ادب الطف - الجزء التاسع35


ـ ح ـ وعن العلامة الحلي عن المحقق الحكيم المتكلم نصير الملة والدين الخواجه محمد بن محمد بن الحسن الطوسي .
ـ ح ـ وعن العلامة الحلي قدس الله سره عن الفيلسوف الحكيم العالم الرباني الشيخ ميثم ابن الشيخ علي ابن الشيخ ميثم بن المعلا البحراني الماحوزي صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة وكتاب البحر الخضم وقواعد العقائد وغيرها .
ـ ح ـ وعن العلامة الحلي عن الفاضل الفقيه التقي الشيخ حسين ابن المحقق المدقق الشيخ علي بن سليمان الستري البحراني ، وهو والمحقق الشيخ ميثم كلاهما عن أبيه الشيخ علي المذكور عن العلامة محقق الحقائق الشيخ أحمد بن سعادة البحراني الستري ايضاً صاحب كتاب قواعد العقائد في علم الكلام وقد شرحها المحقق والخواجه شرحاً جيداً .
ـ ح ـ وعن المحقق الحلي عن العلامة الفهامة الشيخ بن نما عن الفاضل أبي عبد الله محمد بن ادريس الحلي العجلي صاحب كتاب السرائر .
ـ ح ـ وعن المحقق الحلي عن السيد الجليل السيد فخار الدين عن الفقيه الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي عن ابي القاسم الشيخ محمد بن جرير الطبري الامامي عن المفيد الثاني ابي علي الحسن عن والده شيخ الطائفة المحقة وعماد الفرقة الحقة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي صاحب تهذيب الأحكام والاستبصار والمبسوط والنهاية وغيرها عن الشيخ الامام السعيد أبي عبد الله الشيخ محمد بن النعمان المفيد البغدادي عن الامام أبي القاسم الشيخ جعفر بن قولويه صاحب كامل الزيارات وغيره عن الشيخ الامام رئيس المحدثين الفقيه ابي جعفر محمد ابن علي بن موسى بن بابويه القمي عن أبيه الفقيه علي بن بابويه وعن جملة مشايخه المذكورين في مشيخة من لا يحضره الفقيه أعلى الله درجاتهم وضاعف حسناتهم .

ادب الطف - الجزء التاسع36


ـ ح ـ وعن شيخ الطائفة عن سيدنا الامام المرتضى علم الهدى وعن الشيخ المفيد عن علم الاعلام وحجة الاسلام أبي جعفر الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ثقة الاسلام صاحب الكافي الوافي بالأحكام وجميع الطرق التي لأصحابنا ترجع إلى شيخ الطائفة الطوسي وقد ذكرها في الفهرست وغيره وعن شيخنا الشيخ المفيد طاب ثراه عن مشايخه ورجاله الذي ذكرهم ثقة الاسلام في الكافي إلى أن تنتهي أسانيد هؤلاء الثقاة الأعلام عن أئمتنا الطاهرين الكرام المتصلة أخبارهم الى جدهم وسيدهم الرسول المصطفى عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام عن جبرئيل الأمين عن رب العالمين .
ثم ليعلم سيدنا وعمادنا ومولانا وملاذنا ان لهؤلاء المشايخ الكرام المذكورين من المبدأ إلى الختام طرقاً كثيرة وروايات وفيرة لو أردنا استقصاءها لكانت في مجلد ضخم ، وفي هذا كفاية والله ولي التوفيق والهداية . وأحسن ما جمعهم على الترتيب الأنيق والاسلوب الرشيق الشيخ الفاضل صاحب الحدائق في لؤلؤته ، والمحدث الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي البحراني في اجازته الكبرى التي أجازها الفاضل الشيخ ناصر الجارودي القطيفي والفاضل المتتبع ثقة الاسلام الحاج ميرزا حسين النوري في المجلد الثالث من مستدرك الوسائل وغير ذلك جزاهم الله خير الجزاء وحباهم أفضل الحباء ، من أراد ذلك فليرجع إلى ما هنالك .
ولنختم هذه الاجازة الشريفة بحديث متصل الاسناد إلى سادات العباد أئمتنا الأمجاد حتى ينتهي إلى الرسول المصطفى خيرة الملك الجواد وأفضل من برأه الله من جميع الخلق والعباد ، فنقول بالسند المتقدم إلى رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي أعلى الله مقامه في دار المقامة قال حدّثنا محمد بن القاسم الجرجاني قال حدثنا محمد بن يوسف بن زياد وعلي بن

ادب الطف - الجزء التاسع37


محمد بن سنان عن ابويهما عن مولانا وسيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه أمير المؤمنين عليهم الصلاة والسلام قال قال رسول الله (ص) لبعض أصحابه ذات يوم يا عبد الله : أحبب في الله وأبغض في الله ووالِ في الله وعادِ في الله فانه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا على علاء الدنيا عليها يتواددون وعليها يتباغضون وذلك لا يغنى عنهم عن الله شيئاً ، قال الرجل يا رسول الله كيف لي أن أعلم أني واليت في الله وعاديت في الله ، ومَن وليّ الله حتى أواليه ، ومن عدوّه حتى أعاديه . فأشار رسول الله (ص) الى علي عليه السلام ، وقال : أترى هذا ، قال بلى ، قال صلى الله عليه وآله : وليّ هذا وليّ الله وعدوّ هذا عدوّ الله ، فوالِ وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك ، وعادِ عدوّ هذا ولو أنه أبوك وولدك . انتهى كلامه عليه وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه .
فليرو سيدنا ومولانا أدام الله ظلاله وأصلح أحواله وأزاد في الصالحات والطاعات اقباله وكثر في الفرقة الناجية أمثاله لمن شاء وأحب محتاطاً في ذلك سلك الله به وبنا وباخواننا المؤمنين أحسن المسالك وجنبنا جمعاً جمع المهالك انه وليّ ذلك سائلاً من ذاته السليمة وأخلاقه التي هي على نهج الهداية مستقيمة أن يمدّنا بصالح الدعوات ولا سيما في مظان الاجابات .
وكتب العبد الجاني علي بن حسن بن علي بن سليمان البلادي البحراني عفى الله عن ذنوبهم أجمعين وأعطاهم خير الدنيا والدين بحق محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم كل آن وحين والحمد لله رب العالمين . باليوم 18 من شهر

ادب الطف - الجزء التاسع38


جمادي الثانية من السنة 1327 السابعة والعشرين بعد الثلثمائة والألف هجرية على مُهاجرها وآله آلاف الصلوات والتحية .
الختم
ظن علي بربه حسن

وترجم له صديقنا المعاصر الشيخ علي المرهون في (شعراء القطيف) وذكر له من المراثي للامام الحسين عليه السلام قصيدته التي يقول في أولها :
يا لخطب زلزل السبع الشدادا ولقد أوهى من الدين العمادا
ورمى الاسلام سهمـاً صائباً فأصاب القلب منه والفـؤادا

واخرى مطلعها :
هلّ المحرم فاخلـع حـُلّة الـطرب والبس به حلل الارزاء والكـرب
واحرم وطف كعبة الأحزان منتحراً هدي السرور مدى الاباد والحقب
* * *


ادب الطف - الجزء التاسع39


الشيخ عبد الله باش أعيان


المتوفى 1340

الشيخ عبد الله ضياء الدين باش أعيان العباسي ، قال مشطراً البيتين الشهيرين وهما من نظم عثمان الهيتي المترجم في الأجزاء السابقة من هذه الموسوعة :
رمـيت الـخيزرانة من يميني ولو كانت من الدنيا حطامي
سأتـركهـا ولا أصـبو اليها وأكـره أن أُشاهدها أمامي
ولستُ بحامل ما عشتُ عوداً مدى الأيام أو يأتي حمامي
أأحمل في يدي عوداً غشوماً بها قرعوا ثنايا ابن الامامِ
* * *

الشيخ عبد الله ضياء الدين باش أعيان : هو ابن الشيخ عبد الواحد باش أعيان البصرة ترجم له الأديب المعاصر حسون كاظم البصري في مؤلفه المسمى (ذكرى الشيخ صالح باش اعيان العباسي) فقال : كان سماحته مثال المروءة ودماثة الخلق وكرم النفس واليد ، يتفقد الصغير والكبير والغني والفقير ، درس على علماء زمانه مثل الشيخ أحمد نور الدين الأنصاري والشيخ عبد

ادب الطف - الجزء التاسع40


الوهاب الأنصاري والشيخ اسماعيل الكردي والشيخ أحمد الكوهجي والشيخ احمد الحلبي وأجازه أحد العلماء الألوسيين فأصبح عالماً فاضلاً وأديباً وشاعراً ونال رتبة من الحكومة العثمانية ، هي رتبة (بلاد خمس) وتعيّن في مناصب منها :
1 ـ عضواً في محكمة التمييز بالبصرة سنة 1292 هـ .
2 ـ عضواً في المحاكم العدلية سنة 1297 هـ .
3 ـ وكيلاً لرئاسة محكمة الجزاء الشرعية والحقوق ومدعي عموم البصرة وعضواً في مجلس المعارف والأوقاف ، وعضواً في مجلس إدارة الولاية مدة خمس سنوات .
وكان كثير القراءة والتتبع ، فترى معظم كتب الاسرة تحمل تعليقات وهوامش بخطه ، وألّف بضعة رسائل منها :
1 ـ رسالة عن تراجم أعيان البصرة ، محفوظة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد .
2 ـ رسالة صغيرة عنوانها (الفتوحات الكوازية في السياحة إلى الأراضي الحجازية) وقد طبعت .
3 ـ بحوث ورسائل في مختلف العلوم .
وأنجب من الاولاد : (1) الشيخ عبد الواحد (2) الشيخ صالح الذي طبعت له ذكرى بقلم حسون كاظم البصري (3) الشيخ محمد أمين عالي وتوفي سنة 1340 هـ .
وهذا ثاني أنجاله وهو الشيخ صالح باش أعيان الذي لمع نجمه واشتهر فضله ، وذاع صيته واستوزر اكثر من مرة وتنقل في المناصب العالية . وكان مولده عام 1291 هـ . ووفاته سنة 1946 م . 1365 هـ . وكان من نظمه في مدح الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

ادب الطف - الجزء التاسع41


وأقول للساقي فـديتك هاتها فاذا سكرت من الـمدام إليّ غـن
أيام نلتُ بها المسرة مثل ما نلـتُ المسرّة فـي ولاء ابي حسن
قل للذي نظم القريض لغيره متـمثلاً في الصيف ضيّعتَ اللبن
أجهلتَ حـق محمد في حيدر قل لي بحقك (هل أتى) نزلت لمن

واسرة آل باش تنحدر من صلب عمود الخلفاء العباسيين الذين تربعوا دست الحكم في بغداد ، إذ ان الأمير هاشم بن أبي محمد الحسن المستضيء بالله العباسي هو رأس هذه الاسرة ومنه اخذت ترتفع بحلقات متينة متصلة بدقة واحكام إلى يومنا هذا . وترجم له الخاقاني فقال :
عبد الله ابن الشيخ عبد الواحد (باش أعيان) العباسي الملقب بضياء الدين . ولد في البصرة 1263 هـ . ونشأ بها محباً للخير والعلم والأدب ، كان مهيب الطلعة جليل القدر سمح النفس يتفقد الفقير . درس العلوم الدينية على جده لأمه الشيخ أحمد نور الأبصاري وعلى فريق من أعلام البصرة ، ولازم الحجة السيد ناصر ابن السيد عبد الصمد والعلامة السيد محمد شبّر الكاظمي ، وكانت مجالسه لا تخلو من الحوار العلمي والأدبي . اجتمع بالرحالة السيد محمد رشيد بن داود السعدي فكتب عنه في رحلته (قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق والنهرين) . تقلّد عدة مناصب في الدولة العثمانية ، فقد عُيّن في سنة 1297 عضواً في المحاكم العدلية إلى سنة 1320 هـ . ووُلي خلالها عدة وظائف منها وكيلاً لرئاسة محكمة الجزاء والشرعية والحقوق ومدعي العموم في البصرة . وعضواً في مجلس المعارف والأوقاف ، وعضواً في ادارة الألوية ، وتلقى عدة فرامين من السلطان عبد الحميد خان توفي بمسقط رأسه ـ البصرة ـ سنة 1340 هـ . ودفن بمقبرة الاسرة الخاصة في جامع الكواز . له آثار منها رسالة في تراجم أعيان البصرة ـ توجد في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد ، وكتاب (الفتوحات

ادب الطف - الجزء التاسع42


الكوازية في السياحة إلى الأراضي الحجازية) مطبوع ، ورسائل اخرى لم تكمل . وله تعليقات كثيرة على مئات الكتب المخطوطة بمكتبة الاسرة الخاصة . خلف أنجالاً ثلاثة : 1 ـ الشيخ عبد الواحد ، 2 ـ معالي الشيخ صالح المتوفى 1365 هـ . والد الشيخ عبد السلام ، 3 ـ معالي الشيخ محمد أمين المتوفى 1340 هـ .
وفي ديوان السيد حيدر قصيدة يهنئ بها الشيخ عبد الله بزواج ولده الشيخ عبد الواحد وأولها :
عجل الصب وقد هبّ طروبا فتعدّى لتهانيك النسيبا(1)
* * *


(1) عن ديوان السيد حيدر تحقيق الباحث على الخاقاني .
ادب الطف - الجزء التاسع43


الملا على الخيري

المتوفى 1340

قال من قصيدة في الامام الحسين عليه السلام :
وراءك عني حسبي اليوم ما بيـا وكُفّـي مـلامي لا عــليّ ولا لـيا
أمـن بعـد يوم ابن النبي بكربلا يجــيـب فؤادي للـصباية داعـيا
غـداة ابن هـند شبّها نـار فتنة بها عـاد جمـر الـوجد للحشر ذاكيا
وقاد لـحرب ابـن النبي جحافلا وأوقـدهـا حـرباً تشيب النواصيـا
فهبّ لها حامي حمى الدين مفردا بأهلـي وبي أفـدي الفـريد المحاميا
وما زال للأرواح يخطـف سيفه إلى أن هوى شلواً على الأرض ثاويا
تظللـه سمـر الـرمـاح وتارة تهـيل عـلـيه الـعاصفات السوافيا
تريب المحيا في الصعيد معفـراً ثلاثاً علـى وجـه البسيطـة عـاريا
ومن حـوله أشلاء أبناء مجـده دوام بنـفسي أفــتـديهـا دوامـيا
وسارت بأطراف الأسنة والقـنا رؤوسهـم يـجلـو سناهـا الـدياجيا
* * *

علي بن الملا حمزة الملقب بالخيري ، بغدادي الأصل حليّ النشأة والتربية ، يقول الشيخ اليعقوبي أن مولده سنة 1270 هـ . توفي أبوه وهو لم يبلغ الحلم فهبط الحلة وأقام فيها مرتزقاً من كتابة الصكوك والوثائق الشرعية وما شاكل ذلك ، قال وفيه ذكاء غريزي وميل فطري لتحصيل الأدب ومعاشرة الادباء

ادب الطف - الجزء التاسع44


فاتصل بآل السيد سليمان وطفق يختلف إلى ندوة شاعر الفيحاء السيد حيدر وتأثر بأدبه فكان من ملازمي داره ورواة أشعاره حتى نسخ الكثير من نظمه ثم صحب ولده السيد حسين وابن أخيه السيد عبد المطلب ، ولهما معه مسامرات ومراسلات . وسكن في أواسط عمره قرية (ذي الكفل)(1) واتصل بزعيمها يومذاك وهو الحاج ذرب بن عباس وهو السادن الرسمي لمرقد ذي الكفل فجعله كاتبه الخاص ونائبه على ادارة الأملاك والوقوف التي تحت تصرفه وتوليته .
وكان رحمه الله بطل الرواية في قصة (منارة الكفل) التي هي مضرب المثل ، فيقال لكل شيء يغتصب علانية (ما أشبهه بمنارة الكفل) وخلاصة القصة كما نقلها اليعقوبي في (البابليات) عن المترجم له هي : تقدم الحاج ذرب بعريضة إلى السلطان عبد الحميد في سنة 1305 هـ . بأن جامع ذي الكفل يعود للمسلمين بدليل وجود منبر ومحراب اسلامي ومنارة للأذان ، وأن اليهود تملكوه وبنوا فيه مخازن وبيوتاً وغرفاً يأوى اليها الزائرون منهم في عيد رأس السنة وعيد الكفارة وغيرهما من المواسم ، فأنكر اليهود كل ذلك فندبت الحكومة ببغداد رجلاً من موظفيها للكشف عن ذلك فجاء إلى قرية ذل الكفل وجلس في ظل المنارة كتب تقريراً خلاصته (أن لا منارة هناك) فكتب الحاج ذرب إلى الاستانة كراسة صغيرة بحث فيها عن المسجد وحدوده القديمة ومساحته وما فيه الآن من بنايات حديثة لليهود وتاريخ المنارة وموضع المحراب والمنبر وما إلى ذلك (بخط المترجم له وإملائه) ورفع ذلك إلى الباب العالي في عهد السلطان عبد الحميد فأوفدت من الاستانة لجنة الحل النازع واستيضاح الحقيقة ولكنها

(1) بلدة قائمة على ضفة الفرات اليسرى تقع في منتصف الطريق بين الحلة والكوفة ، فيها مدفن نبي الله حزقيال المسمى بـ (ذي الكفل) وتعرف القرية في المعاجم القديمة (بئر ملاحة) ونقل الدكتور مصطفى جواد في مجلة الاعتدال السنة الرابعة عن مزارات السائح الهروي : قبر ذي الكفل وهوحزقيل النبي في موضع يقال له (برّ ملاحة) شرقي قرية يقال لها (قسونات) وبهذه القرية قبر باروخ استاذ حزقيل ومعلمه ، وبها قبر يوسف الربان ، واليهود يزورونه ، وبها قبر يوشع وليس هذا ابن نون ، وبها قبر عزرا وليس هذا عزرا ناقل التوراة الكاتب .
ادب الطف - الجزء التاسع45


عند وصولها بغداد توصل اليها اليهود بالمال وذلك بتوسط صالح دانيال فأيدت التقرير الأول ونفت وجودالمنارة في الكفل من دون أن تصل اليها وبعثت في تأييد قرارها من أخذ صورة فوتوغرافية للقرية في احدى جهاتها التي لا يظهر فيها شكل المنارة التي لا تزال باقية إلى الآن .
وقد دوّن المترجم له في مجموعة له كتبها بنفسه لنفسه طائفة من أشعار جماعة من أدباء الحلة كان قد عاصرهم كالكوازين والسيد حيدر وابن عوض وبعض منظوماته في صباه وقليلاً من شعر المتقدمين ويصدر كل قصيدة يثبتها لمعاصريه بقوله :
وقال سلمه الله تعالى ، مما يؤكد لنا أنها كتبت في أواخر القرن الثالث عشر ولم يزل مقيماً بالكفل إلى أن توفي يوم الثلاثاء 28 رجب من سنة 1340 هـ وحمل إلى النجف الأشرف ودفن فيها وعمره قد أناف على السبعين ، ذكر له الشيخ اليعقوبي في البابليات بعض منظوماته ومراسلاته وقصيدتين في الإمام الحسين عليه السلام ذكرنا في صدرالترجمة واحدة أما الثانية فمنها :
قـذيت لآل محمد عين الهدى والشرك قد أمسى قرير عيون
فمخضب بالسيف عند سجوده في كـف أشقى العالمين لعين
ومكابـد سـمّ العـدو بمهجة تفدى النفوس لسرّها المكنون
* * *


ادب الطف - الجزء التاسع46


الملا حبيب الكاشاني

المتوفى 1340

قال في مطلع ملحمته التي يرثي بها سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع) :
أبسبق القضاء جفّ مدادي أم بجمر الغضا أُذيب فؤادي
لا ولا للهوى يرفّ فؤادي أو للـيلى وزيـنب وسعـاد
ما تعديت عن طريق السداد
ان قلبي على الحسين قريح مدمـعي بالبكا عـليه جريح
وولائي له صحيح صريح وضجيجي مع الأنين فصيح
رزؤه قد أذاب مني فؤادي * * *

الملا حبيب الله الكاشاني ، الفقيه الكبير حبيب الله بن علي مدد الشهير بالكاشاني المتوفى صبيحة يوم الثلاثاء 23 جمادى الآخرة سنة 1340 هـ . دفن بكاشان وعمره 87 سنة . قال السيد الأمين في الأعيان : له عدة مؤلفات .
توضيح البيان في تسهيل الأوزان ، تفسير سورة الاخلاص ، تفسير سورة الفاتحة ، تفسير سورة الفتح مطبوع ، تسهيل المسالك إلى المدارك في القواعد الفقهية وقد الحق هذه المنظومة المتقدمة بالكتاب المذكور .

ادب الطف - الجزء التاسع47


وترجم له البحاثة الطهراني في (نقباء البشر في القرن الرابع عشر) فقال : عالم فقيه ورئيس جليل ومؤلف مروج مكثر ، اشتغل بالتصنيف والتأليف في أنواع العلوم وفنونها وكان مكثراً فقد بلغت عدة تصانيفه مائة وثلاثين كتاباً ورسالة وذلك إلى سنة 9 هـ . وقد عاش بعد هذا التاريخ 21 سنة والله العالم بما ألّفه خلال تلك المدة فمن مؤلفاته ، لباب الألقاب ، رجوم الشياطين في ردّ البابية و(منتقد المنافع في شرح المختصر النافع اثنا عشر مجلداً فرغ منها في سنة 1294 هـ .) توضيح البيان في تسهيل الأوزان ، رياض الحكايات في الأمثال والقصص ، عقايد الايمان في شرح العديلة ، ومن منظوماته الفارسية (نصيحة نامه ، وشكاية نامه) ومن منظوماته العربية منية الاصول في الدراية ، ومنظومة في علم المناظرة واخرى في علم الصرف واخرى في النحو اسمها (درة الجمان) إلى غير ذلك من المنظوم والمنثور الفارسي والعربي .

ادب الطف - الجزء التاسع48


السيد أبو بكر بن شهاب
المتوفى 1341

بــراءة بـرٍّ فـي بـراء مـحـرم عـن اللهو السلوان من كل مسلم
فـأيّ جـنان بـين جـنبي مـوحـد بنار الأسى والحـزن لـم يتضرّم
وأي فــؤاد ديـنـه حـب أحـمـد وقـرباه لـم يغضب ولـم يتألـم
على ديـنـه فلـيبكِ من لـم يكن بكى لرزء الحسين السيد الفارس الكمي
تـوجـه ذو الـوجـه الأعـز مـؤدياً لـواجـبه لـم يلـوه لـحيُ لـوّم
فـوازره سبعـون مـن أهـل بيـتـه وشيعـته من كـل طـلـق مقسّم
فهـاجـت جماهـير الضلال وأقبلـت بجيش لحـرب ابن البتول عرمرم
وحـين استوى في كربـلاء مخـيمـاً بتـربـتها أكـرم بـه مـن مخيّم
وساموه إعـطاء الـدنـيـة عـنـدما رأوا مـنه سمـت الخادر المتوسم
وهيهات أن يـرضى ابن حيدرة الرضا بخـطة خسف أو بحـال مـذمّـم
أبـت نـفسه الـشماء إلا كـريـهـة يمـوت بـها موت العزيز المكرّم
هـو الـموت مـرّ الـمجتنى غير أنه ألـذّ وأحـلى مـن حـياة التهضم
وقـارع حـتى لـم يـدع سيف باسل بمعـترك الهيجاء غـير مـثلـّـم
وصبّحهـم بالـشوس من صـيد قومه نسور الفيافي مـن فـرادي وتوأم
أتـاح لـه نــيل الشهـادة راقـيـاً مـعارج مـجدٍ صعــبة المتسنم
هـي الـفتنة الـصماء لـم يلف بعدها مـنار مـن الايـمان غـير مهدم
فيـا أسرة الـعصيان والـزيغ من بني أمـية مـن يستخصـم الله يخصم


ادب الطف - الجزء التاسع49


هـدمتم ذى أركان بـيت نـبيكم لتـشييد بـيت بالـمظالم مـُظلـم
ولم تمـحَ حتى الآن آثار زوركم وتصديقه مـمن عن الحق قد عمي
ولا بـدع أن حاربـتم الله إنـها لشنشنة مـن بـعض أخلاق أَخزم
ونازعـتم الـجبّار في جـبروته ولـكنه مـن يـرغـم الله يرغـم
نبيّ الورى بعد انتقالك كـم جرى ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
دهتهم ولما تمضِ خمسون حـجة خطوب متى يلمـمن بالطفل يهرم
فكم كابد الكرار بـعدك من قـلىً وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجـم
وصبّت على ريحانتيك مصائـب شهيد المـواضي والشهيد المسـمم
ضغائن ممن أعلن الدين مكـرهاً ولولا العوالي لـم يـوحـد ويسلم
أضاعـوا مواثـيق الوصية فيهم ولـم يـرقبوا إلا ولا شكـر منعم
فسق غير مأمور إلى النار حزبهم إذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكم
حبيـبي رسـول الله إنا عصابة بمـنصبك السامـي نعـز ونحتمي
لـنا مـنك أعـلى نسبة باتباعنا لهديك في أقـوى طـريق وأقـوم
ونسبة ميـلاد فـم الطعن دونها على الرغم ممتصٌ بصاب وعلـقم
نعظم من عظمت ملئى صدورنا ونرفض رفض النعل من لم تعظـم
لدى الحق خشن لا نداجي طوائفاً لديهم دليـل الـوحي غـير مسلـم
سراعاً إلى التأويل وفق مـرادهم لرفـع ظـهور الـحـق بالمتوهـم
هـل الـدين بالقرآن والسنة التي بها جـئت أم أحـكامـه بالتحكـم
ولكن عـن التمويه ينكشف الغطا لـدى الـملك الـديّان يـوم التندم

السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي ينتهي نسبه إلى الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
ولد سنة 1262 هـ . بقرية حصن آل فلوقة أحد مصائف تريم من بلاد

ادب الطف - الجزء التاسع50


حضرموت وتوفي ليلة الجمعة 10 جمادى الأول سنة 1341 هـ (بحيدر اباد دكن) من بلاد الهند . كان عالماً جليلاً حاوياً لفنون العلوم مؤلفاً في كثير منها ، قوي الحجة ساطع البرهان ، أديباً شاعراً مخلصاً في ولائه لأهل البيت عليهم السلام ، ونظم منظومته المسماة (ذريعة الناهض إلى علم الفرائص) وعمره نحو 18 سنة وله مصنفات في العلوم تناهز الثلاثين . هو شاعر اليمن الأول في زمانه وترك بعده ديواناً ضخماً يضم مختلف أنواع الشعر ، فمن مدائحه للرسول الأعظم قصيدته التي مطلعها .
لذي سلم والبان لولاك لم أهوى ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوى

وفيها يقول :
ألا يـا رسول الله يـا مـن بنوره وطلعته يستدفـع الـسوء والـبلـوى
ويا خير من شدّت اليه الرحال من عميق فجاج الأرض تلتمس الـجدوى
اليك اعـتذاري عـن تأخر رحلتي إلى سوحك المملوء عمّن جنى عفـوا
على أن خمرالشوق خـامرني فلم يـدع فيّ عرقاً لا يحنّ ولا عضـوا
وأنـي لتـعـروني لـذكراك هزة كما أخذت سلمان من ذكرك العـروا
وما غـير سوء الحظّ عنك يعوقني ولكنني أحـسنت في جودك الرجـوا
وهـا أنا قـد وافيت للروضة التي بـها نـيّر الايـمان ما انفك مجلّـوا
وقفـت بـذلـي زائـراً ومسلـماً عليك سلام الخاضع الرافع الشكـوى
صلاة وتسليم عـلى روحـك التي اليهـا جـميع الفخر أصبح معـزوّا
علـيك سلام الله يا مـن بجـاهـه يـنال مـن الآمـال ما كان مرجوّا
علـيك سلام الله يـا مـن توجهت إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
سلام على الـقبر الـذي قـد حللته فأضحـى بأنـوار الـجلالة مكسوا
اليـك ابـن عـبد الله وافيت مثقلاً بأوزار عـمرٍ مـرّ معـظمه لـهوا
* * *


ادب الطف - الجزء التاسع51


وكقصيدته المهملة التي أولها :
ساد رسلَ الله طه أحمد مصدر الكل له والمورد

كما يضم هذا التيار في أطوائه مراثيه ومدائحه لآل البيت الكرام ، فمن جياد مراثيه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قصيدته التي أولها :
قفا وانثرا دمعا على الترب أحمراً وشقّا لعظم الخطب أقبية الكرى

ومن جيد مديحه لأمير المؤمنين (ع) قصيدته التي أولها :
خذوا الحذر أن تطوّفوا بخيامها وأن تجهروا يوماً برد سلامها

ومن جيد مراثيه للامام الحسين (عليه السلام) قصيدته التي أولها :
براءة برّ في براء محرم عن اللهو والسلوان من كل مسلم

وكذلك مدائحه لآل البيت الطاهر المنبّه في ديوانه في الصفحات : 41 و 46 و49 و51 و52 وسواها . ومما يصنف في هذا التيار قصائده الطائفية ومحاججاته المذهبية . وهذه القصائد وأغلبها برهان عقلي يطفح بها الديوان .
في بعض قصائده الدينية يكشف عن عميق إيمانه بوحدة المسلمين على اختلاف طوائفهم :
ها كل طائفة من الإسلام مذعـنة بــوحـدة فـاطــر الأكوان
وبـأن سيـدنا الـحبيب محـمداً عـبد الالـه رسولـه الـعدناني
وامام كـل منـهـم في ديـنـه أخـذاً ورداً مـحـكـم الـقرآن
فـإلـهنـا ونـبـينا وكـتابـنا لـم يـتّصـف بالخلف فيها اثنان
والكعـبة الـبيت الحـرام يؤمها قاصـي الحـجيج لنسكه والداني
وصـلاة كـل شطـرها وزكاته حتم وصوم الفرض من رمضان
أفبعـد هـذا الاتـفاق يصيـبنا نـزغ لـيفتننا مـن الـشيطـان


ادب الطف - الجزء التاسع52


واستمع اليه في هجاء السلفية والذين سُمّوا بالوهابية يقول :
أرشـد الله شـيعة ابن سعود لاعتقاد الصواب كي لا تعيثا
فرقة بالغرور والطيش ساروا في فجاج الضلال سيراً حثيثا
جسّموا شبّهوا وبالأين قالـوا لـوّثوا أصـل دينهـم تلويثا
من يعظم شعائـر الله قالـوا إنه كان مـشركـاً وخبـيثـا
ولهـم بعـد ذاك خـبط وتهو يـس تـلوى مجدهم والمريثا
أو يقـل ضـرني فلان ونجّا ني فـلان يـرونـه تـثلـيثا
وإذا ما استغاث شخص بمحبـ وبٍ إلى الله كـفروا المستغيثا
لابـن تيـمية استجابـوا قديماً وابن عبد الوهاب جاء حـديثا
اعرضوا عن سوا الحقيقة يبغـ ـون بما يدعون مهـداً أثـيثا
وتعاموا عن التجوز في الأسنـ ـاد عـمداً فيبحـثون البحوثا
أوليس المجاز في محكم الذكـر أتـانـا مـكـرراً مـبثـوثـا
وتسموا أهل الحديث وهـا هـم لا يـكادون يـفقهـون حـديثا

ويقول في (البخاري) :
قـضـيه أشبـه بـالـمرزئه هـذا الـبخاريّ أمامُ الفـئه
بالصادق الصدّيق ما احتج في صحيحـه واحـتجّ بالمرجئه
ومـثل عـمران ابن حطان أو مروان وابن المرأة المخطـئه
مـشـكـلة ذات عـوار إلـى حـيرة أرباب الـنُهي ملجئه
وحـق بيـت يمـمته الـورى مغـذّه في الـسير أو مبطئه
إن الإمـام الـصادق المجتبى بفـضله الآيُ أتـت مـنبئه
أجـلّ مـَن فـي عصره رتبةً لـم يقـترف في عمره سيئه
قـلامـة مـن ظـفـر إبهامه تعـدل من مثل البخاري مئه


السابق السابق الفهرس التالي التالي