أدب الطف ـ الجزء السادمس 325


محمد بن سلطان



جاء في أنوار البدرين: ومن شعراء القطيف الشاعر الكبير اللبيب وهو من العجيب محمد بن سلطان القطيفي كان أمياً، له القصيدة الرائية العجيبة، مدح بها أميرالمؤمنين علياً عليه السلام مدحاً حسناً بليغاً ثم تخلص للرثاء على الحسين عليه السلام، وأولها:
سرى البارق المفتض ختم المحاجر على حاجر، واهاً لا وطار حاجر

وقصيدة رائية أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام، أولها:
آليت أخلع للزمان عذاري.
وأخرى أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام أولها:
مرابعنا نعم تلك المرابع
وله قصيدة ميمية في مدح رحمة بن جابر. وأشعار أخرى.
وقال الشيخ علي مرهون في (شعراء القطيف) : له شعر كثير أشهره رائيته العصماء، وابن سلطان رجل لا يقرأ ولا يكتب، عبقري فذ، وشاعر مفلق وهو أحد أعلام القرن الثالث عشر توفى سنة 1251.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 326


الشيخ علي كاشف الغطاء

المتوفي 1253
سهـام المنـايـا للأنـام قـواصد وليس لها إلا النفـوس مصـائد
أنأمل أن يصفو لنا العيـش والردى لـه سائـق لـم يـلو عنا وقائد
ألم تر أنـا كـل يـوم إلـى الثرى نشيع مولوداً مضـى عنـه والد
وحسبـك بالأشـراف من آل هاشم فقد أقفرت أبياتهـم والمـعاهـد
وقفـت بهـا مستنـشقاً لعبـيـرها ودمعي مسكوب وقلبـي واجـد
مهابط وحي طامسـات رسـومهـا معاهد ذكر اوحشت ومسـاجـد
وعهدي بها للوفـد كعبـة قـاصـد فذا صـادر عنهـا وذلـك وارد
وأين الأولي لا يسـتضـام نـزيلهم إليهم وإلا لـيس تلـقـى المقالد
ذوي الجبهات المستنيرات فـي العلى تقاصر عنها المشتـري وعطارد
سما بـهم فـي العـز جـد ووالـد ومجد طـريـف في الأنام وتالد
ومـا قصبـات السـبق إلا لمـاجد نمته إلى العليـا كـرام أمـاجـد
وأعظـم أحـداث الـزمـان بـلية بكتها الصخور الصم وهي جلامد
وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة إذا رمـت إبـراداً لـهـا تتزايد
أيمسي حسيـن في الطفوف مؤرقا وطرفي ريان من النـوم راقـد
ويمسي صريعاً بالعراء على الثرى وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد


أدب الطف ـ الجزء السادمس 327


فلا عذب الماء المعيـن لشـارب وقـد منعـت ظلـماً عليه الموارد
ولم ير مكـثور أبيـدت حمـاته وعز مواسيه وقـل المـسـاعـد
بأربط جأشا منه في حومة الوغى وقـد أسلمتـه للمـنـون الشـدائد
همام يرد الجيـش وهو كتـائب بسطوته يوم الوغى وهـو واحـد
إذا ركع الهندى يــومـاً بكفـه لدى الحرب فالهـامات منه سواجد
يلوح الردى في شفـرتيـه كأنه شهاب هـوى لمـا تطـرق ما رد
وإن ظمأ الخطـي بـل أوامـه لدى الروع من دم الطلا فهو وارد

إلى أن يقول:
ولم أر يوماً سيم خسفاً به الهدى وهدت به أركانـه والقـواعد
كيوم حسيـن والسبـايا حواسر تشاهد من أسر العدى ما تشاهد
تسير إلى نحو الشئام شواخصاً على قتب تطـوى بهن الفدافد
وتضرب قسراً بالسياط متونها وتنزع أقراط لهـا وقـلائـد
* * *
فدونكمـوها من عتيـق ولائكم قواف علـى جيد الزمان فرائد
جواهر لم تعلق بها كف نـاظم ولا لا مسـتهن الحسان الخرائد
ولولاكم ما فاه بالشعر مقـولي ولا شاع لـي بين الأنام قصائد
عليكم سلام الله ما اهتزت الربى وسحت عليها البارقات الرواعد


أدب الطف ـ الجزء السادمس 328

الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ابن الشيخ خضر المالكي النسب الجناجي المحتد النجفي المولد والمنشأ والمسكن.



توفى في كربلاء فجأة في رجب سنة 1253 وحمل إلى النجف الأشرف فدفن في مقبرتهم. المالكي نسبة إلى آل مالك من قبائل عرب العراق. ذكره سبط أخيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى أخي المترجم في كتابه (طبقات الشيعة) فقال: كان عالماً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً فقيهاً أصولياً مجتهداً محققاً مدققاً وله صدارة التدريس بعد أخيه الشيخ موسى ومجلس الإفتاء.
تخرج على يده من مشاهير الفقهاء: الشيخ مشكور الحولاوي والشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ جعفر التستري. وكتب عنه الكثير وعددوا زعامته الدينية والزمنية ونضدوا مآثرة وفواضله وإليك ما جاء في كتاب ماضي النجف:
الشيخ علي ابن الشيخ الكبير أحد أنجال الشيخ الأربعة الأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة، كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً مجتهداً ثقة عدلاً جليل القدر عظيم المنزلة إليه ا نتهت الرياسة العلمية ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى من كافة الأقطار الشيعية لا تأخذه في الله لومة لائم كثير الذكر دائم العبادة.
كان والده الشيخ الكبير يعظمه كثيراً ويفديه بنفسه كما تشعر بذلك

أدب الطف ـ الجزء السادمس 329


رسالته الحق المبين في رد الاخباريين التي كتبها في أصفهان باستدعاء ولده هذا وكان يصحبه معه في أسفاره.
قال في التكملة: كان شيخ الشيعة ومحي الشريعة أستاد الشيوخ الفحول الذين منهم العلامة الشيخ الانصاري فإنه كان عمدة مشايخه في الفقه وكان محققاً متبحراً دقيق النظر جمع بين التحقيق وطول الباع، إليه انتهت رياحة الامامية في عصره بعد موت أخيه الشيخ موسى وكان يحضر درسهما يزيد على الألف من فضلاء العرب والعجم، منهم المير فتاح الذي جمع تقريرات شيخه المذكور في الدرس وسماها العناوين وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق كما لا يخفى وقل نظيره في تربية العلماء وتخريج الأفاضل، وقال في الطليعة: كان بحر علم زاخراً رجراجاً ومصباح فضل وهاجاً إذا ا رتقى منابر العلوم أحدقت به الفضلاء إحداق النجوم ببدرها وإذا أفاد تاناثر اللؤلؤ المنظوم من فيه وكان شاعراً ماهراً ـ إلى آخر ما قال ـ ولما توفى أخوه الشيخ موسى إلتبس الأمر واشكل الحال فيمن يرجع إليه في الفتيا (التقلييد) فاجتمع النابهون من أهل العلم والمبرزون من أهل الفضل ممن لهم لياقة وأهلية الاختيار على تعيين المرجع فاختاروا المترجم له وقلدوه الزعامة وأكثر الشعراء في هذه الحادثة ونظموا فيها الأشعار.
مدحه جماعة من شعراء عصره كالشيخ ابراهيم قفطان والسيد حسن الأصم والشيخ صالح التميمي، وكتب له عبدالباقي أفندي العمري يطلب منه ديوان السيد صادق الفحام فقال:
يا من تفرد فـي دواويـن العلا لا زلت بيت قصيد كل نظام
يرجوك تتحف عبدك العمري في ديوان حضرة صادق الفحام

فأجابه الشيخ علي:
يا ايها العلم الذي قد أذعنت لسنا فضايله أولو الأعلام


أدب الطف ـ الجزء السادمس 330


إني عجبت لجوهري رام أن ينشو بنشوة صادق الفحام

(تخرجه):
تفقه على أبيه العلامة الكبير وكان ملازماً لدرس أخيه الشيخ موسى تخرج عليه كثير من العلماء المشاهير الذين حازوا الرياسة الدينية والزعامة العلمية منهم المير فتاح (صاحب العناوين) ومنهم شريف العلماء والسيد صاحب الضوابط والشيخ الانصاري والسيد مهدي القزويني والشيخ مشكور الحولاوي والآخوند زين العابدين الكلبا يكاني وله منه إجازة والشيخ جعفر التستري والشيخ أحمد الدجيلي والشيخ حسين نصار والشيخ طالب البلاغي والفقيه الشيخ راضي والسيد علي الطباطبائي والسيد حسين الترك والحاج ملا علي الخليلي وأخوه الحاج ميراز حسين.
له كتاب في الخيارات طبع في طهران ورسالة في حجية الظن مفصلة والقطع والبراءة والاحتياط على الطريقة التي تابعة عليها تلميذه العلامة الأنصارى وله رسائل كثيرة متفرقة وله تعليقة على رسالة والده بغية الطالب لعمل المقلدين.
ومن آثاره الخالدةمسجدهم المعروف المتصل بمقبرتهم ومدرستهم فإن أخاه الشيخ موسى أقام أساسه ومات فأكمله هو رحمه الله، كان عفيفاً أبيا مترفعاً عن الحقوق ولا يتناول منها درهماً واحداً. كما أخبر بذلك وكيله الحاج ابراهيم شريف وعيشته ونفقة عياله مما يرد عليه من الأنعام والهدايا وما تدره عليه بعض الأراضي الزراعية التي هي من عطايا الولاة لهم ولم يزل بعضها باقياً حتى اليوم .
وله شعر كثير وهو من جيد الشعر ونفيسه وقد نظم في أغلب أنواع الشعر من الغزل والنسيب والمدح والرثاء والتهاني، وله مراسلات ومكاتبات مع

أدب الطف ـ الجزء السادمس 331


الادباء نظماً ونثراً.
توفى في كربلاء فجأة، خرج من داره قاصداً الحرم الحسيني فلما دخل الصحن الشريف سقط ميتاً وذلك سنة 1253 فحمل على الأعناق إلى النجف الأشرف ودفن مع آبائه في مقبرتهم وأعقب خمسة أولاد وهم الشيخ مهدي والشيخ محمد والشيخ جعفر والشيخ حبيب والشيخ عباس. ورثته الشعراء بمراث كثيرة.
وله قصائد عامرة في الامام الحسين عليه السلام منها قصيدته التي أولها:
مررت بكربلاء فهاج وجدي مصارع فتية غر كرام

والتي أولها:
رحل الخليط جزعت أم لم تجزع وحبست أم أطلقت حمر الأدمع

وثالثة مطلعها:
إلى كم يروع القلب منك صدوده وسالف عيش كل يوم تعيده


أدب الطف ـ الجزء السادمس 332


الشيخ محمد الشويكي

المتوفي 1254

ذكره البحاثة الشيخ علي الشيخ منصور المرهون في كتابه (شعراء القطيف) فقال: علامة شهير وأديب فذ، معروف بالتقى والروع والصلاح، وهو أحد علمائنا الأعلام في القرن الثالث عشر.
والشويكي نسبة إلى بلده ومحل توطنه (الشويكة) مدخل مدينة القطيف من الجهة الجنوبية معاصر للمشهدي ـ الآتي ذكره ـ ومجارياً له في أدبه.
أثبت قصيدته التي أولها:
مررت على تلك الديار البلاقع فناديت هل لي من مجيب وسامع

ورأيت في بعض المخطوطات له قصائد منها التي أولها:
يا عين فابكي مدى الأيام والزمن على الحسين غريب الدار والوطن

وهي تزيد على الخمسين بيتاً. وأخرى رائية مطولة يقول كاتبها إنها للشيخ محمد ابن الشيخ عبدالله الشويكي.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 333


المستدركات

المقنع من بني ضرار بن غوث بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم.

ذكره العسقلاني في (الإصابة في تمييز الصحابة) ج 6 ص 135 وقال: ذكره ابن الكلبي في ترجمة ولده طارق بن المقنع أنه رثى الحسين بن علي لما قتل، قال: وقد شهد بعض آبائه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده وعداده في الأنصار.

محمد بن الفضل الهمداني
ألا يا قبور الطف من بطن كربلا عليكن من بين القبـور سلام
ولا بـرحت تسقي عراصك ديمة يجود بهـا سحـاً عليك غمام
ففيكـن لي حزن وفيكن لي جوى وفيكن لي بين الضلوع ضرام
أصاب المنـايا سادتـي فتخرموا وللدهر أحـداث لهـن عـرام
دهى ذكرهم قلبي فبـت مسهـداً ولـم يده أولاد الحـرام فناموا (1)


السابق السابق الفهرس