أدب الطف ـ الجزء الرابع 257


ودعا ابن سعـد بالجـمال فقرّبت وسرى بها لحادي المجدّ مزمـزما
بأبي حـزينات القـلوب يروعها حادي الظـعون على البرا مترنّما
بأبي البطون الطاويات من الطوى بأبي الشـفاه الناشفات مـن الظما
بأبي الـدماء السائلات وأرؤسـاً في العاسلات غدت تضاهي الأنجما
بأبي سكـينة والـرباب وزيـنباً في الضعن يسترحمنَ من لم يرحما
وأمامهـن الـرأس فـوق قناتـه يتـلو مـن الـقـرآن آياً محكـما
حتى أنـاخ على يزيـد فقـدّموه بطـشـته لـمـا رآه تـبـسـّما
جـذلان يقرع بالقضـيب مـقبّلاً يحـنو عـليه المصـطفى متلـثّما
واقام عيداً فـي الشآم كما أقامت فـي السماء لـه الـملائك مـأتما
فعلى يـزيـد ووالـديه وتابعـيه ومن رضيه اللعن مـن رب السـما
وعلى النبـيّ محــمدٍ والآل مـا هبّـت صـبا صلّى الإلـه وسلـّما
مـولاي يا بن الأكرمين وقلّ مـا نتج الكريـم سـوى النجيب الأكرما
مـولاك لطـف الله فـوّض أمره بيـديك معـتـمداً علـيك وسلـّما
مـولاي خذ بيدي غداً مـع والديّ ومن غدا في الحـب مـثلي مغرما
فـامنـن علينا بـالقـبول فـإنّك البـرّ الوصول تعـطـفاً وتـكرّما
وعليكـم صلّى المهيـمن مـا دجا لـيلٌ ومـا الصبح المنـير تبـسّما


ادب الطف ـ الجزء الخامس258


قال الشيخ الطهراني في الذريعة قسم الديوان صفحة 944 :



ديوان الشيخ لطف الله البحراني ابن محمد بن عبد المهدي بن لطف الله بن علي البحراني الذي صحح بعض أجزاء شرح النهج لابن أبي الحديد الموجود هو في مكتبة (سبهسالار) طهران كما في فهرسها ج 2 ص 48 وفرغ من التصحيح 15 شعبان سنة 1164 وهو من الشعراء الراثين للحسين عليه السلام الذين جمعههم حفيد هذا الشاعر وسمّيه وهو لطف الله بن علي بن لطف الله ابن محمد بن عبد المهدي ، وهم اربعة وعشرون شاعراً جمع مراثيهم هذا الحفيد في مجموعة في سنة 1201 وهذه المجموعة بخط الحفيد موجودة عند الشيخ محمد علي يعقوب الخطيب النجفي المعاصر انتهى .
أقول ثم ذكر ديوان الشيخ لطف الله الجدحفصي في رثاء الحسين وهو ابن الشيخ علي بن لطف الله البحراني المذكور آنفاً ، وهو المؤلف للمجموعة في سنة 1201 وقد أدرج في المجموعة مراثي من نظمه .
وللشيخ لطف الله بن الشيخ محمد قصيدة تزيد على المائة بيت أولها :
ألغير كاظمة يرقّ تغزلي حيّا الحيا ساحاته من منزلي

في صفحة 113 من مجموعة مخطوطة في مكتبة الإمام الصادق ـ حسينية آل الحيدري بمدينة الكاظمية رقم 75 بخط محمد شفيع بن محمد بن مير عبد الجميل الحسيني سنة 1242 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس259


الشيخ علي العادلي العاملي

عـج بالديار سقاها الـوابل الهطلُ وجادها من ملثّ القـطر منهملُ
ليت المطايا التي سارت بهم عقرت يوم الرحـيل ولازمّـت لهم ابل
بانوا فلم يبق لي من بـعدهم جلـدٌ كـلا ولا مهـجة تغتـالها العلل
مصاب سبط رسول الله من ختمت بـجـده أنبـياء الله والـرسـل
دعوه للنصـر حتى إذ أتـى نكثوا ما عـاهدوه عليه بئس ما فعلوا
رووه يوم الرزايا بالكتائب والخيل التـي ضاق عنها السهل والجبل
والسبط في صحبه كالبدر حيث بدا بين الكواكـب لم يرهقهم الوجل
تسابقوا نحـو إدراك العلى فجهنوا ثمارهـا بنـفوس دونهـا بذلوا
من كل قـرم أشمّ الانف يوم وغىً ضرغام غاب ولكن غابه الاسل
فعفروا في الثرى نفسي الفداء لهم صرعى تسحّ عليهم دمعها المقل
يا آل طـه بكم نرجـو النجاة غداً من الخطايا إذا ضاقت بنا السبل
فـانـتم شفـعـاء للانـام غـداً يوم الحـساب إذا لم يسعد العمل
فدونكم مـن علي نجـل أحـمد يا آل النبي رثـا مـا شابـه خلل

والقصيدة طويلة موجودة في الديوان المخطوط بمكتبة الامام الحكيم العامة برقم 745 قسم المخطوطات .

ادب الطف ـ الجزء الخامس260


الشيخ علي بن أحمد الملقب بالفقيه العاملي المشهدي الغروي يقول السيد الأمين : وجدنا له ديوان شعر في النجف بمكتبة الشيخ محمد السماوي أقول وله مراسلات أدبية مع الشاعر السيد نصر الله الحائري سنة 1122 . قال الشيخ الأميني : وهو موصوف بالعلم والأدب والفضيلة ، له ديوان مرصوف مسبوك مرتب على أبواب وخاتمة(1) ، قرأ على المدرس الشريف الأوحد السيد نصر الله الحائري .
وذكره صاحب نشوة السلافة فقال : العالم النبيه الشيخ علي بن أحمد الفقيه نادرة هذا العصر والزمان ومدره الفصاحة والبيان ، لا تغمز له قناة ولا تقرع له صفاة ، شعره أنور من روض زاهر لا يطيق أن يأتي بمثله شاعر .
رائعة من روائعه في مدح النبي الكريم . عن ديوانه المخطوط :
سل وميض البرق إن لاح ابتساما عن يمين الجزع مَن أبكى الغماما
وسل الـوابـل يـا صـاح إذا بكـر العـارض يحـدوه النعاما
هـل ترى جيـران ذياك الحمى ضعـنوا أم قـطـنوا فيه دواما
بل هموا بالمنحنى مـن أضلعي لا حـجازا يمـمّوهـا وشئامـا
ليـتهم حيـث ألـمّـوا علـموا انما قلبي لهـم أضـحى مـقاما
يـا رعى الله بـهـاتيك الـرّبى جيرة الحيّ وان جـادوا احتكاما


(1) وهذا الديوان أصبح في جملة مخطوطات مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف الاشرف ـ قسم المخطوطات رقم 745 وقد كتب عليه : هذا ديوان الشيخ الامام العلامة فريد دهره ووحيد عصره قدوة الأدباء وقبلة الشعراء . الشاعر الأديب النبية علي بن أحمد الملقب بالفقيه ، العاملي نسباً والغروي مولداً ومسكنا .
ادب الطف ـ الجزء الخامس261


وسقـى الجـرعـاء من بطحآئها صـوب دمـعي وسحـاب يتهاما
سلـبوا جفنـي رقـادي بعـدما ألبسوا جـسمي نحـولا وسقامـا
أطـلقوا دمـعـي ولكـن قيـدوا قلبي المضنى ولوعـاً وغـرامـا
يا ومـيض الـبرق بـالله فسـل من ظبآء الحي ان جـزت الخياما
احـلال عنـدهـم سفـك دمـي أي شـرع حلّـلوا فـيه حـراما
أن يكن قتلي لهـم فـيه رضـىً مـا عليهـم قَـودٌ فيـه إذا مـا
انّ للـعـرب عـهـوداً ووفـى ما لهذا العرب لم يرعوا الذمـاما
يـا لـقومـي مـن لصّبٍ مدنفٍ قلبه اضـحى كئيـباً مـستهـاما
من ضبى أجفـان أجفـان الظبى كلّ جفـن ارهـفوا فيه حسامـا
ودمـىً لو لـم تـكن الحاظـها ريشها الهـدب لـما كـنّ سهاما
يـا أهيل الـودّ هـل من زورةٍ بعد ذا البعـد ولـو كانـت مناما
ليت شعري أنها وحدي في الهوى ذو عـنىّ أم أن للـصبّ هيامـا
لا رعى الله عذولـي في الهوى فـلكم أودى باحشآئـى ضرامـا
أو لا يـعـلـم مـن أنـّي لـم استمع يـوماً من اللاحي مـلاما
مـا على الأعـمى بذا من حرج إنمـا فيه عـلى مـَن بـتعامـا
دع ملامـي في الهوى يا لائمي وذر العـذل فـذا العذل إلى مـا
لـم يمـط عني أعـبآء الهـوى غير مدحي خير من يولي المراما
أحمد الـرسل الميامـين ومـن ختـم الله بـه الـرسل الـكراما
سيّـد الكونـين والهـادي الذي ضلّ من قـد حاد عنه وتَحامـى
خير خلق الله من اضحت لضىً للـورى إذ جـآء بـرداً وسلاما
خـصّ بالـبعـث الينا رحـمةً وهـدىً عـمّ بـه الله الانـامـا
وبـشيـراً ونـذيـراً للـورى وصراطـاً مستقـيماً وإمـامـا
علّـة الكـون فـلـولاه لـمـا خلـق الله ضـيـآء وظـلامـا


ادب الطف ـ الجزء الخامس262


لا ولا آدم فـي الـدنـيـا ولا (يافثاً) فيـها ولا حشامـا وساما
واصطفاه الله مـن بين الورى خاتم الـرسل وأعـلاه مـقـاما
وبـه اسرى بـلـيل فـدنـى قاب قـوسين واقـرأه السلامـا
كم له مـن معـجزاتٍ ظهرت جلّ منها الدين قـدراً واحترامـا
وبـراهيـن هـدىً أنـوارها قد محت من مشرق الحق القتاما
من اولو العزم بـه قد شُرفوا وحـباه الله بـالـرسل اختتامـا
فاقهم فضـلاً فـلو قيسوا به جلّ قـدراً في المعالي وتسامـى
هـو منهم وهـموا منه غدوا كنجـوم قارنـت بـدراً تـماما
أو كبـحـر والنبـيون بـه قـطرات أو كـدرٍّ فـيه عـاما
فـاز فـي عقباه من لاذ به ونجـا فـيهـا ولـم يلق أثـاما
ونـجى مستـمسك عاذ بـه من سطى الدهر ولو لاقى الحماما
ويقيني مـن يـكن معتصماً برسول الله صـدقـاً لـن يضاما
كيف في الدارين نخشى وهو العروة الوثـقى لـدينا لا انفصاما
يا رسول الله يـاذا الفضل يا خير مـن لاذ بـه الـجاني أثاما
وأمط عن مهجتي حرّ الظما يـوم آتيك غـداً اشكـو الاوامـا
يا رسول الله سـمعاً مدحتي فـبها منك غـداً ارجـو المراما
فاجـزني بمـديحي كـرماً خير ما ارجوا غـداً : إنّ الكراما
فعليك الله صلّى مـا اغتدت عـيس وفـادك في البـيد ترامى
ونحا عـلياك ركب يمـمّوا لثـم اعتابـك ضـمّاً واستلامـا

وقال عند خروجه من اصفهان متوجهاً الى النجف سنة 1120 ، مادحاً أمير المؤمنين عليه السلام . أخذناها عن ديوانه :
ذريني تعنينى الأمور صعابها فان الأماني الغر عذب عذابها


ادب الطف ـ الجزء الخامس263


إذا عـرضت لي مـن اموري لبانة فسيان عندي بعـدهـا واقترابها
فلا بـد مـن يوم يـرينى اجتلاؤه وجوه الأماني قـد أُمـيط نقابها
فلا تعذلي من أرهف العزم خائضاً غمار المنايا حيث عـبّ عبابها
ترامى بـه من كل هو جاء ضامر أمونٍ كأمثال الحـباب انسيابـها
يـؤم بهاشـهم إلى غايـة غـدت تشاد بـاكناف الـمعالي قـبابها
وآنـس مـن أرض الغري مسارحاً ولاح لعيني سـورها وشعابهـا
فثمّ أريـح اليعملات مـن الـسرى وطيّ قفـار مـدلهـم إهابـها
احط بها رحلي وألقـي بها العصى إلى أن يفادي النفس مني ذهابها
مواطـن انس فالبـرية قـد غدت إليهارجا الدارين تحـدى ركابها
سمت شرفاً سامي السماك فكاد في ثراها الثريا أن يكـون غـيابها
الا إن أرضاً حـلّ في تربـها أبو تـراب لكـحل للعيـون ترابها
أخو المصطفى من قال في حقه أنا مـدينة عـلم وابـن عمّي بابها
إمام هـدى جاء الـكتاب بمـدحه وجاء بـه الرسل الكـرام كتابها
طـويل الخـطى تلقاء كل كتـيبة إذا شبّ فـي نار الهياج التهابها
إذا لـم تطر قبل الفـرار نفوسهم فبالبيض والسمر اللدان استـلابها

وقال يمدحه عليه السلام وانشدها في شيراز أيام صباه . وهي من ديوانه :
هـلا رثـيت لمـدنـف سئمت مضاجعه الوسائد
مثل الذي ما زال مفتقراً إلـى صلـة وعـائـد
لله أيــام الــغــري وحبـذا تلك الـمعـاهد
فلكم صحبتُ بـارضـها آرامها الغيد النـواهـد
وسحبت أذيـال الـصبا مرحا وجفن الدهر راقد
والشـمل منتـظـم لـنا بربوعها نـظم الفـرائد


ادب الطف ـ الجزء الخامس264


مضـت على عـجل بها الأيـام كالنعـم الشوارد
يـا دارنا بحـمى الغري سقيتِ منـهلّ الـرواعد
يـا سعـد وقيـتَ النوى وكفـيت منـها ما أكابد
بالله ان جـزت الغـريّ فعـج على خير المشاهد
واخلـع بها نعـليك ملتثم الـثــرى لله سـاجـد
وقـل الـسلام علـيك يا كهف النـجاة لكل وافـد
ومحط رحل المسـتضام المـستجـير وكـل وارد
يـا آيـة الله الــتـي ظهرت فأعيت كل جاحد
والحجة الكبرى المـناطة بـالأقـارب والأبـاعـد
لولاك مـا اتضح الرشاد ولا اهتـدى فيه المـعاند
كـلا ونـيران الضلالة لـم تـكن أبـداً خـوامد
والـديـن كـان بـناؤه لـولاك منـهدّ القـواعد
حـارت بـك الأوهـام واختلفت بنعماك العـقائد
أنت المرجى في الفوادح والمـؤمـل في الشدائـد
تدعو الأنام إلـى الهدى وعليهم فـي ذاك شاهـد
خـذها أبـا حسـن إلى عليـاك أبـكاراً خـرائد
أرجـو بها يـوم المعاد النصـر ان قلّ المـساعد
صـلى علـيك الله مـا ارتضع الثرى درّ الرواعد


ادب الطف ـ الجزء الخامس265


عبد الله الشبراوي

ذكر الشبراوي الشيخ عبد الله الشافعي المتوفى 1172 في كتابه ـ الاتحاف بحب الاشراف ـ فصلاً في مشهد رأس الحسين عليه السلام في مصر والكرامات التي كانت له ثم قال : ولنذكر نبذة من القصائد التي مدحتُ بها آل البيت الشريف وتوسلتُ فيها بساكن هذا المشهد المنيف ، فمما قلت فيه :
آل طــه ومـَن يـقـل آل طـه مستجـيراً بـجاهكـم لا يـردُّ
حبكـم مـذهـبي وعـقـد يقـيني ليس لي مـذهب سـواه وعقدُ
منكم أستـمد بل كل مـن في الـ ـكون من فيض فضلكم يستمد
بيـتكم مهـبط الـرسالة والـوحي ومنـكـم نـور النـبوّة يبـدو
ولـكم في الـعلا مـقـامٌ رفـيعٌ ما لكـم فـيـه آل يـس نـدّ
يا بن بنت الرسول مَن ذا يضاهيك افتـخاراً وأنـت للفـخر عقد
يـا حسـيناً هـل مـثل أمـك أمّ لشـريف أو مثـل جـدّك جدّ
رام قـوم أن يلحـقـوك ولـكـن يبنـهم في العـلا وبيـنك بُعدُ
خـصـك الله بالسـعادة فـي دنـ ـياك ثـم بـالـشـهادة بَعـد
لك فـي الحـشر يا حسيـن مقـام ولأعـداك فيه خـزيٌ وطـرد
يا كريم الـدارين يا مَن لـه الدهـ ـر على رغـم مـن يعاند عبد
أنت سـيـف على عـداك ولـكن فيـك حلم ومـا لفـضلك حـدّ
كل مـن رام حـصر فـضلك غرّ فـضل آل النبـي ليـس يـُعَدّ


ادب الطف ـ الجزء الخامس266


طيـبة فاقـت البـقـاع جمـيعاً حين أضحى فيها لجدّك لحدُ
ولمصـر فـخر على كـل مصر ولهـا طالـعٌ بقـبرك سعدُ
مشـهدٌ أنث فـيه مشـهد مجـدٍ كم سعى نـحوه جوادٌ مُجِدّ
وضريح حـوى عـلاك ضريحٍ كـله مـندل يفـوح ونـَدّ
مـدد مـا لـه انـتـهاء وسـرّ لا يضاهى ورونـق لا يُحَد
رضـيَ الله عـنـكـم آل طـه ودعاء المـقلّ مثلـي جهد
وسـلام عـليـكـم كـل وقـت ما تـغنّت بكـم تهامُ ونجدُ
انـا في عـرض تربـة أنت فيها يا حسيناً وبـعدُ حـاشا أُرَدّ
أنا في عرض جدك الطاهر الطهر إذا ما الزمان بالخطب يعدو
أنا في عرض جدك المصطفى مَن كل عـام لـه الـرحال تُشدّ

قال : وقلت فيهم ايضاً رضي الله تعالى عنهم :
آل بيت النـبي مـا لي سـواكم ملجأ أرتجـيه للكرب في غـد
لسـت أخشى ريب الزمان وأنتم عمدتي في الخطوب يا آل أحمد
مَـن يضاهي فـخاركم آل طـه وعلـيكم سـرادق العزّ ممـتد
كـل فـضل لغـيركـم فإليـكم يا بني الطـهر بالإصالـة يُسند
لا عـدمنا لكـم مـوائـد جـود كل يـومٍ لـزائـريكـم تُجـَدّد
يا ملـوكاً لـهم لـواء المـعالي وعلـيهم تـاج السـعادة يُعـقد
أيّ بيـت كـبـيـتكـم آل طـه طهـّر الله سـاكنـيه ومـجـّد
روضـة المجـد والمفاخـر أنتم وعليكم طيـر المـكارم غـرّد
ولكـم فـي الكتاب ذكـر جميل يهـتدي منـه كل قارٍ ويسـعد
وعليكـم أثنى الكتاب وهـل بعد ثنـاء الكـتاب مجـدُ وسـؤدد
ولكـم فـي الفـخار يا آل طـه منـزل شامـخ رفيـع مشـيّد
قد قصدناك يا بن بنت رسول الله والخير مـن جـنابـك يُقـصَد
يا حسيناً مـا مـثل مجدك مـجدٌ لشريف ولا كـجـدّكَ من جـد


ادب الطف ـ الجزء الخامس267


يـا حسـيناً بحـق جـدّك عطفاً لمحبٍّ بالخـير مـنك تعـود
كـل وقـت يـودّ يـلثـم قبـراً أنـت فيه بمـقلتيه ويشـهد
سـادتي انجـدوا مـحباً أتـاكـم مطلق الدمع في هـواكم مقيد
وأغيثوا مقـصّراً ما له غير حما كـم إن أُعضل الأمر واشتد
فعـليكم قـصـرت حبي وحاشا بعـد حبي لكم أُقـابلُ بالرد
يا إلهي مـا لي ســوى حب آل البيت آل النبي طـه الممجد
أنـا عـبد مقـصّرٌ لسـت أرجو عملاً غيـر حـبّ آل محمد


وقال :
يا آل طـه مـن أتـى حبكم مـؤملاً إحـسانكم لا يـضام
لذنابكـم يـا آل طـه وهـل يُـضام مـن لاذ بقوم كـرام
تـزدحم الـناس بـأعتابـكم والمنهل العـذب كثير الزحام
من جاءكـم مستمطراً فضلكم فاز من الجود بأقصى مـرام
يا سادتي يا بضعة المصطفى يا من له في الفضل أعلا مقام
أنتـم مـلاذي وعـياذي ولي قلـب بكم يا سادتـي مستهام
وحقـكم إنـي محـبّ لكـم محـبة لا يعتـريها انصـرام
وقفـت في أعتابكـم هـائماً ومـا على من هام فيكم ملام
يا سبط طـه يا حسيـن على ضريحك المأنوس مني السلام
مشـهدك السـامي غدا كعبة لناطـواف حولـه واسـتلام
بيت جـديد حـلّ فيـه الهدى فصار كالبيت العتـيق الحرام
تفديك نفسي يا ضريحاً حوى حسيناً السـبط الامـام الهمام
إني توسـّلـت بـما فيك من عـزٍّ ومـجد شـامخ واحتشام
يا زائـراً هـذا المـقام اغتنم فكـم لمن يسعى اليـه اغتنام
ينشـرح الصـدر إذا زرتـه وتنجلي عنك الهـموم العظام
كم فيه مـن نور ومـن رونق كـأنه روضـة خيـر الأنام


ادب الطف ـ الجزء الخامس268


عبد الله الشبراوي



قال أحمد بن محمد بن ابراهيم الانصاري اليمني الشرواني في كتابه (حديقة الافراح) المطبوع بالقاهرة ما نصه :
الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصريّ عارف حاذق كنز الحقائق والدقائق ، نثره رائق ودرّ نظمه فائق .
وقال الزركلي في (الأعلام) : عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي : فقيه مصري ، له نظم . تولى مشيخة الأزهر . من كتبه (شرح الصدر في غزوة بدر) ، وديوان شعر سماه (منائح الالطاف في مدائح الاشراف) وعنوان البيان نصائح وحكم .
قال ك ونبهني الأستاذ أحمد خيري الى أن الجبرتي ذكر وفاته يوم الخميس 6 ذي الحجة سنة 1171 هـ وأن مولده سنة 1091 هـ .
أقول : وفي مقدمة ديوانه المطبوع بالمطبعة المليجية بمصر سنة 1324 عبّر عنه بـ (شيخ الاسلام) .
ومن قوله مادحاً أهل البيت عليهم السلام :
إن العـواذل قد كووا قلبي بنار العـذل كيّ
ومرادهم أسـلو هواك وأنت نقـطة مقـلتيّ
عذلوا وما عذروا وكم وصل الأسى منهم إليّ
كم شنّـعوا وتفـوّهوا وتقوّلـوا كذبـاً عليّ


ادب الطف ـ الجزء الخامس269


وأنـا وحقـّك لا تـؤثر عـنديَ العـزال شيّ
حـاشا يتكون لقـولهـم يا منيـتي أثـرٌ لـديّ
يا حاديَ الاضعانِ يطوي البـيدَ بالأحـباب طيّ
مهـلاً بهـم حتى أمتـّع ناظري منـهم شـويّ
يا عـاذلـي فيـهم لقـد أسمعت لـو ناديت حيّ
قـل لـي بـأيـّة سـُنّةٍ الحـبّ عـار أم بـأي
يا صاحبـيّ ومن قضى إني أحـاور صاحبـيّ
ما حلتُ عسن عهدي ولو قطـع العواذل اخـدعيّ
لا يـا أخـي ولا اقـول لعـاذلـي لا يـا أخـيّ
لا والذي جعـل الهـوى في شرع أهل الغي غيّ
ما همت يومـاً بالرباب ولا بـهنـد ولا بـميّ
لكن شغـفت بـحب آل البيت بيـت بني قصيّ
المنتـمين بـذلك النسب الشريـف الـى لـؤيّ
قـومٌ إذا مـا أمّـهـم ذو كربـة نادوه : هي
هم عـمدتي ووسيلتـي مهما لـواني الدهر ليّ
يا آل طـه قد حسـبتُ عليـكم فـي حـالتي
وبجـاهكـم آل النـبي تمسـكت كلـتا يـديّ
أرجـو بكم حسن الختام إذا ارتهـنتُ بأصغري

وقال معتزلاً :
يا مليحاً قد أبدع الله شكله وظريفاً لم تنظر العين مثله
إن لي حاجة اليك فحـقق حسن ظني فإنها منك سهله
قبلة أجتني بها ورد خديكَ واشفي بها الفـؤاد الـمولّه


ادب الطف ـ الجزء الخامس270


وجُـد بهـا كـلـما أراك وإلا أكتفي مـنك كـل شـهر بقُبله
واتخذها عنـدي يـداً وجـميلاً سيما إن سمحت مـن غير مهله
واغتنم يا ملـيح أجري فـإني صرت بـين الورى بحبك مثله
قتلتـني معاطـف منـك هيفٌ ولـحاظ سـيّافة شـرّ قـتلـه
وهـداني ضـياء وجهـك لمّا تهتُ في غيهب الشعور المضله
فاتـق الله فـي فـتاك وقل لي قـتلُ مثلي يبـاح في أي مـله
رفقتي في الهوى شموس وندما نـي بـدورٌ وأهـل ودي أهـلّه
وفـؤادي وإن تصــبّر مغرى مغـرم يعـرف الـغرام محـلّه
فاتخذني عبـداً فـإني أنا الصا دق في الودّ واتـرك الناس جمله
أنا أهـواك يـا ملـيح ولـكن يـعـلـم الله أنـه لا لـعـلـّه
أنا عـفّ الضمـير تأنف نفسي في الهوى كل خصلة تغضب الله
سل ولاة الغرام عني وعن عفـ ـة نـفـسي فـتلك فـيّ جِـبلّة
لست أرضى الهـوان في مذهب الحب ولا أطلب الوصال بـذلّـة
مـذهبي أعشق الجـمال ومهما لاح ظـبيٌ أهـواه أول وهـلـه
وإذا ما أدعـى العذول سـلوّي فعـلى صـبوتي أقـيـم الأدلّـة(1)

قال يتشوق إلى مصر ويمدح أهل البيت «ع» :
أعد ذكر مصـرَ إن قلبي مولع بمصرَ ومَن لي أن ترى مقلتي مصرا
وكرر على سمعي أحاديث نيلها فقد ردّت الأمـواج سـائـلة نهـرا
بلادٌ بها مـدّ السـماح جـناحه وأظـهر فيها المـجد آيتـه الكـبرى
رويداً إذا حـدثتني عن ربوعها فتطـويل أخبار الهـوى لذة اخـرى


(1) عن ديوانه المطبوع بمصر .
ادب الطف ـ الجزء الخامس271


إذا صاح شحرور على غصن بانة تذكرت فيها اللحظ والصعدة السمرا
عسى نحوها يلوي الـزمان مطيتي وأشهد بعـد الكسر مـن نيلها جبرا
لقـد كان لي فـيها معاهـد لـذة تقضت وأبقت بعدها أنـفساً حسرى
أحـنّ الـى تلك المـعاهـد كلـما يجدد لي مـرّ النسـيم بـها ذكرى
اما والقـدود المائسـات بسفـحها وألحاظ غـادات قـد امتلأت سحرا
وما في رباها مـن قوام مهفـهف علا وغلا عـن ان يباع وان يشرى
لئن عـاد لي ذاك السرور بأرضها وقـرّت بمـن أهواه مقلـتي العبرا
لأعتـنقن اللهـو فـي عـرصاتها وأسجد في مـحراب لـذاتها شكرا
رعى الله مـرعاها وحـيّا رياضها وصب على أرجائها المزن والقطرا
مـنازل فيـها للقـلـوب مـنازه فلله مـا أحـلـى ولله مـا أمـرا
يذكرني ريـح الصبا لـذة الـصِبا بروضـتها الغنّا وقد تنفع الـذكرى
على نيلها شوقاً أصـبّ مدامـعي وأصبوا الى غدران روضتها الغرّا
كساها مـديد النـيل ثوباً معصفراً وألبسـها من بعـده حـلّة خضرا
وصافح أغصان الرياض فأصبحت تمدّ لـه كفاً وتـهدي لـه زهـرا
وأودع فـي أجـفان منـتزهاتـها نسـيماً اذا وافـاه ذو عـلـة تبرا
اذا حـذّرتني بـلـدة عن تشـوّقي الى نيل مصر كان تحذيرها أغرى
وان حـدثوني عـن فـرات ودجلة وجدت حديث النيل أحلـى اذا مرّا
سأعـرض عن ذكر الـبلاد وأهلها وأروى بمـاء النـيل مهجتي الحرّا
وكم لـي الى مجـرى الخليج التفاتة يسل بها دمعي على ذلك المـجرى
جـداول كالحيات يـلتف بعـضها ولست ترى بطناً وليست ترى ظهرا
وكـم قلت للقـلب الـولوع بذكرها تصبّر فقال القلب لـم استطع صبرا
أما والهـوى العذري والعصبة التي أقام لهـا العشاق في فنـهم عـذرا


السابق السابق الفهرس التالي التالي