مشـوا وفـؤادي إثـر ظـعنهم مشى |
|
فلـم يـصح قلب بالغرام قد انتشى |
ومازلت أخفى الشوق والوجد والجوى |
|
ولكن سقمي بالهـوى والجوى فشى |
واكتـم شـيباً فـي فـؤادي شعـلته |
|
عن الناس لكن شيب فودي به وشى |
وظـلت امـيم تستـطـيب ملامـتي |
|
واكـره مـنهـا لـومها والتحرشا |
فـقلـت دعـي عـني الـملام فأنني |
|
على غير حب الآل جسمي ما نشى |
فقالت على من سال دمعك في الثـرى |
|
فقلت على من في ثرى الطف عرشا |
فقالـت وماذا بـعد ذلك قـد جـرى |
|
علـيه فـلا تـكتم وقل فيه ما تشا |
فقـلت لهـا أخـشى عليك من الأسى |
|
فقالـت لـي أفصح ان قلبي تشوشا |
فقـلت سأتلـو مـنه أفـجـع حادث |
|
عليك فشقي الجيب أو مـزقي الحشا |
أتاهـا وفيها حـرب قـد حشدت له |
|
من الجيش ما سد الفلا والفضا حشا |
وسامـته إما أن يـبايـع ضارعـاً |
|
أو الموت فاختار الردى دون ما تشا |
وشـد عـليهم بعد صحب تصرعت |
|
له كـهـزبر شـد فـي غـنم وشا |
وصال مكـراً طـعنـه ورد مهـلك |
|
سقى فـيه بالقاني من السمر عطشا |
وأوردهـم مكـراً صولـة حـيدرية |
|
غشتهم بها في الصبح قارعـة العشا |
ولا غـرو ان فـل الجـموع ولفـها |
|
بأمثالها أو طـال فـيهـا وابطـشا |
فـفي كـل عضو منه جيش عرموم |
|
مـن البأس يقفو إثره حيث ما مشى |
وما زال يحـمي خـدر بنت محمد |
|
الى ان وهت منه القوى واشتكى العشا |
فـكيف ولا يشكـو العشاء بعينـه |
|
ومن ظمـأ مـنه الـفـؤاد تحـمشـا |
ورام بأن يـرتاح في أخـذ فاقـة |
|
له وأبـى فـيه القـضا غـير ما يشا |
فـسددت الأعــدا بحـبة قـلـبه |
|
فـلا سـددت سهـماً مشـوماً مريشا |
فخر به يهـوى إلى الأرض ساجداً |
|
كـبـدر كـسا قاني الـدما وجهه غشا |
عجبت لشمر كيف شمـر ساعـداً |
|
لـذبـح الحسين السبط والله ما اختشى |
فان ضحـكـت سن الـيه فأنـما |
|
لتبكي لـه عـين الـجوائـز والـرشا |
وان سلبـت منـه الثـياب امـيـة |
|
فقـد الـبست ثـوباً مـن العار مدهشا |
وان فتـشت مـا فـي خباه فأنـما |
|
بـه كـل وغـد عـن مـساويه فتشا |
وان قتـلته وهـو لـم يطف غـلة |
|
بماء فـمن قـال لـها الأرض رششا |
وان نصـبت فـوق السنان كريـمه |
|
لخـفـض فان الله يـرفـع مـن يشا |
فيا بأبي أفدي عـلى الأرض جسمه |
|
ورأساً بـرمـح بالـبها الـعقل ادهشا |
ويـا بأبي أفـدي نـساء ثـواكـلاً |
|
علـى فـقده في الـدمع أرسلت الحشا |
كأن يـدهـا إذ كفكفت دمع عينـها |
|
دلاء وأهـداب الـجفـون لـها رشـا |
كأن سيـاط الـمارقين وقد مشـت |
|
عـلى مـتنها كانـت أفـاعـيَ رقشا |
مشين بها للشام عجـف وفي الـبكا |
|
عـليهـا لما قـد نالـها الركب أجهشا |
فزعن لضوء الصبح وارتحن من حياً |
|
إلـى ساتـر يـحمى إذا الليل أغطشا |
فأخرجـن من خـدر وداخلن مجلساً |
|
بـه الفسق والفـحشاء باضا وعشعشا |
وظل يـزيد يقـرع الـرأس شامـتاً |
|
بها بقـضيب فـيـه للـنفس أنعـشا |
وإن زجـرته بالـمواعـظ غـاضها |
|
وكيف يرى في الشمس من كان أعمشا |
لو كان غيرك يا بن عـروة مسلماً |
|
في مـصر كـوفان لأوى مسلما |
آويـتـه وحـميـتـه وفـديـتـه |
|
في مهـجة أبـت الـحياة تكرما |
إن لـم تـكن من آل عـدنان فقـد |
|
أدركت فخـر الخافقين وإن سما |
قد فقـتَ مَن يحمي الضعائن شيمة |
|
حتى ربيعـة بـل أبـاه مكـدّما |
ما بال بارقـة العـراق تقـاعست |
|
عن نصر من نال الفخار الأعظما |
لم لا تـسربـلت الـدما كـأميرها |
|
كأمـيرهـا لم لا تـسربلت الدما |
بايـعـتَ مـسلـم بيـعـة علوية |
|
أبداً فـلم تـنكث ولـن تـتندمـا |
فلـذا عـيون بـني الـنبي تفجّرت |
|
لما أتـى الـنـاعي اليه علـيكما |
بشراكـم طـلب ابـن فاطم ثاركم |
|
طلـب ابن فاطـم ثاركم بشراكما |
خـرج الحسين مـن الحجاز بعزّةٍ |
|
رغـم الـعدا لا خائـفـاً متكتما |
ونحا العـراق بـفتـيةٍ مضـرية |
|
كـل تـراه باسمـه مـترنـمـا |
قـوم أكفهـم لـمـن فـوق الثرى |
|
كـرماً تـكلّفت الروى والمطعما |
قـوم بـيوم نـزولهـم ونـزالهم |
|
لـم يكسبـوا غير المكارم مغنما |
رام ابـن هـند أن يـسود معاشراً |
|
ضربوا عـلى هام السماك مخيما |
هـبّت هـناك بـنو عـلي وامتطت |
|
مـن كـل مفـتول الذراع مطهّما |
وتضرمـت أسيـافـها بأكـفهـم |
|
فكأنهـا نار القـرى حـول الحمى |
حـتى إذا اصطدم الكماة وحجّـبت |
|
شمس الضحى والافق أضحى مظلما |
عبست وجوه الصيد مهما أبصروا |
|
الـعباس أقـبل ضاحـكاً مـتبسما |
متقـدماً بالطـف يحـكي حـيدراً |
|
فـي ملـتقى صـفين حـين تقدّما |
وكأنه بين الكتائـب عـمه الطيـ |
|
ـار قـد هـزّ اللـواء الأعـظـما |
وتقاعـست عـنه الفوارس نكصاً |
|
فـغـدا مـؤخـرها هـناك مقـدما |
بكـت الصبايا وهي تطلب شربـة |
|
تـروي بهـا والـفاطميات الـظما |
مـنعـوه نهـر العـلقمـى وورده |
|
فسقـاهـم ورد الـمنية عـلقـمـا |
حـتى إذا حـسمت يـداه بـصارم |
|
وأخـاه أسمعـه الـوداع مـسلـّما |
فانقضّ سبط المصطفى لـوداعـه |
|
كـالصـقر إذ ينقضّ من افق السما |
أهـوى عـليه لـيلثم الجسد الـذي |
|
لـم تـبقَ مـنه الـسمهريـة ملثما |
ناداه يا عـضدي ويا درعـي الذي |
|
قـد كنـت فـيه في الملاحم معلما |
فلأبكـيـنك بـالصـوارم والـقنا |
|
حتـى تـبيـد تـثلـّما تحـطـّما |
قسـماً بـغارب سابحي وهو الذي |
|
في العدو لم يطأ الثرى بمناسم |
جمحت فخفت الافق يصدع هامها |
|
فمسكت فاضل عزمها بعزائمي |
لا ابتغـي خـلعاً بـشعري لا ولا |
|
صفراً دنانـيراً وبـيض دراهم |
كلا ولا أخـشى تـهكـّم جـاهل |
|
أبـداً ولا أرجـووكالـة عالم |
عيشي بحمـد الله طـاب ولم يكن |
|
عـيشي بـتدليس وردّ مـظالم |
مـررت عـلى الوادي فلما رأينني |
|
نفـرن كأمـثال الـظـباء النوافـر |
وفـيها الـتي أرجو طروق خيالها |
|
كما يرتجي التأمين قلـب المخاطـر |
حمت خدرها لا بالمواضي البواتـر |
|
ولكن حـمته بالـجفـون الـفواتـر |
تقسمت مـن شوقي لها في رياضها |
|
لـعلّي الاقـيهـا بـسيماء زائــر |
فـبالمنحني جسمي وبالجزع مهجتي |
|
وفي ذا الغضا قلبي وبالغور ناظري |
وأقـذف نـفسي طالـباً رسم دارها |
|
وبي للـنوى ما بالـرسوم الدواثـر |
علـى ظـهر مفتول الذراعين أتلـع |
|
حبـيك القرى قبّ الأضالع ضامـر |
وغـرتـه في وجـهه وهـو أدهـم |
|
مقـالـة حـق في عـقـيدة كافـر |
إذا مـا عـدا ليـلا يصـك بأنفـه |
|
نجـوم الـثريا والـثرى بالحوافـر |
أطأطيء رأسي حين اركـب سرجه |
|
مخافـة تـعليق السهـى بمغافري |
فلا أطـرق الحييـن حيـّي وحيّهـا |
|
فيعلـم تغليس لـها في الـدياجـر |
وان هوّمت جـاراتهـا رحت غائراً |
|
ونجـم الـدياجي بـين باد وغائر |
أُسيب انسياب الصل بـين خيـامهـا |
|
واسري مسير الـنوم بين المحاجر |
ولما أحسّت بي اريعـت وحـوّلـت |
|
بناظرهـا نحـو الاسود الخـوادر |
وقالـت أما هبـت الاسود التي غدت |
|
مخالبـها بيـض السيوف البـواتر |
فقلت لها لا تـذعـري إننـي امـرؤ |
|
قصـارى مناي اللثم ، لستُ بفاجر |
فما جمحـت إلا وأمسكـت شعـرها |
|
كذاك شكيم الخـدر فضل الـغدائر |
فلما اطمأنـت لـي شكوت لها الهوى |
|
وفي بعض شكوى الحب نفثة ساحر |
دنت وتدلّـت من فمـي وتبـسمـت |
|
وقالـت فخـذ مـني قـُبيلةَ زائـر |
شرفت ثنـاياهـا فقـالت بعيـنـها |
|
(هنـيئاً مـريئاً غـير داء مخامر) |
فضاجعتها والسيـف بيـنـي وبينها |
|
وسامـرتـها والرمح كان مسامري |