أدب الطف الجزء السادس 78


ربـي بـجاه المصطفى وآله خير الورى مـن غائب وشاهد
أعـد بعيني الضياء عـاجلا يا خيـر عـواذ بـخـير عائد
أربعـة وعشرة جـعلتهـم وسائـلا إلـيك فـي الشدائـد
يكفي جميع الناس جاه واحد فعـافنـي بـجاه كـل واحـد

ومن شعره:
أبـا حسن يـا عصمة الـجار دعوة علـى أثرها حـث الرجاء ركابـه
شكوتك صرف الدهر قدما وانك الـ ـمذل من أرجاء الخطوب صعابـه
فما بالـه قـد فـوق الـدهر سهمه وصـب على قـلب الـحزين عذابه
أبـا حسن والمـرء يـا ربما دعـا كـريمـاً فـلبــاه وزاد ثـوابـه
فإن كـنت ترعـاه لـسوء فعـالـه فبرك يـرعى فـيك منك انتسابـه

وله مخمسا بيتي الصاحب بن عباد في بعض الشعراء وجعلها لهم عليهم السلام:
ولما زهت للناظرين قـبـوركم وأشرق منهاللسماوات نوركم
ومن زاركم أولاه فضلامزوركم أتيناكم من بعد دار نـزوركم
وكم منزل بكر لنا وعوان
ولا يهتـدى إلا بنهـج سبيلكـم ولا يجتدى إلا نوال منيلكـم
فكيف وقد نلنا المنى من جميلكم نسائلكم هل من قرى لنزيلكم
بملء جفون لا بملء جفان


أدب الطف الجزء السادس 79


وقال مشطراً:
جعلـت ولائـي آل أحـمد قربة إلى الله حتى صرت لا اختشي ذنبا
ولـي من عداهم مـا حييت براءة على رغم أهل البعد يورثني القربى
وما سال المختار أجراً على الهدى سوى حبهم طوبى لمن محض الحبا
ولا رام في يوم الغدير من الورى بتبليغـه إلا الـمودة فـي الـقربى (1)

وله في مدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام:
عـلام ومـا كنت الخؤون بصاحب تحاول بت الوصل مني حبائبي
وفـيم وقـلبي خـير مـأوى لقاطن تجشم تلك العيس طي السباسب
تسير قـلوب شـرد البـين رشـدها وقلبي لـها حـاد بإثر الركائب
قفـوا عللوا الربـع المـحيل لبـينهم فإن بـه ما بـي لبين الربائب
سقتنا النوى سمـا فـأضحت طلوله وجسمي مما نـابه خـط كاتب
ابشـر قـلبي كـل يـوم بـوصلهم وما وصلهم إلا رجوع الشبائب
هـم واصـلوا بين الغضا وحشاشتي كما فرقوا بـين الليان وجانبي
مـراد الفتى صعب الـمنال وإنمـا أعلل نـفسي بالأماني الكواذب
إلى مَ أقـاسي كـربة بـعد كربـة وحتى َم أخشى نائبـاً بعد نائب
وأبـعـث آمـالـي واعـلـم أنها ستصدر نحوي خائباً أثر خائب
إذا كان طـرف الدهر يرقب حازما فأبعد شيء مـنه نـيل المطالب
ونفس تظـن الـموت المـام ساحة وأخفض ما ترنوه ظهر الكواكب
دعتني إلـى نـيل المعالـي ودونها سمام الأفاعي بعـد لسع العقارب


وأخيراً قد كتب أحد أسرة آل زيني وهو السيد رضا زيني، ترجمة للسيد محمد زيني في مجلة صوت الإسلام عدد 8 ـ 12 السنة الأولى.
(1) عن الديوان المخطوط.
أدب الطف الجزء السادس 80


سأبعـثها وهي البـروق إذا سـرت أتتني بـوبل مـن بلوغ الـرغائب
تـؤم بنا أصل الـكرام ومـن سـما به كل فـرع من لـوي بن غـالب
علياً أمـيرالمـؤمنيـن وسيـد الـو صيين خـير الخلق نـسل الأطائب
وحتى رسـول الله والنص واضـح وإن عمـيت عنه قـلوب الكواذب
فتى لـم ينل مـا ناله مـن فضائـل عجائب كانت في عيـون العجائب
كريـم إذا انهـلت سـحائب جـوده أراك قليل الصوب صوب السحائب
إذا عـد جـود فهـو أكـرم واهـب وان عـد بأس فهو حتف المحارب
معـرف فرسان الـوغى ان حتفـها بملقاه من دون الـقنا والقـواضب
إذا اسـود لـيل النقـع منـه ومكنت قنا الخط من طعن الذرى والغوارب
يجـر خمـيساً مـن ثـواقب رأيـه عـزائـمه فيهنا جـياد السلاهـب
فـسل خيبراً مـن كان أورد مـرحبا حياض المنايا مـن بديع المضارب
فـلا سيـف إلا ذوالفـقار ولا فـتى سـواه إذا صالت قـروم الكـتائب
ولـولا غـلو فـي هـواه وصفـته بوصـف غنى في الوجود وواجب
عجبت لمـن ظن الـمناصب فخـره وموطـى خفـيه سنام الـمناصب
يصدك ضوء الشمس عن درك ذاتها وهيبته تغـنيه عـن كـل جـانب
هو العـروة الـوثقى لمستمـسك به هو الغايـة القصوى لربغـة راغب
تنـال جميل الصفـح مـنه مغاضباً كنيلك منه النجـد غيـر مغاضب
يـزيد عـطاء حين يـرتاح للـندى فتحسب ان الـبذل دعـوة طـالب
نوافـيه للجـدوى خفـافـاً عيابـنا ونصدر مـن مغناه بـجر الحقائب
ولو لم يكن للمصـطفى غيـر حيدر غرايب أغنى عن ظـهور الغرائب
نعـم ملـة الإسـلام منـجى وإنـما ولايته العـظـمى محـك التجارب
وماذا عسى أن يبلغ الوصف في فتى بدا ممـكنا للناس في زي واجـب
فـيا آيـة الله الـتـي ردت الهـدى نهاراً وليل الكفـر مرخى الذوائب
نصرت رسول الله في كـل مـوطن دعـاك به القـهار رب العـجائب


أدب الطف الجزء السادس 81


أقمـت قناة الـدين عن كـل غامز وصنت ردا الإسلام مـن كل جـاذب
إذا المرء يستـهدي الكواكـب رأيه فـرأيـك يستهـديه اهـدى الكواكب
فمـا تـم ديـن أنت عنـه بمعزل ولا نيل رشـد لست فيـه بصاحـب
ولو لـم يكن للـكون شخـصك علة لما صار شرق الشمس بعض المغارب
كفـاك كتاب الله عـن كـل مدحة وإن جـل مـا وطـدته مـن مناقب
أقـول لأصحابي هـو النـعمة التي بهـا شـرح الله التـباس المـذاهـب
أبـا حـسن زمـت إليك ركائـبي وجوز حـماك اليـوم حطت رغائبي
أتيـتك صفر الكف مـن كل مطلب ونبـئت في ملـقاك نجـح المـطالب
كسـوت رجـائي منـك حلة آمـل وحـاشـاك أن تكـسوه حلة خـائب
إليـك مـلاذ الخائفـين شـكايـتي زماناً ومـا في اليوم شطـر النوائب
وشرد عني مـا ادخـرت لـصرفه ولـج بـأن أغـدو وللـذل جـانبي
مضى زمن يرجو إلا باعد صحبتي وأصبـحت يجفوني حميمي وصاحبي
إذا كنت لي ظـهراً وكـفاً وساعداً فلا غـرو إن أضحى الزمان محاربي
يقولون في الأسـفار قد تدرك المنى وأنى وقـد أعـيت عـلي مـذاهـبي
فـأدرك أمـيرالمـؤمنين عـزيمه غريماً بأرض الهند أضحى مـطالبي
فإن تكفـنيه عـاجلاً وهـي منيتي وإلا فقـد شـالـت إليهـا مـراكبي
وإن كنت ترعاني بما كـسبت يدي فـبرك يـرعى في منـك مناسـبي
عليك سلام الله يا خير مـن سرت إلـيه ركاب الـوفد مـن كل جانب

وقال مستنجداً بالإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في أيام الطاعون:
أبا حسن يا حامي الجار دعوة يرجى لهاذا اليوم منك قبول (1)


(1) عن الديوان المخطوط.
أدب الطف الجزء السادس 82


أبا حسن يـا كاشف الكرب دعوة لنا أمـل أن لا تـرد طـويـل
وصي رسـول الله دعوة خـامس بغـيرك مـنه لا يـبل غلـيل
أيرضيك هذا اليوم يا حامي الحمى خطـوب علينا للمـنون تصول
أيرضيك هذا اليوم مـا قد أصابنا ونحن عيال في حـماك نـزول
أيرضيك هذا اليوم ما قـد أصابنا ونحن عيال في حماك وهو ذليل
فأين غـياثي أين حرزي وموئلي وعزي الذي أسـمو به وأطول
وأين سناني أيـن درعـي وجنتي وعضبي الذي أسطو به وأصول
اليك مـلاذ الـخائفـين شـكاية تقلـقل أمـلاك السما وتهـول
ومثلك من يدعى إذا انـاب حادث وضـلت لنا دون النجاة عقول
وحاشاك مـن رد المـؤمل خائباً وأنت رحيم بالمحـب وصـول
بجاهـك عنـد الله فهـو معـظم وعـند رسول الله فهـو جلـيل
اغثنا أجـرنا نجبنا واستـجب لنا فـما نابنا لـولاك ليس يـزول
وأنى لصرف الدهر إن رام ضيمنا وأنـت لنا حـصن بـذاك كفيل
أفي الحـق أن نغدو بأعظم حيرة وأنـت لـنا دون الانـام دلـيل
أفي الحق أن نبـغي سبـيل نجاتنا وأنـت إلى الله الجلـيل سبيـل
أفي الحق أن نمسي شماتة مبغض يعـيرنا بـين الـورى ويقـول
إذا كـان في الدنيا جفـاكم إمامكم فكـيف لكم يوم الحـساب يقيل
ولسنا لكشف الكرب أول من دعوا علاك فأعـطوا سؤلهـم وأنيلوا
ألم تنج نوحاً إذ طغى الماءو التقى وقد رابه خـطب هناك مهـول
ألم تنج إبـراهيم مـن حـر ناره ولـولاك لم ينج الخلـيل خليل
ألـم تنج أيـوباً وقـد مس ضره وما كان ذاك الضر عنه يزول
ولولاك لم ينبذ من الحوت يونس وكـان لـه للبعـث فيه مقـيل
وما قومه المنجون إذ جاء بأسهم ولم ينـج منه قـبل ذلك جـيل
بأكـرم عند الله مـن خـير أمة لهـا أحمد خـير الأنام رسـول


أدب الطف الجزء السادس 83


ألم تكشف الشدات عن وجه أحمد بحيث العدى كانت عليه تصول
وهـب أننا جئـنا بكل عظيـمة تكاد لـها شم الـجبال تـزول
أليـس بعفو الله جـل رجاؤنـا وأن يغـفر الذنب الجلـيل جليل
ألـسنابكم مستمـسكين وحبـكم لـنا في نـجاة النشأتين كفـيل
فـأدرك محبيك الـذين تشـتتوا وخيل الردى تجري بهم وتجول
مجال يذوب الصخر منها إذا علا لـهم كل يـوم رنـة وعـويل
وضاقت بـلاد الله فيهم فأقبـلوا إلـيك وكـل في حماك دخـيل
وقـالـوا بـه كـل النـجاة وانه حمـى قط فيـه لا يضام نزيل
ولما علمنا إذ لحامي الحمى حمى منيع يـرد الخطب وهـو جليل
نزلنا بـه والعرب تحمي نزيـها إذا مـا عرا للنائـبات نـزول
إذا فـر مهـزوم فأنـت مـأله فـأين إذا ما فـر عنك يـؤول
وهب انني حـاولت عنك هزيمة فماذا عـسى عند الـسؤال أقول
أسائلهـم أين الفـرار فـكلهـم يـشير إلى مغناك وهو يقـول
بقبرك لـذنـا والقـبور كثـيرة ولـكن من يحمي الـنزيل قليل
عليك سـلام الله مـا فات خائف بذاك الحمى أو نيل عندك سول


أدب الطف الجزء السادس 84


حسين افندي العشاري

قال في مدح ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله الحسين وأخيه العباس حين زارهما في سنة 1181.
طويل غـرامي في هواك قصير نعم وكثـير الشوق فـيك حقير
سموتـم فكل الكائـنات لفضلكم مدى الدهر في كل الجهات تشير
وأنتم شموس العالمـين بأسرهم وفي ظلمة اللـيل البهيـم بدور
أنارت بكم كـل الـجهات لأنكم لـكل الـورى يا آل أحمد نور
ولما ورت نـار الغرام وحركت قـلوباً من الشوق القـديم تفور
سرينا عـلى الغبراء حتى كأننا عـلى قبة السبع العوال نسـير
تسير بنا شـهب المـطايا كأنها طيـور إلى وكـر هناك تطـير
سوابح يزجيها الغرام على الوحا قشاعم حنـت للسرى وصقـور
تحركها الأشواق طبعاً وكم غدا لإخفافها عـند المسـير صرير
علونا عليها والـجوانح لم تزل يشب بها عنـد الرحيل سعـير
عيـون وأجفـان تسيل ومهجة تذوب وشـوق في القلوب كثير
قصـدنا كم نرجـو النوال لأنكم غيوث لمن يـبغي الندى وبحور
أتيناكـم غبر الـوجوه وتـربكم غسـول ومـاء للقلوب طهـور
وزرنـاكم يا خيرة الله في الورى وقـد طـاب منا زائر ومـزور


أدب الطف الجزء السادس 85


وجئنا علي القـدر والـدمع سافح له فوق أطـراف الخدود غدير
لثمـنا ثـرى ذاك المقـام لأنـه زلال إذا اشـتد الظما ونمـير
ولما انطـفت تلك الجمـار لوصله وتمت لنا غب الوصال أجـور
أتينا الشهـيد السبـط درة حيـدر وليس لها بين العـباد نظـير
وريحانة المخـتار مذ فاح عرفها تعبـق منـها مـندل وعبـير
وكم ضمها للصدر منـه إشـارة إلى أنهـم للعالميـن صـدور
وبل ثغـراً منه والـوجه مشـرق له فرحـة من أجـلها وسرور
أصيـب بـه حياً وأخبـر أهـله بما ناله لا شـك وهو خبـير
أما كان حيـن النقع نـار وأقبلت خـيول العدا في كربلاء تثور
خيول عمت لـما تعامـت سراتها عليـها سفيه ناكـث وعقـور
فجـالت عـلى آل النـبي فيالـها مصائب سود في الكرام تدور
أمـا كان فيهم مـن تذكر أحـمداً ومـدمعه للـظاعنين غـزير
أمـا كان فيهـم مـن تذكر بنـته وبضعـتها في كربـلاء عفير
أماك ان فيهم مـن تذكر حيـدراً فتى الحرب مقدام الجيوش أمير
أمـا كان فيهم مـن يرق لصبـية لهـم جنة في كربلا وزفـير
أتـمنع أطفال النـبي عـلى الظما من الـماء والماء الفرات كثير
صغار من الرمضاء أمسوا ذوابلا وليس لهم يوم الهجـير مجير
فديـت بأولادي الصغار صغارهم فحظـهم بيـن العـباد كـبير
سقـاك إلـه العرش يافـاتـكابهم شراباً به منـك الدماغ يفـور
طغيت وأحزنت الـرسول بقـبره وأطفأت نوراً في الوجود ينور
شقـيت ودار الأشـقـياء جهـنم لها زفرة مـن حرها وسعـير
حسين حسين مـن يدانيك في العلا وفضلك يا سبـط النبي شهير
فدتك أبا الأشراف روحي ومهجتي وما ذاك إلا في عـلاك حقير
ولسـت عـن العباس سال فـإنه كريـم بأنواع الثـناء جديـر


أدب الطف الجزء السادس 86


رفيع تـدلى مـن ذوابة حيـدر أبي وذو قـدر هـناك خطير
له منصب فـوق المناصب كلها ومحفل فضل في العلا وسرير
كـرام العبا قلبي إلى حبكم صبا له حرقة يـوم النوى وزفـير
لجـدكـم فـضل عـلي ومنـة وجـود وإنعـام علي غـزير
هداني وآواني ولم أعرف الهدى فصرت على نهج الرشاد أسير
أأنسى نـداكم يا سـلالة هـاشم وأنـكـره إنـي إذاً لـكـفور
على جدكم أزكى صلاة يحـفها سلام وتـشريف لـديه كثير (1)


(1) عن ديوانه المخطوط بخط المرحوم البحاثة الشيخ علي كاشف الغطاء صاب (الحصون المنيعة) في مكتبة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف ـ قسم المخطوطات تسلسل 923
أدب الطف الجزء السادس 87


حسين بن علي بن حسن بن فارس العشاري البغدادي الشافعي



أبو عبدالله نجم الدين الشيخ الإمام العالم الأديب الأريب الفطن النظام، صاحب الكمالات الشايعة والنوادر الذائعة.
ولد سنة خمسين ومائة وألف وهو من بلدة تسمى بالعشارة تقع على الخابور الذي ينصب إلى الفرات، وقرأ القرآن واشتغل بالتحصيل والأخذ، فقأ ببغداد وأخذ العلم عن مشايخ متعددين منهم أبو الخير عبدالرحمن السويدي وتفوق بنظم الشعر ودون له ديواناً أكثره في المدائح النبوية ومدح الصحابة وآل البيت والأولياء والعلماء والملوك والأمراء وكان عالماً فاضلاً شاعراً أديباً حسن الخط كتب كتباً متعددة تنوف على العد والحد، وله تأليفات منها حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر وحواشي متفرقات على سائر العلوم تدل على نباهة شأنة وعلو مكانه، ولما ولي نيابة بغاداد والبصرة سليمان بن عبدالله الوزير سنة أربع وتسعين ومائة وألف ولاه تدريس البصرة وأرسله إليها ولم تطل مدته، وكان رحمه الله له تضلع في سائر العلوم معقولها ومنقولها وخمس قصيدة البردة وبعض القصائد الفارضية، وكان مشهوراً بحسن الإملاء والإنشاء والنظم البليغ.
أقول وديوانه الذي يجمع أشعاره مخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامة بالنجف الأشرف بخط العلامة البحاثة الشيخ علي كاشف الغطاء صاحب (الحصون المنيعة في شعراء الشيعة) تسلسل 923 ـ قسم المخطوطات (1).

(1) عن سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لمفتي الشام العلامة المرادي.
أدب الطف الجزء السادس 88


وقال مصدراً معجزاً للقصيدة التي نظمها الأديب البليغ سليمان بك ابن عبدالله بن الشاوي زاده في الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام حين زاره.
طوى لتلك المطايا يـوم يـسراها فالنـصر قارنـها والسعـد وافاها
بشرى لها من مطايا قد سرت وجرت الشـوق سائقـها والسعـد وافاهـا
تطوي السـباسب والاطام تقـطعها كأنـها فـوق هام المجـد ممـشاها
دعـها فإن عظيـم الـشوق أنحـلها والـوزر أثقلـها والـوجد أعياهـا
لا تستقـل ولا تـلقـى السهـاد إلى أن ترتوي من حياض الطف أحشاها
ولا تمـيل إلـى دار المـقـام إلـى أن تلقي الرحل بـاب النيل سـؤلاها
سر الرسالة بـيت العلم مـن فخرت يفخرهـم هامـة العـليا وعيناهـا
أئمـة رفعـت أقـدارهـم فـعـلت بهم قريـش وسارت فـوق عـلياها
مـبرؤن عـن الأدنـاس ساحتهـم محـروسة وإله العـرش زكـاهـا
طابت عناصـر هم جلت مفاخرهم من التقى والـندى حازت معـلاها
إن أمهـم وفـد طلاب لـهم رفدوا وأكـرموا بالعـطاء الـجم مثواهـا
حازوا بفـضلهم السـامي ومحتدهم منازل العـز أسمـاهـا وأغـلاها
بكم نجـوت بني الـزهراء لأنـكم أنتم سفينة نـوح يـوم مجـراهـا
بالجـد والجد سـدتم كل ذي شرف فمن كجدكم خيـر الـورى طـاها
فـأنتـم غـرر الـدنيا وأنجـمها وذروة المـجد أدنـاهـا وأقـصاها
ومـن يـباريـكم يـآل حيـدرة وحيـدر قـد غدا فـي خم مـولاها
ضاق الخناق فلا ذخـر ولا سنـد وكـم علي ذنـوب صـرت أخشاها
واللـب إلا بـكم لم يلـق مسـتنداً والنفـس إلا بـكم لـم تلق مـنحاها


أدب الطف الجزء السادس 89


ابن الخلفة
قال يرثي الامام الحسين عليه السلام
لمـن الـركائـب بالعشيـة ثوروا عنفـاً تـزج وبالأسنة تـزجر
إنـي أرى بسـما الـحدوج أهـله تخفى وطـوراً تستهـل فتزهر
وكواكباً أبراجـها قـتب الـمطى حسرى وفي بوغـاء نقع تستر
أحـداثـهم رفـقا فان حشاشـتي تحدي على إثـر الظعون فتعثر
فاستوقفوها واحـبسوا مقـناصها لوث الازار وان سئلـتم خبروا
ما هـذه العـير الـتي حفـت بها من كل نـاحية عـتاق ضـمر
وأرى حـصاناً بالسـياط تقـنعت بيد الطتغاة وهـن ثكـلى حسر
هل هن من حرم النجاشي غودرت أيدي سبا لـما سـباهـا قيصر
قالوا استفق واذر الـدموع فان ذي حرم النبي بـكل قـفـر تشهر
وكرائم المـولى الحسـين بنت بها أطلالها فغـدت تـذل وتـقهر
غـدرت به أرجـاس حرب غيلة وبنو الفواجر شأنهم أن يغدروا
لـو شمـته في الغاضـرية ظامياً لانساب وجداً من جفونك جعفر


عن شعراء الحله للخاقاني ج 5 ص 182.
أدب الطف الجزء السادس 90


وارت بـه مـن كـل فـج عصبة يحصى الحصى وعديدها لا يحصـر
فأذاقـهم ضربـاً بأبيـض فـاتك في الـروع يصـحبه كـعوب أسمر
رقما قضاء الحتف فـوق جباههـم فـالرمح ينـقـط والمهذب يسـطر
في كـفـه اختـلفا فـهـذا ناظـم حـب القـلـوب وذا رؤوسـاً ينـثر
وذويه قد جعـلت لها أجـم القـنا خـبأ وهـم فـيـه لـيـوث تـزار
وصـوارم الأنصار يخـطب برقها الأبـصار وهي دمـاً نجـيعاً يهـمر
فيها تطول على الـكماة ولـم تجد رهباً مـن الحـرب العوان وتقـصر
وتـذود عـن آل النبـي وهـكـذا شـأن الـمـوالي للمـوالي تـنصر
حتـى دنا الأجل المتاح فغـودروا صرعى كما جزر الاضاحي جزروا
كصل بسافـي العـاصفات مرمل ومخـلـق بـدمـائـهـن ومعـفر
وهم الأكـارم للـصلاة تـصوروا بل في مـحاريب الصـلاة تسوروا
قتـلوا لعـمرك والـذوابل شـرع والجـو مسـود الجـوانـب مـكدر
وبقى الامـام تـؤمه خـيل العدى والشـوس خيـفة بـأسـه تتقـهقر
فـكـأنـه وكـأنهـم يـوم اللـقا حمر النـياق مـن العفـرنى تنفـر
وكـأنـهـم لـيل بـهـيم حـالك وجبـينه الـوضاح صبـح مسفـر
أو كالسـحاب الجـن جـادوا سيبه فـوق ابـن فاطـمة سهاماً يمـطر
وكـأنـما نهـرانـه في إثـرهـا رعـد يقـعقع تـارة ويـزمـجـر
فسطا عـلى فرسانـها فتقاعسـت رعـبـاً وكـل قـال: هـذا حـيدر
فاغتـالـه سهـم المـنية فـانثنى عن سـرجه لـما أصيـب الـمنحر
قسما بـرب السمـهرية والظـبي والسـابـغات إذا عـلاهـا المغـفر
والراقصات إلى المحصب من منى تطوي الربى وعـن السـرى لا تفتر


أدب الطف الجزء السادس 91


لو لا قـضاء الله مـا ظـفرت به كف البغـاث ضحـى بصقر يظـفر
ذا ما سـألت وذي حـرائره بها الأ نـضاء تنـجد في القـفار وتغـور
فغدوت أهـتف هتـف ورق ثـاكل وجـداً تـردد نـوحهـا وتـكـرر
أبتـي أبي جـل المـصاب وآن أن أذري المـدامع فاعذلوا أو فـاعذروا
أيبـيت مـولاي الحسـين بكـربلا صاد ودمـعي بـالمحـاجر يحـجر
لو كـان من يرضى بـدمعي منهلا ها مـن عـيونـي أعيـن تتفـجر
لكـنهـا سـالـت نجيـعا قـانـياً والـماء ينـهـل حـين لا يتـغـير
عجتباً لـه يـرد المنـية ظـامـياً وله الشفاعـة فـي غـد والكـوثر
عجـباً لـسيف الحـق ينـبو حده بغـياً وكـسر الـدين فـيه يجـبر
عجـباً لآل محـمد بيـد الـعـدى تـسـبى وعين الله فيـهـم تـنظر
عجباً لمـن تحمى الثغـور بثـغره خـد له للـصاعـريـن يصـعـر
عجباً لبـدر التم لـم يخـسف لفقد شـقـيقـه وذكـاء لا تـتـكـور
عجباً لهذي الأرض لـم لا زلزلت وكـذا السـماء عـلـيه لا تتـفطر
الله أكبـر كيـف يقــطـع كفـه وبكل عـضو منه عـضب مشـهر
صدر المعالي كيف غـودر صدره تغـدو عليـه العـاديـات وتـصدر
عقـرت أما عـلمت لأي مـعظم وطـأت فوا عجبـاه لـم لا تعقـر
وكريمه من فـوق خـرصان القنا كالبـدر وهـو مـن الثنـا لا يفتـر
يا يوم عـاشوراء كم لك فـي الحشا نـار متـى أخـمـدتهـا تتسـعـر
لا حرها يطـفى وليس مدى المدى تنسـى فـلا جاءت بمثلـك أشهـر
إنـي أقـول ولسـت أول قـائـل قـولا ثـوابـت صـدقـه لا تنكـر


السابق السابق الفهرس التالي التالي