
|
عنها فكيف شاهدتهـا الأعـين |
ومَن بهـم بأهل سيد الـورى |
|
(وقل تعالوا) أمرها لن ينكـرا |
وهل أتى في حقها وكـم أتـى |
|
من آيـة ومـن حديـث ثبـتا |
لما رووه في الصحيح المعـتبر |
|
من أنها بضعـة سيـد الـبشر |
وبضعة المعـصوم كالمعصوم |
|
في الحكم بالخصوص والعموم |
لانـها مـن نفسـه مقتطعـه |
|
فحقها فـي حكمـه أن تتبعـه |
إلا الـذي أخـرجـه الـدلـيل |
|
فـإنـنـا بـذاك لا نـقـول |
ولم يرد في غـيرهـا ما وردا |
|
في شأنها فالحكم لـن يطـردا |
وآية التطهير قـد دلّـت علـى |
|
عصمتها من الذنـوب كمـلا |
ولقد وقفت به ومعتلـج الجـوى |
|
بجوانحي عن حبس دمعي مقعدي |
فتخالني لضناي بعض رسومـه |
|
ولحـرّ أحشائي أثـافـي مَوقَـد |
أرنـوا الـيه وناظـري مُتقسّـم |
|
بطـلـولـه لمصـوب ومُصعّـد |
مـا أن أرى إلا الحمائـم هُتّفـاً |
|
ما بين غِـرّيد وصيـداح شَـدي |
ناحت ونحت وأيـن مني نوحُهـا |
|
شتان نَـوح شجٍ وسجـع مُغـرّد |
لي لا لها العين المرقرق دمعهـا |
|
والمهجة الحراء والقلب الصَـدي |
حجر على عيني يمر بها الكـرى |
|
مـن بعـد نازلـة بعترة (أحمد) |
أقمار تـمٍّ غالها خسـف الـردى |
|
واغتالها بصروفه الزمن الـردي |
شتـى مصائبهـم فبيـن مكابـدٍ |
|
سُمـّا ومنحـور وبيـن مُصفّـد |
سل كربلا كـم مُهجَـة (لمحمدٍ) |
|
نُهبت بها وكم إستجذبـت من يـد |
ومـذ انـثنى يلـقى الكريهة باسما |
|
والمـوت منه بمسمَع وبمشهـد |
لفّ الوغى وأجالها جـول الرحـا |
|
بمـثقّـفٍ مـن بأسـه ومُهنّـد |
عـثر الـزمان بـه فغـادر جسمه |
|
نهب القواضب والقنا المتقـصد |
ومحى الردى يا بئس ما غال الردى |
|
منه هِلال دُجاً وغـرة فـرقـد |
يا نجعـة الحييـن هاشـم والعُلـى |
|
وحِـمى الذمارين العُلى والسودد |
كيف ارتقت هم الردى لك صعـدة |
|
مطـرورة الكعبيـن لـم تتـأود |
فلتذهب الدنيا عـلى الـدنيا العفـا |
|
ما بعد يومك مـن زمانٍ أوغـد |
سل كربلا والوغى والبيضَ والأسلا |
|
مستحفياً عن أبيّ الضيم ما فعـلا |
أحلّقـت نفسـه الكـبرى بقادمـتي |
|
إبائه أم على حكـم العـدا نـزلا |
غفرانك الله هل يرضى الدنية مَـن |
|
لقاب قوسين أو أدنا رقـى نـزلا |
يأبى له الشرف المعقود غـاربـه |
|
بذروة العرش عن كرسيه حـولا |
سامـوه إما هـواناً أو ورود ردىً |
|
فساغ في فمه صاب الردى وحلا |
خطا لمزدحم الهيجاء خطوتـه الـ |
|
ـفسحاء لا وانياً عزما ولا كسلا |
يختال من جـده طـه ببـرد بهـاً |
|
ومن أبيه عـليٍّ فـي بجاد عـلا |
فالكاتبان لـه في لـوح حـومتهـا |
|
ذا ناظـم مهجـاً ذا ناثـر قلـلا |
يمحو بهذين من ألواحـها صـوراً |
|
أجل ويثبت في قرطاسها الأجـلا |
يحيكُ فيها علـى نـولـي بسالتـه |
|
من الحمام إلـى أعـدائـه حلـلا |
ما عَضبه غـير فصّال يداً وطـلا |
|
ولدنه غيـر خـياط حشاً وكـلا |
هما معاً نشـرا مـن أرجـوانهـا |
|
ما جلل الأرحبين السهل والجبـلا |
تـقلّ يـمناه مشحـوذ الغرار مضاً |
|
مـواجـه عـلقاً وهاجـة شعـلا |
ما بين مضطرب منـه ومضطـرم |
|
نار تلظّى ومـاء للمنـون غلـى |
طـوراً يقـدّ وأحـياناً يقـط وفـي |
|
حـاليهما يقسم الأجسـام معتـدلا |
فهو المقيم صلاة الحـرب جامعـة |
|
لم يبق مفـترضاً منهـا ومنتفـلا |
تأتـمّ فـيه صفوف مـن عزائمـه |
|
تستغرق الكون ما استعلا وما سفلا |
بـالنحـر كـبّر ماضيـه وعاملـه |
|
بالصدر فاتحة الطعن الدراك تـلا |
فالسيف يركع والهامات تسجد والخـ |
|
ـطي في كل قلب أخلص العمـلا |
أقـام سـوق وغى راجت بضائعها |
|
فابتـاع لله منهـا ما عـلا وغلا |
تعطيه صفقتها بيض الصفاح وسمر |
|
الخط تربح منـه الـعلّ والنهـلا |
والـنبـل تنقـده ما فـي كنانتهـا |
|
والقوس تسلفه عـن نفسـه بـدلا |
والـبيعـان جـلاد صـادق وردى |
|
فـذاك أنـشـأ إيجابـاً وذا قـبلا |
قضى منيع القفا من طـعن لائمـة |
|
مذ للقنا والـمواضي وجـهه بذلا |
قضى تريب المحيا وهو شمس هدى |
|
من نوره كم تجلّى الكون بابن جلا |
قضى ذبول الحشا يبس اللهى ظـمأ |
|
من بعد ما أنهـل العسالـة الذبـلا |
قضى ولو شاء أن تمحى العدا محيت |
|
أو يخليَ الله منـها كونـه لخـلا |
لـكـن ولله فـي أحـكامـه حكـم |
|
كبابه القـدر الجاري فخـرّ إلـى |
لله ما انفصلـت أوصالـه قـطعـاً |
|
لله مـا انتهبـت أحشـاؤه غلـلا |
لله مـا حـمـلـت حوبـاؤه محنـاً |
|
بثقلها تنهض النسـرين والحمـلا |
أفديه من مصحـر للحـرب منشئـة |
|
عليه عوج المواضي والقنا طلـلا |
والصافنات المذاكي فوقـه ضربـت |
|
سرادقا ضافي السجفين منـسدلا |
بيتاً من النقع عـلويـاً بـه شـرف |
|
وكل بيت حواه فهـو بيت عـلا |
ضافته بيض الظبا والسمر ساغـبـة |
|
عطشى فألفته بذال القرى جـذلا |
لله ماشـرب الـخـطي مـن دمـه |
|
لله ما لحمه الهـندي مـا أكـلا |
أحيا ابن فاطمـة فـي قتلـه أُممـاً |
|
لولا شهادته كانـت رميـم بـلا |
تنبهت مـن سبات الجـهل عالمـة |
|
ضلال كل امرء عن نهجه عدلا |
لولـم تكن لـم تقـم للديـن قائمـة |
|
ولا اهتدى للهدى من أخطأ السبلا |
ولا استبان ضلال الناكثين عن المثـ |
|
ـلى ولا ضربوا في غيهم مثلا |
ولا تجسـم نصـب الـعين جعلهـم |
|
خلافة المصطفى ما بينهـم دولا |
ولا درى خلفٌ مـاذا جنـى سلـفٌ |
|
في رفضـه أولاً ساداتـه الأولا |
ولا تحـرر مـن رق الـجهالـة وثـا |
|
با إلى العلم يأبى خطـة الجهـلا |
سـن الأبـا لإبـاة الـضيـم منتحـراً |
|
وتلك شنشنـة للسـادة الفضـلا |
لله وقـفـتـه فـي كـربـلا وسطـا |
|
بين الوغى والخبا يحمي به الثقلا |
يعطي النسا والعـدا من وفـر نجدتـه |
|
حظيهما الأوفرين الأمن والوجلا |
عـبّ الأمـرّيـن فقـدان الأعـزة وا |
|
لصبر الجميل ومج الوهن والقشلا |
ورب ظـام رضــيـع ذابـل شفـة |
|
وفاغـر لهـوات غائـر مقـلا |
أدناه مـن صـدره رفقـاً ومرحمـة |
|
لحاله وهي حال تدهـش العقـلا |
فاستغرق النزع رامي الطفل فانبجست |
|
أوداجه مذ له السهم المراش غلا |
فـاضـت دمـاً فتـلقـاه بـراحتـه |
|
وللسماء رمى فيـه فـما نـزلا |
وهـوّن الخـطـب إن الله يـنـظـره |
|
وفي سبيل رضاه خفّ ما ثقـلا |
ونـسـوة بـعـده جلـت مصيبتهـا |
|
وإن يكن كل خطب بعده جلـلا |
عـلى النبـي عزيـز سبيهـا علـناً |
|
وسلبها الزينتين الحلي والحلـلا |
تدافع القـوم عنهـا وهـي حاسـرة |
|
مصفرّة وجلا محمـرّة خجـلا |
مـا حـال دافعـة مـبتزهـا بـيـد |
|
تود مفصلها من قبل ذا فـصلا |
رأت فصيلتها صـرعـى وصبيتهـا |
|
من الظما بين من أشفى ومن قتلا |
رأت نجوم سما عمرو العلى غـربت |
|
عنها وبدر سماء المصطفى أفـلا |
بكر الردى فاجتاح في نكبائـه |
|
نور الهدى ومحا سَنا سيمائه |
ودهى الرشاد بناسفٍ لأشمّـه |
|
وبخاسفٍ لأتمّ بـدر سمائـه |
ورمى فأصمى الدين في نفاذة |
|
وارحمتاه لمنتهـى أحشائـه |
يوماً به قمر الغطارف هاشـم |
|
صكّت يد الجُلّى جبين بهائـه |
سيم الهوان بكربلاء فطار للعز |
|
الـرفيع بـه جنـاح إبـائـه |
أنّى يلين إلى الدنيـة مَلمَسـا |
|
أو تنحت الأقدار من ملسائـه |
هو ذلك البسّام في الهيجاء وا |
|
لعباس نازله عـلى أعـدائـه |
هو بضعة من حيدر وصفيحـة |
|
مـن عـزمه مشحوذة بمضائـه |
وأسى أخاه بموقف العـزّ الـذي |
|
وقفت سواري الشهب دون علائه |
ملك الفرات على ظماه وأسـوة |
|
بأخيه مات ولم يـذق من مائـه |
لم أنسهُ مذ كـرّ منعطفـاً وقـد |
|
عطف الوكاء على مَعين سقائـه |
ولوى عنان جواده سرعان نحو |
|
أخيـه كي يُطـفـي أوار ظمائه |
فاعتاقه السَدّان من بيض ومـن |
|
سُمر وكل سـدّ رَحـب فضائـه |
فانصاع يخترق الصوارم والقنا |
|
لا يَرعوي كالسهم فـي غلوائـه |
يغري الطلا ويخيط أفلاذ الكِـلا |
|
بشباة أبيضـه وفـي سـمرائـه |