أدب الطف ـ الجزء السادمس 309


وقال لما زار بسامراء مرقد الإمامين العسكريين سلام الله عليهما:
لله تــريـك سـامــراء فـاح بـه ريـح النـوبـة إشـماما وتعبيقا
هنئـت يـا طـرف فـيما متعتك به يـد الـمواهـب تـأييداً وتوفيقا
لـم يطرق العقل باباً مـن سرائرهـم إلا وكـان عـن الأفـهام مغلوقا
وفي المـعاجــز والآثـار تبصـرة لـرائـم غـرر الإيضاح تحقيقا
هـذا الـكتاب فـسلـه عـنهم فبـه صـراحة المدح مفهوماً ومنطوقا
أبصر بعينيك واسمـع واعتـبر وزن المعقول واختـبر المنقول تـوثيقا
وجـل بـطرفـك أيـماناً وميسـرة وطـف بسعيـك تغريباً وتشريقا
فهل تـرى العروة الوثقى بغيرهــم حيـث الـولاء إذا بالـغت تدقيقا
وهل ترى نار موسى غيـر نورهـم وهل ترى نعتهم في اللوح مسبوقا
وهـل تـرى صفـوة الآيـات معلنة لـغيرهـم ما يـؤود الفكر تشقيقا
قـوم إذا مـدحـوا فـي كل مكرمة قـال الكـتاب نعم أو زاد تصديقا
أضحى الثناء لهم كالشمس رأد ضحى وبات فـي غيـرهـم كذباً وتلفيقاً
إني و إن قل عن أوصافهم خـطري وهل تـرى زمـناً يـنتاش عيوقا
تعساً لقوم تعـامت عـن سنا شهـب إيـضاحـها طبق الأكوان تطبيقا
إن الإمامـة والتـوحـيـد في قـرن فكيف يؤمـن مـن يختار تفريقا
يـا مـن إليهـم حملت الشوق ممتطيا أقتـاب دجلـة لا خيلا ولا نـوقا
المـاء يـحـملنـي والنـار أحملهـا من لاعج الوجد تبريـحاً وتشويقا
أنتـم رجـائي وشـوقـي كـل آونة وأنتـم فـرجي مهما أجـد ضيقا
فـي يـوم لا والـد بـغني ولا ولـد ولا يـفرج وفـر المال تـضييقا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 310


حسن التاروتي

المتوفي سنة 1250
اللـراعـبـيـة بـالأجـرع صبـابـة وجـد فـلم تهجع
أم اسـتوجدت وأتـت مورداً تمـضمض مـنه ولـم تكرع
أجـارتـنا ليس دعوى الأسى بأن تخضبي الكف أو تسجعي
إلي حمـامة جـرع الـحمى فـليس الشـجي كـمن يدعى
فأمـا استطـعت حنينـاً لـه يلـف الـحنـايـا والإدعـى
ودمـع إذا فــار تـنـوره دمـاً لـم أقل يا جفوني أقلعي
عـذيـري مـن فـادح كلما صغى مسمعي شب في أضلعي
وقـائـلـة وزعـيـم الأسى يسـدد عـن قـولـها مسمعي
أتـعنـف عـينيك في أربـع فـقلت وعـن عنـفي أربعي
سلـي أن جـهلت ولـما تعي بـأن ابـن فـاطـمة قد نعي
غداة رأى الدين فـي خـامل يـجر قـنـاه ولـم يـرفـع
وداع دعـاه ائـتنا للـهـدى ولـم يـك هيـابـة إذ دعـي
وم حـولـه تبـع إن دعـا فـما حـمير مـن دعـا تبع


أدب الطف ـ الجزء السادمس 311


كـان الـنجوم بـهم تـهتدي إذا حـلها الـبدر في مطلع
فـحل بـوادي الندى لم يجد أخـا ثـقة فيه لـم يـخدع
فما اسطاع من بينهم مرجعاً وما كان في الأمر بالمرجع
فقـالوا أطـعنا يـزيداً فكن له طائعاً وامـض في مهيع
فـقال أطـعتم ولمـا أطـع لـه وسمعتم ولـم أسـمـع
أبـى الله يـخضع جيدي له وسيفـي بـكفي وجدي معي
فبـات وبـاتوا ومـن بينهم مـواعـدة الـقرع بالأقرع
فـوطـا قـلوب ذويه على لـقا أروع فـي تقى أورع
فمـذ دعـت الحرب أقرانها وقارنـت العضب بالأخدع
رأيـت أولـئك مـن دارع يـؤم الــهياج ومن أدرع
دعـوا للـرماح الا فاشرعي وبـيض الصفاح ألا فاقطعي
يـا خـيلنا قد أعدت الدجى فغـيبي بـه تـارة واطلعي
فوفى الذمام وأعلـى الـوفا نـفوس أسيـلت على اللمع
وظل فتى لـم تهله الألوف ولا بـالـفروقة في المجمع
يـرد الكماة كـذي لــبدة أغـار بـسـائـمه رتـع
فـليت ومـا ليت من عله ولا غـالك الـسهم بالمنقع
ولا شمر الشمر من جهلـه لـذبحك عـن ساعد أكوع
ولا كـرت الخيل إصدارها بمقدس صـدرك والأضلع
وياليـت فـارع رمـح بدا يـنؤ بـرأسـك لـم يرفع
فـقـل للـسماء وداراتـها وقد وقع القطـب منها قعي
وللشهب إن فاخرتك التلاع فردي النقاب عـلى البرقع
إذا كـان نورك من نور من تلألأ فـيـها فـلا تـلمع
متى أشـرق البدر في تلعة وقـد كان في الفلك الأرفع
وصارخـة إن أراد الـحيا لها الخفض قال أساها أرفع
أتـت نـحوه وبـأحشائها جـوى يـوقد النار بالمدمع


أدب الطف ـ الجزء السادمس 312


تـقول أخـي يـا حمي الثغور غـريـب بـعفرك والأربع
أراك جـديـلا ويـوم الجلاد بـغير قـراعك لـم يقـنع
تغـيم فـتمطر هـام الـكماة وتـرعـد في بارق اللـمع
أبيـح حـماك فـلا تـمتطي وبـح المنادي فـلم تسمـع
عـلام تـرشفـت من شفرة مـذاقـة كـاس طلا مترع
لعـلك حـين هجـرت الديار وآنـست فـدفـدة الـبلقـع
وكلت بأهليك قلـب العطوف واسكنتهـم بـحمى الأمـنع
فخل السرى يا ركاب الوفود فـخبر مـن السير أن ترجع
فما في القرى لك من مطعم وما في الثرى لك من مطمع
كان لم يشرع بـاب الـندى بـهن أو الـدين لـم يشرع
* * *
فيـا راكـباً ظـهر مـجدولة شأت أربع الريح في أربع
تـجافى الأباطح حزم الحزوم وجرعها حـزم الأجـرع
إذا لمـعت نـار طور الغري فأنت بوادي طـوى فاخلع
وصـل وسلم وصـل واستلم لقدس أبي الحسن الأنـزع
ونـاد وقل يا زعيم الصفوف ويـا قطب دائـرة الأجمع
قعدت وفي الطف أم الخطوب تقعقع فـي ضنك المـوقع
جثـت فـجثا بـازاها بنوك على ركب قط لـم تـرفع
فلمـا تـضايق مـد السيوف كمشتبك الأصـبع الأصبع
أبيـدوا فـغصت بـهم بقعة بها غص منهم فـم الأبقع
فـقم فـانتظـارك مـمدودة لها رغبة العـين والمسمع
فـقم فـانتظارك مـمـدودة لها رغبة العين و المسمع
وقـد وتـرته أكـف الترات فأغرقت الرمـي بالمنزع
إذا قعـد الشمـر في صدره فمـا لقعودك من موضع
إلام وأهلـوك فـي مـهلك وشـمل بـناتك لم يجمع


أدب الطف ـ الجزء السادمس 313


أقـام الـقطيـع عـلى رأسـها مقـام الـملائـة والمـلفع
واقـمـار أوجـهـهن الـذراع منازلهـا عـوض الـبرقع
إذا مـا اشتـكين الظما والطوى وعـز الغياث على المفزع
تنـوح الـجياع على الساغبات وتـبكي الـسواغب للجوع
كشكوى الفصال من المرضعات ونوح الفصيل على الرضع
ألا وأبـاهـا وايـن الـغـيور يراهـن في السبي كالزيلع
ينـازع أجـيادها مـا جـمعن وجـامـعة الأسر لم تنزع
تأن مـن الايـن والاغـتراب ينوء بهـا غارب الأضـلع


أدب الطف ـ الجزء السادمس 314


الشيخ حسن التاروتي



الشيخ حسن التاروتي من نوابغ الشعراء، اشتهر بجودة الشعر، وهو حسن ابن محمد بن مرهون التاروتي، جزل اللفظ جيد السبك، ولعلك تعجب إذا علمت بأنه كان يصيد السمك ويمتهن ذلك ويقوت من الزراعة والسقاية ويتحدث الناس عنه بأنه كان مضيافاً سخي النفس كما كان جميل الوجه حسن الصورة توفى في أواسط القرن الثالث عشر.
فمن شعره في الرثاء:
لـمن الشموس الطـالعات على قبا كـالـشهـب إلا أنـها فوق الـربى
تصـبـو لـها ألـبابنا فـكأنـها هي معصرات الصفو من عصرالصبا
مـن لي وقـلبي ضاع يوم سويقة مـا بـين أفراس الـهوادج والـخبا
مـن مبلغ عـني الشبـاب بـأنني مـن بـعـده ما عـدت إلا شيـبـا
ضيعت فيه فـما بصحف صحيفتي للـحافـظـين عـلـي إلا مـذنـبا
أضنـتنـي الأعـبـاء إلا أنـني مـتـمسك بـولاء أصـحاب الـعبا
قـوم جـعـلت ولائـهم ومديحهم هـذاك مـعتصـماً وهـذا مـكسبـا
أنـوار قـدس حـيث لا فلك يدور ولا صـبح يـعـاقـب غـيـهـبـا
ومـهـللين مــكـبـريـن وآدم مـن مـائـه والـطين لـن يـتركبا
نـزل الـكتاب عليهـم فقضوا به وأبـان فـضلـهم الـعظيم وأعـربا
سلوا لـه سيـفاً وقـادوا مقـنبـاً فـعلـوا بـمـا فـعلـوا ونافوا مقنبا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 315


حازوا العلى فاقوا الملا شرعوا الهدى بلو الصدى نصبو الحبا لزموا الإبا
مـا للثنـاء عـليهـم وبـمدحـهـم طـه تـنـوه والـمثانـي والـنبا
سـل عـنهم الأعـراف والأحـقاف والأنفال واسأل هل أتى واسأل سبا
يـغنيك قـول الله عـن ذي مـقول ومـديـحه عـمن أطـال وأطنبا
هـذا هـو الـشرف الذي أسرى لهم مـن عبد شـمس كل عضو كوكبا
حسـدوهـم نـيل المـعالي إذ غدوا أعلـى الورى نسباً وأعـلى منصبا
مـا ذنـب أحـمد إذ أتـى بشريعـة هـلا أتوا أصفى للشرايع مـشربا
ورضـوا بـما قـد قال في خم وقد نـصب الـحدائـج ثم قام ليخطبا
فـدعـا عـلياً قـائـلاً مـن كـنت مـولاه فـذا مـولاه طوعاً أو إبا
مـا زال حـتى بـان مـن أبطيهما بلـج أراه الـجـاحد المـتريـبـا
ولـووا بـبيعـته عـلى أعـناقـهم حبـلاً بـآفة نـقضهم لـن يقظبا
والله لـو أوفـوا بـهـا لـتدفـقت بـركـاتـها غـيثا عـليهم صيبا
لـو لـم يـحلوا عـهدها حل العهاد بـها ومـا اعتـاضوا جهاماً خلبا
مـن عـاذري منهم وقد حسدوا بها أولـى الـبرية بـالنبـي وأقـربا
الـحاكـم العدل الرضي الـمرتضى الـعالـما لـعلم الـوصي المجتبى
أسمـاهـم مـجداً وأزكـى مـحمداً وأعـفهـم أمـاً وأكـرمـهم أبـا
وأبـرهــم كـفـا وأنـداهـم يداً واسـدهـم رايـاً وأصـدقـهم نبا
وتـقدمـوه بـها ولـم يـتقدمـوا لمـا رئوا عـمر بـن ود ومرحبا
فـي يـوم جـدل ذا وذاك بضربة لا خـائفاً مـنهـا ولا مـترقـبا
عـدلت ثـواب الـعالـمين وبوئت جمـع الضـلالة خـاسراً ما ثوبا
وأبـيه لـولا بـسطة مـن كـفـه دخـلوا بـها مـا أخـرجوه ملببا
ودعـوا إلـى حرب الحسين مضلة الأهـواء فـاتبعوا السـواد الأغلبا
فأتوه لم يـرض الهـوادة صـاحباً فيـهم ولا أعطـى المقادة مصحبا
فـي قتـية شرعـوا الذوابل والقنا وتـدرعـوا وعـلوا جـياداً شزبا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 316


مــن كـل مـخترق العجاج تخالـه فيـما أثـار من الـعجاجة كوكبا
ليـث قـد اتـخذ الـقنـا غيلاً كمـا كانـت له بـيض الصوارم مخلبا
ورئوا طوال السمر حـيـن تـبـوئت عطـفا فظنوهـا الحسان إلا كعبا
عشقوا القصـار البيض لمـا شاهدوا بـدم الـفوارس خـدهن مخضبا
حـفظوا ذمـام مـحـمد إذ لم يـروا عـن آلـه يوم الـحفيظة مـذهبا
بـأبي بـأفـلاك الـطـفوف أهـله كـانت لـها تلع البسيـطة مغربا
وبقى الحسين الطـهرفي جيش الـعدا كالـبدر فـي جـنح اظلام تحجبا
يسـطو بـعـضب كالشـهاب فتنثني مـن باسه كالـضان وافت أشهبا
عـذراً إذا نـكصوا فـراراً مـن فتى قـد كان حيـدرة الكـمي لـه أبا
هذاك أطـعمـهم بــبدر مـمـقراً وبـكـربلا هــذا أغص المشربا
يا من أباح حـمى الطفـوف بعزمـة مـا كان فـي خـلد اللقا أن تغلبا
وأعـاد أعـطاف الــسيوف كسيرة يـوم الضراب وفل منها المضربا
كيف افترشت عرى البسيطة هل ترى أن الحضيض عـلا فنال الأخشبا
أو زلـزلـت لمـا قـتلـت وأرسيت بك إذ يخاف على الورى أن يقلا
لـم لا وقـاك الـدهر مولاك الـذي مـا فيه مـن سبـب فمنك تسببا
هلا تـرى الـدنيا بـأنـك عيــنها لـم لا وقـت عـنها لـئلا تذهبا
مـا للـردى لـم لا تـخطاك الردى والـخطب هـلا عن علاك تنكبا
أتـرى درى صـرف الـزمان وريبه مـا ذاك حـجبه المـنون وغيبا
أتـرى لــه تـرة علـيك وللـردى والـخطب هـلا عن علاك تنكبا
أتـرى لـه تـرة عـليـك وللـردى وتـراً فـراقبـه وذاك تـطـلبا
قـل للـمثقفة الـجيـاد تـحـطمي وتـبوئي بالـكسر يا بيض الضبا
والجـاريـات تـجر فـضل لجامها قـد آن بعد صهـيلها أن تـنحبا
مـن ذا يـوم هيـاجهـا، من ذا يثير عجـابها، مـن ذا يـقود المـقنبا
لا يـطلب الوفد الـثرى وعلى الثرى مثـواك قـد مـلأ التراب المتربا
يا مـحكمات البـينـات تـشـاكـلي قد أمـسك الداري الخبير عن النبا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 317


قد أظلم النادي وضل عن الهدى سارنحـى منهـاجـه وتشـعبـا
مـن أيـن للساري النجا ودليله فـي الـهالكين ونجمه الهادي خبا
رزء متى استنهضت سلواني له والصـبر ذاك أبـا، وهــذا أنبا
وحصان خدر ما تعودت الأسى من قبل أن يلج الحصان المضربا
قامـت تـردد رنـة لـو أنها فـي القاسيات الصم كانت كالهبا
منـهلة الـعبرات لـو لا أنها جـمر لقام بها الكلا واخصوصبا
تدعو وقد طافت بمصرع ماجد أبـت الـمعالي أن تـراه مـتربا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 318


ابراهيم بن نشرة البحراني

بعد سنة 1250
هـلا وفيـت بأن قضيت كما وفى صحب ابـن فاطمـة بشهر محرم
قـوم تـرى لسيـوفهـم وأكفهـم فـي الخصم والعافين واضح ميسم
من كـل وضـاح الفخـار لهاشم يعـزى عـلا ولآل غالـب ينتمي
تـخـذ المـواضـي حلية وثباته ثقـة لـه عـن صـارم أو لهـذم
وإذا هـم سمعوا الصريخ تواثبوا ما بيـن سـابـق مهـره أو ملجم
نفر قضـوا عطشـاً ومن أيمانهم ري العطاش يجنب نهـر العلقمـي
أسفي على تلـك الجسوم تقسمت بيد الظبا وغـدت سهـام الأسهـم
قد جل بأس ابن النبي لدى الوغى عـن أن يحيـط بـه فـم المتكلم
إذ هــد ركنهـم بكـل مهـنـد وأقـام مائلـهـم بـكـل مقـوم
ينحـو العـدى فتفـر عنه كأنهم حمر تنافر عن زئـير الضـيـغم
ويسل أبيض فـي الهيـاج كـأنه صل تلوى فـي يميـن غشمشـم
قد كاد يفني جمعهم لـولا الـذي قد خط في لوح القـضاء المحكـم
حتى إذا ضـاق الفضـاء بعزمه ألوى بـه للحشـر غـيـر مذمـم
سهم رمى أحشاك يابن المصطفى سهـم كبـد الهـدايـة قـد رمـى
يا ثم زولي يا صفـاح تثـلمـي يا فعـم غـوري يـا رماح تحطم
يا نفس ذوبي يا جفـون تـقرحي يا عين جودي يا مدامعـنـا اسجـم


أدب الطف ـ الجزء السادمس 319


لم أنس زينب وهي تدعو بينهم يا قوم ما في جمعكم من مسلم
إنا بنـات المصطفـى ووصيه ومخدرات بني الحطيم وزمزم
ما دار في خلدي مجاذبة العدى مني رداي ولا جرى بتو همي
قد أزعجوا أيتامنـا قـد أججوا بخيامنا لهب السعير المضـرم

الشيخ ابراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي البحراني أصلاً النجفي مسكناً ومدفناً كتب عنه في (شعراء الغري) فقال: ذكره حفيده الشيخ محمد علي التاجر البحراني في كتابه (منتظم الدرين في تراجم أعيان القطيف والاحساء والبحرين) فقال: كان عالماً فاضلاً وأديباً كاملاً وشاعراً قديراً، ورعاً صالحاً وجل شعره في أهل البيت عليهم السلام، ولم أعثر له على ذكر في الكتب إلا ما يوجد من شعره في بعض المجاميع الخطية المحتكرة لدى مالكيها، وقد وقفت له على قصيدتين واحدة في الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام والثانية في سيد الشهداء أبي عبدالله عليه السلام انتهى.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 320


الشيخ حسين نجف

المتوفى 1251
هذه كربـلاء ذات الكـروب فاسعداني على البكـا والنحـيـب
ههنا نسكب الدمـوع دمـاء ونشـق القـلوب قبـل الجيـوب
ههنا مصرع ا لكرام من الآل ومثوى الشهيد مثـوى الغـريـب
الحسين الإمـام وابـن علي والبتول الزهراء وسبـط الحبـيب
لهف نفسي عليـه حين ينادي مستغيثاً ولا يـرى مـن مجيـب
ظاميا يشتكـي غـليـل أوام فسقوه حـد القـنـا الـمـذروب
بأبي من ظفـرن فيـه ذئاب ذاك وهو الهـزبر ليـث الحروب
بأبي من بكت عليه السماوات بـدمـع من الـدمـا مسـكـوب
بأبي آله على الترب صرعى قد كستهم ريـح الصبـا والجنوب
يا لها فجعة لـرزء عظيـم أذكت النار فـي الحشـى والقلوب
ليس يشفـى غليل وجدي إلا عند فـوزي بـنصـرة المحجوب


أدب الطف ـ الجزء السادمس 321


الشيخ حسين بن الحاج نجف



ولد سنة 1159 وكتب حفيده الحجة الشيخ محمد طه نجف رسالة مستقلة في أحواله، جاء في كتاب دار السلام: الحبر الجليل والراسخ في علمي الحديث والتنزيل الذي لم ير لعبادته وزهده نظير ولا بديل، المولى الصفي الوفي. وفي الطليعة: كان فاضلاً أديباً مشاركاً بالعلوم فقيهاً ناسكاً وكان من أصحاب السيد بحر العلوم ذا كرامات باهرة.
له شعر كثير وكلمة في أئمة أهل البيت عليهم السلام وليس له في غيرهم مدحاً ولا رثاءاً، من آثاره: الدرة النجفية في الرد على الأشاعرة في الحسن والقبح العقليين وقد شرحها بعض معاصريه ونقلها تلميذه السيد صاحب (مفتاح الكرامة) في كتاب له في الأصول.
توفى ليلة الجمعة ثاني محرم الحرام 1251 رثته الشعراء من العلماء منهم الأديب العلامة الشيخ عبدالحسين محي الدين بقصيدة عامرة الأبيات.
ونورد للقارىء نماذج من شعر المترجم له فمن روائعه قصيدته الشهيرة في مدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام التي يقول في مطلعها:
أيا علة الإيجاد حار بك الفكـر وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر
وقد قال قوم فيك والستر دونهم بأنك رب كيف لو كشف الستـر
حباك إله العرش شطر صفاتـه رآك لها أهلا وهـذا هـو الفخر


أدب الطف ـ الجزء السادمس 322


وهي تزيد على 400 بيتاً. وله أخرى مطلعها:
لعلـي منـاقـب لا تـضـاهى لا نبـي ولا وصـي حـواها
من ترى في الورى يضاهي علياً أيضاهي فتى بـه الله بـاهـا
فضله الشمـس للأنـام تجـلت كل راء بناضـريـه يـراهـا
وهو نـور الإله يـهـدي إليـه فاسـأل المهتـدين عمن هداها
وإذا قسـت فـي المعـالي عليا بسـواه رأيتـه فـي سماهـا
خير مـن كـان نفسـه ولهـذا خصه دون غيـره بـإخاهـا

وقال من قصيدة في الإمامين العسكريين عليهما السلام:
بك العيس قد سارت إلى من له تهوى فأضحى بساط الأرض في سبرها يطوى
وتجـري الريـاح العاصفات وراءها تـروم لحـوق الخطـو منها ولا تقوى
تروم حمى فيه منـازل قـد سمـت علـواً وتشـريفـاً إلـى جنـة المأوى
إذا هـاج فيهـا كامـن الشوق هزها فتحسبـهـا منهـز أعطـافهـا نشوى
إلى بقع فيهـا الذيـن اصطـفـاهم على الناس طراً عالم السـر والنجـوى
إلى قـبــة فيهـا قبـور أئـمـة بهم وبها يستدفـسع الضـر والبلـوى
إلى بقعـة كانـت كمـكـة مقصداً وأمناً ومثوى حبـذا ذلـك المـثـوى
على حافتيها أينعت دوحـة الـتـقى فما بـرحـت أغصـانها تثمر التقوى

ومن قصيدة في الإمام الحسين يقول:
خطب تذل له الخطوب وتخضع وأسى تذوب له القلـوب وتجـزع
الله أكبـر يـا لـه مـن فـادح منه الجبال الراسيات منه تضعضع
فوق الأسنة راس من في وجهـه نور النبـوة والإمـامـة يـسطـع
ثغـر يقبلـه النبـي وفـاطــم وأبـوه حيـدرة البطيـن الأنـزع


أدب الطف ـ الجزء السادمس 323


أضحـى يقلبـه يزيد شماتة ويعود في عود عليه يقرع
صدر حوى علم النبي محمد والوحي والتنزيل فيه مودع
تطاً الجوانح في سنابك خيلهم وترض منه المغار الأضلع
* * *
ماذا تقول أميـة لنـبـيهـا يوماً بـه خصمـاؤهـا تتـجمع
وغداً إليه إيابها وحسـابهـا وله يكون مصيـربهـا والمرجع
فإذا دعاهم للخصومة في غد ياليت شعري ما الجواب إذا دعوا
وهم الذين استأصلوا أبنـاءه ذبحاً كما خانـوا العهود وضيعوا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 324


محمد بن سلطان

المتوفي سنة 1251
سرى البارق المفتض ختم المحاجر على حاجر، وآها لأوطار حاجر (1)
فيـا رب مخمـور الجنان وما به جنون ولكـن رب داء مخـامر
وأين علو الجـاه منـي ولـم أكن لغيـر أميـرالمـؤمنيـن بشاعر
فحسبي أبو السبطين حسـبي فإنما هو الغابة القصوى لبـاد وحاظر
وإن امرءاً باهـى بـه الله قـدسه ليخسـأ عـن عليـاه كل مفاخر
إمـام بـه آخــا الإلـه نبـيـه على رغم أنصاريهـا والمهـاجر
إذا لم تكـن شرط الامامة عصمة فما الفرق فيما بيـن بـر فـاجر
وان زعم الأقـوام نـاموس مثله فأين هم عن مرحب وابن عامـر
فلا سيـف إلا ذوالفقـار ولا فتى كحيدرة الكـرار مـردي القساور
فيا ليته لا غاب عن يـوم كربلا فتـلـك لعـمـرو الله أم الكبـائر
ومما شجاني يا لقومـي حـرائر هتكن، فيا لله هـتـك الحـرائـر
أيجـمـل يـالله ابـراز أهـلـه حـواسـر والهفـا لها من حواسر
وجوه كما الروض النضير وإنها ليغضي حياءاً دونهـا كـل ناظر
ولكنها الأقمار غبن شمـوسهـا فاشرقن من أرزائها فـي ديـاجر


(1) عن رياض المدح والرثاء. وقد اسماه عبدالله بن سلطان سهواً.


السابق السابق الفهرس التالي التالي