مـرابعهـم بعـد القطـين دواثـرُ |
|
سـقاها وحياها مـن المزن هامرُ |
ولا زال مـعـتلّ النسيم إذا سـرى |
|
يراوحها فـي سـيره ويـباكـر |
وقـفت بها أدعوا النزيل فـلم أجد |
|
سوى رسم دار قد عفته الأعاصر |
فناديـت فـي تلك المعاهـد والربا |
|
ألا أين هاتيـك الوجـوه النواضر |
عهدت بـها قومـاً كـأن وجوههم |
|
مصابيح أمـثال النـجوم زواهـر |
فسرعـان ما أودى بهم حادث الردى |
|
ودارت عـلى تلك الـديار الدوائر |
كأن لـم تكن للمـجد مأوى وللـعلا |
|
محلاً ولم يسمر بـها قـط سامـر |
لئن رحـلوا عنها وشطوا فقـد بقى |
|
محامـد لا تفـنـى لـه ومـآثـر |
هم القوم لا يشقى الجـليس بهم ولا |
|
يفاخـرهـم في العالمـين مـفاخر |
هم القـوم إن نـودوا لـدفع كريهة |
|
أجـابوا صراخ المستغيث وبادروا |
هُم منبع التـقوى هُـم منـبع الهدى |
|
وفي أزمات الدهـر سحبٌ مواطر |
اذا جلـسوا يُحـيوا النفـوس معارفاً |
|
وفـي صهوات الخـيل أسدٌ قساور |
مساميح في اللأوا جحاجيح في الوغا |
|
مصابيح اذ ليل الـضلالـة عـاكر |
نجوم الهـدى رجم العـدى معدن الندى |
|
لكفّ الأذى يدعوهـم مَن يحاذر |
تخطّـفهم ريــب المـنون فأصبـحوا |
|
والدهـر تـابٌ فيـهم وأظافـر |
وألقـى عـصاه فـي خـلال ديـارهم |
|
مقيماً كما ألقـى عصاه المسافر |
فـهم بيـن مقــتول وبيـن مـحـلأ |
|
وبين أسير قد حـوته المـطامر |
اليـك ولـكن هـوّن الخـطـب وقعة |
|
تفـطر منها مهـجة ومـرايـر |
ويـوم أتـيـح الـديـن منـه بـفادح |
|
وعطل أفـلاك السـماء الدوائر |
وشقّت له الشــمس المنـيرة جيـبها |
|
لعظم أسىً واستـشعرته المشاعر |
فلا افـترّ ثغـر الـدهر من بعده أسى |
|
ودمع العلا مـن اجله متـحادر |
وصـدع دهـى الاسـلام لـيس بملتق |
|
به طـرفاه ما لـه الـدهر جابر |
مصاب ابن بنت المصطفى مفخر العلا |
|
ومَن كرمت أحسابه والعـناصر |
كأنـي بـه في كربـلا مـع عـصابة |
|
لهـم جنن مـن باسـهم ومغافر |
مغـاوير كالليـث الغـضوب جـرآءة |
|
مساعير نيران الحروب صـوابر |
يرون المنى خـوض المنايا الى الردى |
|
وقتـلهم في الله نعـم الـذخـائر |
فكـم مـارق أردوه فـي حومة الوغا |
|
وغودر في البوغآء رجس وغادر |
الى أن قضوا من بعـدما قـصدوا القنا |
|
وفـلّ من الضرب الدراك البواتر |
وحفت بسبط المصـطفى زمـر العدى |
|
وقـد شرعت فيه الرماح الشواجر |
فـظلّ يخـوض المـوت تحسب أنـه |
|
هو الليث أو صقر اذا انقض كاسر |
ويمشي الى الهيـجاء لا يرهـب الردى |
|
وقد زاغت الابصار بل والبصائر |
فـلـم أرَ مكـثوراً أبيـدت حـماتـه |
|
بأشجع مـنه حـين قلّ المـظاهر |
الى أن ثوى لـما جـرى قلم القـضا |
|
عـليه وخـانـته هـناك المـقادر |
فلله مـلقـى فـي الثـرى متـسـنّما |
|
عـلى غارب العـليا تطاه الحوافر |
ولله عـار بـالعـرى تحـسد السـما |
|
بـه الارض إذ ضمته فيها مقابـر |
تـنـوح المـعالـي والعـوالي لفـقده |
|
وتبكى لـه عيـن التقى والمنابـر |
فـيا كـبدي حـزنـاً عـلـيه تفـتـتي |
|
فما لك ان لـم تتلفى فـيه عاذر |
ويا مهـجـتي ذوبـي أسـى لمصابـه |
|
ويا غمـض عيني انني لك هاجر |
ويا أعين الـسحب اسعـديني عـلى البكا |
|
فدمعي من عـظم الرزيـة غائر |
سلوي انتقل جسمي انتحل ، نومي ارتحل |
|
فـإنـي اذا نـام الخلـيّون ساهر |
غرامي أقم دمعي انسجـم صبري انصرم |
|
فما قلبي المضنى من الوجد صابر |
أيا راكـباً مـن فوق كـومـاء جـسرة |
|
تقصّر عنها في الـوجيف الاباعر |
أنـخـهـا عـلى قبـر النـبي محـمد |
|
وقـل ودموع العـين منك هوامر |
ألا يــا رسـول الله آلـك قــتـلـوا |
|
ولم ترع فـيهم ذمــة وأواصـر |
وسبـطـك عـين الكـون أصبح ثـاوياً |
|
على جسمه تعـدو الجيادا لضوامر |
قـضى ظـمأ والـماء للوحـش منهـل |
|
بـه واردٌ منـهم وآخـر صـادر |
وقــد قـتــلت أبنـاؤه وحـمـاتـه |
|
وأسـرته فـي كـربلا والعـشائر |
وكـم ثـَمّ في أرض الطـفـوف حرائر |
|
من النسـوة الغـر الكـرام حوائر |
وتلك العـفيفـات الـذيـول ذوي النهى |
|
بـراقعـها مسلـوبـة والمـعاجر |
سـوافـر ما بيـن الـملا بـعد مـنعة |
|
الا بأبـي تلك الوجـوه السـوافر |
اذا سلـبت منها الاسـاور لـم يـكـن |
|
لـهـا بـدلاً إلا القـيود أسـاور |
ينـاديـن بالـزهـراء سيــدة النـسا |
|
تـعالي نقاسـمك البـلا ونشاطـر |
هلـمي فقـد أودى بنـا حادث الـردى |
|
وقـد حالفتنا المعضلات الفـواقر |
وكـم بنت خـدر كالهـلال مصونـة |
|
أكــلّتـها مهـتوكة والـسواتـر |
تـنـادي أيـا جـداه ذلّ عـزيـزنـا |
|
وحـلّ بنا ما كـان قـبل نحـاذر |
فـهـل لكـم يا غائـبين عـن الحـمى |
|
بـه أوبـة يومـاً فيسـعد ناظـر |
فتــنظر اذ يسـرى بنـا فـوق بـزلٍّ |
|
يحث بـها عنـفاً ويزجـر زاجـر |
وان فـتى بين مـا كسرى وهاشم |
|
وافضل من تثنى عليه الخناصر |
يقاد على رغـم العلا نحـو فاجر |
|
ويؤسر في قيد العنا وهو صاغر |
متى العلم المـنصور يقدم خـافقاً |
|
أمام امام العصر والحـق ظاهر |
فقد فاض بحر الجور وانطمست به |
|
معالـم ديـن الله فـهي دواثـر |
ولـم يـبـق إلا جاهـل متصـنعٌ |
|
يرى نفسه قطب العلا وهو قاصر |
أيا حجج الله العـظام عـلى الورى |
|
ومـن بهم تمحى الذنوب الكباير |
حسين بكم يـرجو النـجاة اذا أتـى |
|
بكم عائذاً في يوم تـبلى السرائر |
وللعـفو يرجـو عـن أبـيه وأمه |
|
واخوانـه فالفـضل واف ووافر |
عليـك سـلام الله مـا ذر شـارق |
|
وما ناح فـي أعلى الأراكة طائر |
خذ بالـبكا فالدار عـن عرصاتها |
|
ظعـن النزيل فأحشوا ساحاتها |
ما بـا لهـا بعـد الانيس تنكـّرت |
|
أعـلامها وذوى نضـير نباتها |
ان عطـّلت تلك الـربوع قطا لما |
|
غمر الانام الـرفد مـن بركاتها |
لا غـرو قد كانـت مـنازل فتـية |
|
حازوا المحامد من جميع جهاتها |
هـم روح كـل الكائنات وسـرها |
|
حـقاً ومـن أربابهـا وولاتـها |
عـائت بهم أيـدي البلا فتفـرقوا |
|
ورمـتهم أيـدي النوى بشـتاتها |
مـن بعد ما كتـبت امية نـحوهم |
|
كتـباً يلوح الافك في صفـحاتها |
فأتى الحسـين لهم هـناك برهطه |
|
أهل النهى وذوي التـقى وثقاتها |
فأبى بأن يعـطي الدنيـة ، سامحاً |
|
بالنـفس غير مـؤمـَل لحـياتها |
فهـناك قـد غـدرت أمـية بعدما |
|
كتبوا له والغـدر مـن عـاداتها |
لله مـوقـفـه ومـوقـف فتـية |
|
عدموا النصير ولو دعت لم يأتها |
يتواثـبون عـلى المنـية أشبـهوا |
|
الآسـاد فـي وثباتـها وثباتـها |
شـمّ الأنـوف كـريمـة أحسابـهم |
|
حلّوا مـن العلـيا عـلى ذرواتها |
من بينـهم سبط الــنبي بوجـهه |
|
ســيما النبوة حائـزاً قسـماتها |
يحمي حمى الديـن الحنيف بعزمة |
|
تحكـي الاسود الـربد في غاباتها |
حتى قضى والكائـنات بأسرها |
|
تتلوا محامـد ذاته وصفاتـها |
ذا غلّه لـم يطف لاهب حرها |
|
في كربلا من ماء عذب فراتها |
في الأرض عارٍ والسماء تودّلو |
|
وارته أوضـمته فـي هالاتها |
تبكي لـه عين السحائب حسرة |
|
وتـودّ لو ترويـه من قطراتها |
وبكى له البيت العتـيق وزمزم |
|
والمعشران ومن عـلا عرفاتها |
لهفي له وهو الهـزبر ومَن اذا |
|
عدّ المكارم كان مـن ساداتـها |
لهفي وما يجدي التلهّف والأسى |
|
لفتـى قريش الغروا بن كماتها |
دفاع معـضلها وحامـل ثقلها |
|
وملاذها المدعـو في أزماتـها |
وسفيرها ونـذيرها وخطيـبها |
|
أن ناب خطب بل إمام صلاتها |
أترضـّه خيل العداة بعـدوها |
|
والهفـتاه لـه وعظــم جناتها |
كأنهـا لـم تـكن مـأوى لمنقطـع |
|
وكهف أمـن يفيد الخـير أزمانا |
او لـم تكن أهلها قـطب الوجود ولا |
|
سحاب جود يـفيد الرفد هتـانا |
بيـوتـهم بفـنون الـذكـر مفـعمة |
|
كم قسموا الليل تسبيحاً وقـرآنا |
في البؤس شوس وفي جنح الظلام لهم |
|
حـال تظنـهم اذ ذاك رهـبانا |
لم تدر ويحـك أن القـوم حـلّ بهم |
|
خطـبٌ أصمّ به الناعـون آذانا |
فـأصـبحوا لا تـرى إلا مساكنهـم |
|
لم يبق منها صروف الدهر تبيانا |
ما بين من سيمَ خسفاً أو سقي جرعاً |
|
ذعاف سـمٍّ الى أن حـينه حانا |
وبـين من ذهبوا أيـدي سبا وغدوا |
|
محـلئين بأقصى الأرض بـلدانا |
لـكن أعظـمها خطـبا وأفـظـعها |
|
رزءاً يؤجج في الاحشاء نـيرانا |
يا صاح حادثـة الطف التـي ملأت |
|
قلـوب كل ذوي الايـمان احزانا |
لـم أنس فيه الحسين الطـهر محدقة |
|
بـه الأعـاديّ فـرسانا وركبانا |
يدعـو النصير بقلـب غـير منذعرٍ |
|
ولـم يجد ثَـمّ انـصاراً وأعوانا |
سـوى بنيه الـكرام الغـرّ مع نـفر |
|
بنـي أبيه عـلوا شـيباً وشـبانا |
قـوم اذا الـشر أبـدى ناجذيه لـهم |
|
طـاروا اليه زرافـات ووحـدانا |
لا يسألـون أخاهـم حـين يـندبهم |
|
في النائبات على ما قال بـرهانا |
كم فيـهم في لظى الهيجاء مـن بطل |
|
مثل العفرنا اذا ما هـيجَ غضبانا |
شـمّ الانـوف بهاليـل خضارمـة |
|
تخالهم في مـجال الـروع عقبانا |
بيض بإيمانـهم زرق النـصال وفي |
|
رؤوسهـم لامعات البيـض تيجانا |
صلـيل بيض المـواضي عندهم نغمٌ |
|
ويحسبون القـنا الخـطيّ ريحـانا |
لولا القـضاء لافنـوا من بسالتـهم |
|
جيش الضلال كأن الجيش ما كانا |
حتى فنوا في مـحاني الطف تحسبهم |
|
عقــداً تبـدد ياقـوتاً ومـرجانا |
باعـوا نفوسـهم لله بـل غضـبوا |
|
لاجـله فحباهـم مـنه رضوانـا |
فظل فـرداً أخـو العلياء واحـدها |
|
قطب الورى منبع الاسرار مولانا |
حامي الحقيقة محـمودالطريقة انسا |
|
ن الخلـيقة بل أعلى الـورى شانا |
يـأبى الدنـية أن تدنـو الـيه وان |
|
يعطي القيـاد إلى من عـهده خانا |
فلم أجد قـط مـكثوراً وقد قـتلت |
|
حـماته وهو يبـدي ابشـر جذلانا |
حتى هوى في ثرى البوغآء تحسبه |
|
في الأرض وهو يفوق النجم كيوانا |
تضـمه الأرض ضمّ المسـتهام به |
|
حتى تلـفّ عـليه التـرب أكـفانا |
يبـكي لـه الـملأ العلوي قاطـبة |
|
والأرض حـزناً عليه صلـدها لانا |
والـملة السمـحة الغراء خـاوية |
|
عـروشها تبـكه وجـداً وأشجـانا |
يبكـي له مجـده السامي ونائـله |
|
واللـيل يبكيـه كم احـياه أحـيانا |
يـا راكباً يقـطع البـيدا بلا مهل |
|
يطوي المـهامه آجـاما وغيـطانا |
ان جئت طيبة عزّ الطهر أحمدَ في |
|
بنيـه ب ل عـزّ عدنانا وقحـطانا |
وقل تركت سـرياً مـن سـراتكم |
|
مجدلا فـي مـوامـي البـيد ظمآنا |
أنتم ليـوث الوغى في يـوم معركة |
|
فـكيف أوليتـموه اليـوم خـذلانا |
وليتـكم يا مساعـير النـزال ويا |
|
غلـب الرجـال اغثـتم ثمّ نسـوانا |
قد اخرجوا بعـد أمنٍ من عـقائلهم |
|
اسـرى كمثل قـطاً قد ريع وسنانا |
مـا بيـن ساحبـة للـذيل نـادبة |
|
بـالـويل مـلآنة وجـداً وأحـزانا |
تدعو أيا جدُ فتّ الدهر في عضدي |
|
وثلّ عـرشي وأوهى مـنه أركـانا |
يا جد كنـتُ بكم في منعـة وعلا |
|
اجـرّ في عـرصات الفـخر أردانا |
يا جـد لـم تـرع أعدانا قرابـتنا |
|
منكم بل القرب مـن علياك اقصانا |
هذا حبـيبك عـار بالعـراء لـقى |
|
ترضّ جـرد المـذاكي منـه جثمانا |
بائـت امية بالخـسران بـل تربت |
|
أيـديهـم ولقـوا ذلاً وحـرمـانـا |
تباً لهـم قطـعوا أرحامـهم وبغـوا |
|
واستـبدلوا بهـدى الايمانا كفـرانا |
وخـاصـموا الله اذبـاؤا بمـوبقـةٍ |
|
وصفـقة أورثت في الحشر خسرانا |
لعـل رحـمة ربي أن تـداركـنـا |
|
بصاحب العصر أعلى الخلق بـرهانا |
حتى نكـفّ بـه بـأس الذين بغـوا |
|
ويـملأ الأرض أمنـاً ثـمّ ايـمانـا |
يا بن الغطاريف والسادات من مضر |
|
والمـصدرين شـبا الهـندي ريـانا |
لـو كنتُ شاهد يوم الطـف رزئكم |
|
من كل اشوس من ذي المجد (عمرانا) |
الـقـادحـين زنـاد المـجد دأبهـم |
|
كم أوقدوا القـرى والـروع نيـرانا |
نفـديكـم ولقـد قـلّ الفـداء لـكم |
|
مـنـا ونبـذل أرواحـاً وأبـدانـا |
لـكن تأخـر حظـي فألتـجأت الى |
|
مـديحـكم في الـورى سراً واعلانا |
وازنت ما قالـه عبـد الحسـين أبو |
|
ذئب(1) فأعجز فيـما قـال سحبانا |
(عجـم الطلول سقـاك الـدمع هتانا |
|
ما أفظع الخطب لو افصحت ما كانا) |
فصغـتها بنـت فـكر يستــمدّ بها |
|
حسين من فضلكم في الحشر احسانا |
والـوالـدين بـكم أرجـو نجاتهـما |
|
واستـميح لهـم عفـواً وغـفـرانا |
والاهل والصـحب ثم التابعـين لكم |
|
مـن البـريـة اخـوانـاً وجيـرانا |
اشكـوا لكم مس ضرٍ قـد تـكأدني |
|
مـا أن اطيـق له حـمـلاً اذا حانا |
فانتـم خير مـن يخشى واكـرم مَن |
|
يُرجـى وكم بكـمُ الـرحمـن نجانا |
صلى الالـه عليكم كـلما صدحـت |
|
قمريةٌ وعـلت في الـدوح اغـصانا |
تخـفي الاسـى وهـمول الدمع يظـهره |
|
والسقم يثبت ما قد صرت تنكره |
هـذا فـؤادك أضحـى الـهم يـؤنـسه |
|
وذاك طرفك أمسى النوم يضجره |
تـهفـو إلـى ربـع دار بـان آهـلهـا |
|
فالصبر تجفـوه والسلوان تهجره |
وان جرى ذكر مـَن حلّ العقـيق جرى |
|
لذكرهم من عقيق الدمـع أحمره |
فقف على الطف واسمع صوت صارخهم |
|
يشكو الظما وحديث الحال ينشره |
ونـادِ بالـويل في أرجـائـه حـزنـاً |
|
فليس يحـمد مـن عان تصـبّره |
وأمـزج دمـاء دمـوع العين من دمهم |
|
لأي يـوم سـوى ذا اليوم تذخره |
فقد هـوى ركـن ديـن الله وانـدرست |
|
ربوعه واختفى في التـرب نيّره |
وقـد خـلا مـن رسـول الله مسـجده |
|
لفقـده ونـعـاه اليـوم منـبـره |
يا سيـدي يـا رسـول الله قـم لـترى |
|
في الآل فوق الذي قد كنت تخبره |
هـذا عـليٌ نـفـوا عـنه خـلافـتـه |
|
وأنكر النص فـيه مـنك منـكره |
قـادوه نـحو فـلان كـي يبـايـعـه |
|
بالكره منـه وأيـدي الجور تقهره |
من أجل ذاك قضى باالسـيف مضطهداً |
|
شبـيره وقـضى بالسـم شبـّره |
كـأنـه لـم يكن صنـو النـبـي ولـم |
|
يكن مـن الـرجس باريـه يطهره |
تلك فـاطـمـة لـم يـرع حـرمتها |
|
من دق ضلعها لهـا بالباب يكسره |
وذا حسيـنك مقـتول بـلا ســبب |
|
مـبضع الجـسم دامـيه معـفره |
صـدوه عـن ورد مـاء مع تحـققهم |
|
بـأن والـده المـورود كـوثـره |
فبارز القـوم يروي السـيف من دمهم |
|
والرمـح يـورده فيهم ويـصدره |
كالليـث يفـترس الفـرسان عابـسة |
|
ولم تـكن كثرة الاعـداء تـذعره |
وخـرّ للأرض مغـشياً علـيه بـما |
|
أصـيب بالسـيف وآراه معـفّره |
فجاءه الشـمر يسعى وهـو في شغل |
|
بنفـسه مـاله مَن عـنه يزجـره |
حتـى ارتقى مرتـقىً لـم يرقه أحدٌ |
|
فكان مـا كان مـما لسـت أذكره |
فمذ رأت زينب شمـراً على الجـسد |
|
الدامي الشـريف وفي يمناه خنجره |
قالـت أيا شـمر ذا سـبط النبي وذا |
|
نحتر لنحرير عـلم انـت تنـحره |
فلا تطأ صـدره الـزاكي فتهشـمه |
|
فإنـه مـورد التـقوى ومصـدره |
يا شمر لا تود روح المصطفى سفهاً |
|
وأنـت تعـرفـه حقـاً وتنـكـره |
يا شمر ويحك قـد خاصمت في دمه |
|
مَن أنت في الحشرترجـوه وتحذره |
مـاذا تقـول إذا جـاء الحسـين بلا |
|
رأس وربـك يشـكـيه ويـثـأره |
أو أبـرزت ثوبـه المدمـوم فاطمة |
|
في الحشر في موقف الاشهاد تنشره |
أم كيف تقـتل ريحان النـبي ومـَن |
|
بُـكـاؤه كان يـوذيـه ويضـجره |
ليهنك ما بلـغت مـن الأماني |
|
بحـكـم المـشرفـية واللـدان |
زحفت إلى العدا في غيم حتف |
|
بـوارقـه الأسنـة واليـمـان |
بفرسان يـرون الطعن فرضاً |
|
وحفظ النـفس من شيم الغواني |
سراة لـو عـلو هـام الثـريا |
|
لكان لهـم بـه خفـض المكان |
وإن لبـسوا الرياش فمن حديد |
|
لزينة عيـدهـم يـوم الطـعان |
وخيل سابـقت خـيل المـنايا |
|
فحازت في الوغى سبق الرهان |