أدب الطف الجزء السادس 123


تدعـوه والاخوان مـلء فؤادهـا والطرف يسرع بالدموع الهمع
أأخي مالك عـن بناتك مـعرضاً والـكل مـنك بمنظر وبمسمع
أأخـي مـا عودتني مـنك الجفا فعلام تجفوني وتجفو من معي
أأخي أين أبي علـي الـمرتضى ليرى انكساري للعدى وتخضعي
أعزيز أحمـد كيف أصبح أحمد لمـا نعيـت فليت لا كان النعي
أحسين هل سمعت بنعيك أمـك الزهراء حيث نعيت أم لم تسمع
أحسين هل سمع الزكي أخي بما صنع ابن سعد بالصغار الرضع


أدب الطف الجزء السادس 124


الشيخ محمد شريف الكاظمي:



الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي نزيل الغري، ولد في الكاظمية ونشأ فيها ثم هاجر إلى النجف وقرأ العلوم فيها في الربع الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة، وكان من المشاهير في العلم والأدب واللامعين من بين أقرانه، له اطلاع بجملة من العلوم ومن أهل الكرامات الباهرة، معاصراً للشيخ مهدي الفتوني العاملي النجفي المتوفى سنة 1183 هـ وللسيد محمد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم وللشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وللشيخ أحمد النحوي، وكان على جانب عظيم من التقى والورع والصلاح، تنسب اليه كرامات الصلحاء الأبرار.
جاء في نشوة السلافة أن له فهماً وذكاء فهو ريحانة الأدباء، تجنح اليه الطباع وتطرب من حديثه الاسماع، قضى من الأدب نفله وفرضه وشام من ريانة بارقه وومضه، له شعر يضاحك الأقحوان ابتساماً وينوف عقد الدرر انتظاماً.
وله القصيدة الدالية في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام وانه القاها في الحرم أمام القبر الشريف، وسقط عليه القنديل الذهبي المعلق، فأخذ من يده وعلق فوقع عليه مرة ثانية فأخذه، والقصيدة أولها:
أبا حسن ومثلك من ينادى لكشف الضر والهول الشديد


أدب الطف الجزء السادس 125


وستمر عليك في جملة شعره (1) وفي مخطوط الشيخ محمد السماوي في مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف الاشرف قصائد الشيخ شريف بن فلاح الكاظمي ومنها الكرارية وهي تزيد على 300 بيتاً عدد فيها فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ومناقبه وقد قرضها 19 شاعراً من فحول الشعراء المعاصرين له.
ورأيت في المجموع (الرائق) مخطوط السيد أحمد العطار مراثي الشريف الكاظمي للامام الحسين عليه السلام ومنها قصيدة التي أولها.
ذكر الطفوف ويوم عاشورا منعا جفوني لذة الاغفاء

وفي ص 358 قصيدة نبوية تحتوي على 150 بيتاً، أولها
أشجاك برق لاح بالجرعاء فأثار منك لواعج البرحاء

ومن روائعه ما كتبه في مقام مشهد الشمس بالحلة
أقول وقـد دخلت مقام مولى أنخت ركاب آمالي لديـه
الا لا تعـجبوا للشمس ردت به دون الورى جهراً عليه
فوجه المرتضى لا شك شمس وشبه الشيء منجذب اليه

وترجم له صاحب كتاب (معارف الرجال) فقال:

(1) وتنسب هذه القصيدة للشيخ حسين العذاري. هكذا رأيت في مجموعة الشيخ حسن سبتي رحمه الله. والشيخ حسين العذاري رجل أفنى عمره في مدح أهل البيت فضاق به الدهر يوماً فقصد الروضة العلوية وأنشد هذه القصيدة وعند فراغه من انشادها أتاه أت فرمى اليه صرة فكانت هي سبب ثروته أقول لعله أنشدها ولم ينشئها.
أدب الطف الجزء السادس 126


الشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام نظمها سنة 1166 وقرضها ثمانية عشر شاعراً من أدباء عصره.
قال السيد الأمين في الأعيان: السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي توفي سنة 1220 هـ كان فاضلاً عالماً مشاركاً في الفنون أديباً شاعراً. أقول: وفي آخر الترجمة أسماه: محمد شريف بن فلاح الكاظمي، وان الشيخ النوري رحمه الله لما ذكر بعض أبيات القصيدة الكرارية في كتابه (نفس الرحمن) أسماه بالسيد الشريف بن فلاح الكاظمي، والقصيدة في مخطوط (المجموع الرائق) للمرحوم السيد أحمد العطار البغدادي ج 2 ص 362 قال: للشيخ الشريف السيد شريف ابن فلاح الكاظمي يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام.

السيد شريف بن فلاح الكاظم


ألا ما لأيـام اللبـاب تـولــت وصبح مشيبي لاح في ليل لمتـي
وما بال أوقات الوصال تصرمت وطير المنايا ناح من فوق دوحتي
وعمـري تقضى بين لهو وغفلة وقـال وقـيل واكـتساب جريرة
وهـا أنـا فـي مهد الجهالة راقد ولـم ارتـدع عن قبح فعل وزلة
فما عذر مثلي حين أدعى بموقف وقـد مـلئت من سيآتي صحيفتي
فحتام يا من عاش في لجة الهوى تبـارز ربـا عـالـما بالسريرة
تبارزه سـراً وجـهـراً وتغتدي كـأن لـم تبارزه بـكل عـظيمة


(1) قال السيد الأمين في الأعيان: وجدنا في بعض المجاميع العاملية هذه القصيدة في رثاء الحسين عليه السلام وفي أولها: مما قال السيد شريف يسر الله أموره، ورواها السيد العطار في المجموع الرائق للشيخ شريف بن فلاح الكاظمي
أدب الطف الجزء السادس 127


تيقظ هداك الله مـن رقـدة الهوى فانك منقول إلى ضيق حفـرة
فويك اجتـرحـت السيئات جميعها ومالك في الطاعات مثقال ذرة
تمسكـت بـالدنيا غـروراً كمثلما تمسك ظام مـن سراب بـقيعة
أليست هـي الدار التي طـال همها فكم اضحكت قدماً اناساً وأبكت
وكم قـد اذلت مـن عزيز بغدرها وكـم فـجعت من فتية علوية
هـم عتـرة المختار أكـرم شافـع وأكـرم مبعوث إلى خير أمـة
بنفسي بـدوراً منهـم قد تـغيـت مـحاسنها في كربلا أي غـيبة
رمـاهـا يزيد بالخسوف وطالمـا بأنوارها جلت دجـى كل ريبة
بنفسي وأهـلـي والتليد وطارفـي وكـل الـورى أفدي قتيل أمية
فنادى ألا هـل مـن مجير يجيرنا وهل ناصر يرجو الإله بنصرتي
ويـرنو إلى ماء الـفرات ودونـه جيوش بني سفيان حلت وحطت
ولـم أنسه يـوم الطفوف وقد غدا يكـر عـليهم كـرة بـعد كرة
إذا كسر فـروا خيـفة من حسامه فكانوا كشاء من لقا الليث فرت
إلى أن هوى فوق الصعيد مـجدلاً فاظلمت الدنيا لـه واقشعـرت
ومـا انس لا أنس النساء بكربـلا حيارى عليهن المصائب صبت
ولما رأين المهـر وافى وسرجـه خليـاً توافـت بالنحيب ورنت
ولاأنس اخت السبط زينب اذ رنت اليـه ونـادت بالعويل وحنت
تقـول ودمـع العين يسبق نطقها وفـي قلبها نار المصائب شبت
أخي يا هلالا غـاب بـعد كماله فاضحى نهاري بعده مثل ليلتي


أدب الطف الجزء السادس 128


أخـي أى رزء اشتـكي ومـصيبـة فـراقـك أم هتكي وذلـي وغربتي
أم الجسم مـرضوضاً أم الشيب قانياً أم الرأس مـرفوعـاً كبـدر الدجنة
أم العابـد السـجاد أضـحى مـغللاً عليلا يقاسي فـي السرى كـل كربة
أم النسـوة اللاتي بـرزن حـواسرا كمـثل الإمـا يشهرن في كل بـلدة
فلمـا رأتـه لا يـجيب نـداءهــا بكت ورنت بالطرف نحـو المدينـة
ونادت بصوت يصدع الصخر جـدها وفـي قلبها نـار المـصائب صبت
أيا جـد لـو يفدى من الموت مـيت فـديـت حسينـاً مـن سهام المنية
أيـا جـد مـن لي بـعد فقد مؤملي ومـن ارتـجيه ان جـفتني احـبتي
أيـا جـد ما حـزني عـليه بـزائل ولا دمعـي الـمنهل يـبرىء غلتي
أيـا جـد عنـا الصون هتـك ستره وأوجـهنا بـعـد الـخدور تبـدت
وسار ابـن سعـد بالنساء حـواسرا وخلـف جـثمان الـحسين بقفـرة
وأصحابه في الترب صرعى كأنهـم نـجوم سمـا حفــت بـبدر دجنة
ويحضرهـا في مـجلس اللهو شامتاً يــزيــد تـغشاه الإله بـلعنـة
ويـحضر رأس ابـن النبي أمـامـه ويـنكت مـنه الثـغر بالخيزرانـة
ويـنشد أشعـار الشـماتـة قـائـلاً نـفلق هـاماً مـن رجـال أعـزة
فيـا حـسرة في القلب طالت ومحنة إلى أن ترى الرايات من أرض مكة
أمـولاي يـا ابن العسكري إلى متى تـروح وتغـدو بيـن هـم وشـدة
أيـا سـادتـي يا آل أحـمد أنـتـم مـلاذي إذا جـلت وجمت خطيئتي
خـذوا بيدي في يـوم لامـال نافـع ولا ولــد جـاز ولا ذو حـميـة


أدب الطف الجزء السادس 129


سوى حبكم يا عترة الطهر أحمد وبغض أعاديكـم وتلك عـقيدتي
اليكم بني الزهراء بـكراً يتيمـةً قبولكم مـن خير مهـر اليتـمية
فريـدة حسن مـن شريف أتتكم تنـوح عـليكم نوح ثكلى حزينة
عليكم سلام الله مـا هبت الصبا وما ناح قمري على غصن ايكة

قال السيد الأمين:
وفي الطليعة، هكذا وجدنا اسمه ونسبه وتاريخ وفاته في مسودة الكتاب ولا نعلم الآن من اين نقلناه والظاهر أنه من الطليعة.
كان فاضلاً عالماً مشار كافي الفنون أديباً شاعراً وله قصة مشهورة وهي أنه احتاج وهو في النجف فقصد الروضة المقدسة وأنشد قوله:
أبـا حسـن ومثلك مـن ينـادى لكشف الضر والهول الشديد
أتصرع في الوغي عمرو بن ود وتـردي مرحبا بطل اليهود
وتسقـي أهـل بـدر كأس حتف مصـبرة كعتبـة والـوليد
وتجـري النـهـروان دماً عبيطاً بقتل المارقين ذوي الجحود
وتـأبى أن تـكف جيوش عسري وتنصرنى على الدهر العنود
وهـا هو قد أراني الشهب ظهرا وأحرم ناظري طيب الهجود
فاطلـع فـي سما الاقبال بدري وبدل نحس حـظي بالسعود
وأوردني حـيـاض نـداك اني لمحتـاج إلـى ذاك الورود
أترضى أن يكدر صفـو عيشي وتصبح أنت في عيش رغيد
أتنعـم في الـجنان خـلي بـال ومـني القلب في جهد جهيد


أدب الطف الجزء السادس 130


أما قـد كـنت تؤثر قبل هذا ببذل القوت في القحط الشديـد
فكيف أخيب منك وأنت مثـر غـديم المـثل في هذا الوجود
أما لاحـت لـمرقدك المعلى جـواهر كدرت عيش الحسود
فـمن در ويـاقوت مـشـع ومـن مـاس تلوح على عقود
ومن قـنديل تبـرٍ بات يجلو سناه الـهم عـن قـلب الوفود
فجد لي يا علي ببعض هـذا فـان التـبر عنـدك كالصعيد
ولي يا ابن الكرام عليك حـق رثـاء سلـيلك الظامي الشهيد
فكـم أجـريت من دمع عليه وكـم فـطرت قـلبـا كالجليد
فكـن في هـذه الدنيا معيني وكـن لي شـافعـاً يوم الورود
قال فسقط عليه قنديل ذهب فأخذ وعلق فوقع عليه ثانية فأخذه

أدب الطف الجزء السادس 131


امين بن محمود الكاظمي

هو الشيخ أمين بن الشيخ محمد الكاظمي. ذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة ج 13 ص 52 فقال:
لا نعرف من أحواله شيئاً، سوى أننا وجدنا هذه الأبيات يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام.
قـف بالطفـوف وسلها عـن أهـاليها وطف بأرجائها والثم نـواحيها
واستنشـق التـرب مـنها إن تـربتها فيها الشـفاء وللأسـقام تبريها
واسكب دموعاً على تلك الربوع عسى وكف الدموع لنار القلب يطفيها
وقـف عـليها وسلها أين عنك مضوا أهل القباب ومن قسد حل ناديها
أيـن الــبدور التـي حلـت بساحتها أين الأسـود التي حـلت بواديها
تـالله لـم يـهنني مـن بـعدهم وطر مذ قيل دارت عليهم كأس ساقيها


عن شعراء بغداد تأليف علي الخاقاني الجزء الثاني ص 189.
أدب الطف الجزء السادس 132


الشيخ امين الكاظمي

وفاته قبل سنة 1222

قال الشيخ الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة) ج 2 ص 157:
هو الشيخ أمين ابن الشيخ محمود الكاظمي الأسدي، عالم جليل وفقيه بارع مروج. ذكره السيد الصدر في التكملة، فنقل عن العلامة الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي: إنه من العلماء المروجين للدين في الفترة بعد طاعون 1186 حيث ما بقي أحد من العلماء وتوسع الناس في الفجور فقام المترجم بتعليم الصلاة ونشر الأحكام بتقريبات وأساليب تميل إليها النفوس وبنى مدرسته التي حكم بوقفيتها الشيخ ابراهيم الجزائري وسهر على احياء الدارس من معالم الدين حتى عادت بلدة الكاظمين عليهما السلام من بركاته دار الهجرة لطلب العلم، وتوفي قبل 1222 انتهى ملخصاً. وقد صرح السيد الصدر في (التكملة) وغيره في غيرها أنه أسدي ينتهي نسبه إلى حبيب بن مظاهر شهيد الطف إلا أن السيد جعفر الأعرجي أنهى نسبه إلى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري قال في (نفحة بغداد): خال والدي الشيخ أمين ابن الشيخ العالم الكبير محمود بن كلب علي الكاشاني بن غلام علي بن عبد علي بن القاضي محمد بن حبيب بن ابراهيم بن بديع الزمان بن جمال الدين بن احمد بن نظام الدين بن جلال الدين بن رفيع الدين بن علي بن ضياء الدين بن يحيى بن فتح الله بن يحيى بن الحسن بن فخر الدين بن اميدواد بن فضل الله بن اسحاق بن فضل الله بن محمد بن أبي المكارم بن أحمد ابن علي بن أبي المعالم بن أحمد بن أبي الغنائم محمود بن أحمد بن أبي الفضل

أدب الطف الجزء السادس 133


ابن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن هاشم بن فاضل بن يحيى بن عقيل بن يحيى ابن ذر بن أبي جنادة بن قيس. هكذا ذكره الأعرجي والله العالم بالصحيح منهما. ويأتي ذكر الشيخ كاظم شقيق المترجم مع أولاده الشيخ محمد علي والشيخ محمد يونس والشيخ محمد جواد كما يأتي ذكر ابن عم المترجم الشيخ حسن بن هادي المنصوب لتوليته المدرسة المذكورة وابنه الشيخ طالب بن الحسن وولديه الشيخ باقر والشيخ حسن ابني طالب، ويأتي أيضاً ذكر الشيخ محمد ابن المترجم والكل علماء فضلاء انتهى.

أدب الطف الجزء السادس 134


الشيخ حميد نصار

المتوفى 1225
مـا انتضار الدمع أن لا يستهلا أو ما تنظر عاشـوراء هـلا
هل عـاشـور فقـم جـدد به مأتم الحزن ودع شربـا وأكلا
كيـف لا تحـزن في شهر به أصبحت آل رسـول الله قتلى
كيـف لا تحـزن في شهر به غودرت فاطمة الزهـراء ثكلى
كيـف لا تحـزن في شهر به رأس خير الخلق في رمح يعلى
وإذا عاينـت أهـليـه تـرى نوبـاً فـيها رزايا الخلق تسلى
من عليل وسدته الـبزل حلسا وقتـيل وسدتـه البـيد رمـلا


أدب الطف الجزء السادس 135


الشيخ حميد نصار الشيباني اللملومي النجفي



قال السيد الأمين في الأعيان ج 28 ص 106: أنه توفي سنة 1225 في النجف الأشرف ودفن بها.
في الطليعة كان فاضلاً مشاركاً في العلوم أديباً في المنثور والمنظوم مكثراً في مدائح الأئمة عليهم السلام ومراثيهم. وهو عم الشيخ محمد نصار الشاعر المشهور باللغتين الفصحى والدارجة.
وله صحبة تامة ومودة أكيدة مع حمد آل حمود زعيم الخزاعل المشهور المتوفى سنة 1214 وله فيه مدائح كثيرة وله بنود في مدحه منها البند المشهور:
أيها الراكب يفري شقق البيد على أمثلة السيد وأشباح القنا الميد من النجب المناجيد لك الله وحياك وأرشدت بمسراك، إذا شمت من البرق غماما مسبل الودق وعاينت من البحر خضما مزبد الزخر ويممت من الروض ربيعاً ومن الغيث مربعاً ومن الليث منيعاً (2) إلى آخر ما قال:

* بضم الحاء وتشديد الياء المكسورة. تصغير حمد.
(1) ذكره السيد الأمين في معادن الجواهر ج 3 ص 585.
أدب الطف الجزء السادس 136



ومن شعره في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
يـوم ابن حيدر والأبطـال عـابـسـة والشـمس فـي عنبر الهيجاء تنتقب
والسمـر من طـرب تـهـتز مـائسة والبيض في قمـم الأقـران تختضب
رامـت أمـيـة أن تـقـتـاد ذا لبـد منـه وتحجب بدراً ليس يحتـجـب
فانصاع كالـضيغـم الكـرار مـنتدراً بصولة ريـع منهـا الجـحفل اللجب
يلقى الـكمـاة بثـغـر باسم فـرحـاً كJأنهـم لنـدى كفيـه قـد طلبـوا
حتى إذا لـم يـدع للشرك مـن سكـن إلا وقـامـت بـه من بأسه النـدب
وافـتـه داعـية الـرحـمن مسـرعة فـخر وهـو يـطيل الشكر محتسب
نـفسي الـفـداء لـه والـسمـر واردة من نحره والمواضي البيض تختضب
مـضـرج الـجسم مـا بلـت له غلل حتى قضى وهـو ظمآن الحشا سغب
دامي الجبيـن تـريب الـخد منعـفـر على الثـرى ودم الأوداج يـنسكـب
مـغسـل بنـجـيـع الـطـعن كفنـه سافي الريـاح ووارتـه القنا السلب
قـضى كـريماً نـقي الثـوب من دنس يـزينـه كـلـما يـأتي ويـجتنب
يـا قائـداً جمـح الأعـداء طـوع يـد كيـف استقادتـك منها جامح ذرب
لئن رمتـك سهـام الدهـر عـن إحـن وقارعتك مـواضيـه فـلا عـجب
كنـت المجـير لمـن عادى فحـق لـه أن يـطلـب الثأر لـما أمكن الطلب
يـا مـخرس المـوت إن سامتـك نائبة من النوائـب كيـف اغتالك الشجب
يـا صـار مافـل ضرب الهام مضربه ولا تعـاب إذا مـا فـلت القـضب
لو تعلم البيـض مـن أردت مضـاربها نبـت وفـل شـباها الروع والرهب
ولو درت عـاديات الـخيل من وطأت أشلاءه لاعتراهـا العـقر والنـقب
إن كورت منك كف الشرك شمس ضحى فما على الشمس نقص حين تحتجب


أدب الطف الجزء السادس 137


ما كنت أحسب والأقـدار غـالبة بأن شمل الهدى الملتام ينشعب
فكم عفيفـة ذيـل للبتول سـرت على أضالع لـم يشدد لها قتب
تطوي على جمرات الوجد أضلعها وقد أضر بها الإغماء والسغب

وله في رثاء الحسين عليه السلام:
يا ناعي ابن رسول الله هـجت لـنا حزناً ودمعاً على الخدين مدرارا
نعيت لو تدري من تنعاه ما ضحكت أسنان فيـك ولا سامرت سمارا
يا وقعة الطف كم عين بك انذرفت وللهداية كـم ركـن بـك انهارا
افيك يقضون آل المصطفى عطشاً والماء طـام فليت الماء قد غارا


أدب الطف الجزء السادس 138


الشيخ محمد رضا النحوي

هذه القصيدة صدورها للشيخ أحمد النحوي، وأوائل الإعجاز لولده الشيخ محمد هادي، وثوانيها للشيخ أحمد الحلي، وثوالثها لولده الشيخ محمد رضا النحوي.
عـج بالـمطـى قلـيلاً أيها الحادي وسائل الركـب عن سكان أجياد
على أشم عـراراً في ربى الـوادي ما سـرت إلا بـأحشاء وأكـباد
رفقـاً بـهن فقد قاسين طول سرى وما يعانين مـن وخـد واسـآد
كـآنهـا من جفاهـا بـعض أعواد وضـرهـا فـرط أغوار وأنجاد
أمـا تـراها بـراها الشوق مذ زمن ومـسهـا حـز أقـتاب وأقـتاد
قـد آذنـت فـيه أحـبابي بابـعاد إلى كـرام بهم رشدي وإرشادي
تصـبو لنجـد وما نـجد وساكنـه إلا شفاء غليل الظامىء الصادي
كلا ولـيس لنـجـد بـل إبــراد وأيـن نـجد لا نـجاد وإسـعاد
لهـا فـؤاد معنى في مـعاهـدها لا يـستقر إذا ما رجـع الحادي
سقى المعاهد سحاً صـوب مـرتاد ما حال في عهده عن خير عهاد
ترتاح إن لاح في الآفاق ضوء سناً نـور الثنية مـن غربي بـغداد
صبح به يهتـدى حيث الدجى بادي بـرق تألـق وهنأ والدجى هادي
تصدعـن وردها إن فاح ريح صباً وتترك الروض غفلا غير مرتاد
بـما تـضمن مـن أخـلاق أمجاد من العـواصم مـن أكناف بغداد
فـاستبق فيهـا بقايا كي ننيـخ بها على مـهابط وحي نـورهم باد
على مـزار شـهيد نـجـل أمجاد عـلى مصارع أمجـاد وأنجـاد


أدب الطف الجزء السادس 139


على مـحل بـه الأمـلاك عـاكفة عـوجا قليلا كذا عن أيمن الوادي
عـلـى تــلاوة آيــات وأوراد والخـلـق فيه سـواء عاكف بادي
علـى حـمى كربلا شوقا لساكنهـا عج بالحمى يا رعـاه الله من وادي
أفـديه في طـارفـي مني واتلادي هـادي الـبريـة واشوقاه للهـادي
إن جئتهـا فـأطل منك الوقوف بها غـذيت در التصـابي قبل ميلادي
وسح دمـعـا بـإصـدار وإيـراد فـاخلـع نـعالك فيها إنها الوادي
نبـكي عـلى أسد قد خر منجـدلا زواره الـوحـش مـن سيد وآساد
كستـه بيـض المواضي حمر أبراد يـاليـت أني له دون الورى فادي
لهـفي له جسداً قـد ضـمخوه دماً ثـاو على الترب ملقى بـين أجساد
علـى الـثـرى بين أهضام وأنجاد كأن أثـوابـه مـجت بـفرصـاد
لهفي لـه وهو فـرد قـد أحاط به بنـو أميـة لا تـحصى بـتعـداد
جـيش لآل زيـاد نـسـل أوغـاد جيش كهام كصوب العارض الغادي
يـا عصبة ما رعت حق البتول ولا راعت ذمام النبي المصطفى الهادي
حق الـوصي وأبـدت غـل أحقاد عـادت عـلى بـادىء بالبر عواد
لهفي لـه والـعدى تنتابــه زمراً بـكـل لـدن أصـم الكـعب مياد
والـراس منـه مشال فـوق أعواد لـم أحـص عـدتـهم إلا بـعداد
لهفي لبـدر بـدا منـه السرار على أيـدي الـعدى طـول أزمان وآباد
حـكـم الإلـه وفيه كـل اسعـاد أرض الطفـوف بأرمـاس وأنجاد
لهفي لشمس ضحى بـالنور مشرقة قـد أخمـد النور منهـا أي إخماد
تغنى بأنوارهـا عـن كـل وقـاد لـهفي على كـوكب بـالسعد وقاد
أبـدى الـحمام عليهم شجوه ولـه طـوق الـكآبة أضحى قـيد أجياد
عـليه فـرط بـكاء بـعـد تعداد تبكـي السماء بدمـع رائـح غادي


السابق السابق الفهرس التالي التالي