ما ضـرّ من كـان ذا لبٍّ وتـفكير |
|
لو قطّع النفس وجداً يوم عاشور |
وكلّف الـقلب حـزناً لا يـخامـره |
|
تكلف الصبر حتى نفخه الصور |
خطب أقام عـمود الـشرك منتصباً |
|
وشدّ أعضاد أهـل الغي والزور |
خطب غدا منه عرش الله منصدعاً |
|
وكوّر الشمس حـزناً أي تكوير |
لله يـوم أقـامـت فـيه قـارعـة |
|
أهل الحفيظة والجرد المحاضير |
من كـل مقتلع الارواح مصلطم الـ |
|
أشباح مفترس الاسـد المغاوير |
حامـي الحقـيقة مـقـدام الكتـيبة |
|
خوّاض الكـريهة دفّاع المقادير |
صوّام يوم هـجير الصيـف ملتزم |
|
تلاوة الذكـر قـوّام الـدياجير |
يوم ترامـت إلى حـرب الحسين به |
|
أبناء حـرب على جدٍّ وتشـمير |
وروّت الأرض من نحر الحسين دماً |
|
وغادرتـه طريحاً في الهياجير |
يا للحـماة حمـاة الدين مـن مضر |
|
ويا ذوي الحزم والبيض البواتير |
أبـريـق الـبروق ذاك الضـياء |
|
أم سنا لاح إذ سفـرن الظباء |
وبـلـيل النـسـيـم مـرّ بلـيل |
|
أم شذاها ضاعت به الارجاء |
هـي للقـلـب فتــنة وعـذاب |
|
وهي للعين روضـة غـنّاء |
إن يكن حـال بينـنا البعد كـرها |
|
فلهـا كان في القـلوب ثواء |
أنا بـاق على الـوفاء وإن هـم |
|
نقضوا العهد عندهم والـوفاء |
نقضوا العهد نقض أرجاس حرب |
|
لعهود بها إلى السبط جـاؤوا |
يميناً بـنا يا سائـق العيس يا سـعد |
|
فلي بالحمـى حيّ بـه بعُدَ العـهد |
وسر بي إلى تلك الربى علـني أرى |
|
بها نخفة يـوماً بها يـذهب الوجد |
وطف بي على تلك الطلول عسى بها |
|
يزول غـرام في الفـؤاد لـه وقد |
وسل ناشداً في الحي عن قلب مغرم |
|
ثوى عـندهم ما كان يـوماً له ردّ |
وهل منهم من بعـد ذا الهجر والقلى |
|
وصال لمضنى شفه الشوق والوجد(1) |
ألا إننـي بـادي الـشجـون مـتيمُ |
|
ونار غرامـي حرهـا يتـضرمُ |
ودمـعي وقـلـبي مطـلق ومقـيد |
|
وصبري ووجدي ظـاعن ومخيم |
أبيت ومـالي فـي الغرام مساعـد |
|
سوى مقلة عبرى تفيض وتسجم |
وأكـتم فرط الوجـد خيـفة عاذلي |
|
فتبدي دمـوعي ما أجـنّ وأكتم |
ويا لائـمي كـفّ الـملام وخـلّني |
|
وشأني فإن الخطب أدهى وأعظم |
فلو كنت تدري مـا الغـرام عذرتني |
|
وكـنت لأشجاني تـرقّ وترحم |
إلى الله أشـكو ما لقـيت من الجوى |
|
فـربي بـما ألـقاه أدرى وأعلم |
ويا جيرة شـطت بهم غـربة النوى |
|
وأقـفر ربع الأنس والقرب منهم |
أجيروا فؤاد الصب من لاعج الأسى |
|
وجودوا علـيه باللـقا وتكرموا |
وحقكم إنـي عـلى العـهد لـم أزل |
|
وما حلـت بالتفريق والبعد عنكم |
وقربكـم أنسي وروحـي وراحـتي |
|
وأنتم مـنى قلبي وقصـدي أنتم |
رعى الله عصراً قد قضيناه بالحمى |
|
بطيب التـداني والحـواسد نوّم |
وحيـا الحيا تـلك المعاهـد والربى |
|
فقد كنت فيـها بالسـرور وكنتم |
إلى ان قضى التفريق فـينا قضاءه |
|
وأشـمت فيـنا الحاسدون وفيكم |
وشأن اللـيالي سلب مـا سمحت به |
|
ومن عـادة الأيـام تبنـي وتهدم |
وما زال هـذا الدهر يخـدع أهـله |
|
ويقضي بجـور في الأنام ويحكم |
ويرفع مفضولاً ويخفض فاضلاً |
|
وينصـب في غدر الكرام ويجزم |
أصاب بـسهم الغدر آل محـمدٍ |
|
وأمـكن أهل الجور والبغي منهم |
وكانـوا ملاذالخلق في كل حادث |
|
نجـاة الـورى فيما يسوء ويؤلم |
وأبحر جود لا تغـيض سـماحة |
|
وأطـواد حـلـم لا تكاد تـهدم |
وأقمار فضل في سماء من التقى |
|
واعـلام إيمان بـها الحق يعلم |
هم حـجج الرحمن من بين خلقه |
|
وعروته الوثقى التي ليس تفصم |
وعندهتم التبيان لا عنـد غيرهم |
|
ومودع سرّ الله لا ريـب فـيهم |
ومنهم إليـهم فيهم الـعلمُ عندهم |
|
وأحكام دين الله تؤخـذ عنـهم |
ومن مثلهم والطـهر أحمد جدهم |
|
ووالـدهم أزكى الأنـام وأعظم |
وصي رسـول الله وارث علمه |
|
وفارسه المقدام والحرب تضرم |
وناصر ديـن الله والأسـد الذي |
|
هو البطل القرم الهمام الغشمشم |
وقاتل أهل الشرك بالبيض والقنا |
|
ومـن كان أصنام الطغاة يحطم |
وأول من صلى إلى القـبلة التي |
|
إليـها وجوه العارفـين تـيمم |
فلما رأى ان لا محيص من الردى |
|
وطاف به الجـيش اللهام العرموم |
سطا سطوة الليث الغضنفر مقدماً |
|
وفي كفه ماضـي الغرارين مخذم |
وصال عليـهم صولـة عـلوية |
|
فولوا على الأعقاب خوفاً وأحجموا |
إلى أن دنـا مـا لا مـردّ لحكمه |
|
وذاك عـلى كـل الأنـام محـتم |
فلله يـوم السـبط يـا لك نكـبة |
|
لها في فؤاد الـدين والمـجد أسهم(1) |