أدب الطف الجزء السادس 202


أمــره بـالأكــل لـلـهـريـسـة وفيـه ايضـاً خلـة نفيسـة
تـنـشـيطهـا الأنـسـان للـعبـادة شهـراً عليـه عشـرة زيادة
والسمــك اتـركـه لمـا قـد وردا مـن ان اكلـه يذيـب الجسدا
ما بات في جوف امرىء الا اضطرب عليـه عـرق فالـج فيجتنب
لكـن مـن يأكـل تمــراً او عسـل عليـه عنـد ذلـك الفالج زل
والنـهـك للـعظام مـكــروه فـلا تفـعله فالناهـك عظماً يبتلى
تـأخـذ مـنه الـجن فـوق ما اخـذ فهو طعام الجن (1) حين ينتبذ

الادام والبقول

نعـم الادام الخل مـا فيه ضرر وكل بـيت حل فيه ما افتقر
يزيـد فـي العقل، ودود البطن يهلـكـه، محـدد لـلذهـن
وينـبت اللحـم الشراب للبـن كذا يشد العضـد الذي وهن
والقرع وهو ما يسمى بالدبـا قد كان يعجب النبي المجتبى
فانـه قـد جـاء في المنقول يزيـد فـي الدماغ والعقول
وجاء عمـن كلما قالوه حـق أن طبيخ الماش يذهب البهق
وعن أميرالمؤمنين في العدس بين وصفاكاد فيه أن يحس
فـي سرعة الدمعة في البكاء ورقـة في القلب والأحشاء
مما يزيـد في الجماع البصل وفيـه نفع غيـر هذا نقلوا


(1) ربما يراد بها القطط والكلاب التي تنتظر فضلة المائدة.
أدب الطف الجزء السادس 203


من دفعه الحمى وشده العصب والطـرد للوبا وإذهاب النصب
ويـذهب البلـغم، والـزوجين يزيـد حضوتيهما فـي البيـن
ومن يكن في جمعة أو قد دخل في مسجد فليجتنب أكل البصل
كـذاك أكـل الثـوم والكراث دعـه ونحـو هـذه الثـلاث
وجـاء فـي رواية أن الجزر يزيـد في البـاه مقيما للذكـر
مسـخن للكـليتـين يـنجـي مـن البواسيـر ومـن قولنج
والأكل للكرفس ممدوح بنص ينفـي الجذام والجنون البرص
طعـام اليـاس نبي الله مـع وصي موسى يوشع من اليسع
وجاء في الكراث فيما قد ورد قطـع البواسير واللريح طرد
يؤكـل للطحـال فـي أيـام ثلاثـة والأمـن مـن جـذام
والسـلق جـاء فيه نعم البقلة وفيـه نفـع قـد أردنـا نقلة
تـأثيـره التغـليظ للـعظـام والدفـع لـلجـذام والبرسـام
في شاطىء الفردوس منه وجدا فيـه شفـاء نافـع لكـل دا
والأكـل للـخس مصـف للدم ويذهـب الجـذام أكل الشلجم
والأكـل مـن سواقط الخـوان يغـدو مهـور الخرد الحسان
فيـه شفـاء كـل داء قد ورد مع صحة العيش وصحة الولد
إلا إذا مـا كـان في الصحراء فأبقـه فالفضـل فـي الابقاء
وهـو دواء لـلذي لـه أكـل مـن مـرض وللعموم يحتمل

التخليل

وجاء في تخلل الأسنان نهي عن الريحان والرمان


أدب الطف الجزء السادس 204


والخوص والآس وعود القصب ولا تدعه فهو شرعاً مستحب
ما أخـرج اللسـان فابتـلعـه وبالخـلال أقذف ولا تـدعه

تربة الحسين عليه السلام

وللحسين تربـة فيهـا الشفـا تشفي الـذي على الحمام أشرفا
لهـا دعاءان فيـدعو الداعي فـي وقتـي الأخـذ والابتلاع
حد لها الشارع حداً خصصه تحريم ما قد زاد فوق الحمصه

القول في الماء وآدابه

سيـد كـل المـائعـات المـاء مـا عنـه فـي جميعها غنـاء
أمـا تـرى الوحـي إلى النبـي منـه جعلنا كـل شـيء حـي
ويكـره الاكثـار منـه للنـص وعبه ـ أي شربه ـ بلا مص
يـروى بـه التـوريث للكبـاد بالضـم أعنـي وجـع الأكباد
ومــن ينـحيـه ويشتـهيـه ويحـمد اللـه ثـلاثـاً فـيـه
ثـلاث مـرات فيـروى أنـه يوجـب للمـرء دخول الجـنه
وفـي ابتـداء هـذه المـرات جمـيعهـا بسمـل لنـص آت
وان شربت الماء فاشرب بنفس ان كان ساقي الماء حراً يلتمس
أو كـان عبـداً ثلث الأنفاسـا كـذاك ان أنـت أخذت الكاسا
والماء أن تفرغ من الشراب له صـل على الحسين والعن قاتله
تؤجـر بـالآف عـدادها مئة مـن عتـق مملوك وحط سيئة
ودرج وحـسنـات تـرفـع فهـي اذن مئـات الـف أربع
وليـجتنب موضع كسر الآنية ومـوضـع العـروة للكراهية
تشـربه فـي الليل قاعداً لما رووه واشرب في النهار قائمـاً


أدب الطف الجزء السادس 205


والفضـل للفـرات (ميزابان) فيـه مـن الجنـة يجريـان
حنـك به الطفـل ففي الرواية يحبـب الـمولود لـلولايـة
ونيـل مصـر ليس بالمحبوب فـانـه المـميت للقـلـوب
والغسـل للرأس بطـين النيل والأكـل في فخاره المعمول
يذهـب كـل منهمـا بالغيرة ويـورث الديـاثة المشهورة
فـي مـاء زمزم حديث وردا أمن من الخوف شفاء كل دا
وينـدب الشرب لسؤر المؤمن وان اديـر يبتـدا بالأيمـن
لا تعـرضن شربه على أحد لكن متى يعرض عليك لا يرد

في زاد السفر وآدابه

مـن شرف الانسان في الأسفار تطـيـيبه الـزاد مـع الاكثـار
وليحسن الانسان في حال السفر أخلاقـه زيـادة علـى الحضر
وليـدع عنـد الوضـع للخوان من كـان حاضـراً من الاخوان
وليكثر المـزح مع الصحب إذا لـم يسخط الله ولـم يجلب أذى
مـن جاء بلدة فذا ضيف على إخـوانه فيهـا إلـى أن يرحلا
يـبـر ليـلتـين ثـم يأكـل من أكل أهل البيت في المستقبل
والضـيف يأتـي معه برزقه فـلا يقصـر أحـد فـي حقه
يلقـاه بالـبشر وبـالـطلاقه ويحسـن القـرى بمـا أطـاقه
يدنـى اليـه كـل شيء يجده ولا يـرم مـا لا تنـالـه يـده
وليـكن الضيف بذاك راضي ولا يـكـلفـه بـالاستقـراض
وأكرم الضـيف ولا تستخدم ومـا اشتهـاه مـن طعم قـدم
وبالـذي عـندك للأخ اكتف لكـن إذا دعـوتـه تـكـلـف


أدب الطف الجزء السادس 206


فـان تنـوقت لـه فلا يضر فخيـره مـا طاب منـه وكثـر
ويندب الأكل مع الضيف ولا يرفـع قبـلـه يـداً لـو أكـلا
وان يعـين ضيفـه إذ ينزل ولا يـعـينـه إذا مـا يـرحـل
وينبـغـي تشييعـه للبـاب وفـي الركـوب الأخـذ للركاب
وصاحب الطعام يغسل اليدا بعد الضيوف عكس غسل الا تبدا
ثم بمـن على يمـين الباب كما هـو المشهور في الأصحاب
أو أفضل القوم رفيع الشأن كمـا قـد استحبـه (الكاشانـي)
يجمع ماء الكل طشت واحد لأجـل جمـع الشمل فهو الوارد
هذا وصلى الله ذو الجـلال علـى النبـي المصطفى والآل

ومن شعره يرثي الامام الحسن السبط عليه السلام
مـا كاـن أعظم لوعة الزهراء فيما بـه فجـعت مـن الارزاء
كـم جرعـت بعد النبي بولدها غصصـاً لما نالوا من الأعداء
مـا بـين مقتول بأسياف العدا دامي الوريد مرضض الأعضاء
ظمـآن مـا بل الغليل وشارب سمـاً يقطـع منـه في الأمعاء
بأبـي الـذي أمسى يكابد علة مـا أن يعـالج داءهـا بدواء
ما ان ذكرت مصابه إلا جرت عيني وشب النار فـي أحشائي
ولأن بكت عيني ببيض مدامع فيحـق أن تبكي بحمر دمـاء
لم أنسه في النعش محمولاً وقد بدت الشماتة مـن بني الطلقاء
وأتـوابه كيما يجـدد عهـده بأبـيه أحمـد أشرف الآبـاء
ولرب قـائلة الا نحـو ابنكم لا تدخلوا بيتي بغير رضائـي
شكوا بأسهـم حقدهـم أكفانه وأبـوه أن يدنى أشـد إبـاء


أدب الطف الجزء السادس 207


أو كـان يرضى المصطفى أن ابنه يقصى وأن يدنى البعيد النائي
لهفي على الحسـن الزكي المجتبى سبـط النبـي سلالة النجباء
قاسـى شدائد لا أراهـا دون مـا قاسى أخـوه سـيد الشهداء
مـا بيـن أعـداء يـرون قتالـه وبشيـعة ليسـوا بأهل وفاء
خـذلوه وقـت الاحتيـاج اليهـم وقد التقى الفئتان في الهيجاء
صـاروا عليـه بعـد ما كانوا له ولقـوه بعـد الرد بالبغضاء
حتـى أصيـب بخنجر فـي فخذه وجراحة بلغت إلى الأحشاء
فشكـا لعائشـة بضـمـن الوكة أحـواله فبـكت أشـد بكاء
حـال تكـدر قلـب عائشـة فما حـال الشفيقة أمه الزهراء
لا نـجدة يلقـى العـدو بهـا ولا منجى يقيه من أذى الأعداء
ضاقت بها رحب البلاد فاصبحوا نائيـن في الدنيا بغير عناء
يتبـاعدون عـن القـريب كأنهم لـم يعرفـوه خيفة الرقباء
أوصـى النبـي بـودهم فكأنـه أوصـى لهم باهانة وجفاء
تبعـت أميـة في القلا رؤساءها فـالويل للأتبـاع الرؤساء
جعلـوا النبي خصيمهم تعساً لمن جعل النبي له من الخصماء
فتكـوا بسـادتهم وهـم أبناؤها لم تـرع فيهم حرمة الآباء
فمتـى تعـود لآل أحمـد دولة تشفى القلوب بها من الأدواء
بظهـور مـهـدي يقـر عيوننا بظهور تلك الطلعة الغراء
صلى الإلـه عليهـم ما اشرقت شمس النهار واعتبت بمساء

وقال يمدح الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ويهنئه بداره الكبيرة عام 1225 في عهد أبيه . منها

أدب الطف الجزء السادس 208


يا أيهـا الساعـي لكـل حميـدة تلك المكارم جئتهـا مـن بابها
مـا وفـق الله امـرءاً لفضيـلة إلا وكنت الأصل فـي أسبابهـا
بوركت في العلياء يا من بوركت هي فيه فافتخرت علـى أترابها
فلـبستها تحـت الثياب تواضعاً وتفاخـراً لبـستك فوق ثيـابها
ولكـم أنـاس غيـر اكفاء لهـا خطبـت فردتها على أعقـابها
فـرأوه مـهراً غاليـاً فتأخروا والعيـب كان بخاطبيهـا لا بها
وأتتـه خاطبـة اليـه بنفسهـا من بعد ما امتنعت على خطابها
مـوسى بـن جعفر الذي لجنابه صلحت كما هـو صالح لجنابها

ومنها يقول:
دار يفـوح اريجهـا فيشمـه الـ ـنائي ويغمر من يمـر ببابهـا
يلج المـلوك الرعـب إذ يلجونها فتحلها والرعـب مـلء اهابها
حتى ترى مـن أهلها لو سلمـت حسن ابتسام عنـد رد جوابهـا
دار العبـادة لـم يطـق متعبـد ترجيح محراب عـلى محرابها
هـم أهـل مكتها التي إن يسألوا عنها فهم أدرى الورى بشعابها
خطبـاء أعـواد أئمـة جمعـة أمـرا كلام يوم فصل خطابها
وبـراعة فعـلت باسماع الألـى يصفون فعل الخمر في البابها
ان أوجزت يعجبك حسن وجيزها أو أسهبت فالفضل في اسهابها
ومنها يقول:
يا ابن الذي يقضي الحقوق جلالة لله لاطمعـا بنيـل ثوابهـا
طلبوا الثواب بها ومطلبه الرضا شتان بين طلابه وطلابهـا


أدب الطف الجزء السادس 209


ألقيت نفسك في الحفاظ من العدا وقصدت وجـه الله في اتعابها
علمـت أربـاب الجهات طرايقاً للدفـع عن اعراضها ورقابها
لولاك مـا اعتدوا ولم يك عندهم لاولئك الاعـداء غيـر سبابها
رابطـت اعـداءاً ملأت قلوبهم رهباً جزيت الخير عن إرهابها
وقصيدة زانـت بصـدق ثنائها وجـزالة الألفاظ بـاستعذابها
جاءك تعرب عن صفاء ودادها ولديك ما يغنيـك عن إعرابها
جاءت مهنـية بـدار سعـادة تتزاحـم التيجان فـي ابوابها
بلغت بأقصى المجد تاريخاً (الا دار مبـاركة علـى اربابها)


210


مسلم بن عقيل الجصاني

لـو ان للـدهر فـي حالاته ورعـا حمى حقيقة نجـل المصطفى ورعى
درى الردى مـن بسهم النائبات رمى فاصبح الديـن فـي مرماه منصدعا
رمـى إمـام تقى تهـدى الانام بـه نــور النبـوة مـن لألائـه لمعـا
رمـى فتى كـان موصـولا برحمته الاسـلام والديـن منـه البر منتجعا
رمى حسيناً اخـا الاحسان خير فتى قد كان في الناس للمعروف مصطنعاً
لئن يعـض بنان الحزن مـن اسف ندمـت ام لافـان الأمـر قـد وقعا
ايبست من دوحة العلياء غصن علا قـد كان مـن شجر الأيمان مفترعاً
لهفى لمستشهد في الطف مات ومـا غليـله بـل مـن مـاء وما نقعـا


أدب الطف الجزء السادس 211


الشيخ مسلم الجصاني

المتوفي 1235 هجـ
هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل ، النجفي المسكن ، عالم أديب وشاعر لبيب.
ولد في جصان وهاجر إلى النجف كما يظهر من آثاره في دور الشباب واتصل بالسيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي فنال المكان اللائق به عندهما وشارك في معركة الخميس مشاركة فعلية، وقد مر ذكره غير مرة في مختلف تراجم أصدقائه أمثال النحوي والزيني والجامعي والفحام واصحابهم من ابطال المعركة.
ذكره صاحب الحصون في ج 9 ص 319 فقال: كان فاضلاً اديباً شاعراً بارعاً تقياً نقياً معاصراً لبحر العلوم والشيخ جعفر وله مطارحات مع ادباء عصره وقد رثى السيد صادق الفحام وعثرت له على مرثية للسيد سليمان الحلي ومطارحات مع الشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره كما له مراثي كثيرة للامام الحسين عليه السلام توفي في حدود 1235 في النجف ودفن بها: ومن شعره مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الامام اميرالمؤمنين عليه السلام:
ألم تر ان الشهب دون حصى الغري فعجها الـى وادي الغري المطهر
سـألتك بالحـي المميت المصـور إذا مـت فادفني مجاور حيـدر
ابا شبر اعني به وشبر
إمام لأهل الجود اعلى مناره يزيد ندى لا يصطلي الحب ناره


أدب الطف الجزء السادس 212


ولما استجار الدين يوماً اجاره فتى لا يذوق النار من كان جاره
ولا يختشي من منكر ونكير
فيا مخمداً حر الوطيس إذا حمى ومفترسـاً بـالكرليثـاً وضيـغمـاً
اتسـلم عبـداً للولاء قـد انتمى وعار على حامي الحمى وهو بالحمى
إذا ضل في البيدا عقال بعير

وترجم له السيد الامين في الأعيان فقال: الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني ابن يحيى بن عبد ان بن سليمان الوائلي الكناني . توفي سنة 1230.

أدب الطف الجزء السادس 213


الحاج هاشم الكعبي

لـو كان في الربع المحيل بـرء العـليل مـن الغليل
ربـع الشـباب ومنـزل الأحبـاب والظـل الظليل
لعـب الشمـال بـه كما لعبـت شمـول بالعقـول
طلـل يضيـف النازلين شـجـاؤه قبـل النـزول
مستأنسـاً بالـوحش بعد أوانـس الحـي الـحلـول
مستـبدلا ربمـا بـريم آخــذ غـيـلا بـغيـل
لا يقتضـي عـذرا ولا يـرتاع مـن عذل العذول
ومريعة باللـوم تلحوني ومـا تـدري ذهـولــي
خلي أميمـة عن ملامك مـا الـمـعزي كالثـكول
ما الراقد الوسنـان مثل معـذب القـلـب العليـل
سهـران مـن ألم وهذا نـائم الـليـل الطـويـل
ذوقي أميـمة مـا أذوق وبعـده مـا شـئت قولـي
أو من علمت الماجـدين غــداة جـدوا بـالرحيل
آل الرسول ونعم أكفاء الـعـلى آل الــرسـول
خير الفروع فـروعهم وأصولهم خيـر الأصـول
ومهابط الأملاك تترى بــالـبكـور وبـالأصيل


أدب الطف الجزء السادس 214


ذلـلا عـلــى الأبـواب لا يـعـدون إذنـا لـلدخـول
أبــداً بـسـر الــوحــي تهـتف بالصـعود وبالنزول
عـرف الـذبيـح بـهم ومـا عرفـت قريـش بالفـضول
مـن مالـك خـير الـبطـون وصـنـوه خيـر القبـيل
مـن هـاشـم الـبطحـاء لا سلـفـي نمـير أو سلـول
مـن راكبـي ظهـر البـراق وممـتطـي قـب الخيـول
مـن خـارقـي السبع الطباق ومـخرسي العشـر العقول
مـن آل أحـمـد رحــمـه الأدنـى ومغـرسه الأصيل
ركبـوا إلـى الـعز المـنون وجـانبـوا عيـش الذليـل
وردوا الـوغى فقضـوا وليس تعـاب شمـس بـالأفـول
هيهـات مـا الصبـر الجميل هنـاك بالصـبر الجميـل
او مـا سمـعـت ابـن البـ ـبتولة لو دريت ابن البتول
إذ قــادهــا شـعـث النـ ـنواصي عاقـدات للذيول
طلـق الأعنـة عـاطـفـات بـالرسيـم علـى الذميـل
يطـوي بهـا متـن الـوعور مـعارضـا طـي السهول
متنـكـب الـورد الـذمـيـم مجانـب المرعـى الوبيـل
طــلاب مـجـد بالحسـام العضـب والـرمح الطويل
متطلـباً أقصـى المـطـالب خـاطب الخطـب الجليـل
يـحــدو مـأثـر قاصـراً عن منتهاهـا كـل طـول
شـرف تورث عـن وصي أو أخـي وحـي رسـول
ضـلت أميـة مـا تـريـد غـداة مقتـرع النصـول
رامت تسوق المصعب الهدار مـستــاق الــذلــول


أدب الطف الجزء السادس 215


ويـروح طـوع يـمـينها قـود الجنيـب أبو الشبول
وغـوى بـها جهـل بـها وألغـي مـن خلق الجهول
لـف الـرجـال بـمثلـها وثنـى الخيول على الخيول
وأبـاحهـا عضـب الشبا لا بالـكهـام ولا ألـكليـل
خـلـط البـراعـة بالشـ ـجاعة فالصليل عن الدليل
لـلسـانـه وســنـانـه صدقـان مـن طعن وقيل
قل الصحـابة غتـيـر أن قـليلـهـم غيـر القـليل
من كل أبيض واضح الحـ ـسبيـن مـعدوم الـمثيل
مـن معـشر ضربوا الخبا فـي مفـرق المجد الأثيل
وعصابـة عـقدت عصابة عـزهـم كـف الجليـل
كبنـي علـي والـحسـين وجعفـر وبنـي عـقيـل
وحبيـب اللـيث الهزبـر ومسـلـم الأسـد المـديل
آحـاد قـوم يـحطمـون الجمع في اليـوم المهـول
ومعارضي أسل الـرماح بعـارض الخـد الأسـيل
يمشـون فـي ظلـل القنا ميل المعـاطف غير ميل
وردوا علـى الظماء الردى ورد الـزلال الـسلسبيـل
وثووا على الرمضاء مـن كـاب ومنـعفـر جديـل
وسطا العفرنى حيـن أفرد شيمـة اللـيـث الصؤول
ذات الـفـقـار بكـفـه وبكتفـه ذات الفـضـول
وابـو الـمـنيـة سيفـه وكـذا السحاب أبو السيول
غــرثان أورث حــده ضرب الطلى فرط النحول
صاح نحيل الـمضربيـن فديت للصاحـي النحيـل


أدب الطف الجزء السادس 216


غيـران ينتـقـد الكـمي فـلـيس يـقنـع بالبـديل
يا ابـن الذيـن توارثـوا العليـا قبيـلا عـن قبيـل
والسابـقـيـن بمجـدهم في كل جيـل كـل جيـل
والطاعنـي ثغـر العـدى والمانعـي ضـيم النـزيل
إن تـمس منكسـر اللوى ملقى عـلى وجـه الرمول
فلـقـد قتـلـت مهذبـا مـن كـل عيـب في القتيل
جـم المناقـب لـم تكن تعطـي العـدى كف الذليل
كـلا ولا أقـررت إقرار العـبيـد علـى الـخمـول
يهـدى لك الذكر الجميل علـى الزمـان المستطيـل
ما كنت إلا السيـف أبلته الـضــرائـب بالـفلـول
والليث أقلـع بعـد مـا دق الرعيل علـى الـرعيل
والطود قـد جاز العلـو فلـم يكـن غيـر الـنزول
والطرف كفكف بـعدما غلب الجياد على الوصـول
والشمس غابت بعـدمـا هدت الأنـام إلـى السبيـل
والـماجـد الـكـشـاف للكربات فـي الخطب الثقيل
حاوي الثنـاء المستطـ ـاب وكاسب الحمد الجزيل
بـابـي وأمـي أنـتـم مـن بعـدكـم للـمستنيـل
لادر بعـدكـم الغـمـام ولا سقـى ربـع المـحيـل
مـن للهدى مـن للنـدى مـن للمسائـل والسـؤول
رجـعت بهـا آمالـهـا عـن لا نـوال ولا مـنيل
فـغدت وعبرتهـا تسح وقـلـبهـا حلـف الغليـل
ثكلى لهـا الويل الطويل شـجى وإفـراط الـعويـل


السابق السابق الفهرس التالي التالي