امرنة سجعت عـلى الأغصان |
|
فترنحـت مـرحا غصون البان |
في روضة غنـاء فـي أفنانها |
|
غنى الهـزار بأطـرب الألحـان |
روض كسته الغاديات مـطارفا |
|
من أبيـض يقـق وأحـمر قـان |
زهر كوشي الغانيات على الربى |
|
متبهـرجـا بغـرائـب الألـوان |
أمـا الأقاح فباسـم عـن ثغره |
|
مستهـزىء بـالآس والـريحان |
وكـذلك الـورد الجـني بدا لنا |
|
فـوق الغـصون كأنجم السرطان |
وبدا لناالنسرين يحكي في الدجى |
|
النسرين غـب كـواكب الميزان |
ويبـيت نرجـسه لمنـهل الحيا |
|
يرنـو بفاتـر طـرفه الـوسنان |
والمـاء سل حـسامه متعـمداً |
|
قد شق قـلب شـقائق النعـمان |
والجـلنار كأنـه جـمر بـدا |
|
ليلا يلـوح عـلى ذرى الأغصان |
فيه الظـبا ترد الأسود لحاظها |
|
والفتك فـتـك صـوارم الأجفان |
هب الصبا سـحراً فأذكـرني الصبا |
|
عصراً بـه كان الـزمان زماني |
مـع جيـرة بالـمأزمتين ترحـلوا |
|
وهم بقـلـبي فـي أجـل مكان |
جردت سيف الصبر كي أفني الهوى |
|
فنبا فـعـدت بـه قطعت بناني |
ويـلاه مـالي والغـرام لـو انـه |
|
شخص قطـفت فـؤاده بسناني |
لكـنه نـار تـؤجج فـي الحـشا |
|
فيجـود دمـع العيـن بالهملان |
يا سائق الركب الـطلاح عـشية |
|
والشـوق منـي آخـذ بعـناني |
قتف بي رعـاك الله قبل تـرحل |
|
الا نضاء كي أشفي فؤاد العاني |
قف بي رويـداً كي أبث العتب مع |
|
عتـب فحـمل صبابتي أعياني |
يا عتب هل من عـودة يحـيا بها |
|
قلبي وهـل بعـد البعاد تـداني |
وتعود من سفح العقيق إلـى منى |
|
تختال بيـن مـرابع الغـزلان |
كم لا مني يا عتب لاح في الهوى |
|
لا كان لاح في هـواك لـحاني |
يا عاذلي فـي حب ساكنة الحمى |
|
هيـهات ما قطـع المودة شاني |
إن كان جاد عـلي سلطان الهوى |
|
وبأسهم البين المـشت رمـاني |
مـالي سـوى أنـي أزج مطـية |
|
الشكـوى وأبدي ما أجن جناني |
للمرتـضـى الكرار صنو محمد |
|
المخـتار ممـا نابني ودهـاني |
فهو المعـد لـكل خطـب فادح |
|
وهو الرجا لمـخافتي وأمـاني |
مولى لـه ردت ذكـاء بطيـبة |
|
وبـبابل أيـضـاً رجـوع ثان |
مولى رقى كتـف النبي مشمراً |
|
لتـكسر الأصـنـام والأوثـان |
مـولى كسا الأبـطال قاني حلة |
|
منسوجـة بعـواطل الاشـطان |
مولى يتوق إلى الوعيظ وغيره |
|
لسمـاع غانية وضـرب قيان |
قــرن الإلـه ولاءه بنبـوة |
|
الهادي النبي المصطفى العدناني |
هـو خيـر خلق الله بعـد نبيه |
|
مـن ذا يقـارب فضله ويداني |
يكفيـه مـدح الله جـاء منزلاً |
|
ومفصلاً فـي محكـم القـرآن |
سل سورة (الأحزاب) لما فرق |
|
الأحزاب حين تـراءت الجمعان |
ولعمـرهـا لمـا علـي قـده |
|
بمهنـد صافي الحديـد يمـاني |
جبريل أعلن في السماوات العلى |
|
طوعـا لأمـر مكون الأكـوان |
لا سيف إلا ذو الفقـار ولا فتـى |
|
إلا علـي فــارس الفرسـان |
لو صاح في الأفلاك وهي دوائر |
|
يومـاً لعطلها عــن الدوران |
في الحـرب بسام وفي محرابه |
|
يبكي رجاً مـن خشية الرحمن |
يا منكـراً فضل الوصي جهالة |
|
سل «هل أتى حين على الإنسان» |
فيها هـو الممدوح والمعني بلا |
|
شـك وذا قد نـص في القرآن |
وبمكـة «إنـا فتحنا » أنزلـت |
|
بمديحـه فـي أوضـح التبيان |
سل عنه في «صفين» ما فعلت |
|
يد الكرار حين تـلاقت الفئتان |
و(النهروان) وقـد تخلـق مـاؤه |
|
بنجيـع كـل معـاند خـوان |
يرجى ويحذر في القراع وفي القرى |
|
فـي يـوم مسغبة ويوم طعان |
إن أقلـع الورق المـلث فكفـه |
|
هطل كصوب العارض الهتان |
أمخـاطب الآساد فـي غاباتها |
|
ومكلم الاموات فـي الأكفـان |
لو كـان رب للبــرية ثانيـا |
|
غاليت فيـك وقلت رب ثاني |
أعلـي يا طـود المفاخـر والعلى |
|
يا من بحبك ذو الجلال حباني |
إنـي بمدحـك مغـرم ومتيـم |
|
ما دمت في سـري وفي إعلاني |
وبمـدح عترتك الكـرام وآلك |
|
الغر العظام غـداً رجوت أماني |
هم فلك نـوح فاز راكبها ومن |
|
عنها تخلف خـاض في الميزان |
إنـي بحبـل ولائهـم متمسك |
|
حسبـي به عـن غيره وكفاني |
صدق اعتقادي سوف أبديه ولم |
|
أحفـل بكـل مـكـذب شيطان |
إن النجـاة بأحمـد وبحيـدر |
|
وابنيـه ثـم بـواحـد وثمـان |
وبفاطم الزهـراء بضعة أحمد |
|
المختـار صفـوة ربـنا الديان |
فبهـم إله العرش يغفـر زلتي |
|
وبهـم يتوب الله عـن عصياني |
خذهـا أميرالمؤمنين قلائـداً |
|
نظـمت وفيها من علاك معاني |
منظومة في سلك فكر «محمد» |
|
تـزري بنظـم الـدر والمرجان |
إن صادفت حسن القبول فحبذا |
|
فهو المـراد وكـل شيء فـاني |
لا زلت أحكم في مديحك سيدي |
|
إحكام منظـمي وسحـر بـياني |
حاشا يحيط بجود مجدك مادح |
|
لكن عـلى قدري أبـاح لـساني |
وعليكم صلى المهيمن ما شدت |
|
ورق وما سجعت على الأغصان |
دهتنا ولـم نعلـم بأعـظـم فـادح |
|
يكاد له صـم للصفـا يتصـدع |
رمتنـا بقوس الـغدر سهـم رزيـة |
|
سقى نصله سم مـن الحتف منقع |
غـداة بنو صخـر بن حرب تألبـوا |
|
على قتل سبط المصطفى وتجمعوا |
وقـد حللـوا في عشـر شهر محرم |
|
دمـاه وعهـد الله خانـوا وضيعو |
لـه يممـت زحفـاً بوادر خيـلهـا |
|
كتيـار بحـر مـوجـه يتـدفـع |
فجـادلها والنقـع جـون سحـائب |
|
وفيـه بـروق للـصـوارم لمـع |
إذا زمجرت للشـوس فيـه زمـاجر |
|
تصـوب سهـاماً ودقـها ليس يقلع |
فجـدل منهـا كـل أرعـن حـازم |
|
ببيض المواضي والقـنا الخط شرع |
إلى أن دنـا الحتـف الذي قـط ماله |
|
عن الخلق في الدنيا إيـاب ومرجع |
رمـوه على الرمضاء عار وفي غد |
|
بسنـدس جنـات النعـيـم يلـفـع |
فيـا كربلا كـم فيك كـر من البـلا |
|
فمـا أنت إلا لـلحـوادث مهـيـع |
ومـا أنت إلا بقعـة جـاد رسمهـا |
|
غمـائم غـم بـالنـوائب تهـمـع |
فكـم في رباك روعـت لابن فاطـم |
|
حصـان وبالصمـصام جدل أورع |
وأطفالهـا من قبـل حيـن فصـالها |
|
عراها فطام وهـي في الحين رضع |
وكـم فيـك أكبـاد تلـظت من الظما |
|
وكأس المنايا من حشا السيف تكرع |
لـربعـك قدمـاً قـد قذفنـا بفـادح |
|
له زج خطب من ذوي الضعن أشنع |
وفـي منتـهى ألـف وميتيـن حجـة |
|
وسبـع تليهـا خمسـة ثـم أربـع |
بـك الدهــر أيـم الله جــدد وقعه |
|
أجـل من الأولى وأدهـى وأفظـع |
أئن قتـلت في تـلك سبـعون نسمـة |
|
فستة آلاف بـذي المـوت جـرعوا |
وأضحت أضاحي شهرذي الحج في منى |
|
لهـااليوم فـي واديك مغـنى ومربع |
وهـل جاز نحر البهم من آل هاشم |
|
لأهـل الردى والبهم في البيد رتع |
فسـحقاً لهذا الدين بـل ريب أهله |
|
وتعساً لمن سنوا الضلال وأبدعوا |
مسيـلة أوصـى ابـن سعد لنحسه |
|
بإمضـائه إذ سـره فيـه مودع |
غثى_ نينوى_ والصبح جردصارماً |
|
بغـربيه زنجـي الظلام يجـدع |
بـعيس كأمثـال النعـام إذا سرت |
|
حثيثـاً لحصبـاء البسيطة تقلـع |
تـقل علـى الأكوار شعثاً كـأنهم |
|
جنادب نجـد فـي المشـارع وقع |
ينـادون بالإعلان يـا أهل كربـلا |
|
أتيناكم عودوا عن الشرك وارجعوا |
فكـم فـي نداهـم سـب لله حرمة |
|
وكم في مداهـم جـز للآل منزع |
فطـلوا دمـاء واستحلـوا حـرائراً |
|
وغـودر مـال الله فيهـم يوزع |
فذي ثاكل خمصاء بطن من الطوى |
|
ومن شلـو هاتيـك الجوارح شبع |
وتلك لفـرط الحزن تذري مدامعـاً |
|
وصيبهـا فـي واسع القفر ضيع |
وقـد شتتوافي الأرض شرقاً ومغرباً |
|
فرادى ولـم يجمع لهم قط مجمع |
وأخرى تنادي لم يجبها سوى الصدى |
|
كما رن فـوق الأيك ورق مرجع |
وكم كـاعب بالكـف تستر أبلجـاً |
|
أبا الله فـي غيـر الحيـا لا يقنع |
وفي حضرة القدس التي جل قدرها |
|
بها المـلأ الأعلـى سجـود وركع |
تذبـح خدام لهـا فـي عراصهـا |
|
ويـأمن فيهـا الخائف المتـروع |
أسف ولم أأسف على من تقوضت |
|
بهم يعمـلات البين تخدي وتسرع |
لئـن حرموا الدنيا بأخراهم حظوا |
|
وبالحور والولدان في الخلد متعوا |
ولـكن شجى الأحشاء هـدر دمائهم |
|
ولامستشيـر دابـر القوم يقطع |
سوى فرقة مثلي على الضـيم سنها |
|
بأنمـلها من لا عج الوجد تقرع |
وأسيـافها تشكوا الصـدى وعتاقها |
|
سـوابق إلا أنهـا اليـوم ضلع |
فيا غيـرة الله استفـزي بمـا لقت |
|
ثمـود مـن التدمير منك وتبـع |
أتـهـدم للنـور الإلـهـي قـبـة |
|
علـى الفلك الدوار تسمو وترفع |
ويـقلـع بـاب الله عـن مستقـره |
|
وعـن كـل داع لا يرد ويردع |
وتهتك حجـب الله عن أوجه التقى |
|
عتـاة بغيـر الشـرك لا تتبرقع |
وتنـهب مـن بغـي خزائن من له |
|
من العبـد خـزان النعيمة أطوع |
وتطـفـى قنـاديل كـشهب منيرة |
|
تطـوف قناديـل بها وهي فضع |
ويحطـم شبـاك النـبـوة بـالظبا |
|
جـذاذاً وصندوق الامـامـة يقلع |
كسـاه إلـه العـرش أنـوار قدسه |
|
عجيب يمـاط السر عنـه وينزع |
ويحمـل سـيف الله عاتق مـارق |
|
ومن طبع ذاك السيف للشرك يطبع |
ويـؤخـذ أعـلام لاعـلام ديـنه |
|
ضحـى ولها النصر الإلهي يتـبع |
وينبش قبراً لو تكون السـما ثرى |
|
لحط له فـي قنـة العرش موضع |
أيا بـن الذي أنوار شرعـته بدت |
|
ولاح لنـا لألاؤهـا يـتشعـشـع |
أيفـعل ذا الباغي ولا مـنك دعوة |
|
أبى الله عنها ما لها الحـجب تمنع |
تبيد بها نـجد ولـم حـلقت بهـا |
|
قـوادم فتخـاء إلـى الـجو تقلع |
لناديك مـن صنعاء أمت ركـابها |
|
وفيـه ترى مـا يسـتباح ويصنع |
وتوسـعها حلماً وأنت ابـن ضيغم |
|
بغيطانها مـن سيفـه الجن تفزع |
أتـعـجز لا والله تطـبـق السمـا |
|
عليهم فركن الشم بالغي ضعضعوا |
وشقوا عصى الإسلام بالبيض والقنا |
|
وبالسب والتثليب والقـذف شنـعوا |
إلى م وهذا الصبر ان كنت صابراً |
|
فلسنا بهـذ الضـيم ترضى وتقـنع |
بنـا شمـت الأعدا وقـالوا إمامكم |
|
كمـا قـد عـلمنا لا يضر ويـنفع |
فمـاذا جـواب الكاشحين أبـن لنا |
|
لنبسط عـذراً أن يصيخوا ويسمعوا |
فإن قلـت عفـواً فليكن عفو قدرة |
|
وإن قلت حلماً فهـو من ذاك أوسع |
أمولاي صفحاً فهت من نار حرقتي |
|
بما فهـتـه إذ أنت للمصفـح منبع |
خدعتك في ذا العتب كي تهلك العدى |
|
بمـا فعلوا والنـدب بالعتب يخـدع |
متـى يا إمـام العصـر تقدم ثائراً |
|
تقوم بـأمـر الله بـالحق تـصـدع |
وتردي بمسـنـون الفـرار عصائباً |
|
مدى الدهر قد سنوا الضلال وأبدعوا |
وتنظـر أشيـاعاً عفـاة جسومهـا |
|
لـفرط الأسى والقـلب منها مشـيع |
فصـلها وعـجل حيث لم تر راحماً |
|
وأرحـامـها بالمـشـرفية قطـعوا |
وفـي كربلا عـرج يريـك مؤرخاً |
|
الـوفـك يا لله بالتـرب صـرعوا |
عليـك عزيز أن تـرى ما أصابهم |
|
ولكنـمـا حكـم القضا ليـس يدفع |
أيا ابـن رسـول الله وابن وصيـه |
|
إليـك بجرمي فـي القيامـة أفزع |
فرد عـبدك (الحلي) مـولاي شربة |
|
لأن لكم في الحـشر حوض مدعدع |
(محمد) لا تحـرمه مـن شـفاعة |
|
سـواك فـمـن ذا للبـرية يشفـع |
فخذها الفرط الحز خـنساء ثا كلا |
|
إذا انشدت يوماً بها الصخر يصدع |
عليـك سلام مـا مـغـناك لعلعت |
|
حـداة ركـاب مـا زرود ولعلـع |
احبس ركـابك لـي فهذا الأبرق |
|
إنـي لغـير ربـاه لا أتشـوق |
لي فيـه سحب مدامع مرفضة |
|
وبـروق نـار صـبابة تتـألق |
شـوقاً لمـا قضيت بين ظبائه |
|
عصراً به غصن الشبيبة مورق |
يـا سعد دع لومي فأيام الصبا |
|
بيض بهـا لذوي المحبة رونق |
أيـام لاغطنـي بمنعرج اللوى |
|
حـرج ولا عيشي لعمرك ضيق |
ولـت فبت أعض أنمل راحتي |
|
وكصـفقه المغبون وجداً أصفق |
وهتفت هتف مرنة رأد الضحى |
|
أسفـاً وجيـدي بالهموم مطوق |
وحشـاشتي كمـداً تقيـد مثلما |
|
حزنا على (العباس) دمعي مطلق |
الفارس البطل الذي يردي العدى |
|
من كفـه ماضي الغـرار مذلق |
فهـو الـذي بالمكرمات متوج |
|
فخراً وبالمجـد الأثيـل ممنطق |
صمصام حـق ليس ينبو حده |
|
وجواد سبق في النـدى لا يلحق |
لـم أنس من خذل الأنام شقيقه |
|
مذ شاهدوا ريب المنون وحققوا |
فـي نفسه واسى الحسين فيالها |
|
نفس علـى مـرضاة رب تنفق |
لمـا رأى في الغاضرية نسله |
|
يبس الثغور مـن الظما لا تنطق |
فـاعتد شوقـاً للمنايا وامتطى |
|
طرفاً لأرياح العـواصف يسبق |
ومضى لشاطي العلقمي بقربة |
|
كيمـا لهـا عـذباً فراتاً يغبـق |