قـرّت عـلى الضيم يا ويـلي لها عـدد |
|
لـم يغـن يـوماً فكم منها أريق دم |
ضاقت بها الأرض عن إدراك ما وعدت |
|
بـه وكانـت بعـين الله تـلـتطـم |
يا عـصبة ما أهـاجـته، عـلى دمـها |
|
يـوماً سهـام كـلام لا ولا كـلـم |
كـم أدعـو بالويل فـيكـم يا لفهر دمي |
|
هـدر ورحـلي مـنكـم راح يغتنم |
فالـويل لـي ولكـم إن لـم نقـم زمراً |
|
نـشنّ غـاراتهـا فـيهـم وننتـقم |
فالكـل مـنا وإن كـنا نـغضّ على الـ |
|
ـبيض الجفون غداة الروع معتصم |
فيهـا نـلـبي نـساءً قـد سـبين عـلى |
|
عجف المطا حيث نادت والدموع دم |
دع المـنى فـحديث النفس مختلق |
|
واعـزم فإن العلى بالعزم تستبقُ |
ولا يـؤرقـك إلا هـمّ مـكـرمة |
|
إن المـكارم فـيها يجـمد الأرق |
والسيف أَصدق مصحوب وثقت به |
|
ان لم تجد صاحباً فـي ودّه تـثق |
وأَمنـعُ العـزّ ما أرسـت قواعده |
|
سمر الأسـنة والمسنونة الـذلـق |
وإنمـا ثـمر الـعلياء فـي شجر |
|
لها الرماح غـصون والضبا ورق |
ولـيس يـجمع شمل الفخر جامعه |
|
إلا بحيث تـرى الأرواح تـفترق |
وللـردى شـرك بـثّت حـبائـله |
|
عـلى الأنـام وكـل فـيه معتلق |
فما يجير الردى من صرف حادثه |
|
كهف ولا سلّـم يـنجى ولا نفـق |
إذا دجـى ليل خـطب أو بنا زمن |
|
فاستشعر الصبر حتى ينجلي الغسق |
فكـل شـدة خـطب بعـدها فرج |
|
وكـل ظلـمة لـيل بعـدها فلق |
فـلا يغـرنك عـيش طاب مورده |
|
فرب عذب أتى من دونـه الشرق |
دنـياً رغـائبها فـي أهـلها دول |
|
وما استجدت لهم من نعمة خـلق |
وليـس في عيشها روح ولا دعـة |
|
وان بدا لك منها المنظـر الانـق |
دنـياً لآل رسول الله مـا اتسقت |
|
انـى تؤمـلهـا تــصفو وتـتسق |
تلك الـرزية جـلت أن يغـالبها |
|
صـبر بـه الـواجد المحزون يعتلق |
فكل جفن بمـاء الدمـع منغمـر |
|
وكـل قـلب بـنار الحزن محـترق |
بهـا اصابـت حشا الإسلام نافذة |
|
سهام قـوم عـن الإسلام قـد مرقوا |
واستخلصت لسليل الوحي خالصة |
|
من الورى طاب منها الأصل والورق |
أَصفاهـم الله اكـراماً بنصـرتـه |
|
فاستيقنوها وفي نـهج الهدى استبقوا |
مـن يخلـق الله للـدنـيا فأنهـم |
|
لنـصرة الـعترة الهـادين قـد خلقوا |
كأنهـم يـوم طافـوا محدقين بهم |
|
محـاجـر وهـم مـا بـينهـم حدق |
رجال صدق قضوا في الله نحبهم |
|
دون الحسين وفيما عاهـدوا صـدقوا |
وقام يـومهـم بالـطف إذ وقفوا |
|
بيـوم بـدر وان كـانـوا بها سبقوا |
وفـي اولئـك في بـدر نـبيهـم |
|
وهــؤلاء بـهـم آل الـنبي وُقـوا |
من كل بدر دجى يجرى به مرحاً |
|
إلـى الـكفاح كـميت سابـق أفق(1) |
ينهل في السلم والهيجاء من يـده |
|
وسـيفه الـواكفان الـجود والـعلق |
تقلدوا مرهفات العـزم وادرعـوا |
|
سوابغ الـصـبر لا يـلوي بهم فرق |
والصبر اثبت في يوم الوغى حلقاً |
|
إذا تطـايـر من وقـع الضبا الحلق |
رسـوا كـأنهم هـضبٌ بمعترك |
|
ضـنك عـواصفـه بالموت تختفق |
ولابـسين ثـياب النقـع ضافـية |
|
كأن نقـع الـمذاكي الوشي والسرق(2) |
مستنشقين من الهيجاء طيـب شذا |
|
كـأن ارض الـوغى بـالمسك تنفتق |
عشق الحسين دعاهم فاغتدى لهـم |
|
مـر الـمنية حـلواً دون من عشقوا |
جاءوا الشهادة في ميقات ربـهـم |
|
حـتى إذا ما تجلى نـوره صـعقـوا |
وما سقوا جرعـة حتى قضوا ظمأ |
|
نعـم بحـدّ المواضي المرهفات سقوا |
عارين قد نسجت مور الرياح لهم |
|
ملابساً قـد تولى صبغـها العلق |
حاشا اباءهـم أن يـؤثروا جزعاً |
|
عـلى الـمنية ورداً صفوة رنق |
مضوا كرام المـساعي فائزين بها |
|
مكارماً من شذاها المسك ينتشـق |
واغبّر من بعدهم وجه الثرى وزها |
|
ببشرهم في جنان الخلد مرتفـق |
هنالك اقتحم الحرب ابن بـجدتـها |
|
يطوى الصفوف بماضيه ويخترق |
يطاعن الخيل شزراً والقنا قـصدٌ |
|
ويفلق الهام ضربا والضبا فلـق |
طمآن تنهل بـيض الهـند من دمه |
|
فيستهل لـها بـشراً ويعـتنـق |
دريـئة لـسهام الـقوم مـهـجته |
|
كأنـه غـرض يـرمى ويرتشق |
لو ان بالصخر ما قاساه من عطش |
|
كادت له الصخرة الصماء تنفلق |
نفسي الـفداء لـشاك حـرّ غـلته |
|
والمـاء يلـمع منه البارد الغدق |
موزع الجسم روح القـدس ينـدبه |
|
شجـواً وناظـره بالـدمع مندفق |
والشـمس طالـعة تـبكي وغائبة |
|
دماً بـه شـهد الاشراق والشفق |
تجري على صدره عدواً خيولهـم |
|
كأن صدر الـهدى للخيل مستبق |
تـبدو لـه طـلعة غـراء مشرقة |
|
على السنان وشيب بالدما شـرق |
فـما رأى ناظـر من قـبل طلعته |
|
بـدراً له مـن أنـابيب القنا افق |
وفي السباء بـنات الـوحي سائرة |
|
بها المطي وأدنى سيرها العـنق |
يسـتشرف الـبلد الداني مطـالعها |
|
ويحـشد الـبلد الـنائي فـيلتحق |
تزيد نار الجوى في قلبها حـرقـاً |
|
بمـاء دمـع مـن الآماق يندفق |
فـلا تجـف بحـر الوجد عبرتها |
|
ولا تبوخ بفيض الأدمع الحـرق |
وسيد الخلق يشكـو ثـقل جامـعة |
|
تنـوء دامـية من حـملها العنق |
تهفو قلوب العدى من عظـم هيبته |
|
لكنـهم بـرواسي حـلمه وثقوا |
ما غـض مـن بأسه سقم ولا جدة |
|
ان الشجاعة في اسد الشرى خُلُق |
منازل كـانـت للـنعـيـم مـعرّسا |
|
وكانـت بهـا للـعاشقين مواقـف |
تـرف الأقاحـي وهي فيهـا مباسم |
|
وتثنى بها الأغصان وهي معاطـف |
فلا تنـكـرا بالـدار فـرط صبابتي |
|
فـما كل قـلب بالصبـابة عـارف |
فـلا ذعـرت يا دار آرامـك الـتي |
|
بهـا للـظباء الآنـسات مـعـارف |
ألِفـنَ الحسان الغـانيات فأكـرمـت |
|
وتكـرم مـن أجـلِ الأليف الآلائف |
لئن جـرعتني الحزن اطلال دارهـم |
|
فكم ارشفتني الراح فيها الـمراشف |
وان تعف بعد الظاعـنين ربوعـهـم |
|
فـقـلبي منها آهـل الـربع آلـف |
وقفـت بـه والـدمع يجـري كأنني |
|
وان جل رزء الطف بالطف واقـف |
على مربـع روت دماء بني الـهدى |
|
ثـراه ولـم تـروِ القلوب اللواهـف |
فـكم غـيبت فـيه نجوماً وحجّـبت |
|
بدو رُعـُلا فيها المنايا الخـواسـف |
إلى الطف من أرض الحجاز تطلـعت |
|
ثنـايا الـمنايا ما ثـنتها المـخاوف |
ترحـل أمن الخائفـين عـن الحـمى |
|
مخـافـة ان لا يأمن البيت خائـف |
وقـد كان شـمساً والـحجاز بنـوره |
|
مضيء فأمسى بعـده وهـو كاسف |
وصـوّح بعـد الـغيث نبتُ رياضـه |
|
وقـلّـص ظـلٌ بالـمكارم وارف |
قـد استصـرخته بالعراق عصـابـة |
|
تحكـم فـيها جائر الحكـم عاسف |
فانجـدهـم غـوث اللهيف وشـيمـة |
|
الكـريـم إذا داع دعاه يـساعـف |
سـرى والـمنايا تستـحـثّ ركابـه |
|
إلى موقف تنسى لـديه المـواقـف |
تحـف به الـخيل الـكرام وفـوقـها |
|
من الهاشمـين الكـرام الغـطارف |
بـنو مطعمي طـير السماء سيوفـهم |
|
لهن مقاري في الوغى ومضائــف |
إذا اعتقلـوا سمـر الـرماح تضيّفت |
|
يعاسيبها العقـبان فهي عـواكـف |
بهم عرف المعروف واليأس والنـدى |
|
وفاضت على المسترفدين العوارف |
وقد نازلـوا الـكرب الشديد بكربـلا |
|
وكـل بحـدّ السيف للكرب كاشف |
فـدارت بأبـناء الـنبــي محـمد |
|
عصائب أبناء الطليق الزعـانـف |
ومـا اجـتمعت إلا لتطفيء عنـوة |
|
مصابيـح نور الله تـلك الطـوائف |
ومـا كان كـتب القـوم إلا كتائباً |
|
تمـج دمـاً فـيها الـقنيّ الرواعف |
وقد أخـذ الـميثاق منهم فما وفى |
|
اخـو مـوثق منهـم ولا برّ حالف |
أبـى الله والنفـس الأبـية ضيمه |
|
فـمات كـريماً وهـو للضيم عائف |
ونـفس عـلي بـين جـنبي سليله |
|
فللّه هـاتيك النـفوس الـشرائـف |
ورامـوا عـلى حكم الدّعي نزوله |
|
فقال على حكـم النزال التـناصف |
نفـوس أبت إلا نفائـس مـفخـر |
|
اليهـا انـتهى مـجد تلـيد وطارف |
بنفسي مـن أحـيى شريـعة جده |
|
على حين قد كادت تموت العواطف |
أبـوه الـذي قـد شيّد الدين سيفه |
|
وهـذا ابنه والشبل لليـث واصـف |
أمـير الـمنايا ذو الفـقار بكفـه |
|
إذا ما قضى أمراً فـليست تخالـف |
ويجري به بحر وفي الكف جدول |
|
تمر علـى من ذاق مـنه المراشف |
طوى بصفيح الهند نشر جموعهم |
|
كمـا طويـت بالراحتين الصحائف |
وفـلّ البغـاة الـمارديـن كـأنه |
|
سلـيمان لـكن الـمهـند آصـف |
يكـر على جمع العدى وهو بينهم |
|
فـريـد فترفضّ الجموع الزواحف |
جناحهم من خيفـة الـصقر خافق |
|
وقلبهـم من سطوة الليث راجـف |
يـفلّ قـراع الـدارعـين حسامه |
|
فيحمـل فيهم وهـو بالعزم سائف |
وقائمـه ما بارح الكف في الوغى |
|
إلى أن خبا برق من السيف خاطف |
صـريعـاً يفـدى بالنفوس وسيفه |
|
كـسير تـفدّيه الـسيوف الرهائف |
قضى عطشاً دون الفرات فلا جرى |
|
بورد ولا بلّ الجوى مـنه راشـف |
وظـمأن لكل مـن نجـيع فـؤاده |
|
تـروى المواضي والرماح الدوالف |
ومرتضع بالسهم أضحـى فطامـه |
|
فـذاق حـمام الموت والقلب لاهف |
اتـى ابـن رسـول الله مستسقياً له |
|
فـما عـطفت يوماً عليه العواطف |
فأهـوت عـلى الجيد المخضب امه |
|
تقبّلـه والـطرف بالـدمع واكـف |
جـعلتـك لـي يا مـنية النفس زهرة |
|
ولـم أدر أنّ الـسهم للـزهر قاطف |
فللّه مـقدام عـلى الـهـول مـا لـه |
|
سوى المرهف الماضي عضيد محالف |
إذا اشـتد ركـب زاد بـشـراً وبهجة |
|
كـأن المنايا بالأمـاني تــساعـف |
وفي الأرض صرعى من بنيه ورهطه |
|
وفي الخدر منه المحصنات العفـائف |
فـلا هـو من خطـب يـلاقيه ناكِل |
|
ولا هـو فـيما قد مـضى منه آسف |
واعـظم ما قاسى خـدور عـقائـل |
|
بهـا لم يـطف غـير الملائك طائف |
وعـز عـليه ان تـهاجـمها العـدى |
|
وهـن بحامي خـدرهـنّ هـواتـف |
يـنوء لـيحمي الـفاطـميات جـهده |
|
فيكـبو بـه ضعف القوى المتضاعف |
لأن عـاد مسـلوب الـثياب مجـرداً |
|
فللحمـد ابـراد لــه ومـطـارف |
فلـم يـرَ أحـلى من سليب قد اكتسى |
|
من الطعن ما تكسو الجروح النواطف |
وفـي الـسبي مـن آل الـنبي كرائم |
|
نمتها إلى المجد الأثـيل الـخلائـف |
يسـار بها مـن منهـل بعـد منهـل |
|
وتطـوي عـلى الأكوار فيها التنائف |
ولـيس لـها مـن رهـطها وحماتها |
|
لدى السير ألا ناحـل الجسم ناحـف |
تمثلـها الـعين الـمنـيرة للـعـدى |
|
ويسترها جفـن من اللـيل واطـف |
وهـن بـشجـو للدمـوع نـواثـر |
|
وهـنّ بـندب للـفـريد رواصـف |
هـواتـف يبكـين الحسين إذا بـكت |
|
هـديـلا حـمامات الغصون هواتف |
وفـوق الـقنا تـزهو الرؤوس كأنها |
|
أزاهـير لـكن الـرماح القـواطف |
وما حمـلت فوق الـرماح رؤوسهم |
|
ولكنمـا فـوق الـرماح المصاحف |
فـيا عهـد الأنيس عليك مني |
|
وان حـلت التحـية والسلام |
أُسائلـها ولـي قـلب كـليم |
|
وهل تدري المنازل ما الكلام |
أعائـدة لـنا أيـام وصـل |
|
فينعـم بالـوصال الـمستهام |
بزهر كواكب وشموس حسن |
|
وأقـمـار مطالـعها الخـيام |
مـتى يـسلو صـبابته كئيب |
|
بلـيّتـه اللـواحـظ والقـوام |
إذا ملـك الـهوى قلب المعنى |
|
فأيـسر مـا يعـانيـه الملام |
يهـيج لـي الغرام شذى نسيم |
|
يشـم وومـض بارقـة تشام |
ويشـجين الـحمام إذا تغـنى |
|
وكـل شـجٍّ يهـيجه الحـمام |
ويقدح لي الأسى يوم اصيبت |
|
بـه أبـناء فـاطـمـة الكرام |
وخـطب قـادح في كل قلب |
|
بقـادحـة الـجوى فيه ضرام |
فيـابن الـضاربين رواق فخر |
|
سمت فوق الضراح لـه دعـام |
أيخـضب بالسهام وبالمواضي |
|
محـياً دونـه الــبدر الـتمام |
فليـت الـبيض قد فلت شباها |
|
وطـاشت عـن مراميها السهام |
كـأنـك منهل والبيض ظمأى |
|
لهـا فـي ورد مهجتك ازدحام |
نعـلل النفس بالوعد الذي وعـدوا |
|
أنـى وقـد طال في انجازه الأمد |
ان كـان غـيّر بـعد العهد ودهم |
|
فـودّنـا لهـم بـاق كـما عهدوا |
وان يـكن لـهـم في هجرنا جلد |
|
فـأن أبعـد شيء فـاتـنا الـجلد |
أما وطـيب لـيالـينا التي سلفت |
|
والعيش غض كما شاء الهوى رغد |
ان العـيـون الـتي كانت بقربهم |
|
قـريرة جـار فـيها الدمع والسهد |
ما انـصفـونا سهـرنا ليلنا لهم |
|
صـبابـة وهـم عـن ليلنا رقدوا |
تبكيهم مقلتي العبـرى ولو سعدت |
|
بكت مصاب الاولى في كربلا فقدوا |
مصالـت كـسيوف الهند مرهفة |
|
فـرنـدهـا كرم الاحساب والصيد |
الـمرتقـين مـن الـعلياء منزلة |
|
شـماء لا يـرتقـيها بـالمنى أحد |
الطاعـنين إذا أبـطالـها انكشفت |
|
والمـطعـمين إذا ما اجـدب البلد |
من معشر ضربت فوق السماء لهم |
|
أبيات فخر لها من مجدهـم عمـد |
سادوا قريشاً ولولاهم لما افترعـت |
|
طود الفخار ولولا الروح ما الجسد |
تخال تحت عجاج الخيل أوجههـم |
|
كـواكباً في دجـى الظلماء تتقـد |
يمشون خـطراً ولا يـثنيهم خطـر |
|
عـن قـصدهم وأنابيب القنا قصد |
وافـى بها الأسد الغضبان يقدمـها |
|
اسـداً فـرائـسها يوم الوغى اسد |
كـأن مرهفه والـضـرب يوقـده |
|
شمس الهجير وأرواح العدى بـرد |
كأنمـا رقمـت آي السجـود بـه |
|
فكلمـا اسـتله مـن غمده سجدوا |
فحاولت عـبد شمس أن يدين لهـا |
|
قـوم لهـا ابن رسول الله منتقـد |
حتى إذا جالت الخيلان صاح بهـم |
|
ضـرب يطيـش به المقدامة النجد |
فأحجموا حيـث لا ورد ولا صـدر |
|
والسمـهـرية في أحـشائـهم ترد |
يا عيـن لا تعـطشي خدي فأنهـم |
|
قضوا عطاشا وماء النهـر مطـرد |
أقّلا عـليّ اللوم فيما جنى الحبّ |
|
فان عـذاب الـمسـتهام بـه عـذب |
وصلت غرامي بالدموع وعاقدت |
|
جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب |
تقـاسـمن مني ناظراً ضمنت له |
|
دواعى الهـوى ان لا يجفّ له غرب(1) |
فلـيت هـواهم حمّل القلب وسعه |
|
فيقـوى لـه أو لـيت ما كان لي قلب |
فابعد بطيب العيش عني فليس لي |
|
بـه طائـل ان لـم يـكـن بيننا قرب |
الا في ذمام الله عيس تحـملـت |
|
بسـرب مـهاً للـدمع في أثرها سرب |
وكنا وردنا العيش صفوا فأقـبلت |
|
حـوادث أيـام بـهـا كـدر الـشرب |
عدمناك من دهر خـؤون لأهلـه |
|
إذا ما انقضى خطب له راعناً خـطب |
على أن رزء الناس يخلق حقـبة |
|
ورزء بـني طـه تـجدده الـحقـب |
حـدا لهـم ركب الفـناء آبائهـم |
|
وسار بـمغبـوط الـثناء لهـم ركـب |
لحى الله يا أهل العراق صنيعكـم |
|
فـقد طـأطأت هـاماتهـا بكم العرب |