أدب الطف الجزء السادس 170


ولم يخش في الدهر من سبة وما يبلغ الدهر من قبة
بها علم الملك زاد افتخارا
فيـا قبـة نلت عـزاً وجاه وعين النضار بك اليوم تاه
ومع حسنها فهي عين الحياه ومذ كان صاحبـهـا للأله
يدان يدا نعمـة واقتـدارا
يرى الركب ان ضل حاديهم يداً في علاها تناديهم
لهـا آيـة الفتـح تهـديهـم يد الله من فوق أيديهم
بدت فوق سر طوقها لا تبارى
يد ربح البذل في سوقها ترى البذل أحسن معشوقها
تسامت إلى أوج عيوقها وقد رفعت فوق سرطوقها
تشير إلى وافـديهـا جهارا


أدب الطف الجزء السادس 171


السيد جواد العاملي

وافى المشيب مهجهجاً ومخبـراً انـي بلغـت مـن الطريق الأكثرا
فلئن صبـوت لاصبـون تكلفاً ولئـن جذلـت لأجذلـن مكـدراً
ودور مثلك يـا أميـم هجرتها وصحوت من سكر الهوى متبصرا
قد غرني دهري فنلت جرائمـاً والدهر مـن عـاداته أن يـغدرا
أبكي وما في العمر ما يسع البكا فالحزن أن أبكـي الحسيـن لتغفرا
هذا الحسين ابن النبـي وسبطه أمسى طريحاً في الطفـوف معفرا
هـذي بنـات محمد ووصيـه أمست سبـايا ضائعـات حسـرا
أبكـي علـى الأيتام عز كفيلها مرعـوبة يـا للورى ممـا ترى
لهفـي لزين العـابدين مصفداً يرنـو النسـاء ولا يطيق المنظرا
لو أن فاطمة تشاهد مـا جرى أجرت من الآمـاق دمعـاً أحمرا
فلتلبس الدنيـا ثيـاب حدادهـا فالنـور نور الله غيب فـي الثرى


أدب الطف الجزء السادس 172


السيد محمد جواد العاملي النجفي



المتوفى 1226.
هو السيد محمد جواد ابن السيد محمد بن محمد العاملي الشقرائي النجفي من كبار علماء الأمامية وفطاحل فقهائهم في هذا القرن .
ولد في شقراء من قرى جبل عامل في حدود 1160 ونشأ هنالك فقرأ بعض مقدمات العلوم ثم هاجر إلى العراق ولما ورد كربلاء على عهد الوحيد البهبهاني حضر على السيد الطباطبائي صاحب (الرياض) ثم حضر على الأستاذ الوحيد البهبهاني لازم بحثهما مدة حتى حصل قسطاً وافراً من العلم وعرف بالفضل وأجيز من البهبهاني فجاء إلى النجف وحضر على السيد مهدي بحر العلوم والشيخ الأكبر كاشف الغطاء والشيخ حسين نجف بقى ملازماً لأبحاثهم زمناً طويلاً، وكتب له المحقق القمي صاحب «القوانين» إجازة من قم بتاريخ (1206) والمعروف عنه إنه كان كثير الإنكباب على الاشتغال، ولا يقدم على ذلك عملاً من الأعمال ولم تشغله حتى الحوادث. فقد صرح في آخر بعض مؤلفاته أنه فرغ والوهابي محاصر للنجف وأهلها مشغولون مع سائر العلماء بالدفاع وكانت له يد معهم في مباشرة الأمور وتهيئة اللوازم حتى انه كتب رسالة في ذلك. أخذ اسم المترجم يشتهر يوماً فيوماً حتى أصبح من مراجع عصره واستقل بالتدريس فتخرج عليه جم غفير من الأعلام الأجلاء كالشيخ جواد ملا كتاب والشيخ محمد حسن صاحب «الجواهر» والشيخ محسن الأعسم والشيخ الأغا محمد علي الهزار جريبي والسيد صدر الدين العاملي والشيخ مهدي ملا كتاب والسيد علي الأمين من بني عمه وولده السيد محمد وسبطه الشيخ رضا بن زين العابدين الأسدي الحلي والميرزا عبدالوهاب المجاز منه باجازة تاريخها (1225) وغيرهم ممن لا يحصى، قضى عمره الشريف بالتصنيف والتأليف والدرس والبحث وخدمة الدين إلى أن توفي

أدب الطف الجزء السادس 173


في (1226) في النجف ودفن في الحجرة الثالثة من حجر الصحن الشريف من الجهة القبلية بين بابي الفرج والقبلة وترك آثاراً جليلة تدل على تحقيقه وتدقيقه وتبحره في الفقه والأصول وتتبعاته لأقوال الفقهاء من المتقدمين والمتأخرين وما امتاز به من ضبط واتقان مع جودة الخط وأهم آثاره وأشهرها (مفتاح الكرامة) في شرح (قواعد العلامة) من خيرة أسفار المتأخرين جمع أكثر أبواب الفقه بأسلوب جيد وهو في اثنين وثلاثين مجلداً ألفه بأمر أستاذه كاشف الغطاء أيام اشتغاله عليه كما صرح به في أوله قال: امتثلت فيه أمر أستاذي الإمام العلامة الحبر الأعظم الشيخ جعفر جعلني الله فداه إلخ طبع أكثر هذا الكتاب في ثمان مجلدات ضخام، سبع منها في مصر وطبع الثامن في دمشق بسعي العلامة السيد محسن بن عبدالكريم الأمين العاملي من أقارب المترجم في «1333» وترجمة مفصلاً في آخر مجلد المتاجر وسرد نسبه إلى عيسى بن يحيى المحدث بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وله أيضاً شرح كتاب الطهارة من «الوافي» ألفه من تقريرات درس أستاذه الطباطبائي، وألف من تقريره أيضاً حاشيته على كتاب التجارة من (القواعد) وجاشية كتاب الطهارة من المدراك وهي تقرير درس الشيخ حسين نجف وحاشية الدين والرهن من القواعد من تقرير أستاذه كاشف الغطاء وله حاشية أول (تهذيب الأصول) رأيت هذه الخمسة الأخيرة في مجموعة عند حفيده السيد عبدالحسين بن محمد ابن الحسن بن محمد ابن المؤلف وله رسالة في حكم العصيرين العنبي والتمري ألفهما بأمر أستاذه كاشف الغطاء وقرضها أستاذه الشيخ حسين نجف و(الرحمة الواسعة) في المضايقة والمواسعة ألفه بأمر أستاذه صاحب (الرياض) وحاشية على الروضة على كتاب المضاربة والوديعة والعارية والمزارعة والمساقاة والوصايا والنكاح والطلاق وهي على بعض ما مر غير تامة ورسالة في جواز العدول عن العمرة إلى الأفراد عند الضيق وشرح (الوافية) في الأصول مجلدان ورسالة في الشك في الشرطية والجزئية وأخرى في مناظرة شيخه كاشف الغطاء مع المحقق السيد محسن الأعرجي ومكاتباتهما في المسائل العلمية وتعليقه على مقدمة

أدب الطف الجزء السادس 174


الواجب من (العالم) ورسالة في التجويد وأخرى في رد الإخباريين وثالثة في وجوب الذب عن النجف لأنها بيضة الإسلام وأخرى في حكم المقيم الخارج عن الترخص و(أهل البراءة) رأيته في (مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء) كما فصلته في (الذريعة) ج2 ص 113 إلى غير ذلك وكان شاعراً له مدائح لأستاذته وأراجيز ثلاث في الخمس والزكاة والرضاع ذكرناها في الجزء الأول من (الذريعة) وذكر مشايخه في الرواية في إجازته للأغا محمد علي الهزار جريبي ورأيت إجازته للشيخ حسن بن محمد علي العبودي بخطه أشركه فيها مع ولده الشيخ محمد طاهر بن الحسن وتاريخها (1225) وخلفه من ولده العلامة السيد محمد المذكور فقد خلف (1) السيد عباس الذي لم يعقب و (2) السيد حسين و (3) السيد حسن والد السيد جواد المعاصر الذي حدثني بذلك.
شعره في الرثاء:
تساور رزء فـادح الخطب فـاقم فخرت من الديـن القويم القوائم
سلوا يـوم حفت بالحسين خيامهم ولـيس لهـا إلاالرماح دعـائم
فتى الحرب يغنيه عن الجيش بأسه ويكفيه عن نصر النصير العزائم
يخـرون لا لله إن كــر سـجداً ولكـن لمـاضيه تخـرالجماجم
لـك الله تستبقـي وتردي جحافلاً كأنك في الأعمار قـاض وحاكم
لك الله مكثـوراً أضر به الظمـا ولا ورد إلا المرهفات الصوارم
فللسمر فـي الجنبين منه مشارع وللنبل فـي الجنبين منه مطاعم
وفي الجسم منـه للنصول مدارع وفي الهـام منه للمواضي عمائم
فخر علـى عفر الثرى عن جواده وقـامت عليـه في السماء مآتم
وقد طبق الافـلاك رزءاً مصابه فما أحد منهم ـ خلا الله ـ سالم
وجـل جلال الله مـا ينبغي لـه ولكن قلبـاً قد حـوى الله واجم
فمـن مبـلغ الزهـراء أن بناتها أسارى حيارى ما لها اليوم راحم
أفاطم قومي يا بنة الطهر واندبي يتامـاك أو قتلاك فالخطب فاقم


أدب الطف الجزء السادس 175


ولسيدنا قصائد في الكت المتضمنة لمرائي أهل البيت، منها في الحسين قصيدته التي أولها:
زموا الركائب للرحيل وأزمعوا فذرى الدموع مودع ومودع
وأخرى أولها:
عواد على الإسلام صال بها الكفر فحتى م حتى م التجلد والصبر

وثالثة كان مطلعها:
صال الزمان بماضي الغرب مطرور فأوسع المجد جرحاً سير مسبور


أدب الطف الجزء السادس 176


السيد محسن الاعرجي
المتوفي سنة 1227
دمـوع بـدا فوق الخدود خدودها ونار غـدا بين الضلوع وقودها
أتـملك سادات الأنـام عـبيدهـا وتخضع في أسر الكلاب أسودها
وتبـتز أولاد النبي حـقـوقـهـا جهاراً وتـدمي بعد ذاك خدودها
ويمسي حسين شاحـط الدار دامياً يعـفره في كـربـلاء صعيدها
وأسرته صرعى على الترب حوله يطوف بهـا نسر الفلاة وسيدها
قضوا عـطشاً يا للرجال ودونهم شرائع لـكن ما أبيـح ورودها
غدوا نحوهم من كل فـج يقودهم على خنـق جـبارهـا وعنيدها
يعز عـلى المختار أحمد أن يرى عـداها عن الورد المباح تذودها
تـموت ظـماً شبانها وكهـولها ويفـحص من حر الاوام وليدها
تمـزق ضرباً بالسيوف جسومها وتسلب عـنها بعـد ذاك برودها
وتترك في الحر الشديد على الثرى ثلاث لـيال لا تشـق لـحودهـا
وتهـدى إلى نحو الشئام رؤوسها ويـنكتها بـالخيزران يـزيدهـا
أتضربهـا شـلت يـمينك إنـها وجـوه لـوجه الله طال سجودها
ويسرى يـزين العابدين مكـبلا تجاذبـه السيـر الـعنيف قيودها
بنفسي أغصاناً ذوت بـعد بهجة واقمـار تـم قـد تولت سعودها
وفتيان صـدق لا يضام نـزيلها وأسيـاف هـند لا تفل حـدودها
حـدا بهـم الحادي فتلك ديارهم طوامـس ما بين الـديار عهودها


أدب الطف الجزء السادس 177


كأن لـم يكـن فـيها أنيس ولـم تكن تـروح لها من كل أوب وفودها
أبا حسن يا خـير مـن وطىء الـثرى وسارت به قب المهاوي وقودها
أتصبح يـا مـولى الورى عن مناصب الخـلافة مدفوعاً وأنت عميدها
وايـن بنـو سفيان مـن مـلك أحـمد وقد تعست في الغابرين جدودها
أتـملك أمـر الـمسلمين وقــد بـدا بكـل زمان كفـرها وجحودها
ألا يـا أبـن هـند لا سقى الله تربـة ثويت بمثواها ولا أخضر عودها
أتسلـب أثـواب الـخـلافـة هاشمـاً وتطردها عـنها وأنت طريدها
وتقضـي بـهـا ويـل لأمـلك قسوة إلى فاجـر قامت عليه شهودها
فواعـجبـاً حتى يــزيـد يـنالـها وهل دابه إلا الـمدام وعـودها
وواحــزنـاً مـمـا جـرى لمحمد وعـترته من كل أمـر يكبدها
يسـودهـا الـرحـمن جـل جـلاله وتأبى شرار الخلق ثم تسودهـا
فمـا عـرفـت تـالله يـوماً حقوقها ولا رعيت في الناس يوماً عهودها
ومـا قـتل السبـط الشهيد ابن فاطم لعمـرك إلا يـوم ردت شهودها
يميناً بـرب الـنهي والأمـر ما أتت بمـا قد أتـوه عادهـا وثمودها
وما أن أرى يطفي الجوى غير دولة تدين لها في الشرق والغرب صيدها
تعيــد علينـا شرعة الحـق غضة وتزهـر بها الدنيا وتعلو سعودها
أمـا والذي لا يعـلم الغيـب غيـره لئـن ذهبـت يوماً فسوف يعيدها
وتقـدم مـن أرض الحجاز جنودها وتخـفق في أرض العراق بنودها
فـعجـل رعـاك الله ان قلـوبنـا يزيـد علـى مـر الليالي وقودها
وتـلك حـدود الله فـي كـل وجهة معضـلة مـا أن تقـام حدودهـا
عليـك سـلام الله مـا انسكب الحيا وأبقلت الأرضون واخضر عودها


أدب الطف الجزء السادس 178


السيد محسن الاعرجي



السيد محسن بن الحسن بن مرتضى الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقق الكاظمي والمحقق الغدادي صاحب المحصول والوسائل، توفي سنة 1227 وقد ناف على التسعين وقيل في تاريخ وفاته: بموتك محسن مات الصلاح. ودفن في الكاظمية وقبره مزور وعليه قبة.
عالم فقيه محقق مدقق مؤلفاته مشهورة زاهد عابد تقي ورع جليل القدر وهو صاحب كتاب (المحصول في الأصول) و (الوافي في شرح وافية ملا عبدالله التوني) و (شرح مقدمات الحدائق) وترجم له صاحب (معارف الرجال) فقال:
السيد محسن بن السيد حسن بن مرتضى بن شرف الدين بن نصر الله بن زرزور ابن ناصر بن منصور بن أبي الفضل النقيب عماد الدين موسى بن علي بن أبي الحسن محمد بن عماد بن الفضل بن محمد بن أحمد البن بن محمد الأشتر (1) الحسيني الأعرجي الكاظمي. ولد ببغداد سنة 1130 هـ وكان من العلماء المحققين والقهاء المقدسين الزاهدين العابدين. أخفى علمه الجم وجود أقطاب العلماء الأعلام ومراجع التقليد العظام، وكان أديباً شاعراً له نظم كثير مثبت في المجاميع المخطوطة ومن شعراء العلماء الثمانية عشر الذين قرضوا القصيدة الكرارية لابن فلاح الكاظمي في مدح أميرالمؤمنين، حج بيت الله الحرام سنة 1199 هـ وكان سفره مع العلماء الذين ساروا بركب الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ومن العلماء السيد

(1) ابن عبيدالله بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر ابن الامام زين العابدين علي ابن الحسين.
أدب الطف الجزء السادس 179


محمد جواد صاحب مفتاح الكرامة والشيخ محمد علي الأعسم ونظرائهم.
أساتيذه :


تتلمذ على الأغا محمد باقر البهبهاني المتوفى سنة 1205 هـ وعلى السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي واجازه. وتتلمذ عليه جمهرة من العلماء منهم الشيخ عبدالحسين الأعسم المتوفى سنة 1246 هـ والشيخ إبراهيم الكلباسي المتوفى سنة 1261 هـ.
مؤلفاته:


ألف كتاب الرسائل في الفقه في عدة مجلدات وهو كتاب متين وكانت أساتذتنا تقول: هو أحسن ما كتب وكتاب المحصول وكتاب الوافي وشرح مقدمات الحدائق والعدة في الرجال لم يتم، خرج منه الفوائد الرجالية.
توفي في الكاظمية ودفن بها في داره سنة 1227 هـ.
وفي الذريعة ـ قسم الديوان : ديوان السيد محسن بن الحسن الشهير بالمقدس الأعرجي الكاظمي صاحب المحصول والعدة في الرجال وغيرهما من التصانيف ترجمة سيدنا الحسن الصدر في (ذكرة المحسنين) وقال: إن في ديوانه أشعار رائقة في المراثي وغيرها، كما كتب السيد الخوانساري عنه في (روضات الجنات) وكتب عنه البحاثة العلامة الشيخ محمد حسن آل ياسين سلمه الله في مجلة البلاغ الكاظمية عدد 7 من السنة الرابعة وذكر له 30 مؤلفاً.
وجاء في بعض المجاميع المخطوطة قصيدته الميمة مقرضاً بها الكرارية مطلعها:
فضـل تكـل بحصـره الأقلام وتهيـم فـي بيدائه الأوهام
ومنـاقب شهـد العـدو بفضلها فضل الامام فما عليك ملام
قد حزت آيـات السباق بأسرها طفلا وما أعيى عليك مرام
وشأوت أرباب القريض جميعهم فغدوا وليس لهم سواك إمام


أدب الطف الجزء السادس 180


وسـلكت فجـاً ليس يسلك مثله ولطـالما زلـت بـه الأقدام
يهدي العقول عقول أرباب النهى نثـر نثـرت عليهـم ونظام
وقصـائد لله كـم نـفدت لهـا بقـلوب أربـاب النفاق سهام
لا سيمـا المثل الذي سارت به الركبـان وازدادنت به الأيام
مدح الامام المرتضى علم الهدى مولـى اليه النقض والابـرام
نفثـات سحـر مـا بهـا آثام وعقـود در مـازهـا النظام
هذا هو السحر الحـلال وغيره من نظم أرباب القريض حرام
ومـدامة حليت ببـابل فانتشت مصـر لهـا وتهـامة والشام
كـم ليلة بتنـا سكـارى ولهـا طربـاً بهـا والحـادثات نيام
ما الروضة الغناء باكرها الحيا فتـعطرت مـن طيبهـا الآكام
ما الغـادة الحسناء حار بخدها مـاء الشباب وفي القلوب أوام
خطرت تميس بعطفها فغدا لها فـي كـل قلب حسرة وغرام

الخ ....
وقال في رثاء الحسين عليه السلام:
فـؤاد لا يـزال بـه اكـتـئـاب ودمـع لا يـزال لــه انصبـاب
علـى مـن أورث المختار حـزناً تــذوب لـوقعـة الصم الصلاب
ومـات لمـوته الاسـلام شجـواً وذلـت يـوم مصـرعه الرقـاب
وأرجـفت البـلاد ومـن عليهـا وأوشـك أن يحـل بهـا العـذاب
يقبـل نـحـره المـختار شوقـاً وتـدمـيـه الأسنــة والحـراب
فـيـا للـه مـن رزء جـليــل وهــت منـه الشوامخ والهضاب
ديـار لـم تـزل مـأوى اليتامـى سـوام كيـف صـاح بها الغراب
وكيـف تعطـلت رتـب المـعالي بهـن وقـوضـت تلـك القبـاب
كـأن لـم تلـف أمناً مـن مخوف ولـم تحـلل بسـاحتهـا الركـاب
فـيـا غــوث الانـام وصـبـح داجي الظلام ومن به عرف الصواب


أدب الطف الجزء السادس 181


اتهمل ثارها البيض المواضي وتمنع فيثها الاسد الغضاب
اقول ولهذه القصيدة بقية . وقال يرثى الفقيه السيد محمد العطار الحسني البغدادي قدس سره المتوفى سنة 1171 واولها
خطت تظل به النفوس تصعد والناس من حرق تقوم وتقعد
وقال رحمه الله في الوعظ والمناجاة
ايـا ربـي ومـعتمدي ويـا سنـدي ويا ذخري
عساك اذ تنـاهـت بي اموري وانقضى عمري
واسـلـمنـي احـابئي ومـن يعنيهـم امـري
الـى قفـراء موحشـة تهيـج بلابـل الصدري
وحيدا ثـاويا في الترب للخديـــن والمنـحـر
واوحش بيـن اصحابي مقـامي وانمحـى ذكري
وقمـت اليك من جدثي علـى وجـل بـلا ستر
ذليـلا حـاملا ثـقلي واوزاري عـلى ضهري
افكر مـا عسى تجري علـي بـهـا ولا ادري
تـرى متجاوزاً عمـا جنيـت وراحمـا ضري
وتـلطف بـي لقىً قد عيل من ألم الجوى صبري
ومغسولاً على حـدباء بـلكـافـور والـسيـدر
ومحمولاً على الاعواد يسـعى بـي الـى القبـر
وتؤنس وحشتـي اذ لا انـيس سـواك فـي قبري
وتنجينـي من الأهوال يـوم الـحشـر والـنثر
وتحمينـي من النيران ذات الـوقـد والـسـجر
وتلحقنـي من أهـوى بـأل الـمصطفـى الـغر
بساداتي ومن أعددتهم لـلــبـؤس والـضـر
ملـوك الحشـر والنثر وأهـل النهـي والأمـر


أدب الطف الجزء السادس 182


وتسـقـيني بـكأسهـم زلالا مثلـجا صـدري
وتأمـر بي إلى الجنات بـالنـعمـاء والـبشر
إلـى حـور وولـدان وانـهتار بـهـا تجري
ولست ارى يقوم بحمل ما استحقبت من وزري
سـوى لقياك في صف نعـت ذويـه في الذكر
فـيسرنـي لـذلك يـا رجـاي ومـالكا امري
وخذ في ثأر من اضحى قتيـل عصابـة الكفـر
حسين سبط احمد وابن حيـدرة الرضا الطهـر
بجيش القـائم المـهدى ذي الإقبـال والنـصر
وبـحر العلـم والجدوى وفـخر المجـد والفخر
وظـل اللـه منبسطـاً بـلا قبض مدى الدهـر
عـلى اصناف خلق الله فـي بحـر وفـي بـر
وعيـن الله ترعى الناس فـي سـر وفـي جهر
وترقبهم بما يأتـون من خـيـر ومـن شــر
وأيـدنـي ومـن علي فـي السـراء بـالشكـر
وفي الضـراء بالايمان والـتسلـيم واـلصبـر
ولا تقطع رجائي منـك فـي عسـر وفي يـسر
وجمـلني بستـرك إن أخـذت أميـط من ستري
وجـللنـي بـعافيـة تصـاحبني مـدى الدهر

وله في مدح جده أميرالمؤمنين عليه السلام:
هـل الفضل إلا مـا حوته مناقبه أو الفخر إلا مـا رقتـه مراتبه
أو الـجود إلا مـا أفـادت يمينه أو المجد إلا ما استفادت مكاسبه
شهاب هدى جلى دجى الغي نوره وقـد طبقت كل الفجاج غياهبه
وبـحر ندى عذب الموارد زاخر سوى انه لا يرهب الموت راكبه


أدب الطف الجزء السادس 183


وفرع طويل من لؤي بن غالب وسيف صقيل لا تفل مضاربه
وربـع خصـيب بالمسرة آنس وطـود منيع قط ما ذل جانبه
وأنـى لـه فيهـا مثيل وانما ضربنا مثالا قد تمحل ضاربه
علـي أميـرالمؤمنين وسيـد الوصيين بل نفس النبي ونائبه

ومنها:
وسـل أحـداً لـما توازرت الـعـدا وضاقت على الجيش اللهام مهاربه
تــرى أيهـم واسى النبـي بنفسـه وقـد أسلمتـه للاعـادي كتائبـه
ويـوم حنيـن إذ أبـاد جمـوعهـم وبـدرا ومـا لاقـى هناك محاربه
وخيبـر لمـا أن تزلـزل حصنهـا ومرحـب إذ وافته مـنه معاطبه
وقـد نكصـا خـوفـاً برايـة أحمد دعـاها فان الموت وعر مساربه
وتـلك التـي شـدت عليـه يحفهـا الطغام ويحدوها من الغي ناعبـه
وصفين إذ مـدت بـه الحرب باعها طويلا وما عانى ابن هندو صاحبه
ومـا لقيـت أجنـادهـم من رماحه وما فعـلت ليل الهـرير قواضبه
فمن ذا الذي لم يأل في النصح جهده لأحمـد فيهـا أو تقوم نوادبـه


أدب الطف الجزء السادس 184


الشيخ نصر الله يحيى
المتوفى 1230
لله أيـة مقلـة جـفت الكـرى واستبـدلت عن نومها بسهادها
هيهات لا كرب كوقعـة كربلا كـلا ولا جهـد كيـوم جهادها
إذ طـاف يوم الطف آل أميـة بالسبط في الأرجاس من أوغادها
دفعته عن دفع الفـرات بمهجة حرى ووحش الـبر من ورادها
بكت السماء دماً وأملاك السما تبكي لـه من فوق سبع شدادها
وأغبـرت الآفاق من حزن له والأرض قد لبست ثياب حدادها
رزء يقـل من العيون له البكا بدمـائها وبياضها وسـوادهـا
مـن مبلغ المختار أن سليلـه أمسى لقى بين الربى ووهـادها
ومنابـر الهـادي تظل أميـة تنـزو كلابهـم علـى أعوادها
ابني النبي مصابكم لا تنقضي حسـراته أبـداً مـدى آبـادها
وعليكم يـا سادتي قد عـولت نفسي إذا حضرت إلى ميعادها
ألقن (نصر الله) يرجو نصركم في معشرة والفوز في اشهادها
لا أختشـي نار الجحيم وحبكم لي عـدة أعددت في اخمادهـا
صلى الإلـه عليكم يا خير من ترجوهـم نفسي لنيـل مرادها


أدب الطف الجزء السادس 185


الشيخ نصر الله بن ابراهيم بن يحيى العامل الطيبي:



ولد في جمادى الثانية سنة 1183 وتوفي في قرية عيثرون = قضاء بنت جبيل في حدود سنة 1230 ذكر السيد الأمين في الأعيان جملة من أشعاره . كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً جيد الخط . له شعر في الامام الحسين عليه السلام ومنه القصيدة التي أولها:
ذرني وشاني فلا أصغي إلى شاني أذري الدموع على الخدين من شاني

وقال متوسلاً بأهل البيت عليهم السلام:
إلهي بحق المصطفى ووصيه علي وبالزهراء والحسنـين
وبالتسعـة الغر الذين ولاهم وطاعتهم فرض على الثقلين
أنلني بهـم قبل المماة وعنده ومن بعده يا رب قرة عين


السابق السابق الفهرس التالي التالي