هـذي الطفـوف فسلهـا عن أهاليها |
|
وسـح دمعـك في أعلى رواسيها |
ومـدها بـدم الأجفـان إن نفـدت |
|
دمـوع عينيـك أو جفـت مآقيها |
وقف علـى جدث السبط الشهيد وقل |
|
سقاك رائحها من بعـد غـاديهـا |
فديت بالروح منـي أعظمـا سكنت |
|
ذيالك الرمس في نائـي مواميهـا |
لهفي لناء عـن الأوطـان منتـزح |
|
عليـه سـدت مـن الدنيا نواحيها |
لهفي لثاوً رمـت أيدي الخطوب به |
|
بأرض كرب البلا أقصى مراميها |
ثوي قتيلاً بشـط الغـاضرية ظمآن |
|
الفؤاد فـلا سـاغـت مجـاريها |
خلواً عن النصر يدعو لا مجيب له |
|
سوى حدود شفار من مـواضيها |
من بعد ما تـركت بالرغـم نجدته |
|
كأنها في رباها مـن أضـاحيها |
طوبى لهـا بذلـت للقتـل مهجتها |
|
وعندها إن ذاك القتـل يحييهـا |
وآذنـت للفنـا فـي ذات سيـدها |
|
واستبدلت بجـوار عنـد باريها |
ما ضـرهـا بـز أثـواب وأرديـة |
|
والله من حلل الـرضوان كـاسيها |
آه لمـا حـل ذاك اليـوم مـن نوب |
|
ومن خطوب بنـو الهـادي تعانيها |
هاتيك أبدانهـم صـرعـى مطـرحة |
|
تضيء من نورهـا السامي دياجيها |
أفدي جسوما على الرمضاء قد كسيت |
|
أكفان ترب أكـف الـريـح تسديها |
أفدي رؤوساً على الخرصان قد رفعت |
|
لم يثنهـا القتـل إن تتلـو مثانيهـا |
فيالهـا وقعـة بألطـف مـا ذكـرت |
|
إلا وقـد بلغـت روحـى تراقيهـا |
ويالـهـا قـرحـة لـم تندمل أبـداً |
|
بل كل يـوم يـد التذكار تـدميهـا |
لله أنـجـم سـعـد خـر طـالعهـا |
|
لله أقمـار تـم غـاب هـاديـهـا |
لله أطـواد حلـم هـد شـامخـهـا |
|
لله أبحـر علـم غـار جـاريهـا |
لله أي شمــوس غـاب شـارقهـا |
|
فأظلمت بعدهـا الدنيا ومـا فيهـا |
لهفي علـى فتيـات الطهـر فاطمة |
|
يهتفن بالسبـط والأصـدا تحاكيها |
مسلبـات علـى الأنضـاء تنـدبـه |
|
ما أن عليها سـوى نـور يواريها |
تقـول يا كافـل الأيتـام بعدك من |
|
أراء كـافـل أيـتـام وكـافيهـا |
يـا أعبداً فتكـت جهـراً بسـادتها |
|
بئـس العبيـد الألى خانت مواليها |
تلك الدمـاء الزواكي الطاهرات لقد |
|
بددتم بـربـى الآكـام جاريـهـا |
أقعدتم المجـد فـي إزهـاق أنفسها |
|
وقد أقمتـم ليـوم الحشـر ناعيها |
أوسعتم كبـد المختـار جـرح أسى |
|
وقـرحـة بحشـاه عـز آسيهـا |
سجرتـم مهجـة الكـرار حيـدرة |
|
بقادح من زنـاد الـوجد واريهـا |
أودعتـم قلب بنت المصطفى حزناً |
|
مشبوبة لا يبوخ الدهـر حاميـهـا |
أورثتم الحسـن الـزكي لهيب لظى |
|
بين الجوانح كـف البيـن تـذكيها |
حملتم كاهل الإسـلام عبء جوى |
|
تنهد من حمـل أدنـاه رواسيهـا |
فقبة المجـد زعـزعتم جـوانبـها |
|
وقمـة الفخـر صوبتـم أعاليهـا |
تباً لـرأي بني حـرب لقد تعسـت |
|
منهـا الجدود وقد ضلت مساعيها |
أمـا رعـت ذمـم المختـار جدهم |
|
ألم يكن لطريق الـرشـد هاديهـا |
لهفي لمولى قضى في سيف جورهم |
|
ظامي الحشاشة أفـدي قلب ظاميها |
لم حللـوا قتلـه ظمـآن مـا علموا |
|
بأن والـده فـي الـحشـر ساقيها |
أن المنـابـر لـولا سيـف والـده |
|
لم ترق يـوماً ولا شيـدت مراقيها |
اليـوم ديـن الهـدى خرت دعائمه |
|
وملـة الحـق جدت فـي تداعيها |
اليـوم ضل طريـق العـرف طالبه |
|
وسد باب الرجافي وجـه راجيهـا |
اليـوم عـادت بنـو الآمـال متربة |
|
اليوم بان العفـا في وجـه عافيها |
اليـوم شق عـليـه المجـد حلتـه |
|
اليوم جزت لـه العليـا نواصيهـا |
اليـوم عقد المعالي أرفض جـوهره |
|
اليوم قـد أصبحـت عطلا معاليها |
اليـوم أظلم نـادي العز من مضـر |
|
اليوم صرف الردى أرسى بواديها |
اليـوم قامت بـه الـزهراء نـادبة |
|
اليـوم آسيـة وافـت تـواسيهـا |
اليـوم عادت لـديـن الكفـر دولته |
|
اليوم نالـت بنـو هنـد أمانيهـا |
مـا عذر أرجاس هند يوم مـوقفها |
|
والمصطفى خصمها والله قاضيها |
مـا عذرها ودمـاء أبنـاءه جعلت |
|
خضاب أعيـادها في راح أيديها |
يـا آل أحمد يا من محـض ودهم |
|
فرض على الخلق دانيها وقاصيها |
يـا سادتي أنتم سفـن النجـا وبكم |
|
قد أنـزل الله (باسـم الله مجريها) |
خـذوا إليكم أيا أزكى الـورى نسباً |
|
عذراء تمـرح دلا فـي قـوافيها |
أمـت إلى ربعكم تسعى على عجل |
|
قد جاء طائعها يقتـاد عاصيهـا |
هـادي بن احمد قد أهدى لكم مدحا |
|
إن الهـدايا علـى مقدار مهديها (1) |
أمولاي يا موسى بن جعفر ذا التقى |
|
ومن بابه الناس بـاب الحـوائـج |
أتيتك أشكـو ضـر دهر أصابني |
|
وكدر من عيشي وسـد مناهجـي |
وأخرجني عن عقر داري وجيرتي |
|
وما كنت لولا الضيق عنهم بخارج |
وقد طفت فـي كل البلاد فلم أجد |
|
سواك لدائـي مـن طبيـب معالج |
عسى عطفـة فيهـا يروج لعبدكم |
|
من الأمر مـا قـد كان ليس برائج |
ذي زبـدة الشعر بل ذي نخبة الأدب |
|
أستغفـر الله مـن زور ومـن كذب |
تقاصـر الشعـران يجـري لغايتهـا |
|
وهل يجاري جياد الخيـل ذو خبـب |
قد أصبحت خير مدح في الزمان كما |
|
قد كان ممدوحها في الكون خير نبى |
بدت وتيجـانهـا مـدح الحبيب كما |
|
بدت لنا ألراح فـي تاج من الحبـب |
غادرت (قساً) غبيـاً فـي بلاغتـه |
|
وذاك أمر على الأفهـام غير غبـى |
فيالراح سكرنا مـن شميـم شـذى |
|
عبيرها وهي في الأستار والحجـب |
قـد سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا |
|
لكن في الخمر معنى ليس في العنب |
فالبعـض كاد يوشى ثوب«بردتها» |
|
والبعض جاءوا عليـه بالـدم الكذب |
ما أنشدت قط في سمع وفـي ملأ |
|
إلا وقامـت مقـام الـذكر والخطب |
ولا تجلـت لـذى شك وذي ريب |
|
إلا وجلت ظلام الشـك والـريـب |
ولابد في دجى الأنفـاس ساطعـة |
|
إلا وخلنا هبـوط البـدر والشهـب |
ولا شدا قط في نـاد أخـو طرب |
|
إلا وقلنا بهـا يشـدو أخـو الطرب |
لله معجـزة حـار الأنـام بـهـا |
|
كأنها حين تتلـى واحـد الكـتـب |
أنى أكـاد أقـول الوحـي أنـزلها |
|
لو كان يبعث مـن بعـد النبي نبي |
تبارك الله مـا فضـل بـمنتحـل |
|
تـبـارك الله ما وحـي بمكتسـب |
قد شعشعت سائر الأكوان مذ جليت |
|
فقلت ينبـوع نور فار باللهـب |
السمع في طرب والذوق في ضرب |
|
والجو في لهب والقوم في عجب |
آيات نظمـك قـد سيـرتهـا مثلا |
|
كالشمس تطلـع في ناء ومقترب |
أبعدت شوطك في مضمـار سبقهم |
|
ولم تدع للمجاري فيه من قصب |
فصرت تمشي الهوينا إذ بلغت مدى |
|
قد أمعنوا فيـه بالتقريب والخبب |
فلتسـم قـدراً وتـزدد رتبـة وعلا |
|
مع مالها من رفيع القدرو الرتب |
قفـوا بديـار فـاح مـن عرفها ند |
|
ديـار سعـود مـالاربابهـا ند |
وإن أصحت قفراء مـن بعـد أهلها |
|
سلوا ربعها عن ريعها أيها الوفد |
وخصوا سلام الصب عرب عريبها |
|
سـلام سليـم لا يفـارقـه الود |
محـارب أعـداهم وسلـم محبهـم |
|
وباغض شانيهم وحر لهـم عبد |
لنحوكـم النـحـوي (حمزة) قاصد |
|
فحاشا لديكم أن يخيب له قصـد |
جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى |
|
وقرح أجفـانـي لبعـدكم السهد |
فمن وجـدهم فان وجودي وقد غدا |
|
ودادي لهم باق لـه خلـدي خلد |
فطوبى لحـزوى والعقيـق ورامة |
|
ونجد لعمري للعليـل بهـا نجد |
إذا فـاح طيـب مـن أطائب طيبة |
|
تأرج منه المندل الرطب والرند |
هم شفعـائي والذيـن أدخـرتهـم |
|
ليوم به لا ينفـع المـال والولد |
هم الـذاكـرون الله آنـاء ليلهـم |
|
نهارهـم صـوم وليلهـم سهد |
هم العالمـون العالمـون بهم هدوا |
|
بواطنهم علم ظواهرهـم رشـد |
إلى الله أشكو وقع دهيـاء معضل |
|
يشب لظى نيرانها بالضمـائر |
يعـز علـى الإسـلام أن حمـاته |
|
تئن لهـم حزناً قلوب المنابـر |
يعز على الدين الحنيفـي أن غدت |
|
معارفـه مطمـوسة بالمنـاكر |
يعـز علـى الأشراف أن عميدها |
|
يغيب بعين الله عن كل نـاظر |
يعـز علـى المختـار أن أميـة |
|
رمت ولده ظلماً بأدهى الفواقر |
يعـز علـى الكـرار أن رجاله |
|
أبيدوا بأطراف القنا والبـواتر |
عجبت لشمس كورت من بروجها |
|
وبدر علا قد غاب بين الحفائر |
عجبت لذي الأفلاك لم لا تعطلت |
|
وغيب من آفاقها كـل زاهـر |
ومن عجب أن يمنع السبط ورده |
|
وفيض يديه كالبحـور الزواخر |