وافى المشيب مهجهجاً ومخبـراً |
|
انـي بلغـت مـن الطريق الأكثرا |
فلئن صبـوت لاصبـون تكلفاً |
|
ولئـن جذلـت لأجذلـن مكـدراً |
ودور مثلك يـا أميـم هجرتها |
|
وصحوت من سكر الهوى متبصرا |
قد غرني دهري فنلت جرائمـاً |
|
والدهر مـن عـاداته أن يـغدرا |
أبكي وما في العمر ما يسع البكا |
|
فالحزن أن أبكـي الحسيـن لتغفرا |
هذا الحسين ابن النبـي وسبطه |
|
أمسى طريحاً في الطفـوف معفرا |
هـذي بنـات محمد ووصيـه |
|
أمست سبـايا ضائعـات حسـرا |
أبكـي علـى الأيتام عز كفيلها |
|
مرعـوبة يـا للورى ممـا ترى |
لهفـي لزين العـابدين مصفداً |
|
يرنـو النسـاء ولا يطيق المنظرا |
لو أن فاطمة تشاهد مـا جرى |
|
أجرت من الآمـاق دمعـاً أحمرا |
فلتلبس الدنيـا ثيـاب حدادهـا |
|
فالنـور نور الله غيب فـي الثرى |
تساور رزء فـادح الخطب فـاقم |
|
فخرت من الديـن القويم القوائم |
سلوا يـوم حفت بالحسين خيامهم |
|
ولـيس لهـا إلاالرماح دعـائم |
فتى الحرب يغنيه عن الجيش بأسه |
|
ويكفيه عن نصر النصير العزائم |
يخـرون لا لله إن كــر سـجداً |
|
ولكـن لمـاضيه تخـرالجماجم |
لـك الله تستبقـي وتردي جحافلاً |
|
كأنك في الأعمار قـاض وحاكم |
لك الله مكثـوراً أضر به الظمـا |
|
ولا ورد إلا المرهفات الصوارم |
فللسمر فـي الجنبين منه مشارع |
|
وللنبل فـي الجنبين منه مطاعم |
وفي الجسم منـه للنصول مدارع |
|
وفي الهـام منه للمواضي عمائم |
فخر علـى عفر الثرى عن جواده |
|
وقـامت عليـه في السماء مآتم |
وقد طبق الافـلاك رزءاً مصابه |
|
فما أحد منهم ـ خلا الله ـ سالم |
وجـل جلال الله مـا ينبغي لـه |
|
ولكن قلبـاً قد حـوى الله واجم |
فمـن مبـلغ الزهـراء أن بناتها |
|
أسارى حيارى ما لها اليوم راحم |
أفاطم قومي يا بنة الطهر واندبي |
|
يتامـاك أو قتلاك فالخطب فاقم |
دمـوع بـدا فوق الخدود خدودها |
|
ونار غـدا بين الضلوع وقودها |
أتـملك سادات الأنـام عـبيدهـا |
|
وتخضع في أسر الكلاب أسودها |
وتبـتز أولاد النبي حـقـوقـهـا |
|
جهاراً وتـدمي بعد ذاك خدودها |
ويمسي حسين شاحـط الدار دامياً |
|
يعـفره في كـربـلاء صعيدها |
وأسرته صرعى على الترب حوله |
|
يطوف بهـا نسر الفلاة وسيدها |
قضوا عـطشاً يا للرجال ودونهم |
|
شرائع لـكن ما أبيـح ورودها |
غدوا نحوهم من كل فـج يقودهم |
|
على خنـق جـبارهـا وعنيدها |
يعز عـلى المختار أحمد أن يرى |
|
عـداها عن الورد المباح تذودها |
تـموت ظـماً شبانها وكهـولها |
|
ويفـحص من حر الاوام وليدها |
تمـزق ضرباً بالسيوف جسومها |
|
وتسلب عـنها بعـد ذاك برودها |
وتترك في الحر الشديد على الثرى |
|
ثلاث لـيال لا تشـق لـحودهـا |
وتهـدى إلى نحو الشئام رؤوسها |
|
ويـنكتها بـالخيزران يـزيدهـا |
أتضربهـا شـلت يـمينك إنـها |
|
وجـوه لـوجه الله طال سجودها |
ويسرى يـزين العابدين مكـبلا |
|
تجاذبـه السيـر الـعنيف قيودها |
بنفسي أغصاناً ذوت بـعد بهجة |
|
واقمـار تـم قـد تولت سعودها |
وفتيان صـدق لا يضام نـزيلها |
|
وأسيـاف هـند لا تفل حـدودها |
حـدا بهـم الحادي فتلك ديارهم |
|
طوامـس ما بين الـديار عهودها |
كأن لـم يكـن فـيها أنيس ولـم تكن |
|
تـروح لها من كل أوب وفودها |
أبا حسن يا خـير مـن وطىء الـثرى |
|
وسارت به قب المهاوي وقودها |
أتصبح يـا مـولى الورى عن مناصب |
|
الخـلافة مدفوعاً وأنت عميدها |
وايـن بنـو سفيان مـن مـلك أحـمد |
|
وقد تعست في الغابرين جدودها |
أتـملك أمـر الـمسلمين وقــد بـدا |
|
بكـل زمان كفـرها وجحودها |
ألا يـا أبـن هـند لا سقى الله تربـة |
|
ثويت بمثواها ولا أخضر عودها |
أتسلـب أثـواب الـخـلافـة هاشمـاً |
|
وتطردها عـنها وأنت طريدها |
وتقضـي بـهـا ويـل لأمـلك قسوة |
|
إلى فاجـر قامت عليه شهودها |
فواعـجبـاً حتى يــزيـد يـنالـها |
|
وهل دابه إلا الـمدام وعـودها |
وواحــزنـاً مـمـا جـرى لمحمد |
|
وعـترته من كل أمـر يكبدها |
يسـودهـا الـرحـمن جـل جـلاله |
|
وتأبى شرار الخلق ثم تسودهـا |
فمـا عـرفـت تـالله يـوماً حقوقها |
|
ولا رعيت في الناس يوماً عهودها |
ومـا قـتل السبـط الشهيد ابن فاطم |
|
لعمـرك إلا يـوم ردت شهودها |
يميناً بـرب الـنهي والأمـر ما أتت |
|
بمـا قد أتـوه عادهـا وثمودها |
وما أن أرى يطفي الجوى غير دولة |
|
تدين لها في الشرق والغرب صيدها |
تعيــد علينـا شرعة الحـق غضة |
|
وتزهـر بها الدنيا وتعلو سعودها |
أمـا والذي لا يعـلم الغيـب غيـره |
|
لئـن ذهبـت يوماً فسوف يعيدها |
وتقـدم مـن أرض الحجاز جنودها |
|
وتخـفق في أرض العراق بنودها |
فـعجـل رعـاك الله ان قلـوبنـا |
|
يزيـد علـى مـر الليالي وقودها |
وتـلك حـدود الله فـي كـل وجهة |
|
معضـلة مـا أن تقـام حدودهـا |
عليـك سـلام الله مـا انسكب الحيا |
|
وأبقلت الأرضون واخضر عودها |
وسـلكت فجـاً ليس يسلك مثله |
|
ولطـالما زلـت بـه الأقدام |
يهدي العقول عقول أرباب النهى |
|
نثـر نثـرت عليهـم ونظام |
وقصـائد لله كـم نـفدت لهـا |
|
بقـلوب أربـاب النفاق سهام |
لا سيمـا المثل الذي سارت به |
|
الركبـان وازدادنت به الأيام |
مدح الامام المرتضى علم الهدى |
|
مولـى اليه النقض والابـرام |
نفثـات سحـر مـا بهـا آثام |
|
وعقـود در مـازهـا النظام |
هذا هو السحر الحـلال وغيره |
|
من نظم أرباب القريض حرام |
ومـدامة حليت ببـابل فانتشت |
|
مصـر لهـا وتهـامة والشام |
كـم ليلة بتنـا سكـارى ولهـا |
|
طربـاً بهـا والحـادثات نيام |
ما الروضة الغناء باكرها الحيا |
|
فتـعطرت مـن طيبهـا الآكام |
ما الغـادة الحسناء حار بخدها |
|
مـاء الشباب وفي القلوب أوام |
خطرت تميس بعطفها فغدا لها |
|
فـي كـل قلب حسرة وغرام |
فـؤاد لا يـزال بـه اكـتـئـاب |
|
ودمـع لا يـزال لــه انصبـاب |
علـى مـن أورث المختار حـزناً |
|
تــذوب لـوقعـة الصم الصلاب |
ومـات لمـوته الاسـلام شجـواً |
|
وذلـت يـوم مصـرعه الرقـاب |
وأرجـفت البـلاد ومـن عليهـا |
|
وأوشـك أن يحـل بهـا العـذاب |
يقبـل نـحـره المـختار شوقـاً |
|
وتـدمـيـه الأسنــة والحـراب |
فـيـا للـه مـن رزء جـليــل |
|
وهــت منـه الشوامخ والهضاب |
ديـار لـم تـزل مـأوى اليتامـى |
|
سـوام كيـف صـاح بها الغراب |
وكيـف تعطـلت رتـب المـعالي |
|
بهـن وقـوضـت تلـك القبـاب |
كـأن لـم تلـف أمناً مـن مخوف |
|
ولـم تحـلل بسـاحتهـا الركـاب |
فـيـا غــوث الانـام وصـبـح |
|
داجي الظلام ومن به عرف الصواب |
وسـل أحـداً لـما توازرت الـعـدا |
|
وضاقت على الجيش اللهام مهاربه |
تــرى أيهـم واسى النبـي بنفسـه |
|
وقـد أسلمتـه للاعـادي كتائبـه |
ويـوم حنيـن إذ أبـاد جمـوعهـم |
|
وبـدرا ومـا لاقـى هناك محاربه |
وخيبـر لمـا أن تزلـزل حصنهـا |
|
ومرحـب إذ وافته مـنه معاطبه |
وقـد نكصـا خـوفـاً برايـة أحمد |
|
دعـاها فان الموت وعر مساربه |
وتـلك التـي شـدت عليـه يحفهـا |
|
الطغام ويحدوها من الغي ناعبـه |
وصفين إذ مـدت بـه الحرب باعها |
|
طويلا وما عانى ابن هندو صاحبه |
ومـا لقيـت أجنـادهـم من رماحه |
|
وما فعـلت ليل الهـرير قواضبه |
فمن ذا الذي لم يأل في النصح جهده |
|
لأحمـد فيهـا أو تقوم نوادبـه |
لله أيـة مقلـة جـفت الكـرى |
|
واستبـدلت عن نومها بسهادها |
هيهات لا كرب كوقعـة كربلا |
|
كـلا ولا جهـد كيـوم جهادها |
إذ طـاف يوم الطف آل أميـة |
|
بالسبط في الأرجاس من أوغادها |
دفعته عن دفع الفـرات بمهجة |
|
حرى ووحش الـبر من ورادها |
بكت السماء دماً وأملاك السما |
|
تبكي لـه من فوق سبع شدادها |
وأغبـرت الآفاق من حزن له |
|
والأرض قد لبست ثياب حدادها |
رزء يقـل من العيون له البكا |
|
بدمـائها وبياضها وسـوادهـا |
مـن مبلغ المختار أن سليلـه |
|
أمسى لقى بين الربى ووهـادها |
ومنابـر الهـادي تظل أميـة |
|
تنـزو كلابهـم علـى أعوادها |
ابني النبي مصابكم لا تنقضي |
|
حسـراته أبـداً مـدى آبـادها |
وعليكم يـا سادتي قد عـولت |
|
نفسي إذا حضرت إلى ميعادها |
ألقن (نصر الله) يرجو نصركم |
|
في معشرة والفوز في اشهادها |
لا أختشـي نار الجحيم وحبكم |
|
لي عـدة أعددت في اخمادهـا |
صلى الإلـه عليكم يا خير من |
|
ترجوهـم نفسي لنيـل مرادها |