فـضّ نـجـلُ المُعزّ لا فضّ فوهُ |
|
عـن رحـيق مـِن لفظه المختومِ |
(عاصمُ) الذهن في مراعاته مِـن |
|
خطـأ الـفكر ، (نافـعُ) الـتعليمِ |
(مدّ) كفاً مِن لينها في الندى (تشـ |
|
ـبعُ) (بالوصل) (لازم) (التفخيمِ) |
فصّـلـت للـتنزيـل أبهى برودٍ |
|
من معانـي الـترتيل لا من أديمِ |
قُلـتُ مـُذ أرخـوا «مقاصدَ كلمٍ |
|
فُصّـلت مـن لدن حكيمٍ عليمِ»(1) |
برغـم المجد من مضر سراةُ |
|
سـرتَ تـحدو بعيسهم الحـداةُ |
سرت تطوي الفلا بجبال حلم |
|
تـخـفّ لهـا الجبال الراسيات |
كـرام قـوضت فـلها ربوع |
|
خلـت فغدت تنـوح المكرمات |
وبانـت فالمنازل يوم بانـت |
|
طـوامس والـمدارس دارسات |
تحـنّ لهـا وفي الأحشاء نار |
|
تـأجـج والـمدامـع واكـفات |
أطيـبة بعـدها لا طبت عيشاً |
|
وكنت حمى الورى وهي الحماة |
وكنـت سما العلى وبنو علي |
|
بـدور هـدى بافقـك ساطعات |
أُباة سامـهـا الحدثان ضيماً |
|
ولـم تهـدأ عـلى الضيم الأباة |
أتهـجر دار هجـرتها فتقوى |
|
وتأنـس بالطفوف لـهـم فـلاة |
بـدت فـتأججت حرباً لحرب |
|
ضغـائـن في الضمائر كامنات |
يخوض بها ابن فاطمة غماراً |
|
تظـل بهـا تعـوم السابحـات |
أُصيب وما مضى للحتف حتى |
|
تـثلمـت الصفـاح الـماضيات |
وقـد ألـوى عن الدنيا فظلت |
|
تـنوح بهـا عــليه النائحـات |
تعـجّ الـكائنات علـيه حزناً |
|
وحـق بـأن تـعـج الكائنـات |
هـواك أثار العـيس تـقتادهـا نـجـد |
|
ويحدو بها من ثائر الشوق ما يحدو |
تجـافـى عـن الـورد الذميم صدورها |
|
لها السير مـرعىً واللغام لها ورد |
تـمـرّ عـلى الـبطحاء وهي نـطاقها |
|
وتعلو على جـيد الربى وهي العقد |
عـليـها مـن الـركب الـيمانيّ فـتية |
|
ينكّـر منهـا الليل ما عرف الـودّ |
أعـدّوا إلـى داعـي الـمسير ركـابهم |
|
وأعجلهم داعي الغـرام فما اعتدوا |
تـقـرّب منـهـم كـل بـعد شـملـّة |
|
عليها فتىً لم يثن مـن عزمه البعد |
ومـا الـمـرء بالانـساب إلا ابن عزمه |
|
إذا جـدّ أنسى ذكـر آبائـه الـجد |
يـردّ الـخصوم اللـد حـتى زمـانـه |
|
على أن هـذا الـدهر ليس لـه ردّ |
ويغـدو فأما ان يـروح مـع الـعلـى |
|
عـزيـز حـياة أو إلى موته يغدو |
ويغضى ولا يرضى القذى بل عن الكرى |
|
جـفوناً عـن التهويم أشغلها السهد |
رايـة الـعـز شأنـهـا الارتفاع |
|
تتسامى منـصـورة إذ تُطاع |
رايـة يقـرأ الـمفكـر فـيـهـا |
|
ما روى مجدنا القديم المضاع |
حـيّ أعـلامـنا وحـيّ قـناهـا |
|
يوم كانت تندك منها الـقلاع |
يـوم كانت بـنو مـعـدّ بن عـ |
|
ـدنان مهيباً جهادهـا والدفاع |
يـوم كـان الـعقاب يخفق في الـ |
|
ـجوّ ومنه نسر الأعادي يراع |
يـوم أردى كـسرى وقـيصر منه |
|
زجـلٌ لا تـطيـقه الاسماع |
ما اكتسى لـون خضرة النصر إلا |
|
بعدما احمرّ بالـدماء اليفـاع |
ذاك عـصرٌ بـنوره مـلأ الأرض |
|
التي ضاء في دجاها الشعـاع |
ذاك عـصر النبي والامـناء الغرّ |
|
إذ أمـرهـم مـهيب مـطاع |
=
ثـم عـمّ الـسلام والـعدل ظلٌ |
|
لـم يـكـدّر به الصفاء نزاع |
ثم وافى عـصر العلـوم بفضل |
|
أشـرقت من سناه تلك البقاع |
فاستطاعـوا بسيرهـم لـمعـالي |
|
في المساعي ونعم ذاك الزماع |
واستطاعوا بـوحدة العزم والآراء |
|
من حفظ مجدهم ما استطاعوا |
أيّهـذا الـمذكري مـجـد قـومي |
|
حين فاض الونى وجفّ اليراع |
تلك أعلامهم بألـوانهـا الأربـع |
|
مـرفـوعـة وهـذي الرباع |
أين لا أين هم ، وأيـن عـلاهـم |
|
أسـلامٌ ذكــراهـم أم وداع |
فـبرغـمى أن الــديار طـلول |
|
حين راحوا ومنتدى الحيّ قاع |
طمـعـت فـيهم الأعادي لـوهنٍ |
|
فـأذاعـوا ما بينهم ما أذاعوا |
رقـدوا والـمخاتـلـون قـيـام |
|
وتوانـوا والـحادثات سـراع |
رُب ظلـم بـالحـزم أشبه حقـاً |
|
وحقـوقاً أضاعـهـا الانخداع |
أيها الغـرب هـل تصورت يوماً |
|
كيف تعلو على الهضاب التلاع |
سترى الضغـط كيف يضرم ناراً |
|
يصطلى حرّها الكـمّي الشجاع |
لـم تـزل تـظهر التلطف حـتى |
|
شفّ عن سوء ما نويت القناع |
قـف مـعي نـنظر الحياة بعـين |
|
لا تـغشى جفونـها الأطمـاع |
لنرى ما الذي ملكـت بـه الشرف |
|
فأضحى يشرى لكـم ويبـاع |
أنـت والشرق في الـوجود سواء |
|
لـم يـميـزك دونـه الابداع |
لكـما في الحـياة حـرية العـيش |
|
سـواء لـكـم بـهـا الانتفاع |
فـلماذا تـمتاز بالـحـكـم فـيه |
|
وعـليـه لأمـرك الاسـتماع |
الـفـضل أضـحـت تـدار لديه |
|
بيـديـك الـشؤون والأوضاع |
كـل مـا تـدعـيه أنـك أقـوى |
|
وبـذا تـدعي الوحوش السباع |
ما لهذي النفوس تضرى مع القسوة |
|
فـي ظـلمهـا وتجفوا الطباع |
فـيخـال القـويّ أن لـه الحـق |
|
ومـن واجـباتـه الاخـضاع |
أفـدي الحسين لعـرصة كربلا |
|
في اسرة شادوا العلاء وقوموا |
ان جردت بيض الصفاح أكفهم |
|
تلقـى بهـا هـام العدو يحطم |
وعدوا على الأعداء اسداً مالهم |
|
من منجد إلا الصقيل المخـذم |
فكأنهم تحت العجاج لدى الوغى |
|
شمـس طوالع والرماح الأنجم |
بذلـوا نفوسهـم لسبط محـمد |
|
فسموا غداة على المنية أقدموا |
مـن مـبلغـنّ بـني لوى أنه |
|
في كربلا جسم الحسين مهشم |
من مبلغـن بني نزار وهاشماً |
|
جـذّت أكفـهم وشلّ المعصم |
أعلمتم أن الحسين على الثرى |
|
للبيض والسمر الخوارق مطعم |
أعـلمتـم أن الحسين بكربلا |
|
أكفـانه الـبوغاء والغسل الدم |
والرأس في رأس السنان كأنه |
|
بـدر تجـلّى عـنه أفق مظلم |
ونساؤه أسرى يشفهم الطوى |
|
فوق الهزال تساق أم لم تعلموا |
هبوا من الأجداث إن بناتكم |
|
بين الأعـادي تستـهان وتشتم |